الفصل الثانى
جلست بيلا فى مقهى يبعد حوالى شارعين حتى تتوقف رجلاها عن الارتجاف وتختفى حمره الخجل عن خديها وتحاول ازاله كلمات لوك الغاضبه عن مخيلتها
اشترت نسخه من جريده اخبار العالم لتهدئه افكارها المحرجه وحاولت التركيز فى قراءة مقال عن عقار جديد لمرضى القلب ولكن كل هذا بلا فائده من وقت لاخر تسبح الحروف من امامها لتشكل وجه لوك بعينيه الغاضبتين وعندما رفعت عينيها لاحظت نظره صاحب المقهى الفضوليه من فستانها بفتحه الصدر الكبيره الى الجريده العلميه الثقيله الوزن حسنا يمكنك التعجب كما تشاء فكرت بياس غاضب ما كان عليها التودد الى رجل مثل لوك وبالاخص لكونها عديمه الخبره فى تلك الامور
لقد قضت سنوات تقنع زملاءها بالنظر الى جديه تفكيرها وليس الى جمال عينيها البنفسجيتين
يجب عليها الذهاب الى المنزل لتخبر ماندى بان خطه خداعهما قد نجحت وتم خداع لوك ولكنها اجلت رجوعها قليلا عندماتذكرت تانيب لوك لها على محاولتها الفاشله فى التودد اليه بدلا من هذا اتجهت الى مكتبه الجامعه حيث قضت ساعتين غارقه فى التعمق فى مراجعه قراءة اوراق علميه فى مجال دراستها للطب الحديث
"حسنا"ركعت ماندى بلهفه فى السرير عند سماعها بيلا تفتح الباب "تاخرت كثيرا هل مر الامر بسلام؟ هل تمكنا من خداعه؟"
"نعم تمكنا من خداعه" ابتسمت بيلا باقتضان لاختها التوءم تصغرها بنصف ساعه جلست مرهقه الى مقعد بجانب السرير متطلعه الى شبيهتها وكانها انعكاس مراه لها "اوه يا ماندى لا اعرف كيف تضعين هذه الكميه الضخمه من ادوات الزينه على وجهك طوال هذه الفتره الطويله وكانها طبقه من الطمى"
غمرها الارتياح وهى تزيل المكياج وتشاهد وجهها يظهر من جديد هى وماندى متشابهتين ولكن الان وكلتاهما تقود حياه مختلفه عن الاخرى من النادر ان تخلط بينهما فى هذه الايام
"المكياج احدى وسائل المهنه ولا اضعه طوال الوقت على ايه حال"قالت ماندى بنفاذ صبر "ولكن ماذا عن لوك رتفورد؟ هل اعتقد بانك انا؟"
"نعم سالنى اذا كنت قد فقدت بعض الوزن قال شكلك يبدو مختلفا ولكننى كذبت واخبرته ربما يكون بسبب تسريحه شعرى" قالت لها ما حدث اثناء المقابله وهى تراقب لمعان عينيها مثل جمر مشتعل عندما اخبرتها بما قاله عن دورها
"اوه انها الفرصه الكبرى المنتظره كنت اعرف ذلك من البدايه اخبرينى مره ثانيه بما قاله"
اخبرتها بيلا فخوره بجمال اختها الباهر وهى جالسه باسترخاء بين الملاءات المطويه بكل تاكيد سينبهر لوك رتفورد لو حدث وشاهدها هكذا حدثت نفسها بهذا ولسبب غير مفهوم شعرت بطعنه من الغيره تمر بها ولكن عندما حركت ماندى راسها للخلف ظهرت بقعه حمراء بجانب خدها
رات ماندى نظره اختها للبقعه الحمراء فرفعت اصبعها لتتلمسها "انها اصغر اليوم اليس كذلك يا بيلا ؟" سالتها بقلق "انا متاكده انها كذلك ولم اعد اشعر بها متاكده من كونها مجرد بثره تسبب لى ارتفاع فى درجه الحراره لن يكون لها اثر فى اقل من اسبوع بالطبع كنت سانزعج اذا راى لوك شكلى هكذا لربما اعطى الدور لممثله اخرى "
تذكرت بيلا نظره لوك المتفحصه القاسيه وفكرت ربما كانت ماندى على حق فكرت ايضا بان الالتهاب يبدو وان كان فهو اسوا "لا اعرف على ما اعتقد يجب ان تخضعى لفحص الطبيب لتتاكدى اكثر لربما يمكنه اعطاؤك بعض الكريمات التى ستساعد على زوال البثور بسرعه"
