المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام قارئة مميزة فريق كتابة الروايات الرومانسية مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس
سألت كارى بينما دفع ماكس باب المطعم و وقف جانباً ليسمح لها بالدخول أمامه :"كيف تمكنت من حجز طاولة هنا خلال مهلة قصيرة؟"
ــ أنا أقصد هذا المطعم باستمرار كما أننى على معرفة بمالكه.
سألت كارى بابتسامة :"هل هو أحد أفراد عائلتك؟"
تبسم ماكس ابتسامة عريضة قائلاً :"أمبروزيو هو أبن عمى و والده يعمل فى كروم العنب"
بدت إنارة المطعم خفيفة و باهتة بسبب الشموع المضاءة فى كل حجرة منفردة خاصة , أما الأجواء فتوحى بالارتياح و الحميمية و هى تقف فى الوقت نفسه أنيقة وعصرية, ما جعل المطعم مكاناً يقصده الكثير من الذواقة.
حيت عاملة الاستقبال ماكس بحرارة و هى فتاة سمراء جذابة فى بداية الثلاثينيات من عمرها . استدارت المرأة من خلف المكتب و وقفت على أطراف أصابعها لتعانق المرأة ماكس سائلة إياه عن صحة والده ثم أصغت إلى جوابه و قد بدت فى عينيها السوداوين نظرات اهتمام عميق. حدثها ماكس عن والده للحظات ثم أنتقل بسرعة إلى التحدث بالإنجليزية فيما استدار باتجاه كارى ليعرف عنها:"كارى , هذه إستيل زوجة أبن عمى"
لاحظت كارى طريقة تفحص تلك المرأة السريع لها بنظرة ملؤها الدهاء, لكن نبرة المرأة جاءت مؤدبة عندما ردت :"انا سعيدة بلقائك كارى. فى الواقع , أنا أتذكر الوجوه جيداً و أنا متاأكدة أننى رأيتك هنا من قبل"
تمتمت كارى :"نعم , فأطباقكم دائماً ممتازة"
ــ أشكرك.زوجى أمبروزيو هو رئيس الطهاة كما أنه يمتلك المؤسسة , وهو موهوب جداً . دعانى أرافقكما إلى طاولتكما.
لاحظت كارى كيف شبكت تلك المرأة ذراعها بذراع ماكس فيما ساروا فى الممر العريض بين الطاولات إلى إحدى زوايا المطعم.
و قبل أن يصلوا إلى طاولة ماكس و كارى تطاولت إستيل برأسها و همست بشئ فى أذن ماكس .
حاولت كارى أن تتجاهل الأمر فالمرأة هى زوجة أبن عم ماكس , لذا لا يمكن أن يكون ما قالته شخصياً جداً , بالطبع!
و مع ذلك , ما استطاعت إلا أن تشعر بالسرور عندما انسحب ماكس مبتعداً عن إستيل ثم استدار منتظراً كارى لتستقر فى كرسيها داخل الحجيرة الصغيرة المستقلة قبل أن يجلس هو بدوره فى الجهة المقابلة لها .
www.liilas.com/vb3/f752 أحست كارى كان إستيل تنتظر من ماكس أن يدعوها للجلوس معهما .
جاءت نبرة ماكس ودودة إلا أنها توحى لـ إستيل بالانصراف حين قال :" شكراً لك , إستيل"
ابتسمت المرأة ابتسامة مرحة و هشة نوعاً ما و تركتهما.
سألت كارى بفضول :"ما يعنى هذا؟"
ــ إستيل تتصرف بفضولها المعتاد . هى ثرثارة فظيعة و ترغب بالحصول على كل التفاصيل المتعلقة بك لتتمكن من نقلها إلى بقية أفراد العائلة
تبسمت كارى و قد توهجت عيناها الزرقاوان ببريق الاستمتاع بالأمر :"آهـ ! أرى ذلك"
ثم تابعت :"أفترض أن هذا سبب مواعدتك لى فى هذا المكان . أخبرنى إذاً, هل تظن أننى نجحت فى الامتحان الأول ؟"
ــ حتماً !
