لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-12, 12:21 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس

 
دعوه لزيارة موضوعي

سألت كارى بينما دفع ماكس باب المطعم و وقف جانباً ليسمح لها بالدخول أمامه :"كيف تمكنت من حجز طاولة هنا خلال مهلة قصيرة؟"
ــ أنا أقصد هذا المطعم باستمرار كما أننى على معرفة بمالكه.
سألت كارى بابتسامة :"هل هو أحد أفراد عائلتك؟"
تبسم ماكس ابتسامة عريضة قائلاً :"أمبروزيو هو أبن عمى و والده يعمل فى كروم العنب"
بدت إنارة المطعم خفيفة و باهتة بسبب الشموع المضاءة فى كل حجرة منفردة خاصة , أما الأجواء فتوحى بالارتياح و الحميمية و هى تقف فى الوقت نفسه أنيقة وعصرية, ما جعل المطعم مكاناً يقصده الكثير من الذواقة.
حيت عاملة الاستقبال ماكس بحرارة و هى فتاة سمراء جذابة فى بداية الثلاثينيات من عمرها . استدارت المرأة من خلف المكتب و وقفت على أطراف أصابعها لتعانق المرأة ماكس سائلة إياه عن صحة والده ثم أصغت إلى جوابه و قد بدت فى عينيها السوداوين نظرات اهتمام عميق. حدثها ماكس عن والده للحظات ثم أنتقل بسرعة إلى التحدث بالإنجليزية فيما استدار باتجاه كارى ليعرف عنها:"كارى , هذه إستيل زوجة أبن عمى"
لاحظت كارى طريقة تفحص تلك المرأة السريع لها بنظرة ملؤها الدهاء, لكن نبرة المرأة جاءت مؤدبة عندما ردت :"انا سعيدة بلقائك كارى. فى الواقع , أنا أتذكر الوجوه جيداً و أنا متاأكدة أننى رأيتك هنا من قبل"
تمتمت كارى :"نعم , فأطباقكم دائماً ممتازة"
ــ أشكرك.زوجى أمبروزيو هو رئيس الطهاة كما أنه يمتلك المؤسسة , وهو موهوب جداً . دعانى أرافقكما إلى طاولتكما.
لاحظت كارى كيف شبكت تلك المرأة ذراعها بذراع ماكس فيما ساروا فى الممر العريض بين الطاولات إلى إحدى زوايا المطعم.
و قبل أن يصلوا إلى طاولة ماكس و كارى تطاولت إستيل برأسها و همست بشئ فى أذن ماكس .
حاولت كارى أن تتجاهل الأمر فالمرأة هى زوجة أبن عم ماكس , لذا لا يمكن أن يكون ما قالته شخصياً جداً , بالطبع!
و مع ذلك , ما استطاعت إلا أن تشعر بالسرور عندما انسحب ماكس مبتعداً عن إستيل ثم استدار منتظراً كارى لتستقر فى كرسيها داخل الحجيرة الصغيرة المستقلة قبل أن يجلس هو بدوره فى الجهة المقابلة لها .
www.liilas.com/vb3/f752 أحست كارى كان إستيل تنتظر من ماكس أن يدعوها للجلوس معهما .
جاءت نبرة ماكس ودودة إلا أنها توحى لـ إستيل بالانصراف حين قال :" شكراً لك , إستيل"
ابتسمت المرأة ابتسامة مرحة و هشة نوعاً ما و تركتهما.
سألت كارى بفضول :"ما يعنى هذا؟"
ــ إستيل تتصرف بفضولها المعتاد . هى ثرثارة فظيعة و ترغب بالحصول على كل التفاصيل المتعلقة بك لتتمكن من نقلها إلى بقية أفراد العائلة
تبسمت كارى و قد توهجت عيناها الزرقاوان ببريق الاستمتاع بالأمر :"آهـ ! أرى ذلك"
ثم تابعت :"أفترض أن هذا سبب مواعدتك لى فى هذا المكان . أخبرنى إذاً, هل تظن أننى نجحت فى الامتحان الأول ؟"
ــ حتماً !
شعرت كارى بمعدتها تغوص لدى أجابة ماكس الجدية على ملاحظاتها الجذلة .
حاولت كارى أن تعركز على قائمة الطعام فيما طالع ماكس لائحة الشراب , لكنها استمرت تلقى نظرات باتجاهه و قد تشتت انتباهه بسبب وجوده قربها ألقت الشموع المضاءة ظلالاً متوهجة على وجهه الصارم القوى الوسيم , وتساءلت كارى كيف يكون الأمر لو أنها حقاً تواعد ماكس أى لو أنه حقاً مهتم بها ولا يقوم فقط بإدعاء مزيف.
رفع ماكس نظره عن لائحة الشراب و فاجأها و هى تراقبه فسألها :"هل اتخذت قرارك بهذه السرعة؟"
أومأت كارى برأسها عوضاً عن الاعتراف بأنها كانت منشغلة جداً بالتفكير فيه . عندها أشار إلى النادل بأن يقترب لأخذ طلبيهما , فاختارت كارى بسرعة أول أطباق طعام وقعت تحت نظرها من قائمة الطعام المطبوعة .
لاحظت كيف انتقل ماكس بسهولة من التكلم بالإسبانية إلى الإنجليزية حالما تركهما النادل وحدهما مجدداً فقالت معلقة:"إن لغتك الإنجليزية خالية من أى شائبة فقد لاحظت عدة مرات أنك لا تتباطأ لاختيار الكلمة المناسبة عندما تتحدث و هذا أمر يحصل معى عندما أتحدث الإسبانية"
ــ بل أظن أن لغتك الإسبانية ممتازة أما لهجتك فهى سليمة إلى أقصى حد.
عادة لم تكن كارى تواجه مشكلة فى الضحك على ملاحظة كتلك . لكن شيئاً ما فى طريقة تحدث ماكس إليها و فى نظراته المركزة مباشرة إلى عينيها , جعلها غير قادرة على تمالك نفسها من الاحمرار خجلاً
أهم ما فى الأمر هو أننى أتكيف فى العمل و يفهم الآخرون ما أريد قوله.ثم أعادت الحديث إليه مجدداً حين سألته :"أين تعلمت التحدث باللغة الإنجليزية؟"
ــ والدتى بريطانية و قد تعرفت بوالدى لدى مجيئها إلى إسبانيا فى إجازة لزيارة بعض الأصدقاء . يبدو أن اليوم الذى تعرفا فيه ببعضهما هو اليوم الذى وجب عليها أن تستقل الطائرة لتعود إلى ديارها لكن تلك الرحلة أُلغيت لسبب ما , فقام أصدقاؤها باصطحابها إلى حفلة عوضاً عن ذلك. أمى دائماً تقول أن لقاءهما كان أمراً مقدراً , أما و الدى فيقول إنه حالما رآها أدرك أنها المرأة التى يريد الزواج بها.
تبسمت كارى و قد سحرتها قصة والدى ماكس فعلقت :"إنه الحب من النظرة الأولى . لطالما تساءلت كيف يحصل ذلك . يمكننى أن أفهم الانجذاب من النظرة الأولى لكن كيف يمكنك أن تعرف أنه الشخص المناسب لك...أعنى المناسب حقاً بمجرد النظر فقط و أنت لا تعرف الشخص جيداً؟"
هزت كارى كتفيها قبل أن تكمل :"لا يمكننى أن أتصور أبداً أنه قد يساورنى شعور أكيد كهذا "
ــ إذا سألت أمى عن رأيها بالموضوع فإنها تقول لك ببساطة تعرفين ذلك و تدركينه , أى تشعرين به فى أعماقك.
