المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
شهد عبيد
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 331- الحب العاصف - ليندا دوجلاس
و لكنها توقفت في غير تركيز, حين وجدت ايثان جالساً إلى منضدة سطحها من الميلامين, ممسكا بقدح في يده, ينظر إليها كما لو انها اخر انسان على وجه الأرض يري رؤيته. و سألته بعناد:
ـ الديك شئ من الشوكولا الساخنة؟
و اشار بيده إلى الدولاب. و بدأت تصنع لنفسها شيئاً. بينما هى تنتظر ان يغلى الماء, كانت حرارة جسدها ترتفع ارتفاعاً متواصلاً.
كان يرتدي روبا يكشف عن ساقيه و كان جسده شديد السمرة... شديد الرجولة.... شديد.... ابتلعت ريقها. كانت تدرك انه يراقبها و سقطت منها الملعقة على الأرض فانحنت لتلتقطها, و ودت لو تركتها مكانها حين سمعته يشهقق, و انتبهت إلى الجزء الذى انكشف من صدرها.
توقفت جافة الحلق, و عيناه النهمتان تمسحان جسدها, ثم تراجعت بعنف حين مد يده ليمسك بها. و صاح فيها:
ـ الا تريديننى الآن. و هزت رأسها.
ـ إذن فابتعدى عن طريقى, و لا تحومى حولى هكذا. انا رجل و لست احد كلابك المدللة. و خذى هذا كتحذير, فلست غافلاً عن خططك الخبيثة.
لما عز عليها الكلام, رفعت رأسها في استعلاء, و كسا وجهها تعبير بارد, و صبت مشروبها و خرجت مُظهرة اقصى ما استطاعت حشده من عزة نفس.
ان ايثان ليس بالرجل المهذب, و لا يتوارع عن اى شئ لاستعادة منزله اللعين, ان يزعجها, او يرغبها, او يحطم كبرياءها.
ورقدت في فراشها تعيسة باردة. تتمنى الا تراه مرة اخرى. ان له تأثيراً على جسدها. و ها هو ذا يستولى على مشاعرها ايضاً. و خيم عليها الوجوم, لقد اصبحت حياتها على ما يبدو تحت سيطرة ايثان تريمين, كل شئ يحدث لها, و كل شئ تفعله, يبدو و كأنه يتجه إليه. و لا يمكنها الآن ان تتصور كيف ستكون حياتها بدونه.
الوحدة, و الفراغ. و لذا لم تكن راغبة في العودة إلى لندن. فـ ايثان لن يكون هناك. سواء كان عدوا لدودا, او مغريا, فهو يوقعها في حبائله, يفتنها, و يستغل التجاذب الجسدى بينهما ليسحقها سحقاً.
زفرت زفرة مكروبة. لو عادت إلى لندن فلن تراه مرة اخرى.... انتباها الم مبرح مفاجئ لفح بلظاه جسدها كله, و اتسعت عيناها لقسوته. اهـ لو كان لديها من تسر إليه آلامها! انسان تعترف له بالحقيقة. انها محتاجة لـ امها. اواهـ, لكم هى محتاجة إليها.
و انفجرت منتحبة, تهطل دموعها كما لو كانت لن تنتهى ابداًو اخذ نحيبها يهز جسدها كله, حتى انها لم تحس لقوته بأحد يدخل عليها الغرفة و لم تعلم بوجود ايثان بجوارها إلا و هى بين ذراعيه, يضمها إليها بالكلمات المهدئة.
و كان هذا ما هى محتاجة إليه, الحب, الأهتام العطوف. و كان هذا ما تحسه, و اغلقت عقلها عن اى شئ آخر.
و تعلقت به, و بعد فترة, تمكنت من ان تتكلم من خلال شهقات نحيبها.
ـ أننى.... افـ...ـتقد أمى! أر.....يدها ان.....ان تعود. انا لم اكن احوم حولك. و لم ارد ان اكون مزعجة لك.
ـ حسنا, حسناً, و لكن يجب ان تكونى حريصة في تحركاتك. فانا لست احدى عماتك العوانس.
و ولولت قائلة:
ـ ليـ...ـس.... ليس لىّ عمـــ....ــات عوانس.
و تركها تواصل البكاء, و هو يربت شعرها. و يمسح الدموع الساخنة عنها بين الحين و الحين. و رأت روكسي فجأة ملامح العطف و الرقة على وجهه و هو ينظر إليها, فجلب هذا نوبة جديدة من البكتاء. إلى ان كفت عن البكاء, و هى مرتمية على صدره خائرة القوى.
