كاتب الموضوع :
متمَردة
المنتدى :
الارشيف
رد: علمني حبكِ سيدتي، ما الهذيان؟
الهذيان الثاني
في إحدى مقاهي باريس، مقهى فوكيت
يرتشف قهوته ببطأ وعيناه تتصفح الجرائد الانجليزية بسرعة، نظر إلى ساعته ووجدها تشير إلى الرابعة والنصف عصراً.
رفع رأسه ليرى إحدى نادلات المقهى تتقدم إليه وبيدها قطعة الكعكة التي طلبها، نظر إليها ولم يبالي بشكرها
همس لنفسه: خمس دقايق بس، إن ماجا والله لأقوم وأروح
مرت أول ثلاث دقائق ببطئ، وما إن رفع يده لينظر إلى ساعته مجدداً حتى رأى طيف الشخص الذي ينتظره
نظر له ودون أن يحترم عمره ويقف ليسلم عليه: زين شرفت.
نظر إليه بعتب على تعجرفه: اسحملي، تأخرت لي طلعت من البيت
بتأفف وهو يمد يده إلى الكرسي الموجود أمامه: تفضل أستاذ بندر
بندر بن أحمد بحزم: خالد، كم مرة أقولك تكلم معاي بسنع.. استح على وجهك وأنا كبر أبوك
خالد وهو ينظر إلى كوب قهوته: آسف
بندر بن أحمد الزايد أحد أصدقاء والد خالد المقربون جدا.. تولى أمور الشركة حتى انتهى خالد من الدكتوراة، وتفرغ للعمل بشركته .. لا أحد يتجرأ على التحدث معه بهذه الطريقة سوا خالد، المحبب لقلبه على الرغم من هذا التعجرف
زفر بند بن أحمد بهدوء: وش هو الموضوع اللي طلبتني عشانه؟
لا ينكر فضل هذا الرجل عليه، ولكن لا يدري لماذا لا يحبه .. هو من علمه أدق تفاصيل العمل، هو من جعله بارع في مجال التجارة، هو من جعل منه هذا الرجل الذي يهابه الناس، هو الذي لا يستطيع أن يخطي خطوة دون أن يستشيره فيها حتى وإن دخل التاسعة والعشرون من عمره، فيظل بندر بن أحمد هو أول شخص يلجأ إليه لاتخاذ القرارات المصيرية.
خالد بعد أن طلب لبندر كوب قهوة، نظر إليه بجدية: طالبيني أدَرس في جامعة ……
بندر بن أحمد بتعجب: مب هذي الجامعة اللي تدرس فيها بنتي؟
خالد بابتسامه عندما ذكر ابنته وهو يتذكر تركي: إلا هي
بندر بن أحمد بفخر: ماشاءلله عليك ياولدي، هذي جامعة قوية وإن درست فيها بتكون تجربة قوية ومفيدة لك
خالد بهم: بس يا بندر …
قاطعه بشدة: كم مرة قلتلك أنا أكبر منك بـ أكثر من عشرين سنة .. بندر حاف ماتمشي معاي!
خالد دون أن يبالي ولكن كي يكمل حديثه: بس يا عمي بندر لازم أهد الشغل في باريس وأروح بريطانيا لمدة أربع شهور عالقليل
بندر بن أحمد بابتسامه: وتخاف على الشغل وأنا اللي مسكته من وإنت صغير
خالد وهو الذي لا يقوى على فراق عمله: بس ياعمي …
قاطعه بندر وهو يأخذ قهوته بعد أن وضعتها النادلة أمامه: لا بس ولاشي، الأوراق بتوصلك أول بأول وأمور الشركة بتكون مطلع عليها .. أهم شي تنظم وقتك
هز رأسه خالد موافقا لكلامه
أكمل بندر بن أحمد بعد أن ارتشف قهوته: ماقلتلي، بتكون بروفسور بنتي؟
خالد بابتسامه: اي، بدرس السنه الثالثة .. بس ها بدون واسطه، الواسطات ماتمشي معاي
ضحك بندر ورد بابتسامه: ماتحتاج واسطة هالدافورة .. ماشاءلله عليها
صمت خالد دون أن يزيد حرفاً وهو يكمل قهوته، وبعد دقائق لم يبالي بالذي طلب منه أن يقطع مسافة لا تقل عن أربعين دقيقة .. واستأذن ليذهب إلى منزله الواقع بالقرب من هذا المقهى.
