كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 15
فكرت بحيرة ما الذي حصل ليعاملها بهذا العداء .. كانت علاقتهما تتخذ منحى اخر فما الذي حصل ؟ اين عامر ذاك الذي كان حنون ولطيف ؟ الذي وعدها ان لا يسمح لاحد ان يزعجا وهو الان لا يفوت فرصة لازعاجها ..
لم تجبه وشعرت بلألم لما يحصل .. راقب تبدل ملامحها وكيف لاذت بصمت ولم تعد لتتحدث من جديد يعلم انه ازعجها لكن هو يتأثر بها كثيرا وينسى نفسه امامها يخشى ان يتهور في حضورها كلمرات السابقة .. عليه ان يضع مسافة بينهما هذا افضل لكليهما فذلك يشكل درع له لكنه بلوقت ذاته لا يود ان يخسرها .. يشعر بلحيرة لما يواجهه اول مرة يشعر انه لا يعلم ما يريد .. انهو تناول الطعام واحتسو القهوة ولم تشاركهم غروب بلحديث برغم من محاولات سامر ومروان الفاشلة .. اعتذر عامر وغادر .. وبعد ذلك غادرت هي ووالدتها .
*******
في اليوم التالي
وقفت غروب بجانب مؤيد وجنى ينتظرون ياسمين ووليد ..ظهر وليد وبجانبه ياسمين يتوجهان اليهم .. لاحظت غروب بوليد وهو يتقدم بكل ثقة لا ينظر لاحد حوله يسير بكل اعتدال وكل فتاة تمر بجانبه تلتفت له .. وصلا اليهم ليقول وليد
- هل اصبحت احد المشاهير لينتظرني كل هؤلاء المعجبين
ضحكت غروب وقالت بمرح – انت مشهور بحضورك دائما ايها المغرور
قالت ياسمين بمرح – اجل مغرور ولتعلم لا ينتظرونك انت بل انا
اقتربت ياسمين من جنى تحتضنها بمحبة وقد اشتاقت لها كثيرا
قال بمرح – ومن المغرور الان اميرتك
لاحظو كيف خاطبها لتحمر وجنتيها وقالت غروب بمكر وهي تغمز لهما
- هل فعلت ذلك اخيرا
قال بمكر – ماذا فعلت
قالت ياسمين – انتما توقفان عن ذلك .. نظرت لغروب وقالت كنت واثقة انك تعلمين
قالت غروب بمرح – اعترف لي قبل ان يعترف لكي حبيبتي ولو لم يخبرك قبل عودتكما للقنته درس صارماً وزوجته اي فتاة اريدها ورجله فوق عنقه
قال وليد – اوه غروب هل بدأتي يا قتاة انا لم اخرج من المطار بعد ان لم تحترمينني ساعود لدبي .. ثم انك لم تقولي لي الحمدلله على سلامتك
قالت بحنان – الحمدلله على سلامتكما .. نورت الاردن اخي الحبيب حسنا اعتذر على قلة تهذيبي والان لنخرج من هنا قبل ان تهددني بلعودة
قال مؤيد – انتم انا هنا
قال وليد بمرح – اهلا بصديقي العزيز
حضنه مؤيد بمودة وخرجو بعد ذلك من المطار
****
في منزل مؤيد وجنى مساءً
حضر كل من مرروان وسامر بلأضافة الى الحاضرين ليسلمو على الضيوف
امضو الوقت بلمرح والضحك .. لم يحضر عامر بسبب عمله غادر وليد الى منزل ايمن ليسلم على ايمن وزوجته وحازم .. امضى ليلته في منزلهم اما ياسمين فهي ستمكث في منزل جنى الى ان تسافر .. في اليوم التالي ذهب وليد لزيارة رندا وعائلتها .. اما ياسمين زارت عمها ابى وائل وكذلك الجد عامر ..
في اليوم الثالث ..
