كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم حنين سعيد .. الجزء الاول من الفصل الـ 12
غيوم سوداء تحيط بقصر عالي
وعاصفة هوجاء تعلن عن قدومها بعد ثواني
نوايا خفية تهدد سعادة قلوب نقية
وألحان شطيانية تتسلل لتدوي بإرجاء جدران ما زالت تحتفظ بضحكات فتية
اماني وتوسلات تتصاعد من افواه خرساء
وقلوب تطالب ان تحضى ببعض الفرح برجاء
لم تعي كيف نطقت اسمه وان من حولها اصابتهم الصاعقة عند سماعهم هذا الاسم .. نظرت وفاء امامها وكان قد وقف امامهم ..
اقترب مروان وعامر وسامر بخطوات سريعة عندما رأوه ووقف سامي متأهبا .. كان معه فتاتان الاولى سحر اخته ولكن الاخرى لا تعرفها انها فتاة رائعة الجمال هذا كل ما يقال عنها .. ممشوقة القامة ترتدي بنطال من الجينز يغطي ساقيها الطويلتين وترتدي قميص اخضر طويل الاكمام يصل الى خصرها النحيل .. جميلة وجهها رائع بعينيها الرماديتان وشفتيها المكتنزتين وانفها المستقيم .. وقفت بجانب فايز بكل تكبر وثقة .. انها نسخة مكبرة عن غروب .. هذا ما خطر بذهن عامر عندما وقع نظره عليها .. صحيح ان جسد غروب ما زال صغير الحجم وهي قصيرة القامة ولكن الثقة والأعتزاز بالنفس والغرور نفسه ونظراتها الجريئة وبريق عينيها الجذاب ولكن نظرات غروب تختلف قليلا فهي بريئة ..
نظراتها طفولية ومليئة بالشقاوة والمشاكسة ... لماذا اقارن بينهما ؟؟ وبخ نفسه لهذا وعاد ذهنه الى الذي يقف امامه
لمح قاسم غروب تسير لوحدها متخبطة ولا تستطيع ان تحمل العصي وتسير بذلك الحذاء سار ليمسك عنها العصي
- اوه قاسم شكرا لك
- لا داعي لذلك .. ممم بالمناسبة تبدين جميلة جدا
- شكرا لك
بالطرف الاخر
- ماذا تريد
كان مروان هو من ابتدأ الكلام وقطع الصمت الذي كان مطبقا عليهم
- ان ابارك الى ابنة عمي بالرضاع .. والتي تكون ابنة اخيك
- بارك الله فيك والان هل يمكن ان تعود من حيث اتيت؟
- مهلا يا مروان .. علي ان اسلم على ابنة عمي اولا والتي هي من لحمي ودمي
لم تستطع ياسمين ان تكبت غضبها الذي تفجر مرة واحدة عندما سمعت كلامه
- والان اصبحت من لحمك ودمك ايها الحقير .. كان عليك ان تتذكر هذا قبل ان تفعل بي ما فعلت
- وماذا فعلت بكِ ياسمين .. انا لم ابدأ بعد
شعرت بالبرد يسري بجسدها .. ماذا ينوي ان يفعل ؟؟
قال عامر
- لن تفعل شيء لها فايز والافضل لك ان تخرج من هنا .. ام انك تحبذ ان تضرب كالمرة السابقة
- اوه لا عامر .. ومروان .. ما هذا الملاكان الحارسان للأميرة ياسمين .. ماذا يا شباب الم تختر احد منكما بعد ؟؟ ام تخاف ان تنشئ عداوه بين العم وابن اخيه ؟؟ هل ما زالت تعبث بكما كما من قبل ؟؟
شهقت ياسمين عندما سمعت كلامه تبا له بماذا يتهمها
بدأ مروان يفقد السيطرة على اعصابه وقال والغضب يبدو واضحا بصوته
- اخرج الان وإلا حطمت الفندق فوق رأسك
- لا اظنك تقدر على هذا فهو زفاف ابنة اخيك الحبيبة .. لا اظن انك تريد ان تنزع فرحتها في يوم مثل هذا
سارعت غروب للسير حين لمحت ان هناك امر غريب وتبعها قاسم ..