‘,
مطار هيثرو، لندن
المكان الذي يعشقه البعض، من عشقهم لوطنهم، ولهفتهم للرجوع إليه .. ويكرهه الآخرون لأنه محطة الوداع، مبعد الأحباب.
لورا وهي تبتسم بحزن: يعني بتروحون وتخلوني مع هالخبلة بروحي؟
الزين وهي تدفع رأسها بسبابتها: يحصلج هالخبلة تقعد معاج
التفتت إلى قمر التي لا تريد أن تودع لندن وقد عاشت فيها أحلى اللحظات مع صديقاتها .. ووجود سعود زادها عشقاً لهذه المدينة
الزين وهي تريد أن تستفزها: قمر خفي على نفسج، ترى كلها يومين وبيرجع الدوحة.. ندري مايقدر على بعدج
قمر وهي تضرب كتفها بعصبية وقد احمر وجهها: وإنتي شدخلج إن شاءلله؟
الزين وهي تستفزها: دخلني إنج بنت عمي، وعمي وصاني أراقبج انتي وسعود وأشوف وش تسوون من وراه
قمر بشهقه: يالكذابة، أبوي مستحيل يسويها ويخليج إنتي الهبلة تراقبينا على قولتج
ضحكن الثلاثة على قمر المنفعلة الخجولة جدا عندما يتعلق الموضوع بسعود، وهن يحاولن تناسي الحزن الذي يسكن قلوبهن بسبب الفراق .. فقد انتهت الأربعة أيام التي خصصوها للقضاء مع بعض في لندن .. ويجب على قمر وسارا الرجوع إلى الدوحة كي يجهزن أنفسهن في آخر أيام الإجازة لبداية فصل دراسي طويل متعب.. ويجب على الزين ولورا أيضا الرجوع إلى مدينتهن التي يدرسن فيها والتي تبعد ساعة عن لندن.
سارا بهدوء وتعابير وجهها تعلن عن "مناحة" كما تشبه لورا دموعها: والله مابي أرجع الدوحة، بشتاق لكم
لورا وهي تحاول أن تلطف الجو: يختي أدري ماتقدرين على بعدي .. بس ربج كريم .. كلها سنة ونص وبنخلص دراسة ونقعد على قلبج
الزين وهي تحتظن سارا برقة: سوسو عن الدلع، تدرين إن بنجي نزوركم وقت ماعطونا اجازه
قاطعتهم قمر وهي تنظر إلى ساعتها وتستعجل سارا: يلا سارا لازم ندخل اللونج مابقا على الطيارة إلا خمس وأربعين دقيقة
رفعت رأسها للبنات وهي تودعهن وفي قلبها لوعة الفراق .. كان من المفترض أن تكون معهن .. ولكن شكراً لأخيها الغيور الذي حطم أحلامها
وبعد أن ودعتهن، توجهن سارا وقمر إلى البوابة المخصصة للخطوط الجوية القطرية المتجهة إلى دولة قطر وفي قلبهن شعورين متناقضين إحداهما لوعة الفراق والآخر شوقُ للوطن
‘,
بصوت احتد وهو يحاول أن لا تفلت أعصابه: وأنا كم مرة قلتلكم، إن سافرت مع ربعها والله إن ماتلوم إلا نفسها .. وفي كل مرة أكسر حلفتي عشانكم
والده وهو ينظر إليه بعصبية بالغة: من ولي أمرها ها؟ دامها في بيتي أنا ولي أمرها، دامها بنتي أنا المسؤول عنها .. مالك كلمة عليها .. وفوق هذا لا تنسى إن البنت متزوجة .. يعني دام سعود راضي إنت تسكت ولا تتدخل
سلطان وكلام والده يزيده اشتعالا: لا حلوة هاي.. بنات آخر زمن، يطلعون ويهيتون بروحهم، لا رقيب ولا حسيب .. وإنت شلون سمحت لسعود يقابلها هناك
مسك رأسه وهو لا يتحمل هذه المهزلة، وأكمل بصوت مرتفع: بس ترجع البيت، بيجيها كف يسنع لها وجهها
نهض والده بسرعة على هذه الكلمة وهو لا يتحمل هذا الجدال الدائم مع سلطان المتشدد وصرخ عليه كأنه ابن التاسعة عشر: سلطان جب ولا كلمة، خواتك إن لمست شعرة وحدة فيهم أقص يدك قص
خرج والده المدعو بـ فهد بن مساعد من المجلس وهو يستغفر ربه وقال بصوت مرتفع: تنكد علي القعدة، الواحد مايحب يتناقش معاك في أي شي كنك بزر
