كاتب الموضوع :
ام المنكاشه
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: لقاء العشاق - لوك مارشال - دار الامين
الفصل الثامن والاخير
"اوه يا الهى" ضربت ماندى بيدها على فمها برعب "هل تقصدين بانك اقمت علاقة مع لوك رتفورد! لا اصدق ما اسمع"
"انتظرى" قالت بيلا "لم انته بعد" انحنت براسها وتمرر اصابعها على مفرش السرير القطنى فى ميورتيس كان غطاء الفراش حريرى من تحت جلدها اغمضت عينيها ضد تدفق الذكريات البغيضة
"كنت ساقيم علاقة معه ياماندى ولكنى لم استطع وفى النهاية لم افعل"
"لماذا ماذا حدث؟"
"كارولين"
"اوه" صفرت ماندى بسخرية "الملكة الثلجية"
اغمضت بيلا عينيها عندما قررت اخبار ماندى بكل شئ لم يكن لديها ادنى تفكير عن مدى ايلامها كانا يتحدثان لساعات منذ وصول طائرتها هذا الصباح الى مطار لندن الى الان لم تصل الى الجزء المؤلم من القصة
"انتظرى" قالت ماندى وهى تنظر الى راس اختها المنحنى "ساصنع بعض القهوة الساخنة"
وهى بمفردها تذكرت بيلا احتضان لوك لها بين ذراعيه كل شئ من حوله يدل على القوة والروعة وكيف عندما تطلعت اليه شعرت بمشاعر دافئة تغمرها كانت متاكدة من انه يشعر بما تشعر به هذه المرة كان الامر مختلفا بالنسبة له كيف خضعت لقوته وتركت العنان لمشاعرها
كان التقاؤهما ساحرا بدون خداع او تظاهر
كان يداعب بشرتها بحنان وروعة هذا كله جعلها تشهق من السعادة ومرت بيدها فى شعره حتى تقربه منها
شعرت بخضوعها اليه بسعادة "ماندى" سالها "ماذا تفعلين بى؟" ولكنه لم يتمكن من انهاء جملته فقط ليضع راسه بالقرب من راسها
عندما ناداها بماندى تذكرت الخداع الذى قامت به نظرت بعيدا حتى لا يرى الالم فى عينيها ولكنه فهم تلك الالتفاتة خطا ورفع ذقنها ليتطلع فى عينيها ليرى اى شك فيما هى مقدمة عليه
"ساتركك اذا اخبرتينى ان افعل" نطق ببطء "انا لست جى اخبرينى الان وليس فى وقت متاخر"
تطلعت اليه بعينين دامعتين بهيام ورغبة فابتسم بخفة "اذن ماذا حدث؟" كررت ماندى وهى تعطى لبيلا كوب قهوة ساخنة رفعت عينيها للسقف "الى اى مدى وصلت انا فى العلاقة؟"
تطلعت الاختان الى بعضهما بياس "لم اقصد هذا ياماندى"
"الحقيقة لم اقصد" توسلت بيلا بعذاب "لا اعرف ماذا حدث لى؟"
"لوك رتفورد تحدث اليك" اجابت ماندى بحزم "مشهور عنه هذا" تنهدت "ثم ماذا حدث؟"
"جاءت كارولين تبحث عنه عندى فى الغرفة لوصول مكالمة مهمة له من نيويورك"
"اذن لم يحدث شئ اليس كذلك؟"
"لا وانتهى يوم التصوير الاخير بسلام جاء جى ليعتذر عما حدث ولكنه لم يظهر اى ندم يستحق وكان لوك شديد الانشغال فلم نتحدث معا ولكن كارولين هى التى بحثت عنى واعطتنى تهديدتها ونصائحها بعدم الاقتراب مرة اخرى من لوك لانه دائما وبعد علاقاته العابرة مع الممثلات الشابات يرجع اليها"
فاضت الشفقة من عينى ماندى "اوه ياحبيبتى انا اسفة لم اكن اعرف انك ستتالمين هكذا؟"
