كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 12الجزء الثاني
وقف وليد بجوار غروب امام عيادتها .. ليدخل الى غرفتها بعدما نادت السكرتيرة عليه . استقبلتهم رندا ارتمى وليد بين أحضانها حاجة ملحة تدفعه إلى ذلك ليشعر بأنه ينتمي لشخص ما
- تفضلوا بالجلوس
غروب - شكرا لكي خالة
غروب وحدها من اخبرها وليد بحقيقة رندا .. وايمن يعلم الحقيقة من طرف رندا لكنه لم يواجه وليد بذلك من قبل هو ينتظر ان يتحدث وليد ..
جلسوا على مقعدين متقابلين امام مقعدها تقول بتلقائية
- كيف حالكما ؟
- الحمدلله شكرا لكي
رندا – لماذا طلبت من غروب الحضور وليد ؟
نظر الى غروب ليقول – مممم لا اعلم لا استطيع ان اتحدث دون وجودها حاولت ذلك من قبل ولم افلح .. حين فقدت ذاكرتي قبل سنوات وامتنعت عن حوار اي شخص والتزمت حجرتي .. وحدها فقط من استطاعت ان تتوغل الى عالم من الظلام كنت آسر نفسي خلفه وانتشلتني من هناك .. حوارها معي اخرجني الى عالم اخر ولا استطيع ان اكشف نفسي امام احد غيرها هي دوما تسألني لأجيب لكن ذلك صعب مع الاخرين لذلك استعين بمساعدتها احيانا
اردفت غروب – كما انه لا يذكر كل شيء الى الان ما تحويه ذاكرته صور مبعثرة لا يعلم من الاولى ومن الأخيرة وانا أساعده بتجميعها وترتيبها حسب الزمن الذي حدث
رندا – لكن غروب هل تذكرين كل شيء ؟
- اجل اذكر وما ساندني مذكرات حياة فقد كانت تكتب كل ما يحصل وليس عنها فقد بل عن الاخرين وذكرت ما مر به وليد بالتدريج .. ومؤيد أكد لي ما كتب بالمذكرات
رندا – جيد جدا .. وليد منذ عودتك من دبي وانت تزورني تظن انها زيارات عادية لكن ما كنت اسألك عنه كانت كجلسات للتعرف على شخصيتك أخبرتني عن اعمالك وما وصلت اليه الى الان لكن ما الذي دفعك الى الشراكة الاخيرة اختيار ذاك التخصص بذات تصميم المجوهرات .. ما الحافز خلف ذلك ؟
ابتلع ريقه بصعوبة نظر إلى غروب لتبتسم برقة وكأنها تشجعه .. في كل جلسة كان يجعلها تجلس امامه وكأنه يحدثها هي لا احد اخر كي يستطيع البوح قوة غريبة يستمدها منها ..
- والدي كان مصمم مجوهرات تعلمين ذلك فقد سلك نهج جدي .. جدي انشأ مجموعة ضخمة لتصميم المجوهرات كان مبدعا جدا لكن والدي لم يكن ببراعته استطاع ان يسلك امور المجموعة لكنه فشل بعد ذلك .. ابي عاد من أميركا حين كنت بالعاشرة لكني اذكر تلك المجموعة هناك جيدا شغفت بها وبصور جدي وانجازاته اردت ان اكون مثله لكن بعد ذلك شاهد المجموعة تنهار امام عيني وحلمي يتبخر
- كيف كان والدك يعاملك ؟
تنهد بألم ليقول – والدي كان مدمن على الكحول كان يقسو علي حين يفقد وعيه من الشرب لكنه يعاملني بلطف حين يكون بوعيه
- هل كان يحتسي الكحول أمامك ؟
وضع يده على رأسه يحاول ان يهدء من نفسه – لا لم يكن يفعل ذلك .. لهذا لم اكن اعلم ما الذي يحصل كان يتصرف بشكل متناقض وهذا ما كان يرهبني
- كيف كنت وأنت صغيرا ؟
ابتسم بسخرية يشوبها المرارة – كنت ساذجاَ غبيا
رندا بحنان – بل كنت طفلاَ بريئاَ ودوداّ تحتاج لكل العطف والحنان
التزم الصمت لتفعل هي كذلك مرة دقائق ثقيلة شعر بها سنوات .. ليقول بضجر يظهر عذابه الذي يحاول ان يسيطر عليه – أكملي لما توقفتِ ؟