قال ماكس ذلك ثم وضع يده على وسط صدره متابعاً :"أمى تقول أن الشعور يخالجك هنا تماماً , فهو يخترقك بقوة و يسيطر عليك"
ثم ابتسم ممازحاً :"ويظهر أنك تجدين نفسك عالقة فى الشباك و أنت غارقة بالحب قبل أن تتداركى الأمر"
أثارت ابتسامة ماكس مشاعر غريبة فى قلب كارى فتمتمت بخفة :"يبدو أن والدتك رومنسية . أليس كذلك؟"
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة :"ربما! الآن و بعد مرور هذه السنوات كلها , مازالت تخبر قصة لقائها بوالدى بالشغف و الشوق نفسيهما . لقد وقف والداى متماسكين مع بعضهما رغم مرورهما بأوقات عصيبة , وربما تكون محقة حين تقول إن علينا أحياناً أن نثق بغرائزنا بكل بساطة"
هزت كارى كتفيها :"ربما! أنا نفسى كنت رومانسية بعض الشئ فى ما مضى..."
ترددت قليلاً و تمنت لو أنها لم تقل ذلك.
ــ ألم تعودى كذلك الآن؟
فكرت كارى بسؤاله لبرهة . لو طرح عليها هذا السؤال فى الماضى لأمكانها أن تقول نعم إنها رومانسية بشكل مطلق و ذلك قبل زواجها من مارتن . وقبل أن تكتشف بنفسها الأمر الذى لطالما عرفه كل المحيطين بها وهو انجذاب النساء نحو زوجها و مغازلته لهن دون حرج أو حياء . لكن كارى لبساطة نيتها لم تدرك كم تمادى مارتين فى هذه المداعبات .
ردت قائلة :"أرى نفسى إنسانة أكثر واقعية فى هذه الأيام"
سرها وصول النادل فى تلك اللحظة ليسكب العصير لهما .
ابتسمت كارى و قالت :"أخبرنى عن بقية أفراد عائلتك . كم من الأخوة ة\و الأخوات لديك؟"
ــ شقيقة واحدة فقط هى فيكتوريا . كان لدى شقيق أكبر أسمه رامون لكنه توفى منذ عشر سنوات . كان من المفترض أن يستلم هو إدارة الأملاك , أما الآن فلم يبق سواى لهذه المهمة.
قالت كارى برقة:"أنا آسفة لذلك . أعرف كم هو مؤلم فقدان فرد من العائلة"
ــ كنت مسافراً عندما حصل الأمر أزاول أول وظيفة لى مع شركة أميريكية. وفى الحال عرضت على والدى بأن أعود لأعمل مجدداً فى إدارة الأملاك لكنه أصر على أنه قادر على تدبر الأمر . من جهتى أنا لم ألح على الأمر , لأن مانويل بالإضافة إلى العديد من أفراد العائلة الآخرين كانوا يقدمون يد العون.
حاولت كارى أن تخمن بنعومة :"و الآن , هل تتمنى لو أنك تركت عملك وعدت إلى هنا؟"
هز ماكس كتفيه و قد ظهرت الجدية فى عينيه فجأة:"ربما كان يُفترض أن أعود, فلربما برهن ذلك لوالدى بأننى أهوى الأرض , وهذا أمر هام بالنسبة إليه"
سألته كارى بفضول :"وهل لديك شغف تجاه الأرض أم أنك تدعى ذلك فقط لإرضاء والدك؟"
قال ماكس مبتسماً لها :"بالطبع يهمنى أمر المزارع و لطالما علمت أننى سأعود إليها يوماً ما. لكننى لم اتوقع أن أرث الأملاك , فهذا الأمر أحدث تغيراً جذرياً فى مسار حياتى . مع أن التخلى عن مهنتى كمحام سيكون أمراً صعباً و لن أُدعى عكس ذلك"
وصل طعامهما إلى الطاولة و كانت كارى قد طلبت طبق سلطة صدر البط المدخن الذى تم تقديمه بشكل جميل.
وجدت نفسها تخبره عن حياتها , فأخبرته أن والدتها توفيت و هى فى السابعة من عمرها و تم أرسالها لتعيش مع منتديات ليلاس والدها الذى بالكاد تعرفه .
هزت رأسها و هى تقول :"استغرقت وقتاً طويلاً كى استقر, فوالدى ما كان أبداً حنوناً بطبعه و زوجته دونا لم تكن أفضل منه. كلاهما كانا مستهترين , يمضيان معظم أوقاتهما خارج المنزل . خلاصى الوحيد كان أخى غير الشقيق طونى فقد كنا نهتم ببعضنا البعض"
قال ماكس برقة:"أنت تفتقدينه كثيراً, أليس كذلك؟"
أومأت كارى برأسها :"كان صديقى المفضل و شقيقى فى الوقت نفسه "
مد ماكس يده عبر الطاولة و أمسك يدها بلمسة صلبة أشعرتها بالاطمئنان ثم قال:"على الأقل لديك مولى"
ابتسمت كارى و قالت :"نعم...و ذلك بفضلك . فـ كارمل تظن انك رجل رائع"
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة :"إنه السحر الإسبانى الذى يعطى نتائج جيدة كل مرة"
فجأة أصبحت كارى منتبهة ليد ماكس التى مازالت مستقرة على يدها فتحولت مشاعرها من الحزن إلى الحذر . بدا لها أن جلدها يحترق و شعرت بالوخز بفعل التلامس , فبدأت أحاسيس التجاوب تتسارع فى جسدها .
سحبت يدها بسرعة بعيداً عن يد ماكس قائلة :"على أى حال زهرة منسية, هذا الحديث ممتع جداً لكننا لم نناقش مواضيع العمل بعد , ؟أليس كذلك؟
قالت ذلك محاولة بيأس أن تبعد ذهنها عن العواطف الخطيرة التى شعرت بها , ثم تابعت :"قلت لى إنك تود مناقشة بعض المشاكل فى ما يخص العقد الإعلانى "
ــ أنا قلت هذا , أليس كذلك؟
توقف ماكس برهة ثن تابع يقول:"لكننى طالعت العقد مجدداً اليوم و يبدو لى أن كل شئ على ما يرام"
عبست كارى :"أحـــقــــاً؟"
قال ماكس ببساطة :"سأوقعه و أحضره إلى مكتبك غداً . متى تظنين أنه يمكننا البدء بتصوير الفيلم الدعائى الذى سيعرض على التلفزيون ؟ أود ان ننطلق بذلك فى أسرع وقت ممكن"
ــ سنبدأ به خلال هذا الأسبوع , وسأعمل عليه حالما تحضر لىّ العقد.
حضر النادل إلى طاولتهما فرفع الأطباق ثم سألهما إذا كانا يرغبان بتناول القهوة .
نظرت كارى إلى ساعة يدها بسرعة . ودت لو أنها تتمهل للتحدث مع ماكس طيلة الليل , لكنها شعرت أنه يتوجب عليها أن تعود , فقالت لـ ماكس:"من الأفضل أن أعود إلى المنزل لأطمئن على مولى"
ــ أنا متأكد من أن مولى على خير ما يرام و ألا لاتصلت كارمل
و قبل أن تتمكن من قول أى شئ قاطعهما رجل يرتدى بذلة رئيس الطهاة البيضاء فبادره ماكس قائلاً :"مرحباً بك أمبروزيو"
ثم وقف بسره\عة و صافح الرجلان بعضهما بحرارة قبل أن يستدير ماكس ليعرف كارى بابن عمه . إنه رجل بمثل عمر ماكس تقريباً لكن ليس هناك شبه بينهما إطلاقاً . فــ أمبروزيو أقصر قامة و أكثر بدانة من ماكس و مع ذلك فهو يمتلك العينين السوداوين اللتين تشبهان عينى ماكس . التمعت عيناه بالغبطة و هو يتحدث إليهما .من الواضح أن الرجلين صديقان مقربان من بعضهما .