- من هذا الاحمق الذي يتكلم
التفت فايز الى الصوت القادم من خلفه فرأى فتاة جميلة ولكنها تبدو صغيرة تقدمت الى ان وقفت بجانب ياسمين .. وشاهد قاسم يتبعها وتبادلان النظرات القاتلة
قال عامر
- لا تتدخلي بهذا غروب
قال فايز بحقارة – اوه غروب حبيبتي كيف ذراعك
قالت غروب بحقد وهي تتقدم بتجاهه
- جيدة جدا ومستعدة
شعرت لميا بالغيره وهي ترى قاسم يسير خلف غروب .. بسبب غبائها ساعدته وتلقت التأنيب من قبل قاسم .. عليها ان تستغل هذا الموقف وتكسب ثقة قاسم ايضا لكن هناك شخص اخر عليها ان تتقرب منه وهو فايز .. ستضرب عصفوران بحجر واحد هذا ما عزمت عليه
قالت - اوه انتي
تكلمت تلك الفتاة الساحرة .. فنظرت اليها غروب بكل تعالي وقد علمت من تكون تلك التي رافقت قاسم الى معرض السيارات وعاملتها بكل كره .. شعرت بكره شديد لها وحدقت تلك الاخرى بها بنظرة المتعالي ذاتها واكملت بصوتها الرائع وهي تقول بدلال
- انتي الفتاة التي لم تجلس اليوم ترقصين بطريقة رائعة وملفته
- حقا .. اجابتها بسخرية واكملت .. اذا كنتِ تحبين علمتك؟
- لا اعلم سأفكر بعرضك .. اجابتها بسخرية وابتسامه مغرية تتلاعب على شفتيها
اخترقت نظرات فايز جسدها فقد كانت شعرت انه يعريها بنظراته وقال
- يا ترى كم ستكونين رائعة وانتي ترقصين احاول ان اتصور ذلك
شعر عامر بالدم يغلي في جسده كيف يكلمها بهذه الطريقة الوقحة وكل هؤلاء الرجال حوله انه يحاول ان يذلها فاقترب منه يريد لكمه ولكن غروب كانت اسرع منه فأمسكت بقبضة يده بسرعة وتعيدها الى مكانها وهي تنظري اليه بكل قوة وتقول
- انتظر عامر .. انت من اصحاب المقام الرفيع لا تستطيع ان تتعامل مع مثل هؤلاء الحثالة اما انا فقد اعتدت على امثالهم .. كما انني لا احب ان يلغي احد وجودي استطيع ان احمي نفسي وهناك حساب قديم يجب ان اصفيه بيني وبين هذا ال.. اوه لا يساعدني لساني بالتحدث معه بطريقة متدنية
وعادت لتقف امام فايز وتقدمت منه خطوه تعلن تحديها له وتنظر اليه بشمئزاز واضح
- انت فايز العمري
اشارت بيدها باستخفاف وكانه لا شيء
ولكن قبل ان تكمل قاطعتها تلك الحسناء قائلة
فكرت لميا اعتذر منكي غروب على ما سأقوله لكن ليس لدي خيار - اتعلمين غروب .. اذا رقصتي بنادي ليلي قد تجمعين ثروة في وقت ضئيل جدا
واكمل فايز
- وانا ساكون اول من يشاهدكِ وانتي ترقصين .. وربما اكون اول من يلمسكِ .. نظر اليها بطريقة وقحة ..
كانت ردت فعلها اسرع من الذين ارادو ان ينقضو عليه لكلامه الحقير والفاظه البذيئة فرفعت يدها توجه اليه لكمة قوية جدا لم يستطع ان يتفاداها لسرعتها وقوتها واعادته عدة خطوات الى الوراء وقد جرحت شفته السفلى بخاتمها وتناثرت الدماء .. في ذاك الوقت وقف قاسم مكانه قبل ان يصل الى اخيه فاجئته حركتها .. وقبل ان يعود فايز الى رشده اردفت
- اخرج من هنا وإلا والله العظيم سأتهمك بالتعدي على فتاة قاصر وازجك بالسجن لأعوام وكما ترى الشهود يملئون المكان والمحامية وفاء ستكون متشوقة لفعل ما لم تفعله قبل سنتين
اقترب منها ولكن قبل ان يصل اليها قالت
- اذا قلت كلمة واحدة اخرى غير الذي تفوهت به سترى اسمك غدا في جريدة الفضائح والصور الفاضحة التي التقطت لك وانت في احد الملاهي الليلية .. كل ما احتاجه الى اتصال صغير اجريه وتصبح سمعتك واعمالك بخبر كان...
كان كل من حولها ينظرون اليها بدهشة .. ما هذه الفتاة انها مجنونة .. كيف استطاعت ان تفعل ذلك
- ستندمين اعدك ايتها الفتاة .. ستدفعين الثمن وليس انتي فقط بل وعامر ووفاء وجنى وانتي يا حبيبتي ياسمين ولكن من سيكون له النصيب الاكبر انت يا مروان سترى سأدمرك وادمر كل احلامك وكل ما بنيته بالسنوات السابقة.. واشار بيده الى قاسم .. اما انت فمنذ اليوم لن تكون اخي بل عدوي .. علمت بما قمت به لمساعدة مروان ولمساعدة الحقيرة وفاء ووالدها واخاها..
