كاتب الموضوع :
شهد عبيد
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: الحب العاصف
وارتفع حاجباه, وتساءل:
"موظفتك؟"
"نعم فأنا صاحبة محلات "زست"
"كذا!" ثم قال هازئا" وتتناولين منتجاتك على الدوام. فأنت تبدين متشبعة بحبوب الصحة". فردت بمرح "إني خير دعاية لمحلاتي أليس كذلك؟"
ثم تحولت لهجتها إلى الجد "والأن ما الذي جعلك تفقد أعصابك هكذا؟"
ضاقت عيناه واحتدت لهذا التأنيب المستتر."إنني أبحث عن "روكسان بيج" لقد أخذت عنوانها من المحامي الخاص بي وقد بدأت أتساءل عن سبب رفضها مقابلتي ".
وهتفت في دهشة:"مستحيل إن أية فتاة سيلعب رأسها لذلك".
وعبس فأدركت أنها تجاوزت حدها فعادت إلى الجد .
"ولكن يبدو أنها لم تعد فالبعض لا يحترمون مواعيد العمل كما يجب أليس كذلك؟
هيا معي إلى مكان ننتظرها فيه يا مستر..."
"تريمين, اسم من بلدة "كورنوول" ". ومد يدا ضخمة واثقة.
وقالت لنفسها. لطيف جدا يستخدم عينيه كثيرا ولا عجب أن تصطف النساء من أجله. وتركزت نظرته على عينيها بثبات عدة ثوان وانتاب "روكسانا" الذعر لما شعرت به من جفاف في حلقها.
لقد بدا كما لو كان عقلها النشيط وجسدها سريعي الحركة قد كبحا بمكبح قوي تحت تأثير عينيه وبدأت تشعر بنوع من السلام الداخلي أخذت تقاوم سحره فالسلام هو عدو الانطلاق والمبادأة. وبدأ عقلها يستعيد نشاطه. وابتسمت في داخلها.
" من "كورنوول" يا للطرافة أليست هذه بلد الجنيات وعجائن اللحم ؟"
وابتهجت لما بدا عليه من غيظ وهي تحقر من شأن بلدته العريقة بكلمات قليلة متهكمة ورمته بابتسامة من ابتساماتها الساحرة لتعوضه عن ذلك تاركة رموشها الكثيفة ترتعش قليلا. إنها ستتركه هكذا معلقا إلى أن تعرف الغرض من مجيئه.
"إن لدي مكتبا في الطابق الأعلى يمكنك أن تنتظر فيه وتقص لي موضوع الأنسة بيج وأنت على راحتك".
وقال بصوت به بحة :
"أرى ذلك أمرا طيبا".
وعبست فقد ظلت عيناه تهزآن بها فلماذا؟ وسارا معا وهو مقترب منها إلى أن كاد جسداهما يحتكان ببعضهما. ورأت أنه يتعمد أن يقترب منها أكثر وأكثر حتى اضطرت إلى أن تلتصق بدرابزين السلم .
وبدا لها التناقض البين بين نعومة ملابسه الأنيقة والجسد الصلب المتين العضلات تحتها. وأصابتها العصبية خصوصا وأنها لم تكن لتسمح لرجل أن يقترب منها بهذه الدرجة لمجرد تعارف عادي. إلا أنها رأت أنه من المنطق أن تتركه على حريته إلى أن تتمكن منه .
ومد يده ليحيط بها ظهرها بحجة تقديمها أمامه فانقبض عمودها الفقاري قليلا .
إنه يقوم بلعبة ما معها ما في ذلك شك. وملأها السرور كيف أن "إيثان تريمين" الأرستقراطي قد وقع في حبائل أبنة الخادمة.
وقال في صوت عميق :
"فتاتك الأنسة بيج هل ستعود قريبا ؟"
وردت في براءة واعية لنظراته عليها:
"إنك محظوظ اليوم "فروكسانا" معروف عنها أنها لا تحضر دائما بعد الظهر ولكنني متأكدة أنها لن تلعب هذه اللعبة اليوم".
"أحقا؟ يالها من فتاة مسببة للأزعاج لك بل لكلينا"
"آه ولماذا؟" "لقد سمعت عنها شائعات شنيعة "ثم سألها بنظرة بريئة :" ألم تسمعيها أنت؟"
وردت بقلق :"نعم مثل ماذا؟" إنه لم يعلم عنها شيئا إلا من خلال خطابات والدتها ولم يكن فيها شيء بالمرة.