"اذا كنا نعرف نصف هذا ما خضنا تلك الخديعة من البداية"
"جاءت تلك النصيحة متاخرة دعينا نتكلم فى امر اخر"
"نعم يجب على الذهاب الى مكان التصوير الاخير فى نهاية هذا الشهر كما تعلمين"
وبعد مرور حوالى الشهر حزمت ماندى حقيبتها واصبحت صحيحة البدن ومستعدة لاداء دورها واتجهت الى ويلز للانضمام الى فريق التمثيل فى الاسبوع الاخير من التصوير
احتضنتها قائله بيلا "مع السلامة"
عبست ماندى "المرة الماضية كنت انت المسافرة وبصحبتك عدد لايحصى من الملاحظات والان حان دورى"
ابتسمت بيلا بضيق "هل اخبرتك؟ ماذا كان المشروب المفضل لجى فى بار الفندق؟"
"بيناكو لادا"
"صفى لون البحر القريب من الفندق"
"ازرق فاتح يظلله لون اخضر مع رغوة بيضاء قريبة من حاجز المرجان"
"ما اسم المطعم الصينى الذى ذهبت اليه فى بورت لويس؟"
"هاو نيناج" اختفت ابتسامة ماندى "انا خائفة يابيلا كانت تبدو فكرة بسيطة فى البداية ولكن الان عندما تدركين كم من الاشياء يمكن ان تخطئ..."
"مثل حبى للوك هل هذا ما تقصدينه؟"
"انا اخشى لقاءه انا خائفة من كل شئ سيصبح التمثيل بعيدا عن الكاميرا اصعب بكثير"
"حسنا لن يطول الامر سوى بضعة ايام وانا متاكدة اذا كنت انا تمكنت من ذلك اذن لن يصادفك اى مشاكل على اية حال انت الممثلة المحترفة"حاولت بيلا تشجيع ماندى بابتسامة مشجعة ولكن حتى تلك الابتسامة لم تصل الى عينيها منذ رجوعها من ميورتيس اصبحت حياتها ذات رتابة مملة تدعو الى الصراخ وخالية مثل الفضاء وعلى الرغم من اتفاقها مع ماندى بتجاهل الحديث مع لوك فيما حدث بينهما ورفض حتى الاشارة اليه تعذبت لمجرد التفكير بان ما حدث بينها وبين لوك يمكن ان يشتعل من جديد بين اختها التوام شبيهتها وبينه
منتديات ليلاس
ذهبت الى المعهد بعد توصيلها لماندى الى المحطة لركوب القطار الى ويلز وانشغلت فى كومة هائلة من الاوراق المؤتمر ببريستول والذى طال انتظاره اكثر من سنتين قد حان انعقاده المؤتمر وموضوع البحث المقرر مناقشته هما نقطة التحول فى حياتها العملية وكذلك حصاد نتاج عامين من العمل الشاق تجد مشقة الان فى التركيز
فى تلك الليلة ذهبت الى السينما لتشاهد احدى افلام لوك والتى قام باخراجها من سنوات عديدة موضوع الفيلم عن الحرب عن حرب الغابات فى ماليزيا ليس على الاطلاق النوعية المفضلة لديها ولكن مهارة لوك الفائقة وجودة القصة جعلاها تركز فى مشاهدة الفيلم للمرة الاولى تدرك مدى تفوق موهبة لوك والى اى مدى معرفته عن الطبيعة البشرية ليخرج مثل هذه الافلام القوية
اليوم التالى اجبرت نفسها على الذهاب الى العمل على الرغم من الصعوبة الشاقة فى التركيز ولكن عند الاقتراب من فترة الظهيرة وفى هدوء المبنى الخالى من الطلبة والعاملين تمكنت من الاستغراق تماما فى عملها فلم تدرك ان التليفون يدق للمرة العاشرة قبل ان تجيب عليه
"مكتب البحث" اجابت ولاتزال تدق فى الارقام الموجودة على الشاشة
