كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم حنين سعيد .. الفصل العاشر
وصل عامر الى المشفى .. سقطت سلمى في قسم الاستقبال ليضعوها هي على النقالة التي احضروها الى غروب .. اما هو سار ليختار احد الغرف ويضعها فيها دون ان يستشير احد وتجاهل الموظفة الناقمة عليه ..
قال بنبره امره – اطلبي استدعاء الطبيب حالا
حضر الطبيب الى غرفة غروب .. تفقد وضعها .. لم يكن خطيرا طهر مكان الجرح ..
وتفقد ذراعها ليجدها مكسور .. استيقظت بعد لحظات تأن بإلم
- اوه امي
اقترب منها عامر يقول – والدتك بخير
- امي .. اوه امي
قال بثقة – والدتك بخير غروب
رفعت جفنيها بتثاقل لتقع عيناها عليه وهو يشرف عليها بقامته الفارعة ..
- اوه انت
نظر اليها بسخرية وقال –اجل
قال الطبيب – علي ان أخيط جبينك
- تفضل
حركت يدها لتصرخ من الألم – آآآآآآه ذراعي
قال لطبيب – لقد كسرت وتحتاج الى تجبير
صرخت مستنكره – لااااااا ارجوك لا تقل ذلك ليس ثانية
- ما بكي يا أنسة
حركت رأسها بأرهاق وقالت – اليوم فككت الجبيرة .. ما هذا الحض العاثر لماذا دائما تكسر هذه الذراع .. الاولى شعر والثانية كسر والثالثة كسر ايضا تبا تمنيت ان احركها بشكل عادي مللت
ضحك عامر على تذمرها وقال بلهجو امره – توقفي عن التذمر جيد انك ما زلتي على قيد الحياة ثم ان جبينك يحتاج الى خياطة آلا تخشين ان تشوه الغرز وجهك الجميل
نظرت اليه بحدة وقالت – لا لا يهمني جمالي ايها المارد هلا جلست عنقي آلمني وانا ارفع رأسي لاستطيع ان انظر اليك ثم ان ذراعي تهمني اكثر من وجهي .. كيف سوف أبدأ بتعلم صنع الفخار ثم كيف سأكتب يا ألهي الرحمة
اطلق ضحكة رقيقة وقال – انتي حمقاء حقا وغريبة الأطوار
قالت بسخرية – لا يهمني رأيك ايها المارد .. اوه امي كيف هي
قال – اخرجو الرصاصة من ذراعها مكانها ليس خطير
- حقا
- اجل هي الان نائمة تحتاج الى الراحة
- اوه علي ان أطمأنها على نفسي لا اريد ان تشعر بلقلق اكثر
- فعلنا ذلك غروب والان اخلدي الى الراحة
بدأ الطبيب بأخاطة جرحها كان يبدو انه ما زال متدربا .. يختلس نظرات اليها كل حين .. شعرت غروب بضج منه .. راقب عامر نظرات ذاك الاحمق وتمنى لو يلكمه لكن الذنب ذنب تلك الحمقاء من تترك شعرها بذاك الشكل .. تنفست الصعداء حين انتهى
قال عامر بضيق – هل انتهيت
- اجل .. نظر الى غروب وقال .. عمرك .. نظرت اليه بريبة ليردف .. ممم من اجل الاستمارة عليكي ان تملئيها
قال عامر بحنق – سنفعل ذلك
لم يأبه الطبيب بعامر .. اقترب عامر من غروب ورفع الوشاح ليغطي به شعرها بشكل جيد .. نظرت اليه بغضب لجرئته .. تبادل كل منهما النظرات الصاعقة .. تمنت ان تلكمة .. راقبهما ذاك الطبيب بريبة .. انتهى عامر
ليقول للطبيب – عذرا منك لكن ماذا تنتظر
قال – انتظر ان تجيبني على سؤالي
قال غروب ببتسامة ماكره – سأكمل الستة عشر عام قريبا
حدق بها عامر لا يصدق عمرها ستة عشر .. تلك الحمقاء
قال الطبيب – كل عام وانتي بخير مقدما .. سيتم تجبير يدك بعد قليل
- شكرا لك
ما ان بتعد الطبيب حتى قالت – ماذا فعلت
قال بغضب – انتي وقحة
قالت بذهول – ماذا كيف تجرؤ ما شأنك بي
همت بنزع الحجاب ليقترب منها ويوقفها – أياكي ان تفعلي لست صغيرة
- ليس هذا من شأنك
قال بسخرية – ماذا هل تعجبك نظرات الرجال من حولك وهم ينظرون الى جمالك
لا تعلم ماذا يرون بها كل شخص اصبح يخبرها عن جمالها لكنها لا تعي ذلك ابدا .. ترى نفسها اقل جمال من الفتايات اللواتي بعمرها
- من انت لتجرؤ وتخاطبني بتلك الطريقة ثم انا سأرتدي الحجاب لكن ليس الان
قال بسخرية – ومتى اذن اليوم كنتي ستفقدين حياتك .. انتي لا تضمنين عمرك لذلك من الافضل ان لا تخلعيه منذ هذه اللحظة افهمتي