ذهب وليد الى منزله ليحضر تلك الورقة التي اخبره عنها ايمن .. قال انه وضعها في الصندوق الخشبي الذي احضره من منزله بعدما حجز عليه .. حاول ان يتذكر اين وضعه ليجده في القبو .. ذهب الى هناك وقد فتحه ليجد بداخله الكثير من الاوراق والكتب .. جلس على الارض يفرغ محتويات الصندوق فهو لم يتفقده من قبل .. اخرج احد الثماثيل لحصان خشبي يمتطيه فارس .. وعلبة مخملية حمراء فتحها ليجد بداخلها طقم كامل من المجوهرات تخطف الانفاس بجمالها مصنوعة من الالماس والاحجار الكريمة بشكل مذهل .. اخرج عدت كتب وصندوق خشبي اخر لم يكن كبيرا جدا .. وجده مغلق .. تذكر هذا الصندوق فقد شاهد والده يخفي فيه احد الاوراق في يوما ما قبل وفاته لكنه لم يقترب منه .. وجد ان الصندوق يحتاج الى مفتاح فكر ما اين وضع المفتاح في ذاك اليوم ؟؟ اين وضعه ؟ لينظر الى التمثال الخشبي وتذكر انها تحوي مكان صغير في قاعدتها يفتح لذلك قام بنزع الغطاء الخشبي ووجد المفتاح هناك .. وضعه بصندوق وهو يشعر بقلبه يدوي كرعد لا يعلم لما ينتابه شعور مخيف .. يخشى من امر ما . ولماذا عادت كلمات والدته تتردد داخل عقله لماذا؟ فتح الصندوق ليجد بداخله ظرف لرسالة وهناك ورقة اخرى .. اخرج الرسالة ليجد مكتوب عليها " الى ابني العزيز وليد "
شعر ان الدنيا تدور به .. هو يقف في مفترق طرق اما ان يتجاهلها ويمضي بحياته واما ان يرى ما تخفيه ويقلب حياته مرة اخرى .. يشعر ان تلك الرسالة ستحمل له حزن جديد والم جديد .. لكن هناك صوت بداخله يحثه على ان يفتحها ليرى ما فيها .. خائف اجل يعترف بذلك .. لكن يود ان يعلمل لما والده كتب إليه بهذه الرسالة .. فتحها بإنامل مرتجفة ليقرء
" ابني وليد
اعلم انك ستكرهني بعد هذه الرسالة .. لكن ما يعزيني اني سأكون قد مت حينها ولن ارى نظرات الكره في عينيك .. فهذه الرسالة لن تستطع ان تجدها سوى بعد مماتي .. اعلم اني لم اكن والد جيد لك واني دمرت حياتك وكذلك زوجتي .. اتعلم لقد تزوجتها ظنن مني انها ستجلب لي السعادة لكنها حولت حياتي الى جحيم .. لم تكن كما تصورتها وليس هذا هو السبب فقد بل لاني اكتشفت اني احببت زوجتي الاولى والتي لاقت برفقتي كل انواع العذاب ولم اكتشف ذلك سوى بعد ان طلقتها وتزوجت الاخرى .. حينها علمت انني افكر بها واني احبها لذلك كانت تنتقم منك .. كنت اضعف مما اقف امامها فقد دمرت حياتي بيدي ورفضت ما منحه إلي جدك وهي والدتك الحقيقة اجل وليد .. رندا هي والدتك الحقيقة وليست تلك لقد اخبرتها انك مت حين دفعتها لتسقط وهي حاول بك ذهبنا الى المشفى وقد تعرضت لولادة مبكره بسبب السقطة وقالو ان حياتك بخطر ويمكن ان تموت .. واذا عشت ستمضي حياتك مريضاً .. كنت يائساً والوم نفسي وفي تلك اللحظة استغلت تلك الافعى الفرصة واقنعتني ان امنحها الطلاق من اجلها كي تحيا حياتها ويكفي ما سببته لها من ظلم وقد قالت انك ستموت ولن تحيا وانها تأكدت بذلك من الطبيب وقالت من الافضل ان اخبر والدتك بذلك كي لا امنحها امل كاذب .. وهذا ما فعلته وقد علمت لاحقا ان حالتك لم تكن بذاك السوء