كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 12الجزء الثاني
وصل إلى المنزل يقفز بسرعة من السيارة ليصل إليها وبلمح
البصر وقف أمامها ينظر إليها مستلقية على الأرض تضم قدميها إليها وتشهق بالبكاء لم يحتمل قلبه رؤيتها مكسورة تبكي بحرقة فاقترب منها
بخطوات مترنحة ينحني ليلتقطها بين ذراعيه يرفعها إلى السرير لتستلقي عليه ويستلقي هو بدوره بجوارها يضم جسدها المرتعش إليه يسند ظهرها إلى صدره يهدهدها ويهمس لها بكل رقة يطمئنها أنه بجوارها علها تهدأ ويتوقف جسدها عن الارتعاش... شعرت بأن هناك من يحملها بين ذراعيه وصوته الهادئ يبث الطمأنينة في نفسها أحساس بالسعادة أجتاحها وأنعش خلايا جسدها عاد إليها هي عاد إليها وهو يهمس لها انه بجانبها ويحبها تشبثت به بقوة لا تريده ان يتركها تلك اللحظات القليلة التي تركها فيها شعرت بأنها وحيدة تصارع في الحياة أما الآن تشعر بالراحة هو كل حياتها هي تعيش من اجله هو ,, أتاها صوته الرقيق والحنون
- حبيبتي هل أنت بخير ؟
كم شعرت بالسعادة لمخاطبتها حبيبتي أرادت ان تعلن حبها أخيرا همت بالقول أنا احبك أيضا وأنت حبيبي ولكنها أعرضت عن ذلك وقالت
- نعم انا بخير
- حبيبتي من أعطاك تلك الصور ؟
- لقد أرسلتها جين بظرف ويرافقه رسالة إنها مرمية هنا في مكان ما
حاول ان ينهض من مكانه شدت بقوة على ذراعيه اللتان تحيطان خصرها وتقول بصوت متوسل
- مؤيد لا تتركني
- لن افعل جنّى أنا هنا بجانبك أريد ان احضر الرسالة لأقرأ ما كتبت
- انا اقرأها لك حفظتها عن ظهر قلب من كثر تكرار قراءتها
وأسرعت تخبره بمحتوى تلك الرسالة والدهشة تعلو وجه مؤيد وترتسم عليه وعندما انتهت قال مصدوما
- هل كتبت ذلك حقا ؟
- نعم مؤيد لقد كتبته
تلك الحقيرة كم يتمنى لو يقتلها الآن .. مهلا كيف عرفت بمرض جنّى هو لم يخبر احد كاد أن يجن وهو يفكر بذلك .. انتشله صوتها ليخرج نفسه من تلك الأسئلة
- مؤيد مؤيد ما بك ؟
- جنّى ألا تثقين بي ؟
- نعم أثق بك مؤيد ثقة عمياء وأنت تعلم ذلك وهذا سبب ألمي مؤيد هذا ما جعلني اشعر بكل هذا الأسى
- جنّى هل تظنين أنني يمكن أن افعل معك ذلك حقا أنا احبك ,, جنّى أتفهمين ماذا أقول أنا احبك.. ولم أتزوج منك شفقة على حالك بل لأنني احبك وأخشى أن تضيع ثانية من عمري بعيد عنك كما أريد أن تبقي بجانبي لأرعاك لا أثق بأحد أأتمنه على حياتك سواي أنا جنّى أتمنى الموت على أن يصيبك أي أذى فكيف يمكن أن أؤذيك بنفسي ؟! كيف يمكن ان أجرحك بذاك الشكل ؟!!
