كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
التحقيقات
رد: المستذئب، حقيقة وليس خيال ،قصة الرجل الذئب الحقيقي - تحقيق
وفي القرن التاسع عشر ظهر شخص آخر يدعى ستيفان بيبرويسكي. أبصر النور في بولندا عام 1891، وقد ولدته أمه وهو مغطى بشعر كثيف وطويل، ففزعت منه وكادت أن ترميه في الشارع. ثم زعمت الأم لاحقا بأن طفلها أتى إلى الدنيا بهذا الشكل بسبب ضربة قوية سددها أسد غاضب لوالده قبل عدة أشهر. وقد أقنعت هذه الحجة الساذجة الكثير من الناس فأطلقوا على ستيفان لاحقا أسم "الرجل الأسد".
والدة ستيفان كما قلنا لم تكن سعيدة أبدا بطفلها المسخ، كان وصمة عار بالنسبة لها، فبعض الناس الجهلة في ذلك الزمان ظنوا بأن طفلها المشوه هو نتيجة لممارسة جنسية شاذة جمعت بينها وبين حيوان ما. ولهذا السبب لم تمانع الأم أطلاقا حين عرض عليها رجل ألماني يدعى ماير أن يأخذ الطفل منها ويتبناه حين كان في الرابعة من عمره.
صورة ستيفان بيبرويسكي .. وكذلك صورة لفتى روسي كان يعرف بأسم الرجل الكلب
ماير أصطحب الطفل معه إلى ألمانيا، اعتنى به وقدم له الرعاية والتعليم. ومع كل عام يمر كان شعر ستيفان يزداد طولا حتى وصل إلى قرابة العشرين سنتمترا وكان يغطي جسده بالكامل باستثناء راحة اليد وباطن القدم. وبسبب هذا الشكل الغريب أكتسب ستيفان شهرة واسعة في كافة أرجاء أوربا، وسافر إلى أمريكا وعمل لعدة سنوات في السيرك. وبالرغم من مظهره المخيف إلا أن ستيفان كان رجلا مهذبا لطيفا يجيد التكلم بخمسة لغات ويبدي اهتماما بالغا بنظافته وأناقته. ومن المؤسف أنه مات في سن باكرة بعد تعرضه لأزمة قلبية في برلين عام 1932.
صورة جوليا باسترانا
الإستذئاب والشعر الكثيف لم يقتصر على الرجال، فالمكسيكية جوليا باسترانا ولدت عام 1834 بشعر كثيف يغطي أغلب أجزاء جسدها، ومثلما حدث مع والدة ستيفان فأن والدة جوليا أيضا اتهمت بممارسة الجنس مع الحيوان. فقال بعض الناس بأن جوليا هي نتاج زاوج شاذ بين الأم وقرد، وزعم آخرون بأن والد الفتاة الحقيقي هو دب، ولهذا أطلقوا على جوليا أسم "المرأة الدب".
خلال حياتها حظيت جوليا بشهرة واسعة بسبب ملامحها المخيفة والشعر الذي يغطي وجهها فطافت العالم بصحبة رجل يعمل في السيرك يدعى ثيودور لينت، وقد تزوج الاثنان لاحقا ثم أنجبت جوليا طفلا يشبهها في موسكو عام 1860، بيد أن الطفل ماتت بعد الولادة مباشرة، ولحقت به جوليا بعد خمسة أيام فقط بسبب مضاعفات الولادة.
زوج جوليا لم يقم دفنها، فقد أراد الاستفادة منها ماليا قدر الإمكان، لذلك قام بتحنيطها مع طفلها الميت ووضع جثتيهما داخل قفص زجاجي أخذ يدور به ويعرضه في أرجاء أوربا مقابل المال. ثم عثر على امرأة أخرى لها نفس مواصفات زوجته الراحلة فتزوجها وأطلق عليها أسم زيرونا باسترانا وراح يتربح من وراءها كما فعل مع زوجته الأولى. لكن المال لم ينفعه في النهاية حيث فقد عقله مبكرا ودخل إلى إحدى المصحات العقلية في موسكو ومات هناك عام 1884.
|