المنتدى :
القسم الرياضي
أولسان يحقّق إنجازاً تاريخياً في نهائي من طرف واحد
حقّق أولسان الكوري الجنوبي إنجازاً تاريخياً عندما توّج لأوّل مرة في تاريخه بدوري أبطال آسيا لكرة القدم بعدما تغلّب على ضيفه الأهلي السعودي (3-0) في النهائي اليوم السبت والذي جرى بمدينة أولسان.
وأعاد الفريق الكوري اللقب إلى شرق القارة الآسيوية بعد أن كان السد القطري توّج في لقب النسخة الماضية على شونبوك الكوري الجنوبي في جيونجو 4-2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقت الأصلي والإضافي 2-2.
وحافظ أولسان على سجّله المميّز في البطولة الخالي من الهزائم بعد أن حقّق انتصاره العاشر مقابل تعادلين، مستفيداً من خط هجومه الأقوى في البطولة (27) هدفاً.
وفاجأ الأهلي أنصاره بالأداء الرتيب الذي ظهر عليه في النصف الأوّل من الشوط، وهو الأمر الذي سمح لأولسان بالتهديد أكثر من مرّة مما منحه إمكانيّة حسم النتيجة مبكّراً.
ففي الدقيقة الثامنة سدّد البرازيلي رافينا أولى الكرات التي لم يعجز عن صدها الحارس عبدالله المعيوف، ومن ثمّ جاء دور الحظ الذي وقف بجانب الأهلي عندما أرسل تاي هوي كواك كرة برأسه مرّت بجانب القائم في الدقيقة العاشرة.
ولكن الكرة الثالثة سكنت الشباك، عندما أعلنت الدقيقة الرابعة عشرة عن أوّل أهداف المباراة، حين سجّل هوي كواك هدف فريقه الأوّل برأسه مستفيداً من حرّة مباشرة نفّذها سيونغ يونغ كيم، بعدما اتّكل فيها الدفاع والحارس السعودي على بعضهما البعض.
ومع انتصاف الشوط بدأ لاعبو القمصان البيضاء الخروج من نصف ملعبهم إلا أنّ محاولاتهم الشحيحة لم تشكّل أيّ خطورة على مرمى الكوريين في البداية، بينما حاول مدرّب أولسان هو غون كيم الاستفادة من سرعة لاعبيه سواءً في شنّ الهجمات المرتدّة أو التمريرات البينية والكرات الطويلة.
وجاءت أخطر كرات الأهلي من كرة مباشرة نفّذها البرازيلي فيكتور سيموس أمسكها يونغ كوانغ كيم بهدوء 32، ومن ثمّ أهدر معتز الموسى فرصة التعادل، عندما انفرد بالحارس الذي تصدّى ببراعة لكرته، لتعود الكرة لسيموس الذي بدوره سددّ أيضاً لكن الدفاع الكوري الكثيف أنقذ الموقف، وحاول الموسى بعدها بدقيقتين بكرة سدّدها من خارج منطقة الجزاء أخطأت المرمى.
ومع اقتراب الشوط الأوّل من نهايته ردّ شين ووك كيم بكرة خلفية من مسافة قريبة إلا أنّها مرّت بسلام على مرمى الأهلاويين.
وأتت الثواني الأولى من الشوط الثاني معاكسةً لمجريات النصف الأوّل منه بعد أن بشرت بـ45 دقيقة مفتوحة من خلال تسديدة للبرازيلي رافينا تصدى لها المعيوف بثبات بعد عشرين ثانية فقط من صافرة الحكم.
وسارت الدقائق التالية بحياء هجومي من الفريقين اللذين لم يجازفا بما فيه الكفاية وخاصةً من جانب الأهلي المتأخّر في النتيجة، بينما لعب أصحاب القمصان الزرقاء بواقعية أثمرت عن هدفٍ ثانٍ مع انتصاف الشوط (68)، وذلك عندما لعب الكولومبي جوان فيليز كرة حوّلها برأسه شين كيم وترجمها برأسه أيضاً المتألّق رافينا.
