كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 17
شعر بالضيق ما إن تذكر ما حصل الليلة الماضية و قال بنبرة جليدية تثير القشعريرة لكن لم تؤثر بعامر – أجل أعلم ذلك .. لذلك عليك أن تنفذ ما عليك أنت لست هنا من أجل اللعب يا حبيبي بل لأن هناك مهمة خطيرة تتعلق بحياة العديد من الأبرياء .. عامر أحذرك من التقاعس عن عملك يكفي ما فعلته سابقا و قد تم التجاوز عن الأمر لكن المرة القادمة لن يحصل ذلك و إن كنت إلى الآن تود الركض خلف المراهقات فقدم استقالتك منذ الآن كي لا تقترف أخطاء تكلف الآخرين حياتهم .. أفهمت عامر؟
نظر إليه عامر نظرات شزرة وتعلقت عيناه النارية بعينا رواد الباردة وحدق به بإمعان الآن علم من يكون , صاحب هذه النبرة المتسلطة هو ذاته الذي خاطبه بتلك الليلة في الفيلا أجل هو لكن كيف يكون لحظة مراهق طائش والأخرى رجل متسلط يأمر وينتظر التنفيذ ؟ لاحظ قامته الممشوقة وعضلاته المكتنزة فكر بينه وبين نفسه مَن يكون هذا الشخص ؟
قال بحدة – و من أنت لتأمرني .. ليضيف بنبرة ساخرة .. رواد
نظر إليه رواد بسخرية ليقول – أولا ستعلم مَن أكون في الوقت المناسب وهذا الوقت بالطبع حين يناسبني أنا .. أضاف بمكر .. وثانيا المفضلين لدي هم مَن أسمح لهم بمخاطبتي رواد وغمز له يستفزه .. وهي أصبحت منهم
شعر عامر أن أعصابه تحترق ليقول بسخط – إياك أن تفكر بها
تبدلت نظراته الساخرة لتحل مكانها الباردة ليقول بنبرته المتسلطة الجليدية السابقة - أنت عليك أن تسيطر على نفسك أكثر من كلمتين فقدت عقلك ماذا لو هددك بها احد أخر .. تبا عامر ابتعد عن الفتاة لأن لو علم أحد من أعدائك بأنها مميزة لديك لن يحصل خير أبدا أفهمت عامر ولا تنسى لما تم اختيارك لمهمتك السابقة لا تنسى يا .. أردف بسخرية .. صاحب القلب الميت
التفت ليغادر لتوقفه سما - ألن تحضر الاجتماع
قال بصوت ثابت – لا فأنا اعلم مهمتي جيدا
أشار إليها بيده يودعها وهي حركة خاصة به لتبادله بمثلها نظر إليها عامر بحنق وقال
؟ ماذا يحصل –
قالت بسخرية – لما أنت غاضب لأنه ذكرها؟
قال بحنق – سما لا تستفزيني أنتِ أكثر .. ثم مَن يكون ليتحدث بهذه الطريقة وكأنه هو الرئيس
قالت بصوت ثابت – لقد سمعت ما قال وهذا لا يمنحني الحق لأخبرك
قال بحدة – إذن أنتي تعلمين ؟ لماذا أنا لا؟
قالت بحدة – عامر اتركه وشأنه هذا أفضل لك صدقني و الآن هيا لنتوجه إلى الاجتماع لم يبقى الكثير ويبدأ
قال بحنق – حسنا
*****
مرت الأيام ببطء مرير .. كل منهم يتخبط بين دهاليز الحياة الغامضة التي لا تترك لك مجال لتفكر بما تود أن تنجزه بالغد .. كل منهم يبذل جهده ليخرج من متاهةٍ طريق الخروج منها مفقود ولا يوجد أي دلائل للنجاة منها .. هناك احدهم يغرق بظلامها الذي يحيط على جدرانها الشاهقة حيث مؤيد الذي يسابق الوقت لينقذ زوجته جني يبحث ويبحث عن علاج لكن ليس أمامه سوى طريقة واحدة وهو لا يستطيع أن يسيطر عليها من أين يجد قلباً ؟ سؤال يصارعه في تلك المتاهةِ التي لا يستطيع منها الخروج وما يضيق عليه الخناق أكثر زوجته التي تهذي بكلمات تخترق روحه وهي نائمة بين ذراعيه ويشعر أن روحه تسلب منه قهراً على ما يعانيه لكن يصبر نفسه ويطلب الهدى من رب العالمين كي لا يتهور وأصبح يتبع طريقةً أخرى للتعامل معها وهي إنه طبيبها الخاص .. أما تلك التي يخيم عليها شبح الموت تنهض مرتعدةً كل ليلة كوابيس تجثم على قلبها .. أشباح من الماضي عادت تطاردها لكن تسأل نفسها لماذا يحصل ذلك .. لماذا الآن ؟ تنهض لترى نفسها بين أحضان زوجها لتجفف قطرات العرق التي تبلل جبهتها لتنسل إلى المغسلة تتوضأ بمياه باردة تضاهي برودة الشتاء القارص لتهرع إلى جلبابها وسجادتها تصلي متضرعةً لله تعالى عله يشفيها ويبعد عنها تلك الكوابيس التي تحتار لسبب مهاجمتها لها وتثقل كاهلها أكثر وهي التي لم تعد تملك الطاقة لمواجهة حمل أخر فيكفيها زيارتها للمتشفى يوماً بعد يوم ..
