المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس(الفصل السابع)
ابتعد عن النافذة ثم سار و وقف على عتبة الباب قائلاً :"أن الزر الكهربائى الخاص بجهاز تكيف الهواء هو إلى جانب الباب فى حال رغبت بتشغيله كارى كما يمكنك استخدام المروحة المعلقة فى السقف"
ــ سأشغل المروحة لأننى لا أحب جهاز تكيف الهواء....أنه يذكرنى كثيراً بالطقس فى إنجلترا
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة لدى سماع ذلك.
صعدت مولى إلى السرير ثم رفعت الغطاء حتى وصل إلى ذقنها . بعدئذٍ نظرت بشغب من فوق اللحاف إلى ماكس و كارى و سألت ماكس :"هل ستقرأ لى قصة؟"
أجابتها كارى :"أنا سأقرأ لك القصصة مولى ,فالعم ماكس منشغل"
عارضها ماكس برقة :"لست منشغلاً إلى هذا الحد . بالطبع سأقرأ لك قصة , مولى"
هتف مولى مبتهجة :"هل يمكنك أن تقرأ لى قصة البومة و القط؟"
سال ماكس كارى :"لست أدرى . هل قصة البومة و القط بحوزتنا؟"
أومأت كارى متأثرة لأنه سينزعج نفسه ليقرأ قصة لـ مولى :"نعم, لقد أحضرتها معى.لكن...حقاً ماكس لا تزعج نفسك بالقراءة . أنا سأفعل ذلك..."
ــ هاى....! أنا متشوق لقراءة قصة البومة و القطة.
قال ماكس ذلك و قد أظهر فى عينيه السوداوين بصيص مزاح مرح.
استدارت كارى مبتعدة و شغلت نفسها بإخراج القصص من حقيبتها . تمنى جزء ما فى اعماقها لو أن ةماكس رجل بارد غير مبالٍ مع مولى , شأنه شأن خوسيه. ذلك أن اهتمامه بـ مولى و معاملته لها بلطف جعلا كارى تنجذب إليه أكثر فأكثر.
ناولت كارى الكتاب لـ ماكس بعد ان جلس على كرسى فى الجهة الأخرى للسرير و ذهبت هى لأغلاق الستائر كى تمنع ضوء الشمس من الدخول إلى الغرفة.
بدأ ماكس بتلاوة القصة و أصغت مولى باهتمام . هذه هى قصتها المفضلة التى تطلب سماعها كل يوم دون كلل .من المستغرب ألا تعرف هذه القصة عن ظهر قلب كما فكرت كارى مبتسمة و هى تعود لتجلس إلى الجهة الأخرى للسرير.
أعجبت كارى بطريقة ماكس فى تلاوة القصة . حيث شدد على بعض الكلمات ما جعل مولى تبتسم مستمتعة . فكرت كارى أن صوته رائع و جذاب , فأنتقلت عيناها لتتفحصا بتمعن تفاصيل وجهه مستغلة إنشغاله بالقراءة . إن ملامحه شديدة الجاذبية , فالنتوء البارز لفكه ينم عن قوة و عزم كبيرين , أما عينيه السوداوين فأظهرتا الكثير من الخلق الرقيق . انتقلت عين كارى إلى كتفيه العريضتين المليئتين بالعضلات فوجدت نفسها فجأة تفكر كم هو رجل جذاب....
فكرت كارى فجأة أنها واقعة فى غرامه....صُدمت بشدة بالغة لهذا التصور الذى وصلها بشكل غير متوقع فابتعدت عنه حالاً . هذا هراء ! كيف عساها تقع فى غرامه , بحق السماء؟ لقد تعرفت إليه للتو فقط بالإضافة إلى ذلك فهو مغرور و قوى . فهى لم تنس أنه هددها بعدم توقيع العقد الإعلانى.... و هذا تصرف خالٍ من الاحساس تماماً .
كلما حاولت كارى نكران شعورها , كلما ألحت أصوات فى اعماقها تؤكد لها أنه شعور حقيقى. رفع ماكس نظره عن الكتاب ففاجأها و هى تراقبه , عندئذٍ أدركت كارى ان القصة قد انتهت.
