كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم حنين سعيد .. الفصل التاسع
- حسنا
بعد نصف صعد كل منهما الى المنطاد ليرتفع بهما محلقا في السماء .. نظرت لميا حولها وملامحها تشرق بسعادة والذهول وهي ترى ما يوجد اسفلها من تضاريس رائعة .. والجبال الصخرية ذات الألوان الممييزة الصفراء والبيضاء والحمراء والبنية .. كما شاهدت الأقواص والجسور الطبيعية وأدهشها تلك الصخور التي تتخذ اشكال الفطر والمنقوشة طبيعيا بواسطة الرياح وعوامل التعرية على مر السنين
قالت – مدهش قايم مدهش
راقب ملامح وجهها التي تظهر اعجابها بما تراه قال - عرف وادي رم بـ (وادي القمر) وقد اتخذه الأمير فيصل بن الحسين ولورنس العرب مركز قيادة خلال الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك العثمانيين، وقد شهد هذا الموقع الأعمال البطولية المدهشة التي قام بها هذان القائدان .
قال – هذا الوادي موقع مدهش
- نعم لأنه لم تصل اليه يد الإنسان ولا قوته التدميرية العابثة .. لقد شكلت عناصر الطبيعة الرياح والطقس منه ناطحات سحاب طبيعية شاهقة ومهيبة اتعلمين ان لورنس العرب وصفها بـ (ذات الأصداء اللامتناهي)
- نعم الوصف ينطبق عليه تماما
كان قد حان وقت غروب الشمس لاحظت أشعة الشمس تنعكس على الصخور لتشع بلألوان ساحرة .. وضعت يديها على طرف المنطاد لتنظر الى كل ما حولها لا تود ان تفوت اي شيء وتريد ان تحفظ هذا المنظر في ذاكرتها للأبد
لم يكن ينظر قاسم الى الغروب القرمزي بل الى وجهها .. يتأملها بصمت .. لم يكن يعلم انها لديها روح المغامرة .. مر بذاكرته حين آتى الى هنا برفقة ريتا وكم مضى من الوقت وهو يقنعها بإن تصعد برفقته لكنها رفضت واحترم رغبتها وطلبت منه ان يصعد ولا يقيد نفسه بها لكنه رفض وقال لها انه كان يود ان يرى ذاك المشهد برفقتها
قال لها بصوت اقرب للهمس بنبرة ساحرة – هل اعجبك
نظرت اليه ليرى ان اشعة الشمس انعكست عليها هي ايضا واصبح لون عينيها ساحر لا يعلم ما هو شعر بإنهما بلون قوز قزح اما شعرها اصبحت نحاسية اللون قالت بنبرة آسره يسمعها للمرة الاولى – اوه قاسم هل تمازحني لم يعجبني فقط بل افقدني عقلي .. لم اتصور ان يكون بهذا الجمال غروب قرمزي على منحدرات صخرية مذهلة .. انظر الى انعكاسات اللون الاحمر الناري على طرقاته ووديانه اوه وذاك الوادي وهناك وادي اخر
قال بسعادة – هذان الواديان يعرفان بي بورا وأم فروث فهي طويلة وعميقة وتشق طريقهما بين جبلين عظيمين وهما في غاية الجمال وقت الصباح الباكر ووقت المتأخر من المساء اي الان وذلك بسبب تحويل الشمس لون الصخور الى البرتقالي الداكن. وهناك وادي اخر وهو وادي الخزالي هو مكان جميل أيضاً للاكتشاف, حيث يمكن المشي خلال شق ضيق في الجهة الجبلية و مشاهدة النقوش الصخرية التي تعود الى العصر الحجري و النقوش الثمودية وفي جبل أنفشية, سوف تجدين العديد من النقوش النبطية و الثمودية, بالاضافة الى صور حيوانات, انسان, و قوافل جمال. كما يمكن ان ترين نقوشاً تبين رأس لورنس العرب في الممر الضيق سيق أم الطواقي .. كنت اود ان ترين عين السحلالة و المعروف أيضاً بنبع لورنس, يبعد عن المعبد النبطي بمقدار نزهة صغيرة باتجاه أعلى الهضبة. كما يمكنك رؤية سلسلة الجبال المعروفة بأعمدة الحكمة السبع من هناك, و التي تمت تسميتها من قبل لورنس العرب و كانت مصدر الهام دفعه لكتابة كتابه الذي يحمل نفس الاسم
