كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
بسم الله الرحمن الرحيم...
أولاً و قبل كل شئ..
فلندع لإخواننا في غزة و في سوريا و في كل البلاد العربية أن ينصرهم الله و يكون في عونهم و يرحم كل شهداءهم ...فهذا هو أقل واجب علينا...
أشكر كل من خط لي بقلمه رأياً... أو تعليقاً... أو توقعاً... أو تحليلاً..
أشكركم...!!
وأيضاً أشكر من تابعني بصمت..
لا تلهكم القراءة عن أداء الصلاة في وقتها...فالقراءة يمكن تحصيلها...
لا أحلل نقل الرواية من دون اسمي...
**روووح**
و لكل اللي يسأل...
البارتات تنزل كل اثنين و خميس :)
الطية التاسعة عشر...
لحظة انفصام...
كل انسان تباغته تلك اللحظة...
لحظة يضطر فيها للتحول كلياً..
لشخص هو نفسه لا يعرفه...و لا يعرف من أين خرج...
يحدث له ما يعرف ب..انفصام الشخصية!!..
أفْكارٌ
هذا أنا.. بجميعِ أفكاري
حُزني أنا.. لحَني وَأوتاري
إِني أحبكِ... يا مُعذّبَتي
وأحبُّ في عينيكِ أسفاري
عيناكِ مُلهِمتانِ لي... أبَدَاً
فَصنعتُ مِن عينيكِ أشعاري
إِني الْتجأْتُ.. إِليكِ سيّدتي
فَهَواكِ يكتُبُ.. كُلَّ أقداري
إِني أحبكِ... والهوى خَطَرٌ
قد لا أبوحُ.. بكُلّ أسراري
غاباتُ صدرِكِ كُلُّها... ثَمَرٌ
عَشِقَتْ ثمِارُكِ لِينَ مِنْشاري
نارُ الهوى.. دَخلتْ لمملَكَتي
فَتَكوَّمَتْ نارٌ... على نارِ
أحْرقتِ كُلَّ قَصائدي غَضَباً
وَنسيتِ أحزاني، وأخباري
إِني سَئِمتُ العَطفَ سيّدتي
وَمَللتُ مِنْ قلبي.. وأفكاري
سافرتُ في عينيكِ دونَ هُدى
يا ليتني استكملتُ مِشواري
فَغَرِقتُ وَحدي في بحِارِهِما
وَذَرفتُ مثلَ الطّفلِ أمطاري
لكنني سَأَعودُ... فانتَظِري
لأُعيدَ في عينيكِ.. إِبحاري
لا تَيْأَسي في الحبّ سيّدتي
هذا أنا.. بجميعِ أفكاري
إِني أحبكِ... والهوى قَدَرٌ
وأحِبُّ في عينيكِ أسفاري
شُكراً لحبكِ… يا مُراوِغَتي
فَهَواكِ يكتُبُ.. كُلَّ أقداري
طارق علي الصيرفي
**********************
لمحة من الماضي...
رجع للوراء خطوة ليتأملها ثم قال وهو يحاول قدر الإمكان أن يمسك غضبه عنها...\مثل ما تبين يا صبا..أصلاً انتي دايماً كذا...عنيدة و راسك عنيد..و ما تحبين تتناقشين فأي شي...
و تركها و خرج...خرج لتسقط هي على الكرسي و تجهش بالبكاء...نعم أهله يرفضونها...و كانوا يريدون زواجه من ابنة خالته..و لكنه مع ذلك وقف في وجههم و كان معها طوال الوقت...لا تحتمل زعله منها....لا تحتمل أن يكون غضباناً عليها ولو لثانية...فهو روحها التي تتنفس بها...
بعد عدة ساعات...
تراجعت..و فكرت بأنها هي المخطئة لتحاسبه على تصرفات أهله..و التي ليس له أي ذنب فيها...حملت هاتفها الجوال و استجمعت قواها لتضغط على ذلك الرقم المسمى ب..(روحي)...لتسمع عدة دقات ثم تسمع صوت و كأن الهاتف قد فتح..و لكن لا رد!!!...سكوت قد حل بالمكالمة و لم تسمع صوته..و هي
ظلت صامتة بدورها ..حتى اضطرت لأن تكسر هذا الصمت و تقول...\فهد؟!