وحين نجوت وبحثت عن والدتك وجدتها قد اختفت . بحثت عنها في كل مكان لكن لم اجدها وكأن الارض قد انشقت وابتلعتها .. وبعد ذلك قررت ان اعتني بك اون تكون تلك هي والدتك وسجلتها على اسمك وبعد ذلك شعرت بحقارة ما فعلته واني حرمتك من ان تحمل اسم والدتك لذلك قمت بتعديل شهادة ميلادك ووضعت اسم والدتك الحقيقية .. ارجو ان تسامحني بني وان تغفر لي ما اقترفته بحقك .. اعلم انك لن تبقى وحيدا فهناك ايمن ومالك وهما لن يتركاك ابدا .. سامحني بني ارجوك سامحني وابحث عن والدتك لتعوض ما حرمتك منه
سامحني "
سحب الورقة الأخرى الموجودة في الصندوق ليجد شهادة ميلادة مسجل عليها اسم والدته الحقيقة .. لم يستطع ان يبكى او يصرخ لما فعله والده به .. اتضحت تلك الكلمات اخيرا في ذاكرته " انت لست ابني .. هو ليس ابني " هذا ما كانت تصرخ به دائما وهو لا يفهم ما تقوله بسبب لغتها الاخرى .. مر شريط حياته امام عينيه .. كيف كانت تعامله .. استعدا ذاكرته اخيرا .. الان يذكر كل شيء .. جلس بحيرة يفكر بلكوارث التي داهمته واحدة تلو الاخرى دون رحمة الى هذه اللحظة ويفكر ما كان ليحصل شيء من هذا لو كان برفقة والدته الحقيقية .. والدته التي شعر بعاطفة جياشة اتجاهها وهو لا يعلم حقيقتها ..
حضرت سناء تتفقده فقد اختفى اكثر من ساعتين وهو هنا .. تحدثت معه لكنه لم يجبها يجلس على الارض ويحدق بلأوراق التي امامه .. عقله غائب عن الواقع لا يفكر بما يدور حوله كل ما يفكر به ماضيه المزري منذ اللحظة الاولى الى النهاية .. شعرت سناء بلقلق عليه خرجت لتحدث غروب وتستدعيها ..
*****
في ذاك الوقت كانت غروب برفقة ياسمين وجنى تتحدثان .. تحدث عامر الى جنى يخبرها انه سيحضر ليسلم على ياسمين فهو لم يراها منذ عادت .. كما انه بجوار منزلهم .. شعرت غروب بتوتر حين ذكر اسمه وعلمت انه سيأتي هي لا تريد ان تراه .. قاطع افكارها اتصال سناء .. نظرت بتوتر الى الهاتف وخشيت ان يكون مكروه ما قد اصاب وليد
قالت بتوتر – مرحبا خالة سناء
قالت – كيف حالك غروب
- انا بخير هل وليد بخير ..
قالت سناء بتوتر – انا لا اعلم
انتفض جسدها رعب عليه وقالت – ماذا تقصدين ما به وليد
تصلب جسد ياسمين حين سمعت غروب تصرخ برعب
قالت سناء – لقد حضر الى المنزل منذ اكثر من ساعتين كان وجهه مشرق ويضحك مع الجميع على عكس عادته .. وحين ذهب الى القبو لم يخرج منه ذهبت لاتفقده خشيت ان يكون مكروه ما قد اصابه لاجده جالس الى الارض .. تحدثت معه لم يجبني .. كان ينظر لورقة بين يديه ويتأملها بصمت وحزن شديدين
قالت بخوف – لازموه ولا تتركوه لوحده انا قادمة حالا وسأطلب من مؤيد ايضا ان يحضر لنرى ما به .. لا تدعوه يغيب عن اعينكم ارجوكي
- حاضر سنفعل
قالت ياسمين بخوف – ما به وليد ؟ ماذا حصل له ؟
قالت غروب بتوتر وهي تنهض لترتدي معطفها وقبعتها ووشاحها – لا اعلم لا اعلم انا ذاهبه لاراه
قالت جنى – غروب انها تمطر
قالت غروب بحدة – لا يهم
قالت ياسمين – سأرافقك
نظرت اليها غروب بصرامة وقالت – اذا كنت ستمضين الوقت بلبكاء من الافضل ان تبقي هن
|