"سافعل غدا وعلى الاخص بعد الاطمئنان على ان الامور قد سارت على ما يرام اوه يا بيلا انك لاحسن اخت فى العالم لن انس ابدا ما فعلتيه من اجلى" قفزت خارج الفراش واحتضنتها بشده
"اصبرى اصبرى لا تكونى شديده الامتنان هكذا" ضحكت بيلا و
هى تبعد ذراعى اختها عنها "فانت لم تسمعى كل شئ بعد"
"حاولت تنفيذ ما اخبرتنى به لقد توددت اليه وغازلته مثل المجنونه وكنت وانا على وشك"احمرت خجلا عند تذكرها ما حدث "اخبرنى بانه لا يحب هذا النوع من الالاعيب الرخيصه ويجب على التوقف عن المغازله والبدء فى التمثيل عند وصولى الى مكان التصوير والا سيطردنى ويمنعنى من التمثيل"
ضحكت ماندى وقاتلت "اذا كان هذا هو الشئ القبيح الوحيد الذى قاله لك اذن لابد وانك اديت مهمتك على اكمل وجه مشهود بسمعه سيئه بالفعل سيئه فهو اصعب مخرج فى صناعه الافلام البريطانيه يقسم اى شخص سبق وعمل معه بانهم لن يعيدوا الكرة الا انهم يرجعون للعنل معه لانه جيد جدا ولديه قدره هائله على اخراج احسن ما فى الممثلين يقولون ان بامكانه خلق ممثل بارع من انسان ابله "رجعت ماندى الى الفراش مره اخرى وكان يبدو عليها الشحوب والارهاق
"هل انت بخير؟"
"نعم ولكنى مرهقه قليلا ما رايك به؟ انه رائع اليس كذلك؟ بالفعل"
فجاه ظهرت امام بيلا تلك النظره السوداء وشعرت بجسدها يشتعل بالحراره نظرت بعيدا حتى لاتلاحظ ماندى مشاعرها "ماذا تعرفين عنه"
"فقط ما يعرفه كل الناس بدا فى عمل الافلام التليفزيونيه الوثائقيه ثم قام بعمل بعض الاعلانات حتى يتمكن من جمع بعض الماللتكوين شركته الانتاجيه الخاصه به قام باخراج فيلمى طوال الليل وسقوط الامبراطوره"
"ماذا؟"
"اوه يابيلا اين كنت مختفيه طوال تلك السنوات الماضيه فاز كل فيلم من افلامه بحفنه من الجوائز تلقى الكثير من العروض من هوليود ولكنه قال:انه يفضل العمل هنا"
"لايجرى اى شخص وراء الثروه كما تفعلين"
"ليسوا ملزمين بهذا لوك رتفورد ذو شهره عالميه"
"ليس معروفا لى على الاقل حتى الامس"
"حسنا فانت منغمسه فى عملك ماذا بك؟"تفحصتها عينا ماندى
"لا تقولى لى انك اعجبت به"
منتديات ليلاس
التفتت بيلا اليها بوحشيه بعد ان فاض بها الكيل فخرجت الكلمات من بين شفتيها كالحمم "لا يا ماندى انا لست معجبه به كما تقولين بثقه زائده اعجب به لا اعجب باى رجل ينظر الى النساء كما لو لنهن بضائع معروضه على الرف وكذلك ليس لدى الوقت للرجال المغرورين الذين يتحدثون الى النساء كما لو انهن بلهاء بدون عقل فى رءوسهن فهو رجل وسيم وجميل الطلعه لا استطيع انكار ذلك ولكنه ليس طرازى وانا مسروره جدا لاننى بعد اليوم لن اراه ثانيه ابدا"
انزلقت ماندىببطء تحت الاغطيه حتى لا تكاد ترى سوى اعلى راسها وبعد ان خيم الصمت لوقت طويل
"اوه "قالت اخيرا بصوت منخفض من تحت اغطيه الفراش "اذن فانت مغرمه به"وبسرعه اخفت راسها حتى تتفادى فرشاة الشعر التى قذفتها بها بيلا بغضب
اخذت بيلا تحدث نفسها "بالطبع انا لست مغرمه بلوك رتفورد" ولكن وبينما تاخذ حماما وبعد ذلك ذهبت الى الفراش ظهر امامها وجهه وعيناه الثاقبتان واثناء الليل فى احلامها احاط بها