- انا لا استجوبك وليد انت حضرت لهنا لتتكلم .. هيا تابع
التفت ليحدق بها لأول مرة منذ دخل الى الغرفة – كي اتابع من اين ابدأ وكيف أتكلم
قالت بحنان – من حيث تريد . لما لا تخبرني من البداية .. لما لا تنطق بما يجول في ذهنك الان
صمت قليلا ينظر اليها لتترقرق الدموع في عينيه .. حنان غريب يجرفه اليها كأنه يعرفها منذ زمن بعيد .. لاحظ دموع تحاول ان تسيطر عليها كي لا تسيل وتغرق وجهها .. لينطلق لسانه متحدثاَ يعلن عن مشاعر تتصارع بقلبه وتغلي كالبركان تتوق للخروج من هناك تتوق لان تنفجر لتطفو على السطح وتلامس الهواء وتبرد بعد عناء مرير
قال بصوت مرتجف يحاول ان يخنق تلك الدموع – كنت طفلاَ محباَ للحياة .. اتوق لاحظى بعائلة حقيقية ككل اصدقائي .. واكثر ما اتوق اليه اخ يشاركني وحدتي بين جدران المنزل الخاوية .. كان لدي ام واب وابعد ما يكونا عن والدين حقيقين .. ام لا ترضى بقربي منها تصرخ اذا اقتربت اليها .. وكأني كائن مجرثم سينقل اليها عدوى ما .. كانت ترفضني وتصرخ بي بلغة اخرى لم اكن افهمها جيدا واتقنها والدتي كانت امريكية هي من احبها أبي وهدم حياته معك من اجلها .. كرهتني لاني اقيد حريتها .. وحين يشاهد ابي معاملتها الي يصرخ بها ويضربها لاركض واهرب الى منزل ..صمت قليلا يحاول ان يتذكر اين كان يذهب لكن لا شيء .. اردف منزل يحوي الكثير من الاطفال لا اعلم من هم لا اذكر ليس منزل مؤيد شخص اخر غيره لا اذكر من .. تأوه بألم يضع يديه يضغط على رأسه يمنع صداع يعلن عن معركة جديدة لكنه لن يكترث له سيتحدث اجل سينطق .. ارتجفت غروب لمنظره وهو يحاول ان يتماسك هل تخبره انه كان يذهب إلى منزل ياسمين ؟ لا لن تفعل هذه المرة الاولى التي يرتب افكاره بنفسه ولا تسرد هي التفاصيل ستدعه يتحدث وستراقب هي ستدعمه
رندا بخوف – وليد لا ترهق نفسك ارجوك
وليد – هناك كلمات كانت تنطقها ترن برأسي لكن بطريقة سريعة بلغة غريبة لا استطيع ان اتحكم بتلك الصورة ان اظهر ذاك المشهد بالعرض البطيء لأفهم كلماتها لكن لا استطيع ان أوقف شهور بالألم يمزقني لتلك الكلمات .. ابي كان ينهال عليها ضارباّ حين تنطق بتلك الحروف لكن لا اعلم ما هي ؟
رندا – وليد لا تضغط على نفسك
تجاهل كلامها وهو يحدق بها لا يشيح نظره عنها ويديه تضغطان على رأسه بقوة و الدموع ترفض ان تسيل من عينيه – كان يعود ليراضيني بعدما يضربني اذكر انه كان يسمح لي بان المس ما يصنعه بيديه .. هناك ذكرى مدفونه تحاول ان تطفو لكنها سرعان ما تغرق من جديد.. ببعدها تظهر اخرى ذكرى يخبرني فيها والدي عن حمل امي حملت اخيرا حين كنت ببداية الرابعة عشر اذكر باني كنت احلق من السعادة لذاك الخبر .. فرحت اخيرا سأحصل على اخ مثلي مثل اي شخص اخر .. انتظرت وانتظرت الى ان وضعت الطفل ريان اخي