التفت إلى والدته التي شهدت الموقف وهي تنظر إلى ولدها بحزن
وقال لها بقهر: شفتي شلون أبوي يعاملني؟ أنا اللي بعمري متزوجين اللحين وأبوي للحين يصرخ علي عشان أني خايف على خواتي
أمه بحكمة وهدوء: أسلوبك مع أبوك، كم مرة وعدتني إنك بتغيره؟
سلطان بحرج ولكنه يبرر مافعله: يمه هو استفزني، معطيهم الخيط والمخيط .. مايصير كذا عاد
أمه: يستفزك يذبحك.. هو فالنهاية أبوك .. إنت اللحين عقيت أبوك ولازم تستمح منه .. وقمر لا تتدخل فيها، عندها أم وأبو وزوج .. تدخلك فيها ماراح يزيدك إنت وأبوك إلا هواش .. وثالث شي لا تقول ليش أبوك يعاملك بهالطريقة؟ لو عندك أسلوب نقاش عدل ماكان عاملك بهالأسلوب .. أنا استغرب إنت شلون دكتور؟
سلطان وقد استفزه هذا الكلام ولكنه نهض بسرعة حتى لا يحتد النقاش مع أمه وتوجه إلى غرفته وهو يهمس لنفسه: عيلة متفتحة بشكل غريب، مادري شلون مخلين البنات على كيفهم!
‘,
توجهن إلى محطة القطار التي تنقلهن إلى المدينة التي يسكنون بها بسبب دراستهم، والهدوء يسيطر عليهن بعد لحظات الوداع .. انتظرن مدة عشر دقائق أو أكثر بقليل، لأن القطار يمر كل ثلاثين دقيقة ليأخذ الركاب إلى المدينة المحددة
لورا بهدوء غير معتاد: مابي أرجع للغثا، وأبوي طبعا مب موجود في الشقة
التفتت لها الزين: قلتلج تعالي اسكني عندنا، محد فالبيت غيري أنا وجوجو
لورا: على أساس إن الوالد بيرضى ماشاءلله.. وبعدين عيب أبوج موجود
الزين وبنظرة استخفاف: ياشيخة، لأن أبوي مايفارق البيت ها؟
نظرت إلى هاتفها دون أن ترد وهي تقلب الفكرة برأسها، فالوحدة التي تعيشها في الشقة التي اشتراها والدها بعد أن أصرت على الدراسة في المدينة التي تسكن بها الزين من الصغر تضيق عليها كل يوم.. فهي تجلس بمفردها في الشقة لا أنيس لها في وحدتها
لورا وهي تنظر إلى القطار الذي وصل: مادري، بفكر ف الموضوع .. بصراحة طفشت .. فيمكن تشوفيني بعد يومين شايلة العفش وناقلة عندكم.
الزين وهي تصعد للقطار وتجلس في أول مقعد: اي تسوين خير، وتحلين مشكلة الطفش اللي نعيشه انا وجوجو بعد
لورا وهي تنظر لكراسي القطار: افف، ترى مليون مرة قلتلج ماحب أركب القطار .. يعني مرة ثانية لا تنسين تقولين حق دريولكم العزيز يجي ياخذنا
الزين بضحكة: لا تسوين لي فيها بنت بيل قيتس .. تعودي شوي وعيشي الحياة الطبيعية .. مايضرج لو ركبتي القطار .. وبعدين أسرع وأحسن لنا عن الزحمة
لورا وهي تنظر لها باستخفاف: خفي علينا يالحكيمة المتواضعة .. كلش مايناسبج
لم ترد عليها، وهي ترجع رأسها إلى الوراء لترتاح بعد هذا اليوم الشاق
بعد عدة دقائق .. لورا قطعت الصمت وهي تنظر إلى ساعتها وتردف: تأخر الوقت وظلمت الدنيا .. كم باقي عشان نوصل؟
الزين نظرت إلى ساعتها هي الأخرى: مادري، أظن عشرين دقيقة
لورا بتأفف: اف اف اف، يا شين هالقطارات
‘,
دار بو مشعل
جلستا عند بعضهن البعض وهن يلبسن "بجاما" متشابهة، الفرق الوحيد بينهم هو الألوان .. رفعت والدتهن رأسها لهن وهي مبتسمة على التشابه الكبير بينهن
اردفت إحداهن بمرح: ماما، وين حبيب قلبج؟ ترى أقصد عزوز مش أبوي .. أدري إن حبيب قلبج الأول في الصالة الثانية
وغمزت لها بطريقة مضحكة جعلت والدتها تضحك وهي تأنبها: عيب عليج يا بنت .. وعزوز راح لندن من كم يوم، والمفروض يرجع بكرة.