شعرت كارى بمعدتها تغوص لدى أجابة ماكس الجدية على ملاحظاتها الجذلة .
حاولت كارى أن تعركز على قائمة الطعام فيما طالع ماكس لائحة الشراب , لكنها استمرت تلقى نظرات باتجاهه و قد تشتت انتباهه بسبب وجوده قربها ألقت الشموع المضاءة ظلالاً متوهجة على وجهه الصارم القوى الوسيم , وتساءلت كارى كيف يكون الأمر لو أنها حقاً تواعد ماكس أى لو أنه حقاً مهتم بها ولا يقوم فقط بإدعاء مزيف.
رفع ماكس نظره عن لائحة الشراب و فاجأها و هى تراقبه فسألها :"هل اتخذت قرارك بهذه السرعة؟"
أومأت كارى برأسها عوضاً عن الاعتراف بأنها كانت منشغلة جداً بالتفكير فيه . عندها أشار إلى النادل بأن يقترب لأخذ طلبيهما , فاختارت كارى بسرعة أول أطباق طعام وقعت تحت نظرها من قائمة الطعام المطبوعة .
لاحظت كيف انتقل ماكس بسهولة من التكلم بالإسبانية إلى الإنجليزية حالما تركهما النادل وحدهما مجدداً فقالت معلقة:"إن لغتك الإنجليزية خالية من أى شائبة فقد لاحظت عدة مرات أنك لا تتباطأ لاختيار الكلمة المناسبة عندما تتحدث و هذا أمر يحصل معى عندما أتحدث الإسبانية"
ــ بل أظن أن لغتك الإسبانية ممتازة أما لهجتك فهى سليمة إلى أقصى حد.
عادة لم تكن كارى تواجه مشكلة فى الضحك على ملاحظة كتلك . لكن شيئاً ما فى طريقة تحدث ماكس إليها و فى نظراته المركزة مباشرة إلى عينيها , جعلها غير قادرة على تمالك نفسها من الاحمرار خجلاً
أهم ما فى الأمر هو أننى أتكيف فى العمل و يفهم الآخرون ما أريد قوله.ثم أعادت الحديث إليه مجدداً حين سألته :"أين تعلمت التحدث باللغة الإنجليزية؟"
ــ والدتى بريطانية و قد تعرفت بوالدى لدى مجيئها إلى إسبانيا فى إجازة لزيارة بعض الأصدقاء . يبدو أن اليوم الذى تعرفا فيه ببعضهما هو اليوم الذى وجب عليها أن تستقل الطائرة لتعود إلى ديارها لكن تلك الرحلة أُلغيت لسبب ما , فقام أصدقاؤها باصطحابها إلى حفلة عوضاً عن ذلك. أمى دائماً تقول أن لقاءهما كان أمراً مقدراً , أما و الدى فيقول إنه حالما رآها أدرك أنها المرأة التى يريد الزواج بها.
تبسمت كارى و قد سحرتها قصة والدى ماكس فعلقت :"إنه الحب من النظرة الأولى . لطالما تساءلت كيف يحصل ذلك . يمكننى أن أفهم الانجذاب من النظرة الأولى لكن كيف يمكنك أن تعرف أنه الشخص المناسب لك...أعنى المناسب حقاً بمجرد النظر فقط و أنت لا تعرف الشخص جيداً؟"
هزت كارى كتفيها قبل أن تكمل :"لا يمكننى أن أتصور أبداً أنه قد يساورنى شعور أكيد كهذا "
ــ إذا سألت أمى عن رأيها بالموضوع فإنها تقول لك ببساطة تعرفين ذلك و تدركينه , أى تشعرين به فى أعماقك.