- تبا لك فايز انت السبب بهذه الورطة
نظر اليها بريبة يعلم صاحب ذاك الاسم لكن هل هو ذاته فايز العمري
قال – لماذا من هو
- لانه هو من ارسل من يطلون علينا النار
قال – كيف علمتي
- هههههه هو يهدد والدي لينسحب من الأنتخابات ثم اني وجدت الكثير من رسائل التهديد .. "اعلمي والدك انه سيفقد ابنته المدللة اذا لم يبتعد عن طريقي "
- هل اخبرتي والدك
- لا لم افعل لا اريد ان يضحي بهدفة من اجلي
صرخ بها – انتي حمقاء اقسم بذلك كنتي ستفقديم حياتك بسبب غبائك كان يمكن ان يوفر لكي بعض الحماية
- اجل كان سيسجنني بلمنزل لا لا اريد ان اقيد حريتي
زفر بحنق – من الافضل ان تصمتي كي لا ارتكب جريمة كما ان الان الشرطة ستحضر لتدلي بإقوالك
- سأحدث والدي اولا
- والدك علم بذلك والدتك اخبرته
قاطع حوارهما دخول شخص ما نظرت اليه غروب بذهول لتقول – انت
تقدم منها ليتبادل النظراة مع الشخص الاخر شعر عامر بتوتر ما الذي احضره الى هنا ما هذا الحض العاثر الذي يصادفة الان
قال – كيف حالك
قالت بحنق – كسرت ذراعي
ضحك عليها وقال – لا تستائي يا صاحبة الكلمات الساحرة .. لتشفي بسرعة اشتاق لخواطرك الجميلة
ازدادت ابتسامتها وقالت – شكرا لك لكن كيف علمت بإني هنا قاسم
- صدفة
تبادلة هي وهو النظراة تعلم انه ليس كشقيقة لا بد انه علم ما فعله وحضر ليطمأن عليها .. علم بماذا تفكر .. ما ذنب هذه الفتاة الرقية لتواجه ما اصابها
قالت – ممم اعرفك بلمارد قاسم هو من انقذني ... اوه لا اعلم ما هو اسمك
ضحك بسخرية وقال – مارد يعجبني
حدق قاسم بعامر .. علم انه لا يود ان تعلم بهويته , خمن قاسم ان عامر حضر لينهي ما يتعلق بتلك القضية ولا احد يعلم بوجوده هنا
قال قاسم – تشرفنا ايها المارد
أومأ له برأسه .. تابعتهما غروب بنظراتها .. هناك امر غريب بينهما تشعر بذالك .. نظراتهما تنطق بكلمات مشفرة قاطع افكارها رنين هاتفها لتجد ان المتصل وليد
- اوه لا ليس وقتك الان وليد
قال قاسم – ارسلي له تحياتي
- ههههه سأفعل لكن ليس الان لا اريد ان اقلقه
قال عامر – لماذا لا تجيبين ليحضر الى هنا
قالت – لانه ليس هنا هو في دبي
- ههههه اذن لن يحضر
قالت بحنق – اذا اخبرته سكون هنا بعد ساعات .. انا اهم ما لديه لا اريد ان أعطله يكفي ما تسببت له به خلال المدة الاماضية
قال بريبة – هو هو شقيقك
اجابت بحدة – لا
قال – اذن ماذا
- هذا ليس من شأنك
قاطع جدالهما قاسم وهو يبتسم بسبب تصرفاتهما – مبارك الحجاب غروب هكذا اصبحت اجمل
شعرت بلخجل .. نظر اليها عامر بسسخرية وقابلت نظراته بتحد
قالت – شكرا لك قاسم
حرك رأسه عامر يعبر عن يئسه من تصرفاتها الغيربة
قال – وداعا
وخرج قبل ان تجيب عليه او ان تشكره
ظهر ثم أختفى كلسراب
مارد يحيط بوجهه السواد
وعينان خضراوتان خطيرتان تثيران
عواصف بقلوب من تسحرها الشرارات العمياء
شرارات من احجار زمردية تتخللها خيطوط ذهبية
تنبعث من قعر عيناه بحيرة .. لتتطاير بلأجواء
معمية .. وتهبط بعيني من يناجيها .. بصوت خافت
تسمعها .. ذبذبات لشحنات كهربائية
لا يعلم حقيقتها سوى من يرسلها ويستقبها ..
هو ام هي ..
بعثرته بهالتها السحرية .. يتقافز قلبه بعفوية
لحن خافت يتسلل الى نياط قلبه ليطربها
على خشبة المسرح تتسلس افكاري بخشية
تعتلي المنصة لتطلق العنان لعواطفها
تراقبها مقاعد فارغة .. ويسلط عليها أضواء وجدت طريقها من نافذة
تطوق لأن تعكس أضوء مطفية
ارقص خطوة تلو الاخرى .. على لحن يتصاعد من
اعماق قلبي تألفه وقع حوف لكلمات تخجل بإن تعلن عن نفسها
كحورية ظهرت من بين خيوط الشمس لا من الغابة
صوت نما بين احضان الحرير لينساب كل حرف منها برقة
يتسلل الى قلوب من حجر وتتربع على عرشه بملوكية .
نهاية الجزء العاشر
|