"بيلا لم يفلح الامر ولا حتى لبرهة" جاءها صوت ماندى البائس عبر خط التليفون وليقطعه صوت لوك الغاضب "بيلا؟ هذا اسمك الذى يجب ان ادعوك به! لدى شئ واحد فقط لاقوله لك احضرى الى هنا فى اسرع وقت ممكن" اصطكت اسنانه من الغليان والغيظ ادركت حالة الغضب الذى يعانى منها الان فلم يعد يثق بنفسه فى الحديث
شعرت بالغليان
"ماذا ؟"
"لقد سمعت ما قلته اريدك هنا فى موقع التصوير الافضل اليوم"
"لا استطيع لا تكن سخيفا"
"يمكنك وستحضرين"
جعلها الخوف عدوانية "لن احضر انا امراة منشغلة الان فى منتصف دورة معقدة للكمبيوتر وكذلك يجب على القاء رسالة غدا فى مؤتمر"
"اين؟"
"فى جامعة بريستول"
"هذا هو الاتجاه الصحيح احزمى حقيبتك" انتهت المكالمة
رفضت بيلا بعناد ان تفعل ما امرها به حملت فقط حقيبة اوراقها عندما ركبت القطار فى اليوم التالى فى بلوزتها ذات الياقةالعالية واللون الابيض وبذلتها الرمادية الغالية والتى اشترتها خصيصا لتلك المناسبة شعرت بانها شخص مختلف عما كانت عليه فى ميورتيس من حورية لوحها الشمس وافكارها الثابتة
اتركيه غاضبا اخذت تردد لنفسها لن يستطيع ان يفعل شيئا وبخاصة عندما يوجد لديها ما يكفيها من مخاوف وتوتر عن المؤتمر عندما ينتهى هذا اليوم ستحول افكارها الى مشاكل ماندى
وعلى اية حال فى هذا العالم الاكاديمى فى غرفة المؤتمر يبدو لوك وافلامه عالما غير حقيقى هذا هو عالمها حيث تشعر بالسعادة وكانها فى بيتها وبينما تنصت بتركيز الى اخر الاكتشافات فى مجالها الطبى من استراليا والمانيا الغربية تمكنت من ابعاد لوك عن تفكيرها وعندما حانت لحظة القائها المحاضرة كانت قد وقفت من قبل مرة او مرتين لالقاء محاضرة كانت دائما متوترة شعرت بالتوتر ذاته وهى تصعد الى المسرح وتلتقط الميكروفون ولكن فجاة وبينما تتطلع الى بحر من الوجوه الملتفتة اليها كان يبدو كل شئ مختلفا البحث الذى تقراه هو حصاد عامين من العمل وتعرف بان موضوع البحث سيجتذب الاهتمام الى حد ما وهى تتطلع من حولها لتبدا الحديث ابتسمت وجدت ان الوقت الذى امضته فى ميورتيس علمها كيف توظف صوتها ليصبح قويا وهادئا فى نفس الوقت ذهبت عيناها فى انحاء الغرفة ولاحظت بينما تتكلم لم يستطيع هؤلاء الرجال ذو المراكز العلمية المرموقة ان يشيحوا ببصرهم بعيدا عنها ارجعت شعرها للخلف واتاحت لعينيها الخضراوين ان تتطلع هنا وهناك وتستمتع بالاعجاب البادى فى اعين الحاضرين لانها تعرف بان هذا الاعجاب ليس فقط لجمالها ولكن لخلاصة عملها المثمر
ويمكن للوك ان يذهب للجحيم وهى تلقى بالخاتمة بصوت رنان موسيقى لتعلن عن اتجاه عملها فى المستقبل ووقفت فى انتظار الاسئلة التى تعرف بانها ستاتيها
جاءها تصفيق حاد ثم صمت لبرهة قصيرة بينما اختار رئيس المؤتمر السؤال الاول وفى تلك اللحظة رات حركة فى الخلف بالقرب من الباب رمشت بعينيها لا يمكن ان يكون ما راته ولكن لبرهة مجنونة تصورت انها رات رجل يرتدى رداء اسود يشبه لوك
