المنتدى :
الارامل والمطلقات والمتاخرات عن الزواج
العنوسة في الوطن العربي ..واقع و اخطار وحلول
العنوسة في الوطن العربي ..و اقع واخطار وحلول
العنوسة في الوطن العربي ..و اقع واخطار وحلول
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنوسة في العالم العربي
الواقع والأخطار والحلول المقترحة
الديوان - د. نبيلة عبد الشافي:
العنوسة شبح يطارد الشباب (الفتي والفتاة) على السواء، فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم به السن دون أن يتزوج، وقد أصبحت العنوسة ظاهرة أكدتها الدراسات والإحصائيات فهناك 15 مليون عانس فى الدول العربية، أرقام ونسب مزعجة لنسبة العنوسة في الوطن العربي تنذر بالعديد من الأخطار بل تسببت في العديد منها.
معدلات العنوسة في الوطن العربي:
تعتبر الأرقام والإحصائيات المعلنة تعبيراً غير مكتمل عن حجم المشكلة، فهي تعكس قدراً أقل من واقع العنوسة في الوطن العربي، حيث إن حجم المشكلة يزداد يوماً بعد يوم، نستعرض في السطور التالية بعض هذه الأرقام:
* في مصر كشفت دراسة رسمية أعدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء: "ارتفاع نسبة غير المتزوجين بين الشباب المصري إلى 37%، وأن أعداد العوانس الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين دون زواج وصل إلى أكثر من 9 ملايين نسمة من تعداد السكان، منهم 3 مليون و 773 فتاة، وما يقارب 6 مليون شاب غير متزوج!".
* وفى سوريا تكشف الأرقام الرسمية المنشورة: أن أكثر من 50 % من الشباب السوريين الذين وصلوا إلى سن الزواج عازفون عن الزواج، أو عاجزون عنه، وذلك بسبب عدم قدرتهم المادية.
* وفى الكويت، بلغت نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات 30%، وذلك نظرا لزيادة الأعباء المالية، والنفقات الباهظة، بينما وصلت نسبة الطلاق في الكويت 33 %.
* وفى الجزائر أكثر من 51 % من النساء في الجزائر يواجهن خطر العنوسة، وأنّ هناك 4 مليون فتاه لم يتزوجن، رغم تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاماً، وأنّ نسبة المطلقات بلغت 36.9 % .
* في تونس ارتفع عدد النساء العازبات من 990 ألفاً في العام 1994 إلى أكثر من مليون وثلاثمائة في العام 2004، والنتيجة هي أن 38% من النساء قد أصبحن في عداد العوانس.
* في الأردن، بلغت نسبة النساء العازبات في العام 2004 (40%) من النساء، أما نسبة النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج في الأعمار (15-49) فكانت 35% في العام 1979، فيما هي في العام 2004
(71,8%) .
* نسبة العنوسة في دول الخليج واليمن 35% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزوا عمر 35
* نسبة العازفين عن الزواج في لبنان من الجنسين 90% ممن هم بين 25-30 عاماً
* نسبة العنوسة في فلسطين 1% ممن بلغن سن الزواج وتجاوز عمر 35
* أعلى نسبة عنوسة في العراق حيث بلغت 85% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزا عمر 35
* نسبة العزاب 20% في كلٍّ من السودان والصومال، ممن بلغوا سن الزواج و تجاوزه.
الأسباب
تعزي بعض الدراسات هذه الظاهرة الى أسباب كثيرة أهمها
1- الوضع الاقتصادي الذي يتضمن، في جملة ما يتضمن، غلاء البيوت، سواء كانت مستأجرة أم مملوكة، والمهر، وتكاليف حفلة العرس، والجهاز، إلخ.