قال ماكس ذلك ثم وضع يده على وسط صدره متابعاً :"أمى تقول أن الشعور يخالجك هنا تماماً , فهو يخترقك بقوة و يسيطر عليك"
ثم ابتسم ممازحاً :"ويظهر أنك تجدين نفسك عالقة فى الشباك و أنت غارقة بالحب قبل أن تتداركى الأمر"
أثارت ابتسامة ماكس مشاعر غريبة فى قلب كارى فتمتمت بخفة :"يبدو أن والدتك رومنسية . أليس كذلك؟"
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة :"ربما! الآن و بعد مرور هذه السنوات كلها , مازالت تخبر قصة لقائها بوالدى بالشغف و الشوق نفسيهما . لقد وقف والداى متماسكين مع بعضهما رغم مرورهما بأوقات عصيبة , وربما تكون محقة حين تقول إن علينا أحياناً أن نثق بغرائزنا بكل بساطة"
هزت كارى كتفيها :"ربما! أنا نفسى كنت رومانسية بعض الشئ فى ما مضى..."
ترددت قليلاً و تمنت لو أنها لم تقل ذلك.
ــ ألم تعودى كذلك الآن؟
فكرت كارى بسؤاله لبرهة . لو طرح عليها هذا السؤال فى الماضى لأمكانها أن تقول نعم إنها رومانسية بشكل مطلق و ذلك قبل زواجها من مارتن . وقبل أن تكتشف بنفسها الأمر الذى لطالما عرفه كل المحيطين بها وهو انجذاب النساء نحو زوجها و مغازلته لهن دون حرج أو حياء . لكن كارى لبساطة نيتها لم تدرك كم تمادى مارتين فى هذه المداعبات .
ردت قائلة :"أرى نفسى إنسانة أكثر واقعية فى هذه الأيام"
سرها وصول النادل فى تلك اللحظة ليسكب العصير لهما .
ابتسمت كارى و قالت :"أخبرنى عن بقية أفراد عائلتك . كم من الأخوة ة\و الأخوات لديك؟"
ــ شقيقة واحدة فقط هى فيكتوريا . كان لدى شقيق أكبر أسمه رامون لكنه توفى منذ عشر سنوات . كان من المفترض أن يستلم هو إدارة الأملاك , أما الآن فلم يبق سواى لهذه المهمة.
قالت كارى برقة:"أنا آسفة لذلك . أعرف كم هو مؤلم فقدان فرد من العائلة"
ــ كنت مسافراً عندما حصل الأمر أزاول أول وظيفة لى مع شركة أميريكية. وفى الحال عرضت على والدى بأن أعود لأعمل مجدداً فى إدارة الأملاك لكنه أصر على أنه قادر على تدبر الأمر . من جهتى أنا لم ألح على الأمر , لأن مانويل بالإضافة إلى العديد من أفراد العائلة الآخرين كانوا يقدمون يد العون.
حاولت كارى أن تخمن بنعومة :"و الآن , هل تتمنى لو أنك تركت عملك وعدت إلى هنا؟"
هز ماكس كتفيه و قد ظهرت الجدية فى عينيه فجأة:"ربما كان يُفترض أن أعود, فلربما برهن ذلك لوالدى بأننى أهوى الأرض , وهذا أمر هام بالنسبة إليه"
سألته كارى بفضول :"وهل لديك شغف تجاه الأرض أم أنك تدعى ذلك فقط لإرضاء والدك؟"
قال ماكس مبتسماً لها :"بالطبع يهمنى أمر المزارع و لطالما علمت أننى سأعود إليها يوماً ما. لكننى لم اتوقع أن أرث الأملاك , فهذا الأمر أحدث تغيراً جذرياً فى مسار حياتى . مع أن التخلى عن مهنتى كمحام سيكون أمراً صعباً و لن أُدعى عكس ذلك"
وصل طعامهما إلى الطاولة و كانت كارى قد طلبت طبق سلطة صدر البط المدخن الذى تم تقديمه بشكل جميل.
