المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
شهد عبيد
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 331- الحب العاصف - ليندا دوجلاس
باقى احداث الفصل الثانى
توردت وجنتاها, فلم تكن مزرية المنظر بهذه الدرجة. و قالت بابتسامة بارده:
ـ يمكنك أن تترك معى رسالتك لها و تنصرف.
ـ أغاضبة انت؟ لقد كان علىّ أن أثبتك لحظة حتى لا تطيرى من أمامى لفرط ما كنت فيه من نشوة. لم يكن لى رجل ان يقاوم هذا.
وجدت أنها قد احيط بها من أكثر من ناحية. فطبقاً للدور الذى لعبته. عليها أن تتظاهر بأنها لا تهتم بقبلة عابرة. و لم تكن حصلت على أى معلومة منه بعد. و لوحت بيدها اعرتافاً باحتما صدق ملحظوته. و هى تشعر دون أن تعبر –أنها على قمة العالم.
كان من المفروض أن تغضب, و لكن غضبها كان لما حدث من هبوط فى طاقتها بسبب قبلته.
و من واقع هذه التجربة الأخيرة فـ إن إثان كان خطراً, أنه يأخذ ما يريد بمجرد ما أن يتاح له.
و الآن هو يريدها هى.
مع ذلك , كانت تعلم كيف تتعامل معه-لقد نال منها على حين غرة, لكن الأمور و إن صعبت, فأنها لم تعد مستحيلة. و دقت على صدره كما لو كان ولداً شثياً, ثم هربت من قبضته و اتجهت إلى جناح مكتبها و هو فى أعقابها, يترفع شعرها من خلف لفح انفاسه. و أضاف ذلك وقوداً للنار المشتعلة داخلها لقد كان امراً مزعجاً. إنها ارادت أن تصطاده. فإذا بها تنشد إليه أيضاً. و لو كان لديها أى حصافة لما دخلت فى جولة غزل معه, فقد كانت شهرته كفيلة بان تحذرها بأنه ليس محتاجاً إلى أى تشجيع.
و خطر لها أنه قد اهتز أيضاً لتلك القبلة. و ربما كان هذا اسلوباً منه يتبعه مع كل النساء, أن يوم الواحده أنها نجحت فى كسر جموده, و إذابة قلبه الجليدى و قال برقة:
ـ يجب أن تكونى أكثر حرصاً و أنت تبعثرين إثارتك ذات اليمين و ذات الشمال.
قالت مدافعة:
ـ أنى أجد عذرى فى حالتى فيما تجرعت من شراب بقد كنت فى غداء رائع فى فندق سافوى, لمناقشة توسيع نشاطى
قال مأخوذاً :
ـ هل تريدى أن تفهمينى أن ما دار بينا للتو كان بسبب الشراب و العمل؟ هل يمثل لك العمل كل هذه الإثارة؟
حاولت الا تقهقه ضاحكة:
ـ أوه, بالتأكيد يا مستر تريمين.
تعمدت أن تضغط على اسمه و هما يدخلان مكتبها, و اتسعت عينا جو دهشة:
ـ أمه أكثر الأمور إثارة فى العالم بالنسبة لىّ.
- ولا أعتقد أن ذلك يروق لعشاقك.
- و من يكون فى حاجة إلى الرجال, حين يكوت النجاح أخذا باللب؟ و قصدت بذلك ان تثير ثائرته, عالمة أنه سيكره أن يزاح الرجال من جنسه إلى درجه أدنى فى حياة امرأة.
قال بنغمة مغريه:
- اعتقد أن الرجال هنا قد أعطوك فكرة سيئة عن جنس الذكور, و أنا على استعداد أن أغير هذه الفكرة لديك بكل سرور.
و احست روكسي بشئ كرنين الفولاذ فى نبرة صوته, و شدها من الموقف سعال من جو و يرتب ما أمامه من اوراق ببراءة.
أخذت رد فعل إيثان على أنه متوقع من رجل معتز برجولته مثله.
والقت بقبعتها على الاريكة. و هزت رأسها لتحرر شعرها و خلعت معطفها بحركة راقصات الاستربتيز , و كوفئت على ذلك بزفرة حاة من إيثان.