2- شاءت الطبيعة ازدياد نسبة الإناث عمومًا عن نسبة الذكور. وهذا الذي يبدو خللاً طبيعيًّا نلحظه في البلدان المتقدمة أكثر منه في البلدان النامية، ومنها سورية. وهذا قد يكون لحكمة ربانية، ربما لتخفِّف الطبيعة من غليان الذكور وتوتر العالم العسكري والسياسي. وأيضًا...
3- لعل من أهم أسباب العنوسة التفاوت الاجتماعي والثقافي، حيث غالبًا ما يرفض الأهل الزواج بسبب الوضع الطبقي و/أو الاجتماعي لأحد الطرفين لأنه "غير مناسب للطرف الآخر"، بغضِّ النظر عن الملائمة الفكرية أو العلاقة العاطفية التي قد تربطهما؛ مما يقود إلى تلك الحجة التي تتكرر دائمًا: "عدم التكافؤ".
4- التمسك بالعادات والتقاليد: بعض المجتمعات العربية - وخصوصاً في مصر - لا يزوجون الفتاه الصغرى قبل الكبرى، وربما تصل الصغرى إلى سن العنوسة بسبب ذلك، والحجة مراعاة مشاعر البنت الكبيرة!.
5- الزواج من أجنبيّات: ويأتي هذا العامل كواحد من أهم أسباب العنوسة، حيث زادت معدلات الزواج من أجنبيات بسبب (يسر الزواج منهن) حيث أن الزواج قد لا يكلّف إلّاً شيئاً يسيراً، وخصوصا الزواج من الفتيات الروسيات، وفتيات أوروبا الشرقية، والصين، والهند، وخصوصاً للسعوديين، مما خلف العنوسة في المجتمعات العربية.
6- العنوسة الاختيارية؛ بمعنى أن اختيارها يتم بمطلق الإرادة وبكامل التصميم. لماذا؟
ربما يكون ذلك لعدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال – وهذا ينطبق على الجنسين. أو قد يكون لأسباب نفسية، كتجربة تعرَّض لها أحد الطرفين وأدَّت إلى اتخاذ هذا الموقف (منها، مثلاً، قصص الحب الفاشلة، أو خيانة أحد الطرفين، أو الموت).
وقد ساهم أيضا في ظاهرة العنوسة الاختيارية أن المرأة المستقلة اقتصاديًّا تستطيع العيش وحدها في مسكن خاص بها؛ وهي، مع تقدم السن، تصبح مقبولة اجتماعيًّا، خاصة وأن الأمان الاجتماعي في بلدنا، بشكل عام، قد زرع في نفسها الجرأة على اتخاذ قرار الاستقلالية عن الأخ المتزوج أو الأخت المتزوجة؛ وبالتالي، أصبحت هذه الفتاة غير مضطرة للزواج من أجل "السترة".
الأخطار
لعل أبرز وأخطر الآثار التي تنتجها العنوسة تتمثل في زيادة الإنحلال خصوصا فى المدن الكبرى وما يتبعه من مشكلات لإثبات بنوة المواليد من زواج عرفى وزنا..أيضا الزيادة المطردة فى عدد اللقطاء وفي مصر وحدها مثلا أكثر من 15 ألف دعوى لإثبات البنوة تنظرها المحاكم.
أما أخطر الآثار النفسية لهذه الظاهرة هو شعور المرأة بالدونية، وأيضا تعيش فى ألم نفسى نتيجة الإشتياق لعاطفة الأمومة أو لإشباع الرغبة الجنسية، مما قد يدفعها لإقامة علاقة غير شرعية لإشباع رغبتها، وقد ينتج عن هذه العلاقة أطفال مجهولو النسب، لذا فإن العنوسة لها أثر سلبى بعيد المدى فالفراغ والوحدة التى قد يعانى منها الشاب أو تعانى منها الفتاة..قد يجعلهما يسلكان سلوكا غير سوى أو يدفعهم لإرتكاب جريمة.
كما أن العنوسة أوجدت مشكلة مكاتب الزواج و الكثير من هذه المكاتب يكون ستارا لجرائم أخلاقية باسم البحث عن زوج أو زوجة.