وجدت نفسها تخبره عن حياتها , فأخبرته أن والدتها توفيت و هى فى السابعة من عمرها و تم أرسالها لتعيش مع منتديات ليلاس والدها الذى بالكاد تعرفه .
هزت رأسها و هى تقول :"استغرقت وقتاً طويلاً كى استقر, فوالدى ما كان أبداً حنوناً بطبعه و زوجته دونا لم تكن أفضل منه. كلاهما كانا مستهترين , يمضيان معظم أوقاتهما خارج المنزل . خلاصى الوحيد كان أخى غير الشقيق طونى فقد كنا نهتم ببعضنا البعض"
قال ماكس برقة:"أنت تفتقدينه كثيراً, أليس كذلك؟"
أومأت كارى برأسها :"كان صديقى المفضل و شقيقى فى الوقت نفسه "
مد ماكس يده عبر الطاولة و أمسك يدها بلمسة صلبة أشعرتها بالاطمئنان ثم قال:"على الأقل لديك مولى"
ابتسمت كارى و قالت :"نعم...و ذلك بفضلك . فـ كارمل تظن انك رجل رائع"
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة :"إنه السحر الإسبانى الذى يعطى نتائج جيدة كل مرة"
فجأة أصبحت كارى منتبهة ليد ماكس التى مازالت مستقرة على يدها فتحولت مشاعرها من الحزن إلى الحذر . بدا لها أن جلدها يحترق و شعرت بالوخز بفعل التلامس , فبدأت أحاسيس التجاوب تتسارع فى جسدها .
سحبت يدها بسرعة بعيداً عن يد ماكس قائلة :"على أى حال زهرة منسية, هذا الحديث ممتع جداً لكننا لم نناقش مواضيع العمل بعد , ؟أليس كذلك؟
قالت ذلك محاولة بيأس أن تبعد ذهنها عن العواطف الخطيرة التى شعرت بها , ثم تابعت :"قلت لى إنك تود مناقشة بعض المشاكل فى ما يخص العقد الإعلانى "
ــ أنا قلت هذا , أليس كذلك؟
توقف ماكس برهة ثن تابع يقول:"لكننى طالعت العقد مجدداً اليوم و يبدو لى أن كل شئ على ما يرام"
عبست كارى :"أحـــقــــاً؟"
قال ماكس ببساطة :"سأوقعه و أحضره إلى مكتبك غداً . متى تظنين أنه يمكننا البدء بتصوير الفيلم الدعائى الذى سيعرض على التلفزيون ؟ أود ان ننطلق بذلك فى أسرع وقت ممكن"
ــ سنبدأ به خلال هذا الأسبوع , وسأعمل عليه حالما تحضر لىّ العقد.
حضر النادل إلى طاولتهما فرفع الأطباق ثم سألهما إذا كانا يرغبان بتناول القهوة .
نظرت كارى إلى ساعة يدها بسرعة . ودت لو أنها تتمهل للتحدث مع ماكس طيلة الليل , لكنها شعرت أنه يتوجب عليها أن تعود , فقالت لـ ماكس:"من الأفضل أن أعود إلى المنزل لأطمئن على مولى"
ــ أنا متأكد من أن مولى على خير ما يرام و ألا لاتصلت كارمل
و قبل أن تتمكن من قول أى شئ قاطعهما رجل يرتدى بذلة رئيس الطهاة البيضاء فبادره ماكس قائلاً :"مرحباً بك أمبروزيو"
ثم وقف بسره\عة و صافح الرجلان بعضهما بحرارة قبل أن يستدير ماكس ليعرف كارى بابن عمه . إنه رجل بمثل عمر ماكس تقريباً لكن ليس هناك شبه بينهما إطلاقاً . فــ أمبروزيو أقصر قامة و أكثر بدانة من ماكس و مع ذلك فهو يمتلك العينين السوداوين اللتين تشبهان عينى ماكس . التمعت عيناه بالغبطة و هو يتحدث إليهما .من الواضح أن الرجلين صديقان مقربان من بعضهما .
