كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 408 - عندما يتكلم الحب ـ كاترين روس
9 / مــفــاجـــأة الـــحــفـــلــة
منتديات ليلاس
وقفت كارى وحدها برفقة مولى على الشرفة . أما ماكس فأوصل بوب و كارمل بسيارته إلى البلدة المجاورة ليستكشفا أسواقها و معالمها . سيعودا بعدئذٍ إلى المنزل مباشرة فـ كارمل و بوب قالا أنهما سيستقلان سيارة أجرة لتوصلهما إلى منزل والدى ماكس حتى يحضرا حفلة بعد الظهر .كل الأمور بدت منظمة و رغم ذلك لم تكن كارى قادرة على الاسترخاء فجل ما يشغل تفكيرها هو اقتراب الوقت أكثر فأكثر من ساعة لقائها بوالدى ماكس حيث ستُعلن خطوبتهما المزيفة على مسامع الحاضرين .
مدت يدها باتجاه مولى فى محاولة لإبعاد الأفكار عن ذهنها ثم اقترحت بمرح :"هيا بنا لنذهب و نتمشى فى المزرعة"
كانت مولى تلعب بهدوء فى الظل لكنها ركضت فى الحال لتمسك يد كارى فسارتا سوياً على الدرب المليئة بالأعشاب.
بدأ الهواء مثقلاً بعبير الليمون الحامض و البرتقال و قد أصبح منعشاً أكثر بسبب الأمطار القوية التى تساقطت ليلة الأمس فيما تساقطت بعض الثمار فوق العشب الطويل على الأرض.
ــ هل يمكننى تناول برتقالة ؟سألت مولى و هى تنحنى لالتقاط واحدة
ــ نعم....لكن دعينا نقطف واحدة عن الشجرة.
بدا الأمر أصعب مما اعتقدت كارى فأخذت تصارع بجهد فى شد الثمرة لكى تسلخها عن الغصن . فى تلك اللحطظة سمعت صوتاً يقول بصرامة :"هناك عقاب شديد للأشخاص اللذين يُقبض عليهم و هم يخربون أشجار الفاكهة فى هذه الأرجاء"
أستدارت كارى فرأت ماكس واقفاً يراقبهما تحت ظلال الأشجار و قد بدا فى ملامحه بصيص مرح يكذب نبرة صوته الجدية
ابتسمت كارى قائلة :"ماكس ! لقد أفزعتنى . لم أتوقع عودتك بهذه السرعة"
ــ حسنا! المسافة ليست بعيدة حتى البلدة المجاورة.
تمشى ماكس باتجاههما ثم ابتسم لـ مولى فرفعت الفتاة نظرها إليه فبدت فى عينيها السوداوين ومضة بريئة تنم عن حب المشاكسة.
ـت هل انت من كانت تخرب أشجارى؟
ــ كلا ... الذنب كله يقع على عمتى كارى .
أخبرته مولى ذلك بنبرة شيطانية فابتسمت كارى قائلة :"شكراً جزيلاً مولى!"
ابتسم ماكس ابتسامة عريضة لـ كارى ثم مد يده ليلتقط لهما البرتقالة عن الشجرة. أهتز الغصن بعنف ما إن أمسك به فتساقطت على رؤوسهم رشة صغيرة من قطرات المطر الماسية التى كانت عالقة على أوراق الشجرة . قهقهت مولى و قد ابتهجت متفاجئة .
ــ أخبرتك أن هناك عقاباً لمن يعبث بالأشجار .
ابتسم ماكس ثم أعطى البرتقالة لـ مولى :"هل أقطف واحدة أخرى؟"
هزت كارى رأسها :"كلا ,واحدة تكفى .أعطينى إياها مولى لأقشرها لك"
ــ يمكننى ان أقوم بذلك
ــ الآنسة مستقلة!
قالت كارى ملاحظتها بمرح لـ ماكس
ــ نعم...أتساءل عمن ورثت تلك الصفة ؟
تشدق ماكس بكلماته لابتسامة بطيئة سببت تسارع نبضات قلب كارى , ثم أسرع ليلحق مولى و هو يقول :"أعطنى تلك البرتقالة و أنا سأقشرها "
ابتسمت كارى عندما رأت أن لعبة نشأت بين ماكس و مولى فقد أخذ يطاردها حول شجرة مدعياً أنه قبض عليها ثم تفات منه
أمتلاءت الأجواء بضحكات الطفلة المسرورة ما أدخل الفرح على قلب كارى أيضاً. مشت باتجاه حائط منخفض يلتف حول البستان فجلست عليه تراقب لعب ماكس و مولى لبعض الوقت.