و اتجهت إلى جو بالحديث شاعرة بأنها جمعت الأوراق فى يدها مرة أخرى – جو مستر تريمين يريد أن يتحدث إلى إحدى العاملات لدينا. تلك الرعناء المدعوة روكسانا بيج
و سددت نظرها لـ جو و لكنه كان قد فهمها على التو فلم يبد أى دهشة, متعوداً مثل هذه الالاعيب منها و قال:
ـ أهـ, تلك الحمقاء المغرورة.
لمعت عيناها و انبا بريقهما جو انها سوف تحاسبه على ذلك فيما بعد و قال:
ـ هل.... تريدين منى أن أنادى عليها فى النداء الداخلى؟
فرد إيثان بشئ من الحدة:
ـ كلا, لا تفعل ذلك الآن.
و أحست روكسى أنه غاضب لأمر ما. و دفعها إيثان امامه كما لو كانت حيواناً مذعوراً, و قد توتر جسدها احساساً بالخطر, و ابتسم ابتسامة ملأت جسدها بالرعدة.
ـ لا داعى للعجلة فأنا و العفريتة......
اخفى جو انفجاره بالضحك ببعثرة بعض الأوراق على الأرض, و انحناء لجمعها.
و قالت روكسى متنهدة:
ـ هؤلاء الموظفون غير معقولون اليوم.
و اشارت إليه بالدخول غلى مكتبها, ثم دفعت به إلى أحد المقاعد, متجاهله شهقته لديكور المكتب الذى يأخذ بلب من ليس معتاداً على الألوان البهيجة فى رأيها.
و قالت فى مرح:
ـ كثيراً ما يضرب الرجال أخماساً فى أسداساً أثناء عملهم.
حرك ايثان عينيه بين اريكة برتقاليه و وسائد قرمزيه أو حمراء قانية, و احست بصورة غامضة أن ابتسامته الساخرة ليست موجهه لذوقها الغريب فى اختيار الالوان.
ـ اعتقد ان ذلك الموظف قد دهش لاسمك المستعار.
توردت وجنتيها و انحنت لتخفى ذلك على مقعد ترتب عليه مشترياتها و قالت:
ـ إنه سكيرتيرى الخاص.
فسأل بدهشة:
ـ أتتخذين رجلاً سكرتيراً؟
ـ و لِمَ لا؟
ـ اليس ذلك انسب للنساء؟
ولاح فى هذه المرة تقلص فى زاوية من فمه, و علمت بغريزتها أنه لم يعجبه هذا الحط من قدر جنسه من الرجال. و لم يكن ذلك من عاداتها, لكن إيثان قد استفزها مما دفعها ان تعانى فى لعبتها.
ورد بوقاحة:
ـ هذا يتوقف على الاسلوب الذى تفضلينه لقضاء فترات الراحة.
رمقته بنظرة باردة, و هى تغلي فى ذاخلها. من الواضح أنه يقف موقفاً عدائياً ضد استقلال المرأة.
و بدلاً من أن تتجه إلى مكتبها اتخذت لنفسها مجلساً قابلته, لتتمكن منه بصورة أفضل. و لكنه رد كيدها إلى نحرها, إذ اخذ يخترقها بنظراته ماسحاً بها جسدها كما لو كانت يداه هما اللتان تقومان بذلك. و دون قصد منها لعقت زاوية فمها المحضب بالوان صارخة.
و تراجع هو فى جلسته سالبا لبها.
و سألها منغما نبرة صوته ببطء :
ـ هل ستقومين بعرض ازياء خاص لىّ؟
و تملكتها العصبية بصورة غير طبيعية. إنه بالكاد يعرفها, و ها هو ذا ينهال عليها بتلميحاته. و الغريب أن تشعر بارتياح نفسى لذلك. و كانت تعلم بآسي أنه ليس بالذى يضيع وقته هباءا فى دردشة فارغة مع امرأة. و أن قبلته لم تكن إلا بداية عملية إخضاع كامل لها لرغباته و سألته بنعومة:
ـ غريب أن يكون لرجل كل هذا الاهتمام بالملابس.
و بدت عيناه كالمغمضتين, و فمه حار رطب, و رد بخشونة:
ـ ليس اهتمامى بالملابس النسائية, و لكن بما تضمه تحتها.
