الفصل الثالث
صعدت الخادمة الى حجرت غروب بعد مغادرة مؤيد لتطمئن عليها بعد ان سمعت صراخهما خشيت ان يكون قد صفعها ثانية كلمرة السابقة طرقت
على الباب لم تلقى رد كلعادة ,, اتركوني لوحدي ,, تسلل الخوف الى قلبها دفعت الباب لتفزع من المشهد الذي امامها اقتربت منها تود مساعدتها فوجدتها قد فقدت وعيها ووجهها غارق بدماء وما افزعها ذراعها الملوية تحت جسدها اسرعت بطلب سيارة الأسعاف لنقلها للمشفى
* * *
خرجن الفتيات من الجامعة وكن قد انهين محاضراتهن
قالت علا
-الحمد لله لم يكن اليوم طويلا كما كان امس
-نعم لانه لم يكن هنالك محاضرات مثل امس
-ارجوكي جنّى لا تذكري يوم الامس اماي فقد كان اتعس ايامي
ضحكت الفتاتان وقالت ياسمين
- وماذا تظنين نحن قادمون لهنا لنتعلم وليس لنتنزه
- توقفي ياسمين لست مستعده لتلقي احد محاظراتك الأن فأنا سعيدة ولا أريد ان اعكر مزاجي
صمتت قليلا ثم قالت بنفعال
قولا لي الى اين سنذهب الأن واياكي ياسمين ان تقترحي وسط البلد
جنى – ولما تعترضين على هذا الخيار
- ماذا جنّى لا لا احب الذهاب الى هنالك ليس هنالك بجديد
- والى اين تفضلين الذهاب أنسه علا الى المجمعات ام الى المطاعم ام السنما
- وما العيب في هذا انه افضل من تلك الأماكن نحن الأن في القرن الواحد والعشرين وعلينا ان نجاريه ولسنا في العصر الحجري
ردت عليها ياسمين بحدة
-هل اصبحت وسط البلد لا تليق بمقامك انسة علا ... وما شئن العصور بذلك لكل شخص ذوقه ونظرته بلنسبه للأمور الجميلة
- وما الجمال فيها كل شيء تحويه قديم
لم تستطيع جنّى ان تصمت ولم تكن تريد ان تغضب اي منهما تعلم ظروف ياسمين وتوترها واذانفجر غضبهاالان لن يستطيع احد اخماده فقالت برزانه
- توقفي عن قول ما لا تعيه الناس تقصدها لانه فيها كل ما هو مميز الاشياء
القديمة تملك قيمة اكثر سواء كان قيمتها المالية او الجوهرية ثم انها تجمع بين الأشياء القديمة والحديثة هناك القطع التي تعبر عن تراثنا نحن وتتحدث
عن الامور التي اوصلتنا الى هنا الى القرن الواحد والعشرين كما تقولين ثم انها تبيع نفس البضاعات التي تباع في المولات ولكن بسعر معقول ولا تفرق عن تلك البضاعة شيء انهم يبيعوها بسعر غالي لتليق بلكمان الفاخر الذي تعرج فيه وليتحدث فولان وعلان ويتفاخرو بكم ابتاعوها ومن اين
واحب ان اضيف لكي علا القطع القديمة كما تقولين تباع بسعر غالي لانها
لديها قيمة حقيقية ولا يعي احد تلك القيمة الا من يعي جمالها ويأسر به
ليبتاعها ليلمس شيء من ثرواث بلده وليجعله صلة بينه وبين حاضره
- شكرا لك جنّى علا هذه المحاظرة التي كنت أتفاداها من صديقتك
لم تستطع ياسمين الاحتمال اكثر فهتفت بحده
- توقفي عن التفكير بطريقة رجعية وسطحية
ثم قولي لي ما المهم في شراء ادوات التجميل وعلب العطور والملابس ذات الألوان الفاقعة ومشاهدت افلام تافهة
لما انا وجنّى يتوجب علينا احتمال كل هذا وانتي تعلمين اننا لا نطيقها ومع ذالك نذهب معكي وانتي
لمرة واحدة نطلب ان نذهب بها الى حيث نريد تعترضين
انتبهي لنفسك نحن لسنا جاريتيكي لتسيرينا كما تريدين
ذقت ذرعا بتصرفاتك الرعناء كل مرة اقول سوف تعي خطئها ولن تعيدها ولكنك
تتصرفين وكأن الكل بخدمتك ولا اعلم السبب لما كل هذا التكبر
صدمتا علا وجنّى بموقفها,,, كانت تعلم علا بسرها ان ياسمين لا تطيقها وكانت
تبادلها هذا الاحساس فمنذ ان عادة علا من اميركا
ترى نفسها مختلفة وتنتقد اراء من حولها دون الاكتراث لمشاعر الاخرين لا تزال تذكر اول يوم دخلت فيه الصف كانت بلمرحلة الثانوية كانتا جنّى وياسمين
ملكتان متوجتان على رأس الصف وكانتا محبوبتا كثيرا من قبل الفتيات
والمعلمات وحتى المديرة وبلذات جنى كل من في المدرسة يسعى لارضائها وكانت لا تلومهم فلدى جنّى اسلوب ساحر في الكلام
وصوتها عذب ومميز واحيانا كانت تنطق بجمل تشعرها بجمال ما قالته وهي ماهرة
بتصوير ما حولها بدقة واظهار جماله بمهارة حتى ولو كان شيء صغير تافة لديها عشق
غريب لكل ما هو حولها لكل ما هو جميل ولكنها كانت تغار من الاخرى
من ياسمين كانت تريد ان تكون مكانها ان تكون هي صديقتها المميزة وان تكون بجوارها دائما وتعلم اسرار كل تلك الفتاة الساحرةذات الجمال المبهر يكفي عيناها والبريق الخاص الذي يحميهما ليظهر لمعان اسر للونهما لون
قوز قزح يبرق تحت خيوط شمس ذهبية بين احضان سماء صافية تعلق بها بعض من قطرات الامطار النقية
لم تصدها جنّى عندما حاولت ان تتقرب
منها بل رحبت بها بكل سعة صدر واصبحت تقضي معضم الوقت معهما لم تكن ياسمين
سعيدة كثيرا بذلك ولكن تقبلت الامر وعاملتها بكل ادب وخلال السنة استطاعت
ان تتقرب اكثر من ياسمين وكانت الاخرى تتقرب منها واصبحن صديقات ولكن الذي حدث بعد ذلك شعورها بانها خارج هذه الدائره ثانية وظهر هذا الامر اكثر من مرة حين اخفت ياسمين سبب شجارها مع بنات عمها وحين استمعت الى حوار بين جنّى وياسمين شعرت ببركان من الغضب يتفجر بداخلها و منذ ذلك الوقت عادت
مستفزة لاحظ كلا صديقتيها هذا التغير وتسألن مرارا عن السبب ولكنها لم تبرر تصرفاتها الى ما كانت عليه من
بل كانت تتعمد ان تثير غضبهن وحاولت مرارا اثارت غضب جنّى لخيبة املها بها ولكنها لم تفلح
قط وسلمت بلنهاية ان اعصاب هذه الفتاة من جليد ولا يمكن ان تتأثر
ابدا ولكن يبدو ان ياسمين لم تعد تحتمل وقد فجرت غضبها الأن.
