كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس
التفت كل من ماكس و كارى لدى سماعهما صوت سيارة تتوقف أمام المنزل فقال ماكس :"إنها شقيقتى فيكتوريا"
ثم عاد و نظر إلى كارى متابعاً :"وصلت فى الوقت المناسب لتسمع ما سنعلنه"
www.liilas.com/vb3/f752
كم رغبت كارى بأن تهرب بعيداً عن ماكس و أن تطالب بالعودة إلى المنزل و ان تقول له إنها غيرت رأيها . لكنها لم تقدر.
ــ مرحباً ماكس
نادت فيكتوريا باتجاههما بحماس . ساعدت بعدها التوأمين على النزول من المقعد الخلفى للاندروفر ثم هرعت نحوهما فيما أخذ شعرها الأسود اللماع المربوط على شكل ذيل حصانيتمايل خلفها .
فيكتوريا هى امرأة جذابة فى أواخر العشرينيات من عمرها جسدها نحيل و صغير الحجم و هى ترتدى فستان أبيض اللون , راح ينثنى حول جسدها و هى تمشى ما زارد من سحر أنوثتها . ابتسمت لـ ماكس قائلة :"وصلتما باكراً . آمل أن تكونا قد أتيتما لمعاونة مانويل على الطهو"
تملك فيكتوريا العينين السوداوين نفسيهما كشقيقها ماكس و هما تشعان ببريق من الدفء و الحماس . لاحظت كارى ذلك فيما وصلت لتقبل ماكس على كلا الخدين .
قال ماكس و هو يضحك :"آهـ بالطبع..! لن تكون حفلة عائلية ناجحة إن لم أقم بإحراق بعض شرائح اللحم على الشواية"
مد ماكس يده فجذب كارى لتقترب منه قائلاً:"كارى أود أن أقدم لك شقيقتى فيكى"
اقتربت الفتاة فقبلت كارى على كلا الخدين قائلة بنبرة دافئة :"يسرنى لقاؤك. سمعت مسبقاً كل ما يتعلق بك"
ــ أحقاً؟
نظرت كارى متفاجئة باتجاه ماكس.
ــ لا ! ليس منه . بل من ناقلة الأخبار , إستيل.
ضحكت فيكتوريا ثم نظرت وراء كارى حيث نزلت مولى الدرج و وقفت خلف كارى.
ــ هذه مولى
قالت كارى هذا و هى تحاول جذب الطفلة إلى الأمام , لكن مولى ظلت تختبئ بعناد خلفها . قالت لها كارى برقة :"انظرى ها هما بيلا و إيميليو عليك أن تتمنى لهما عيد ميلاد سعيد"
استرقت مولى النظر من خلف كارى باتجاه الطفلين لكن يبدو انها فجأة صُعقت. فصممت من شدة الحياء.
ــ عيد ميلاد سعيد
ابتسمت كارى للطفلين الرائعين فـ بيلا كانت ترتدى فستان أصفر باهت اللون فيما ارتدى إيميليو بنطلوناً من الجينز مع قميص قطنية أنيقة .
قال ماكس:"بحوزتنا هديتان لعيد ميلادكما فى المقعد الخلفى للسيارة"
أنطلق التوأمان بأسئلة حماسية لخالهما , كى يعرفا ما أحضره لهما . تقدمت مولى إلى الأمام و قد نسيت حياءها فجأة فراقبت الطفلين و هما يقفزان حول ماكس بفارغ الصبر.
ابتسم ماكس و نظر باتجاهها قائلاً:"هيا ! قومى بإرشاد بيلا و إيميليو إلى مكان هديتهما فى السيارة مولى أنهما فى المقعد الخلفى"
ركض الأطفال حالاً باتجاه سيارة ماكس و كأنهم يعرفون بعضهم منذ سنوات . أما مولى فبدت شديدة الثقة بأهمية نفسها لأنها على علم بمحتوى الهديتين المغلفتين بالأوراق اتلذهبية
ــ يبدو أن الهدوء و السكينة لن يستمرا طويلاً.
ابتسمت فيكتوريا ثم أكملت :"أنا فقط آمل أن يحافظا على نظافة ثيابهما على الأقل حتى يصل بعض الأشخاص الآخرين....."
شردت فكتوريا عن حديثهما إذ لاحظت فجأة خاتم الخطوبة فى يد كارى. فنظرت إليه متسائلة ثم نظرت باتجاه ماكس :"هل هذا.....؟أنتما لستما....؟"
ابتسم ماكس قائلاً :"نعم. كنا فى طريقنا إلى الداخل لتبليغ والدى بالخبر السعيد"
أطلقت فيكتوريا صرخة حماس :"لا يمكننى أن أصدق أنكما و قفتما هناك تثرثران عن هديتى الطفلين...علينا أن ندخل إلى المنزل ...آهـ ! تهانئنا ..."
سأرعت إلى تقبيل كارى ثم أندفعت مطوقة ماكس بذراعيها بحيث كادت فرحتها توازى سرور الأطفال منذ لحظات . بعدئذٍ أضافت :"هذا أمر رائع! ماكس.. الجميع سوف يشعرون بالإثارة عندما يعلمون"
وجدت كارى نفسها تصعد إلى المنزل و تدخل الباب الأمامى فقد جذبتها فيكتوريا بحماسها نوعاً ما .
بدا المكان مظلماً فى الداخل , لذا تراءى لـ كارى انطباع مبهم عن رواق جميل تكسو أرضيته حصيرة من نبات السمّار . أما غرفة الجلوس الفسيحة الواسعة فزُينت بقطع أثرية من خشب الصنوبر و فُرشت بمقاعد وثيرة .
