كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس
مدت كارمل يدها لتصافح ماكس و هى تتابع كلامها :"سبق و التقينا ذاك النهار أمام المدرسة لكن لوقت قصير فقد كنت ذاهباً بسرعة إلى المحكمة"
قال ماكس و عيناه مازالتا دون حراك , تراقبان وجه كارى :"اصيبت فى ذلك"
ــ نحن نشعر بالارتياح لتمكننا من لقائك اليوم فهل أنهيت قضيتك فى المحكمة بوقت أبكر مما توقعته؟
قاطعتها كارى بسرعة مقتحمة حديثهما :"فى الواقع يا كارمل أن ماكس لا يستطيع البقاء . فهو شديد الانشغال اليوم أيضاً.لقد حضر إلى هنا لتوصيلنا فقط , أليس كذلك ماكس؟"
قالت كارى ذلك وعيناها الزرقاوان تلتمسان منه مجرد الموافقة على ذلك, ثم الاختفاء . أما لاحقاً فسيتوجب عليها أن تقدم له اعتذاراتها و تفسيراتها لتبرر ما حصل.
تردد ماكس لبرهة ثم ابتسم قائلاً :"على العكس , لدى الوقت الكافى لأبقى معكم و أتناول الغداء برفقتكم"
صدمت كارى بكلمات ماكس ما سبب لها اهتزازاً فى أعماقها.
تابع ماكس بنعومة :"لكن إذا كنت لا تمانعين فلن نبقى مطولاً , كارمل فبرأيى أن مولى بحاجة لأن تعود إلى بيئتها المألوفة فى شقة كارى حيث ألعابها و كتبها القليل من الدلال الذى تقدمه لها عمتها "
ــ حسناً ! فلنذهب إلى غرفة الطعام .
و ما أن أدار كارمل و بوب ظهريهما حتى وضعت كارى يدها على كتف ماكس لتستوقفه . همست بصوت يحمل معنى الاهتياج فى باطنه :"ما الذى تفعله؟"
ارتفع أحد حاجبى ماكس السوداوين بسخرية :"إننى أتكفل بإخراجك من ورطة كبيرة , فيبدو أنك حبكت قصة مذهلة و أخبرتها لجدىّ مولى"
همست كارى باعتذار :"لم يكن الأمر مقصوداً . أردت كارمل أن تعرف من أنت عندما رأتك برفقتى فى السيارة الأجرة , ولم أشأ أن أقول إنك مجرد شخص غريب التقيته فى الطائرة لذا قلت إنك صديق حميم. كانت لحظة جنون...."
بدا صوتها مبحوحاً و مثقلاً أما عيناها فاتسعتا كأنهما تتوسلان إليه أن يتفهم . تابعت شارحة:"....كنت أحاول يائسة أن أقنعها بأن حياتى مستقرة لكننى أخطأت بالكذب عليها و أنا أدرك ذلك الآن. فـ كارمل أخذت الأمر على محمل جدّى جداً , هذا كله حصل خلال خمس دقائق فقط"
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة و علق قائلاً :"إنها حقاً خطوة كبيرة جداً تخطوها فتاة أعمال عزباء ناجحة مثلك"
أومأت كارى برأسها ثم نظرت سريعاً باتجاه غرفة الطعام لتتحقق إن كان بوب و كارمل ينتظرانهما .
من حسن الحظ بدا هما منغمسان فى حديث مطولاً مع أحد النادلين .
سارعت تقول :"خططت لأن أعترف لهما بالحقيقة اليوم لذا حقاً لا داعى لبقائك هنا الآن , فحين أشرح كل شئ و أهدئ من روع كارمل , آمل أنها ستوافقنى فى تفكيرى بالنسبة لـ مولى"
ــ وربما لن توافق !
لاحظ ماكس عندما قال هذه الكلمات كيف شحب لون بشرة كارى ليغدو شديد البياض و كيف أحكمت الشد غريزياً على الفتاة الصغيرة بين يديها.
اعترفت كارى مرتجفة:"كلا, قد لا تفعل"
ساد الصمت على ماكس قبل أن يصرح قائلاًَ :"إذاً , أستطيع مساعدتك هنا... نستمر فى مهزلتك هذه لبضعة أيام أو أسابيع أو حتى يرحل جدّا مولى عائدين إلى استراليا"
بدا صوته عميقاً و تسمرت نظرات عينيه السوداوين على عينيها مظهرتين نواياه الطيبة , ثم تابع يقول :"فى المقابل يمكنك مساعدتى فى مشكلة مشابهة"
ــ أية مشكلة ؟ أنا لا أفهم
قبل أن يتمكن ماكس من الإجابة ظهرت كارمل فى الباب :"عم تتحدثان هنا فى الخارج؟ هيا ! حجزنا طاولة لخمس أشخاص بالقرب من النافذة"
قالت كارى :"لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقة كارمل"
سألها ماكس بصوت أبح خفيف:"إذاً....ماذا تقولين؟ هل أتفقنا؟"
ترددت كارى محاولة التفكير بمنطق , لكنها ما استطاعت أن ترى إلا عينى كارمل الحادتين تراقبانها عبر الصالة و كل ما استطاعت التفكير به هو أن هذا الاتفاق سيحل مشاكلها الطارئة
قالت مندفعة بحزم:"نعم , اتفقنا"
|