ولو بحثنا في نتائج العنوسة في الغرب وفي الشرق لوجدنا أن بعض هذه النتائج مشترك وبعضه مختلف فمن أهم نتائجها المشتركة بين الشرق والغرب، باعتراف الجميع، شعور الوحدة الذي يصيب العانس، ذكرًا أو أنثى – هذا الشعور الذي يمكن تعويضه نسبيًّا بالكثير من العلاقات الاجتماعية والصداقات، لكن يبقى واقعُ أنه لا شريك يقف مع الآخر في لحظات الفرح والحزن من أكبر النتائج السلبية للعنوسة، وخاصة بالنسبة لنا.
والنتيجة الثانية للعنوسة بالنسبة للذكور، في بلادنا تحديدًا، هو عدم استمرار اسم العائلة ونسبها إلى أجيال قادمة، مما يجعلها غير مستحبة، كما أن العانس غالبًا ما تواجَه بالانتقاد و/أو تُدفَع لانتقاد ذاتها لكثرة التعليقات التي توجَّه لها بسبب كونها "غير شاطرة" لأن غيرها من البنات فزن بالعريس، بينما فشلت هي في ذلك!
ثم إن العنوسة غالبًا ما تؤدي، وخاصة عند البنات، إلى نوع من القمع الذكوري من الأب أو الأخ بحجة أنها بحاجة إلى حماية وأن "كلام الناس لا يرحم"؛ و/أو إلى الكبت الجنسي الذي يمارَس على الفتاة العانس، خاصة أن المجتمع لا يقبل بعلاقات جنسية خارج إطار الزواج الكلاسيكي، فتعيش العانس ضمن جدران سجن غير مرئي، محاط بفكرة حمايتها من المجتمع الذي "لا يرحم".
تعدد الزوجات هل هو الحل؟
ظهرت في مصر حركة ''عوانس من أجل التغيير'' في خطوة هي الأولى من نوعها في العالم العربي حيث أعلنت مجموعة من الفتيات المصريات تأسيس الحركة ، بهدف تحسين صورة العانس السلبية في المجتمع المصري. ويذكر أن الحركة بدأت كمجموعة على موقع فيس بوك وانضم لها مجموعة من الشخصيات العامة مثل الإعلامية المعروفة بثينة كامل وهي المتحدث الإعلامي باسم الحركة والإعلامي الشهير عمرو الليثي، والدكتورة سعاد صالح الداعية وأستاذ الفقه بجامعة الأزهر، كما تضم الحركة رجال ونساء متزوجات من كافة التخصصات والأعمار من المؤمنين بفكرة الحركة وهدفها. ولعل ذلك يؤكد خطورة المشكلة وتفاقمها. ونعود إلى تعدد الزوجات فقد تعددت الاقتراحات الرامية لمعالجة مشكلة العنوسة، غير أن أبرزها وأكثرها إثارة للجدل كان محاولة مجموعة من الافراد في مصر تأسيس "جمعية التيسير المصرية" التي تدعو إلى الترويج لتعدد الزوجات في مصر. حيث تبنت بعض السيدات فكرة إنشاء جمعية لزواج الفتيات العانسات اللاتى سبقهن القطار.. تحت شعار "زوجة واحدة لا تكفى".. نظرا لتزايد أعداد العوانس بشكل مخيف. فهل التعدد هو الحل:
يقول علماء الدين: ان الله أحل التعددَ لصالح المرأة في الأساس قبل أن يكون في صالح الرجل وما شوه شكلَ التعدد هو أن البعض عددوا الزوجات بغير داعٍ ولا مبرر ، موضحا أنه في حالة اشتراط الزوجة الأولى على زوجها في عقد الزواج ألا يتزوجَ عليها فليس له حق الزواج عليها فالمؤمنون عند شروطهم "وخير ما وفيتم به من العهود ما استحللتم به الفروج" ، ولكن في الأصل ليس إذنها شرطًا للزواج عليها والضرر في هذه الحالة نسبي ويتفاوت من امرأة لأخرى.