حضرت بعدها إستيل لتنضم إليهما فجلست على الكرسى الذى قام عنه ماكس للتو , وقالت سائلة كارى :"هل أعجبتكما وجبتكما ؟"
ــ كانت لذيذة جداً , شكراً لك.
أحست كارى فجاة بأن شيئاً ما فى هذه المرأة لا يعجبها , شئ جعلها تشعر بالذعر منها . أزعجها شعورها هذا لأنها ما استطاعت أن تلمس الأمر الذى يضايقها , كما شعرت ببعض الذنب لأنها فكرت على هذا النحو , فـ إستيل بدت مؤدبة و ودودة تماماً معها
ــ ماكس رجل محب , أليس كذلك ؟ جميعنا معجبون به.
خفضت بعدها إستيل نبرتها ومالت مسندة ذراعيها على الطاولة لتقترب من كارى ثم تابعت تقول:"يبدو أنكما تتفقان جيداً مع بعضكما "
ــ نعم نحن كذلك!
ابتسمت كارى و قد تذكرت ما أخبرها به ماكس عن هذه المرأة الثرثارة . ربما هذا هو سبب شعورها بضرورة أن تكون حذرة بوجودها
ــ لكنه يفطر قلوب النساء , لذا كونى حذرة
جاءت كلمات إستيل مرفقة بابتسامة بالكاد وصلت إلى عينيها . تمتمت كارى بخفة :"يفاجئنى لو أنه لا يفطر قلوب النساء , فهو رجل وسيم جداً"
ــ نعم لكن دعينى أخبرك أنه يستمتع هذه الأيام بمطاردة النساء و العبث معهن لذا أنصحك باعتماد البروة معه.
ــ شكراً , لكننى ليست بحاجة إلى اإرشاد.
حافظت كارى بثبات على ابتسامتها , لكنها لم تعجب بنصيحة إستيل .
تابعت تقول :" أمورنا تسير على ما يرام"
ــ أنا آسفة . لم أقصد أن أبدو متطفلة.
بسرعة بدت إستيل منسحقة القلب وهى تضيف :"أظننى أشعر بالقلق على ماكس بسبب هذه العلاقات الغرامية التى يقيمها . والداه أيضاً قلقان , فكما تعلمين هو لم يتخط بعد موضوع ناتاشا"
أتكأت إستيل على الطاولة لتقترب فأكثر بشكل يوحى أنها تستودع كارى سراً ما , قبل أن تتابع هامسة :"لقد عادت إلى المدينة و حضرت هنا لتناول العشاء خلال الأسبوع الماضى"
ــ أحقاً ؟
تساءلت كارى من هى ناتاشا بحق السماء ! هل هى خطيبته السابقة ؟ألقت نظرة تجاه ماكس و تمنت لو انه يللجلوس إلى الطاولة فيحررها من هذه المحادثة الآسرة , فإذا به ما يزال مستغرقاً فى حديثه مع أمبروزيو.
ــ نعم حقاً!
لم تبدً أستيل أبداً مرتدعة من حديثها بسبب نبرة كارى غير الآبهة و أضافت :"أما فى ما يخص موضوع أستلامه إدارة المزارع فأنا لا أعتقد أن ماكس يرغب مأسوراً هناك لفترة طويلة فقد اعتاد أن يبقى حراً و...."
قاطعتها كارى بحدة :"فى الواقع , أنت مخطئة جداً بذلك"
لقد تمادت و على كارى أن تضع حداً لتطاولها , لكى تلعب حقاً دورها كخطيبة ماكس . نظرة إليها إستيل بشحوب مستفسرة :"ماذا تقصدين؟"
ـت أقصد أننى و ماكس منسجمان جداً مع بعضنا و هو مستعد تماماً للاستقرار فى المزارع.
ــ أتعنين أن ماكس جدى فى علاقته.....بك؟
بدا أن إستيل لا تصدق ما تسمعه فيما مررت نظراتها المتفحصة على كارى باحتقار وقح. أدركت كارى أنها كانت محقة فى حذرها من هذه المرأة. و لحسن الحظ قاطعهما أمبروزيو , فأنقذها من متابعة ذلك الحوار المزعج .
ــ على أن أعود على مطبخى , كارى يسرنى التعرف بك.
ــ وأنا أيضاً سررت بلقائك .
وقفت كارى قد أسعدها الابتعاد عن إستيل . ثم تساءلت كيف ارتبط رجل لطيف كـ أمبروزيو بامرأة فظة كــ إستيل.
سألها ماكس و هما يخطوان خارج المطعم :"هل كل شئ على ما يرام؟"
سيطر السكون على كارى . وتلاعبت فى ذهنها مقتطفات من كلمات إستيل: أنه يفطر القلوب...كونى حذرة....إنه يستمتع هذه الأيام بمطاردة النساء و العبث معهن, لذا أنصحك باعتماد البرودة معه
ــ من هى ناتاشا ؟
سألت كارى من دون مقدمات فيما هما يسيران باتجاه سيارة ماكس
فقال بجفاء:" أرى ان إستيل أطلعتك على نزرياتها فى ما يخص حياتى العاطفية "
ــ أضطررت أن أغوص بالموضوع فاخبرتها أننا جديان فى علاقتنا . لم تترك لى إستيل أى خيار . قالت أنها لا تعتقد أن ستستقر يوماً فى المزارع . ولتصبح قصة خطوبتنا قابلة للتصديق توجب علىّ أن أجيبها بشئ ما.
أومأ ماكس :"فعلت عين الصواب "
ـ ربما...لكن بعد أن اختفت ملامح الصدمة من تعابير وجهها لا أظن أنها صدقتنى.
قال ماكس بصوت شرس:"لا تقلقى بخصوص إستيل , فهى صعبة المراس حتى فى أحسن الأوقات"
قالت كارى هازة كتفيها :"لست قلقة بشأنها"
هى لست قلقة بل منزعجة لأنه لم يخبرها بعد من هى ناتاشا . عندما اتفقت مع ماكس على هذه المهزلة أصر على معرفة كا ما يختص بماضيها. و الآن عليه أن يمنحها الثقة نفسها و يخبرها عن ماضيه.
صعدت كارى و ماكس إلى السيارة , وأدار ماكس المحرك
إذاً من هى ناتاشا ؟ تساءلت كارى مجدداً فيما قاد ماكس السيارة على الطرقات المكتظة بالسيارات . هل هى المرأة التى تحدث عنها مرة بشوق و كآبة؟ أى الفتاة التى كانت خطيبته ؟
تذكرت كيف همست لها إستيل عبر الطاولة بطريقة دراماتيكية :إن ماكس لم يتخط بعد موضوع ناتاشا . وذلك قبل أن تضيف بشكل عابر : لقد عادت إلى المدينة .
ربما تكون إستيل على حق ! لو أن ماكس تخطى موضوع خطيبته السابقة , ما كان ليجد صعوبة فى مصارحة كارى و التحدث عنها الآن.
شعرت كارى بموجات من الغيرة تتحرك بقوة فى أعماقها , فأرعبها هذا الشعور المفاجئ تماماً , لِمَ تراها تشعر بالغيرة ؟ فحياة ماكس العاطفية لا تعنيها أبداً , ولا يهمها هذا الموضوع بتاتاً
عضت على شفتها السفلى و فكرت أن هذا الشعور سببه الإرهاق على الأرجح . بل ربما سببه عبء تلك الأكاذيب التى اضطرت إلى تلفيقها , فهى تكره الكذب . نعم هذا هو السبب! من المؤكد أنها لا تغار على ماكس . فبعد انتهاء علاقتها بـ مارتين وعدت نفسها بألا تشعر بالعاطفة تجاه أى رجل, وهى تنوى الألتزام بهذا الوعد . بعد دقائق أوقف ماكس السيارة أمام شقتها .