طلبت مولى بإلحاح:"مرة ثانية.....مرة ثانية"
ابتسم ماكس لـ كارى ابتسامة تغلغلت إلى اعماق ذاتها , فبدأ كأنها تقبض على قلبها فتعصره على مهل.
قالت مولى :"أقرأها مجدداً...."
قطعت كارى بصعوبة التواصل بين عينيها و عينى ماكس و قالت لـ مولى برقة:"حان وقت النوم"
قالت مولى متوسلة :"فقط مرة واحدة...أرجوك"
بدأ ماكس بقراءة القصة مرة أخرى فيما حاولت كارى ألا تنظر إليه .
نظرت إلى مولى و قالت لنفسها بقسوة شديدة إنها تتخيل الأمور . حسناً ! أن فكرة وقوعها فى غرامه هى مجرد وهم و لابد أن التمثلية و ادعاءهما أنهما خطيبان قد أثرت على ذهنها.
عندما وصل ماكس إلى منتصف القصة كانت مولى قد استغرقت فى النوم, فهمست كارى :"أظن انه يمكنك التوقف الآن"
نظر ماكس باتجاه مولى و ابتسم قائلاً :"بدت مرهقة جداً , من الجلى أن صباحها كان مليئاً بالنشاط"
ـــ كانت متحمسة للرحلة إلى هنا لذا نامت فى وقت متأخر مساء أمس فى موعد تخطى موعد نومها العادى.
ــ كم تظنين أنها ستنام؟
ــ تنام عادة حوالى ساعة.
وضع ماكس الكتاب على الطاولة المجاورة للسرير . وسأل كارى فجأة:"هل أنت على ما يرأم؟"
ــ نعم, أنا بخير , لِمََ تسأل ؟
نظرت كارى إلى ماكس بحذر و فكرت أنها ستموت خجلاً لو علم ماكس بما كان يدور فى ذهنها قبل قليل
ــ بدوت شاحبة بعض الشئ من قليل.
ــ أنا بخير.
رددت كارى كلامها لكن صوتها بدا مزيفاً حتى لأذنيها ثم ةتابعت :"هيا بنا ! دعنا نخرج من هنا"
تسلل ماكس و كارى سوياً إلى خارج الغرفة و تركا الباب مفتوحاً قليلاً .
بدأ شعور كارى بالتحسن ما أن وطا خارج الغرفة المعتمة إلى درج المنزل فقالت لنفسها : إن هذه الأفكار الواهمة المظللة تسللت إلى ذهنها بسب حميمية غرفة النوم . قالت و هما ينزلان على الدرج :"أشكرك على قراءة تلك القصة لـ مولى . انك صبور جداً معها"
اعترف ماكس:"أنا أحب الأطفال . أحب أن أحظى بأبنة صغيرة يوماً ما...."
نظرت كارى نحوه وقد فجأها بإفشاء هذه الرغبة. لدى ماكس العديد من الميزات العميقة الخفية , لكنه أمر لا يغير واقع أن علاقتهما هى مجرد ترتيب مؤقت . ذكرت كارى نفسها بحزم أنه يتوجب عليها أن تتوخى الحذر الشديد , فمن السخف و الغباء أن تنجرف عاطفياً.
ظهر كل من كارمل و بوب خلفهما فى أعلى الدرج المطل على القاعة و سألت كارمل:"أين مولى؟"
رد ماكس عليها :"تأخذ قيلولتها . أنزلا لتناول مشروباً فى الخارج على الشرفة"
انعكست اشعة الشمس على مياه بركة السباحة الفيروزية اللون بشكل يخطف الأبصار . خرج الجميع فى حرارة النهار إلى فناء الشرفة فوقف بوب و كارمل على حافة الشرق\فة مبدين إعجابهما بالمنظر فى حين جلست كارى تحت ظلال إحدى المظلات الضخمة.