فهد \أيوة..
قالت و هي تلعب بتلك الزرارات التي تزين قميصها..\ليش ساكت؟!
فهد \انتظرك...انتي المتصلة...!!
و بدلع طفولي لطالما عشقه...\يعني عشاني أنا المتصلة فيك تبهذلني بهالطريقة؟!
ابتسم لأنه علم بدلعها المحبب لقلبه..قال لها بصوته الرجولي...\استغفر الله..الحين أنا بهذلتك؟!
و بنفس الدلع...\إي...!!
فهد \عشاني معودك على الدلع؟!...الحين قوليلي ليش تتصلين فيني؟!
صبا \أ..أنا آسفة...
فهد \ما سمعت..ألو..ألو...شكله الشبكة ماهي زينة..شنو قلتي؟!
ابتسمت لأنها علمت بأنه يمازحها...\فهددد!!...خلي استهبالك!!
فهد يمازحها...\ماني سامعك شنو قلتي...؟!!
صبا \ماني عايدتها..مرة وحدة و بس..ما بتنقال كل يوم...
فهد \أصلأ اليوم يوم تاريخي لأن الأستاذة الفاضلة الموقرة صبا الراضي تعتذر من نفسها...
صبا \فهدددد...لا تتمسخر...
فهد \أوكي في شي ثاني...؟!
صبا \لا..
قالت و هي تلعب بذلك التذكار الصغير الزجاجي الموضوع فوق الطاولة...\وينك الحين؟!
فهد \في الشارع..أتمشى...أصلي من يومي مسكين ربي رماني فوحدة جننتني بحبها و طيرت عقلي...
عضت شفتها بخفة و قالت...\بس فالح تاكل عقلي بكلمتين...
فهد \و أنا أقدر!!!...سكت مدة ثم أردف...\صبا...
صبا \هممم...؟!
فهد \قد شنو تحبيني؟!
استغربت جداً من سؤاله الغريب جداً...\ليش تسأل.؟!
فهد \ياخ انتي بس قوليلي؟!
صبا \أمم كم تدفع؟!
فهد \و لا شي..خلاص مابي أعرف...شنو تصرفاتك مثل البزران الصغار!!...
صبا بإبتسامة \الحين أنا تصرفاتي مثل البزران؟!!!...خلاص و الله بقول...أحبك قد الدنيا كلها ..قد العالم...و الله ماقدر أوصف لك قدر شنو أحبك!!...
فهد \خلاااااص أنا....و لكن توقف عن الكلام لتسمع صرخات تتدافع لمسامعها...لا تعلم ما هي..و لكن فقط صرخات و كأنها من عدد من الناس...و ..صوت كطلق النار...و لكن...صبا \فهدددد...فهدددد...فهدد رد عليييي...!!!
\تيييت..تييييت..تييييت...كان هذا صوت الهاتف الذي قد أغلق في وجهها...لترمي التحفة التي قد كانت في يدها في الأرض و تضع يدها على صدرها لتوقف تلك الضربات المتتالية.....
أصبحت تضغط أزرار ذلك الهاتف واحدة تلو الأخرى و قلبها يضرب بقوة شديدة...و لكن كانت النتيجة هي نفسها..(الهاتف المطلوب لا يمكن الوصول إليه حالياً)...انتفض قلبها و احساس غريب قد راودها في صدرها بأن مكروهاً قد حدث له...جلست مدة تستغفر و تدعو الله أن لا يكون قد أصابه مكروهاً....و بعد عدة دقائق اتصلت عليها زميلتها في العمل لبنانية الأصل..
\صبا...دريتي باللي صار؟!
صبا \شنو؟!
\افتحي التي في على القناة المحلية...