شهقت الأخرى الأقرب لعبدالعزيز أخاها: عزوز راح لندن ولا قالي؟ لا وبيرجع اليوم .. بيشوف بيشوف
البندري بضحكة: إيوا عاد محد يقدر على العلاقة الحلوة بينكم .. إن يعني لازم يقولج وكذا .. مو كنه كل يوم تتهاوشون وكل واحد أكبر من الثاني
الجوري بنظرة: أقول محد طلب رايج .. متى راح ماما؟
ردت والدتهن بهدوء: الجوري! كم مرة أقولج ردي على أختج عدل ولا تكلمينها بهالأسلوب؟
الجوري وقفت لتقبل رأس أمها: اسمحي لي يالغالية
أجابت والدتها على السؤال: راح قبل خمسة أيام مع سعود
شهقت البندري وبدأت درامتها المعتادة: آه على هالإخوان اللي يسافرون كل يوم، ومب مفتكرين في بنتين مسكينتين قاعدين بروحهم وماغير جامعة وبيت .. آخ بس
أم سعود وبنظرة أسكتتها: ماغير جامعة وبيت ها؟ مادري من اللي كل يوم والثاني رايح لي شقر اند سبايس وجونز ومادري وين .. تهيتين وعقب تتحندين على راسي
البندري بحرج: يمه عاد لا تفشليني، مشي معاي على أساس إني مسكينة .. بس أمانة يعني متى بتسفروننا؟ مليت والله مليت
الجوري بحماس بعد أن خطرت على بالها فكرة: تكفين يام سعود، قولي حق أبوي نبي نروح جنيف هالسنة
البندري بحماس أكبر: اي اي والله، وحشتني جنيف الحب .. يا الله يا زين الشوبنق فيها
أم سعود بهدوء: إن شاءلله، يصير خير
البندري: يمممه .. لا تقولين يصير خير .. يصير خير في قاموسج يعني لا
أم سعود بتعجب: البنندري! قلتلج يصير خير .. إذا الموضوع كان فيه خير، إن شاءلله بيصير
البندري وهي تحاول أن تقنع نفسها بأن أمها ستوافق على طلبهن: خلاص خلاص يصير خير .. إنتي بس لا تنسين تقولين للوالد الجميل
هزت أم سعود رأسها على جنون البندري، ونظرت لها وهي تحادث أختها الجوري، ولكن الأخرى لم تعرها اهتماما وهي تقلب إحدى المجلات
هي دائما ما تقلق بشأن هذه الفتاة، قليلة الكلام .. لا تعرف مالذي يجول برأسها .. على عكس توأمها التي تصارح أمها بكل مايحدث في حياتها إن كان مخجلاً مفرحاً أو "مصيبة" من مصائب البندري الدائمة… ولكن الجوري.. غامضة بالنسبة للجميع، حتى توأمها لا تعرف عنها الكثير.
يالله يا ابنتي، كم أنا قلقة عليك من هذا الغموض الذي يغلفك.
‘,
بخطوات ثابتة يتجه إلى إحدى القاعات المخصصة لمحاظرات الإدارة والاقتصاد، وهو يرتدي بدلة رسمية رمادية .. متميز هو دائما بأناقته
نظر إلى باب الفصل وهو يسمي بالرحمن، ويرجو أن يمر هذا الفصل الدراسي بالطريقة التي يخطط لها.