مستحيل جنى مستحيل أن افعل ذلك
- إذن كيف علمت مؤيد كيف ؟
- لا اعلم اقسم بالله أنني لا اعلم ,, كما انه ليس هناك ما يجمعني بها إنها لا تعني لي شيء أبدا وهذا انتهى قبل سنوات طويلة جدا قبل أن أسافر وقبل ان أقابلك كم أتمنى ان اقتلها الآن بسبب الألم الذي سببته لكي كان يمكن ان تؤذيك يا الهي جنّى أنت بخير أرجوك اخبريني هل تشعرين بألم ما هل نذهب إلى المشفى
- لا انا لست متعبة لا تبالغ بقلقك علي مؤيد اهدأ ..وأرجوك لا تؤذي جين لا أريد أن أخسرك بسببها
- لن افعل من أجلك أنت فقط ولن أسامحها على ما فعلت أبدا ,, حبيبتي أنا اعتذر على ما بدر مني
- بل أنا المخطئة ما كان علي أن أقول ما قلته لقد فقدت عقلي بسبب غيرتي لا احتمل أن تحب فتاة أخرى غيري
- هههههههههه غيرة وليس تملك
- نعم مؤيد لما تضحك أنا أغار عليك ولحد الجنون ثم أليس هذا ما تريده
قال بمكر
- نعم ولو حطمت المنزل كله وليس هذه الغرفة فقد لن اهتم المهم انك تغارين
التفتت جنّى حولها لترى الأرض مليئة بالطعام وقطع الزجاج متناثرة في كل مكان شعرت بالحرج الشديد من فعلتها لم تفقد أعصابها من قبل وتتصرف بهذه الطريقة المجنونة لا بد أن حبها لمؤيد سيفقدها عقلها كله
- حبيبتي أنا جائع
نظرت إليه وما زال وجهها يشتعل من حرجها
- وأنا
- إذن لننهض ونأكل
- مؤيد
- ماذا ؟
- ليس هناك طعام
- ماذا ؟؟
- نعم ما حضرته كان على الطاولة والآن على الأرض وليس هناك غيره
- لا يوجد خيار سوى أن نتناول طعامنا بأحد المطاعم
- لا أريد الخروج سأعد الطعام من جديد
- لا أنا سأفعل فلا يبدو عليك الاستعداد للطهي الآن
- لما ؟
- حبيبتي عليك الاغتسال أولا ولا بدا أن تستغرقي وقت طويل بذلك
- أنا موافقة لأنني أمضيت النهار بطولة وأنا اعد الطعام كما انه علي ان أنظف الأرض
- اذهبي للاغتسال جنّى وأنا اهتم بالباقي أرجوك
نهضت من مكانها لتتوجه إلى الحمام نظرت إلى ألمرآه لتصعق من منظرها كيف احتمل مؤيد أن ينظر إليها بهذا الشكل الكحل يصبغ وجهها وشعرها مشعث ويوجد بعض آثار للطعام على ملابسها أسرعت لتخلع ملابسها ترميها على ارض الحمام تسرع لتفتح الماء وتقف تحته.
استغرقت ما يقارب الساعة تحت المياه الساخنة لتريح أعصابها وعضلاتها المتقلصة لم تخبر مؤيد أنها شعرت بخدر بيدها اليسرى واستطاعت ان تخفي قلقها أمامه عليها أن تسرع لتناول دوائها خرجت من حوض الحمام تمسك بالمنشفة تجفف جسدها وشعرها ارتدت مئزرها وأسرعت بالخروج لتجد مؤيد قد أعاد كل شيء إلى مكانه وعادت غرفتها إلى نظافتها التفتت لتجده يفق خلفها يلف خصره بمنشفة وصدره عاري وقطرات الماء تتساقط من خصلات شعره المبللة أصابتها رعشة لمشاهدته بهذا الوضع وشعرت بوجهها يشتعل من الخجل ونظراته زادت من خجلها وارتباكها فأسرعت تقول
أعدت كل شيء إلى مكانه
- نعم
- أنا آسفة
- لا مشكلة .. لاحظ خجلها منه وارتباكها وأعجبه رؤيتها وهي على هذا الحال فأردف بمكر .. - لم أكن اعلم أن زوجتي مجنونة
- ماذاااااااااا أنا مجنونة ؟
- نعم يا زوجتي العزيزة لو لم تكوني كذلك لما أقمتي تلك العاصفة لا تقلقي أنا احبك رغم جنونك أتعلمين لما ؟ لأنك تكونين في قمة الجاذبية
شعر بغضبها عندما قالت
- أنت من فعلت بي ذلك لم أتصرف هكذا من قبل .. أتعلم لست آسفة وتستحق هذا وعليك ان تحضر الطعام الآن فانا جائعة هيا يا زوجي العزيز أسرع من بعد أذنك