وتاه الأهلي بعد الهدف الثاني مباشرةً مما سمح لأولسان من إضافة الثالث بالدقيقة (76) عن طريق سيونغ يونغ كيم الخالي من الرقابة، والذي أضاع بعدها بدقيقتين فرصة الهدف الرابع، عندما انفرد بالحارس ومرّت كرته بجانب القائم.
وحاول بعدها الأهلي حفظ ماء وجهه بهدف إلا أنّ لاعبيه لم يتمكّنوا من هزّ الشباك، بسبب استمرار قلّة الدعم الهجومي على الرغم من تخلّفهم بثلاثية.
وقبل النهاية بدقيقتين وقف القائم عائقاً أمام الهدف الرابع لأولسان عندما تصدى لكرة أرسلها شين كيف برأسه وسط الاستسلام الأهلاوي، وجاءت أخطر كرات الأهلي عندما أضاع العماني عماد الحوسني كرة على بعد أمتار قليلة من المرمى في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
وقال التشيكي كارل ياروليم مدرّب الأهلي بعد نهاية المباراة أنّ بعض لاعبيه لم يقدموا الأداء المطلوب، مضيفاً: "الفريق لم يكن في مستواه، بعض اللاعبين لم يظهروا بالمستوى المطلوب بينما ظهر أولسان بطريقة رائعة، كنا نخطط لإجراء تغييرات والنتيجة 1-صفر لكن الهدف الثاني أربك خططنا".
وقال عبد الله المعيوف حارس الأهلي:" لم نكن نتوقع مثل هذه الخسارة، كنا نتوقع الفوز لكن هذه هي كرة القدم".
من جهته، اتفق الأمير فهد بن خالد، رئيس نادي الأهلي السعودي، مع المدرب في إرجاع سبب الخسارة حين شدد على مسألة عدم ظهور اللاعبين بمستواهم المعروف.
وأشار الأمير فهد إلى "أن اللاعبين لم يكونوا في يومهم وهذه هي طبيعة كرة القدم ونتائجها مع أن التحضير والجهد المبذول من قبل الجهاز الفني والإداري ومن قبل اللاعبين أنفسهم كان جيداً"، مضيفاً بأن أداء الفريق في النهائي اتسم بالرهبة وسيطر فريق أولسان على مجريات المباراة واستحق الفوز نتيجة التنظيم الجيد الذي كان عليه أثناء المباراة.
ورأى أن الخسارة لا يتحملها اللاعبون وحدهم أو الجهاز الفني وحده "بل نتحملها جميعنا وسنسعى في المستقبل للاستفادة من الأخطاء ومعاودة المحاولات لإسعاد الجماهير الأهلاوية"، واستدرك قائلاً "يجب ألا تنسينا هذه الخسارة مشوار الأهلي الإيجابي في دوري أبطال آسيا ومن ثم الوصول للمباراة النهائية حيث أننا سنعمل للوصول للنهائي مرة أخرى وسنقف مع لاعبينا ومن المؤكد أن جماهير الأهلي أيضاً ستقف مع اللاعبين من أجل تجاوز آثار هذه الخسارة".
واعتذر اللاعبان تيسير الجاسم ومحمد مسعد لجماهير الأهلي والجماهير السعودية عن هذه الخسارة وأكدا أن اللاعبين لم يكونوا في يومهم ولم يقدموا ما هو مأمول منهم وسيسعون لتخطي هذه الكبوة بتحقيق النتائج المأمولة في المشاركات القادمة.
وسيمثّل أولسان (الذي نال 1.5 مليون دولار جراء فوزه بالبطولة) القارة الآسيوية في بطولة العالم للأندية، والتي تقام الشهر المقبل في طوكيو، حيث سيواجه مونتيري المكسيكي بطل أميركا الجنوبية في ربع النهائي في 9 كانون الأول/ديسمبر في تويوتا، والمتأهل منهما سيقابل تشلسي الإنكليزي بطل أوروبا.
يذكر أنّ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اعتمد إقامة النهائي عبر مباراة واحدة فقط بدءاً من 2009، وذلك بحسب القرعة التي تسحب في الدور ربع النهائي.
|