أحست بروحها ستنتفض من جسدها...أغلقت الإتصال من صديقتها و أسرعت لتفتح التلفاز...كانت واضعة يدها على صدرها لعلها تقلل من أثر تلك الضربات المتعالية...تأملت ذلك الرجل الذي يرتدي بذلة أنيقة جداً...و يتوسط شاشة التلفاز...كان يتحدث باللغة الإنجليزية...هذه نشرة الأخبار...!!
سمعت تلك الكلمات منه...
\الأن أتانا خبر عاجل و ذلك بإقتحام رجل مسلح لإحدى المطاعم العامة المتواجدة في شارع دروري في مدينة لندن...و قد أطلق النار عشوائياً على المتواجدين مما أدى لمقتل عشرين قتيلاً و إصابة خمسة و ثلاثون آخرين...و بعدها أطلق المسلح النار على نفسه...و معنا من مكان الحدث زميلنا (دانيال جريجري) من قلب الحدث....
لتتحول الصورة لرجل واقف أمام إحدى المطاعم و مما يبدو أن عدداً من الناس المكتظين في المكان...و ممسكاً بمايكروفون...\زميلي جون للأسف نحن نشهد اليوم مجزرة من أبشع ال....
هي... توقفت عن التفكير..الحركة...الكلام..و حتى التنفس في تلك اللحظة لتعلن سقوطها أرضاً من هول الصدمة....
تأملت نورة وجهها الذي قد تحول للحمرة الشديدة...و دموعها التي قد غسلت وجنتيها كاشلالات..و هي تشهق بقوة..\مااات يا نورة..مات و خلاني بروحي...مات و خلا بناته...تركني من دون حتى ما يقولي...و لا يعلمني...ما كفاني أحضنه...ألمسه..أسمع صوته...أشوف ضحكته..أنا كل يوم بموت زيادة...كل يوم روحي بتموت...تدرين تجيني أوقات أكون بقلب في الأرقام الموجودة في جوالي و ألقى اسمه..أتصل..أتصل عليه و يغشاني أمل كاذب انه ممكن يكون حي..و يرد علي..و يقولي يا روحي...يا قلبي...يا فاشلة..صبوبتي..يقولي أي شي بس يرد علي..و الله مستعدة أسمع منه أي كلام جارح بس يرد...بس يرد علي...و الله أنا بموت...تدرين أتذكره فكل مكان...و فكل شخص..و كل رجال أشوفه قدامي...بتذكره...تدرين إني لين الحين ما تخلصت من ولا قميص من قمصانه..و أرتبها و أكويها كنه عايش...و أنا أنتظر احتمال تصير معجزة و يدخل الغرفة و يقولي...(يا صبووبة قلبي ليه ملابسي لساتها وسخانة)...تدرين إني اني أرفض أي رجال يجيني لأني بحس لو وافقت بظلمه معاي و أنا كني عايشة مع رجال ثاني...فهد معاي فكل مكان و فكل زاوية و فكل لحظة!!...و لما أشوف بناته كأنه يقولي ما بتنسيني يا صبا...ما بتنسيني و بتذكريني فملامحهم الصغيرة!!...و الله مستعدة أدفع عمري كله بس و أشوف ضحكة منه...مستعدة أدفع عمري كله بس و أسمع صوته...ما تتصوين أنا كنت سنة كاملة مصدوومة و ماني قادرة أصدق انه راح مني بغفلة...آآآآه يا نووورة...و زادت شهقاتها لتقترب منها نورة وتحتضنها بقوة شديدة و تقول...\خلاص..عاد كافي يا صبا..كافي اللي تسوينه بروحك...إنا لله و إنا اليه راجعون...و لازم ترضي بقضاء ربك...
قالت و هي تتشبث بملابس نورة و هي تشهق...\ماقدررر و الله مقدررررر ..حااااولت يا ناس...حاولت يا عالم...
*********************
في تلك الشقة...
الساعة الثامنة ليلاً...
ارتدت ذلك الجلباب الواسع عليها لتصلي...و لكن سرعان ما تفاجأت بخروج ذلك الآخر من الحمام و هو يلف تلك القطعة حوله...احمر وجهها بسرعة إثر تدفق الدماء لأوردتها..و حاولت تشتيت نظرها في أي شئ آخر سوى ذلك الجسد...كبرت لتصلي و لكن كانت على علم بأنها لن تركز مع الصلاة جيداً و إن جاهدت...ففضلت أن تنتظره إلى أن ينتهي من تغيير ملابسه....