نظرت جنى الى ياسمين بحيرة ماذا ستفعل الان تعلم بان ياسمين لا تطيق صديقتها منذ قدومها للمدرسة,,, اما هي رحبت بها لانها كانت في مكان جديد وغريب وتريد ان تكسب
اصدقاء في اقرب فرصة لكي لا تشعر بلوحدة وقد ساعدتها على الاخطلاط بباقي
الفتايات وكان لبلاسها وتبرجها ورائحة العطر الفواحة امر مبتذل من قبلها
ولم يكن صديقاتها يستسغن ذلك وخصوصا ياسمين التي كانت تعي لذلك اهمية كبيرة
كانت محتشمة جدا وتكره هذه الامور واستطاعت جنّى ان توصل لعلا بأن تحتشم
اكثر وان تقلل من كل تلك الامور فهنا نظرت
الناس تختلف وخصوصا الشباب ويظنون اسوء الامور بلفتيات وانها ستكون بخدمتها حين تحتاج اي مساعده فتقبلت رأيها
واحترمته وطلبت منها ان ترافقها لشراء ثياب جديده محتشمة اكثر وكان تغير
علا قد لفت الانظار فتقربت منها الفتايات وخصوصا ياسمين فقد تغيرت نظرتها لها
واصبحت تكن لها مشاعر الود واصبحن بعد عناء طويل صديقات حميمات
ولكن منذ مدة تغيرت علا ولا تعيى السبب وحاولت جنّى جاهدة لمعرفته ولكنها
لم تنجح وكانت تثير غضبهن قاصده ولا تعلم سبب تصرفاتها المستفزة
وتساقطت دموع ياسمين بعد ذلك لكشلال ولم تعد تستطيع ان تتحكم بدموعها او
توقفها اقتربت جنّى من اختها وقد تألمت لحالها تعلم سبب بكائها اخذتها
بين ذراعيها بقوة تحاول ان تخفف عنها ولكن دموعها تسيل بقوة اكثر
تعالى صوتها الى نحيب شعرت علا بوخز الضمير وأنبت نفسها وقتربت منهما وهي
تقول لنفسها ما الذي فعلته كيف جعلت صديقتكي تبكي هكذا
- انا اسفة ياسمين كله بسببي انا اعتذر حقا ارجوكي سامحيني ارجوكي
- قلت لكي ليس انتي السبب
تمالكت جنّى نفسها وقالت - دعونا نذهب الى مكان ما فقد اصبحنا فرجة في الطريق
التفتن الفتيات حولهن ووجدن الناس المتجمعين ينظرون اليهم بفضول والشباب
بسخريه وكانه عرض قدم اليهم ليلفتو انتباههم
قالت ياسمين بنبره غاضبة - من يظنون نفسهم هؤلاء
فضحكت علا عليها وضحكت معها حنّى وشاركتهما بضحك
قالت ياسمين – جنى تأخرنا على جدي هيا لنسرع بذهاب اليه
- اوه نسيت جدي نعتذر منكي علا لا نتستطيع اليوم ان نرافقك الى اي مكان علينا الذهاب الى جدي نلتقي يوم الاحد
- وداعا
- وداعا
* * *
انطلق بسيارته يشق الطرقات بسرعه جنونية قطع اكثر من اشارة حمراء ليتوقف أخيرا امام المقبرة ترجل من سيارته يركض الى حيث ترقد هناك شقيقته حياة وقف امام قبرها لتخر ركبتيه جاثيا بجوارها
ســـــامحــينــي حـــــــــياة
غرز يديه بتراب لتنساب دموعه العزيزة
سامحيني ,, نكثت بوعدي لكي .. آذيتها كدت ان اقتلها ..كدت ان اقتل من اوصيتني بها في لحظاتك الأخيره
فتاتك الصغيرة ....
هكذا كنت تدعينها... ماذا افعل معها هي عنيده جدا مثلك ,,, مثلك حياة وتشبهك كثيرا
اتعلمين ,,,
حين انظر الى شعرها لا اراها سوى طفلة بريئه تنبض بسعادة تجلس بحجرك لتسرحي لها شعرها لظفيرتين ذهبيتين طويلتين وسرعان ما تنهض لترى انعكاس صورتها بلمرءاه وتعود راكضة لكي تحتضنك وتغرق وجهك بلقبل وأنت تقهقهين بإعلى صوتك لكن هذه الصورة اختفت لا يمكن ان اراها مرة اخرى
ماذا افعل ,,, ماذا افعل احتاجك واحتاجها,,, آاااه لو تعلمين كم افتقدك حياة كم افتقدك لم اعد اطيق المنزل بعد رحيلك رغم أني اشتاق للجلوس على شرفتك احن لتلك الليالي الدافئة المليئة بلمرح والضحك بمشاحناتنا لبعضنا ....
قطع حواره رنين هاتفه كان المتصل والدته... هل يمكن ان تكون قد علمت بما فعله غروب لا بد ان الأمر كذلك فليس من عادتها محادثته بهذا الوقت كي لا تقاطع عمله اجاب ليتناها الى سمعة صراخ والدته تقول
هل جننت كيف فعلت ذلك بشقيقتك كسرت ذراعها بهمجيتك
ارتعد جسده حين قالت انه كسر ذراعها هل يمكن ان يكون قد فعل ذلك حقا
- اين هي الان
في المشفى جسدها مليء بلرضوض والطبيب يريد ان يستدعي الشرطة هل انت سعيد الأن هل ارضاك غرورك وكبريائك استغليت سفر والدك وغيابي لتفعل ما ارته
اشتعل غضبه من جديد ليقول
- لا تلقي اللوم علي هي من افقدتني صوابي ماذا تريديينني ان افعل حين اعلم ان شقيقتي ترافق شاب وتتسكع معه اقف واصفق لها احتراما لتصرفاتها المشرفة لا وألف لا سادق عنقها اذا علمت انها خرجت معه ثانية
لم تعي والدته ما قاله - مستحيل ان تفعل غروب ذلك لن يصل تهورها الى هذا الحد
- بل وصل امي وصل والله اعلم بما تخبئه لنا بلمستقبل
- مؤيد اياك ان تقترب منها انا سأتحدث معها
ضحك مؤيد بسخرية ليقول - منذ متى امي انت وغروب لا تقارب بينكما لم يحصل ذلك حين كانت رضيعة فكيف سيحصل الان ... اردف بسره ليتك جالست اطفالك امي ورعيتهم كباقي الامهات لما وصلنا الى هنا ابدا .
شعرت بما امتنع ولدها عن قوله ولكن ماذا بيدها تعلم بإن علاقتها بابنائها سطحية يكتفون بأجراء المكالمات الهاتفية فيما بينهم واجتماعات عابرة كان وجود حياة هو ما يجمعهم اما الأن بعد رحيلها انشغل كل منهم بحياته وبناء مستقبله مهلا لحظة ... ماذا عنها هي ماذا فعلت من اجلهم تركتهم يفعلون ما يريدون من غير الاهتمام اذا كان ذاك سينفعهم ام يضرهم ظنت بذلك انها تسعدهم وبلواقع هي تؤذيهم لم تكن يوما اما حقيقية هل تنتظر لتفقد طفلا اخر من اطفالها لن تحتمل ذلك ابدا لن تحتمل عليها تغير من نفسها تعلم انها تأخرت كثيرا بذلك ولكنها ستحاول ان تجمع بين افراد اسرتها مرة اخرى وستبذل قصار جهدها سبيلا لذلك ... انهت المكالمة بعزم واصرار على تحقيق هدفها وان تكون ام صالحة .
عاد مؤيد ليقود سيارته يتوجه الى منزل الجد عامر ليلاقي مروان هناك يحاول تجاهل قلقة على شقيقتة ولكنه لا يفلح بذلك زاد من ضغطه على دواسة البنزين لينتقل بسرعة جنونية ثانية تتناسب مع مزاجه العاصف ..
******
توجه مروان الى مجلس والده طرح السلام ووجد عنده رجلان يجالسانه علم من يكونان فهما احد افراد عشيرته سلم عليهما وجلس يستمع لحوارهما قال الشيخ عامر
- غدا ستكون الصلحة بعد أذان المغرب
- ولما لا تكون بعد اذان العصر
- غدا خطبت ابنة اخت جارنا يوسف البطران علينا ان نقف بجانبه ونفرح لفرحة كما ساندنا ايام عزاء باسل
انشالله سنكون هناك وكونا في منزل يوسف بعد العصر
- انشالله والأن اعذرنا علينا الذهاب
- مهلا ليس قبل ان تحتسو القهوة
- لم تقصر يا شيخ عامر لا بشراب ولا بطعام علينا ان نتوجه الى أعمالنا
- القهوة اولا هذا واجبكم علينا مروان ضيفهم
تقدم مروان يصب لهم القهوة شربوها وعتذرو وغادرو..