انسابت دمعة يتيمة من احد عينيه لينزل يديه عن رأسه وعيناه لا تفارقان عيناها اللتان ابحرتا بتلك الدموع وغرق وجهها بها – اخي كم اسعدتني تلك الكلمة فرحت به اهتممت به لم اتركه .. كنت ألاعبه دائما اصبح هو سبب سعادتي لم يعد يطرق الحزن ابواب قلبي لم اعد اخرج من البيت من المدرسة الى البيت ومن البيت الى المدرسة لم اعد العب مع اصدقائي إلا نادرا انقطعت عنهم لاكون برفقة شخص واحد اخي ولم اكن ازور سوى منزل مؤيد ليلعب ريان مع غروب .. لكن لم يكن ذاك السبب الوحيد فقد غرق والدي بالديون إلى ان أفلس وامي كل يوم تشن عليه حرب تريد ان تعود الى اميركا .. تريد نقود ولا تهتم بأبنائها كبر ريان قليلا أصبح بالرابعة نشهد تلك المعارك لامسك بيده ونهرب .. هنا ذكرى جديدة طفت على السطح ليلتقطها هو ويقول كنا نهرب الى الخزانة لنتفادى اصواتهما المرتفعة اجل .. نختبئ بين الملابس بمكان ضيق مظلم يكبت على انفاسنا أضمه إلي كي اهدأ من روعه َولا نخرج من هناك سوى بعد ساعات لم اكن صغيرا حينها كنت بالثامنة عشر لكن كنت ما زلت بالصف العاشر فقد تأخرت بدراستي لاسباب صحية لم يكن جسدي قوياَ كنت ضعيفاَ اجل لذاك العمر كنت ما زلت فتى احمق مغفل اي احد يستطيع ان يسحقه بسهولة لم أكن ذو شخصية صلبة كنت ساذجاَ اي شخص يستطيع ان يضحك عليه بكلمة .. مرت الأيام لتظهر مصيبة أعظم أمي أيضا اصبحت مدمنة وليست كوالدي فهي تحتسي تلك السموم في المنزل وامام أعيننا اذكر ريان يمسك بيدها يبكي يريد ان تطعمه لكنها تضحك بطريقة قذرة وتدفعة عنها ليسقط على الارض واقترب لاحضنه لكنه يريد امه .. كل طفل بحاجة لام تحتضن طفلها تحميه بجسدها تفديه بروحها لماذا نحن لم نحظى بتلك الام لماذا ؟؟
قال كلماته الاخيرة بصوت متحشرج .. لم تعد تحتمل رندا نهضت من مكانها تبعها وليد بنظراته ليجدها تجلس على المقعد بجواره وتقترب منه تحتضنه بحنان كبير وبعاطفة عميقة.
من أنا ؟
شخص حمل قلبه كل الطيبة بيوم ما
للتحامل عليه الايام وتجرده منها رويداً رويدا
من أنا ؟
شخص وضعه قدره بمواجهة أشخاص مجردة وجدانهم من معاني الإنسانية
ليتنقل بعد ذلك تائهاَ بين شواطئ الهجران
انا من تمنى ذاك الحضن الدافئ في يوم باردٍ عاصفٍ في كل يوم من تلك الايام
لأحصل عليه الان وقلبي مثقلٌ بيأس ٌ واحباطُ انهك كاهلي على مدار اعوام
انا الضائع الذي يفتح صحراء قلبه لكل نقطة عطف قد تعلن عن الهطول
انا الفاقد الباحث خلف ذكريات نقشها القدر ليعريها الزمان
انا القوي الصامد من يتبع حدس يتصاعد من خلف ضباب خلفه شتاءٌ عاصف ليصل الى بر الأمان
احتضنها يتلذذ بتلك العاطفة ليردف – في يوم ما نهضت من نومي لم اجد اخي بجواري .. شعرت بالخوف لأهرع وابحث عنه بين ارجاء المنزل الكبير .. لم اترك غرفة ولم ادخلها .. لأتفقد بعد ذلك المطبخ .. صمت ليبتلع تلك الدموع التي تخنقه وتلك الاخرى تشدد من احتضانها له .. وجدته مستلقيا على الارض .. اقتربت بسرعة اكلمه لكنه لم يجب .. تحدثت ورفعته لاجد رائحة غريبة تنبعث منه .. لاجد بعد ذلك زجاجة بجواره كانت زجاجة للكحول .. امسكت به احتضنه بكل قوتي واصرخ انادي ابي .. حملته بين يدي أتوجه به الى الحمام وضعته تحت المياه اغسل وجهه بالماء ظننت انه تأثير طفيف كما يحصل مع الكبار انه فقد الوعي ليستفيق لكنه لم يفعل .. كان صغيرا عمره لا يتجاوز الرابعة فتى شعر بالعطش لم يستطع ان يصل إلى قابس الضوء لينير المطبخ وتناول اول زجاجة امامه لم يكن يعلم انها كحول ستودي بحياته .. لو نهضت قبل ذلك لما حصل ما حصل ..