- ههههههههههه حاضر يا مجنونة
- لا تقل مجنونة وإلا أريتك الجنون على أصوله
- لا أرجوك انا متعب ولا أريد ان أعود لتنظيف مكان آخر
- مؤيييييييييييييد يكفي
توجه إلى الخزانة يخرج ثيابه ويسرع خارجا ولمح الغضب الذي أشعل وجهها .. سمعته يغني " جني جني يا عيوني شو بحبك وانت مجنونة " ظهرت ابتسامة جميلة على ثغرها انه يحاول ان يستفزها ,, كم تكره ذلك وهو يستمتع بهذا لا تعلم كيف يستطيع ان يخرجها عن هدوئها بتلك السرعة .. تمنت ان يضمها إلى صدره في تلك اللحظة وليس أن يغضبها سئلت نفسها لماذا يبتعد عنها ؟ ولما لا يقترب منها ؟ كم تتوق إليه وان تصبح زوجته بحق وليس مجرد حبر على ورق تعلم انه يريد ذلك هو الآخر ولكن لما يمتنع عنها لما ؟؟
ربما يريد مني ان أخطو الخطوة الأولى لأنني من أرغمته على ان يعدني بذاك الوعد السخيف إذن علي ان أتحرك انا أولا وان أقول له ما أريده نعم ستفعل هذا اليوم .. ارتدت احد قمصان النوم التي أحضرتها ياسمين وارتدت فوقه رداء طويل يصل إلى كاحليها وتركته مفتوحا جففت شعرها وتركته منسدلا على طول ظهرها زينت شفتيها بلون وردي جميل وخطت عينيها بالكحل الأسود أمسكت زجاجة العطر لتنثر رذاذه على جانبي رقبتها شاهدت انعكاس صورتها عن المرأة وعجبها منظرها أسرعت بالنزول إلى المطبخ حيث وجدت مؤيد يقف خلف الطاولة يقطع البندورة .. شعر بوجودها رائحة ذاك العطر سبقها ولعن نفسه لأنه هو من احضر لها تلك الزجاجة فهي خليط من أنواع من الزهور النادرة ذات الرائحة الساحرة في تلك اللحظة ود لو يستنشقه عليها فأسرع بشرائها وإعطائها إياها أما الآن فو يشتم نفسه لذلك رفع نظره إليها ليجدها تسند نفسها على باب المطبخ ترتدي قميص نوم ارجواني من الستان قصير إلى أعلى ركبتيها ذو حمالتان رفيعتان مزين بالورود من أعلى الصدر وفوقه رداء طويل بلون أغمق من القميص وحذاء بنفس اللون مرتفع لمح تلك النظرة بعينيها والابتسامة المشرقة التي تزين ثغرها إنها المرة الأولى التي يراها بهذه الجاذبية والروعة وقف لا يتحرك من مكانه يطالعها بنظرات طويلة يتأملها لهذه اللحظة لا يصدق انه زوجها لم تخفض نظرها عنه وبادلته نظراته الساحرة ذاتها علم إنها تتمتع برؤية تأثيرها عليه وعلم ما تريد منه أما هو لن ينولها مرادها حتى ينال مراده هو أولا
حتى يسمع تلك الكلمة من شفتيها .. رسم ابتسامة ماكرة على شفتيه ولمعت عيناه ببريق رائع وقال بخبث
- ماذا حبيبتي ؟ ستعاقبينني ولن تساعديني
- أنت من عرض ان يعد الطعام
اقتربت منه تقف بجواره تنظر إليه اقترب هو بدوره همس بإذنها
- انا متعب واحتاج إلى من يساعدني ,, وأردف بصوت رقيق ,, أم يسرك رؤية حبيبك متعبا
ارتجف قلبها انه يتلاعب بها يعلم ما تريد ويعلم بحبها له ويريد ان يستدرجها ان تقول ذالك بصراحة كم هو ماكر .. ابتعد عنها وهو يرى وقع كلماته عليها فكر بسخرية ما يحصل معهما أشبه بمسرحية هزلية .. لا يهم المهم ان يخضعها وتعترف بحبها له
- أنت متعب مؤيد لا اصدق ذلك الآن وانت بهذه الروح التائقة للهو والمزاح ... ممم كما انه تسرني رؤيتك وأنت تطهو
قهقه بصوت صاخب لكلامها وضعت يدها على خصرها تنظر إليه بطريقة حالمة
تأملها بوقفتها وبنظراتها إلى متى سأحتمل جحيم رؤيتك على هذا الحال ولا امسك إلى متى ..
