علمني حبكِ سيدتي، ما الهذيان؟

أول الهذيآن




علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه، عن صوت، هو كل الأوجه والأصوات

نزار قباني*




مدينة الظباب، عاصمة بريطانيا
في شهر ديسمبر، أقسى الشهور وأبردها

في أحد تلك الأيام الباردة التي تتميز بأمطارها الغزيرة المتراقصة على المظلات المنتشرة بكثرة في الشوارع
والناس بعضهم مستمتع بالمطر، والبعض الآخر يمشي على عجلة حتى يصل إلى مكان يغطيه عن هذه قطرات
والبعض يعشق الرقص حافيا على الأرض الباردة، وهناك العديد من العشاق يتبادلون كلمات الغزل في هذا الجو الشاعري
وهناك من يغلفه الحزن ويرى أن قطرات المطر ستكون جوابا لمن يسأله مالذي يبلل وجهك؟

في الهايد بارك، ونتر وندرلاند (winter wonderland)
مايميز هذه الحديقة في هذا الشهر، هي تلك الفعالية الملقبة بونتر وندرلاند، فالأضواء التي تنير الحديقة تزيد البهجة في قلوب الأطفال والكبار
عند أحد الألعاب، وأخطرها ولكن أمتعها لدى الكثير.. ومع قطرات المطر فإنها تزداد متعة
أخذن يتبادلن الحديث بحماس كبير، وهن ينتظرن في الصف الطويل لهذه اللعبة
الزين بحماس كبير: شوفو، دام إن احنا 4 .. كل 2 يركبون مع بعض ومحجوز ماكون مع سارا
شهقت تلك الناعمة بشدة: ماتبين تركبين معاي؟ (وضربتها على كتفها برقه) على أساس إني ميته عليج وعلى إنج تقعدين عندي يعني؟
ضحكت الزين بصوت عالِ: إي بعدين تبلشيني وتصرخين وتصيحين، وماستمتع باللعبة
لورا وهي تريد أن تتخلص من سارا أيضاً: أنا مع الزين، حبيبة قلبي.. ماقدر ابتعد عنها (وضمتها بقوة)
الزين: وجع هديني، ياشينج لا قمتي تتلزقين
سارا بزعل: أصلا مابي أركب، مالت عليكم
قمر الهادئة الأعقل بينهم: أقول امشي، بركب معاج أنا كالعادة.. مبتلشة فيج يختي!
سارا أخرجت لسانها بطريقة طفولية: مالت عليكم، يحصلكم تقعدون عندي أصلا.
هن هكذا دائماً، يتشاجرن على أتفه الأمور. لكن الملقبة بقمر هي من تفك الأزمات دائما، وتحل مشاكلهن إن كانت كبيرة أو صغيرة وتافهة

مضت 4 دقائق حتى جاء دور لورا والزين، ركبن اللعبة التي تكون عبارة عن مقعدين لهم أحزمة للأمان والسلامة
وحولهم حدائد، اللعبة تشبه الكرة .. تطير عاليا وثم تدور لترجع للأرض.
كانت هذه اللعبة المفضلة للورا، عاشقة الألعاب الخطيرة، فكانت في كل مرة يذهبون لمكان الألعاب تجبرهن جميعاً أن يركبن هذه اللعبة
انطلقت بهن اللعبة، وهن يصرخن بأعلى صوت وتملأ صراختهم ضحكات عالية من لورا المسمتعة بخوف الزين.

بعد أن انتهين من اللعبة، جاء دور سارا وقمر..
ولم تتوقف سارا عن الصراخ، وهي تشتم وتسب في لورا التي تجبرها على هذه اللعبة في كل مرة.
نزلت سارا من اللعبة وهي ترتب شكلها ومعطفها وهي تسب لورا: خايسة، آخر مرة أسمع كلامج
لورا وهي تمسك بطنها وهي تضحك بشدة: كل مرة نفس الأسطوانه، وتردين تركبين غصبن عنج
سارا: جب زين، خلوننا نرجع الفندق.. بموت من البرد
الزين وهي تلتصق بقمر حتى تدفأ قليلا: تكفون خلونا نرجع، أنا أحس إن ريلي تيبست من البرد
لورا بعصبية: قسم بالله إنكم هادمين اللذات، يعني الواحد مايقدر يستانس معاكم.. بروحي جايبتكم بالسحب والفلع وآخرتها ترجعونا وللحين ماصارت الساعة 9.. يعني إنتو ليش جيه تسوون؟ مملين.. بدور ربع غيركم…
وأكملت كلامها المعتاد وهي تتقدمهن بغصب، أما قمر فأخذت هاتفها واتصلت بالسائق المخصص لهن لينقلهن إلى الفندق
وماهي إلا دقائق حتى وصلت سيارة بي إم دبليو سوداء لتنقلهم إلى فندق دورشستر القريب من الهايد بارك


