كاتب الموضوع :
ودي اطير
المنتدى :
مدونتي
رد: مُنتصفَ الّليل .. زائرُ بِلآ ملآمحّ !
ملآحظة : وجدتني أكتبُ هذا الجزء أتباعاً لمشاعري الخاصه دون أن اهتم بترتيبه لذا عذراً
إن وجدتموه غير منظم بعض الشيء !
تخرجتُ من الابتدائيه مع شهادة شكُرٍ وتقدير .. شعرتُ بأنها كانت لدفعي للأمام وُحسب !
تعرفتُ على المرحله المتوسطه .. اليوُم الاول كان مخيفاً بعض الشيء , لم أستطع النوُم طوال الليل
الصباح ارتديت مريولي الجديد ذوُ اللون الوردي الكئيب .. حملتُ حقيبتي وخرجت لأستقبل شيئاً جديداً
توقفت سيارة أبي الاثريه أمام مبنى المدرسه القديم وُجداً , كُنت دائماً أخبر والدي بأني اُريد مدرسة " أهليه " بدلاً
من الحكوميه لكنهُ يرفض مُعللاً بأن : " كل اخواتك درسوا بهالمدرسه .. في الثانوي إذا بغيتي حطيتك اهليه "
وجملته الشهيره تلك : " انا ما افرق بينكم " .. دخلت البوابه بقدمٍ متوتره بعض الشيء
أستقبلتني مجموعه من طالبات المدرسه الابتدائيه اللواتي كُن معي .. : " هلآ فلآنه تعالي تعالي صفي معنا "
كان ترحيباً مُندفعاً .. أبتسمت على مُضض وانا أقف بجانبهن , قليلآً قبل أن اشعر بالوحده وأنسحب
أتت صديقه لي من الابتدائيه من غير الجنسيه السعوديه .. ولآيُهمني ذالك فلقد كان لدي قناعه
طوال سنين دراستي " لآيجبُ أن ارافق فتاة بمثل جنسيتي " لأن الفتيات اللواتي كُن معي يعطين انطباعاً سيئاً
فهُم يتصرفون بلؤم ولا أجمع بل أخص من عرفتهن وهم قِلة قليله جداً لأن في جده هُناك الكثير من العرب دوُن السعودين
كُنت أحب أن اكوُن صديقة لجميع الفتيات من الجنسيات العربيه وغير العربيه .. أول صديقه لي كانت هنديه
تعرفتُ عليها في حارتنا القديمه .. منزلها بجانب منزلي تأتي عصراً عندما أجلس على دكة العماره
لم أكُن أفهمها جيداً لأنها لاتتحدث العربيه .. لكن بطريقةٍ ما كُنا نتواصل جيداً !
أنهُ أمرٌ يدعوني للفخر في الوقت الحاضر .. لأني أعرفُ فتيات .. من الجنسيات التركيه و الهنديه والباكستانيه
والسودانيه والسوريه واليمانيه والفلسطينيه وأتعرفُ على عادات وتقاليد مختلفه عن مانملكُ نحن ومثيره للأهتمام !
بعد أن رن الجرس معلناً ابتداء الطابور الصباحي أجتمعن نحنُ فتيات السنه الاولى بمكانٍ واحد بينما الفتيات الاخريات
وقفن بصفوفهم جيداً وبترتيب .. صعدوا اولاً من ثُم بقينا نحنُ , ينادونُ بالاسماء ليقوموا بتقسيم الصفوف فكل ثلآثين طالبه يشكلن طابوراً
وضعت مع مجموعه من الفتيات دون من أعرفهم .. جميعهن كُن يملكن صديقات ويعرفن بعضهم مسبقاً لذا وجدتني
أجلسُ وحيده في الصف , حاولن بعض الفتيات التقرب إلي لكن ولسببٍ ما يظنون بأني مغروره حتى أصبحت
جميع فتيات يعتقدون ذالك .. إن كان الشخص صامتاً هذا لايعني انهُ مصاب بالغرور !
من المواقف اللتي علقت بالذاكره .. كان هُناك فتاة تُدعى عبير معنا بالصف , أتتني ذات يوُم وسألتني بشكلٍ أحمق
أستحقرتها بسببه حتى اليوُم : أنتي مريضه بالتوحد !
أجبتُ وعلامة تعجب فوق رأسي لأني أعلمُ بأن اعراض التوحد ليست أن اجلس وحدي واقرأ كتاباً بينما هي
تجهل ذالك : لآآء !
رُبما من الجيد أن اخبركم أني حين أتحدث .. أتحدثُ بدلآلٍ مُفرط يسببُ للأخريات نفوراً لآطبيعياً
حتى أن احدى المعلمات مره وبختني : ليش تتكلمين كذا يابنت ؟ أعتدلي
وكأني أرغبُ بالتحدث هكذا .. أنهُ أمر طبيعي لكنهم يعتقدون أني اتصنعه .. ذالك من أسباب وحدتي تلك السنه
حتى من ظننتهم زميلات كُن يسألن دائماً : أنتي ليش تتكلمين كذا ؟
أعتقد أن الفتيات في المرحله المتوسطه قليلات ذوق .. كُنت أصاب بالاحراج من اسألتهن الحمقاء !
حتى الاطفال لن يسألن سؤالاً كهذا .. سألتني تلك العبير مجدداً في يومٍ أخر سؤالاً سخيفاً بشكلٍ لن تصدقوه
أتضح لي من بعده أن الفتاة متأثره كثيراً بالافلام اللتي تُعرض على التلفاز : ليش عندك أنياب ؟ أنتي مصاصة دماء
أعتقدُ أن الامر من سخافته يشوه النص كما يشوه سنتي الاولى في المتوسطه .. أتذكرُ أني رمقتها بطرف عيني دوُن أن اجيب
لأني شعرتُ بسخافتها وسخافتي أن رددتُ عليها !
كان هُناك الكثير من الاسباب اللتي جعلتني أبتعدُ عن تكوين الصداقات مع فتيات فصلي .. فلقد
أعتدتُ أن اكون مثقفه واقرأ الكُتب وأحبُ ان اتحاور مع الاشخاص بشكلٍ فلسفي لذا أحبطت كثيراً
من تصرفات فتيات السنه الاولى الطفوليه .. اُمي وابي دائماً يخبراني بأني ذكيه ومثقفه
وهكذا كُنت وحيده في السنه الاولى المتوسطه .. عدى تلك الصديقه اللتي حافظت على صداقتها معي
بسبب شرائي لها الفطور من مصروفي الخاص , كان الامرُ أشبه بأن ادفع لها لتكون صديقتي !
|