ــ أشكرك مجدداً على الأمسية الجميلة.
رغبت كارى بالابتعاد عنه بسرعة.
ــ لا شكر على واجب
مدت كارى يدها لتمسك مقبض الباب و بالكاد انتظرت ماكس لينهى كلامه قبل أن تقول :"أراك غداً فى المكتب"
لكنه فاجأها بالترجل من السيارة أيضاً و هى تقول :"سأرافقك إلى باب الشقة"
ــ لا داعى لذلك.
ــ ربما , لكننى أحب أن أراك قد دخلت الشقة بأمان.
أقفل ماكس سيارته ثم سار ليتبعها باتجاه الباب الأمامى للمبنى. فكرت كارى و هى تجاهد لإيجاد مفاتيحها , كم هذا الرجل مزعجاً حقاً ! لِمَ لم ينصرف ببساطة عندما طلبت منه لك ؟
تيقظت حواسها بسبب قربه منها و هى تفتح الباب تنشقت عطر ما بعد الحلاقة التى تسلل إليها عبر نسيم المساء الدافئ . خطا ماكس إلى الداخل , ما إن دفعت الباب لينفتح و بدا من الجلى أنه ينوى أن مرافقتها صعوداً حتى باب شقتها . قالت كارى ملتفتة لتنظر إلى أعلى باتجاهه :"أنا بخير يا ماكس يمكننى الصعود إلى شقتى بمفردى"
سألها برقة :"هل أنت غاضبة منى كارى؟"
ــ لا لِمَ قد أشعر بالغضب ؟
بدأ قلب كارى يدق بسرعة فى صدرها ما إن اقترب ماكس خطوة ليدنو منها.
ــ لست أدرى...ربما بسبب شئ قالته لك إستيل....
بدا الصدى الهادئ لصوته فى الردهة الفارغة غريباً , ثم أكمل قائلاً :"...أو ربما يخيفك أن تكونى وحدك برفقتى"
ــ هذا سخيف! أنا ليست خائفة منك . لِمَ قد أخاف منك؟
ــ لست أدرى....
مد يده ملامساً وجهها برقة فشعرت كارى بألم فى قلبها لم تستطيع فهمه سببته هذه الحركة الغريبة برقتها. فيما تابع ماكس كلامه :"أحياناً تنظرين إلى بحذر يجعلنى أظن أن أحدهم سب لك الأذى فى الماضى ....لذا أنت تخشين الاقتراب من أى رجل مجدداً"
ارتعبت كارى من ملاحظته , فسارعت إلى القول :"أنا حذرة معك لأنك زبون عمل و لأن هذه المهزلة خطأ كبير , فنحن نكذب على الناس من حولنا لذا أنا لا أشعر بالارتياح"
همست كارى الكلمات بنبرة منخفضة , واندفعت بعدئذٍ مبتعدة عن ماكس قبل أن يتمكن من متابعة حديثه . تابعت طريقها صعوداً على الدرج باتجاه باب شقتها . فتبعها ماكس .
لاحظت كارى ارتجاف يديها و هى تحاول وضع المفتاح فى الثقب لتفتح الباب فمد ماكس يده و تناول المفتاح من يديها ثم أدخله فى القفل.
ــ ها أنت ! ألا ترين ؟ كنت بحاجة إلىّ لارافقك فى نهاية الأمر . قالها بصوت فيه إغاظة رقيقة قبل أن يتابع فيسألها :"و الآن , هل ستخبرينى لِمَ أنت منزعجة منى ؟ ما الذى قالته لك إستيل؟"
ــ قالت الكثير من الكلام التافه....
ـت هذا ما تفعله عادة.
خطا ماكس داخل الردهة الضيقة لشقة كارى ثم أغلق الباب قائلاً :"إذاً أى نوع من التفاهات أطلقتها هذا المساء؟"
بدا قريباً جداً منها فى هذا المكان الضيق , فتراجعت إلى الوراء لتجد نفسها ملتصقة بالحائط . وضع ماكس يديه على الحائط إلى جانبى رأسها فحاصرها فى دائرة ذراعيه من دون ان يلمسها , ما جعل أحاسيسها تدور فى دومة بسبب دنوه منها.
ــ لم تقل أى شئ يضايقنى . كل ما فى الأمر هو أننى لا أحبذ الكذب ....ربما يسهل عليك ذلك , أما أنا فأجده صعباً.
همست كارى الكلمات بشراسة مراعية وجود جدىّ مولى فى الشقة , ثم أكملت قائلة :"كما أعتقد أنه يجدر بك إعلامى من هى ناتاشا و ما الذى تعنيه بالنسبة إليك . فقد فاجأتنى إستيل و لم أعرف عمن تتحدث "
ــ آه ! أرى ذلك
انفعلت كارى مجدداً بسبب رد ماكس الغامض :"إذاً من تكون؟"
ــ هل تغارين كارى ؟
طرح ماكس هذا السؤال بهدوء بالغ و مع ذلك بدت الجدية فى نبرته .
ــ قطعاً لا !
ابتلعت كارى ريقها بصعوبة , وقد شعرت بعقدة تسد حلقها . تابعت تقول :"لا يهمنى الأمر بتاتاً . يمكنك أن تواعد من تشاغء فمغامراتك العاطفية لا تعنينى إطلاقاً . قد تظن نفسك هبة من الله للنساء يا ماكس , لكننى لست واحد من معجباتك"
ــ هل هذا صحيح ؟
حمل صوت ماكس حدة توحى بالانزعاج , ففكرت كارى بأن ذلك أمر جيد لأنه يستحق تخفيض غروره الرجولى بضع درجات.
ــ ربما تتهافت النساء عليك أنما ذهبت لكنك لا تؤثر فى مطلقاً.
قال ماكس بسخرية :"حسبما أذكر أنت لم تعترضى كثيراً عندما عانقتك"
غضبت كارى عندما ذكر ماكس ذلك العناق , فاندفعت قائلة :"حسناً ! كنا نقوم فقط بتمثيل دور من هذه المهزلة و ذلك لم يعن شيئاً ! فى الواقع إذا كنت تعتبر نفسك سيداً نبيلاً , يُفترض ألا تقلل من مستواكط و تذكر ذلك ....الحدث"
منتديات ليلاس
قال ماكس بصوت متهامل غير آبه:"آه! يمكننى أن أنزل إلى حيث أريد عندما أرغب فى ذلك"
و قبل أن تدرك كارى نواياه أحنى رأسه مقترباً منها و ضمها فى عناق جديد. أخذت الصدمة الناتجة عن هذا العناق تتقلب فى جسدها , فأطبقت قبضتيها و ثبتتهما إلى جانبيها محاولة إجبار نفسها على عدم مبادلته العناق . لكن يديه الماهرتين تحركتا على ظهرها برقة بالغة أذابت شيئاً فشيئاً الغضب المتأجج فى داخلها . ولم يمض لحظات حتى استبدل الغضب بمشاعر أكثر قوة.
فجأة راحت هى أيضاً تبادله العناق و تحركت ذراعاها بإرادتهما الخاصة لتستقرا على متفى ماكس.
غدا عناقه أكثر عميقاً وتحول إلى النعومة و الاستمالة الرقيقة.
المليئة بالغرور ضغطك دم كارى يرتفع.
ـت و لمعلوماتك الخاصة ناتاشا هى خطيبتى السابقة و هى الآن متزوجة برجل آخر , لذا لن تكون عائقاً أمام أتفاقنا . تصبحين على خير كارى.....أحلاماً سعيدة!
أغلق ماكس الباب خلفه بهدوء و رحل .
ضغطت كارى بأصابعها على خديها , فإذا بهما ملتهبان بفعل حرارة ذلك العناق . أما هى فما زالت ترتجف فى أعماقها بسبب شوقها إليه.