,‘


إحدى فروع الشركات الكبرى، في باريس
في صباح بارد مع نسمات هواء تمتزج برائحة القهوة العربية

جلس بهدوء على الكرسي المخصص له وهو يناقش الفكرة الجديدة التي طرحت عليه وهو يرتشف قهوته العربية التي لا يستطيع التخلي عنها حتى وهو بعيد كل البعد عن داره ووطنه.
فصار يجب أن يبدأ يومه بها، وإلا سوف يتعكر مزاجه طوال اليوم.
بعد تفكير طال لمدة دقائق، رفع عينيه بنظرة ثاقبة للشخص الجالس أمامه وبلغة إنجليزية ولهجة بريطانية مكتسبة من دراسته في بريطانيا
أردف ببطأ: سوف أدرس العرض، ولطالما حلمت بأن أدرس في إحدى هذه الجامعات.
ابتسم الشخص الجالس أمامه، فهذا العقل إن أصبح جزءً من جامعتهم ولو لفترة محدودة لهو مكسب كبير .. نهض من كرسيه وقال: حسنا يا أستاذ خالد، سوف أنتظر الرد منك
وبطريقة عملية بحتة صافحه بسرعة بعد أن وقف خالد احتراما له، ورافقه إلى الباب.

رجع إلى كرسيه وهو مبتسم ويفكر بالعرض الذي قدم إليه .. ياه كم كان يحلم بأن يكون دكتور يدرس المادة التي يعشقها في إحدى هذه الجامعات
أخذ هاتفه "الآيفون" واتصل بصديقه الأقرب له وصوته يشع فرحا
وما إن سمع الـ "ألو" حتى أردف بسرعة: أبشررك
ابتسم الآخر وهو يفتقد لنبرة الحماس والسعادة بصوته: بشرني يالحبيب .. من زمان ماسمعنا أخبار تفتح النفس
ضحك خالد بسعادة وهو يعدل بدلته الرصاصية الرسمية: كلمني مدير جامعة وقالي إني مطلوب أدرس عندهم كورس إذا بغيت
شهق الآخر بصدمة: احللللف .. يا سلام والله إنك خطير .. بس أي جامعة؟
وبنذالته المعروفة عندما يحادث صديقه، وببطئ وهو يمط الحروف: جآمعة الآنسة بنت بندر بن أحمد الزايد
خفق قلب تركِي بشدة، وهو يحس بأن الاكسجين انتهى من على سطح الأرض، يالله كم يعشق بنت بندر بن أحمد: بنت بندر؟ يالله… مايصير أجي أدرس معاك؟ زين بكون مساعدك عادي؟
ابتسم خالد الفيصل لعشق صديقه لهذه الفتاة القوية المجنونه بنظره: الله يالعاشق الولهان، عشان بنت بندر بتساعدني واتدرس معاي؟ عاد مالقيت غيرها؟ إنت شرق وهي غرب.. يعني أحس إن تزوجتها وجبتو ولد بيصيده انفصام شخصية!
خفق قلبه بقوة أكبر وهو يتخيل أن تكون بنت بندر زوجة له ويجمعهم طفل يكون قطعه منه ومنها.. يالله مالذة هذا الشعور
ولكن عندما تذكر الواقع أردف بحزن: هي تدري إني موجود على سطح الأرض أصلا؟
خالد بابتسامه: أصلا هي لو تدري إن تركي بن حمد يفكر فيها أظن إن الأرض مابتوسعها من الوناسة .. حد يحصله الشيخ تركي العازمي ويرفض؟
ابتسم بألم وهو يسمع لمدح صديق عمره: عاد فنظرك، ماندري لو بنت بندر بتكون لي ولا
خالد: أقول عن كثرة الحكي، قولي متى بتجي باريس؟ لاعت كبدي وانا قاعد بروحي هني .. حتى الويتر في كوفي شوبنا دوم يسألني عنك
تركي بابتسامه: عبالك كل الناس نفسك، أنا لازم أشوف أمي واختي وأوضاعهم.. إن شاءلله عنودي بتكون عندها اجازه بعد شهر ومره وحدة بنجي نفحصها
خالد وهو يعشق تلك العنود، طفلته المدللة: عنودي الحب.. والله اشتقت لها لازم تجيبونها لي
تركي بغصب مصطنع: أقول اعقل، اكبرت عنودي مايصير تقول عنها هالكلام
خالد: اللحين تبيني بعد كل سنوات العشق والهيام في دلوعتي .. ابعد عنها جيه بدون سبب .. اسمح لي يالحبيب!
تركي وهو يقفل الهاتف: أقول اسكت انت وعنودك .. لازم أروح، المدير يبيني.. سلام يالحبيب
خالد وهو يبتسم: أقولك تعال اشتغل معاي بس مب راضي .. سلام