ألقى السلام بهدوء ليرد المسلمين منهم وهو ينظر إلى مجموعات كبيرة من الطلاب من مختلف الجنسيات، وبسبب نظرته الثاقبة ساد الصمت على الفصل
وبلكنة بريطانية: صباح الخيَر جميعاً ..
أردف البعض منهم: صباح الخير
خالد: اسمي خالد الراهي، وسأكون أستاذكم في الفصل لمادة الـ "فايننس" .. وأول شروطي لنجاح هذه المادة هو الحضور وعدم التغيب
وأكمل القواعد التي وضعها لنجاح هذه المادة الصعبة، وهو يثبت نظره على بنتين يظن أن إحداهن ابنة بندر بن أحمد، فهي تملك نفس العين
أخفض رأسه ليرى الأسماء المسجلة لهذه المادة وينادي بها ليأخذ الحضور.. رأى اسمها متبوعا باسم والدها بندر بن أحمد
أما هن، كانت الزين تنظر له وفمها مفتوح ثم تنظر إلى لورا التي لم تبالي به: تشوفين اللي اشوفه؟ هل هو حلم أم علم؟ يالله وش هالجمال بسم الله عليه .. الله يحرسه.. لو إني مكان زوجته ماكان خليته يطلع من البيت
لورا بملل: ومن قالج إنه متزوج
لم تكمل كلامها إلا وقد سمعت اسمها: لورا بندر الزايد
لورا: هُنا
ابتسم عندما رآها وأكمل: الزين متعب السلطان
الزين وهي تهمس للورا: ابتسم لج؟ من متى المعرفة
رفعت صوتها ليسمعها: هُنا
أكمل بقية الأسماء، وردت لورا على الزين بصوت خافت: ماعرفتيه؟ خالد بن فيصل الراهي؟ ولد رفيق أبوي فيصل بن بدر الله يرحمه
الزين بشهقة خافته: يا شيخخة، احلفي؟ تكذبين …. خالد بن فيصل هذا .. يمه وين بنجح انا فالكورس اللحين؟
لورا وهي تمسك بهاتفها لتنظر لتحديثات تويتر بملل: عاد هذا المتعجرف اللي ماحبه .. جمال بدون أخلاق
الزين باهتمام: وإنتي شعرفج بأخلاقه؟
لورا: مالج خص، ولا تسألين وايد عنه .. أكرهه كره العمى
الزين: بل كرهتيني فيه وأنا ماعرفه
لورا لم ترد عليها وهي تنظر لخالد وهو يقدم نبذة عن نفسه، وبهمس: الله يعينا على هالسمستر.
‘,
في إحدى الأحياء في الدوحة
استلقى على سريره وهو يفكر بالتي سلبت عقله بهدوء من أول نظرة .. لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى .. يؤمن بالإعجاب
ولكن مالذي يدفعه للتفكير بها إلى هذا الحد .. يالله يا بنت بندر كم تحوم أفكاري حولك بجنون ولا أستطيع التفكير بشيء آخر
قطع عليه سيل الأفكار فتاة في السادسة عشر من عمرها، وهي تنظر إليه بعد أن طرقت الباب وفتحته دون أن ينتبه
تقدمت ناحيته وبنظرة ضياع: تركي؟
ابتسم لصوتها الناعم وهو يقف ويتجهه نحوها: روح تركي إنتي، هلا وغلا بالزين كله .. هلا بعنودي
قبلها على جبينها بهدوء وأكمل: شخبارها حبيبة أخوها اليوم؟ وشلون المدرسة معاج؟
لم يكمل جملته إلا وهي ترتمي بحضنه وهي تبكي بشده
تركي بخوف: افا افا، ليش يا روح تركي إنتي؟ ليش يبه؟
رفع وجهها وهو يمسح على شعرها وأكمل بهدوء: من مزعلج اليوم؟ قولي لي عشان ألعن شكلهم
لم تجب عليه وهي تشهق ببكائها، أخذها ليجلس على الكرسي القريب من سريره ويجلسها بالقرب منه، وبعد أن هدأت وتوقفت عن البكاء
بصراحة تعودت عليها، فأخاها الأكبر هذا بمثابة الأب الغائب لها وهي دائما تصارحه بكل شيء حتى أكثر من والدتها