سألت كارى ماكس الذى جلس على الكرسى أمامها :"أيمكننى أن أسبح فى البركة لاحقاً خلال النهار؟"
ــ بالطبع . لست فى حاجة إلى طرح هذا السؤال كارى. أريد منك أن تتصرفى تماماً كما لو أنك فى منزلك هنا.
أتخفض ماكس نبرة صوته و أضاف:"نحن سنعلن خطوبتنا يوم غد"
بعدئذٍ بدأ كان الوقت يجرى سريعاً و سار الحديث خفيفاً بسيطاً فبدأت كارى تشعر بالاسترخاء مجدداً.عندما حان وقت الغداء أحست بأنها مسيطرة تمامً على الموقف و إنها بالطبع قادرة على تحمل الأمر . قالت وهى تنظر إلى ساعة يدها :"يجب أن أذهب لأتفقد مولى . ستشعر بالجوع ما إن تستفيق"
قالت كارمل فجأة قبل أن تنهض كارى عن الكرسى :"من الرائع أن تعيش مولى و تنمو فى مكان كهذا . لو كان طونى حياً لما تمنى لأبنته مكاناً أجمل من هذا"
اختفت فى الحال وضعية كارى المريحة و حلت محلها مشارع الذنب و هى تقول:"نعم ...أفترض ذلك"
تجنبت كارى بحذر عينى ماكس المواجهتين لها عبر الطاولة , ولحسن الحظ لم يلحظ أى من بوب و كارمل حقيقة ارتباكها .
ــ كان يتحدث أحياناً عن طفولتكما الصعبة....لطالما قال إنه سيحرص على ألا تشعر مولى بما مررتما به , وأنها يجب أن تحصل دوماً على الاستقرار.
ــ نعم , لطالما قال ذلك.
بلعت كارى ريقها بصعوبة و كان عقدة ما سدت حلقها . تابعت كارمل بتباطؤ :"ما الذى ستفعلينه بخصوص عملك عندما تتزوجين ماكس؟ فبالعيش هنا ستصبحين بعيدة جداً عن برشلونة و لن تقودى السيارة يومياً إلى هناك بالطبع"
ــ حسناً ! أنا....
ناضلت كارى لتعرف ما عليها قوله. أمكنها أن تشعر بعيون الجميع شاخصة إليها منتظرة ردها . إلا أن ماكس أنقذها بقوله:"كارى تفكر فى أخذ إجازة من عملها لفترة قصيرة . وإذا رغبت بالعودة إلى العمل فقد تبحث عن عمل أقرب إلى المنزل . هنالك بلدة تبعد مسافة نصف ساعة عن هذا المكان , حيث يزدهر مجتمع أعمال ناجح و ربما قد ترغب كارى بتأسيس وكالة إعلان خاصة بها . يمكنها أن توظف فريق عمل يساعدها , فتذهب إلى العمل و تجئ إلى هنا ساعة تشأ"
حدقت كارى بـ ماكس عبر الطاولة . لطالما فكرت بأنها قد تؤسس عملاً خاص بها يوماً ما.....أنتابها شعور غريب حقاً لدى سماعها ماكس يقدم فكرة كهذه , لكنها ذكرت نفسها بسرعة أنه وصف مزيف لمستقبل مزيف لهما معاً.
بدت كارمل مرتاحة و مسرورة لما قاله ماكس فأثنت على منتديات ليلاس فكرته قائلة :"هذه فكرة جيدة و افترض أنك قد ترغب فى أطفال لكما معاً بعد فترة وجيزة , أليس كذلك؟"
لم تعلم كارى أن كان بمقدورها تحمل المزيد من هذا . فنظرت إلى ماكس الذى ابتسم لها ثم قال برقة :"إننا نأخذ الأمر حقاً بعين الاعتبار , ألسنا كذلك حبيبتى ؟ لكن أظن أننا سننتظر حتى تستقر مولى تماماً قبل التفكير بذلك الأمر"
بدا ماكس حقيقياً و صادقاً بكلامه حتى شعرت كارى أن الواقع بدأ يفلت من فبضتها أكثر فأكثر . جزء ما فى داخلها بدا يتمنى لو أن هذه القصة واقعية , ولو انها ليست مجرد خطوبة مزيفة , ولو أن هذا الرجل حقاً حبيبها.....أرادت أن تصدق رقة ابتسامته و نعومة عناقه.