و بحركة غبية مضحكة, وضعت يديها على صدرها فى ذعر. و اصابها الارتباك حين استعصى عليها ان تفصل بين ما تريده عن وعى و بين رغبات اللاوعى فيها. فهى تريد أن تستدرجه لتحصل منه على المعلومات اللازمة و صدمتها تلك المشاعر المشوشة منها, إذ رأت أنها –وعلى الرغم من ثقتها المبالغ فيها بنفسها – قد بدأت تستجيب له شأن اى امرأة سبق له أن داعبها. و شعرت بمرارة حقيقية لهذا, و مع ذلك , قررت ألا تعبر له عن شعورها إزاء تلك الوقاحة منه – ليس بعد.
و قالت بلهجة لاذعة:
ـ إنك لن تخرجنى منها بسهورة.
كم سيكون الأمر مسلياً حين يعلم من هى! و أن من كان يغازلها لم تكن سوى ابنة الخادم!
و قال بصوت به بحة:
ـ علىّ إذن أن ابذل المزيد من الجهد. ما رأيك فى العشاء أولاً
اتسعت عيناها الزرقاوان و هى تكرر وراءه:
ـ العشاء... أولاً؟ يا لك من رجل صبور.
و تقلص فكه و بدا التحدى واضحاً فى عينيه, و غمغم:
ـ لقد طلبت أنت المشاكل, و سأعمل على أن تحصلى عليها.
و اسرعت غلى مكتبها, و ادارت جهاز الاتصال الداخلى و قد ازعجها منه ذلك التحدى الذى صعب عليها أن تدرك مداه. و طلبت بسرعة:
ـ جو, استدع الانسة بيج حالاً.
فرد عليها:
ـ إذا كنت ترين أن المحاولة مجدية!
إما إيثان فقد قال و هو مستمر فى تسديد نظراته التهديدية:
- لست فى عجلة لأن ينضم إلى هذ الغرفة غيرنا, فيسرنى أن أظل فى برجك العالى هذا, اراقبك و أنت تتنفسين. انتبهت روكسى لما اصاب تنفسها من اضطراب حتى ضاق صدرها لذلك. و انقذها جو بصوته:
ـ الانسة بيج لا توجد فى أى مكان.
منتديات ليلاس
و قالت و هى تحاول تنظيف حلقها مما يعيق صوتها:
ـ حاول اكثر.
ثم التفتت إلى إيثان: و الآن ألا تفصح عن سبب سؤالك عنها. هل أنت صديقها مثلاً؟
و تقلصت شفتاه بإزدراء و قال:
ـ رباه, كلا. احسنى الظن بذوقى. إنه امر متعلق بالعمل.
و سألته برقة:
ـ أى عمل؟ إذا كان على ذلك القدر من الاهمية, فسنكثف محاولاتنا فى البحث عنها, فهى دائمة الزوغان كما ترى.
ـ لا داعى , إذ يمكننى أن أراها غداً. سوف أقضى هذه الليلة فى لندن لبعض شؤونى, و عندى رغبةة ملحة فى أن تتناولى معى العشاء الليلة, فما قولك؟
و أصابتها الحيرة أكثر. ما الذى يريده السيد تريمين ذو الحسب و النسب من الفتاة الصغيرة روكسانا ذات الأصل المتواضع.
و قالت معترضة:
ـ انا أعمل إلى ساعة متأخرة عادة.
فهز كتفيه:
ـ إذن فلنتناول عشاءنا فى ساعة متأخرة. فأنت تستحقين أن ينتظرك المرء... ثم مال بجسده تحاهها:
ـ .... إننى أجد سحراً فى موقعك هذا.
ـ اتقصد ما أحققه من نجاح, و ما تحت سيطرتى من محال؟
ثم رمقته بابتسامة خبيثة:
ـ ومن نساء... و اتسعت ابتسامتها .... و من رجال.
رماها بنظرة شك, و لكنها حافظت على لطف ملامحها, و حتى و هى تواجه عينيه الباردتين و ابتسم فجأة, و أخذت الحيرة تلعب بلب روكسى , اتراه قد اكتشف أمرها؟ كيف و هى لم تُظهر أى بادرة تربطها بتلك الفتاة التى رأها منذ ثلاثة أشهر. و هو قال:
ـ بل الموقف أن أبحث عن روكسانا فأجدك أنت خصماً عنيداً يدفعنى إلى أن أعرف عنك المزيد.
و كانت توشك أن تسأل ماذا تقصد لولا أزيز جهاز جو
ـ آسف للازعاج. لم أترك مكان ابحث فيه عن الانسة بيج عدا مكتبك هذا.
ـ هل يمكن أن أراك لحظة, فلدى مشكلة هنا.