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 12:26 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس

 
دعوه لزيارة موضوعي

قراءة ممتعة للجميع
و بحاول اليوم أنزل الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 07:20 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس

 
دعوه لزيارة موضوعي

6 / الــــتـــــحـــــــدى
منتديات ليلاس



اجتماع نهار الاثنين الصباحى هو عادة محور اهتمام الجميع , حيث يجلس الجميع حول الطاولة فى غرفة إجتماعات الإدارة , و يتهافتون على الفوز باهتمام خوسيه . يحاول كل فرد من المجتمعين التفوق على الآخرين بدهائه و براعته فى المناورات .
عادة ما تنبرى كارى أثناء الاجتماعات مدافعة عن أفكارها و مركزها فهى دوماً تقوم بأبحاثها و تحضيراتها فى المنزل بشكل جيد و هذا هو سبب فوزها بالعديد من العقود كل أسبوع . لكنها هذا الصباح لم تشعر بميل حقاً إلى الانخراط فى معركة الدهاء هذه, فجل ما يشغل بالها هو عودة سيلفيا مربية مولى إلى العمل , بعد أن قامت هذه الأخيرة بتسليمها إشعاراً يفيد بنيتها فى الإستقالة.
قالت سيلفيا بحزم عندما طلبت منها كارى البقاء حتى نهاية الشهر الجارى:"يجب أن أرحل خلال أسبوعين. صديقى عائد إلى غرانادا و قد طلب منى مرافقته"
من المؤسف أن ترحل سيلفيا الآن و قد اعتادت عليها مولى و أحبتها حقاً أنه تغيير جذرى فى حياة الفتاة الصغيرة هى بغنى غنه .
ــ كيف تسير الأمور فى ما يخص عقد سانتوس؟
طرح خوسيه السؤال على كارى , فدوى صوته على الطاولة مخترقاً أفكارها.
قالت كارى واثقة:"أن الأمور تسير على خير ما يرام خوسيه , فـ ماكس سانتوس سيوقع العقد اليوم" www.liilas.com/vb3/f752
منتديات ليلاس
ـ ظننتك قُلت إنه سيوقعه يوم الجمعه.
ترددت كارى قبل أن تقول :"سيكون العقد على مكتبى اليوم و سأقوم بتنظيم طاقم المصورين ليذهبوا إلى المزارع هذا الأسبوع , لأن ماكس يرغب بشدة أن نبدأ التنفيذ فى أسرع وقت ممكن"
بدا خوسيه مشككاً بالأمر , فأملت كارى أن يحضر ماكس العقد فعلاً إلى المكتب اليوم و ألا يبدأ بالآلاعيب .
فجأة برزت أمامها ذكرى عناقهما مساء الأمس و للحظة بدا ذلك العناق حياً فى ذهنها . تصاعدت فى داخلها الحرارة و الشغف بشدة صدمتها .
فكرت كارى أن ماكس ببساطة عانقها لمجرد إثبات وجهة نظره , لكن ما هى حجتها هى؟ كيف عساها تقابله اليوم؟
ــ حسناً إذاً هنا ينتهى إجتماعنا.
قال خوسيه ذلك بحدة فبدأ الجميع بترتيب أوراقهم ليعودوا إلى مكاتبهم .
أضاف خوسيه فيما همت كارى بالانضمام إلى زملائها الخارجين من القاعة:"أنتظرى لحظة كارى"
توقفت كارى بجانبه عند رأس الطاولة و راقبته فيما أعاد ملاحظاته بتمهل إلى داخل المغلف الموجود أمامه ثم سألته محاولة استعجاله:"كيف أستطيع أن أخدمك خوسيه؟"
فبأنتظارها العهديد من المكالمات الهاتفية التى يجب إجراؤها عدا عن رزمة كبيرة من الأوراق التى يجب كتابتها فى مكتبها . رغم ذلك انتظر خوسيه إلى أن خرج آخر شخص من الاجتماع عبر الباب , بعدئذٍ استقام فى وقفته و نهزر إلى عينى كارى مباشرة.
ــ كنت فقط أتساءل كيف تجرى الأمور بالنسبة لتبنى مولى؟
ــ الأمور تسير على ما يرام, إنها تجرى قدماً.
رأت كارى بريق الخيبة فى عينى خوسيه و هو يسألها :"إذاً , ألن تذهب مولى مع جدتها ؟"
ــ مولى سعيدة معى , وجدتها أدركت ذلك.
هز خوسيه رأسه قائلاً:"أنت ترتكبين خطأ جسيماً كارى , فشخص موهوب مثلك ينتظره مستقبل باهر . لِمَ تربطين نفسك بطفل ليس طفلك فترمين كل شئ خلفك؟"
ردت كارى بحزم :"أنا لا أرمى أى شئ . أننى أحب مولى و أستطيع أن أقوم بعملى و الاعتناء بها أيضاً...."
قال خوسيه مقاطعاً حديثها:"أنت ترمين علاقتنا مع بعضنا"
فوجئت كارى عندما دنا منها خوسيه و قد بدا على وجهه الوسيم تعبير لم تكن مستعدة له , قال بعبوس :"أنا مشتاق إليك.أفتقد لقاءاتنا بعد العمل ....عشاءنا سوياً...."
قالت كارى بنعومة :"خوسيه لقد انتهت علاقتنا. ربما كان من الخطأ أن نتواعد أصلاً , فنحن نعمل بشكل جيد سوياً ىو كان علينا ألا نخاطر بتغيير ذلك. من الأفضل أن ندع الأمور على حالها الآن"
مد خوسيه يده و وضعها على كتف كارى قائلاً :"أعتقد أنك مخطئة بذلك . أظن أننا كنا لنشكل فريقاً ممتازاً سوياً"
استغربت كارى ألا تحدث لمسة يد خوسيه أى تغير فى دقات قلبها و أى أثر على أحاسيسها . لم تستطيع ردع نفسها عن مقارنة تأثيره عليها بالتأثير الذى يتركه ماكس . فبمجرد أن ينظر إليها ماكس تهتاج معدتها و تدب الحياة فى أوصالها.
تمتم خوسيه :"كارى أرجوك فكرى بما كان بيننا و بما يمكننا أن نبنيه سوياً"
بدا لـ كارى أنه ينحنى و يدنو منها فظنت أنه ينوى معانقتها . صدمتها الفكرة فتراجعت خطوة إلى الوراء مبتعدة عنه فى الوقت الذى فتح فيه باب غرفة اجتماعات مجلس الإدارة.
فوجئ كل من خوسيه و كارى بهذا التطفل . بدا قلب كارى و كأنه يغوص عميقاً عندما أدركت أن الشخص الواقف عند الباب هو ماكس سانتوس.
لاحظت زهرة منسية كيف استوعبت عينا ماكس السوداوين وقفتها القريبة من خوسيه ,لكنها لم تعلم ما الذى ظنه بخصوص حالتهما , فملامح وجهه بدت غامضة , أما صوته فجاء بارداً عندما تكلم :"أخبرتنى سكرتيرتك أننى سأجدك هنا"
ــ ماكس! لم اتوقع حضورك حتى بعد الظهر.
لم تدرك كارى سبب شعورها بالغرابة لكنها شعرت بذلك. حسناً! إن خوسيه يقف هنا قريباً جداً منها , ودنوه منها لا يدل على محادثة تتعلق بالعمل . لكن, على اى حال هذا أمر لا دخل لـ ماكس فيه.
ــ خوسيه أقدم لك ماكس سانتوس. ماكس أعرفك بـ خوسيه مديرى .
قدمت كارى الرجلين إلى بعضهما بسرعة محاولة استعادة رباطة جأشها .
عاد خوسيه حالاً إلى شخصيته العملية المتدفقة حماساً فيما تقدم نحو ماكس مداً يده ليصافحه :"سررت بلقائك فنحن متحمسون جداً لمشروع سانتوس.... بل متشوقون . أظن أنه سيكون عملاً ناجحاً إلى أقصى حد"
بالمقابل بقى صوت ماكس ثابتاً فى هدوئه :"لنأمل ذلك"
ــ حسناً أنت تتعامل مع أحد أفضل الأشخاص فى فريقنا فـ كارى موهوبة جداً و لدينا فى شركة إيماج منتهى الثقة بقدراتها.
تمنت كارى أن يصمت خوسيه.
ــ اكتشفت بنفسى كم هى مميزة.
تشدق ماكس بكلامه فيما توقف خزسيه ليأخذ نفساً . أما هو فتابع:"ألم أفعل حبيبتى؟"
شعرت كارى أن وجنتيها تحمران خجلاً فيما توجهت عيون الرجلين إلى وجهها. بدا ماكس مرتاحاً أما خوسيه فبدا مصعوقاً مرتبكاً.
تمتم ماكس :"أستنتج أنك لم تخبرى خوسيه عنا؟"
ثم أبتسم لها فيما زاد احمرار وجنتيها لتصبحا بلون احمر داكن فيما أضاف هو :"لكن أفترض أنك محقة , فالعمل يجب أن يبقى مجرد عمل. لنعد إلى موضوعنا الآن , إن العقد معى....."
رفع ماكس الملف عالياً و أكمل :"لأكن علينا مراجعة بعض الأمور و مناقشتها و ربما سنسويها خلال الغداء"
ضاقت عينا كارى الناظرتين إلى وجه ماكس و شعرت بالغضب . من الواضح أنه يقوم بلعبة ما . رغبت بأن تذكره بما قاله لكنها لم تجرؤ على التصدى له أمام خوسيه.
ــ بالطبع!
تراجع خوسيه ليسمح لهما بالخروج من غرفة اجتماعات مجلس الإدارة قبله, و مازالت إمارة الصدمة بادية على وجهه نوعاً ما .