أخذت فيكتوريا تقود كارى عبر غرف المنزل و هى تعدو بخطوات سريعة فلم تتوقف للحظة حتى خرجوا إلى شرفة تطل على النهر و الوادى .
مانويل زوج فيكتوريا كان فى الخارج يشعل النار فى الشواية بينما وقفت امرأة فى حوالى الستين من عمرها تقطع الخضار على المنضدة قربه . قالت فيكتوريا و هى تقدم لها كارى بتباه :"ماما . هناك أخبار رائعة! لن تحزروا أبداً...."
استدارت المرأة فلاحظت كارى أنها امرأة قصيرة القامة جذابة جداً ذات شعر أسود يتخلله بعض اللون الفضى عند الصدغين . توجهت المرأة نحوها بسرعة فيما خلعت مريول المطبخ الذى كانت ترتدية فوق فستانها .
ــ لقد خطب ماكس ! هذه كارى ,ماما..كنتك العتيدة.
لم يكن من داع لأن تقلق كارى حول ما عليها أن تقوله . إذ بدأ الجميع يتحدثون فجأة فى الوقت نفسه . أصيبت الوادة بالذهول فقامت بمعانقة كارى, ثم أندفعت واضعة ذراعيها حول ماكس .
شعرت أن شيئاً ما تغير فيم مؤخراً.. علمت أن هنالك ما يجرى .. لقد بدوت غاية فى السعادة ! أنا مسرورة جداً لكليكما . أين والدك ماكس ؟ يجب أن يكون هنا!
سرعان ما ظهر والد ماكس عند الباب فأُبلغ بالخبر السعيد .
لاحظت كارى أن ماكس يشبه والده بشكل كبير فهو طويل القامة قوى البنية أما شعره فلا يزال كثيفاً غامقاً اللون . ماكس مشككاً ما إن سمع الخبر , ثم سأله :"هل ستستقر هنا....أم أنك ستعود للإقامة فى سيفيل ؟"
قال له ماكس بثبات :"سأتخلى عن وظيفتى فى سيفيل يا أبى و سأجعل منزلى هنا . أخبرتك بذلك الأسبوع الفائت"
ــ نعم, لقد أخبرتنى. لكننى فى الأسبوع الفائت لم أر ما الذى تغير لتبدل رأيك و ترغب فى البقاء هنا.
نظر والد ماكس إلى كارى و ابتسم قائلاً :"لكننى أفهم الآن"
ثم توجه نحوها و عانقها فشعرت أنها مغمورة بدفء و حرارة عواطف العائلة من كل صوب.
بعد لحظات فُتح الباب فوصل العديد من أقارب ماكس الآخرين . وبعد فترة قصيرة ضاعت فى بحر من الأسماء التى جاهدت و هى تحاول تذكرها
منتديات ليلاس
ركضت مولى إلى الداخل برفقة بيلا و إيميليو فرفعها ماكس بسرعة بين ذراعيه و هى مارة بقربه ثم أخذها ليقدمها إلى أمه و أبيه
راقبت كارى عبر الغرفة المكتظة والدة ماكس التى وضعت الطفلة على ركبتها و بدأت تحدثها . بدأ ان مولى تغلبت على نوبة الحياء التى سيطرت عليها منذ قليل , لأنها كانت منسجمة فى الحديث بسعهادة و سرور.
وصل كل من بوب و كارمل إلى الحفلة فأستأذنت كارى من الحشد المحيط بها لتذهب و تستقبلهما . لكن خلال الوقت الذى استغرقته لتقطع الفناء باتجاههما كان ماكس قد قدمهما إلى والديه و اندمج الجميع فى حديث عميق معاً. قالت كارمل برقة و هى تمسك بيد كارى لتنظر إلى الخاتم :"آهـ ! ها أنت تضعين خاتم الخطوبة. إنه جميل جداً عزيزتى. أنا سعيدة جداً لأجلك "
قالت والدة ماكس و الابتسامة تعل وجهها :"سيكون علينا أن نزوج هذين الاثنين بسرعة كارمل قبل أن تعودى أنت و بوب إلى دياركما "
ــ نحن نرغب بذلك كثيراً
قالت كارمل ذلك ثم جلست على المقعد إلى جانبها و هى تتابع كلامها :"أنهما يشكلان ثنائياً رائعاً . أليس كذلك؟"
أينما تحركت كطارى فى أرجاء الغرفة , كانت تسمع الناس يهنئونها بحرارة و يتمنون لهما السعادة . آه ليتهم يعلمون ! فكرت كارى فيما نظرت إلى حيث ماكس مندمج فى حديث عميق مع والده . إن كل ما يجرى بينهما هو مجرد مهزلة و تمثيل.....
رأت عبر الفناء أن إستيل و زوجها امبروزيو قد وصلا. تواصلت عينا كارى بعينا إستيل عبر الغرفة, شعرت كارى كان هذه المرأة تقول لها:"قد تخدعين جميع الموجودين فى هذه الغرفة . لكنك لن تخدعينى أنا . أننى أعرف الحقيقة"
أشاحت بنظرها بسرعة بعيداً عن إستيل و تذكرت أن فيكتوريا أشارت أنها ناقلة الأخبار . لكن حتى أستيل لا يمكنها أن تعرف الحقيقة . أم أنها تعرفها؟!
نظرت باتجاه ماكس فلاحظت أنه بالكاد يركز على حديث والده فقد لفتت انتباهه امرأة تقف بالقرب من مدخل الفناءء . لم تكن كارى بحاجة لأن يخبرها أحد أن هذه المرأة هى ناتاشا...فالنظرة المرتسمة على وجه ماكس أخبرتها ذلك بوضوح تام.
|