كاتب الموضوع :
ودي اطير
المنتدى :
مدونتي
رد: مُنتصفَ الّليل .. زائرُ بِلآ ملآمحّ !
في السنه الثالثه المتوسطه .. كُنت مع ذات فتيات صفي من السنه الاولى والثانيه , لذا لم يتغير شيئاً !
فأنا الفتاة الهادئه كثيرة النوُم , لكن خارج الفصل أجدني شخصيه اُخرى أكثر انفتاحاً وأكثر تفاعلاً
تعرفنا على ثلآث فتيات اُخريات .. أصبحن ست فتيات خلال الفصل الدراسي الاول تعرفنا على بعضنا جيداً
جلبنا معنا الجوالات للمدرسه وجلسنا في السطح , هربنا من الحصص معاً , أمضينا اياماً لطيفه
أتذكر موقفاً ليس بالماضي البعيد .. كنت أجلس في الصف قبل أن تأتيني صديقتي وتطلب مني أن اتي معها
كُنا قد أعتدنا أن تكوُن غرفة التدبير مقراً لستتنا لذا توجهنا لهناك .. أخبرتني أنها تُريد مني أن ارسم لها
فقد كُنت جيده بعض الشيء في الرسم وهو شيء وراثي بعائلتنا ممتداً من والدي لأخي الاكبر من ثُم لأختي
من ثُم لي ولأختي الاصغر مني سنناً .. جلستُ فوق الطاوله بينما هي أخذت تمشي بالغرفه
وهي تثرثر على رأسي بالكثير من الاحاديث , أقتحمت مراقبة الدور الغرفه بشكلٍ مريب وهي تلوح بمسطرتها :
ماشاء الله ماشاء الله اش جالسين تسوون هنا !
كنت لازلت أجلس فوق الطاوله وأكمل الرسمه .. أجابتها صديقتي : نرسم يا ابله !
من الجيد أن تعلموا ان المعلمات في المتوسطه يملكون تفكيراً سيئاً جداً نحو الطالبات فإن كان هناك
طالبتان في غرفه مغلقه فهما بالتأكيد يقومان بشيءٍ سيء .. أخرجتنا وهي تثرثر على رأسنا بالاحاديث
من ضمن الكلام كانت تقول لي : انتي يافلانه صف 3/1
فقلت مصححه لها : لا يا ابله انا صف 3/2
فكادت أن " تأكلني بلسانها " على الرغم من أنها مخطأة .. أوقفتني امام معلمة الغياب وأخذن
تشرح لها كيف أمسكت بنا ونحن في : " جُوٍ رومانسي " على ماتقول على الرغم من أن الغرفه مليئه بالغبار
والطاولات المكسره والمروحه على وشك السقوط .. والجدار يحكي عن نفسه ! وأضافت " اي بنتين يجلسون
مع بعض في غرفه قليلات ادب " لم تقل بأني قليلة أدب بصريح العباره لكنها تقصدُ ذالك وبعد
أن انهين محاضرتهن واتهاماتهم قالت معلمة الغياب بشكلٍ مهين برأيي : " ولسه واقفه بوجهي .. آنقلعي فصلك اشوف "
مما أصابني بالغيض طيلة الدوام وحتى رن جرس الصرفه وعلى قولة أهل الرياض / " الطليعه أو الطلعه "
حتى أن صديقاتي أستغربن وضعي .. أخبرت احداهن بأني : منقهره " وربما " أموت غيضاً اذا مامسحت فيها الارض !
فتوجهنا لمكتبها وقفتُ هناك وأخذت اثرثر بغضب وادعو عليها بصوتٍ مرتفع .. كان تصرفاً يائساً
خرجت من الغرفه ترتدي عباءة الرأس .. وانا من خلفها أدعو بأن تسقط وتتكسر
بعد الدوران والتفكير وجدتُ أن انسب حلٍ هو أن اكتب لها رساله , أيدتني صديقتي وهي تضحك بحماس
أحضرنا ورقة وقلماً وكتبت لها بخطٍ عريض : " الله لايحللك يا ابله زهره , تراك ظالمتني يامعلمة الاجيال "
وكدتُ أن اكتب اسمي لكن صديقتي رفضت مع معرفتي بأنها ستدرك خطي فهي تعرف خطي " من كثر
ماتقرأ اوراق الغياب اللي اكتبها واوقعها " وضعتها من تحت المكتب وانا اشعرُ بشيءٍ من النصر
في اليوم التالي لم أحضر المدرسه وكان هُناك يوما عطلة " خمس وجمعه " يوم السبت عندما حضرت أخبرتني
بأنها تريد مني أن احضر لمكتبها .. قلت : ابشري من عيوني
الحصه الرابعه توجهت لها أغلقت الباب واجلستني على الكرسي أمام مكتبها .. سألتني اولاً :
شكلك عارفه اش ابغى منك ؟
ضحك وانا اجيبها بأسلوبٍ مستهزء .. تعمدتهُ على الرغم من أدبي في الحديث مع من هُم أكبر مني سنناً
لكنها أهانتني بشكلٍ او بأخر : عشآن الرساله يا ابله
ولكم أن تتخيلوا جملتي بكمية الدلال المفرط .. مستفزه صحيح ، هذا ما اريده !
نظرت ألي بنظره دراميه وهي تثرثر عن انها مثل والدتي على الرغم من أن والدتي لن تشك بي
والكثير من الاحاديث الفارغه .. أخرجت الورقه من حقيبتها وهي تقول :
هذي رساله ترسلينها لمعلمتك يافلانه !
أخرجت مافي جعبتي وانا اتحدث معها .. أنتهى بنا الامر بأن صافحتها وقلت بأدب :
حقك علي يا ابله والسموحه منك اذا تشوفين رسالتي فيها غلط بحقك !
قبل أن اخرج قالت : الله يسامحك يابنتي
قلت وانا اضحك مستخفه لأني لم أعني اعتذاري في السطر اعلاه : الله يسامحنا جميع يا ابله
من بعد ذاك الموقف وانا أكن حقداً لهذه المعلمه
|