أغلق الهاتف بهدوء .. شخصيته المغرورة المتعجرفة تختلف اختلاف كلي عندما يكون مع ثلاثة أشخاص فقط: والدته، تركي، وعنوده المدللـه.
فمن يستمع لـ خالد بن فيصل بن بدر الراهي أو كما يلقب نفسه خالد الفيصل يتحدث لهم .. يشك بأنه هو خالد المعروف مع شركائه وبقية الناس


,‘


بريطانيا / بالقرب من فندق دورشستر

وما إن وصلت السيارة بالقرب من بوابة الفندق حتى فتحت لورا الباب لتنزل بسرعة
لورا بصوت مرتفع قليلا: أنا بلحق على الشاور قبل ماتدخل الآنسة زينة قبلي.
قمر هزت رأسها ببطئ: هبلة هالإنسة، بتفشلنا قدام الناس مثل كل يوم وهي تركض فاللوبي.
ضحكت سارا بصوت منخفض يدل على نعومتها وهي تنزل من السيارة بغنج: ماعليج منها، أحس اللي فالفندق تعودوا عليها
أخذت قمر معطفها من السائق وهي تمشي بالقرب من سارا، جلسن في أحد كراسي ردهة الفندق وقد سبقتهن الزين إلى الجناح المخصصة لهن.
وبعد عدة دقائق، قطعت قمر الصمت بشكل مفاجئ: تحسين شكلي زين؟
ابتسمت سارا لها، وقالت: امشي نروح الحمام، شوي أحس إن كحلج اخترب
زفرت قمر وهي تنظر إلى ساعتها: أخاف نروح الحمام ويجي ومايحصلني ويروح.
ضحكت سارا: تبيني أصدق إن سعود بيروح بدون مايشوفج؟
احمرت خجلا لطاريه، هذا المحبب إلى قلبها: لا تقولين اسمه، أغار
سارا: عشتو، خفي علينا يالغيورة
قمر وهي تتجه إلى دورة المياه حتى تعدل شكلها: تعالي معاي وانتي ساكته.
دخلن دورة المياه -وانتم بكرامة- وجلست سارا على الكرسي وهي تنظر إلى قمر وهي تزيد الكحل بتوتر ملحوظ
سارا وهي تحبس ضحكتها: شوي شوي، هدي .. مابيسوي فيج شي
قمر وهي تنظر إليها بنظرات تجبرها أن تسكت: سوسو، أكرمينا بسكوتج .. بروحي متوترة (التفت إلى المراءة لتلقي النظرة الأخيرة على نفسها، ثم التفتت مرة أخرى إلى سارا) شكلي اللحين اوكي؟
سارا وهي تقترب منها لتعدل معطفها: اوكي اللحين تمام.
قمر: اتدققين في أبسط الأشيا، اعوذ بالله.

وما إن خرجن من دورة المياه وإذا بالنور يشع من هاتف قمر، ليعلن عن اتصال هاتفي من زوجها أو خطيبها حيث أنهم لم يقيموا عرسا حتى الآن. وقبل أن تضغط على الزر الأخضر، سمعت صوتاً يهلي بها.. رفعت رأسها لترى من خفق القلب له بعد أول يوم رأته به، في النظرة الشرعية.. حيث أن خطبة سعود لقمره لم تكن إلى خطبة تقليدية بحتة عندما رأت والدة سعود قمر في إحدى تجمعات نساء المجتمع وأعجبت لنعومتها وهدوئها عكس جميع صديقاتها، فاختارتها زوجة لابنها الأكبر البار بها دوما.