قال مروان - ما المشكلة ابي ماذا يريد ابو رامي
- ان اسعى له بصلحة حتى لا يسجن ابنه رامي
- لما ماذا فعل هذه المرة
- اطلق الرصاص على احد الشباب اثناء شجار حصل بعد احد المباريات
- ماذا الن يتوقف عن هذا سلموه لشرطة وليسجن شهرين او ثلاث حتى يتعلم ولا يكررها مرة اخرى
- هو فتى طائش بمقتبل العمر
- اذا كان كذلك لما يملك سلاح وهو لا يفكر مرتين قبل ان يطلق النار هذه المرة الثانية التي يفعلها وبتصرفاته المجنونة يسبب الخلافات بيننا وبين العائلات الفلسطينية الى متى هذه العنصرية
- مروان ما بك لن يعيدها مرة اخرى هذه المرة انا من سيؤدبة لكن لن اسمح له بدخول السجن ويختلط بلمساجين ويتعلم اساليبهم
- ابي هذا الفتى لا رجاء منه انت لا تعرفة كما اعرفه انا لا يصلي ولا يصوم ولا يعمل ولم ينهي دراسته ويمضي وقته بتسكع من مكان الى اخر ويرتكب الحماقات وانت تصلحها من خلفه وتجلب لنفسك الحرج بتقديم الاعتذارات عنه امام الأخرين وكل ذلك لانه ابن صديقك
- مروان اصمت لا شئن لك بما يحصل انسيت بإنك انت من تنازل عن حقة بهذا الامر
- اوه صحيح
تكلم مروان عن اعماله ليغير ذاك الحوار فلا يريد ان يتكلم بذاك الأمر
* * *
وقفت الفتاتان امام المنزل نظرت جنى الى المنزل الذي يقع بجهة المقابلة لها قالت لياسمين
- اود ان القي التحية على خالتي ام باسم هل تأتين معي
-لا ارجوكي جنى لا اريد وأنت لا تذهبي ايضا جنى
- اذن انتظريني هنا خمس دقائق فقط ساعود بلحال
- حسنا
اسرعت جنى الى المنزل دقت الجرس لتستقبلها ام باسم سلمت عليها وتجاذبن اطراف الحديث على عتبة المنزل حين رفضت جنى دعوتها لدخول بلباقة استأدنت منها وغادرت قطعت الطريق بذهن شارد ... ايقضها صوت سحق عجلات السيارة كادت ان تدهسها..
* * *
حدث مروان والده عن المنتجع الجديد وما يواجهه من تحديات في سبيل انهائه بوقت قياسي مضى الوقت سريعا استأذن وخرج يسلم على والدته وأثناء توجهه لسيارته وجد ياسمين تقف امام المنزل لوحدها.
تقدم منها وبتسامة مشرقة تنير وجه لرؤيتها سلم عليها وردت سلامه بإدب قال
- ماذا تفعلين هنا لوحدك
- انتظر جنى ذهبت لتسلم على والدة باسل اوه اقصد باسم
- ما بك هي والدت كليهما
- اعلم ذلك و لكن ذكر باسل امامك يجرحك
- وهل تهمك مشاعري ياسمين
كتمت صرخت اعتراض كادت ان تفلت من بين شفتيها هذا ما ينقصها كيف تجيبه اذا هي نفسها لا تعلم الأجابة لا تعلم هل تهتم له حقا تجنبت الأجابة على سؤاله لتقول
- تأخرت جنى علينا ان نزور الجد ونعود للمنزل قبل أذان المغرب
علم انها تتهرب من الجواب قال
- توجهي لداخل لا يجوز ان نقف هنا هكذا
تبعته للمدخل الرئيسي للمنزل قال- ما سبب زيارتكما لوالدي
- ما بك ليست هذه اول مرة آتي الى هنا اوه كيف ستعلم ذلك وأنت لا تقطن هنا
قاطع حوارهما صوت توقف عجلات سيارة اندفع للخارج ليتفقد الطريق شعرت ياسمين بنقباض في قلبها هل يمكن ان يكون قد حصل مكروه لجنى تبعت مروان راكضة ,,,
* * *
لم تعد تستطيع ان تتحرك من مكانها ما زالت تحت تاثير ما حصل ألم رهيب احتل خلايا جسدها كادت ان تموت صيطرت عليها تلك الفكرة لاول مرة تشعر بإنها قريبة للموت نظرت لسيارة لتجد انها لامست اح ركبتيها ... رفعت عينيها لتقابل نظرات السائق القاتلة بادلها نظزاتها ولم تتحرك من مكانها ضغط على زمور السيارة ليصرخ بها
- انتي ابتعدي عن الطريق
صوته ايقض الشياطين بداخلها علمت من هو إلا يكفي انه كاد ان يدهسها ولا يكلف نفسه الأطمئنان عليها بل يصرخ بوجهها ايضا نسيت الألم الشديد
وقالت بغضب - انت هل فقدت صوابك لتقود بتلك السرعة الجنونية اذا كنت لا تهتم لحياتك فهتم لحيات الأخرين
إلا يكفيه ما يواجه من كوارث ليقابل تلك الانتحارية ويبتلي بها
- انت انتحارية كيف تقطعين الطريق دون التلفت حولك
صرخت به - انا انتحارية بل انت المجرم بقيادتك بتلك الطريقة نحن في حي سكني ولسنا على احد الطرق السريعة لما لا تتقيد بسرعة لا اعلم كيف منحوك شهادة الطب لا بد انه لم ينج احد ممن استلقو تحت يديك متهور ومجون لم تهتم لسؤالي ان كنت بخير ام لا بل اكتفيت بصراخ ونعم الجراح
اوه
لم يعد يحتمل اكثر ما هذه الفتات لا تتوقف عن الجدال يهرب من غروب ليجد نسخة طبق الأصل عنها ومن اين تعرفه تبا ..
خرج من سيارته وصفق الباب خلفه وتقدم منها ينتصب امامها بطوله الفارع لم تصل الى كتفيه برغم من حذائها ذو الكعب العالي الذي لا تستغني عنه
في تلك اللحظة تقدم منهما مروان وياسمين
قال مروان - جنى هل حصل لكي مكروه
تفاجئت ياسمين برؤية جنى تتشاجر مع شاب بوسط الطريق وتكاد تنفجر من الغضب
تسائلت بينها وبين نفسها ... منذ متى تفقد جنى اعصابها هرعت اليها ياسمين تقف بجانبها وتحاول ان تحد من ثورتها المفاجئه حتى مروان دهش من رؤيتها بتلك الحال لا زالت تتجادل مع ذاك الشاب
نظرت له شزرا تقول - كان يمكن ان اقتل بسبت صديقك المتهور المجنون
- انت توقفي عن التصرف بطريقة درامية لم تمسك السيارة وانت بخير ولا اعلم بما كنت تفكرين وانت تقطعين الطريق لو كان اعمى من يقطعه لكان حذر اكثر منكي واخفضي صوتك نحن نقف بطريق فلا داعي لفتعال فضيحة لا ينقصني مجنونة اخرى
وجهت له احد نظراتها القاتلة تقول له
- لست انا من تسبب الفضائح هذا اولا وثانيا لا تجمعني بمن فقدن عقولهن ليكن جزء من حياتك تبا كنت احتاج للسكينة لأتمكن من محادثت جدي والأن سلبتني اياها
سارت مبتعدة عنهم ليوقفها مروان يقول
- ماذا تريدين من والدي ؟ ماذا تخفين عني جنى
قالت لنفسها.. مستحيل ان اخبره السبب الحقيقي كي لا يفقد اعصابه ويقتل فايز فبرغم من برودة اعصاب مروان في بعض الأحيان إلا انه يظل ولد ابيه ويجن حين يغضب
- أتيت لأقنعه بإن يطلب من عامر العودة الى هنا ويبدو أني أحتاجه وأحتاج من يدافع عني لأن عمي العزيز نسي ابنة اخيه من اجل صديقه لو كان عامر مكانك الأن لأشبعه ضرب اما انت توجه اللوم إلي... كيف لا تفضله علي وقد احتل مكان اقرب الناس إليك بلحظات
