كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم حنين سعيد .. الفصل العاشر
سارت جنى بجواره الى الان لا تعمل لماذا احضرها الى هذا المكان
قال مؤيد – هذه المحمية تبلغ مساحتها 13 كيلومترا مربعا وترتفع ما بين 700 إلى 1500 متر عن سطح البحر تغطيها غابات كثيفة من أشجار البلوط، البطم، القيقب، العبهر،الخروب، الزعرور، الأجاص البري والسويد. وتقوم الجمعية بإعادة وإكثار نوع من الأيائل البرية المسماة : (الأيل الاسمر) إلى هذه المحمية التي تتميز بندرتها والتي أنقرضت من المنطقة منذ أكثر من 100 عام.
قالت – حسنا لماذا احضرتني الى هنا
تجاهلها واردف – تمتاز المحمية بتنوع حيوي وهي تضم عدد من الأشجار البرية بالاضاف إلى 200 نوع نوع من النباتات والإزهار البرية (شقائق النعمان, الدحنون, الزعمطوط, اللوف, الحميض,و...
- مؤيد انا لست برحلة علمية
نظر اليها بغضب لكن سرعان ما عاد يرسم ابتسامة هادئه واردف
- هناك 16 نوع من الزواحف (السلحفاء الاغريقية, الأفعى الفلسطينية، السحلية الخضراء وغيرها) و8 أنواع من المفترسات (الذئب, الضبع, القط البري، الثعلب الأحمر، السمور، الغريري، الواوي،) اوه لو تأتي غروب الى هنا ربما قد تصاب بنوبة قلبية وتموت في اللحظة ذاته
قالت – لماذا
- هي تكره الحيوانات والحشرات بمختلف انواعها
- غريب ما السبب
- عقدة نفسية
- حقا مؤيد
- اجل
- وما السبب
- لقد لدغتها افعى وهي صغيرة وكان وليد الى جوارها بذاك الوقت امتص السم من قدمها لكن بعض منه دخل الى جسده
- اوه مسكين .. وماذا حصل
- لازمته الحمى لأيام عدة بلبداية كانت حالته خطره لكنه تحسن بعد ذلك .. كان لديه رغبة بلحياة جنى بلرغم انه لم يكن هناك ما يشجع على ان يمضي قدم بحياته
- مؤيد انت تتحدث بلألغاز
- ربما جنى انا لا استطيع ان اخبرك اموره الخاصة لكن انا احاول ان أبذل جهدي لأقنعك بإن تستمري ان تتشبثي بهذه الحياة .. انظري حولك جنى نحن الان في محمية اقرب ما تكون الى الغابة .. كل حيوان هنا يقاتل لحيا .. صغير كان ام كبير .. ضعيف ام قوي .. القطة تقاوم الصقر الى ان تلفظ انفاسها الاخيرة بلرغم بإنها تعلم انه سيتغلب عليها حتى الارنب يفر راكضا وهو يعلم ان هناك ما سيمكسك به ..
انظري حولك هنا .. آلا تشرين بإي شيء جنى اخبرينني
نظرت حولها لتى الخضار في كل مكان ورائحة النباتات المنعشة تتسلل الى رئتيها .. واصوات العصافير تغرد في المكان ..
قال – اتبعيني جنى
فعلت ذلك ليقف على قمة جبل التفت اليها وقال – اقتربي
اقتربت لتقف خلفه .. نظرت للأمام لتجد اسفلها واد عميق شعرت بلخوف قال
- اتعلمي ما تفعلينه الان جنى .. انتي تستلمين لمرضك لا تحاربين انتي كمن يأتي الى هنا ويقف ويرمي بنفسه في الواد .. ما الفرق حين تقنطي من رحمة الله وما الفرق حين ترمين بنفسك في قعر الوادي
نظرت اليه وشاهدت نظرات التصمسم في عينيه .. – هيا اخبرينني جنى
لم تجب فليس هناك ما تجيب به قال – اغمضي عينيكي جنى
- لماذا
- افعلي ما اقوله اغمضي عينيكي وأنصتي لما يدور حولك وستنشقي نفس عميقا ثم أخرجيه بهدوء
فعلت ذلك . أنصتت لصوت الطبيعة وكأنها تناديها .. حركات لكأنات تركض .. هديل الحمام المتردد في ارجاء المكان حتى صوت الأفاعي وحتكاكها بإغصان الشجر ..خفيف الاوراق .. النسمات الخفيفة التي تحرك اوراق الأزهار .. تستمع الى كل ذلك وتملئ رئتيها بهواء نقي نظيف محمل بأجمل الروائح العطرة والمنعشة .. هناك حياة حولها تشعر بها
اجل كل ما حولها يتحرك ويحارب ويقاوم .. حتى ارق الكائنات الحية تفعل واصغرها فلماذا لا تفعل هي ذلك ايضا ؟ لما لا تقاوم .. لماذا استسلمت من الجولة الاولى ..
قالت بصوت هامس – لن استسلم مؤيد
ابتسم فقد وصل الى ما يريد – أنت متأكده
قالت وهي ما زالت تغمض عينيها وابتسامة صادقة نابعة من بين طيات قلبها تضيء شفتيها
- اجل مؤيد لكن اريدك ان تكون بجانبي
- سأفعل جنى اعدك ان لا اتركك ابدا اعدك ان اكون بجوارك خطوة بخطوة وأدعمكي بكل لحظة
- شكرا لك مؤيد
- والان افتحي عيناكي ومتعي نظرك بما حولك نحن الان هنا لما لا نمضي الوقت وكأننا في نزه
فتحت عينيها ونظرت اليه بإشراق – حسنا مؤيد لكن لبضع الوقت لأنني يجب ان اعود الى المنزل ..
- حسنا جنى كما تريدين
|