قال الرئيس – بعد أقل من سنة على زوجا جاسر قام شجار كبير بين وضاح وجاسر وتم قطع الصداقة بينهما ولم يعلم احد السبب
قال عامر – لكن زياد كان صديق علي حفيد وضاح
قال الرئيس – اجل فهما درسان معا ولكن حين أصبحا يعملان أصبحا يتنافسان بطريقة شريفة ولأن زياد كان يتفوق عليه لجأ علي للطرق الملتوية وهنا قطعت صداقتهما
قال عامر بشك – هل لهذا الأمر فقط
قال الرئيس – هذا ما أعلمه لكن أمور تلك العائلة غريبة جدا ومليئة بالألغاز
قال رواد – قصة غريبة حقا امتدت على أجيال
قال الرئيس – أجل لكن زيدان سيكون بالحفل أيضا
قال عامر – ماذا يعني ذلك
قال الرئيس – هناك علاقة غريبة مخفية بين وضاح وهشام ولا نعلم دوافعها ومغزاها
قال رواد – وضاح يتاجر بالسلاح وذلك معروف لكن لمركزه ومكانته ولقلة الأدلة ضده لا نستطيع القبض عليه
قال عامر – أليس غريب اجتماع هشام وشاهر بمكان واحد
قال الرئيس – وغرام تلك لماذا هي بين يدي شاهر
قال رواد – وهناك شخص يبحث عنها يدعى أوه هو علي
قال عامر – ودرّه التي نشر بأنها ماتت في عائلة وضاح ظهرت حية في عائلة الظاهر وتم تعديل أوراقها والتحقيق الذي فتح بسبب خبر وفاتها أغلق بشكل رسمي
قال الرئيس وقد فطن لأمر ما – أذن وضاح خطف درّه وقام هو بتربيتها لكن لماذا
قال رواد – لا اعلم ذلك حقا ربما انتقام منه
قال عامر – لكن درّه الأم أين وضعت طفلتها ولم كانت مطمئنه
قال الرئيس – أجهل ذلك
قال رواد – ما يحص لغز كبير
قال الرئيس – أنت ستسافر رواد للدراسة بالجامعة التي تدرس فيها غرام في ايطاليا منذ شهور
قال رواد – حاضر
قال الرئيس – وأنت عامر أريد التأكد من الملف الطبي لزبيده والدة كل من غرام ودّره
- حاضر
*****
جلست درّه بجوار زياد وهي تشعر بقهر يملأ خلايا جسدها وهي ترى ذاك الأرعن يجلس إمامها بكل تفاخر قال هشام وهو ينظر إليها بطريقة وقحة – ألن تجلسي في منزل والدك
قالت بكره – سأمكث هنا حين أرغب بذلك
قال الجد – لكن لا يصح الطريقة التي تحيين فيها درّه فهي لا تليق بعائلة الظاهر
قالت بسخرية – أعذرني جدي لم اعتد بعد على أن أكون من عائلة الظاهر فما زلت أظن أن ذاك هو جدي
قال جاسر بحقد – لا اعلم لماذا فعل ذلك
قالت بغيض – لا بد أنه علم الآن بأنني عدت لعائلتي الحقيقية وسيكون ذلك مخيب لأمال بعض الأشخاص
قال هشام بحدة – ماذا تقصدين
قالت بمكر - هل وجهت حديثي أليك أنا أتحدث بشكل عام ولماذا ظننت أنني أعنيك بالأمر أوه أو أن الأمر كما يقول المثل
قال هشام بغضب – أنت قليلة أدب
قالت بسخرية - ربما ورثت ذلك منك يا عمي العزيز أعذرني منذ التقيت بك لم ألحظ بأنك ورثت شيء من جينات هذه العائلة فشتان ما بينك وبين أبي فأنت حتى لا تستطيع أن تتحدث بلباقة
نهرها جدها لتقول – أوه أنتم لا تتعاملون بديمقراطيه
فال زياد بسخرية – لما لا نخرج للحديقة يا أبنت عمي كي تحافظين على هذا المزاج العالي ولا يفسده من لا يستحق
قالت وهي تغمز بخبث وتمد يدها إليه ليساعدها على النهوض وتقول بصوت حريري – كما ترغب أنا تحت أمرك
أبتسم ابتسامة ملتوية ورافقها للخارج وهشام يقول – هل يعجبك ما تفعله أبنتك عزام وذاك الأخرق زياد
قال الجد بحدة - زياد هو الشيخ هنا أم نسيت
قال هشما – وهل تصرفاته تصرفات شيخ قبيلته أنظر إليه أصبح مراهق تافه يتبع فتاة ..
