المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
شهد عبيد
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 331- الحب العاصف - ليندا دوجلاس
اخذت تذرع المكان. لا يمكن ان يكون هذا صحيح. لا يستطيع ايثان ان يلعب هذه اللعبة الخطيرة معها. ورنت في رأسها عبارته: (اى شئ) واخذت تحملق في الفضاء.
لم يعد إيثان إلا متأخراً, إذ انتظرته روكسي حتى ملت و ذهبت إلى الفراش في الوقت الذى وصل هو فيه. فاندفعت كالعاصفة الهوجاء غضبا إلى الطابق السفلى, غير منتبهة, او عابئة لملابس نومها التى ترتديها, و هى لا تغطى إلا النذر اليسير من جسدها. فهو على اية حال لن يتجرأ على فعل اى ئ و اخته بجواره.
لكنها توقفت بارتباك حين راته وحيداً.
اما هو فقد اخذ يلتهمها بعينيه, ثم قال بنغمة ممطوطة:
ـ مرحى مرحى, يا له من استقبال حافل لرجل يعود غلى منزله.
اندفعت قائلة:
ـ ماذا تعرف عن الجرارات التى في ذلك الطريق؟
و اشارت بإصبعها مؤماة ان يكون الاتجاه صحيح. ابتسم و قد بدت اسنانه ناصعة, همهم قائلاً:
ـ اعلم عنها أنها ضخمة. مطاية باللون الأحمر, كثيرة الضوضاء....
صرخت فيه:
ـ انت تعلم ما اقصد, ذلك الذى صدمنى اثناء القيادة.....
و ثار:
ـ ماذا؟ سيارتى.....
ـ سيارتك؟ و ماذا عنى انا....؟
ـ انك في احسن حال, اليست كذلك؟
ـ بدنياً , نعم, و لكن الأمر تطلب كأسين من الشراب حتى تمالكت نفسي.
غمغم:
ـ هل انت ثملة مرة أخرى؟
ـ لا, لست ثملة. و الآن, ماذا عن الجرار, هل كنت تحاول أن ترعبنى؟
انفجر ضاحكاً: بجرار؟ انا لدى وسائل افضل.
تقدم منها عدة خطوات و هو لا يزال مبتسماً فتباعدت عنه و هى تغلى من الغضب.
ـ ابتعد عنى, لقد كنت تحاول قتلى...
ـ لا تكونى سخيفة. من الأفضل ان تحكى لىّ عن ذلك الجرار.
استمع إلى القصة بابتسامة باهتة, ثم ذهب ليفحص سيارته و حين عاد سألها باقتضاب:
ـ هل صدمك الجرار من جانبي السيارة؟
ـ لا.
ـ إذن فالخدوش التى على الجانبين من فعلك أنت و بالمثل ما حدث لواقي التصادم؟ اتريدين ان تُلقى باللوم على احد حتى لا تبرهنى على سوء قيادتك؟
ـ لقد ذكرت لك, لقد تعمد الرجل أن يسبب الحادثة, و ان يرعبني.
فزمجر قائلاً:
ـ لا اريد قصصاً خبيثة, اريد اصلاح سيارتى.
علمت ان لا جدوى من مجادلته, فرمته بنظرة متعالية, و اتجهت إلى السلم.
و جاءها صوته ببضع كلمات غزل بذيئة, تبعها بضحكة مجلجلة.... يا له من خنزير قذر.
اوصدت عليها بابها رغم ما ذكره لها من قبل عن الأمان في المنطقة فإذا كان اهلها يؤمن جانبهم, فهى لن تُدخل ايثان في ذلك التعميم. وراحت في نوم عميق في السرير الضخم, و قد هدتها احداث اليوم و ساعدها هواء الريف.
استيقظت كاليوم السابق على شقشقة الطيور, و اوحى لها ذلك بما يجب ان تفعله كخطوة تالية. ان تحضر مسجل صوت لتتعرف على اصواتها. ابتسمت للفكرة.
حين نزلت مرتدية نفس ملابس اليوم السابق, وجدت مذكرة تخبرها ان انابيل قد انتقلت الليلة الماضية إلى المنزل الأخر و انه قد اتجه إلى عمله.