هو خرج من الحمام و هو غاضب من نفسه لأنه قد نسي موعد الصلاة و تأخر الوقت عليه و سيضطر لتأديتها في المنزل..انتبه لتلك الواقفة و هي ترتدي ذلك الثوب الواسع جدا على جسدها الصغير...كم كانت بريئة بتلك الصورة...هو لا يستطيع نكران حقيقة كونها بريئة في كل الأوقات..عندما تضحك..تبكي...أو تكون اعتيادية...أصبحت تزيد فضوله و لكنه لا يكن لها شيئاً في دواخله!!!...
تجاهل وجودها و غير ملابسه ووقف على السجادة ليؤدي الصلاة و لكن تفاجأ بذلك الجسد الواقف خلفه تماماً...استغرب و التفت عليها ليجدها تقف خلفه...و قالت بسرعة و هي تحاول تفادي النظر له...\بصلي معاك...ما تخسر أجر الجماعة...!!
توقف مدة متفاجأ بتفكيرها الغريب..هو ليس غريباً و لكن القليل من البشر يفكر بهذه العقلية التي قد أصبحت نادرة في هذا الزمن...أخرسته و لطالما أصبحت تخرسه بمواقفها التي لا يمكن وصفها بالكلمات...أخرجه من حبل أفكاره صوتها الرقيق...\خالد...ما بنصلي؟!
خالد \ها؟!...إي...
و أقام الصلاة...كان كل منهما يحاول جاهداً التركيز في الصلاة دونما يفكر في الآخر...فهي تفكر في حب حياتها...في روحها الساكن معها تحت سقف واحد...و في السجود كانت تدعو الله أن يسعدها معه...و هي تدعو الله أن لا يتمكن منها هذا المرض فتفارقه و تفارق ذلك الصغير القابع في أحشائها...
وهو..يفكر في غرابة هذه الكائنة القابعة خلفه...و استغرب أكثر عندما سمع شهقاتها التي كانت تحاول جاهدة كتمها...
و بعد انتهاء الصلاة بمدة..التفت عليها و بإستغراب قال..\شنو فيك؟!
مسحت تلك الدموع التي قد تجمعت عند مقلتيها لتقول و هي تقوم و تحاول خلع جلبابها...\مافيني شي...
و لكن علقت إحدى زرارات ذلك الجلباب بشعرها الطويل...لتحاول هي فكها...هو انتبه للمعاناة التي كانت تعانيها في خلعه..قام من مكانه ليقف أمامها و يقول..\دقيقة.. اهدي...!!
انصاعت لأوامره لتمتد يده و تفك شعرها الذي قد انساب ليتساقط على جسدها بطوله الشديد...تأملها لوهلة و تأمل عينيها المحمرتين وهو ممسك بجلبابها بين يديه...\وش اللي يخليك تبكين؟!
تفادت النظر له و التفتت لتطبق السجادة بين يديها و تقول...\مافيني شي...و قالت له بأسلوبها الدائم في تغيير الموضوع...\بتروح لمكان؟!
خالد \إي...عندي شغل...و تحرك للخزانة لإخراج ملابسه..أما هي فخرجت من الغرفة لتكمل بقية شهقاتها في مكان آخر بعيد عن هذا الإنسان الذي يستنزف كل طاقتها...هو بدوره عزى بكاءها ربما لهرمونات زائدة إثر الحمل...
*********************
لبنان..
بيروت...
وسط تلك الأمطار التي تغسل شوارع بيروت...
رجعت لتتأمل ذلك القابع أمامها و يستمع لتلك الكلمات التي تلقيها عليه...نعم..اليوم ستخبره بكل شئ..بذلك الماضي الذي لطالما قد كان يؤرقها...ستخبره بكل شئ...و لكن...بالصورة المنقحة...!!!...و ستمحو القليل من الأحداث التي و إن أخبرته بها ..حتماً سيقتلها...!!!