غرق وجهه غروب بالدموع ليست المرة الأولى التي تسمع ذلك منه لكنها المرة الاولى التي يخبر بها شخص اخر غيرها هي وجين وتلك الافعى نغم .. راقبته وهو متشبث برندا وكأنها طوق نجاته وتلك الاخرى تحتضنه بكل حنان وكأنها والدته ..
رندا – لم يكن ذنبك بني هذا هو قدره
هدئت انفاسه ليقول – والدي لم يكن بالمنزل في ذاك اليوم اتى عمي ايمن ليطمئن على والدي لانه لم يعد يقابله كثيرا ليجدني ما زلت احتضن اخي وهو قد فارق الحياة .. اقترب مني يبعده عني .. اخذه من بين ذراعي لأشعر بان أنفاسي تسحب مني رتب هو امور الجنازة والدفن كان ابي مختفيا رافقت عمي ايمن إلى المشفى لم أفارقه شاهدتهم وهو يغسلونه امامي ويكفنونه .. دموعي لم تتوقف عن السيلان حضر مؤيد ليساندني بكل لحظة ذهبنا الى المدافن لندفنه هناك .. في ذاك الوقت رأيت والدي يقترب مني ويحتضنني لكن لم اشعر به لم اشفق عليه هو كان سبب فراقنا وتشتتنا .. حين انتهى الشيخ من صلاة الجنازة نزلت بنفسي الى القبر ألتقط اخي ليرقد هناك .. لم اود ان اخرج من تلك الحفرة كنت اود ان ادفن نفسي بجانبه .. كان قبره صغير يناسب حجمه الصغير لا انسى ابتسامته المشرقة .. كلماته المكسرة .. عيناه الملائكية شعره البراق لم انسه ابدا ..
سحب نفس عميق وهو يجفف دموعه براحة يده ليردف ودعته هناك بعدما حتضنته وانا اودعه لاخر مرة وخرجت وشعرت بان روحي رقدت بجواره .. دفن تحت التراب .. سقيت قبره بالماء وانا أدعو له .. لم استطع الكلام وذهب والدي الى المشفى ليعلم سبب الوفاة فهو لم يكن يعلم بعد وحين عاد من المشفى كنت انا بحجرة ريان لم ألتفت واتفقد تلك المدعوة أمي لكن حين استمعت إلى صراخها هرعت لأتفقد ما يحصل لاجد والدي يرفع سلاحه باتجاه أمي وهو يصرخ بها لان ابنه مات بسبب تسمم كحولي وما افقده صوابه انها كانت تحتسي الكحول حين عاد وتضحك بسخرية وكأنه ليس ابنها من مات قبل ساعات .. لم انطق بحرف لم استطع لاجد والدي يطلق الرصاص ليخترق جسدها خمس رصاصات واحدة برأسها والاخريات موزعات على انحاء جسدها .. سقطت هي .. تلفظ انفاسها الاخيرة ليسقط هو خلفها يضع يده على قلبه .. فذاك اليوم كان كارثة أعلن إفلاسه ليحجز على كل أملاكه ويعود ليجد ابنه قد فارق الحياة ويقتل بعد ذلك زوجته ليصاب بنوبة قلبية ويموت على اثرها .. وتم دفنهما بعد صلاة العصر .. فقدت عائلتي في يوم واحد .. وكذلك منزلي لاودع ذاك المنزل وتلك الذكريات خلفي .. وأذهب بعد ذلك الى منزل ايمن حجزت نفسي في غرفتي ارفض حوار اي شخص ولم اتكلم الى اي احد ولم اتناول الطعام لا افكر سوى بريان حتى الدموع جفت بعد ذاك اليوم الصاعق ولم أكن اشعر سوى بالفراغ الذي ملأ قلبي .. ليأتي بعد ذلك يوم ارى غروب تغرق امامي في بركة السباحة .. لم ارد ان اشهد شخص اخر يفارق حياته امام نظري هرعت اليها دون ادراك لما افعله لأقفز بالبركة وأنقذها وحين تلك اللحظة ذرفت دموع كثيرة دموع الفقد والحرمان لحنان عائلة حقيقية دموع الاشتياق لأخي .. نظرت لملامحها البريئه لأجد صورته امامي .. برائتها نقائها صفائها مثله .. شبهها به وعمرها الذي يماثل عمره .. وجدت فيها سبب يدفعني لتشبث بها وللاقتراب منها وحمايتها اردت ان احميها من كل شيء حتى لا تموت هي ايضا .. بعد ذلك اصبحت اتناول الطعام بشكل طبيعي لكن لم اكن اتحدث مع احد لكن تلك الشقية اخرجتني من صمتي كانت تجلس بجانبي وتثرثر دون توقف وتلح علي كي اتحدث معها اعتدت على محادثتها لأعود لطبيعتي بالتدريج وعدت بعد ذلك للدراسة مرت سنة تلو الاخرى لأصل الى الجامعة اخيرا حصلت على مجموع كبير يدخلني اي تخصص اريد لكن حينها كان الاغلب يختار علم الآثار لان مجاله مطلوب اخترت ذلك ودخلت الجامعة وعمري واحد وعشرين عام .. هناك كان عالم مختلف وانا للأسف كنت ما زلت على سذاجتي قابلت صدفة فتاة في الكافتيريا بالسنة الثالثة لكنها اصغر مني أما بالخبرة فتتعداني بمسافات شاسعة .. لم اكن قوي الشخصية لكن كنت جذابا بنظر تلك الفئة من الفتيات اللاهيات بالحياة .. انا اعجبت بها كنت دائما اصادفها لكن كنت اخجل منها ولا اتحدث اليها الى ان بادرت هي وتحدثت الي .. ظننتها بريئه كما أظهرت هي أحببت طريقتها بالحديث وإدارة الحوار كشفت لها عن نفسي بسهولة وانجرفت خلف اعجابي بها لكن لم اكن اعلم أني مجرد فأر تجرب عليه حيلها هي ومجموعتها الفاسقة كنّ فتيات حقيرات يعلقنّ بهنّ الشباب ثم يتخلون عنهم بكل حقارة .. لا اعلم لما كرهتني انا اكثرهم ولما حقدت علي ربما اني ذكرت مرة دون ان اذكر عائلتي التي تجنبت ذكرها ومحوتها من ذاكرتي اني اكره الكحول والخمر واي مادة مخدرة وكم احتقر من يتبعونها لم اكن اعلم انها غارقة بتلك الامور الى اذنيها كرهتني بطريقة جنونية الى درجة انها اصبحت تضع الحكول في المشروبات التي احتسيها .. من شاي وقهوة وعصير وحين اخبرها عن تغير الطعم تتعذر بأعذار واهية أنواع من اعشاب اخرى اضيفت لها الى ان أصبحت تلك المادة تملأ خلايا جسدي ولم اعد أتأثر بتلك الرائحة بل اطلب المزيد من تلك الاعشاب تحضرها لي وفي يوم ما كنا جالسان في منزل صديق اقام حفلة لا اعلم كيف استدرجتني الى هناك ربما حين احتسيت الكثير من السوائل الممزوجة بتلك الكحول وتناولت حبة للصداع .. ولم تكن سوى مخدرات وضعت تلك الكؤوس امامي لاحتسي دون وعي مني إلى ان خلا المنزل ولم يعد سوانا انا وهي وحينا فعلت ما لم اتوقعه ابدا لقد عرضت نفسها علي دون حياء لا اعلم كيف افقت وتلك المواد المخدرة تسبح بدمائي التي تسير بعروقي .. لا اعلم كيف خرجت .. لكن حين عدت الى المنزل وذهبت في اليوم الاخر الى الجامعة لم اظنه سوى حلم مزعج واثبت وما اكد لي ذلك انها كانت تتصرف بشكل طبيعي .. في ذاك اليوم اخبرتني ان هناك من يوم ان يخطبها وبدأت بالبكاء لم أتحمل ان افقد شخص اخر احبه قلت انا احبك وأريد ان أتزوج بك .. فرحت وقالت انها موافقة لكن تريد عرض زواج امام جميع من في الجامعة .. لتكون قصة حبنا خبر لكل شخص هنا وافقت وفي اليوم الاخر حين وقفت اصرخ كالأبله هل تقبلين الزواج بي ضحكت بسخرية لتقول ومن تكون انت لأقبل بك شخص حقير تافه والده قاتل والدته المدمنة التي تركت الكحول بين يدي طفلها ليموت اثر التسمم بالكحول .. انت شخص وضيع وانا لا اقبل بك ابدا
|