لم يدعه يكمل عزام ليصرخ به – توقف إلا أبنتي هشام أفهمت إلا هي آلا يكفي بأنني حرمت منها سنوات ومن أخيها الذي لم أجده الى الآن
قال هشام – أخبرناك بأنه مات لكن أنت تتبع سراب
صرخ به – لم يمت قلبي ينبآني بأنه ما زال حي أياك أن تقول ذلك ثانية
*****
جلست غروب على سرير جنى وهي تقول – أنظري هذا هو الفستان
نظرت إليه جنى لتقول – أوه رائع ولماذا لا يعجبك
قالت بسخرية – لأنه أشبه بعبائه جنى
ضحكت جنى وقالت – هيا يا فتاة لا داعي للخجل لما لا تجربيه الآن
قالت بتوتر – هل جننتي
قالت بمرح –لا هيا التوأم الماكر ليسا هنا جربيه
قالت بحياء – حسنا لكن أخرجي من هنا أولا
حكت وخرجت ارتدت غروب الفستان ووقفت أمام المرأة تحدق لنفسها هذه المرة الأولى التي ترتدي فيها شيء مغري كهذا قرعت جنى الباب لتدخل وهي تنظر إليها بذهول وتقول – رائعة جدا
قالت غروب – حقا
أجابت جنى – أجل انتظري لحظة لنجرب أمر أخر
تقدمت منها تسدل شعرها الأشقر وتقول – لما لا نسرحه على شكل حصل لولبية
قالت غروب – لا اعلم أفعلي ما تريدين
فعلت جنى ذلك وقامت بتزين وجهها بمساحيق التجميل فظللت عيناها بظلام حمراء قاتمة ممزوجة باللون الفضي وأثقلت عيناها بالكحل الأسود ليبدوان أكثر أتساع ويظهر لونهما الزمردي الجذاب كما قامت بصبغ شفتيها بالون أحمر صارخ وضعت أمامها حذاء احمر عالي الكعبين نظرت غروب للمرآة من جديد لتذهل بما تراه قالت بذهول – هل هذه أنا
قالت جنى بذهول – يبدو ذلك يا فتاة أين كنت تخفين ذاك الجمل
قالت – أبدو أكبر من عمري بكثير
قالت بمرح – أجل لن يتعرف عليك عامر أن شاهدك هكذا
قالت بسخرية – ذلك أفضل
ضحكت جنى وقالت – هذه أفضل طريقة للانتقام منه أن يراك هكذا ولا يستطيع الاقتراب منكِ
قالت بمرح – لا أرغب باستخدام تلك الطرق
قالت جنى –عليك التعلم يا فتاة وإلا لن تصمدي
قالت غروب – أرغب بالذهاب الى حفلة الآن
قالت جنى بريبة – ولماذا
قالت بمرح – أرغب بالرقص
ضحكت وقالت – لك ما تريدين
وضعت سي دي وانتشرت
الحان لرقص شرقي لتبدأ غروب بالرقص وجنى تصفق لها بمرح و
عاد الى منزله مرهق ليجد والدته باستقباله قالت له بفتور – أختك هنا
قال بمرح – حقا لم أرها منذ مدة
قالت بسخرية – هي بغرفتها برفقة خطيبتك
قال بريبة – غروب هنا غريب
صعد لحجرت جنى لتوقفه الألحان الغريبة شعر بالريبة ليكمل طريق ووقف هناك مذهول مما يراه شاهدته جنى ورأت أن غروب غافلة عما يحصل حولها ومنسجمة بالرقص فانسحبت بهدوء لتتركهما وحدهما