بعد الاجتماع اجتمعوا لتناول الشاى حاصرها محاضر شاب من احدى جامعات لندن ليمطرها بعبارات الاطراء والاستحسان عرض عليها توصيلها فى سيارته الى لندن ولكن بينما هى تقف مترددة رات بطرف عينيها الرجل ذى الرداء الاسود
"انا اسف ولكن الانسة ليسام لديها موعد هام"
التفتت حولها سريعا بغضب "انت! كيف تجرؤ على الحضور الى هنا؟ هذا اجتماع خاص"
كان لوك اكثر من غاضب يكسو وجهه غضب كتوم اسود
"كيف تجرؤين على ايقاف فيلمى باكمله بحيلتك الصغيرة الرخيصة؟ اين حقيبة سفرك؟"
"لم احضر معى اى حقيبة سارجع الى لندن الليلة"
"هذا صحيح يناسبنى كثيرا" تدخل الرجل الاخر "لا اعتقد بان بيلا تريد الحديث اليك"
شعرت بالاسف له حتى لو كان يحاول الدفاع عنها اغمضت عينيها وهى تتذكر لكمة لوك الحادة الى فك جى لم تسمع اى انة الم فتحت عينيها ثانية
"بيلا" كرر اسمها بسخرية لاذعة ليذكرها كم من المرات ناداها باسم ماندى "ليس لديك اى خيار"
"لا تكن سخيفا انا فى منتصف مؤتمر هام"
"لا لست كذلك فحصت برنامج المؤتمر لقد انتهى فيما عدا التفافكم حول المائدة" اشار براسه الى الاكواب والبسكويت
"هنا يوجد بعض الناس انا فى حاجة الى رؤيتهم"
"وكذلك يوجد لدى مشاهد اريد تصويرها"
"ليس لى اى شان بهذا الامر"
"بل الامر متعلق كله بك! اذا بدات عملا يجب ان تنهيه"
"ها هذا قول يجب ان تقوله لنفسك" اجابته بدون تفكير وادركت بعد ذلك كيف فهم تلك العبارة
قبض على ذراعها وتكلم بسرعة من خلال شفاه مطبقة "سانهى هذا العمل بكل سرور وبدون ادنى التفاتة اذا كان هذا هو الثمن الذى يجب ان ادفعه لك لتحضرى معى الى ويلز"
"لا تكن شريرا لا ارغب منك ان تقترب منى ابدا والان اترك ذراعى"
"لن اتركك حتى توافقى على الحضور معى"
تطلعت من حولها جذب حديثهما الحاضرين هذا هو عالمها فكرت بغضب وغيظ حيث تعمل بجد لتضع بصمتها كباحثة ناجحة
والان هو يعبث بكل شئ بطريقة الافلام الخام
"سانضم اليك فى دقيقة اذا تركت ذراعى وتركتنى اخرج من هنا ببعض الكبرياء"
"هل تعتقدين بانى ساخدع منك ثانية؟ ستفرين من مدخل جانبى قبل حتى ان التفت من حولى"
نظرت اليه ببرود "هذه فكرة سخيفة من الواضح انك عشت لفترة طويلة فى قصص افلامك الخيالية حتى كدت تصدقها ولماذا بحق السماء اريد ان افعل هذا؟ انا لست خائفة منك الى هذه الدرجة"
"لا؟ ربما يجب عليك ان تفعلى" قال بحذر ولكن بعد وهلة التفت على عقبيه وخرج
مررت كفيها الرطبين فى بذلتها وسارت الى مضيفى المؤتمر ورفعت راسها عالية
مد رئيس المؤتمر يده "عزيزتى يالها من مساهمة هائلة هل تعرفين فيليبا ادواردز دكتور ادواردز من جلاسجو؟ هى حريصة جدا على مناقشة نتائج بحثك"
منتديات ليلاس
ابتسمت بيلا بدون تركيز الى المراة الاكبر سنا "ربما نستطيع الحديث فى التليفون فى اى وقت اخر يجب ان ارحل حيث طرا امر هام لم اتوقعه يمكنك الاتصال بالرقم الرئيسى بالمعهد"