قال لها...\منو هذا؟!..ووين هو؟!
قالت له..\سياف...قبل كل شي لازم تسمعني للنهاية!!...و تسمع كل كلمة بقولها لك....
و أكملت لتقول...
لمحة من الماضي...
تتأمل في ذلك القدر وبه القليل من الماء الذي يغلي...تريد صنع شئ يمكن أكله لوالدتها طريحة الفراش...خائفة..بل مرعوبة من أن يأتي في أية لحظة...فلو وجدها أمامه حتما سيقتلها لا محالة...بعد ذلك التشويه الذي أضافته ليده...أكيد أنه يتوعدها الان...
وبينما هي سارحة بفكرها بعيدا... اذا بتلك اليدين القذرتين تطوق خصرها مرة أخرى...لتسمع صوته المقزز قريبا من أذنها و هو يهمس...\عفيت عنك...!!
صرخت...حاولت الفرار منه..حاولت أن تهرب..أن تفك يديه و لكن دونما جدوى...قالت وهي تبكي من الألم و القهر....\بعددددد...بعددددد عني يا حقيييير....
لم يفك مسكة يده من خصرها و جعلها تواجهه ليقول بهمس أحرق حواسها...\ماقدر على البعد !!!...صرخت بكل ما أتتها من قوة و هو يقترب منها ولكنها عضته في رقبته ليصرخ بصوت عال حتى بذقت في وجهه...و رفسته ليطلق سراحها..و لكن سرعان ما فوجئت بذلك القدر من الماء المغلي وهو يمسكه و بكل قوته يسكبه على...جسدها...!!!!!
و في اليوم التالي...
فتحت عينيها على ذلك المكان الملئ بالبياض..جدرانه...سقفه...و حتى أرضيته...أحست بحرقة شديدة في صدرها...أنزلت نظرها لجسدها الملفوف بشاش أبيض...رجعت لها ذاكرتها...لا...لا يمكنها تصديق أنه قد فعل بها ما فعل..أحرقها...جسدها...لقد تشوه...نزلت دموعها بقوة لتحط على تلك الوسادة البيضاء القابعة خلف رأسها...نظرت الى السقف...أين هي؟!!...أمها؟؟!!..أختها؟!!..أين هما؟!!...ماذا فعل بهما؟!!..أين هو؟!!...ذلك السفيه...!!
دخل عليها ذلك الطبيب وهو يرتدي جاكيته الأبيض ممسكا بورقة في يده اليمنى و مدخلا يده اليسرى في جيب جاكيته...و تلك السماعة الطبية معلقة على عنقه...نظر لها بابتسامة وقال...\الحمد الله ع سلامتك..
لم تجب بل اكتفت لتك الدمعة أن تعبر عما بقلبها...نظر الدكتور الى ذلك القابع خلفه و قال له...\منيح انها فاقت ...و بتضلا في المستشفي لأسبوع كمان و بعدها بعتقد بتئدر تاخدها...
ابتسم له ذلك الدنئ وهو يقول..\شكرا دكتور...
قال لها الدكتور...\رح اسيبك هلأ و بجي لأتطمن عليكي بعد مدة....و تركها وخرج...
كانت تريد أن تصرخ له بكل قوتها ألا يتركها لوحدها معه...قاتلها..مشوهها...معذبها...و لكن لم تستطع الكلمات الخروج من فمها...و لكن ذلك القابع بعيدا لم يترك لها فرصة و تقدم ليقترب منها وهو يقول لها بنبرة أخافتها...\اياكي ثم اياكي تنطقي بجنس كلمة!!!...و الله لتكون نهايتك على يدي!!
سكت مدة ليقترب منها أكثر و أنفاسه الكريهة تلفحها...\لو نطقتي بجنس كلمة..ما بيصير لهالعجوز اللي في البيت خير...فهمتيييي....
