المنتدى :
الارشيف
حب الابناء لبعضهم
إن أعظم إنجاز يحققه الأبوان ، أو الزوجان أن يجعلوا أولادهم يحبون بعضهم
يكونوا على قلب واحد يتمنون الخير لبعضهم لايوجد غيرة أو حقد أو كره في قلوبهم تجاه بعضهم البعض هذا أعظم وأفضل إنجاز يحققونه
وهذا لما للأخ من أهمية وشأن عظيم في حياة الإنسان ، فكثير من البشر يولد دون ان يرى أو يعرف أو يذكر أو يميز أحد أبويه أو كليهما ، وكثير جدا ممن يعيشون ويكملون حياتهم دون ابائهم وامهاتهم ، ولكن الاخ هو من يرافق الانسان ويكمل معه مسيرة حياته
وهذا ما لفت له القرآن الكريم من خلال آياته ففي سورة طه عندما نتأمل هذه الآيات الكريمة :
{{ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ، هَارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي }}
نلاحظ ان نبي الله موسى عندما سأل الله عز وجل كان يستطيع أن يطلب ما يشاء ، وكان الله سيحققه له ، ولكنه رغم ذلك لم يسأله ان يرافقه شيخ أو حكيم أو مستشار أو طبيب أو صديق أو قريب ولكنه طلب أن يكون معه { أخوه }
حيث جاء في تفسير هذه الآيات :
( واجعل لي وزيرا ) معينا وظهيرا ، ( من أهلي ) والوزير من يؤازرك ويعينك ويتحمل عنك بعض ثقل عملك ، ثم بين من هو فقال : ( هارون أخي اشدد به أزري ) أقوي به ظهري . ( وأشركه في أمري ) أي : في النبوة وتبليغ الرسالة
وهنا نلاحظ أهمية وعظم هذا الأمر حيث انه في اصعب واشد المواقف والمواجهات فإنك ستحتاج لاخيك من لحمك ودمك ليقف معك ويساندك ، فالإنسان في الدنيا إذا نزل به ما يكره أو نـزلت به ضائقة اوما شابهها فزع إلى أخيه أو إلى إخوانه وهذا لن يتأتى الا لو كان الاخوة يحبون بعضهم وقد نشأوا على ذلك وتشربوه
وفي سورة عبس عندما ورد وصف لأهوال يوم القيامة جاء الوصف كالتالي :
{{ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }}
عندما نتأمل الترتيب وفيه حكمة بالغة لوجدنا في هذه الاية ان الأخ ورد قبل الأبوان وهذا مثال على قرب الانسان من اخيه .
وهذه دعوة لكل زوجان ان يشدوا وثائق الصلة والمحبة والقرب والاخلاص والوفاء والايثار بين اولادهم حتى يشبوا على هذا النهج الجميل فيتشبعوا به ويعيشوا به وينقلوه لمن بعدهم
|