أكملت بدلال
- لماذا تضحك عزيزي ؟
- عزيزي ...؟؟؟ جنّى ماذا تحاولين ان تفعلي الآن
قالت ببراءة
وماذا تراني افعل ؟
- عزيزي .. ومنذ متى ؟
- اوووووووه مؤيد نعم أنت زوجي وعزيزي وحياتي .. صمتت للحظة وعيناها تزدادان لمعانا لتردف بصوت رقيق .. وحبيبي أيضا
- جنى توقفي عن التلاعب بأعصابي
- اوووه مؤيد الست أنت من قلت قبل قليل انك حبيبي
- وهل تحبينني حقا ؟
- وكأنك لا تعلم حبيبي ما أكنه لك
كم انا حمقاء ما الذي افعله الآن لكنها لم تعد تحتمل أكثر مشاعرها قوية جدا تجاهه وهي لم تعد تحتمل تجاهله لها وتريد ان تلفت نظره لها بأي شكل هي امرأة ولديها مشاعر وهو زوجها وحبيبها تحبه ويحبها فما الذي يمنع إذن
قال بمكر .. لالا لا اعلم وكيف اعلم ولا تطلعيني عما يختلج بصدرك .. أدار لها ظهره يكتم ضحكته يكمل عمله
شعرت بالغضب يتصاعد بداخلها كيف لا يعلم اهو أعمى لهذه الدرجة لم تعي كيف خرجت الكلمات من بين شفتيها تقول
وهل أنت بهذه الحماقة كي لا تعلم
شعر بالغضب لنعته بالأحمق فهو لن يقبل الاهانة منها أبدا حتى لو يهيم بعشقها اتى صوته حازما يقول
- جنى لا تنعتيني بالأحمق ثانية أفهمت ؟
- آسفة ولكنك تفعل
لأنك تستحقين ... فكرت بقهر عاد إلى غطرسته
- يا لك من متكبر ومتغطرس .. أدارت له ظهرها تخرج من المطبخ بحنق
تلك الفتاة هل عادت إلى تمردها ثانية لا على جثته لن يكون خاتم بإصبعها أبدا لن المسك جنى اقسم على ذلك لن افعل قبل ان تقول تلك الكلمة اللعينة
شعر بأن ذلك اهانة له إذا تحبه حقا لما لا تخبره بذلك كما يفعل هو لا يتوانى عن إعلان حبه لها أما هي تبخل عليه بكلمة هل تظن أنها ستحط من قدرها إذا أعلنت حبها له يالـ تكبرها وعجرفتها خطرت بباله فكره ماذا لو قلبه خذله ماذا لو لم تحبه بعد ذكر باسل في مشاجرتهما لم يقصد كلامه حين قال إنها تحبه ولكن لما لم تنفي ذلك وتخبره إنها تحبه ؟ هل من الممكن ان تكون ما زالت تكن لباسل المشاعر وتصرفاتها معه ما هي الى تمثيل ليبقى بجانبها ولا يتركها ؟ لا لا مستحيل هي تحبه ردد هذه الكلمات مرارا يحاول ان يطمئن نفسه ولكن .. دون جدوى فنيران الشك اندلعت تنهش قلبه تحرقه لن يطمئن إلا إذا سمع تلك الكلمة من بين شفتيها ولمس صدقها فيها فهو لن يحتمل أن يشاركه احد قلب زوجته حتى لو كان هذا الشخص شخص ميت
|