سعود بصوته الفخم، وبطلته الرجولية ووسامته الساحرة ابتسم ما إن رأى حوريته: يا هلا وغلا بقمري، يا هلا بالزين كله
اقتربت منه بخجل، والاحمرار يزيد في كل لحظة، لا تعلم ما السحر الذي يستخدمه هذا الرجل ليجعل من قلبها كتلة تنبض باسمه، تخجل أن تكون دقات قلبها عالية فيسمعها. هي تعشق سعود، لا تعلم ولا تدري كيف ومتى، فالمدة التي تعرفه بها لا تتجاوز ثلاثة شهور.. ولكن من يستطيع معاتبتها؟ فهو زوجها وحلالها .. وفوق هذا، سعود هو الرجل الحنون، فارس أحلام الكثير، البار بأمه والحنون على أخواته والعاشق لقمره.
همست برقة: أهلين سعود
مدت يدها لتصافحه، لكنه سحبها له وهو يهمس لها: جيه يسلمون على رجاجيلهم
ابتعدت بسرعة: سعود احنا فاللوبي
ابتسم على خجلها: عادي، شعرفهم عبالهم إني أخوج ولا خالج
التفتت بسرعة لترى سارا تبتسم وهي تلهي نفسها بهاتفها المحمول، ثم نظرت إلى سعود مرة أخرى بخجل
ابتسم هو لها وفهم ماتقصد: قوليلها تروح فوق، شكلنا مطولين احنا الليلة
ابتسمت بخجل وهي تذهب باتجاه سارا وتخبرها أن تذهب لجناحهم، لأنها ستقضي بعضا من الوقت مع سعود.

هزت سارا رأسها بالإيجاب واتجهت ناحية المصعد وهي تتدندن بعض ألحان أغانيها المفضلة
ولم تنتبه بالشخص الذي يراقببها بعينان خبيثتان وهو يبتسم ويهمس لنفسه: وراج يا بنت طلال والزمن طويل
دخلت المصعد وهي تحادث صديقاتها في المجموعة المخصصة لهم على جهازها "البلاك بيري" ورفعت رأسها لتضغط على زر المصعد الذي يشير إلى دورهم لتصدم برجل تعرف ملامحه جيدا ..
أليس هذا عبدالعزيز الـ…؟ أنا أعرفه جيدا، هذا الرجل زير نساء .. كان معي في إحدى فصول اللغة الإنجليزية
همست في نفسها: يالله وش جايبه، أنا قلت مابي أشوف حد من الجامعة هني .. وآخرتها يطلع لي هذا
رفعت رأسها له، ونظرت إليه بحيرة وأكملت: يالله وش كثر يشبه سعود رجل قمر .. نفس الخشم، بسم الله!
لم تعر الموضوع أهمية، وخرجت من المصعد متوجهه إلى الجناح المخصص لها ولصديقاتها

أما هو، فلم يبدي أي ملامح على وجهه تدل بمعرفته بها .. فهو يريدها أن تشك ما إن كان عبدالعزيز أم أحد يشبهه
هو يعلم أنها تعرفه جيدا، فمن لا يعرفه؟ هو عبدالعزيز الـ.. أشهر من نار على علم
هو الذي يعشقهن البنات، ويركضن خلفه .. هو الذي لا يهمه شيء سوى المظاهر
مضغ علكته بطريقة مستفزة وهو ينظر إلى باب المصعد وهو يغلق ببطىء ليأخذه إلى الطابق الذي يوجد فيه غرفته.