- اود ذلك قاسم
قال بريبة – ماذا
- آلا نستطيع ان نمضي الليلة هنا
شعر بلرتباك لم يكن يظن ان الامور ستصل الى هنا – لا لميا لا نستطيع
نظرت اليه بعيناها الساحرتين وقالت بتوسل – ارجوك قاسم لا اعلم ان كنت سأحضى بمثل هذه الفرصة مرة اخرى اود ان ارى قدر ما استطيع ثم ان الشمس ستختفي بعد قليل ومن الخطر ان نعود الى العاصمة في الظلام
- انا معتاد على ذلك لميا
قال بتصميم لكنها لم تغير تلك النبرة – اذن عد وحدك انا سأمضي الليلة هنا
قال بغضب – هل جننتي
قالت بذات النبرة وابتسامة كامره تتراقص على شفتيها – اجل ولا تستطيع ات ترغمني
زفر بيأس لا يستطيع ان يتركها هنا وحدها ويعلم كم هي عنيدة
- حسنا لميا هناك جماعة من البدو اعرفهم وامضي كثير من الليالي بصحبتهم لذلك سنمضي الليلة برفقتهم
- رائع .. نظرت اليه لتردف .. اشكرك على اجمل ذكرى تسببت بها لتضيء حياتي التي فقدت النور والسعادة
حدق بها بريبة لا يفهم قصدها وقال – لا داعي .. وانا تحت تصرفك لميا متى احتجت إلي
اشكرك .
**********
قررت أن تفعل بما نصحه به مروان عليها أن ترد لسامي جزء صغير من العذاب الذي يسببه لها أجل هذا ما صممت عليه لكن تتمنى أن لا تهرع إليه كلعادة حين ينظر إليها .. وقفت وفاء امام المرآه تلقي نظره اخيره على مظهرها وهي بقمت الجمال والأناقة ارتدت فستان احمر قاتم يصل لركبتيها وقصير الاكمام ويلائم جسدها كانت رائعة
قرع الجرس لتسرع وتتفقد هوية الطارق من العين السحرية علمت أنه سامي أنتظرت أن عاد وقرع الجرس مرة أخرى وحين هم بقرعة مرة ثالثة فتحت له الباب ذهل للوهلة الأولى لكن سرعان ما لاحت على شفتيه ابتسامة مشرقة أطلق سفيرا يظهر اعجابه بها وقد سحره خصلات شعرها المسترسلة حول كتفيها .. قال
- ما هذا الجمال عزيزتي
أجابته ببرود – تفضل
نظر إليها بسخرية وقال – شكرا
ما أن خطى الى داخل المنزل وأغلق الباب خلفه حتى اقترب منها يأخذها بين ذراعيه ويدفن وجهه بين خصلات شعرها الكستنائية يستنشق عبيره الرائع
قالت بصوت متوتر- ابتعد سامي والدتي هنا
لكنه تجاهل كلماتها وهمس لها بصوت أجش - أنا أحبك
دغدغت انفاسه عنقها لتذيب ذاك الجليد الذي قررت أن تغلف به نفسها أحاطت عنقه بذراعيها وهمست له - وأنا أيضا أحبك سامي أحبك بجنون
قال هامسا - والدتك هنا حبيبتي
ضحكت برقة لتبتعد عنه وتقول - تفضل حبيبي
- شكرا حبيبتي
توجه للداخل ليسلم على حماته وعز الدين جلس برفقتهم قالت حماته
- كيف كانت رحلة العمل
كانت جيدة الحمدلله عمتي-
جيد جدا-
جلسو جميعا يتحادثو وبعد ذلك انفرد بها سامي
|