حضرت بعدها إستيل لتنضم إليهما فجلست على الكرسى الذى قام عنه ماكس للتو , وقالت سائلة كارى :"هل أعجبتكما وجبتكما ؟"
ــ كانت لذيذة جداً , شكراً لك.
أحست كارى فجاة بأن شيئاً ما فى هذه المرأة لا يعجبها , شئ جعلها تشعر بالذعر منها . أزعجها شعورها هذا لأنها ما استطاعت أن تلمس الأمر الذى يضايقها , كما شعرت ببعض الذنب لأنها فكرت على هذا النحو , فـ إستيل بدت مؤدبة و ودودة تماماً معها
ــ ماكس رجل محب , أليس كذلك ؟ جميعنا معجبون به.
خفضت بعدها إستيل نبرتها ومالت مسندة ذراعيها على الطاولة لتقترب من كارى ثم تابعت تقول:"يبدو أنكما تتفقان جيداً مع بعضكما "
ــ نعم نحن كذلك!
ابتسمت كارى و قد تذكرت ما أخبرها به ماكس عن هذه المرأة الثرثارة . ربما هذا هو سبب شعورها بضرورة أن تكون حذرة بوجودها
ــ لكنه يفطر قلوب النساء , لذا كونى حذرة
جاءت كلمات إستيل مرفقة بابتسامة بالكاد وصلت إلى عينيها . تمتمت كارى بخفة :"يفاجئنى لو أنه لا يفطر قلوب النساء , فهو رجل وسيم جداً"
ــ نعم لكن دعينى أخبرك أنه يستمتع هذه الأيام بمطاردة النساء و العبث معهن لذا أنصحك باعتماد البروة معه.
ــ شكراً , لكننى ليست بحاجة إلى اإرشاد.
حافظت كارى بثبات على ابتسامتها , لكنها لم تعجب بنصيحة إستيل .
تابعت تقول :" أمورنا تسير على ما يرام"
ــ أنا آسفة . لم أقصد أن أبدو متطفلة.
بسرعة بدت إستيل منسحقة القلب وهى تضيف :"أظننى أشعر بالقلق على ماكس بسبب هذه العلاقات الغرامية التى يقيمها . والداه أيضاً قلقان , فكما تعلمين هو لم يتخط بعد موضوع ناتاشا"
أتكأت إستيل على الطاولة لتقترب فأكثر بشكل يوحى أنها تستودع كارى سراً ما , قبل أن تتابع هامسة :"لقد عادت إلى المدينة و حضرت هنا لتناول العشاء خلال الأسبوع الماضى"
ــ أحقاً ؟
تساءلت كارى من هى ناتاشا بحق السماء ! هل هى خطيبته السابقة ؟ألقت نظرة تجاه ماكس و تمنت لو انه يللجلوس إلى الطاولة فيحررها من هذه المحادثة الآسرة , فإذا به ما يزال مستغرقاً فى حديثه مع أمبروزيو.
ــ نعم حقاً!
لم تبدً أستيل أبداً مرتدعة من حديثها بسبب نبرة كارى غير الآبهة و أضافت :"أما فى ما يخص موضوع أستلامه إدارة المزارع فأنا لا أعتقد أن ماكس يرغب مأسوراً هناك لفترة طويلة فقد اعتاد أن يبقى حراً و...."
قاطعتها كارى بحدة :"فى الواقع , أنت مخطئة جداً بذلك"
لقد تمادت و على كارى أن تضع حداً لتطاولها , لكى تلعب حقاً دورها كخطيبة ماكس . نظرة إليها إستيل بشحوب مستفسرة :"ماذا تقصدين؟"
ـت أقصد أننى و ماكس منسجمان جداً مع بعضنا و هو مستعد تماماً للاستقرار فى المزارع.