ومط شفتيه وقال واجما:" لايمكنني أن أردد الشائعات ".
وودت لو تبطش به فقد كانت متحرقة إلى المعرفة ورأت أن من الأفضل أن تكسبثقته فقد يسر إليها بما لا تعرف. ولمست ذراعه مقبلة عليه.
وقالت له بلهجة منخفضة :
"لا يمكن أن تلوم البنت فهي لم تحصل على قسط من التربية."
وهبط حاجباه في عبوس وفاح عبيرها في الجو المحيط بهما وأحست بأهتمامه بها يتصاعد وأشعت عيناه الخضراوان بدفء تسلل إلى عقلها وجسدها وغمغم :
"إنك لم تعطيني اسمك بعد "
ومطت فمها ورمقته بنظرة كلها دلال وكانت تشعر في داخلها بجوار "إيثان" بنوع من التفاهة وهو على ما هو عليه من جد وتحكم في النفس. وهما خاصيتان لم تحسد عليهما أحد من قبل بل كانت تشعر بالرثاء لمن لا يضحكون كثيرا فهي تتمتع بحياتها حتى الثمالة ولكنها شعرت فجأة بالرغبة في الرزانة و العمق بلا من الاندفاع الذي قد يصل إلى حد المجون .
وأشرقت ابتسامتها : " اسمي أنا "
وتشكلت شفتاه ببطء في ابتسامة وأحست فجأة لفرط دهشتها أن ذلك التعديل في ملامح وجه قد بعث الدفء في أعماق جسدها ولم يكن الرجال يثيرونها بسهولة عادة . ولكن أن يحدث هذا لمجرد ابتسامة أو كما بدا لها لم يكن "إيثان" ممن يبتسمون كثيرا وأحست من أرتفاع المكان أن توهب واحدة من ابتساماته.
يا للسخف أتنجح تلك الابتسامة الماكرة في تسكرعقلها هكذا؟
وهزت رأسها منفعلة واستعادت رباطة جأشها رافضة أن تقع تحت تأثير مغناطيسيته لا معنى أن تركع تحت قدمي هذا الرجل لمجرد أنه ابتسم .
وقال يستحثها :" نعم اسمك "
وعادت إليها نزعتها الشريرة للفكاهة:"آه يا عيني ..إنه غاية في الرسمية " ثم تمثلت الجد :
"يمكنك أن تدعوني..."ونقطعت أنفاسها ورموشها تتلاعب في دلال ".....عفريتة !"
وتقلصت عضلة في فكه وتساءلت إن قد تجاوزت حدها مرة أخرى وبصعوبة كتمت ضحكتها وأسرعت تسبقه قليلا على السلم متعمدة شيئا من الشقاوة تتناسب مع ما أطلقته على نفسها ونسيت في فورتها نفسها وتلاعب ردفاها كعادتها حين تسير بالكعب العالي وكان هذا أكثر مما يحتمل وأمسكت يد قوية بها فدارت بسرعة لم تتمكن معها من مقاومته وهو يجذبها إليه :
"قلت عفريتة؟ إن لك مقدرة على إثارة الرجل وقد قبلت تحديك ولا تنسي أنك البادئة فيه ".
وانقض عليها بفمه وشعرت يجسدها ينصهر وهي تستسلم قبل أن يعي عقلها هذه الخيانة من جسدها .
وغمغم " يا لها من مفاجأة" . "إياك أن...."
واتضبت تحذيرها بانقضاض جديد من شفتيه فكيف ستتعامل مع هذا الوضع ومع هذه اللذة التي دبت فيها؟ ألا من منقذ ينقذها؟
وغمغم :"أيتها العفريتة الصغيرة "
وبدأ عقلها المخدر يتيقظ وبدأت شفتاها تتمكنان من الحركة فسألته :
"هل تنوي أن تهاجم مس بيج بهذه الطريقة ؟"
وابتسم :"لو كانت على شاكلتك ...ربما "
وارتفع صوتها قليلا:
"ألم ترها بعد إذن ؟" قال ولا يزال السرور يتملكه كما لو كان يتمتع بفكاهة ما, الأمر الذي ضايقها كثيرا:
"مجرد لمحة وكانت تبدو كمتسولة".
يتبع.....
|