دفعت كرسيها بسرعة إلى الوراء بعيداً عن الطاولة فأصدرت صريراً مزعجاً ثم قالت بتسرع :"أعذرونى ! على تفقد مولى"
شعرت بالارتياح للخلص من تلك الأسئلة المحرجة . ركضت صعوداً نحو غرفة مولى بالطابق الأعلى . كانت ابنة أخيها ماتزال نائمة , لكنها جلست على الكرسى بجانب السرير لتنتظر استفاقتها .
ذكرت كارى نفسها بحدة ان ماكس ليس رجل الأحلام الرائع كما يفكر كل من كارمل و بوب . فهذه مجرد مهزلة و هو سيكذب حتى على والديه . حسناً !إن دوافعه شريفة , لكن مع ذلك مازال الأمر كذبة .
تحركت مولى فجأة و فتحت عينيها فبادرتها كارى قائلة :"مرحباً ,عزيزتى. هل نمت جيداً ؟"
أومأت الفتاة برأسها و تمددت متثائبة
ــ هل أنت مستعدة لتناول الطعام
سألت مولى فجأة :"أين عمى ماكس؟"
ــ أنه فى الطابق السفلى.هيا بنا بعد أن تغتسلى و تبدلين ملابسك يمكننا النزول لرؤيته
اتلفترة المتبقية من بعد الظهر بدت أسهل نوعاً ما بوجود مولى معهم استطاعت كارى أن تشغل نفسها بمساعدة مولى على تناول الغداء ثم بمراقبتها و هى تركض و تلعب فى البركة .
أخذ ماكس الجميع فى جولة على بساتين الفاكهة ما إن بدأت الشمس بالانخفاض فى السماء و خفت وطأة حرارة النهار.
منتديات ليلاس
قال ماكس شارحاً لـ بوب :"أن التربة هنا جيدة النوعية فهى تصرف الماء بشكل ممتاز ما يسمح لجذور الأشجار بأن تندفع إلى الأعماق لإيجاد ما تحتاجه من مواد مغذية . الجذور العميقة هامة جداًَ فهى سبب بقاء الأشجار قوية و سليمة"
قالت كارمل بابتسامة عريضة :"إنها تشبه العائلات نوعاً ما....فالجذور العميقة تساعد على إبقاء أفرادها متضامنين وسعداء"
بادلها ماكس الابتسامة قائلاً:"تماماً"
ثم سأل ماكس بوب و كارمل بشكل عابر فيما استدار ليقودها باتجاه الباحة المؤدية إلى مستودعات التصنيع:"متى تفكران بالعودة إلى دياركما فلا استراليا؟"
فكرت كارى حالاً أنه يطرح هذا السؤال ليتمكن من وضع حد زمنى لخطوبتهما المزيفة
ــ لست أدرى , فنحن نفكر بالبقاء لأسابيع قليلة فقط . لكن إذا ما قررتما تحديد موعد غير بعيد لزفافكما فقد نفكر بالبقاء لفترة أطول . ليس لدينا أى شئ يربطنا و يسرع عودتنا حقاً!
أنذرت هذه الكلمات كارى بخطر مفاجئ فى داخلها فسارتع تقول :"آه ! لا أعتقد أننا سنتسرع فى أى خطوة كارمل ...ظننت أننى قلت لك ذلك من قبل"
ابتسمت كارمل قائلة :"أعلم ما قلته لكن من الواضح جداً أنك و ماكس لا تقدران على إبقاء أيديكما أو عيونكما بعيدة عن بعضكما البعض , فلم الانتظار إذاً؟"
زلت قدم كارى عند سماعها الكلمات كارمل عنها وعن ماكس , فسارع ماكس إلى وضع يده على خاصرتها ليثبت خطاها ,لكنه عوضاً عن إفلاتها لتسير بمفردها لف ذراعه بإحكام حولها و جذبها لتقترب منه أكثر فيما هما يسيران ثم قال :"هذا صحيح جداً , كارمل . ربما علينا التفكير بتحديد موعد للزفاف , ما رأيك حبيبتى؟"
قالت بصوت ملئ بالغضب :"أظن اننا لسنا مستعدين لذلك بعد"
قال ماكس بصوت ممازح قليلاً :"أترين ما أواجهه يا كارمل ؟ لا يسهل ربط هذه الفتاة"
ضحك كل من كارمل و بوب لكن كارى لم تضحك . أغضبتها السهولة التى يخدع بها ماكس الجميع. افترضت أنه عندما يفضان اتفاقهما و يفسخان خطوبتهما المزيفة سيبرع فى الكذب بسهولة كما يفعل الآن , عندئذٍ سيضع الجميع اللوم عليها لأن علاقتهما فشلت.