دمعت..و شهقت بقوة لتقول و بضعف شديد...\أترجاااك...أترجاااك...لا تسويلها شي...ما بقول و لا شي...أوعدك...أتوسلك...ترجيتك تخليها فحالها هي و أختي...و أمسكت كفه بكلتا يديها لتقبلها و هي تقول برجاء...\ترجيييتك...أسكتها وهو يرمي يدها بقوة...\زيين بشوف بس نقطيني بسكاتك...!!!
بكت و بكت و بكت...لم يعد لها حول و لا قوة...ضعيفة و قتلها...أصبحت تخاف كل شئ...كل شئ...
ظلا مدة من الوقت على حالهما و بعد مدة من الزمن أحس بهدوءها ....
و في الصباح استيقظ و أرقدها على السرير و دخل الحمام لكي يغسل وجهه فهو لم يصلي الفجر...خرج لكي لا يزعجها و صلى...طبق المفرش و دخل الغرفة ليجد السرير فارغا و هي غير موجودة...التفت ليجدها قابعة فب كرسي في ركن الغرفة لتقول بهدوء شديد...
\من حقك أن تعرف بكل الحقيقة...
ظل ساكناً مدة من الوقت و غير مستوعب..أو بالأحرى خائف مما ستطلقه عليه من كلمات...اقترب ليجلس على السرير و ليكون مقابلاُ لها....و جلس منتظراً كلماتها...
*******************
في ذلك المكتب....
جالس على ذلك الكرسي و يتأمل تلك الأوراق الموضوعة أمامه....ينفث في دخان تلك السيجارة السميكة ليتسمم بها أثاث ذلك المكتب!!...قال لذلك الواقف أمامه...\إنت متأكد؟!!!
...\إي طال عمرك...كل هذه المعلومات مؤكدة...هم الحين متزوجين و ساكنين في بيروت و في هذي الأوراق كل المعلومات اللي تبيها...
ضرب بيده على المكتب بقوة...\الساااااااافل!!!!...
قال ذلك الذي قد ارتجف من هذا الغاضب أمامه...\إذا تبينا ننهيها طال عمرك ..تأمر و ينفذ!!
رجع بجلسته على ذلك الكرسي...\يااا غبيييييي....أكيد مابي كذا...ابتسم ليقول...\الصبر جميييل...و إما خليتهم اثنينهم يسفون التراب ما يكون اسمي كمال...و بخليهم هم اللي يعذبون بعض...بس الموضوع يبيله تخطيط و تكتيك!!...
...\تامر على شي ثاني طال عمرك..
كمال \لا..اطلع..
و خرج ذلك الرجل من المكتب ليترك ذلك الغاضب وهو يخطط لما سيفعله...لن يتركهم يستغفلونه بهذه الطريقة...تلك الحقيرة تسرقه و كأنما هو طفل صغير..و هذا السافل الآخر يذهب على أساس الحصول على مبتغاه منها ...ليجده قد تزوجها!!!...تزوجها؟!!...أيعتقدان أنه سيتركهم على أهوائهم؟!!...لا؟؟..و يقسم بالذي خلق السموات و الأرض أنه لن يتركهما في حالهما....و سينتقم منهما...
ابتسم على تلك الخطة الماكرة التي قد حضرها لهما...و لكنها تحتاج لوقت..و لصبر...
فقط ليتأني...!!!
******************
لبنان...
بيروت...
\هذا كل اللي صار...و ما صار لي شي ثاني...و أنا الحمد لله شريفة و ما مسني أي حد...و إذا مانك واثق فيني...سكتت مدة محاولة منع شهقاتها العالية من الخروج و تأملته....
احمر وجهه و كان باديا على ملامحه الغضب الشديد...نظرت لقبضة يده بقوة شديدة مما دل على بركان يشتعل بداخله...قام من مكانه دون أن ينبس ببنت شفة....و هي كانت خائفة من أن يقتلها...توجه مبتعدا عنها لتلك الطاولة القريبة كان هادئا بطريقة مخيفة...مخيفة جداً...و فجأة بحركة كانت متوقعة جدا منه رمي كل الأشياء التي فوق الطاولة لتعلن سقوطها على الأرض و تصدر دويا في الغرفة...
انتفض كل جسد نادية لحركته...