,‘


في قصر أبيض اللون،
يشبه قصور الأمراء

نزلت بهدوء وهي تحمل كوب الشاي بيدها وتفكر بالوحدة التي تعيشها بعد أن خرج أباها إلى العمل وبقيت وحيده بسبب سفر أختها مع صديقاتها
جلست في إحدى الصالات المفتوحة على الحديقة وهي تمسك بهاتفها لتتصفح تويتر وتحديثات "البيبي ام"
نظرت لآخر تحديث للزين وهي تغيير صورة العرض لصورة تجمع الفتيات الأربع وهن في "ونتر وندرلاند"
ابتسمت لحركات لورا المجنونة حتى في الصورة، فهي الوحيدة التي رفعت يدها بعلامة النصر "حبتين" وهي ترفع أحد رجليها

اشتاقت لأختها الوحيدة، فهي بمثابة ابنتها .. فلم تتردد لتتصل بها بسرعة
وبصوت مشتاق: ألو زيون؟
الزين بصوت يملأه النوم: من؟
ضحكت برقة: يا مفهية صحصحي، أنا لجين
الزين جلست على سريرها بسرعة: جوججو وحشتيني أد الدُنيا كلها.
لجين: وانتي اكثر ياحمارة، شدعوه عاد .. ليش ماتصلتي أمس واللي قبله؟
الزين وهي تقف امام المرآة لتسرح شعرها: والله نسيت، كنا تونا واصلين أول أمس، وامس لولو اذبحتنا إلا نروح الهايد بارك عشان نلعب وانشغلت والله
لجين: افا بس، الحين لندن نستج باريس واللي فيها؟
ضحكت بدلع: جوجو يلا عاد .. شخبار بابا؟
لجين تزفر بألم: توه طالع للدوام .. نفس كل يوم
الزين: كلمتيه عن الموضوع اللي قلتلج؟
لجين: رافض بشكل كبير، مستحيل يرضى أحس إن شايل فكرة الزواج من مخه
الزين: امم … انزين اسمعي أنا بروح أغسل ويهي وابدل وبتصلج
لجين: اوكي، بباي!
زفرت لجين بوحدة وأكملت قراءة "التايم لاين" في تويتر وهي تتصفح الردود التي تأتيها
وكتبت "تويت" بسرعة: يبدو أني والوحدة رفيقان لا يفترقان.*
وأخذت هاتفها لتحادث إحدى صديقاتها ليخرجان سويه لأي مكان ترفه فيه عن نفسها.


,‘


في أرض الوطن،
دوحة الخير .. دار بومشعل

وهي تضع طلاء الأظافر الذي يتماشى مع الموضة والملقب بالـ "كافيار" وتستمع لثرثرة توأمها المزعجة بنظرها
أردفت المزعجة: وبس أقولج، أنا من شفت سعود يقول بروح لندن قلت أكيد رايح حق حبيبة القلب والحلوة الجميلة قمر زمانه .. مالت على حظي أنا لو إني أروح مدينة خليفة يمكن محد يجيني .. وهالقمر رايحلها لندن
الجوري: تكفين صكيهم عين خلهم يموتون ولا يتطلقون
شهقت بقوة: وجع لا تقولين جيه، عبالج عيني حارة نفس فلانة؟ أعوذ بالله .. ماشاءلله ماشاءلله، خمسة وخميسة بعين فلان وعلان
الجوري بهدوء: أقول تعالي حطي لي مناكير حق يدي اليسار وخلي عنج سعود وزوجته
البندري وهي تتجه نحوها بخطوات راقصة: انزين ماعلقتي على فستاني حق زواج بنت بوعبدالله
الجوري: فيج زهايمر؟ قلتلج حلو بس وسيع .. وديه المصمم يعدله لج شوي
البندري تمسك يدها لتضع لها طلاء الأظافر وهي تفكر بأختها المختلفة عنها تماما من ناحية الشخصية ولكن تشبهها بشكل كبير جدا، ولكن الفرق الوحيد هو حبة خال تحت شفتي الجوري هذا مايجعل القليل يفرق بينهما .. فهن يمتلكن نفس الجسم النحيف الهزيل، والشعر والشفتان والعينان وكل شيء .. ولكن الاختلاف كل الاختلاف في شخصيتهن ومع كل الفروق لكن لا تستطيع أن تمضي إحداهن أكثر من ساعة دون الأخرى.. فهن توأم متطابق أو "ايدنتيكل تونز"