رائع! انها وحيدة! جهزت لنفسها شريحة ضخمة من عسل النحل و اخذتها إلى الشرفة التى كانت دافئة هذا الصباح.
بعد فترة ذهبت تتمتع بالتجوال, عالمة أنه ما من احد سيزعجها. و مضت تتحسس لحاء الأشجار و تداعب ما يصادفها من ازهار برية , و تتنسم عبيرها الفواح و ساد الصفاء نفسها التى غمرتها السعادة, فتباطأت حركتها عن حماسها المعتاد, ومضت تقطف من الأزهار حتى لم يعد لديها متسع للمزيد.
ولكنها لاحظت عند عودتها ان ارض المرجة قد تناثرت بها الحفر.
فاتجهت مقطبة الجبين إلى السور النبات وافزعها ان تجد قطيعاً من الأبقار يتجول في المنطقة بحرية يرعي العشب.
تراجعت مذعورة ثم انطلقت إلى الشجيرات لتج طريقاً بديلاً إلى الباب الأمامى و اعياها اليأس إذا رأته موصداً, لم يستجب لطرقاتها و رجها العنيف.
كانت الابقار قريبة بصورة مرعبة. هذا إن كانت ابقاراً, فهى لم تستطيع رؤية اى ضروع لها, و حبست انفاسها, جف حلقها من الخوف, إنها ذكور ابقار او ثيران مهما كان اسمها.
حاولت ان تحافظ على رباطة جأشها, هرعت إلى الباب الخلفى, لكنه كان موصداً ايضاً, و دب الذعر في اوصالها. لم يعد امامها سوي باب واحد هو باب الشرفة.
كانت قد فتحته في الصباح, و لم تغلقه و اختلست النظر بحذر حول ركن المنزل. و كانت الثيران الصغيرة ترعى في اطمئنان عند السور الأمامى للشرفة, عليها ان تكون غاية في السرعة حتى لا تهاجمها و نظرت بعصبية إلى قرونها و طمأنت نفسها بانها على الأقل لم تكتمل بعد.
اخذت نفساً عميق و ركضت. و تراجعت الفحول قليلاً جافلة و انتهزت هى الفرصة لتصل إلى مقبض الباب و تديره. إلا ان الباب لم يُفتح ايضاً.
وصرخت فيه متوسلة:
ـ أوهـ, ارجوك, افتح, ارجوك!
سمعت قعقعة وراءها و وقع الحوافر على الحجر, فتجمدت مكانها و ترددت انفاسها سريعة. ادارت رأسها فرأت احد الثيران قد اتجه إلى الشرفة, قادماً إليها خافضاً رأسه و هو ينخر, و اخذت تصرخ للباب أن ينفتح, و هى تدير المقبض كالمجنون.
احاطت بها الحيوانات في ثوانى, فوقفت وسطها مشلولة الأوصال لا تتجرأ على تحريك عضلة. لم تكن العجول تهددها في تلك اللحظة, بل كانت تحاول ان تسحقها, بينما بدأ واحد او اثنان بلعق جسدها بلسان خشن و شعرت بنفسها تنتفض من داخلها.
لم تدرك كم مضى عليها و هى ملتصقة بالباب, منكمشة على نفسها.
لم يدب الارتياح فيها إلا حين سمعت صوت سيارة
ـ هاى, هاى, هاى!
همست باسم ايثان بشفتيم متجمدتين و الحيوانات تتراجع ببطء وصاح فيها:
ـ ماذا.... روكسي! ماذا تفعلين هنا بحق السماء؟
فغرت فاها باقصى اتساعه. امرها بخشونة:
ـ تنحى جانباً يجب ان اطلب المساعدة تليفونياً فلن اتمكن من ابعاد هذه الحيوانات عن العشب دون مساعدة.
قالت و هى تتنفس بصعوبة:
ـ ان الباب مرتج
اختنقت بعدم تصديق لقسوة قلب ذلك الرجل. عبس ايثان في وجهها و بدأ يحاول فتح الباب, قالت و رعشة في صوتها:
ـ لقد قلت لك انه مرتج. لقد ظللت ساعات ملتصقة بالباب و بهذه الحيوانات المتوحشة. تباً لك! الا يهمك اننى اُنقذت باعجوبة من الموت و قد كنت سأسحق باقدامها سحقاً؟
توقف عن محاولة فتح الباب, نظر إليها بدهشة, ثم انخرط في الضحك و ظل يقهقه إلى ان مالت رأسه إلى الخلف و اصابه الإعياء.