و قالت حين استعادت جأشها, و قد علا الخجل وجهها:
ـ لم انتحب هكذا منذ كنت طفلة
قال برقة و هو يهمس في اذنها:
ـ كل انسان محتاج إلى ان يفرج عن مشاعره. لم ارك تفعلين هذا من اجل وفاة والدتك.
رفعت وجهها اليه, فوجدته يبتسم لها, فقالت في شك:
ـ انك تكرهنى
قال بآسي:
ـ نعم, و لا.
و تراقص قلبها في جنون و هو يسدد نظراته إليها.
ـ إيثان....
ـ إذا كنت تشعرين بتحسن, فهيا, سأصطحبك إلى منزلك. فالساعة الآن السادسة.
و مد اصبعاً و مسح عبرة تجمعت في ركن من عينها كما لو كانت تلك العبرة نومتها مغناطيسياً, و قال:
ـ أواه....
تذوق الملوحة التى خلفتها على بشرتها. و شهقت روكسي شهقة خفيفة فقال و هو يزوم:
ـ اواه يا روكسي, كم انا راغب فيك هكذا بحق السماء؟ لماذا تكونين انت بالذات من يحطم كل احلامى؟
وصلت كلماته إلى شغاف قلبها. فهو يحس بنفس مشاعرها, و اضعف من ان ينكر ما بينهما من تفاعلات. ربما تكون الوسيلة الوحيدة التى تخلصهما من سيطرة كل منهما على الآخر هو ان يرضخا للأمر الواقع, و يتركا العنان لرغباتهما الجسدية, إلى أن يمل كل منهما الآخر. و يبدأ ايثان تحديا على مستوى جديد.
وكانت تدرك بكل مرارة ان هذا ما كانت تعنيه بالنسبة له, الإغراء المحظور. وقالت بهدوء:
ـ إنه صلفك الذى يمنعك من ان تتحمل ان يهزمك احد, خاصة امرأة. أنك تكره حقيقة اننى لم اسلمك نفسي, و تريد معاقبتى على ميراثى لـ كارنوك و اعلم ما انت فاعل, سوف تجبرنى على الخضوع لرغباتك ثم تسير متباهياً بهذا تنشره على الملأ, و تجعل منى سخرية القرية كلها, فيتملكنى الحرج كلما سرت فيها.
عبس:
ـ لماذا لا تثقين بي؟ لماذا تضمرين لى في نفسك كل هذه الأفكار الخاطئة؟
ـ لقد قالت والدتى.....
رد في عنف:
ـ إذن فقد كانت مخطئة! آسف يا روكسي, لا اريد ان اوذى مشاعرك, و لكن من الواضح انها خلقت لنا الكثير من المشاكل. و اعتقد ان الوقت قد حان لتوضيح حقيقة او حقيقتين. و لكن هناك شئ يجب ان اقوله اولاً – ابتعد عنها – اريد ان اقول و انا في كامل وعى اننى ثمل بالرغبة فيك.
جلست متحيرة و ساكنة. نهض و هو يهز رأسه, اخذ يذرع الغرفة, و قد علأه التوتر و كسا وجهها الجد. لا شك انه يحاول ان يخرجها من ذهنه. و همست:
ـ اتظننى انسانة رخيصة؟ كلا . اننى لا اقبل العلاقات العرضية... حتى في هذا الوقت.
عضت على شفتها, فقد قالت اكثر مما ينبغىى. توقف و سألها برقة:
ـ حتى في هذا الوقت؟
ولما رفضت ان تستطرد عاد للجلوس بجوارها:
ـ روكسي, ليس من عادتى المخاطرة بكشف عواطفى لأحد لا اعرفه جيداً, نتيجة لتجربتى المريرة, فثقتى في الناس ليس عالية و مهما كانت المشاعر بيننا, فنحن لا نعرف بعضنا جيداً.
و تملكها اليأس, فقد كان محقاً. فعلاقتهما معا لم تتعد الرغبة الجسدية. يا للعار.
و انتظرت منه ان يواصل, و الترقب ينهش قلبها. كم هو سهل ان يقذف بها إلى الجحيم.
لقد ادرك جسدها الحقيقة قبلها, و من ثم كان على استعداد للاستسلام, و قج اجتاح عقلها الواعى مده اطول ليتفهم الموقف. و نظرت في عينى ايثان الخضراوتين اللامعتين, و ودت و ان تكون غير مهتمة. لم يكن يعنيها في تلك اللحظة ما يريد بها في النهاية, و ما يشعر به تجاههاكل ما كان يعنيها انها محتاجة إليه. لقد اصبح بالنسبة لها مبرر وجودها, ووقود حياتها أنها......
أنها تحب إيثان
|