أما أختها تغرق بأفكار عقيمة لا تعلم صحتها بعدما عادت إلى حياتها وجامعتها وعملها .. كل يوم تقف أمام باب مكتبه تود أن تخبره أنها جاهزة ليكشف لها عن حياته لكن ثقتها تخونها و تلوذ هاربة .. أما ذاك الأخر فقد بدأ يفقد صبره ينتظرها لكنها إلى الآن لم تحضر أراد أن يذهب هو لها لكن أوقفه اتصال من شيطان كان يتحلى بزي ملاك لا يعلم ما الذي تريده منه الآن عادت لتخترق حياته بكل وقاحة ولا تخضع لتهديداته .. حينها فقد علم أنها تخطط لأمر بل لكارثة فهو أعلم الناس بها هي لا تحضر هكذا إلا إذا كانت تمسك أمر ما عليه .. تخبره بكل حقارة أنها خطيبته بل وحددت يوم زواجهما .. بدّل رقم هاتفه أكثر من مرة لكن كل مرة تعود لتحصل عليه من جديد وهذا ما جعله يؤجل موضوع ياسمين يريد إن يجاري نغم ليعلم إلى ماذا تخطط ..
إما بالنسبة إلى نبض قلبه عادت إلى مدرستها لتدفن نفسها بين كتبها بعدما صدرت نتائجها وحصلت على مجموع كبير 4%99 وهي الأولى على مدرستها برغم أنها ترافقها نزلة برد شديدة لكنه لم يمنعها من الذهاب كل يوم إلى المدرسة وإرهاق نفسها و قد امتنعت عن الذهاب إلى أي مكان قد يوجد فيه عامر .. أما ذاك القاسي غرق بعمله يبحث عن أي دليل أخر قد يوقف فايز قبل موعد المحكمة الذي لم يتبقى له الكثير .. إما المحامية المجتهدة تنتظر انتهاء المدة التي حددها لها زوجها سامي وما زال الوضع بينهما كما هو بالرغم من أنهما يجلسان سوياً ويتسامران لكن هناك حاجز بينهما أما هو يشعر بأن الفجوة بينهما تزداد يوماً بعد يوم ولأول مرة في حياته يشعر بالخوف من أن يفقد أحداً , أن يفقدها هي .. يعلم إن الحياة التي بينهما باتت أيامها معدودة لكن يخشى من نظرة ستواجهه بها بعدما تعلم حقيقته وكم الأكاذيب الهائلة التي لفقها وصدقتها هي بكل طيبة .. إما صديقته بجريمة سرقة القلوب و رميها جانباً تشعر بعذاب مرير لما تفعله بقاسم لكن سامي يذكرها كل لحظة أنه شخص لا يعلمون عنه الكثير وكم من أشخاص كان محترمين و لكنهك لم يكونوا سوى واجهة مزيفة يخفون خلفها الوجه الحقيقي لنفوس دنيئة تحمل الكثير من الشر والإجرام وهذا ما يقوي من نفسها وهناك أمر أخر .. إنها تتوق لهويتها التي سلبت منها قبل سنوات بعيدة جدا .. إما من ملكت قلبه يزداد تعلق بها يوماً بعد يوم إلى أن قرر أن يعرض عليها الزواج أخيرا فهو واثق الآن انه لا يستطيع أن يحيا دون وجودها لقد أصبحت حياته وجزء هام منه لا يستطيع إن يفرط به .. أما الآخرين كل من رواد وسوسن وسامر وريم كل منهم يمضي بحياته يتجاهل ماض مرير لا يعلم أحد عنه سوى القليل .. ومن حولهم يظنون أنهم أشخاص ينعمون بحياتهم بكل مراحلها لكنهم بالحقيقة يبذلون جهود جبارة لمداواة جروح وذكريات مؤلمه لحد الموت .. هكذا هم ما زال يتخبطون في متاهة الحياة التي لا يعلم احد متى ستفتح لهم أبواب الخروج للسعادة وهكذا مضى عليهم عشرة أيام ...
نهضت عن مكتبها تشعر بسعادة عارمة أخيرا حصلت على مخطط الشركة الأصلي وليس ذاك المزور الذي يضعه فايز ويخفي الأماكن السرية في الشركة .. وضعت الصورة طبق الأصل عن المخطط الأصلي في حقيبتها قبل أن يراها أحد ما .. وهرعت إلى هاتفها ترسل رسالة إلى سامي تخبره " سامي أخيرا حصلت على المخطط الأصلي"
****
جلس سامي أمامها وهو ما زال يرتدي ملابس النوم وقال بصوت متكاسل – ليس الآن وفاء ما زال لديكي بعض الوقت
|