ضرب الطاولة بيده بقوة مرة أخرى و قال لها بغضب عارم...\ليييش...ليييش ما قلتيلي من البداية؟؟؟
سكتت و لم ترد.. لم تستطع قول شئ....صرخ مرة أخرى ...\لييييش ..قوولي؟؟!!!
صرخت و قد وصلت حدها من الإحتمال...\لأني كنت خايفة....انت ما تدري وش معني انك تعيش حياتك و مراهقتك مع شخص تخافه...مو تخافه و بس..تموت من الرعب لما يقرب منك...كنت كل ليلة أقفل الباب علي أنا و أمي و أختي و أسنده بذاك السرير الوحيد اللي ما يقدر يفتحه...كنت كل ليلة أقفل أذون أمي عشان ما تسمع الألقاب البذيئة اللي يقولها لي....كنت أنام و أفيق و كني مجرمة...خايفة...مرعوبة...و مع كل ذا كنت أعول عايلة كاملة..أمي ..و أختي...و هالحقييير!!...و هو كان ياخذ كل فلوسي و يقامر فيها و يشرب فيها هالسم عشان في النهاية يجي و يتحرش فيني باليل و أنا أشم ريحته الكريهة!!
\كان يسب أمي كل ليلة...و يدعي انها تموت و تفارق...و يهددني كل ليلة بإنه بيسوي فيني اللي يبيه بعد موتها...انت ما تدري لما ماتت و تركتني...كنت منتظرة فأي لحظة انه يدخل علي...و كنت أضم أختي الصغيرة...انت ما تدري كيف كان احساسي و أنا خايفة انك تشوف هالتشوه...كيف بتكون ردة فعلك لما تشوفه يغطي كل أكتافي....بتتخلى عني..أكيد بتتخلى عني..أنا كنت بتخلى عن نفسي لو شفت هالتشوه...فكيف انت؟!!
سكتت مدة لتكمل...لا تسألني ليش سويت و ليش ما سويت...انت ما ذقت و لا شي من اللي عشته من ألم و قهر...ما ضقت و لا شي.. ولا شي...و أصبحت تصرخ و تشهق بقوة و أنفاسها تتعالى و لم يكن منه إلا و أن احتواها بيت يديه و ضمها بقوة....قوة شديدة...
قبل رأسها و شعرها و ضمها لصدره الذي قد بللته دموعها...
هي تشبثت به بقوة و مسكت عنقه بيدها و هي تنتحب على حالها بين يديه...دفنت وجهها في دفء صدره...و تمنت لو بإمكانها الوغول داخل أضلع صدره...
******************
في القصر....
في ذلك الجناح...
اقترب ليتأملها...هي سماح... من وهب قلبه لها...كانت في أبهى حلتها...بذلك القميص أسود اللون و المزخرف بحواف بنفسجية اللون...و هي على علم بأنه يعشق هذا اللون على جسدها!!....
كانت مطلقة العنان لشعرها حالك السواد و تتخلله خصلات حمراء اللون بلون الحناء...كانت لوحة في الجمال...
اقتربت منه و حاوطت عنقه بيديها و قالت بغنج شديد...\كيفه حبيب قلبي؟!
قال لها بابتسامة وهو هائم في أنوثتها الطاغية...\هلا بروح قلبي...
سماح \تدري اني أحبك!!
خالد \هالكلمة تكون بالأفعال و مو بالأقوال بس...
قالت بغنج شديد...\و أنا شنو سويت؟!
نسي الكلمات مع أسلوبها....\و لا شي...
قالت و هي تلعب بياقة ثوبه...\اليوم ما بتركك تروح من هنا لو على جثتي...
خالد \بعد الشر عليكي..بس اليوم لمرضية!
سماح \نو...ما يهمني..و لا يخصني..اليوم يومي...
خالد \سماح بس...أسكتته و هي تضع يدها برقة على فمه لتقول...\خلوووودي...تكفى...
سقطت كل حصونه لكلماتها المفعمة بالأنوثة...\أوكي..خليني أروح أشوف أمي و أسلم عليها و جايلك يا قلبي...