اتعلم ان باسم سيعود ومعه ابنه باسل
شاهدت الفرحة التي اشرق بها وجهه بعد عبوسه من كلماتها الغاضبة... اردفت .. بلطبع لا تعلم انت لم تعد تهتم بإحد وتعزل نفسك مع هذا الاحمق ولا بد انه نقلها اليك اذ اصبحت احمق اكثر
منه
اكملت طريقها الى المنزل وتبعتها ياسمين اما مؤيد ومروان تبادلا النظرات ليقول مؤيد
- ماذا هل تفكر بإن تشبعني ضربا
هنا انفجر مروان ضاحكا وشاركه مؤيد بذلك وحين توقفا
قال مؤيد - ما هذا هل هي مجونة كادت ان تقتلني
- اتعلم اود ان اقبلك هذه المرة الأولى التي آراها على هذا الحال جنى بذات مشهورة ببرودت اعصابها وماهرة باخراج الاخرين عن طورهم ,,, لما ثارت هكذا لا اعلم
- اتعلم كأني ارى غروب اخرى امامي وكأن الله حكم علي بلمجانين
- اوه ليس لهذه الدرجة ولا اسمح لك ان تتكلم عنها بهذه الطريقة جنى خط احمر بنسبة لي
- حسنا اوه ,, صمت قليلا ليردف بخبث ,, من تلك التي كانت بجوارها
اشتعلت عيناه ليقول - ما شئنك بها
ابتسم بخبث ليقول
- مجرد سؤال لا بد انها ياسمين اليس كذلك
- صحيح مؤيد مممم ما اخبار طبيبة الأطفال
- بخير
- ماذا هل ما زالت تلاحقك
عاد ليقول بخبت - ليست وحدها من تلاحقني تعلم صديقك ساحر ويسحر كل من تراه
ضحك مروان وقال- الدليل ما فعلته جنى قبل قليل كادت ان ان تركع لك
- اوه مستحيل ان اتصورها تفعل ذلك لا اظن انها ستجد من يتقدم لخطبتها
- انت مخطأ يا عزيزي لم يتوقف احد عن خطبتها منذ كانت بلخامسة عشر
- ماذا كانت طفلة
- بل مراهقة لنتوقف عن هذا الحوار الأن ولنتوجه لداخل لأمي هيا لحين ينتي مؤتمر القمة وتسلم على والدي
- كيف كان لقائك به
- جيد اوه اتذكر جارنا يوسف من ساعدنا بجنازة باسل
- نعم نشر نعي وفاته بلصفحة الأولى وكتب مقال مؤثر عنه ما به
- غدا عقد قران ابنة اخته هل تود الحضور
- بتأكيد لما لا متى
- بعد صلاة العصر
- ساكون هناك
- جيد
* * * * *
عادت الاتصال للمرة العاشرة ولم تتلقى اي رد شعرت بلقلق عليه تعلم انه بلمنزل ولكن ماذا اذا كانت اصابته خطيرة اكثر مما تظن .. ربما نزف كثيرا من الدماء وفقد وعيه .. عليها ان تقطع الشك بليقين .. نعم ستذهب الى منزله الأن هذا ما قالته لنفسها
خرجت من مكتبها لتقف امام لين سكرتيرتها وصديقتها بلوقت ذاته
- انا خارجة الغي كل موعيدي لين
- ولكن لديكي موعد هام مع محمود من اجل الشركة
- اجليه للأحد القادم وليكن اول المواعيد
- كما تريدين
- وداعا
خرجت من البناية وتوجهت الى موقف السيارات أخرجت هاتفها لتجري اتصالا بإخيها عز الدين
- عز اين انت
- قولي صباح الخير اولا ثانيا انا في السرير متعب جدا واحتاج لنوم
- عز انا على عجلة من امري
- لما ماذا حصل
- سامي لا يجيب على هاتفة لذا ساذهب الى منزله وانت اتبعني لهناك
انهت المكالمة لتنطلق بسيارتها تشق الطرق الى ان توقفت امام البناية التي يقطن فيها حينها رأت اخاها يتقدم منها وهو ما زال يرتدي بيجامة النوم شعرت بتأنيب الضمير فهو لم ينم منذ ايام لنسغاله بامور الشركة
- اتمنى انك لم تتسببي بإي حادث
- لا اطمئن عز
نظرت اليه بحزن - اسفة تبدو متعبا
اقترب منها يربت على خدها - لا لا تقلقي ساكمل نومي في سرير زوجك العزيز لا اريد ان اكون عزولا
بينكما
- اذن لنسرع هيا
وقفت امام الشقة تخرج مفتاح من حقيبتها لتدخله بلباب وتديره
- من اين لك هذا المفتاح
- من سامي
- منذ متى معك
- منذ شهور
- لما لم تقرعي الجرس
- لا اود ازعاجه
دفعت الباب بهدوء لتتقدم هي وأخاها وقف كليهما بمنتصف صالة مفروشة على الطراز الحديث
- هل انتهت مهمتي اود ان اخلد الى النوم
تقدم لأريكة ليستلقي عليها
- عز لم اجد سامي بعد
اشار بيده الى الجهة الأخرى ليقول - ستجدينه هناك بحجرته والأن اذهبي ودعيني انام
- يا لك من اخ احسد عليه تتركني مع رجل بحجرت نومه لوحدي
- ليس اي رجل هو زوجك كما اني أثق بك وسامي لن يؤذيكي ابدا والأهم انا مرهق واحتاج لنوم وأتمنى ان تذهبي له الأن هيا تفضلي من غير مطرود
ابتسمت لتتوجه الى حجرته دفعت الباب وتقدمت منه وهو ما زال يغط بنوم ويبدو عليه الأرهاق اقبربت منه وضعت يدها على فمها تكتم شهقة خرجت منها شاهدت فنيلته البيضاء ملطخة بدماء اقتربت منه تجلس بجانبه تضع يدها على كتفه وتحركه بهدوء
- سامي حبيبي انهض
قفز من سريره حين شعر بحركة جواره يمسك بسلاحه ويرفعه امامها بعدما سحبة من اسفل وسادته اتسعت عيناها حين شاهدت السلاح مصوب بتجاهها حدق بها مطولا ليخفض السلاح بستسلام ماذا علينه ان يفعل الان
* * * *
- كيف حالك جدي
- الحمدلله ياسمين وأنت
- الحمد لله بخير
- ما بكما تكلما ما سبب زيارتكما لي اليوم
- جدي أتينا للاطمئنان عليك
- جنى لست غبيا اعلم انك تخفين امر ما فانت لا تطالعينني بعيناك الساحرتين كعادتك وتحرميني من رؤيت بريقهما الآخاذ لذلك قولي ما لديكي هيا
نظرت له بعيناها الأسرتين - لا احد يستطيع ان يخدعك جدي
- اذن قولي ما لديكي
قصت عليه جنى سبب الزيارة فهي تعلم لا مجال للف والدوران مع جدها صمت ليقول
- لا تقلقا لن يحصل لأحد اي مكروه
قالت ياسمين - لا اريد ان يعلم احد بما قاله لي فايز
- لن يعلم احد اطمئني وأذا صادفته مرة اخرى اعلميني
- كما تريد جدي
- جدي اعذرنا علينا العودة الى المنزل قبل ان يحل الظلام .. جدي قلت لمروان ان سبب الزيارة يتعلق بعامر وعودته الى هنا
نظر الجد لياسمين ليدرس ردت فعلها على وقع الاسمين عليها عله يعلم لمن يدق قلبها ويستطع ان يجد حل لخلاف ابنه وحفيدة فكليهما غارق بغرامها يعلم ذلك جيدا ولكنه لا يريدها لاي منهما وليس لعيب بها بل لان كلاهما لا يناسبانها هي تبدو قوية صلبة لا تلين ولا تخضع لاحد وبلحقيقة ليست سوى طفلة صغيرة تحتاج الى حضن دافي يحتويها ورجل قادر على تقويم شخصيتها الاخرى ولا يجد هذه المواصفات بإي منهما