ــ أتعنين أن ماكس جدى فى علاقته.....بك؟
بدا أن إستيل لا تصدق ما تسمعه فيما مررت نظراتها المتفحصة على كارى باحتقار وقح. أدركت كارى أنها كانت محقة فى حذرها من هذه المرأة. و لحسن الحظ قاطعهما أمبروزيو , فأنقذها من متابعة ذلك الحوار المزعج .
ــ على أن أعود على مطبخى , كارى يسرنى التعرف بك.
ــ وأنا أيضاً سررت بلقائك .
وقفت كارى قد أسعدها الابتعاد عن إستيل . ثم تساءلت كيف ارتبط رجل لطيف كـ أمبروزيو بامرأة فظة كــ إستيل.
سألها ماكس و هما يخطوان خارج المطعم :"هل كل شئ على ما يرام؟"
سيطر السكون على كارى . وتلاعبت فى ذهنها مقتطفات من كلمات إستيل: أنه يفطر القلوب...كونى حذرة....إنه يستمتع هذه الأيام بمطاردة النساء و العبث معهن, لذا أنصحك باعتماد البرودة معه
ــ من هى ناتاشا ؟
سألت كارى من دون مقدمات فيما هما يسيران باتجاه سيارة ماكس
فقال بجفاء:" أرى ان إستيل أطلعتك على نزرياتها فى ما يخص حياتى العاطفية "
ــ أضطررت أن أغوص بالموضوع فاخبرتها أننا جديان فى علاقتنا . لم تترك لى إستيل أى خيار . قالت أنها لا تعتقد أن ستستقر يوماً فى المزارع . ولتصبح قصة خطوبتنا قابلة للتصديق توجب علىّ أن أجيبها بشئ ما.
أومأ ماكس :"فعلت عين الصواب "
ـ ربما...لكن بعد أن اختفت ملامح الصدمة من تعابير وجهها لا أظن أنها صدقتنى.
قال ماكس بصوت شرس:"لا تقلقى بخصوص إستيل , فهى صعبة المراس حتى فى أحسن الأوقات"
قالت كارى هازة كتفيها :"لست قلقة بشأنها"
هى لست قلقة بل منزعجة لأنه لم يخبرها بعد من هى ناتاشا . عندما اتفقت مع ماكس على هذه المهزلة أصر على معرفة كا ما يختص بماضيها. و الآن عليه أن يمنحها الثقة نفسها و يخبرها عن ماضيه.
صعدت كارى و ماكس إلى السيارة , وأدار ماكس المحرك
إذاً من هى ناتاشا ؟ تساءلت كارى مجدداً فيما قاد ماكس السيارة على الطرقات المكتظة بالسيارات . هل هى المرأة التى تحدث عنها مرة بشوق و كآبة؟ أى الفتاة التى كانت خطيبته ؟
تذكرت كيف همست لها إستيل عبر الطاولة بطريقة دراماتيكية :إن ماكس لم يتخط بعد موضوع ناتاشا . وذلك قبل أن تضيف بشكل عابر : لقد عادت إلى المدينة .
ربما تكون إستيل على حق ! لو أن ماكس تخطى موضوع خطيبته السابقة , ما كان ليجد صعوبة فى مصارحة كارى و التحدث عنها الآن.
شعرت كارى بموجات من الغيرة تتحرك بقوة فى أعماقها , فأرعبها هذا الشعور المفاجئ تماماً , لِمَ تراها تشعر بالغيرة ؟ فحياة ماكس العاطفية لا تعنيها أبداً , ولا يهمها هذا الموضوع بتاتاً
عضت على شفتها السفلى و فكرت أن هذا الشعور سببه الإرهاق على الأرجح . بل ربما سببه عبء تلك الأكاذيب التى اضطرت إلى تلفيقها , فهى تكره الكذب . نعم هذا هو السبب! من المؤكد أنها لا تغار على ماكس . فبعد انتهاء علاقتها بـ مارتين وعدت نفسها بألا تشعر بالعاطفة تجاه أى رجل, وهى تنوى الألتزام بهذا الوعد . بعد دقائق أوقف ماكس السيارة أمام شقتها .