سماح \أوكي يا قلبي...
لرمي هاتفه و مفاتيحه على السرير و خرج من الغرفة...
***********************
في تلك الشقة الصغيرة...
إنها الواحدة و النصف بعد منتصف الليل...تأخر..جداَ...و هي في شدة القلق عليه...خائفة بل مرعوبة أن مكروهاً قد أصابه...فهوأخبرها بذهابه للمطار لساعة من الزمن و بعدها سيرجع...ولن يتأخر... وضعت يدها على صدرها و هي تستعيذ بالله من هذا الكلام..
تأملت شكلها في المرآة...بذلك الفستان السماوي اللون و المظهر للون بشرتها الناصع...و شعرها الذي قد أطلقت له العنان و لأول مرة تضع أحمر شفاة فاقع...تذكرت آخر موقف لها معه عندما بكت...كانت عازمة على أن تغير من نفسها و ألا تكون نكدية...لذلك ستفاجئه بشكلها الجميل...لعله فقط ينتبه لها و يعرها القليل من الإنتباه الذي يعيره لتلك الأخرى...
حملت هاتفها و جلست على السرير...ستحاول الإتصال به مرة أخرى...لعله يجيب على اتصالاتها...ضغطت على الأرقام...سمعت صوت رنينه عدة مرات ثم سمعت رداً...أخذت تنادي عليه..
\خالد؟!...خالد؟!!...و لكن لا رد...بدأت بسماع كلمات...لتتضح لها الصورة...رمت الهاتف برجفة على السرير...هو معها؟!!...مع سماح؟!...لماذا يكذب عليها؟!!..لماذا يخبرها بأنه ذاهب للعمل؟!..و يرميها دون حتى أن يسأل عنها...و كأنما هي جارية!!...لا فهي حقاً مازالت خادمة في نظره..و لن تتغير هذه الصورة أبداً...شهقت بكل ما لها من قوة و هي تضع يدها على فمها...لماذا؟!...لماذا يفعل بها كل ذلك؟!!
تأملت شكلها في المرآة و قد غسلت الدموع الكحل الذي قد كان في عينيها لتتسلل على وجنتيها تلك الدموع المصبوغة بالكحل الحالك السواد....مدت كفها لتمسح ذلك اللون الأحمر الذي قد كان يزين شفتيها...مسحته بقوة شديدة حتى اصطبغ به كفها الأيمن...
شهقت بقوة و هي تتأمل عينيها التي سرعان ما تورمتا من شدة بكائها و شفتها التي قد تحول لونها للون باهت...بكت و بحرقة شديدة على حالها...لماذا تضع آملاً و تتشبث بحبل مقطوع من البداية...فهو لتلك السماح...و سيظل قلبه... و عقله ...و كل تفكيره لها..مهما حاولت هي...
كيف لها أن تفكر أن بإستطاعتها منافسة سماح..من تفوقها جمالاً...و شكلاً ...و تعليماً... و طبقة..و مستوى...كيف لها أن تفكر في الدخول في منافسة كتلك للحصول على قلب ذلك اللامبالي...كيف؟!!..فتلك السماح هي الرابحة مهما حاولت...فهي...يكفيها أن تحمل بين أحشائها طفلاً ينتمي له..لإسمه...!!
و ها هو قابع معها...مع حبه....مع من يحبها منذ البداية...تسمع قهقهاتهم..تسمع كلماته المداعبة لها...تسمع نبرتها الأنوثية له...سمعت..نعم قد سمعت كل ذلك؟!!...
سمعت زوجاً غير مبال لها!!...
سمعت كذباً قد نفذه عليها!!...
سمعت ظلماً لها !!...
لماذا فعل بها كل ذلك؟!!...تقدمت نحو المرآة و تأملت شكلها الذي قد تحول في محض ثوان و دموعها التي قد اصطبغت بلون كحلها الأسود ليتلون خداها بخطوط سوداء...
(أنتِي خدااااامة....و معاقة....و بتظلي كذاااا....و ما بتتغيري أبداً !!!!)
**********************
|