- جدي .. جدي
- حسنا اذهبا رافقتكما السلامة
- وداعا
خرجت الفتاتان من المجلس لتتلاقا مع الشابين بمنتصف الطريق تجاهلتهما جنى واكملت طريقها اما مؤيد قاطع ياسمين يقول
- انت تدعين ياسمين اليس كذلك
- نعم
اردف - تشرفت بمعرفتك
- شكرا
اكملت طريقها خشيهً من جنى ومن نظرات مروان التي كادت ان تقتل مؤيد لا بد انه فعل ذلك قاصدا ان يسبب الحرج لجنى بتجاهله اياها مسكين لا يعلم من هي جنى انها اجمل فتاة بجامعة للوهلة الأولى تبدو هندية بجمالها النادر بسمارها الجذاب وعيناها الساحرتان ببريقهما الأخاذ
ابتسمت جنى بسخرية بسبب تصرفه الأحمق لمح ابتسامتها وسخريتها منه اراد ان يدق عنقها من تظن نفسها
قالت بصوت ساحر - الى اللقاء عزيزي مروان اراك لاحقا
ولتفتت لتتابع طريقها بخطوات ثابتة نظر اليها مؤيد يفكر هل قابلها من قبل صوتها بدا مألوف لديه لكن اين ؟ اين يمكن ان يكون قد سمعه من قبل
- هل لديكي اسبرين
- لما جنى
- رأسي يكاد ينفجر من الصداع .. لا تعلم ما الذي يؤلمها لكنه ألم فظيع منذ شاهدت الموت بإم عينها وهي تشعر برتعاش بداخلها ولكن ذاك الأحمق اغضبها فتجاهلت ما كان بها اما الأن تريد دواء بلحال
- هاك هناك حبتان
التقطتهما جنى لتخرج زجاجة الماء من حقيبتها وتنزع الغطاء لتبتلع الحبتان وتتجرع الماء خلفهما
- جنى لما لا تتناولين مسكن اخر غير الاسبرين
- لم يفلح غيره
- انتي لقد ادمنته تتناولينه بشكل رهيت منذ ثلات سنوات وأنت على هذا المنوال لما لا تذهبين الى طبيب ما ليرى ما خطبك
- اوه لا اكره الأطبه والمشافي ولا اطيقهم ..لما ؟ لا اعلم السبب لكن كلما مررت بمشفى او مستوصف اشعر بنقباض بقلبي
ضحكت ياسمين - ويبدو انه كلما رأيت طبيبا ايضا
- ارجوكي لا اريد ان اسمع بسمه
- لما يبدو لطيف ثم انها المرت الأولى التي تقابلينه فيها وجها لوجه
- واتمنى ان تكون الأخيرة
- جنى ما السبب
ضحكت بسخرية وقالت لنفسها أخبرها لأنه هو اول من سمع كلمة حبيبي من بين شفتي لكن لا لن تفعل وهو لن يعلم بذلك ابدا يبدو لعوبا ولو علم سيستغل هذا الامر ضدها وهي لن تسمح له بذلك ابدا
* * * *
عادت علا الى منزلها لتستقبلها زوجة ابيها الحسناء تشعر بلقهر من ياسمين ومن جنى ومن كل من حولها والان وجدت زوجة ابيها امامها جيد تستطيع الأن ان تفرغ غضبها عليها
قالت زوجة ابيها دلال - اوه علا عدتي جيد لتذهبي وتلقي التحية على والدك فقد عاد قبل قليل
طالعتها علا بنظرات قاتلة بادلتها زوجة ابيها نظراتها بنظرات ساخرة كانت ترتدي تنورة قصيرة لفوق الركبة وقميص بدون اكمام من الشيفون الأسود يكشف عما تحته تركت شعرها منسدلا وصبعت وجهها بمساحيق التجميل اقتربت منها علا
- ماذا قلتي دلال ماذا افعل
اجابتها - اذهبي وسلمي على والدك
نزعت علا حجابها لتنقض عليها وتشدها من شعرها
- انت تلقين علي الأوامر ستندمين
- علا اتركي شعري
- بل سأقتلعه من جذوره يا وقحة كيف تتفتلين هكذا بلمنزك كيف لا بد انك ذهبتي لأمي بهذا المظهر هل تودين التسبب بموتها
قالت دلال - هذا منزلي وسأرتدي ما اريد ثم اردفت بوقاحه هذا لزوجي وحبيبي الذي يحترق من شوقه لي
- اخخ علا ستقتلعينه اتركيه
- انت تحلمين
صرخت دلال ليأتي والد علا يصرخ
- ماذا يحصل هنا علا
- انظر الى ملابس زوجتك الحقيرة هذه
دفعتها امامه لتقترب من فهد وترتمي بإحضانه
- علا اياكي ان تقتربي منها مرة اخرى
- بل ساقتلها اذا شاهدتها ثانية بهذه الملابس اعلم انها تفعل ذلك لتغيض امي
- هي زوجتي وهذا بيتها ولترتدي ما تريد لا شئن لكي بها
- لو كان برأسك الكبير هذا ذرت من العقل لما تزوجت من فتاة تصغر ابنتك بعامين ولكن ماذا اقول ليس بليد حيلة
صفعها على خدها لترتد جاثية على الأرض
- اخرسي
ضحكت بتهكم لتردف – لما لا تود ان تعلم زوجتك انك تبدل نسائك كما تبدل حذائك وانك لا تذكر الساعات التي تكون فيها بكامل قواك العقلية بسبب الخمر هيا يا والدي العزيز اجبني كي لا افضحك اكثرامام حرمك المصون
- اغربي عن وجهي هيا
وقفت امامه تتحداه بكل قوتها – حضر نفسك لختلاق الاعذار لشريكك لاني سانفصل عن ابننه قريبا
ولتفتت لتكمل طريقها الى حجرتها
* * * *
تقدمت وفاء دون النظر اليه لتتوجه الى الحمام تحضر علبة الاسعافات الاولية واخرجت فنيلا نظيفة من خزانة ملابسه عادت له تساعده بنزع الفنيلا الغارقة بدمائه القانية
جلس على سريره لتجلس بجواره وتنظف جرحه بهدوء لم تنطق بحرف ولم تجرؤ على رفع عيناها له خشيةً ان يلمح الدموع المتجمعة بمقلتيها ,, ضمدت جرحه بقطعة من الشاش المعقم وساعدته برتداء فنيلته ونهضت من جواره تود الهروب امسك بيدها يوقفها مكانها
- وفاء
- ساحضر لك بعض الطعام لا بد انك جائع
- لم اقصد ارهابك اسف
- سامي ارجوك دعني
- وفاء حاولي ان تتفهمي ظروفي
نهض من مكانه ليقف امامها يرفع ذقنه لتقابل عيناه عيناها لتنساب دموعها
- لا احتمل دموعك حبيبتي
- سامي الى متى ساظل رهينة خوفي عليك
الى متى سامي ماذا سيحدث حين نتزوج والاهم هل سيأتي ذاك اليوم الذي ارتدي فيه الفستان الابيض وأزف لك هل سيأتي
اقترب منها يأخذها بين ذراعيه
- سيأتي قريبا ,,, قريبا جدا
* * *
عاد في المساء الى منزل عائلته صعد الى جناحها يضع يده على مقبض الباب متردد بين الدخول والعودة الى منزله قرر الدخول دفع الباب وتقدم لداخل ليجد سريرها فارغ بحث عنها في جناحها فلم يجدها خرج الى الرواق
- الى اين يمكن ان تكون قد ذهبت
سار يبحث عنها ليقف امام جناح اخته الراحلة
- هل يمكن ان تكون هنا
دفع الباب بهدوء وتقدم من حجرت النوم ليجدها تستلقي بسلام على السرير اقترب اكثر ليجلس بجوارها نظر لذراعها الملفوفة بجبيرة والى الكتلة الذهبية التي تغطي رأسها
- حمقاء تصرين على تعذيب نفسك قبل غيرك
وجدها تحتضن صورة لها ولحياة كان هو من التقطها لهما في شرفة