"بالطبع" ابتسمت ثم رفعت حاجبيها بمرح وقالت بطيش اثار الدهشة "يجب ان اقول لك: ان هذا "الشئ" يستحق المغادرة بسرعة بسببه اذهبى بضمير نقى يافتاتى لقد قمت بعمل شاق يستحق الاطراء لم يقم به اى من الرءوس الفارغة من الحاضرين"
سارت بيلا بكبرياء من المدخل شابة جميلة فى بذلتها الانيقة التقت فى اتجاهها بالنظرات المعجبة فى طريقها حتى جمعت اشياءها وفى الخارج قابلتها نظرة لوك السوداء الغاضبة
"السيارة هنا" اشار الى يمينه
"اخبرتك بانى لن اذهب!" سحبت ذراعها بعيدا "كيف تجرؤ على اثارة هذا المشهد امام كل الحاضرين؟ يا الهى نصف الحاضرين كانوا على وشك تقديم وظائف لى فى المستقبل ولكنك تمكنت من اظهارى غبية امامهم"
"ربما هذا صحيح الغبى فقط من يعتقد بامكانه الافلات من الخديعة التى قمت بها معى"
"لم نقصد القيام باى خديعة فقط تبديل فى الاشخاص لديك دوبلير ليحل مكان البطل اليس كذلك؟ فى بعض المشاهد؟ ما هو الفرق اذن؟"
مال عليها وكانه خيمة سوداء قوية "الفرق هو ربما انت وماندى تشبهان بعضكما البعض ولكن شخصيتكما مختلفة لا تتشابهان فى المشاعر حتى الرائحة غير متشابهة ردود افعالكما مختلفة عن بعضكما تماما اذا استخدمتكما فى هذا الفيلم سيعرف المشاهد الفرق من نظرة ولاننا لا نستطيع اعادة التصوير فى ميورتيس من الافضل حضورك الى ويلز لتنهى عمل اختك بدلا منها"
كلماته مثل الطلقات تتساقط عليها وتغمرها بفيضان
"لا استطيع ماندى الان بخير هى الممثلة هذا دورها كان هذا هو السبب فى"
"تعرف ماندى كل شئ لديها راى بصراحة فى الذى فعلتماه فرت هاربة الى لندن لتلعق جراحها"
فكرت بيلا وهى تعرف كيف يمكن للوك ان يصبح غاضبا وقاسيا فى معاقبة الاخرين انقبض قلبها لما حدث لاختها التوام
"ايها الحقير! الا ترى نتيجة ما فعلته؟ هذا الدور هو اكبر دور جاءها ثم اعتقدت بانها على وشك فقدانه"
"حسنا لقد فقدته اليس كذلك؟"
"ماذا تعنى؟"
"من الصعب حصولها على دور اخر بمجرد ظهور الفيلم"
"هل تعنى بمجرد ابلاغ كل شخص بما حدث؟"
"اقصد بمجرد ان يقرا كل شخص الاسم فى اعلانات الفيلم"
"اوه لا لايمكنك ان تفعل ذلك"
"استطيع وسافعل"
"ماذا عن النقابات؟ سيثرون الكثير من المتاعب ليس لدى تصريح بالتمثيل"
"هذه هى مشكلتى"
حملقت فيه بغضب تدق الكراهية فى عروقها
"لن اقوم بهذا"
"اللعنة ستقومين باداء دورك اذا كنت تعتقدين بانى ساضيع مليون دولار هباء بسبب خديعة اختين فانت مخطئة"
"لن تستطيع!سارجع الى لندن حاول ان توقفنى"
وفى لمحة دفعها الى الحائط ووضع يديه من حول راسها ليعاقبها بقبلة غاضبة مؤلمة "امام الناس من حولنا نبدو مثل العاشقين فى حالة هيام هيا بنا نذهب"
فتح باب السيارة لازال ممسكا بها بشدة
"اركبى"
"لا"
"وهو كذلك"وفى فورة غضب رفعها والقاها بقسوة فى المقعد واحكم من حولها حزام الامان
