كاتب الموضوع :
روان الشرقية
المنتدى :
مدونتي
رد: اوراق تحترق- روان الشرقية
القراءة هل هي نعمة ام نقمة
او هل يجب ان يكون السؤال لمن نقرأ
لقد قرأت في سن مبكرة كتبا كثيرة اعترف انها لم تكن في سن استيعابي
لكنها اثرت بي بشكل كبير فعندما ارى فيلما يتحدث عن فحوى ذاك الكتاب يظهر على السطح تلقائيا ما قرأته
قرأت في سن السادسة عشر كتاب عن الثورة الروسية على الرغم اني لم افهم بعض الاحداث الا ان دماء هذه الثورة اشعرتني بالقرف موت القيصر بوحشية جعلني اكره وبشكل فطري الغوغائية والاصوات العالية
وهذا الكتاب جرني للثورة الفرنسية فاصبحت امقت كل الثورات الدامية ففي هذه الثورة ظهرت مرة اخرى الغوغائية لكم اكرهها
قرأت ايضا كتاب عن نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم فبدأ ارتباطي بالسيدة عائشة والبحث عن كتب عن حياتها وعن حادثة الافك . فكانت القصة كلها تتلخص باية عظيمةوهي: : (لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا افك مبين) وعند سؤال معلمتي عن الايه صدمت بما قالت فلو ان المؤمنون ظنوا بانفسهم الطهارة والنقاء وظنوا با ن هذا الفعل مثل ما هو لايليق بهم وبنسائهم فمن باب اولى ان هذا الفعل المشين لا يليق بحليلة رسول الله فهو الطيب ولا يليق بفراشه الا الطيبة بكل بساطة شرحتها لي فوقع اليقين بقلبي ببراءة السيدة عائشة ومن يومها اظن بنفسي خيرا وارقى بتفكيري عن السوء وان الاخرين ما هم الا اسرى لتفكيرهم السيء او القذر وبالتالي يظنوا بالاخرين كذلك. حتى عندما غضبت من اللاتي المفترض بهن صديقات يعلم الله اني كنت دائما ارجح الخير ولكن هناك امور لا ينفع معها الا الخطوط الحمراء ولكم اعشق الخطوط الحمراء في عالمي فحدودي ملك لي ولا اسمح للغير ابدا بتجاوزها . فمهما كان .هؤلاء صديقات فقط ولسن شقيقات او حتى من العائلة.فلم ابالي بخسارتهن.
القراءة ساحرة تبحر فيها وتبحر وتجعل عقلك شعلة من الافكار لا تهدأ الا اذا توصلت الى نتائج مرضية في حياتك. والان ارى نفسي اقرأ لبعض الكتاب هنا وهناك فالكاتب الذي يستطيع وصف وتحليل شخصياته بغض النظر اذا كنت انا مقتنعه بشخصياته او لا المهم وصفه لهم دوافعهم وحتى اخطائهم وكأنه يدير عالم ارواح بكل غموض هذه الارواح . نقرأ للكاتب الذي يحترم نفسه و يحترم قرائه.. اذكر ان هناك كاتب صحفي في جريدة سعودية شهيرة كنت دائمة الحرص على قراءة مقاله وكنت اعجب من اسلوبه الرائع ولكن عندما بدأت مقالاته تأخذ منحنى غريب للفكر والدين والمجتمع بدأت اهمل قراءة عموده فكان هذا الكاتب اسيرا للغرب والحرية الكاذبة للمراة.
الكتب شكلت عقولنا وارواحنا وفكرنا في سن مبكرة فاصبحنا اسرى للحرف والكلمة اسرى لنسيج القلم
وما اجمل القلم في كل حالات نقاءه فأن بكى غسلت دموعه احزاننا وان ضحك القلم غرد بضحكات تنير ظلمة عالمنا. فالحمدالله على نعمة القراءة والقلم.
فعندما كان الاخرون يربيهم اب وام في اهم مراحل حياتهم كان الكتاب هو المربي الاول لنا بسبب وحدتنا ولم يخيب الكتاب ظني ابدا
فلطالما كان الصديق الصامت المهذب في عالم يحكمه جامعوا الضرائب.
|