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 07:22 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس

 
دعوه لزيارة موضوعي


أغلقت كارى باب مكتبها و استدارت باتجاه ماكس لتعاتبه . حالما دخلا و أصبحا بمفردهما و سألته بغضب :"ما كان ذلك بحق السماء؟ لما أخبرت خوسيه أننا مرتبطان على صعيد شخصى؟"
رد ماكس بهدوء :"لأننا كذلك , إلا إذا كنت قد غيرت رأيك بخصوص اتفاقنا....."
حملت نبرته فجأة حدة قاسية و أردف:"...وفى تلك الحالة سوف أعيد التفكير فى بعض الأمور"
عبست كارى :"ما الذى تقصده ؟ أسمع ماكس أن خطوبتنا المزيفة أمر يخصنا وحدنا....و لا علاقة لها بالعمل . لم يكن يحق لك أخبار خوسيه أننا نتقابل و نخرج سوياً"
قال ماكس بصوت بارد :"على العكس. لدى كل الحق بذلك. أنت دخلت فى اتفاق معى لذا نحن مرتبطان سواء شئت أم أبيت"
ــ لكن ليس خلال دوام العمل...
ــ إذاً لا باس إذا أتصلت بـكارمل و بوب خلال دوام العمل لأخبرهما أن أمر خطوبتنا غير صحيح؟
لاحظ ماكس كيف بهت لون كارى عندما قال هذه الملاحظة فعاد يقول بكلمات رقيقة :"لا يمكنك أن تجعلى كل الأمور تسير كما ترغبين أنت , فإما أن يكون بيننا اتفاق أو لا يكون"
فجأة شعرت كارى بأنها مأسورة :"مازالت لا أفهم لِمَ علينا إطلاع خوسيه على هذا الأمر "
هذه المرةى افتقد صوت كارى إلى الحماسة .
ــ أنها مدينة كبرى كارى لكن يفاجئك كم يعرف الناس بعضهم البعض مثال على ذلك , سكرتيرتك هى إحدى قريبات صهرى.
عبست كارى مذعورة :"أهى كذلك حقاً؟لم أكن اعلم...هل للأمر أهمية؟"
ــ بالطبع! فكما تعلمين إن الناس يتحدثون عن هذه الأمور . هل تعرف بأمر مواعدتك لـ خوسيه فى الآونة الأخيرة؟
ــ لا أظن ذلك.....فالطالما كنا متكتمين على الأمر.
حدقت كارى بـ ماكس و أدركت حقاً أن فى الأمر ما يهدد غروره , فهو لا يرغب بأن تتهم خطيبته بالخيانة , ولو كانت خطيبة مزيفة . مررت يدها خلال شعرها الأشقر الطويل وهى سارحة الفكر :"أن فقط...ظننت انه سيكون من الأسهل فك ارنباطنا كلما قل عدد الأشخاص اللذين نجرهم إلى داخل خدعتنا"
ــ سوف نفكر بطريقة لحل ارتباطنا فى وقت لاحق . أما الآن....أخبرتنى أن الأمر أنتهى بينكما....لكن أما زلت تواعدين خوسيه؟
بدت عينا ماكس ثاقبتين كأنهما تخترقان روحها .
ــ كلا. أخبرتك انه لم يتقبل فكرة دخول مولى إلى حياتى.
استدارت كارى لتنظر إليه فبدت زرقة عينيها صافية صادقة و تغلغلت نظراتها إلى أعماق ماكس . رغم أنه لم يشك بقولها الحقيقة لكنه علم أنه قاطع لحظة من الخصوصية بينها و بين خوسيه . لم يفكر ماكس أبداً أنه من صنف الرجال الغيورين لكنه عندما دخل إلى غرفة اجتماعات مجلس الإدارة منذ دقائق أحس كأن كرة قاسية حمراء ساخنة سارت من خلاله مباشرة.
شعر بالغضب من نفسه لاسترساله فى هذا الاحساس , فنظر سريعاً إلى ساعة يده قائلاً :"أعتقد أننا بحاجة إلى وضع بعض القواعد الأساسية . هل لديك وقت للغداء؟"
ــ ليس حقاً , فعلى إجراء العديد من المكالمات الهاتفية. www.liilas.com/vb3/f752 أمرها ماكس :"قومى بإجرائها لاحقاً"
تأنت كارى لوهلة ثم أو مأت موافقة لدى رؤيتها التعبير الجدى البادى على وجهه:"حسناً ! لكن فقط نصف ساعة من الوقت"
ــ حسناً ! سنقصد مكاناً ما فى الجوار .
تحركت عينا كارى باتجاه المغلف الموجود فى يده و سألته :"هل قمت بتوقيع العقد؟"
انزعج ماكس من سؤالها و أجابها :"ليس بعد"
ــ قلت أنك ستوقع !
ــ سنتحدث بالموضوع أثناء الغداء
ثم أبتسم بتهكم متابعاً :"أنظرى إلى الجانب الإيجابى لأمر فمناقشة العقد ستريح ضميرك . عندما يمكنك ان تقولى الحقيقة , فأنت فى غداء يتعلق بالعمل"
هزت كارى رأسها قائلة :"أنت حاد كالشفرة ماكس سانتوس!"
تمتم ماكس :"أنا فقط أحب أن أتقدمك بخطوة إلى الأمام هذا كل ما فى الأمر"
راقبها وهى ترتب بضعة أشياء على مكتبها ثم تجمع أغراض حقيبة يدها
إنه معجب بأسلوب تحركها كما تعجبه كل خطوط جسدها الرشيقة الجميلة تحت فستانها الأزرق السماوى . تذكر ماكس فجأة طريقة تجاوب كارى مع عناقه لها ليلة الأمس . فحرارة شغفها بدت قوية جداً . وقد جذب نفسه بصعوبة للابتعاد عنها لأنه أعتقد أن على الأمور أن تسير بتمهل . أما الآن فلم يعد متأكداً أن كبح خطواته للتقدم فكرة جيدة.
ــ أريدك أن تأتى لزيارتى فى المزارع خلالة عطلة نهاية الأسبوع المقبلة.
قال ماكس ذلك من دون مقدمات فيما كانا يسيران باتجاه المصاعد فنظرت كارى إليه و قد أجفلتها الدعوة :"لماذا؟"
فُتحت أبواب المصعد فانتظر ماكس حتى دخلا و انغلقت الأبواب ثم أجابها:"ستقام حفلة عائلية بعد ظهر نهار الأحد بمناسبة عيد ةمولد التوأمين .أعتقد أنك يجب أن تتواجدى هناك فهذا سيعطى مصداقية أكبر لعلاقتنا "
ــ ظننت أنك تود الانتظار قليلاً قبل أن تقدمنى إلى عائلتك. ألم تقل إنك تريد منهم أن يسألوك من أكون أولاً؟
قال بطريقة عابرة :"لقد حصل الأمر و سألونى . أعتقد أن إستيل تحدثت إلى والدتى هاتفياً حالما غادرنا المطعم ليلة الأمس , لذا يمكننا التقدم فى المرحلة التالية الآن"
ألقت كارى نظرة سريعة باتجاهه ولاحظت كم هو واثق من نفسه , و كم هو جذاب حقاً