ويؤكد علماء الاجتماع أن مسألة الزوجة الثانية تلقي قبولاً في المجتمع بنسبة 5 إلي 6؟ حسب آخر الدراسات ، مشيرة إلى اعتقادها بأنها يمكن أن تكون حلا حقيقيا لتزايد نسبة العنوسة على اعتبار أنه كلما ارتفع سن الفتاة قلت فرصتها على الإنجاب وقلت فرص الزواج وعلى افتراض أن الزوجة الثانية لا تكون مطلوبة غالبا للإنجاب ولهذا فالفرصة أكبر.
وأن هناك اتجاها في بعض المجتمعات الغربية لإباحة تعدد الزوجات وزيادة الإنجاب بهدف زيادة السكان نظرا للانخفاض الحاد في عدد المواليد مما يؤثر على التعداد السكانى بشكل قد يؤدي إلى تضاؤل نسبة السكان الأصليين مقابل المهاجرين.
والغريب أننا دائما نبحث عن حلول لمشاكلنا لى الغير وهى بين أيدينا !!!
حل مشكلة العنوسة:
أولاً: الرجوع إلى منهج الله تعالى وإعماله في حياتنا: والأصل في ذلك ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم كما في حديث سهل بن سعد: "أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت لأهبَ لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعّد النظر إليها وصوّبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنّه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها. فقال: هل عندك من شيء؟! فقال: لا والله يا رسول الله. قال: اذهب إلى أهلك، فانظر هل تجد شيئاً فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله، ما وجدت شيئاً. قال: انظر ولو خاتماً من حديد، فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري- قال سهل: ما له رداء - فلها نصفه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تصنع بإزارك؟! إن لبسته لم يكن عليها منه شيء! وإن لبسته لم يكن عليك شيء! فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولياً فأمر به فدعي، فلما جاء، قال: ماذا معك من القرآن؟! قال: معي سورة كذا، وسورة كذا، وسورة كذا، عدها. قال أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟! قال: نعم. قال: اذهب، فقد ملكتكها بما معك من القرآن".
إذاً فالاعتدال وعدم المغالاة في المهور والتيسير على الخاطب هو الأصل.
ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعظم النساء بركة أقلهن مؤنة".
فيجب أن يكون الأمر منوطاً بالاستطاعة طالما كان الخاطب مرضي الدين والأخلاق.
ثانياً: أن يختار الإنسان لابنته صاحب الدين: وقد أشار بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
وهو ذاك الذي يكرم المرأة ولا يجحف في حقّها، فإن أحبها أمسكها وأكرمها، وإن لم يرغبها، وكره منها شيئاً لم يهنها.
ثالثاً: القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى: وعدم التطلع إلى ما في أيدي الناس، فبعض الناس يقول: إن فلاناً زوّج ابنته بكذا وكذا، وإن ابنتي لا تقل عن ابنته في شيء.
ولمثل هذا يقال: "اتقِ الله تعالى، ويسّر، يسر الله لك، ولا تكن معول هدم في المجتمع، وارضَ بقسمة الله تكن أغنى الناس".
رابعاً: التوسع في إنشاء جمعيات تيسير الزواج: وهذه الفكرة قد انتشرت في بعض دول الخليج واستفاد منها الكثير من الناس.
الخاتمة:
لقد أوشكت مشكلة العنوسة أن تدمر المجتمعات، وذلك على مستويات متعددة، كالمستويين الاجتماعي والاقتصادي، حيث أصبح الزواج من أهم المشاكل التي تواجه الشباب والتي تعجز أمام حلها المعادلات الحسابية، حتى باتت تلك المعضلة تشكل في محصّلتها كابوساً يهدد الملايين من الفتيات في الوطن العربي.
|