شعرت بشي غريب يحصل حولها توقفت لتجد عامر أمامها وجنى قد اختفت نظرت لعامل الذي يتفرس بنظراته الحارقة الذاهلة بما يراه أمامها شعرت بالغضب من طريقته للنظر إليها همت بالصراخ به لكنها تراجعت باللحظة الأخيرة وقررت أن تفعل بما نصحتها به جنى
اقتربت من بغنج لتصبح أمامه تضع يدها على خصرها وتقول بتسلية – ماذا هناك عامر لماذا تقف هكذا كالصنم
لم يستطع أن ينطق بكلمة فقد سار باتجاهها مسحور بمظهرها الذي تظهر به الآن كأول مرة
اقتربت منه خطوة أخرى لتضع يدها على كتفه بدلا وتقول بصوت حريري وهي تحدق به ببراءة – أوه عامر أخفتني ماذا هناك
شعر بقلبه سيخترق ضلوعه ويقفز لم يكن يدرك أن تغير بسيط بشكلها يمكن أن يملك تأثير مدمر عليه نظر إليها ثانية يقيم فستانها العاري الناري الذي يظهر لون بشرتها الناصعة النقية وخصلات شعرها اللولبية المبعثرة وهي تثير جنونه عدى عن لون عيناها اللذان يبعثان التحدي والأغراء بان واحد مال إليها يستنشق رائحتها العطرة لتسكره
قالت بصوت حريري تعبث به وهي تراه هكذا خاضع لسحرها الأنثوي – هل أعجبتك عامر
صوتها يبعثر بذرات عقله وينظم نبضات قلبه بطريقة تتناسق مع وقع حروفها المغناة سحرها وجاذبيتها الخارقة تجذبانه إليها ليسقط جاثياً تحت رحمة سحرها الذي ينافس سحر ملكة الغابة
قال بصوت أجش لا يعلم من أين خرج – بل تفقدينني صوابي غروب
اقتربت لتحيط عنقه بذراعيها بدلال وتنظر لعيناه بمكر – أنت تطمئنني عامر كنت أخشى العكس
التماع عينيها بتلك الطريقة الخبيثة الماكرة التي تحمل دهاء فتاة عابثة أستفزه ليخرجه من طوق ذاك السحر السالب للعقل ليحيط خصرها النحيل بكلتا يديه ويقول بنبرة حريرية مستفزة – لا تخشين من ذلك حبيبتي كم كنت سأندم لو أنني طلقتك وأنا لا اعلم أي فاتنة جذابة كانت بين يدي
شعرت بطعنة تمس كرامتها لكنها تمالكت نفسها ونظرت إليه بتحد وقالت – أجل كنت ستندم كثيرا لو أصبحت هذه الفاتنة الجذابة ملك لأخر وأنت لم تقدر قيمة النعمة التي بين يديك
شعرت بذراعيه تضغطان بقوة على خصرها النحيل ليؤلمها ويقول بنبرة باردة كالجليد تحمل الوعيد – أياكي أن تقولي ذلك ثانية وأن تجرئي فقط على الحلم بان تكون ملك لأخر غيري
قالت وهي تتحامل على نفسها لترد بنبرة مشابهة – وأياك أن تفكر بامتلاكي عامر فليس أنت ولا عشرة غيرك قادرون على ذلك
ضغط بقوة أكبر وهو يشعر بأنه يود قتلها بسبب عنادها – انا سلكت نصف الطريق غروب وسأكلمه حين يقام زفافنا فلا تستفزينني كي أعجل بذاك الأمر