نظر الى الشرفة التي امامه وتقدم منها يدفع احد ابوابها ليتحسر على هذه الشرفة التي كانت فيما مضى حديقة من الزهور مليئة بإصص الزهور الرائعة اما الان فهي ميته لا حياة فيها
هناك ... على شرفةٍ بارده
اقف
وسط زهور ميته
اغمض عيني لبرهه
لأناجي همسات الليل
علها تحمل لي
شيءً من عبقها
طيف لجسدها
حرف من كلماتها
دفئ نظراتها
اناجي شخصاً لن يأتي ابدا
انتظر من دون فائده
لأعود الى ذكرى ماضية
لحياة غابره
لأيام انتقضى عليها الدهر
لزمن لن يكون لي عليه سلطان ابدا
لعقارب ساعة لن تتوقف عن الدق لتبتعد قدر المستطاع عن تلك الذكرى
هذا ما تبقى لي منكي
ذكرى
يا شقيقة الطفولة
يا روح البرائه
يا شعلة الحياة
يا دفيء العاطفة
يا اعذب قلب وارق بسمة
برهه من الزمن هي المدة التي اريدها
لاراكي حية مرة اخرى
اعلم انها معجزة
هل تخرج الميتة من قبرها بعد دفنها
معجزة ما اتمناها
لذلك
اعود الى الذكرى ليومٍ ما
لذكرى ربطتني بك لوقت مضى
ولكن تبقى تلك الذكرى
نوع من اللقاء
عاد لشقيقته يرفعها بين ذراعيه يحملها لسريرها ويغلق الباب خلف ذكريات الماضي
* * *
جلسب صفاء بجانب زوجها مالك
تقول - ما الحل مالك إلى متى سنحيا بهذا الخوف الى متى سيظل فايز مصدر تهديد لحياتنا
- سيحل هذا الأمر قريبا لا تقلقي
- كيف لا اقلق وهو من كان سبب افلاسك قبل سنتين وما يثير حنقي انك رفضت ان تخبر احد خوف على مشاعر اخاك العزيز
نهرها مالك قائلا - سلطان خط احمر اياك ان تتكلمي عنه بهذه الطريقة فهمتي صمتت ليردف
- علينا ان نسافر
- ماذا نسافر
- نعم نسافرلا استطيع ان اسافر وحدي مثل كل مرة كما لا عمل لي هنا ولا استطيع ان اترك عملي بدبي وابقى بجانبكم واخشى ان اترككم وحدكم فيؤذيكم فايز فليوم ظهر وجهه الحقيقي واعلن عصيانة حتى على والده ولن يستطيع احدهم ان يوقفه
- وهل هذا سيبعده عنا كما ان ياسمين لن توافق روحها معلقة هنا وماذا عن جنى حتى لو لم تكن من دمي ولحمي هي قطعة من روحي لن ابتعد لن اتركها لن ابتعد عنها
- ما بك يا امرأه هذا حل مؤقت نسافر لعدة شهور
- لما عدة شهور الى ماذا تخطط مالك
- اريد ان ازوج ياسمين
* * * * *
استيقظت على نسيم الفجر الذي داعب رئتيها تشعر بلالم بكل ركن من جسدها ومع ذلك نهضت تتوضئ وتصلي الفجر انهت صلاتها لتتوجه بخطى متعبه الى الشرفة تجلس على كرسيها فلمشهد من هناك رائع لأن منزلهم الضخم يقع على اعلى تلة وشرفتها تكشف عن منظر مذهل أغمضت عينها تملئ رئتيها من نسيم الصباح العذب ظهرت خيوط الفجر الأولى فكرت كيف انتقلت لغرفها
عادت لأحداث امس و بما فعله مؤيد كاد ان يقتلها البارحة ليت طاهر لم يصر عليها لترافقه لنادي وضعت يدها على صدرها تشعر بصعوبة بلتقاط انفاسها وبجدران المنزل تطبق على قلبها نهضت عن كرسيها تتسحب خارجة من المنزل من الباب الخلفي لطريق الرئيسي تسللت اشعة الشمس
الذهبية تبث الحياة بأرجاء الأرض سارت على غير هدى تشق
الطرقات تغرق بأفكارها تؤنب ضميرها على ما فعلته بمؤيد وتعود لتبرر لنفسها افعالها حركت
رأسها يميناً ويساراً تحاول ان تنفض
افكارها آلمتها تلك الحركة فوقفت قليلا تلتقط انفاسها نظرت ليمينها لتجد نفسها في الحي الذي يقطن فيه طاهر زفرت بعمق كيف أتيت
الى هنا يفصل بين الحي الذي تقطن فيه وحي طاهر عدة بنايات ومنازل فخمة تقطعها بخمسون دقيقة سيرا على الاقدام سارت بخطوات
متردده لتقف امام منزل طاهر ترددت بضغط على الجرس هل هي انانية لتزعجه بهذا الوقت وتشغله بها هو وعائلته واليوم هو عقد قران
ابنة عمه شقيقة قمر لا لن تزعجهم يكفي ما سببته لهم على مر الزمان عادت لتكمل طريقها لا تعلم وجهتها نظرت امامها لتتذكر
الحديقة التي توجد خلف المنزل الضخم الذي امامها على الناحية الأخرى من الشارع قطعت الشارع بسلام وسارت للحديقة الفارغة تقدمت لتجلس على احد المقاعد الخشبية تستمع لزقزقة العصافير التي تتنقل من غصن لأخر وتستمتع بنسيم الصباح الرائع ببرودته المنعشة الممزوجة بعبق زهور تدعو بتلاتها لتتفتح وتزهر احتفالا بقدوم الربيع وستقبالا لاشعة ذهبية اشتاقت لها تطايرت خصلات شعرها الحريرية الذهبية تعلن التمرد كصاحبتها تعانق نسمات الصباح وتراقصها على هديل الحمام تستشعر الحياة لتنبض بها .. اما صاحبتها استرسلت بنظراتها الى اشجار السرو تقارن عمرها بعمر خشبها عذابها بصلابتها ,, يأسها بلون ثمارها ,, ووحدتها بتقشف سيقانها ,, ومستقبلها بمتداد جذورها هل حياتها ستكون مثل تلك الشجرة هذا ما لا تعلمه....
* * * *
خرج ابو جابر من المسجد بعد صلاة الفجر وقراءته ما تيسر من القرأن الكريم سار للحديقة التي تقع خلف منزله حيث يمضي صباحه هناك كعادته يستمتع بنسيم الصباح المنعش جلس على مقعده المعتاد نظر حوله يسبح الله ويشكره على نعمة لفت نظره فتاة تجلس وحدها عقد حاجبيه استنكار لما يشاهده تسأل ماذا تفعل هنا فتاة لوحدها في مثل هذا الوقت الباكر فهي لم تصبح السابعة بعد كيف يسمح لها والدها بلخروج وحدها وأين امها عن ملازمتها الفتيات بمثل هذا السن يحتاجون للمراقبه حتى يتجنبو ارتكاب الاخطاء لم يستطع منع نفسه عن التقدم لنصحها وأرشادها اصبح امامها يكتشف هوية الفتاة ...نظر اليها ليجدها شاردة بعالم اخر لم تشعر بوقوفه امامها شاهد حزن عميق بنظراتها الشاردة ليست المرة الأولى التي يراها فيها هنا ولكن لم يسبق قط ان شاهدها لوحدها دائما تكون بصحبة طاهر بن يوسف جارهم وكم من مرة اظهر امتعاضه من رفقتهما ولكنه لم يأبه له جلس بجوارها يقول بلهجة صارمة
- ماذا تفعلين هنا يا فتاة بهذا الوقت الباكر
افاقت من ذهولها لتواجه نظراته الصارمة وتقابله بنظرات متمردة قالت
- هل تخاطبني
لاحظ حالتها المزرية وجهها المزرق وذراعها المكسورة قال
- هل من احد اخر هنا .. صمت قليلا ليردف وهو يشمل وجهها وذراعها بنظراته