قال قاسم – انا من سيجعلك تندم فايز وسأرد حق كل شخص سلبته اياه وانتي لميا لدي حديث لاحقا ..
والتفت ليغادر وكذلك فعلت الفتاة التي معه اما سحر فقد كانت تراقب ما يحصل من بعيد
- انتظري انتي ايتها الحسناء الفاتنة .. انتي ومن على شاكلتك من تعمل بالملاهي الليلية وليس انا ان لم تكوني تعرفين من انا فاسألي من اكون لدي من المال والثروة تطمرك انتي واهلك كلهم افهمتي كما انني لا اتباهى بعرض جسدي امام الاخرين بل احتفظ به الى من سيكون زوجي ..
اكملت تلك الفتاة طريقها وعيناها تلمعان من الغضب تحول لونهما ازرق داكن .. تأثر عامر لرؤيتها على هذا الحال .. وشعر ان هنالك امر ما تخفيه هذه الفتاة .. هنالك امر يجذبه اليها ولا يعلم ما هو
في تلك اللحظة اقترب وليد ليرى ما الذي يحصل شاهد ياسمين ترتجف من الخوف سارع اليها
- ياسمين ما بكِ لماذا تبكين .. يا فتاة الا تتوقفين عن البكاء ابدا ؟
ابتسمت قليلا وقالت – كيف افعل وكل ما حولي يدفعني لذلك؟
- حسنا ايتها المدلله لنرى ان كنت احمل منديل
- اتمنى ذلك كي لا يشوه وجهي من الكحل
- ههههه لا تقلقي .. ها تفضلي
- شكرا
قال عامر - غروب ما الذي فعلته ؟
- وماذا فعلت
تفجر الغضب بداخل عامر واقترب يمسك بذراعها ويصرخ بها
- ماذا فعلتي .. هل انتي مجنونة .. الم تدركي ما الذي فعلته الان انتي بخطر يا حمقاء وكيف تلكمينه كان يمكن ان يؤذيكِ يا غبية
- ان لم تترك يدي عامر وتتوقف عن شتمي ستكون في مكانه
- انتي تحلمين غروب لست انا من يلكم من قبل فتاة طائشة
شاهد الغضب يلتمع بعينيها وكانت تحاول ان تحبس دموع ترقرق بهما ونجحت بذلك .. كيف تسيطر على عواطفها بهذه القوة .؟؟
برغم من انها بكت من قبل لكنها لم تبكي سوى من اجل شخص واحد وهو وليد اما بالحالات الاخرى لم تبكِ .. انها تشبه جنّى بذلك ..
لم تسمح لدموعها ان تنساب بل اخفتها وكانها تبخرت وعادت الابتسامة ترتسم على شفتيها واستطاعت ان تصل الى عينيها .. انها تذهله بأفعالها .. نظر الى يدها الناعمة والرقيقة .. كانت قد جرحت من اثر لكمها لذلك الحقير .. خفف قبضته على يدها واخرج منديله يلف يدها به بكل خفة
- لا تعيديها
- ههههههه لا اعدك بذلك
- غروب
التفت له وليد - لماذا تصرخ عليها انت
- اوه انت السبب في دلالها تلك متهورة
قال وليد – وانت ما شئنك بها لتهتم بنفسك
قالت غروب وهي تتجاهل الاثنين وتخاطب قاسم
- لا تحزن قاسم هو لا يستحق شقيق مثلك اما على تلك استطيع ان اجد لك فتاة اجمل منها
ضحكو عليها ومنحها قاسم ابتسامة مشرقة – شكرا لكي غروب
- انا بالخدمة دائما
رفعت يدها تشير الى احد الفتايات فتغيرت الموسيقى التي كانت تملأ الصالة والتي حمدت الله على وجودها لانها اخفت صوت الشجار مع فايز وجيد انهم كانو يقفون متجمعين ولم ينتبه احد الى ما كان يدور وإلا كانت الليلة قد انتهت نهايه مأساويه .. وتبدلت باغنية شعبية وانسابت الالحان وتجمع الشباب بجانب بعضهم ونزل مؤيد ويمسك بيده جنّى فقد كان غافل عن كل ما يدور حوله وهو لا يرى إلا جنى امامه
وسعوا الميدان
يا بيه
وسعوا الميدان
|