ــ أشكرك مجدداً على الأمسية الجميلة.
رغبت كارى بالابتعاد عنه بسرعة.
ــ لا شكر على واجب
مدت كارى يدها لتمسك مقبض الباب و بالكاد انتظرت ماكس لينهى كلامه قبل أن تقول :"أراك غداً فى المكتب"
لكنه فاجأها بالترجل من السيارة أيضاً و هى تقول :"سأرافقك إلى باب الشقة"
ــ لا داعى لذلك.
ــ ربما , لكننى أحب أن أراك قد دخلت الشقة بأمان.
أقفل ماكس سيارته ثم سار ليتبعها باتجاه الباب الأمامى للمبنى. فكرت كارى و هى تجاهد لإيجاد مفاتيحها , كم هذا الرجل مزعجاً حقاً ! لِمَ لم ينصرف ببساطة عندما طلبت منه لك ؟
تيقظت حواسها بسبب قربه منها و هى تفتح الباب تنشقت عطر ما بعد الحلاقة التى تسلل إليها عبر نسيم المساء الدافئ . خطا ماكس إلى الداخل , ما إن دفعت الباب لينفتح و بدا من الجلى أنه ينوى أن مرافقتها صعوداً حتى باب شقتها . قالت كارى ملتفتة لتنظر إلى أعلى باتجاهه :"أنا بخير يا ماكس يمكننى الصعود إلى شقتى بمفردى"
سألها برقة :"هل أنت غاضبة منى كارى؟"
ــ لا لِمَ قد أشعر بالغضب ؟
بدأ قلب كارى يدق بسرعة فى صدرها ما إن اقترب ماكس خطوة ليدنو منها.
ــ لست أدرى...ربما بسبب شئ قالته لك إستيل....
بدا الصدى الهادئ لصوته فى الردهة الفارغة غريباً , ثم أكمل قائلاً :"...أو ربما يخيفك أن تكونى وحدك برفقتى"
ــ هذا سخيف! أنا ليست خائفة منك . لِمَ قد أخاف منك؟
ــ لست أدرى....
مد يده ملامساً وجهها برقة فشعرت كارى بألم فى قلبها لم تستطيع فهمه سببته هذه الحركة الغريبة برقتها. فيما تابع ماكس كلامه :"أحياناً تنظرين إلى بحذر يجعلنى أظن أن أحدهم سب لك الأذى فى الماضى ....لذا أنت تخشين الاقتراب من أى رجل مجدداً"
ارتعبت كارى من ملاحظته , فسارعت إلى القول :"أنا حذرة معك لأنك زبون عمل و لأن هذه المهزلة خطأ كبير , فنحن نكذب على الناس من حولنا لذا أنا لا أشعر بالارتياح"
همست كارى الكلمات بنبرة منخفضة , واندفعت بعدئذٍ مبتعدة عن ماكس قبل أن يتمكن من متابعة حديثه . تابعت طريقها صعوداً على الدرج باتجاه باب شقتها . فتبعها ماكس .
لاحظت كارى ارتجاف يديها و هى تحاول وضع المفتاح فى الثقب لتفتح الباب فمد ماكس يده و تناول المفتاح من يديها ثم أدخله فى القفل.
ــ ها أنت ! ألا ترين ؟ كنت بحاجة إلىّ لارافقك فى نهاية الأمر . قالها بصوت فيه إغاظة رقيقة قبل أن يتابع فيسألها :"و الآن , هل ستخبرينى لِمَ أنت منزعجة منى ؟ ما الذى قالته لك إستيل؟"
ــ قالت الكثير من الكلام التافه....
ـت هذا ما تفعله عادة.
خطا ماكس داخل الردهة الضيقة لشقة كارى ثم أغلق الباب قائلاً :"إذاً أى نوع من التفاهات أطلقتها هذا المساء؟"
بدا قريباً جداً منها فى هذا المكان الضيق , فتراجعت إلى الوراء لتجد نفسها ملتصقة بالحائط . وضع ماكس يديه على الحائط إلى جانبى رأسها فحاصرها فى دائرة ذراعيه من دون ان يلمسها , ما جعل أحاسيسها تدور فى دومة بسبب دنوه منها.