لم يطل الأمر بـ ماكس حتى جاء و جلس إلى جانبها . قال لـ مولى و قد اقتربت منه تمازحه راغبة فى استمرار لعبتهما :"سأقبض عليك لاحقاً"
أدارت كارى وجهها إلى الأعلى باتجاه الشمس و أغمضت عينيها . ثم وجدت نفسها تفكر حالمة كم سيكون الأمر رائعاً لو كان ما يحصل حقيقياً و ليس مجرد خدعة . إن مولى سعيدة برفقة ماكس....و كذلك هى. بسرعة حاولت كارى أن تحول اتجاه تفكيرها بعيداً عن هذا المعنى الخطير .
ــ هل تظن أن لدى والديك أى فكرة عما سنخبرهما به بعد ظهر اليوم؟
تردد ماكس لبرهة ثم قال :"لا أظن ذلك"
نظرت كارى باتجاهه فابتسم لها ابتسامة عريضة موضحاً :"إن والدى على الأرجح لن يصدق الأمر حتى يرأه بأم عينه"
شعرت كارى بأن توترها العصبى قد تجدد بقفزة مفاجئة .
تمتمت بتوتر :"آمل أن أكون قد أحضرت الملابس المناسبة لارتدائها , فأنا سأرتدى فستانا صيفياً بسيطاً"
قال و هو يلقى نظرات متقطعة إلى البلوزة البيضاء و التنورة الطويلة المليئة برسوم الأزهار اللتين ترتديهما:"يمكنك أن تبقى بثيابك هذه إذا شئت,
و ستبدين ممتازة"
بالرغم من ان صوت ماكس بدا غير مكترث شئ ما فى نظراته جعل كارى تتذكر لمساته . فاجتاحتها فجأة لفحة من الشوق العارم.
ــ أفترض أنك على حق ففى مطلق الأحوال هى مجرد حفلة للأطفال .
أشاحت بنظرها بعيداً بسرعة فيما أردفت :"كل ما فى الأمر أنه يُفترض بى أن اتعرف للمرة الأولى بحمى العتيدين , لذا أرغب أن أبدو مناسبة للدور الذى أمثله"
راقبت كارى مولى و هى تلعب بسعادة تحت الأشجار حيث أخذت تجمع ثمار البرتقال المتساقطة فوق العشب الطويل ثم تقوم بتكديسها على شكل هرم .
قال ماكس واثقاً:"سوف تبدين مناسبة للدور و خصوصاً إذا وضعت هذه...."
نظرت كارى إليه متسائلة وراقبتها فيما أخرج علبة صغيرة من جيب بنطلونه الجينز .فتح العلبة ليكشف عن خاتم خطوبة رائع تتوسطه ماسة مربعة راحت تومض ببريق مشع ما إن أنعكست عليهاأشعة الشمس.
صدمت كارى فتراجعت إلى الوراء و لم تعد تعلم ما تقوله . رفعت نظرها عن الخاتم باتجاه عينى ماكس الذى سألها برقة :"هل يعجبك؟"
قالت كارى فيما هو يخرج الخاتم من العلبة :"إنه رائع!"
ــ هل ستشرفيننى بوضع هذا الخاتم لأجلى؟
شعرت كارى بقليها ينزلق بعنف لدى سماعها صوته الأبح . مد ماكس يده ممسكاً بيدها ثم جعل الخاتم ينساب على إصبعها برقة و تصميم . فأحست أن لمسة يده لبشرتها و هو يضع الخاتم برقة فى إصبعها , قد أرسلت فى جسمها ارتعاشة حادة أخترقتها مباشرة فى الصميم.
قال و هو ممسك بيدها :"إنه واسع قليلاً . سيكون عليك أن تأخذيه إلى الصائغ لكى يضيقه لك قليلاً ,لكنه سيفى بالغرض لبعد ظهر اليوم"
ــ إذا قمت بتضيقه لن يكون من السهل إرجاعه إلى المتجر.
قالت كارى ذلك و هى تحاول يائسة أن تبدو باردة و هادئة . لكن الحقيقة هى أنها شعرت بعكس ذلك تماماً . إذا أخذ قلبها يدق بنبضات متسارعة فيما غاصت فى بحر من العواطف المتشابكة. إنها ترغب بأن يكون الأمر واقعياً....إنها ترغب بـ ماكس بيأس و قوة شديدين إلى حد الألم.
قال ماكس و هو يرفع نظره باتجاه كارى :"لا أريد إرجاعه إلى المتجر, أريدك أن تحتفظى به"
ــ أحقاً ؟
بدا لها كأن قلبها توقف عن الخفقان لدقيقة من الوقت . لاحظ ماكس كيف أصبح لون عينيها داكناً , فتحولت إلى زرقة تشبه لون السماء فى الليل , كما لاحظ ان لون بشرتها قد شحب لبعض الوقت . ذكرها وقد بدت فى نبرته حدة جافة :"لا تقلقى , إنه فقط ادعاء و تمثيل . لن أُلزمك بأى شئ"
ــ أعلم ذلك
قال ماكس مفلتاً يدها :"جيد إذاً,نحن متفاهمان"
أومأت كارى موافقة :"تــــمـــامــــاً"
منتديات ليلاس
|