- من فعل بك هذا
قالت بسخرية - اخي العزيز لا بد انك سعيد بذلك فعلمت اخيرا انه هناك رجل بعائلتي يستطيع ان يؤدبني
تعلم ان هذا العجوز يحتقرها شاهدته في الحديقة عدة مرات حين كانت برفقة طاهر واخبرها طاهر انه شخص ذو مكانه عالية وكلمته كحد السيف لا يناقشه احد ذكر لها ذات مرة ان الشيخ ممتعض من رفقته لها ونصحه بلأبتعاد عنها لا انه سيلقي عليها محاظره بلأخلاق وهذا اخر ما ينقصها الأن أجاب - انا لا انصح بلجوء للضرب وبذات لشخص مثلك والأن جيبي ماذا تفعلين هنا
ردت بسخرية - ليس هناك من يهتم لمكان وجودي واردفت بمرارة ربما لا يكترثون اذا كنت على قيد الحياة او كنت ميته
لا يعلم لم رق قلبه لهذه الفتاة يبدو واضحا انها تفتقد للاهتمام الصادق والحنان
قال - من اي عائلة انتي
- لا داعي لأن تعلم فانا واثقة انك لديك صلة بها بطريقة ما
كانت صادقة بكلامها فوالدها مرشح ليكون ممثل لمنطقته ودائرته ولا بد ان يكون قد التقى بهذا الشيخ اردفت لنفسها .. لا اريد ان احط من قدرهم امامك
- لهذا الحد تحبين عائلتك
ذهلت كيف علم بذلك وهي تتذمر منهم امامه وعائلتها تلعنها وتحتقرها كم هو حاد الذكاء
قالت بحدة - لا لا احبهم بل اكرههم جدا
- اذا لا بد انك قدمت شكوا ضد من فعل بك هذا
تذكرت حين اتى المحقق ليستجوبها عن هوية من ضربها انكرت وقالت انها وقعت عن الدرج هي لم تفكر قط بإذية مؤيد برغم من كرهها له
قالت كاذبة - بطبع فعلت
نظر الشيخ الى عينيها لتتهرب هي من نظراته التي تحاول ان تستكشف روحها
قال - كاذبة انت لم تفعلي ذلك
اشتعل غضبها لتقول - وأنت ما شئنك توقف عن حشر انفك بما لا يعنيك وعن تمثيل دور المصلح الاجتماعي
وسارت مبتعدة عنه بخطوات متعبة تسير خارج الحديقة لتعود لمنزلها ولكنها توقفت للحظات تفكر بما قالته لذاك الرجل العجوز
- لما تفوهت بتلك الحماقات هو لم يقل سوى الحقيقة التي انكرتها بشدة وأنا جرحته بكلماتي الغبية علي ان اعود لاعتذر منه
وهذا ما فعلته عادت لتجد مكانه خالي
- اوه ذهب
انسابت دموع القهر من عينيها تتمتم لنفسها
- لا بد انه كرهني هو ايضا
من مكان بعيد كان يراقبها وبتسامة صادقة ترتسم على ثغره كان محق بشئن الفتاة لديها قلب من ذهب رغم شراستها سار مكمل طريقه لمنزله ليتلقى اتصال من حفيدة عامر
* * * *
عادت غروب بسيارة اجره لمنزلها فلألم انتشر بكل خلية من خلايا جسدها
ولم يعد لديها قدرة على السير تقدمت الى المدخل الخارجي ليلفت نظرها والدتها التي تقف هناك وحين رئتها اقتربت منها بخطوات
سريعة لتنظر اليها وتحتضنها بحنان لم تعتد عليه وتعود لتواجهها بنظرات غاضبة
تقول - اين كنتي هل جننتي كيف تخرجين من المنزل
في هذا الوقت وأنت على هذه الحال هل تودين ان افقد عقلي ,, من الأن وصاعدا لن تبرحي مكانك من هذا المنزل افهمتي والأن استندي علي لأوصلك
الى حجرتك هيا
اطاعتها غروب وما زالت تحت تأثير دهشتها العظيمة بسبب تصرفات والدتها التي انقلبت مئة وثمانين درجة بين ليلة وضحاها منذ استعادت وعيها ووجدت نفسها بلمشفى وهي تلازمها واصرت على اطعامها بنفسها وحين اصرت غروب على العودة الى
منزلها سهرت بجوارها لساعة متأخرة من الليل ماذا حصل لها هل استيقظت بداخلها عاطفة الأمومة اخيرا هل ستعاملها كام حقيقية وتغرقها بحنان هي من حرمتها منه منذ مهدها ما بك غروب استيقظي من احلام اليقظة هذه وماذا ستجنين لو كان هذا صحيح هل سيعوضك عن الليالي التي قضيتها وحيده هل ستعيد لي طفولتي السعيدة التي لم احظ بها قط ماذا كانت ستكون حياتي بدونك طاهر وانت وليد كلاكما بذل جهده ليعوظني عن عائلتي التي ما زالت على قيد الحياة كلاكما بذل جهده ليحميني من الضياع شكرا لكما .. شكرا ..
* * *
وقف طاهر بجانب والده يستقبل الضيوف ويرحب بهم ويتقبل تهانيهم الحارة الى ان وضع يوسف يده بيد مؤيد
قال مروان - لا بد انك ما زلت تذكر صديقي مؤيد الذي عاد معي من اميركا قبل ثلاث سنوات
- اوه نعم بتأكيد
اعتذر سيد يوسف لم اقدم لك نفسي بشكل لائق من قبل ادعى مؤيد أيمن الأزهر
التفت يوسف الى ابنه طاهر ليتأكد من امر ما واعاد انتباهه الى ضيفه قال بلباقة
- تشرفت بمعرفتك انا ادعى يوسف البطران ,, اشار لبنه ,, وهذا ابني طاهر
سلم عليه طاهر بقتضاب وعتذر منهم وتركهم ليجري مكالمة هاتفية
رن هاتفها لتجيب بإرهاق
- اهلن طاهر
- غروب كيف حالك
- بخير
- لا تبدين كذلك
- يبدو اني سأمرض
- هل أتي لاصطحبك للمشفى
- لا طاهر لا داعي لذلك قرصين مسكن وسأكون بخير
- غروب انت لا تتناولين المسكنات ماذا تخفين عني
- اوه طاهر لا شيء مهم اذهب للأهتمام بضيوفك وعتذر من ابنة عمتك لعدم حضوري
- لا بأس عليكي اهتمي بنفس
- سافعل
- اراكي الأحد
- حسنا وداعا
انهت المكالمة لترى والدتها تتقدم منها تحمل صينية بين يديها وتضعها بجوارها امسكت بكأس العصير لتقربه من شفتيها وتساعدها على تجرعه
قالت والدتها سلمى - لن تذهبي الأحد الى المدرسة
- ماذا لا استطيع
بل عليك ذلك لا اريد ان ترهقي نفسك وعليكي التوقف عن ممارسة الكراتيه
- امي هذا مستحيل هذه الرياضة مهمة بنسبة لي لا استطيع تركها
انت لست فتى لتتعلقي بها بهذا الشكل كما انك اتقنتها وتستطيعين الدفاع عن نفسك
- امي ارجوكي لا اريد ان تتدخلي بإمور حياتي
- ماذا انا امك وستفعلين ما اقوله
- منذ متى امي منذ متى تكترثين لما نفعله
- منذ الأن ولن تعارضيني وإلا حبستك بحجرتك افهمتي والأن حان وقت الدواء
- لا اريد تلك الأقراص العينة اكرهها
- ما هذه الألفاظ السوقية تأدبي يا فتاة
احضرت لها الأقراص وكأس من الماء
- افتحي فمك
- لا لن افعل
صرخت بها سلمى - غروب
فتحت فاهها لتضع الأقراص بداخله وتتجرع الماء خلفه
- جيد والأن تناولي هذا الطبق
- امي اكره سلطة الفواكه
- لكنها مفيدة وستتناولينها رغما عنكي هيا
رضخت لأمرها وامسكت بلملعقة لتتناول طبقها .