وجدت نفسها تتذكر طريقة عناقه لها ليلة الأمس فشعرت بالأشواق تنهب جسدها كجيش يغزوها معتدياً . إنها أشواق جارفة لم تنقص بعد, وهى مازالت تشعر بوجودها العنيف , لا سيما و هى محتجزة معه فى المصعد الضيق. هذه المعرفة جعلتها ترغب بالهرب إلى أقصى ما يمكن لتبتعد عن ماكس سانتوس . أرعبتها هذه المشاعر , فكيف يمكنها ىأن تشعر هكذا حيال شخص يراها مجرد شريكة تتآمر معه فى شبكة من الخداع؟
طرحت كارى سؤالها لتخبره :"ما الذى تقصده تماماً عندما تقول المرحلة التالية؟"
ــ أى ما سبق أن قلته لك , ستلتقين العائلة و تمضين عطلة نهاية الأسبوع برفقتى فى المزرعة.
ــ عطلة نهاية الأسبوع ؟ أتريد منى تمضية كل العطلة معك؟
سألها ماكس بهدوء:"هل يسبب ذلك مشكلة لك؟"
منتديات ليلاس
فُتحت أبواب المصعد فدخلت نفحة من الهواء الساخن لكنها بالكاد تقارن بالحرارة المستعرة داخل كارى. فكرت محمومة : أهى مشكلة ؟ إنه كابوس حقاً أن تضطر إلى تمضية يومين كاملين برفقة ماكس حيث عليها التظاهر بعكس ما تشعر به من الانجذاب الساحق تجاهه.
قالت بسرعة:"لا أستطيع ماكس . لا يمكننى ترك مولى وحدها لفترة طويلة"
ــ لا أتوقع منك أن تتركى مولى بل عليك إحضارها معك. سوف تستمتع بالحفلة نهار الأحد فـ بيلا و إيميليو لا يكبرانها كثيراً . سيكون هناك الكثير من الأطفال أيضاً .
خرج ماكس و كارى إلى الشارع , لكنها بالكاد لاحظت الطرقات المكتظة بالسيارات و أشعة الشمس الحادة . تركز جل تفكيرها على كيفية الهروب من هذا الموقف , لكنها ما استطاعت أن تأتى بأى حجة مقنعة . بدا لها كأنت عقلها قد تعطل عندما احتاجت إليه لابتكار اعذار تعفيها من تمضية الوقت مع ماكس .
ــ أين سننام؟
طرحت كارى أول سؤال تبادر إلى ذهنها , فابتسم ماكس.
ــ هناك خمس غرف نوم فى منزلى كارى , فالمكان واسع جداً
أمسك بذراعها ما إن وصلا إلى تقاطع طرق مكتظ و تابع يقول :"إذا رغبت يمكنك أن تطلبى من كارمل و بوب مرافقتك فقد قالا لى إنهما يودان زيارة المزارع"
لم تعرف كارى إن كانت دعوتهما ستحسن الأمور أم ستزيدها سوءاً , لذا لم تجبه مباشرة . لحسن الحظ , أنشغل ماكس بعبور الطريق و حينما وصلا إلى الجهة المقابلة غير موضوع الحديث قائلاً :"الآن علينا الجلوس لمراجعة يضع قواعد أساسية "
ــ نعم علينا فعل ذلك.
دخل ماكس و كارى إلى مطعم صغير ساحر يقع عند زاوية تقاطع الطرق. تدلت نقانق اللحم من السقف بمشابك خاصة فوق منضدة المطعم المصنوعة من خشب الجوز الفائق اللمعان , حيث رصفت أطباق من الطعام شهية ليختار الزبائن منها ما شاؤوا . كان الوقت مايزال مبكراً على زحمة استراحة الغداء لذا لم يتواجد فى المكان إلا زوج آخر من العشاق يجلسان متكئين إلى المنضدة على كراس خشبية مرتفعة.
قادها ماكس باتجاه طاولة تقع مباشرة تحت مروحة سقف معلقة على الحائط. سألها وهو ينظر حولها بحثاً عن النادل :"بماذا ترغبين؟"
فكرت كارى و هى تنظر إلى عينيه السوداوين الشديدتى الإغراء :قد أرغب بشئ يخولنى التهرب منك , إضافة إلى شئ ما يجعلنى محصنة ضد إغوائك و جاذبيتك , ثم أجابت عن سؤاله :"فقط....فقط فنجان قهوة"
ــ يبدو أن الطعام شهى هنا, تناولى شيئاً آخر
نظرت كارى إلى ساعة يدها قائلة :"ماكس , لا أريد أى شئ . ما كان يُفترض بى أن أكون هنا أصلاً على ان أتابع عملى "
تمتم متكس فيما وصل النادل لأخذ طلبهما :"لا عجب أنك بهذه النحافة "
أيظن ماكس أنها شديدة النحافة؟ تساءلت كيف تبدو صديقاته الحقيقيات ؟
على الأرجح أن صديقته ذات جسد رشيق لكنها ممتلئة الجسم و غير نحيفة . مجدداً بدأت كارى تتسائل عما تراه حصل بين ماكس و خطيبته لينفصلا .
ذكرت كارى نفسها بصرامة بأن الموضوع لا يهمها فلا علاقة لها بذلك.
ــ إذاً ما يخص القواعد التى سنسنها .....
فاجأت ماكس بنبرتها فعاد وثبت اهتمامه عليها أما هى فتابعت تقول:"....أعتقد أنك على حق فنحن حقاً بحاجة إلى أن نقرر بالضبط كيف سنتابع الموضوع. أظن أنه علينا أولاً وضع حد للوقت الذى سنستمر فيه بتمثيل هذه المهزلة"
بدأ شعور كارى بالتحسن عندما تحدثت بطريقة عملية فأكملت كلامها :"الآن , أنا لست متأكدة متى سيعود بوب و كارمل إلى ديارهما فقد قطعا تذكريتهما ذهاباً فقط . نويت أن أسألهما عن ذلك هذا الصباح لكننى نسيت الأمر مع بروز مشكلة جديدة...."
قاطعها ماكس بفضول :"أى نوع من المشاكل؟"
ــ مربية مولى سلمتنى إنذاراً بالرحيل خلال أسبوعين.....
التقت عينا كارى بعينا ماكس اتلسوداوين المتعاطفتين و ما لبثت أن قالت:"أستطيع تدبر الأمر , سأتصل بوكالة التوظيف ليرسلوا لى شخصاً مكانها ثم سأبدأ بمقابلة المربيات فوراً . لكن الأمر أقلقنى لأنه تغير جذرى جذرى جديد فى حياة مولى وهى شديدة الحساسية حالياً"
أومأ ماكس برأسه موافقاً :"إنه موقف صعب فـ مولى حقاً تحتاج إلى الوجوه المألوفة و الروتين الذى ألفته لكى تطمئن"
وصل النادل حاملاً قهوتهما فعاد ذهن كارى بحدة إلى تركيزه . قالت بسرعة :"على كل حال لن ترغب بسماع هذه الأمور , فهذه مشكلتى , وسأحلها قريباً. و ما يجب أن نقرره الآن هو الوقت الذى سنستمر فيه بالإدعاء أننا مخطوبان"
هز ماكس كتفيه :"لا أظن أننا يجب أن نحد أنفسنا بالوقت , فالأمر الأهم هو أن نتعاون و نتوحد معاً فى حبهة واحدة , لذا اقترح أن نعلن خطوبتنا خلال حفلة نهار الأحد "