رمت إيثان بابتسامة اعتذار و خرجت تزفر بالراحة, و اغلقت الباب وراءها.
و سألها جو ثائراً:
ـ ما معنى هذه اللعبة؟ و كم سيطول امرها؟
فردت هامسة:
ـ إلى أن اعلم بغيته. آسفة جو و لكنى اشعر أن وراءه امر ما.
و غمغم جو:
ـ إذن فاحذرى فأننى أرى أنك بدأت تغرمين به.
ـ هراء, و رن جرس الهاتف فرفعت السماعة:
ـ من؟ بنها ليجون؟ .... نعم اتذكرك. أنت المحامى من كورنوول...كلا ربما لا و لكن لماذا؟.... رباه أحقاً ما تقول.... اعذرنى دقيقة.
و غطت سماعة الميكروفون بيدها, و همست لـ جو:
ـ هل يمكن أن أذهب يوم الاثنين إلى كورنوول؟
وراجع الراجل مفكرته ثم قال:
ـ ممكن إذا تخليت عن موعدك الخاص بافتتاح فرع بريستول و موعدك مع مصممة الديكور لمسكنك, و.... رفعت يدها عن البوق ثم قالت:
ـ أوكى.... سأكون لديكم فى العاشرة صباحاً, إلى اللقاء.
و سألها و قد بدأت تغرق فى التفكير :
ـ ما هذا كله؟
ـ لقد حددوا موعداً لقراءة وصية السيدة تريمين و يريدون أن أكون حاضرة فى المجلس.
ـ أوهت, إنك تمزحين. إن هذا يحدث فى قصص الأفلام فقط.
ـ وليس فى كورنوول؟ أن المحامى يقول, أن العائلة كلها ستجتمع لذلك, فلماذا يريدنى فى تلك الجلسة؟ أعتقد أن السيدة تريمين قد أوصت لىّ بشئ؟ لقد كانت امى تقول أننى كنت ابعث البهجة فى حياة السيدة العجوز –على حد قولها- بخطاباتى و ما فيها من دردشة مرحة. إذن فهذا سر زيارته! يريد أن يبعدنى عما عساه يكون من حقى, الأفاق!
- و ماذا ستفعلين؟
ـ سأفرغه من كل ما يدور فى عقله الشرير, و سوف اهزمه فى لعبته. و ستكون هذه الليلة لية مثيرة.
و حذرها جو بقلق:
ـ إنه.... التحدى....إنه التحدى. احذرى لنفسك
فقالت و هى تلتهب بالاثارة:
ـ جو سوف ارتدى افضل ما عندى و استخدم افضل اساليبى, أنه لمتشوق بالفعل.
و شعرت بشئ من التوجس, إذ أن إيثان كان لديه نفس الفكرة تجاهها.
ـ و إذا ما قام بمحاولة أخرى لنقل احمر شفاهك إلى فمه؟
كان سؤال جو يفيض براءة. فاشتعل خداها:
ـ لقد كانت....
- آهـ.... حركة مبكرة من جهتك؟
فردت بحدة:
ـ بل مصادفة.
همهم من تلك المصادفات القاتلة
ـ و لكننى له
ورماها جو بنظرة ذات مغزى فنادت قائلة:
ـ حسناً, أنك على حق. إنه فى غاية الخطورة, و لن أدعوه إلى مسكنى. سنتناول عشاء رومانسياً. و تحت ضوء الاضواء الخافتة مع الشراب اللذيذ. سيبوح لىّ بما عنده.
وهز جو كتفيه يبدو عليه الشك. و نظرت متوترة إلى الباب الذي كان إيثان قابعاً خلفه. و سرت ببدنها رعشة من الإثارة قبل أن تدخل. أن جو على حق. لقد أبدى إيثان كل مظارهر الثقة بالنفس. متأكداً من أنه سينال بغيته منها تلك الليلة, مع استخدام القوة إذا لزم الأمر. و إن عليها أن تنجح فى استخلاص المعلومات منه قبل أن يتطور الأمر.
و نصحت نفسها بأكبر قدر من التعقل. فمرحها لن يخدمها هذه المرة. و بدت لنفسها كفتاة تذهب إلى أول موعد غرامى لها, و ساءها ذلك.
وخللت شعرها بأصابعها فى حركة انثوية, و أجتازت الباب, واعية تماماً لامتقاع وجهها و اضطراب ساقيها
نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة
|