ربما آن الأوان لزرع بعض بذور الشك فى ذهنى كارمل و بوب حول روعة ماكس الحقيقية فهكذا على الأقل لن يصدما تماماً لدى سماعهما أن الخطوبة قد انتهت....ولن يفترضا تلقائياً أن الذنب ذنبها كلياً!
ــ لا أعتقد أنك منصف تماماً بحقى ماكس .
تكلمت كارى باندفاع من غير أن تكترث إلى الأصوات المنبهة فى داخلها ثم جذبت نفسها مبتعدة عن ذراعه متابعة:"إن سبب عدم تحديد موعد الزفاف ليس خطتى بالكامل . إن اللوم يقع عليك أيضاً فأنت دوماً غارقاً فى عملك . لذا فأنت لا تكف عن تأجيل أمر تحديد الموعد....."
حملقت كارى بـ ماكس و أكملت :"....و أنت تدرك ذلك"
ساد الهدوء لبعض الوقت , فالتفكل من كارمل و بوب باتجاه كارى قلقين
قالت كارى لهما بصوت مرتجف :"إنه يتهمنى بأننى أنا الفتاة المندفعة إلى العمل , وبأننى أتردد بشأن الارتباط . لن أرضى بذلك , لأنه ليس صحيحاً"
فوجئت كارى عندما أكتشفت ان المشارع المهتاجة فى أعماقها حقيقية جداً فظلت محملقة بـ ماكس . صعب عليها أن تستنتج ما الذى ظنه ماكس بدت ملامحه الداكنة هادئة عديمة الإحساس . أما عيناه فحدقتا فى وجهها بحدة وجدية.
تلاشى الغضب داخل كارى بالسرعة نفسها التى تصاعد فيها . تساءلت بغضب ما الذى تفعله بحق السماء؟اندفعت بسرعة :"على أى حال , أنا فقط أردت أن تعلما أن الذنب ليس ذنبى كلياً فى عدم تحديد الموعد بعد. والآن أعذرانى سأخذ مولى لنعود إلى المنزل"
مد ماكس يده فأمسك ذراعها فيما حاولت الالتفاف لتذهب ثم قال فجأة: "كارى, انتظرى ! أنت على حق"
ــ أنا .....أنا على حق ؟
رفعت نظرها نحوه بحذر , متسائلة عما يقوله بحق السماء !
ــ طبعاً أنت كذلك . كنت قلقاً فعلاً بخصوص العمل.
حاولت كارى أن توقف الحديث و تنهيه بسرعة فقالت :"نعم....حسنا! لا يهم الآن"
ــ بالطبع , يهم.
جذبها ماكس لتدنو منه و قد بدا صوته رقيقاً فيما حدقت عيناه إلى عيناها وهو يقول :"سوف نحدد موعداً للزفاف هذا الأسبوع بالذات"
اتسعت عينا كارى بدهشة و صدمة و بالكاد أحست أن كارمل و بوب يصفقان فى الخلفية
ــ هل تدرك ما تقوله ؟
ارتفع صوت كارى بغير ثبات فيما حاولت تنبيهه ليتراجع قبل أن يخطو أعمق فأعمق ثم أكملت :"ماكس هل فكرت بالأمر؟"
ابتسم ماكس قائلاً :"إنه جل ما أفكر به منذ أول لقاء لنا"
|