جلس فى مقعده وعينيه تلمعان
"الان انصتى لى وانصتى بعمق اذا رفضت اداء المشاهد لن يعود علينا النفع باى شئ لا انا ولا انت ولا ماندى سيضيع الفيلم هباء ولكنى مستعد لابرام صفقة معك انهى اداء الدور وساضع اسم ماندى فى الاعلانات ولن يعرف احد ما حدث"
"كيف يمكن ان اثق بك؟"
انحنى للامام ووضع المفتاح فى المحرك لتعمل السيارة ويخرج من الموقف "لا تستطيعين لا توجد طريقة واصلى الامل"
سارت السيارة بسرعة هائلة على كوبرى سيفرن واعلى الى تلال ويلز قاد لوك السيارة وهو غاضب وثائر فهو رجل فخور ذو كبرياء ولا يريد ان يكون احمق امام احد
"اه" شهقت برعب وهو يطوى المنحنيات فى سرعة جنونية "انت تقود مثل رجل مجنون"
"انا فى سيطرة تامة" ولكنه هدا قليلا من السرعة
"اشك فى ذلك"
القاها بنظرة قاتلة
"لا تثيرى حنقى اكثر من هذا يابيلا انا لست بمزاج يسمح بهذا"
"وكيف تريد ان يكون شعورى؟ ان يتم شحنى هكذا فى الليل وبدون حتى ان احضر فرشاة اسنانى"
"لا اهتم بتاتا كيف تشعرين على اية حال هذا خطؤك اخبرتك ان تحضرى حقيبة ملابسك"
"دائما تتوقع من الاخرين الاستجابة لاوامرك" قالت بمرارة "بيت الدمية من جديد اليس كذلك وما نحن سوى عرائس متحركة فى اى اتجاه تشاء"
"اصنع افلاما" قال "احب ان اجعلها فى افضل صورة كما تفعلين"
شيئا ما فى نبرته جعلها تنظر اليه مندهشة
"رايتك وانت تلقين المحاضرة" قال وهو يقابل عينيها "كنت جالسا فى الخلف فى القاعة لم افهم غير نصف المصطلحات ولكنى فهمت بان الحاضرين منبهرين على الرغم من " رات فمه يلتوى "لا اعتقد بان تفكيرهم كله كان على محتويات البحث ولكن ايضا على التى تلقى بالكلمة كنت جميلة جدا وانت واقفة على المنصة"
تذكرت التصفيق الحاد الذى لاقته وكذلك بالفرح الشديد لوجودها مع لوك ثانية حتى فى هذا الظلمة الحالكة تقريبا استمتعت بتلك الرحلة السريعة معه فى الطريق الوعر
"كانوا منبهرين" شعرت باحساس من الرضى
"يجب ان ينبهروا حصلنا انا وبيت على نتائج هائلة اكثر مما كنا نامل عندما بدانا اتمنى لو كان موجودا ليشارك فى هذا المجد ولكنه يقضى الصيف فى الولايات"
"بيت؟" سالها بحدة
"زميلى فى العمل"
تطلع اليها "لا اعرف اى شئ عنك على الاطلاق"
هزت راسها نفيا
"لابد وانك كنت تضحكين ساخرة منا فى ميورتيس تفكرين كيف جعلت منا جميعا حمقى" رجع الغضب الى نبرة صوته
"لا" اعتدلت فى جلستها وهى تهز راسها بحماس "كل ما كنت اشعر به فى ميورتيس هو الرعب الشديد كنت متاكدة من عدم تمكنى من اداء الدور وكرهت وجودى هناك"
"عندما اتذكر كل الاكاذيب التى انزلقت من لسانك هناك" ضرب عجلة القيادة بقبضة يديه بعنف
"حسنا وماذا كان يجب على ان افعل؟ كنت هناك اليس كذلك؟
كان يجب ان التزم بالخطة" قالت بمرارة واضحة فى صوتها
"اى خطة؟"
"ان ابتعد عن اقامة علاقة مع اى احد ليس مع جى دى فير او... او..." خفض صوتها حتى تلاشى