ــ لم تقل أى شئ يضايقنى . كل ما فى الأمر هو أننى لا أحبذ الكذب ....ربما يسهل عليك ذلك , أما أنا فأجده صعباً.
همست كارى الكلمات بشراسة مراعية وجود جدىّ مولى فى الشقة , ثم أكملت قائلة :"كما أعتقد أنه يجدر بك إعلامى من هى ناتاشا و ما الذى تعنيه بالنسبة إليك . فقد فاجأتنى إستيل و لم أعرف عمن تتحدث "
ــ آه ! أرى ذلك
انفعلت كارى مجدداً بسبب رد ماكس الغامض :"إذاً من تكون؟"
ــ هل تغارين كارى ؟
طرح ماكس هذا السؤال بهدوء بالغ و مع ذلك بدت الجدية فى نبرته .
ــ قطعاً لا !
ابتلعت كارى ريقها بصعوبة , وقد شعرت بعقدة تسد حلقها . تابعت تقول :"لا يهمنى الأمر بتاتاً . يمكنك أن تواعد من تشاغء فمغامراتك العاطفية لا تعنينى إطلاقاً . قد تظن نفسك هبة من الله للنساء يا ماكس , لكننى لست واحد من معجباتك"
ــ هل هذا صحيح ؟
حمل صوت ماكس حدة توحى بالانزعاج , ففكرت كارى بأن ذلك أمر جيد لأنه يستحق تخفيض غروره الرجولى بضع درجات.
ــ ربما تتهافت النساء عليك أنما ذهبت لكنك لا تؤثر فى مطلقاً.
قال ماكس بسخرية :"حسبما أذكر أنت لم تعترضى كثيراً عندما عانقتك"
غضبت كارى عندما ذكر ماكس ذلك العناق , فاندفعت قائلة :"حسناً ! كنا نقوم فقط بتمثيل دور من هذه المهزلة و ذلك لم يعن شيئاً ! فى الواقع إذا كنت تعتبر نفسك سيداً نبيلاً , يُفترض ألا تقلل من مستواكط و تذكر ذلك ....الحدث"
منتديات ليلاس
قال ماكس بصوت متهامل غير آبه:"آه! يمكننى أن أنزل إلى حيث أريد عندما أرغب فى ذلك"
و قبل أن تدرك كارى نواياه أحنى رأسه مقترباً منها و ضمها فى عناق جديد. أخذت الصدمة الناتجة عن هذا العناق تتقلب فى جسدها , فأطبقت قبضتيها و ثبتتهما إلى جانبيها محاولة إجبار نفسها على عدم مبادلته العناق . لكن يديه الماهرتين تحركتا على ظهرها برقة بالغة أذابت شيئاً فشيئاً الغضب المتأجج فى داخلها . ولم يمض لحظات حتى استبدل الغضب بمشاعر أكثر قوة.
فجأة راحت هى أيضاً تبادله العناق و تحركت ذراعاها بإرادتهما الخاصة لتستقرا على متفى ماكس.
غدا عناقه أكثر عميقاً وتحول إلى النعومة و الاستمالة الرقيقة.
المليئة بالغرور ضغطك دم كارى يرتفع.
ـت و لمعلوماتك الخاصة ناتاشا هى خطيبتى السابقة و هى الآن متزوجة برجل آخر , لذا لن تكون عائقاً أمام أتفاقنا . تصبحين على خير كارى.....أحلاماً سعيدة!
أغلق ماكس الباب خلفه بهدوء و رحل .
ضغطت كارى بأصابعها على خديها , فإذا بهما ملتهبان بفعل حرارة ذلك العناق . أما هى فما زالت ترتجف فى أعماقها بسبب شوقها إليه.
|