العنود: اليوم وحدة تطنزت علي
تركي بهدوء: شقالت؟
العنود بشهقات متتالية: قالتلي، إنتي مصدقة إنج حلوة .. أصلا في معالم في ويهج؟ شفتي ويهج قبل ماتتكلمين؟ بس أنا ماسويتلها شي والله .. هي ليش ماتحبني؟ .. تقولي إن وجهي يخوف .. وإن شلون أقدر أشوف نفسي كل يوم في المنظرة
تركي بغصب حاول أن يخفيه: من هذي؟
العنود وهي تكتم شهقاته: مابقولك اسمها، أنا بس قلتلك لأني زعلانة و …
تركي قاطعها: قلتلج وش اسمها؟
العنود: اسمها مريم محمد .. بس لا تسوي لها شي
تركي وهو يطمنها ولكنه يتوعد لتلك الفتاة: ماراح أسوي لها شي، وإنتي ماعليج منها .. واحنا على ايش اتفقنا؟ كلام الناس يدخل من اذن ويطلع من الإذن الثانية .. والمفروض تحمدين ربج إن اللي صار ما آثر على نظرج ولا سمعج أو شي ثاني .. وإن هذا بس أثر على شكلج والانسان بشخصيته وداخله مب شكله .. صح يا بابا؟
العنود والحزن يظهر على وجهها: صح
ابتسم وهو ينظر لتفاصيل وجهها الذي يغطيه حروق لم تندثر مع مرور السنين، فحتى أنفها لم يعد يميزه من باقي الملامح بسبب تلك الحروق .. ومع كل عمليات التجميل التي مرت بها في العديد من البلدان لم يستطيعوا إخفاء آثار تلك الحادثة التي شوهت وجهاً كان قطعة من الجمال
وبحزن على حالها: يلا روحي غرفتج، أنا بنام تعبت اليوم في الدوام
العنود تحاول أن تخفي حزنها بابتسامه، قبلت رأسه: شكراً .. تصبح على خير
تركي وهو يراها تخرج من غرفته وبهمس: وإنتي من هله
جلس على نفس الكرسي وهو يفكر بمستقبل هذه الفتاة، لا ينكر أن الذي مرت به العنود شيء لا يحتمل .. فقد كانت طفلة جميَلة يسمي عليها كل من مر بها .. ويحلف الكثير عندما يرونها أنها ستكون أنثى فائقة الجمال حين تكبر .. ولكن إحدى الليالي السوداء بالنسبة لهذه العائلة الصغيرة نهبت جمال طفلتهم وروحها المرحة
زفر بألم وهو يردد: يالله صبرها وصبر أمي على هذا الابتلاء .. يارب!
‘,
أنثى فضولية لا تعلم لماذا دفعها الفضول لتتصفح الانترنت وتبحث عن اسمه .. لم تجد له صفحة في الفيسبوك ولا تويتر .. جلست بهدوء على سريرها الكبير وهي متمسك بالكمبيوتر المحمول وهي تزفر بهدوء .. استلقت على ظهرها ووضعته على بطنها
همست لنفسها: يالله عاللقافة اللي تذبحني، بس عاد وش هالرجال المتخلف اللي مايستخدم تويتر؟
امسكت بهاتفها الثاني "الايفون" ودخلت إحدى البرامج الجديدة "باث" اخذت تبحث بتركيز وما إن وجدت اسمه حتى نهضت لترقص على سريرها ثم جلست مرة أخرى بسرعة وهي تجول في صفحته .. لا توجد معلومات كثيرة .. لكن لا تدري لماذا ظلت تراقب المعلومات بتمعن .. ولا تدري أيضا ما سبب الذي تفعله الان؟
‘,
في جامعة أخرى لكن في قطر
المدينة التعليمية
سارا وهي ترتشف بعض من قهوتها، وبعصبية لا تليق بها: أعصابه، تعرفين شنو يعني أعصابه؟ يخسي يعطينا بس امتحان نهائي وعليه 40%.. وتخيلي إني جبت العيد فيه
قمر بهدوء وهي المخ والـ"مصرية" كما يلقبونها بسبب ذكاءها: شدي حيلج وركزي معاه ومابتجيبين العيد إن شاءلله