"هاى بيلا تبدين مختلفه هذا الصباح"قال بيتر روالينز زميلها المصاحب لها فى ابحاثهاعندما دخلت فى الصباح التالى الى غرفه المكتب التى يتشاركان بها فى معهد الصحه والغرفه شبيهه بعلبه صفيح ضيقه تطلع اليها منفوق نظارته واطلق صفيرا قائلا "لن يعرفوا بالمعهد ماذا حدث لهم عندما يرونك"
"انها فقط قصه الشعر لقد درجته" قالت باختصار
"حسنا بالتاكيد هذا افضل من الكعكه التى اعتدت على رفع شعرك مثلها" قال بيتر بانشغال ذهنى وهو يحك بطنه حيث ظهرت عند انفراج قميصه عن البنطلون "هل رايت روجى هذا الصباح؟"
"لا لماذا؟"قالت بصوت حاد من الغضب ولماذا تصطك باسنانها لمجرد رؤيتها زميلها بيت والذى اعتادت على العمل معه بود طوال العام الماضى؟ لماذا تثيرها لحيته الشبيهة بالفار وكذلك عيناه الشاحبتان المرحتان؟ تعرف لماذا ولعنت لوك رتفورد فى صمت
قال "ان جهاز الكمبيوتر قد تعطل مره اخرى لن نتمكن من جمع تلك تاترقام الخاصه بالتقرير القادم من اسكتلندا حتى يوم الخميس القادم على الاقل"
"اللعنه الا يعمل اى شئ بشكل سليم فى هذا المكان؟"
"لا انا مندهش لاندهاشك هكذا" نظر اليها بيت "انت متشائمه جدا هذا الصباح لابد وانك نزلت من الجانب الخطا من الفراش"
"لا يوجد سوى جانب واحد الاخر فى الحائط "ردت بنزق جلست الى المكتب وهى تغلى لبرهه "سانزل الى المعمل لارى سولك واناقشها عن النؤتمر فى الشهر القادم قالت انها من الممكن ان تقرا البحث بالنيابه عنا"
"لا داعى لقد ذهبت الى اليونان الفتره الدراسيه انتهت كما تعلمين لدى شعور باننا الوحيدان الموجودان فى المبنى باكمله فى الولايات"
"اتمنى ان تنتظر على الاقل حتى بعد المؤتمر انك احسن منى بكثير للحديث امام الناس"
"كلام فارغ هذا بالتاكيد احساس بعدم الثقه بالنفس اساسا هذا عملك وستلقين البحث بطريقه جميله لبقه تركت سولك بعض الملاحظات القليله موجوده على مكتبك"
امسكت بيلا بها وقراتها "كلامها صحيح لم نشرح اساس العينه بطريقه كافيه يجب ان اعيد كتابه هذا القسم الملعون باكمله"
"راقبى الفاظك"
"حسنا لست ملزم بكتابه هذا الشئ"
"وكذلك انت سياخذ منك ساعه عمل على الاكثر على جهاز الكمبيوتر لماذا كل هذه الجلبه؟"
جلست باكتئاب" انت محق لاننى بالفعل ابحث عن اى شئ لانفث فيه غضبى"
"انت فى حاجه الى اجازه ما هى خططك لهذا الصيف؟"
"ليس لدى اى خطط" قالت بخفه ولكن انقبض قلبها عادة ما تذهب هى وماندى لقضاء بضعه ايام فى اى مكان معا ولكن هذا العام ماندى لا تفكر فى شئ سوى اداء دورها فى هذا الفيلم ورحلتها القادمه الى ميورتيس
مره اخرى طاف خيال لوك رتفورد بمخيلتها كيف سيكون تصرف لوك مع ماندى فى تلك الجزيره الرومانسيه؟ تسالت فماندى عابسه بالفطره ورات من قبل استعداد لوك للاستجابه بسرعه للغزل هل سيحدث المحتوم؟ هل ستحدث علاقه رومانسيه بينهما فى تلك الشواطئ البيضاء الساحره؟ لم تتطفل من قبل على حياة ماندى الخاصه ولكنها تعرف بالتاكيد انها تستمتع بحياتها افضل منها شعرت بطعنه الغيره فى قلبها مما جعلها تغمض عينيها من الالم للمرة الاولى فى حياتها تشعر بالغيره من اختها
"ساذهب الان يا بيت" جمعت اوراقها بعنف ووقفت قائله "اليوم جميل جدا وليس من العدل تضييعه هنا ساذهب الى المنزل للعمل فى الحديقه"