* * *
في منزل يوسف يجلس طاهر برفقه والده في مكتبه
- اذن هذا هو مؤيد
لوى طاهر شفتيه بطريقة ساخرة
- نعم هذا هو ظننت انك ستطلب منه الحديث على انفراد
- هذا ما كنت اود ان افعله لكن خشيت من رد فعل غروب لا اريد ان تتعرض لأي صدمة نفسية الأن كما اني لا أثق بمؤيد وبإسلوبه بتفاهم معها
- ابي لا تتحدث معه ارجوك هي بخير الأن نحن بجانبها ولن تحتاج لأحد اخر
- هل انت جاد نحن لسنا عائلتها الحقيقية التي تحتاجها وغروب ليست بخير هي تحتاج سند قوي تلجئ اليه تحتمي بظله
- انا كذلك
- انت لست عائلتها انت غريب عنها
- هل اصبحت انا الغريب الأن طالما كنت بجوارها كنت سندها كنت امها وأبيها اين كانت عائلتها حين كنت احاول جاهدا ان ارسم بسمة صغيرة على شفتيها .. اين كانت حين كانت تهرب من المدرسة وترفض الدراسة .. اين كانت حين لم تجد من يعلمها الصلاة ويشجعها على الصوم
اين كان اخاها المصون حين هربت من المدرسة لتذهب الى المقبرة
اذكر ذاك اليوم جيدا ابي لن انساه ما حييت
حين عاد مؤيد الى هنا قبل ثلاث سنوات وصل باكرا في السادسة صباحا رفض ان يسلم عليها ان يقترب منها ان يحضنها وتركها ثم ذهبت للمدرسة لتهرب قبل دخولها اليها
اخبرتني حينها فتاة كانت معها قالت لها انها ذاهبة الى شقيقتها امضييت النهار ابحث عنها الى ان جننت وذهبت الى المقبرة لاجدها هناك منهارة من البكاء ترتجف من الخوف تعبت كثيرا لطمس تلك الذكرى من ذهنها لا اعلم كيف احتملت ان ترى شقيقتها مدفونة تحت التراب لم تكن في ذاك الوقت سوى طفلة
والان تقول لي علائلتها تبا لتلك العائلة ولذاك الشقيق
الذي تخلى عنها بلوقت الذي كانت تحتاج اليه وما يثير السخرية اكثر أتى ليقطن بمنزل اخر لوحده لم يهتم لعائلته ولا لشقيقته لذلك لا تتحدث معه ارجوك
جلس يوسف مستسلما لكلام ابنه هو يذكر ايضا ذاك اليوم الذي تحدث عنه ولكن لم يكن يعلم مكان وجودها والان علم ذلك يذكر ان ابنه بذاك الوقت عاد للمنزل يمسك غروب بين ذراعيه كانت منهارة من البكاء وترتجف بشكل فظيع احضرو لها الطبيب وعتنو بها وقضت الليلة في منزلهم بعدما اخبرو بذلك والدتها التي ظنت انها ستبيت في منزل صديقتها من اجل الترفيه عنها ولم يعلموها بمرضها بناءً على توسلات ابنه الذي اصر على الاعتناء بها بنفسه والسهر بجابها وخشي ان يأخذوها الى منزلها وتبقى بعناية الخادمات لوحدها
* * * *
توقفت سيارة حديثة الطراز امام مبنى ضخم ليترجل منها شاب طويل ذو بنية جسدية رياضية تقدم يصعد الدرجات الرخامية ليحييه رجال الأمن ببتسامات مشرقة صعد السلالم برشاقة يتلقى التحية من موظفيه وتهنئته على صفقته الجديدة وصل الى مكتبه في الطابق الخامس والثلاثون وجلس خلف مكتبه لتتبعه مساعدته تقدمت منه برشاق لتنحني وتطبع قبلة على وجنتية
وتقول - اوه عزيزي لما لم تعلمني بقدومك من قبل
ابتعد عنها يقول بنبرة ساخرة - كفى سرين تعلمين كم امقت هذا الأسلوب بمخاطبتي ولا يوجد سبب يدعوني لأعلامك بموعد عودتي
تجاهلت اهانتة لتقول - كيف كانت رحلتك
اجاب من دون اكتراث - افضل مما توقعت
- جيد ألن نخرج اليوم للأحتفال بنجاحك
- لا.. لا رغبت لي بذلك انا متعب جدا وكل ما احتاجه هو النوم
- اذا لما لا تذهب الى منزلك وتخلد الى النوم
- هناك بعض الأعمال علي انجازها اليوم
- كما تريد
- اوه سرين كيف اوضاع الشركة
- على افضل ما يرام
- اذن لما تقدم خمس من الموظفين استقالتهم هل حصل امر ما
شعرت بتوتر فقالت - بسبب امور شخصية
- وكيف ذلك
انقذها رنين هاتفه التقطه ليجيب
- اهلن بنبض قلبي
- كاذب
شعرت سرين بلغيرة تنهش صدرها من تلك التي يتحدث معها اشار لها بلخروج وهذا ما اثار غيضها تابع ليقول
- ولما كاذب
-لانك لا تسئل عني
-اوه عزيزتي انا اسف كنت مشغول كثيرا بلأونة الأخيره
- اذن علي ان انهي المكالمة لا اريد مقاطعة اعمالك
وهذا ما فعلته اغلقت الهاتف شعر بسخط بسبب حركاتها الصبيانية وما يشفع لها انه يحبها بجنون اعاد الاتصال مرة اخرى ولم تجب وحاول من جديد انتظر مطولا لتجيب بإخر لحظة قال برقه يحاول ان يكبت غضبه منها - ماذا عزيزتي لما كل هذا الغضب
- لأني فتاة طائشة متمردة تسبب الجنون لكل ما حولها
علم ان احدهم قال لها هذا الكلام وبلطبع يعلم من هو
- لا تستمعي لكلام شقيقك الأحمق
- أي شقيق لم يعد لي هناك شقيق سوى حازم
- ماذا حصل بينكما
- ألم يخبرك صديقك النبيل
- لم يتحدث معي منذ مدة ماذا فعل لكي
- عد الى هنا لتعلم
- اوه غروب لا استطيع
- وماذا كنت ارجو منك بلطبع انت صديقه وعلى شاكلته وأنا من ظننت انك مختلف عنه
- غروب لا ....
قاطعت كلامه لتقول - لا اريد ان اسمع اي كلمة اخرى ولا اريد ان اراك او اسمع صوتك ثانية اغلقت الهاتف مرة اخرى
علم انها لن تجيب اذا كلمها مرة اخرى- تبا لك مؤيد ماذا فعلت لتغضب لهذا الحد
قرر ان يكلم صديقة فضغط على زر الاتصال
- مرحبا
أتاه صوت صديقة يقول - اهلن وليد كيف حالك
تجاهل سؤاله ليقول - ماذا فعلت لغروب
- اوه كنت اعلم انها سرعان ما ستحدثك وتشتكي من أخيها الظالم
- مؤيد متى ستعامل شقيقتك بود هي فتاة مراهقة وتفتقد للحب والحنان
قال بلهجة ساخرة - لا تقلق يبدو انها تدبرت هذا الامر جيدا حظيت بحبيب يمنحها ما تريده من حب وحنان وأذا خيرتها بين عائلتها وبينه ستختاره من دون تردد
- مؤيد هل فقدت عقلك كيف تتحدث عن شقيقتك بهذه الطريقة
- هذا كلامها وليس كلامي قالته امامي بكل وقاحة
- ماذااااا ,, وانت ماذا فعلت
لم يجبه
- مؤيد ماذا فعلت قل هل ضربتها
- نعم
- انت ... انت احمق وغبي ومتخلف كيف تتعامل مع امر كهذا بتلك الطريقة الا تعلم انها ستتحداك وستزداد عنادا
- وليد هذه شقيقتي انا وأنت لا شئن لك بذلك وأذا عادت لمقابلته لن اكتفي بكسر ذراعها بل سأقتلها - ماذا كسرت ذراعها انت اياك ان تقترب منها افهمت وهي تخصني كما تخصك
نعم منذ توفى شقيقة حول كل الحب والحنان اللذان كان يكنه اليه اليها هو يحبها ويعتني بها حين يعود تذكره بأخيه الذي لو كان حيا لكان بعمرها
- مؤيد ابتعد عنها سأعود لنحل هذه المشكلة
- حسنا انتظرك
شكر مؤيد ربه على قرار عودت وليد فهو الوحيد الذي يستطيع ان يتحكم بإفعالها لم يكن يود ان يصل الأمر الى هذا الحد لكنه لا يعلم كيف يتصرف معها تعانده متعمدة ولكن ما يثير حيرته كيف علمت بامر حياة وهل هذا هو السبب تصرفاتها المجنونة عليه ان يحسن من العلاقة بينهما لا يريد ان يخسرها هي ايضا لا يريد ذلك ابدا
* * * *
نظرت غروب الصندوق الذي بحجرها ازالت غطائه لتخرج منه دفتر مذكرات لونه وردي مدت يدها الى عنقها تنتشل السلسلة التي تتزين بها لتسحب منها مفتاح صغير كانت قد علقته بها وضعته بقفل الدفتر لتفتحه وتستنشق رائحته العطرة رائحة عطر شقيقتها المفضلة انسابت دموع حارة على وجنتيها قلبت بين صفحات الد
فتر لتتوقف عند صفحة مهترئه بسببب قرائتها لألاف المرات والكتابة لم تعد واضحة بسبب الدموع التي ذرفتها عليها
يــــوم جميـــــل رائـــــــع لـــسماء صـــافية ,,,
وارض مبهجة وشمس مشرقة بإشعة ذهبية ,, ورائحة عطره تعبق بلكون بإسره
هذا هو اليوم المنتظر من قبل العائلة السعيدة نترقب بفارغ الصبر ....
انتهى الفصل الثالث