رن هاتفها بنغمة مخصصة لسعود، احمر وجهها وبخجل أكملت: المهم، أنا بروح اكلم سعود .. روحي عند بروفسور جورج وبجيج
بتأفف: افف زين
اتجهت إلى المصعد وما إن دخلته حتى رأت ظل شخصاً خلفها .. التفتت لترى نفس الشخص الذي رأته في لندن في المصعد
همست لنفسها: يامحاسن الصدف، ماشوفه إلا في اللفت
نظر لها عزيز وهو يفكر بموضوع ليفاتحه بها، وبعد تفكير: احم .. سارا؟
التفتت له وهي تفكر: يالله سترك ورضاك .. شعرفه باسمي؟
ولكنها التزمت الصمت، ولم تجب
عزيز وهي يشتمها بداخله لعدم ردها: آمم، سارا المشعل، صح؟ معاي في كورس الماركتنق .. بس بسألج بس عن الامتحان متى بيكون؟
شتم نفسه على غبائهاوسؤاله، وشتمها لكن لا يدري لماذا
نظرت له سارا باستغراب وردت: بيكون نهائي، يعني مع الاختبارات النهائية
عزيز بحرج: أها مشكورة، ماركزت معاه
لم تجب عليه وهي تفكر بهذا الرجل، زير النساء .. تخاف منه كثيراً، كثيراً
أما هو، فكان يقف خلفها وهو ينظر إليها بنظرات خبث تحمل وجع الحب .. لا يعلم لماذا يريد الشر بها، لا يعلم كيف لقلب يعشق لحد الجنون يريد أن يضر معشوقته.
فمنذ سنته الثالثة وهو يراها كل يوم .. وحذف بعض المواد وتأخر سنتين فقط كي يكون معها .. لا يدري ما هذا العشق الذي يجعله يحوم حول البنات ويخون حبه لها كي ينساها .. يعلم أنه يستطيع أن يمتلك قلب كل فتاة بسهولة أو كما يظن .. ولكن يتمنى أن تحبه دون أن يجبرها على ذلك، يريد أن يعذبها في الحب.
هي من تليق به في نظره .. هي من أسرت قلبه دون أن تدري .. هي من كان يهذي باسمها ليلا دون أن تعلم .. هي من فرح بشدة لزواج أخوه من صديقتها كي يجده وسيلة ليتقرب منها .. هي من جعلت من هذا القلب الأسود، أشد سواداً بحبه لها .. لا يعلم طبيعة الحب الذي يكنه لها، يحبها ولكنه يتلذذ بفكرة إيذائها.
انتظرها تخرج من المصعد واقترب منها: تشرفنا يا صديقة مرت أخوي
صدمَت بالذي قاله، فهي لم تعلم بأن عبدالعزيز الخالد يكون أخ لسعود .. يالله الفرق شاسع بينهم
بهدوء اخفت صدمتها ولتنهي الحديث معه: تشرفنا، مع السلامة
ذهبت بسرعة للمكان المتوجهه إليه وهي لا تريد أن تلفت خلفها كي لا تراه
اخذت هاتفها لتتصل بقمر بسرعة، وما إن ردت، بعصبية: ليش ماقلتي لي إن عبدالعزيز الخالد يصير أخو سعود؟
قمر بتعجب: ليش ماتعرفين؟ كنت أظن إنج عرفتي من اسم العيلة
سارا: يالله .. لأن ماشاءالله مافيه غير بيتهم اللي من الخالد مثلا؟
قمر: انزين ولو كان أخوه، شاللي حارق أعصابج؟
بتأفف: مالج خص، انتي وينج؟
قمر تعجبت: جايتج، اللحين بركب اللفت.
‘,
الثامنَة ليلاً،
نظرت إلى والدته وهي تحادثها ا بهدوء: الزواج سنة الحياة، ومثل ماقلتلج أظن إن مبارك بن ناصر هو أنسب واحد لج
بخجل وهي تفكر بهذا المدعو بـ "مبارك بن ناصر" أو قد يكون زوجها مستقبلا: وأبوي وأخواني ناصر وفيصل ونواف شرايهم؟
أم ناصر: ماعليه كلام الولد .. الراي رايج اللحين
سارا بعد صمت لم يدم طويلاً: …………
انتهى :msn2:
إن شاءلله الجزء الجاري راح يكون يوم الأحد إن الله أحيانا.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
|