"او لوك رتفورد؟"انهى لها الجملة "هيا يابيلا :بالتاكيد ذهنك العلمى المحايد لا يستطيع تشويه المعلومات الى هذا الحد؟"
احمرت خجلا مسرورة لوجود الظلام الدامس من حولهما "ليس هذا ما كنت انوى قوله! كنت على وشك قول او اقامة علاقة مع اى شخص ولو كانت عادية"
"اخبرتنى كارولين بانك تخفين سرا ولم اصدقها كنت مخدوعا فيك تماما"
"بالطبع لابد ان تصدق كل كلمة تقولها كارولين"
ضاقت عيناه "وماذا تقصدين بهذا بالضبط؟"
"فقط ما قلته"
اوقف السيارة جانبا واستدار يتاملها ببطء وحامت حوله ابتسامة واسعة "يا الهى اعتقد انك تغيرين"
"لا تكن سخيفا ولماذا يجب ان اغير عليك؟"
"هذا سؤال شيق واتمنى ان اعرف الاجابة لانه يهمنى جدا"
"انا لست غيورة ولا تحاول تمثيل هذا الدور مرة ثانية على لانك لن تفعل لقد ضعفت امامك مرات عدة مرات ولكنى فهمت من كارولين كل ما تحاول ان تفعله معى"
"وما الذى احاول ان افعله معك؟ وعلى اية حال ماذا قالت كارولين لك لانه يبدو انها تدخلت لتخدم ماربها؟"
"لم تقل سوى الحقيقة وانك تمارس دور العاشق على الممثلات الشابات لتقضى معهن علاقة عابرة ثم تلقى بهن" قالت بمرارة
"انا اخبرتك بالحقيقة من قبل وانك غير من قابلت من قبل
انت مختلفة حتى المشاعر التى تثيريها بداخلى مختلفة وتشعرنى بانى افقد السيطرة كلما اراك" تنهد بعمق
"لا اعتقد باننى ساوافق على اقامة علاقة عابرة معك لمجرد انى اعجبتك"كانت تريد ان تصرخ بانى اريدك معى دائما فى منزل صغير وحولنا الاولاد اولادنا
"ومن قال :انى اريد علاقة عابرة معك" كادت ان تصرخ غيظا "انا اريد ان اتزوجك لنقيم فى منزل صغير يصبح ملاذا بعيدا عن العمل ومن الافضل ان ننجب طفلين ولكن بعد ان اقضى معك فترة بمفردنا" اخذ يردد الكلمات وكانه قرا ذهنها بوضوح
صمتت من شدة الابتهاج لم تستطيع ان تنطق بكلمة
فهم صمتها على انه رفض "انا لم اتوقف عن التفكير فيك طوال الشهر الماضى بعد رحيلك عن ميورتيس وكان جزء حيوى بجسدى مفقود منى لا استطيع الحياة بدونه كنت اعيد فى اللقطات التى التقطتها لك مئات المرات واتمنى ان اراك من جديد وكدت احتضن ماندى عندما حضرت الى ويلز للتصوير
نعم تشبهك كثيرا ولكنى لم اشعر باى رجفة بجسدى لوجودى معها فى نفس الغرفة ادركت وجود خطا ما واخذت اهز راسى تعجبا ودهشة ربما تاثرت بالجو الساحر والطبيعة الخلابة فى ميورتيس ولكن عندما اقتربت لامسك بذقنها لاريها كيف اريدها ان تحرك وجهها لاحظت اختفاء تلك الندبة البسيطة فى عنقك نعم اعرف ماذا ستقولين بانها علامة صغيرة ولا يمكن ان يلاحظها مخلوق ولكنى اعرف والاحظ كل شئ عليك ارجوك يابيلا اعطينى فرصة لامحو الصورة السيئة عنى فى مخيلتك تزوجينى واعدك ان اسعدك وامنحك حياتى وقلبى"
ابتسمت ابتسامة ساحرة مليئة بالحب والسعادة "نعم ساتزوجك يالوك ساتزوجك انا متاكدة من ان وجودى بجانبك هو السعادة كلها"
النهاية
تمت بحمد الله
|