عضت روكسي شفتها حتى لا تنهال الدموع من عيونها وقد بدأت تتجمع بالفعل.
وحين رأى ذلك حاول ان يتحكم في نفسه, و قال مبتسماً:
ـ روكسي أنها لست فحول. فردت باصرار:
تبل هى كذلك, فلم ارى لها ضروع.
إنها لست جاهلة بالريف إلى هذه الدرجة و واصل الضحك:
ـ روكسي, انها لا تزال صغيرة لم تبلغ سن النضج.
ـ لقد كانت تهددنى....
ـ بل كانت فضولية, انها تحب البشر. و كانت ستنصرف عنك فور صيحة منك او تصفقية من يديك.
كانت الرقة واضحة في صوته. و عادت الابتسامة العريضة على وجهه:
ـ اننى آسف, لكن جهلك مضحك للغاية.
و عادت تعض شفتها في حنق, و قالت بصوت منخفض:
ـ اننى لم اتمكن من الدخول و كنت في غاية الرعب.
احاطها بذراعيه قائلاً:
ـ لا عليك, ان الآن بجوارك و لن تنالك البقرات بأذى إلا إذا رأيت ان تصفى تحت حوافرها. هيا إلى الداخل حتى يهدأ روعك ثم ارتب شيئاً لإخراجها. و إن كنت أخشي ان تكون قد أُغرمت بمرجتى. عبيس... اقصد مرجتك.
ادار المقبض و دفع الباب ثم قال بدهشة:
ـ ان الباب مصمغ من الخارج.
رمته بنظرة متحيرة ثم انحنت لتفحص الباب و سرت رعدة في جسدها و قالت هامسة:
ـ لم استطيع فتح الباب الأمامى و الخلفى ايضاً
ـ متأكدة؟
ـ تماماً.
تناول ايثان مظلة كانت وسط المائدة على الشرفة, دفع بها زجاج النافذة ثم هشم يبها بقايا الزجاج ليتمكن من ادخال يده, فتح النافذة من الداخل, و دفع روكسي إلى الداخل, اخذاً إياها إلى المطبخ دون كلمة واعد لها قدح من الشاي
ـ سوف اطلب رجلين ليدفعا البقرات إلى المرعى الخارجى, ثم سأذهب لفحص البابين الآخرين..... حسنا؟
ـ نعم, شكراً. ايثان... ما الذى يجري هنا. إن احداً ما يحاول بث الذعر في نفسي.
ـ اشك ان احداً ما يصل به الأمر إلى هذا الحد انها مجرد صدف بحته.
سألته و قد اتسعت عيناها وسط وجهها الشاحب :
ـ و الأبواب؟
ربت شعرها برقة و ود لو تلقى بنفسها عليه التماساً للراحة بين ذراعيه:
ـ مجرد مزحة عملية, لقد اككتشف احد الصغار قوة الصمغ فراح يجربه على ابوا منازل القرية.
ـ لا ادرى ماذا سيحدث بعد ذلك.
ـ اشربي مشروبك, فهذا جزء من متعة الحياة في الريف
وضعت قدحها بعنف و سألته:
ـ هل خططت انت لكل هذا؟
صاح فيها:
ـ ما هذا الهراء الذى تتفوهين به؟ اتظنين أننى اترك البقرات لتفسد مرجتى؟
سيستغرق الأمر فصلاً كاملا لتعود إلى سابق عهدها, ثم انى لم اصمغ الأبواب فلابد ان تُنزع من إطارها لإصلاحها و هى ابواب من طراز جورجي بديع, لو تحطمت لن يفيد فيها اى اصلاح.
فردت مجادلة:
ـ هذه هى النقطة, إنها لست مرجتك, و لا بأس ان تُضحى ببعض العشب و الأبواب إذا اردت ان تفزعنى لافر من كارنوك
قال ببرود:
ـ سأعود حين تكونين على استعداد للاعتذار و الانصراف.
منتديات ليلاس
مـــنــتـــديــــات لـــيــــــــلاس
|