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 07:24 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس

 
دعوه لزيارة موضوعي


بدأت نبضات قلب كارى بالتسارع و كأنها فى سباق لدى سماعها اقتراح ماكس , فسألته :"أليس الوقت مبكراً بعض الشئ؟"
ابتسم ماكس :"على العكس . أعتقد أننا تأخرنا بإعلانها فـ كارمل و بوب علما بنيتك فى الزواج منى منذ أول يوم للقائنا"
أحمر وجه كارى خجلاً بسبب نبرة الإغاظة التى بدت فى صوت ماكس,فقالت مبررة :"ذلك أمر مختلف . اضطررت إلى قول هذا لأننى كنت محاصرة و لا مهرب لى , لكننى أبداً لم أعلن الخطوبة بشكل رسمى و صريح"
ــ و مع ذلك....
هز ماكس كتفيه و تابع :".....لم علينا الإنتظار ؟ جميع أفراد عائلتى سيجتمعون نهار الأحد , والوقت مناسب تماماً "
شعرت كارى كأنها تجاهد عابرة فى رمال متحركة , فبلعت ريقها بصعوبة:"ماكس , أنا لا أشعر بالارتياح حيال هذا كله , أنا متأكدة أنهم سيكتشفون أمرنا. أنا .....لست حتى من نوع النساء المفضل لديك"
قال ماكس مطمئنناً :"ربما هذا أفضل"
لاحظت كارى فى عينى ماكس لمحة مزاح جاف أثار غيظها بشكل كبير .
افترضت أن ما يقصده هو أنه عادة يواعد نوع النساء الباهرات الملفتات للنظربجمالهن الأخاذ.
قالت كارى مدافعة عن نفسها :"أنت لست نوعى المفضل من الرجال أيضاً"
قال ماكس رافعاً أحد حاجبيه السوداوين بتهكم :"إذاً ما هو نوعك المفضل من الرجال ؟ خوسيه؟"
ــ خوسيه هو رجل جذاب جداً.
وجدت كارى نفسها مجبرة على الدفاع عن مديرها لسبب ما , افترضت أنه الغرور . فـ ماكس سانتوس اللعين واثق جداً من نفسه . تشدق ماكس ساخراً:"لكنه للأسف لا يحب الأطفال"
تورد جه كارى خجلاً عند سماعها ملاحظة ماكس فتمنت لو أنها التزمت الصمت بخصوص موضوع خوسيه . بالطبع , ماكس على حق , فـ خوسيه مثال سئ لا يعبر عن ذوقها فى الرجال...لكن مارتين أيضاً لم يكن افضل حالاً.
قال ماكس ما إن رأى عينى كارى تمتلئان بالألم :"آسف , ما كان على أن أتفوه بذلك"
أشاحت كارى بنظرها بعيداً عنه و سألته :"إذاً هل ستقوم بتوقيع ذلك العقد؟"
لاحظ ماكس كيف أختبأت كارى خلف عملها.
ــ لست أردى . هل ستحاولين التراجع عن اتفاقنا؟
ضاقت عيناها و هى تنظر إلى وجهه :"هل تحاول أن تبتزنى لأستمر فى هذا الأدعاء؟"
تلاشى اللون تماماً من وجهها عندما تقاعس ماكس عن الإجابة و اهتز صوتها بغضب و هى تقول :"لست تبتزنى....هل تفعل ؟ أهذا ما قصدته فى المكتب عندما قلت لىّ إنك ستعيد النظر ببعض الأمور؟"
هز ماكس كتفيه :"لابتزاز كلمة كبيرة و قوية كارى لكن لا يمكنك لومى على حمايتى لمصالحى . مهما يكن , أنا أديت دورى لكن يبدو لى أنك تحاولين باستمرار التملص من دورك فى الاتفاق "
ــ أنا لا أحاول التملص من الأتفاق , كل ما فى الأمر أننى حقاً قلقة لأن ما نقوم به خطأ فادح.....
قال ماكس محافظاً على هدوئه :"من جهتى أرى أنك تحاولين التملص من الأنفاق , فأما أن تكونى معى فى هذا و أما أن نلغى الموضوع برمته. لا يمكن أن يكون هنالك رأى وسط"
نظرت كارى إلى العقد ثم عادت فنظرت إلى ماكس . أغضبها حقاً أن يصل به الأمر إلى هذا الحد فقالت:"أنت تخادع ماكس . أنت بحاجة إلى العمل الدعائى, فأهميته كبيرة بالنسبة للمزرعة...."
ــ أعفنى من نغمة التسويق هذه كارى.
قاطعها ماكس بهدوء متابعاً :"فهنالك وكالات إعلان غيركم"
حملقت كارى فيه بنظرة ملتهبة من عينيها الزرقاوان المثلجتين.
سألها ماكس من دون ان يبدو عليه الأنزعاج مطلقاً :"غذاً...كيف سيكون الأمر؟"
غمضت كارى ساخطة :"أنت حقاً بارد و تحسب الأمور باحتيال . ألست كذلك ماكس؟"
هز ماكي كتفيه:"كفى عن تضيع الوقت كارى . هل أنت فى داخل الصفقة أم خارجها ؟"
ــ أننى داخل الصفقة.
تابعت تسأله:"و الآن . هل ستقوم بتوقيع العقد؟"
ــ نعم
حمل ماكس ملف العقد قائلاً :"سأوقعه يوم الأربعاء عندما أصطحبك لتناول العشاء"
ــ الأربعاء !
منتديات ليلاس
قالت كارى شاحبة :"أريدك أن تقوم بتوقيعه الآن.....هنا"
ــ صبراً حبيبتى !
مد ماكس يده فدفع ذقن كارى إلى أعلى متفحصاً وجهها بدقة باردة قبل أن يقول:"سنخرج لتناول العشاء نهار الأربعاء و سنحدق مطولاً فى عينى بعضنا البعض حيث ستؤكدين لى مجدداً ألتزامك بترتيبنا الصغير هذا . عندئذٍ سأوقع لك العقد"
جذبت كارى نفسها بقوة مبتعدة عن لمسة يده , بينما دوى قلبها مرتطماً بضلوعها :"انت مثير للغيظ تماماً!"
قال مبتسماً :"و أنت تزدادين جمالاً عندما تغضبين"
وقفت كارى عن كرسيها :"اكتفيت من هذا الهراء....سأعود إلى العمل"
ــ أراك يوم الأربعاء , عند السابعة والنصف كالعادة
أرادت كارى المغادرة بدون ان تجيبه , لكنه قبض بيده على معصمها :"كـــــارى ؟ "
نظر إلى الأعلى باتجاهها بقوة و عزم
ــ نعم...أراك يوم الأربعاء
أطلق ماكس سبيلها و قد تكورت شفتاه , فيما ظهرت عليهما إشارة تنم عن النصر, ثم راقبها و هى تهم بالانصراف


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, عندما يتكلم الحب, كاثرين روس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية