كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس
ــ أفضل ألا أرقص ماكس
قالت بسرعة محاولة جذب نفسها بعيداً عنه . لكنه لم يطلق سراحها , بل جذبها لتقترب أكثر :"هاى , علينا أن نحافظ على المظاهر هنا"
تمتم ماكس الكلمات بصوت أبح قرب أذن كارى ثم تابع :"علىّ أن أحصل على رقصة واحدة على الأقل مع خطيبتى"
ــ ماكس , أنا ....
و قبل أن تتمكن كارى من إضافة شئ آخر قادها بحزم نحو الفناء الآخر.
كانت الموسيقى بطيئة و أُجبرت كارى على التقدم مقتربة من ماكس أكثر. لم يكن بيدها إلا أن تفعل هذا أو أن تسبب فضيحة .
ــ كل الأمور تجرى بشكل جيد جداً حتى الآن , ألا تظنين؟
ــ هل تظن ذلك؟
جاء صوت كارى بارداً , وحاولت بيأس ألا تسمح لجسدها بالاسترخاء و الاتكاء على جسده.
ــ نعم , أخبرتك أن ليس هناك داعٍ لأن تقلقى , يظن والداى أنك رائعة . فى الواقع لقد أذهلت الجميع.
تسلل شعور من الذنب إلى أعماقها لدى سماعها كلماته فهى لا تريد خداع هؤلاء الأشخاص . لقد أعجبت بوالدى ماكس و لم ترغب بالكذب عليهم... لم ترغب بالكذب على أحد ...تمنت كارى لو أنها لم توافق على هذا المهزلة أبداً . الذنب كله ذنبها هى .
بدا أن جسدها يتجاوب معه بإرادته الخاصة , حتى أن رائحة عطره أثارت أحاسيسها و أحست بارتعاشات تتدفق فى كافة أوصلها فحاولت بحدة أن تدفع هذه المشاعر بعيداً عنها.
ــ ماكس....
رفعت كارى نظرها و تابعت :"....هذا كله خطأ...."
قال و قد لفت شفتيه ابتسامة صغيرة :"هذا صائب جداً , فى الواقع لا شئ أبداً صائب كهذا"
عبست كارى متسائلة عما عناه و قد فوت قلبها بضع خفقات . انحنى ماكس و عانقها بشغف عندئذٍ غرقت عواطفها فى فوضى كبيرة عارمة فلفت ذراعيها حول كتفيه و قد أحبت أن تشعر به قريباً منها هكذا , ورغبت لو يستمر عناقهما إلى الأبد.
أبتعد عنها ماكس و ابتسم . أستغرقها الأمر بضع لحظات حتى أدركت أنهما فجأة أصبحا مركز اهتمام الحاضرين اللذين تجمعوا حول باحة الرقص ليصفقوا لهم.
عندما نظرت حولها إلى هذا العدد الكبير من الوجوه المبتسمة الداعية لهما بالمستقبل السعيد, أدركت لِما عانقها ماكس , ولِما قال بأن هذا أمر صائب. إنه يمثل دوراً للمشاهدين.
فجأة أدركت أنها لا تستطيع تحمل الأمر أكثر , فهى لا تستطيع أن تقف هنا لتكذب للحظة أخرى.
ــ ماكس علىّ ان أخرج من هنا.
جذبت كارى نفسها بعيداً عنه و بالكاد سُمع صوتها ثم أخذت تتنفس بشهقات قصيرة حادة فيما صارعت لتسيطر على نفسها .
جذبت نفسها بعيداً عنه قبل أن تفقد قوتها على فعل ذلك . لم يبدُ أن أحداً لاحظ كربها بل أخذ الجميع يبتسمون لها و يربتون على ظهرها فيما هرعت من بينهم مسرعة
شعرت كارى بالارتياح عندما خرجت إلى ظلال الحديقة بعيداً عن العيون المتطفلة . أستطاعت أن تشعر بوخز الدموع الحارة التى أخذت تتكون فى عينيها
تبعها ماكس حالاً فوضع ذراعه على كتفها و حاول أن يديرها نحوه لتواجهه :"كارى , ما الخطب؟"
ـت لا تفعل ماكس
رفضت أن تستدير بعناد فهى لم ترغب بأن يرأها و هى تبكى .
ــ ما الأمر حبيبتى....؟ ليس هناك ما يدعو للقلق
ارتفعت حدة غضب كارى لدى سماعها رقة نبرة صوت ماكس :"أليس هناك ما يدعو للقلق؟"
كررت كلماته بحدة ثم استدارت و نظرت إليه قائلة :"حسناً ! أفترض أنك تظن ذلك...فلنواجه الأمر , إن كل هذا الخداع سهل جداً بالنسبة إليك, لكنه ليس كذلك بالنسبة لى. أنا أشعر كأننى وحش ضار لأننى أكذب على عائلتك على هذا النحو"
ـت كارى أنت تتفوهين بالسخافات , اهدأى....
ــ كلا لن أهدأ, ماكس.
قاطعته فيما كان يقول كلماته ليهدئها ثم تحركت خطوة إلى الوراء فيما مد يده ليلمسها :"أنت لست فقط تكذب على أشخاص يهتمون لأمرك بل أنت تستخدمنى لذلك و أنا لا أحب هذا"
مرر نظراته على وجهها الشاحب المنار بضوء القمر و قد بدت حدة توهج الدموع فى عينيها ثم قال برقة :"انا لا أستخدمك كارى"
ــ بالطبع أنت تستخدمنى ! أنت لا تهتم أبداً بمشاعرى , كل ما يهمك هو النتيجة النهائية
ــ ظننت أن هذا ما تهتمين له أنت....و هذا ما تريدينه.
قال الكلمات بهدوء متابعاً :"لا ارتباطات عاطفية .. مجرد عقد عمل واضح و صريح . أن تحصلين على مولى و أنا أرتبالأوضاع مع والدى"
راح ماكس ينظر إليها بنظرات حادة كثيفة , فشعرت أنه يستطيع رؤية الحقيقة مباشرة و يستطيع أن يدرك كم هى قوية مشاعرها تجاهه.
ارتعبت كارى من هذه الفكرة ... مهما يكن فهى ستتمسك بكرامتها و على الأرجح أنه سيجد الأمر ممتعاً جداً لو علم أنها مغرمة به.
قالت بحزم:"كان هذا ما أريده"
ــ كان؟
ــ أقصد كارى فمررت يدها خلا شعرها :"أنت تربكنى ماكس"
تقدم ماكس خطوة إلى الأمام و قد لفت شفتيه المكتنزتين ابتسامة :"هل أفعل ذلك؟"
ــ تعلم انه كان لدينا اتفاق .... أعلم أننى قلت إننى سأتكيف مع المهزلة و التمثيل لكننى لم أكن أدرك حينها ما قد أشعر به
شردت كارى بحديثها عن غير قصد .
فاجأها برقة بسؤاله :"و ما الذى تشعرين به ؟"
ــ إنه شعور مريع
حدقت كارى به و أكملت :"أنا أكرهه ....أكره الادعاء ...أكره رؤيتك و أنت تستعمل سحرك وتكذب . أكره طريقتك فى الرقص معى و كأنك تكن لى المشاعر فتعانقنى و كأن الأمر يعنى لك شيئاً...."
تهدج صوتها قليلاً , ثم سيطرت على نفسها لتتابع بغضب :"...كما أنك تكذب على والديك طيلة الوقت...و على كل الموجودين فى الداخل"
لوحت كارى بيأس باتجاه المنزل ثم استنأفت تقول:"فى حين كان الجميع رائعين فى لطفهم و سعداء لأجلنا . كم نحن مخادعان....كيف يمكننا أن نكذب عليهم هكذا؟"
ــ إنها وسيلة لتحقيق غاية....
قاطعت كارى منطقه الهادئ بنزق :"حسناً! أنا آسفة. لا يمكننى الاستمرار بعد الآن ....أنا لا أستطيع أن أفصل عواطفى كمت تفعل أنت بسهولة "
تكسر صوتها و هى تتلفظ بكلماتها الأخيرة.
ــ ألا تستطيعين ؟
بدا الأمر غريباً فقد أعتقدت أن ماكس سيغضب عندما تقول ذلك لكنه لم يبد منزعجاً البتة . فتابعت حديثها بسرعة.
ــ أعلم انك قلق على صحة والدك لكن الغاية تبرر الوسيلة . إنك تكذب على أقرب الناس إليك....و المريع فى هذا الأمر أن الذنب كله ذنبى على الأرجح . أنا بدأت هذه الكذبة . ولكننى لا أستطيع أن أشارك فيها بعد الآن ماكس.
أسودت عينا كارى فجأة بالألم و هى تضيف :"أنت لا تحبنى....!"
قاطع ماكس حديثها بهدوء :"آه ! لكننى أحبك "
صدمت كارى لدى سماع كلماته فأجفلت و سكتت ثم رفعت نظرها إليه متسائلة إن كانت تتخيل فقط ما سمعته . ظنت إنها على الأرجح بدأت تهلوس لشدة سأسها و رغبتها بأن تسمع منه أنه يحبها.
منتديات ليلاس
تابع ماكس:"أظن أننى أحببتك منذ اللحظة الأولى التى جلست فيها قربك فى تلك الطائرة و نظرت إلى عينيك"
جاء صوتها مبحوحاً غير واثق :"أنت لا تعنى ذلك ةحقاً !"
أجابها برقة :"انا أعنيه من كل قلبى....لقد أسرتنى منذ اللحظة الأولى للقائنا و لم أصدق شدة حظى عندما رأيت أورقاً كُتب عليها "عصير سانتوس" بدا الأمر و كأن القدر قد جمعنا"
مد ماكس يده و أزاح برقة خصلة شعر عن وجه كارى و تابع يقول :"علمت انك لا تشعرين بالمثل حيالى لذا شعرت أن الفرصة التى سنحت لى بالتدخل و تمثيل دور خطيبك قد أُرسلت من السماء . أملت أن تقعى فى غرامى أنت أيضاً إذا سمحنا لهذه الخطوبة أن تستمر لوقت أطول"
تدفقت الدموع بغزارة على خدى كارى بعد أن شعرت بالصدمة لما يقوله لها ماكس .
قال لها برقة :"لا تبكى حبيبتى . ما كنت لأصارحك بهذا كله لولا رؤيتى للغضب الذى انتابك و سماعى للكلمات التى قلتها . فقد أعطيتنى أملاً و لو ضئلاً بأنك ربما تشعرين بشئ حيالى"
ــ أنا أبكى لأننى سعيدة جداً ماكس.
قالت كارى ذلك بصوت بدا همساً ناعماً . ثم تابعت :"أنا حقاً أشعر بشئ حيالك . و ذلك هو السبب الأساسى لعدم قدرتى على الاستمرار فى هذه الخطوبة المزيفة . ماكس , أنا أحبك لدرجة كبيرة تسبب لى الألم"
مد ماكس يدها بنعومة فمسح دموعها و قد بدت على وجهه نظرة نشوة و ذهول , ثم قال :"بالكاد تجرأت على التفكير بأن ستقولين لى هذه الكلمات يوماً , حتى سمعت ما قلته منذ بضع لحظات..."
أحنى بعدئذٍ ماكس رأسه و غمرها بذراعيه القويتين ليأخذها فى عناق متملك جعل كل منطق يختفى من رأسها .
فجأة تولد داخل كارى إحساس بالشوق المطلق صدمها بشدة قوته . ثم أخذ تبادله العناق بشغف.
ــ يبدو لى هذا الأمر كالحلم.
تمتمت كارى بغير ثبات فيما جذب ماكس نفسه مبتعداً عنها.
ــ ولى أيضاً . فالأيام القليلة كانت أروع أيام فى حياتى . عندما كنت أمسك بك بين ذراعى كنت اتتوق لكى أطلعك على مشاعرى , لكننى لم أجرؤ على ذلك كى لا أخفيك فترحلين عنى.
ـت وانا ظننت أن تلك المعانقات لم تعن شيئاً بالنسبة إليك....
انخفض صوت كارى فيما تذكرت كم آلمتها تلك الأفكار ثم تابعت:"اعتقد أنها مجرد نزوة عابرة بالنسبة لك"
هز ماكس رأسه :"لم أشعر طوال حياتى بهذا العمق و الشغف تجاه أى شخص . إن أروع إحساس ينتابنى و أنا ممسك بك بين ذراعى عندما أعانقك . أجبرت نفسى على مغادرة الغرفة باكراً هذا الصباح , فم أكن أظن أنك سترغبين بسماع ذلك . ذكرت نفسى باستمرار بأننى يجب أن أصبر عليك. لقد تعرضت للأذى فى الماضى لذا ينبغى أن أتروى معك الآن"
ــ آه ! ماكس ....أحقاً تعنى ما تقوله؟
سألت كارى غير متأكدة و خائفة , فكل ما يقوله لها الآن هى أمور رغبت بأن تسمعها بشدة.
أحنى ماكس رأسه لينظر مباشرة إلى عينيها بعينه الواسعتين المليئتين بالأمل :"أدرك أنك تظنيننى قادر على إخبار الأكاذيب بسلاسة و سهولة لكننى أؤكد لك كارى أن مشاعرى تجاهك حقيقية . نعم, شعرت بالقلق على صحةوالدى و رغبت بأن أطمئنه بنوااياى فى الأستقرار . لكن أعلمى أننى لم أقل أبداً أى شئ لوالدى أو لـ كارمل أو بوب كذلك و لم أكطن أشعر به بعمق...."
قبض ماكس هلى يد كارى فوضعها على قلبه متابعاً :"....فى هذا المكان تماماً"
ــ هل أنت تحبنى حقاً؟
رفعت كارى نظرها إليه متسائلة .
ــ نعم أحبك بعمق و جنون.
ابتسم ماكس لها نصف ابتسامة جعلت احاسيسها تدور بجمح من فرط السعادة . ثم جذبها قريباً منها و أمسك بها بين ذراعيه باحتضانة تشبه احتضان الدب.
ــ أنت تعنين كل شئ بالنسبة لى حبيبتى ولو منحتينى فرصة فقط , فأنا أرغب بتمضية ما تبقى من حياتى لأبرهن هذا لك....
اقتربت كارى منه أكثر فأكثر لتبادله العناق و هى تستنشق عبير عطره . وأحست بسعادة قوية لا توصف.
ــ منذ بضع دقائق فقط كنت أصدق حقاً بأنك مازلت تكن المشاعر لـ ناتاشا.
جذب ماكس نفسه مبتعداً قليلاً عن كارى و قد بدا حقاً مندهشاً لدى سماعه ما قالته كارى .
ــ ناتاشا صديقة عزيزة علىّ , كارى . لكننى لم أشعر حيالها أو حيال أية إنسانة أخرى بما أحس به تجاهك أنت. أنا و ناتاشا لم نحب بعضنا البعض بما يكفى...لم يكن هنالك شغف حقيقى بيننا . نحن انجرفنا فى العلاقة سوياً , لأن هذا ما كان متوقعاً منا نوعاً ما , لهذا السبب لم تنجح خطوبتنا.
ــ لكننى كنت أراقبك فيما كنت تحدثها عن حملها و قد بدوت راغباً بالموضوع نوعاً ما.
ــ إذا ما كنت أتوق إلى الفكرة فالسبب هو أننى كنت أفكر أننى أرغب فى أن يكون لنا طفل سوياً أنا و انت لنشكل أنت و أنا و مولى عائلة حقيقية ...
ــ آهـ , ماكس....!
شبكت كارى ذراعيها حول عنقه و اقتربت منه أكثر ....جاء صوتها مبحوحاً حين قالت :"هذا ما أرغب به أنا أيضاً"
تعانقا من جديد و بدا كأنهما لا يستطيعا أن يكتفيا من بعضهما
ــ لو تعلمين كم حلمت بأن أسمعك تقولين لى هذا.
أخذ صوت ماكس يدغدغ أذنها , فيما بدأ يلاطف جانب غنقها و خدها بإبهامه قبل أن يأسرها مجدداً فى عناق حار ....
طالبها بنبرة ضاحكة ملؤها الحدة و التملك :"قولى لى مجدداً أنك تحبيننى"
دفنت كارى رأسها فى صدر ماكس و قد بدأت تشعر بالدوار و كأن رأسها أصبح خفيف الوزن . لكن سبب ذلك كان السرور المحض.. قالت بأنفاس متقطعة :"أحبك من أعماق قلبى , ماكس . فى الواقع أظن اننى لو لو أحببتك أكثر من هذا فقلبى قد ينفجر من فرط السعادة"
ـت عمتى كارى , عمى ماكس ....أنظرا ما ربحته فى الألعاب
قاطعتهما مولى بصوتها الممتلئ حماساً .
استغرقا بضع لحظات حتى ابتعدا عن بعضهما و نظرا نزولاً باتجاه الفتاة الصغيرة . كانت مولى ترفع دمية باتجاههما ليشاهداها فيما بدت عيناها مشرقتين بالسعادة
استدار ماكس و قام بخطفها و حملها بين ذراعيه :"ذلك رائع , حبيبتى. وأنا سعيد لأنك أتيت , فعمتك كارى و أنا نرغب بطلب أمر منك"
مد يده فجذب كارى لتدنو منه أكثر بحيث أصبح الثلاثة منغلقين بإحكام فى دائرة صغيرة .
ــ ما رأيك أن تكونى إحدى الفتيات اللواتى يحملن الأزهار فى زفافنا؟
|