فرت هاربه من تلك الغرفه الكئيبه الغضب جعلها تدق بكعبها بصوت عال حياها بعض زملائها من ذوى الاخلاق الطيبه الهادئه مثل بيت اعتادت على الابتسامه بود لهم ولكن اليوم رؤيتهم تثير فى نفسها الغضب والضيق فى الخارج فى ضوء النهار نزلت السلالم كما لو كانت الشياطين تطاردها وقفزت الى الاتوبيس الاحمر المار
جلست بالطابق العلوى مراقبه شوارع المدينه المالوفه لها وهو يمر بحى بلووم اسبرى ودخل شارع اكسفورد فجاه رات الطريق الذى مشت فيه بالامس لتصل الى متكب لوك وقبل ان تدرك ماذا تفعل هرولت اسفل السلالم ووقفت لاهثه على الرصيف
تطلعت الى شكلها فى نافذه عرض محل بعيد تماما عن الامس الممثله المغريه الصغيره اليوم ترتدى قميصا ابيض وبنطلون جينز قديم وجاكت صوف قصير يتارجح من على كتفيها وجهها خال من مساحيق التجميل وتبدو صغيره جميله فقط شعرها المدرج الاشعث يذكرها بخداعها بالامس بحثت فى حقيبتها لتجد ربطه مطاطيه لتضم ما تستطيع من شعرها فى ذيل حصان حتى يصبح التغيير كاملا
ببطء مشت فى الشوارع الصاخبه للسوق عبق الهواء برائحه القهوه وامكنها سماع الاصوات الصاخبه من شارع السوق هذا هو العالم الخاص ب لوك عالم ملئ بالمتناقضات والفوضى والحياه يمكن ان تكون مدينه مختلفه عن الشوارع المنظمه والمرتبه والمالوفه المحيطه بالجامعه هذا حقيقى فالاختلاف فى حياتهما كذلك هو يتعامل مع الخيالات والقصص بينما هى كباحثه طبيه تتعامل مع احصائيات طبيه واقعيه
هنا مكتبه وقفت وتطلعت الى المبنى الفخم بالباب المجهول وتذكرت فزعها بالامس لا يستطيع احد ان يجبرها على الخداع كما فعلت بالامس فيما عدا ماندى فهى الشخص الوحيد القادر على اقناع بيلا لتقوم بفعل ما تريده منها تحب اختها التؤام كما تحب نفسها واحيانا اكثر من نفسها
اللعنه ماذا...؟
"اوه ياالهى"
بينما تقف هى سارحه بافكارها امام باب المبنى يفتح الباب فجاه ليخرج لوك مهرولا محاولا ايقاف تاكسى يمر امام المبنى فى ذات اللحظه
لم يتوقع ان يصطدم بجسد واقف لايتحرك يسد عليه الطريق اصطدم بكتفها بشده مما نتج عن هذا الارتطام تطاير اوراقه فى جميع الانحاء
"انا اسفه" رد فعلها كان الاعتذار التلقائى حتى لو لم تفعل اى خطا التفتت لتساعده فى التقاط اوراقه المبعثره عندما رات وجهه النحيف باديه عليه امارات نفاذ الصبر والغضب بدات ترتجف انحنى بدون ان ينظر اليها ليلتقط اوراقه من تلك الناحيه وهذه الناحيه تطلع الى ناحيه التاكسى ليتاكد من انه ينتظر ثم التفت اليها
بينما هو يتطلع اليها تقابلت اعينهما للمره الاولى حدث شئ هائل لوجهه تطلع اليها بتعبير غاضب ولكن عندئذ تغير تعبيروجهه تماما اسودت عيناه الرماديتان اقتضب تستطيع رؤيه الحيره والدهشه فى نظرته يتصارع فى عدم تصديق ما يراه كان يبدو مثل رجل راى شيئا لا يمكن ان يحدث ولا يستطيع ان يشيح بعينيه بعيدا عنه
وكان شيئا حدث لها ايضا تحت نظرته المركزه شعرت بالحراره تنتشر فى اوصالها لتصبح عيناها واسعتين وتنفرج شفتاها قليلا لتلهث تتسارع دقات قلبها فى اى لحظه الان يمكنها ان ترى هذا بوضوح سيتكلم يوقفها بيده على ذراعها فجاه القت بالاوراق التى جمعتها له على الارض والتفتت مبتعده بسرعه لتختفى بين الزحام انتهت تلك اللحظه المثيره الا ان دقات قلبها لاتزال تتسارع ولم تهدا حتى وصلت الى المنزل
فى شقتها كانت تنتظرها مشكله اخرى