,‘


أغلقت الهاتف بهدوء وهي تفكر في والدها الذي انقلب حاله بعد وفاة أمها التي لا تذكرها كثيرا فقد كانت في السادسة من عمرها .. ولكن والدها لا زال متأثرا بوفاتها
توجهت إلى الحمام المخصص لها هي ولورا، وقفت أمام المرآة لترى أنثى فاتنة، حنطاوية البشرة، لها عينان واسعتان عسليتان يتغزل بها الشعراء، وملامح حادة لوجه صغير، وغمازة في خدها الأيسر تزيدها جاذبية … وشعر غجري أو "ويفي" يصل إلى نهاية ظهرها.
الزين وهي تحادث نفسها: ماشاءلله علي، جميلة تف تف!
وقبلت المرآة برقة، ثم استحمت بسرعة حتى تلبس وتوقظ لورا التي دائما ما تأخرهم
الزين بعد أن نشفت شعرها: لورا لورا، تكفين قومي .. دايما مأخرتنا
لكن لا رد، ذهبت الزين لقمر لوتقظها فوجدتها جالسه تحادث سعود بالهاتف وسارا أمام المرآة تتزين
الزين: اف وحدة فيكم تقوم لولو، ماقدر عليها
أغلقت قمر الهاتف: انا بعد مالي خلقها اليوم
سارا التفت لهم: تدرون إن أنا وهي مانقدر نتكلم بدون مانتهاوش، مالي خص
الزين بتأفف: أوكي أوكي، يعني أنا فالنهاية..
سارا: تصدقون، وحشتني كيتي..
قمر: أقول اسكتي بس لا تسمعج لورا
الزين بضحكة: ياكرهي لها هالكيتي الشينة
وقبل أن تخرج من الغرفة، تذكرت شيئا والتفتت لقمر وبنظرة خبث: إلا شخبار "سعودي" أمس؟
قمر وهي تأخذ أحد الوسائد لتلقيها على الزين: سعودي في ويهج
احمر وجهها ثم أردفت: تمام، قعدنا نسولف شوي وبس وصلني الغرفة
الزين بخبث: أكيد مارحتي معاه الغرفة؟
قمر بعصبية: يا وصخة يا حمارة، روحي قعدي لورا بسرعة وعن هالكلام
ضحكتا الزين وسارا بشدة على احمرار وجه قمر وهي تشتم الزين بصوت مرتفع
وذهبت الزين لوتقظ الأميرة النائمة كما يلقبونها.




وهنا تنتهي أول فصول روايتي، كلي أمل أن أحصل على بعض من ردودكم وآرائكم وانتقاداتكم
حتى أطور نفسي في الكتابة والتفكير

والحمدلله حمد كثير طيبا مباركا فيه*

روووووووووووووووعة ماشاء الله عليكي

اول حاجه مبروك عليكي الرواية ومبروك عليكي اول فصل

اسم الرواية شدني جدااااا ودخلني اقراها <<< فاختيار موفق << ابدعتي

لغتك حلوة جدااااااا ومتميزة بجد ما شاء الله عليكي

حبيت قوي الاصدقاء الاربعة ( سارا لولو الزين قمر ) لكل منهم شخصية مختبفة عن الاخرى لكل منهم طريقته لكل منهم حياته

حبيت تنوع الشخصيات << مع انه مبنش قوي بس واضح انه هيكون في تنوع لذيذ

خالد وتركي << والمحادثة الغريبة اللي بينهم << تعلقت بكلاهما من دون سبب

<< متعابعة معاكي ولو ردودي قلت اتأكدي ان هكون من خلف الكواليس

مبرووووووووووووك مرة تانية في انتظار الفصل التاني مطوليش عليا

السلام عليكم ورحمة الله..

ياااهلا والله بأهل قطر..
من بدايتك وأعترافك الخجول تفألت بالروايه وأنها أكييد مميزه من أسلوبك..
وأييه وعدتي أنك تكملينها < فيس التهديد بدا


....

خالد / هذا اتوقع له تتشات مع الزين..

عبد العزيز وسارا / قمة التناقض أبتدأ بتفكيرهم وتنتهي بشخصياتهم...

سعود وقمره / الهدوء اللي يسبق العاصفه ...

تركي أتوقع يكون يقصد لورا أو ساره...

....

تعدد حلو ومختلف مع أنه حسيت البارت صغنوون كبدايه ^^
أن شاء الله أكون من قرائ الروايه ..
وياليت تحددين موعد النزول وأيامه ...
حبييييييت العنوان والمضمون مطابق له بقوووه ..
وأسمك بعد متميز ...
..

وبأذن ربي تكونين من هالنجوم المتألقه بسما كاتباتنا ...
يعطيك العافيه أختي
وبأنتظارك..