المنتدى :
الاسرة والمجتمع
الفحوصات الطبية قبل الزواج ... مخيفة أم مطمئنة
الفحوصات الطبية قبل الزواج ... مخيفة أم مطمئنة
طبعاً ينشغل المقبلون على الزواج بتجهيزات العرس ويتجاهلون أمراً لابد منه، كما يقول الكثير من الأطباء، وهو فحص ما قبل الزواج الذى يعد ضرورياً.
الا أن الفحص الطبى قبل الزواج هو سلاح ذو حدين .. فقد يكون سبباً فى نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، كما يمكن أن يؤدى إلى اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل.
يجب على الجميع التيقن ان نتائج الفحص، مهما كانت لها من آثار سلبية، مثل اتخاذ أحد الطرفين قراره بعد الإقدام على الزواج، ستكون أخف ألماً من الشعور بالذنب، عندما يولد لهما طفل مصاب بمرض وراثى..
ومن الطبيعى أن يأمل الأبوان دائماً بأن يرزقا بأطفال أصحاء،
فكما نعلم جميعنا أن هناك نسبة احتمال ولادة طفل لديه عيوب خلقية من أبوين تربطهما علاقة نسب (أبناء العم أو أبناء العمة أو الخال أو الخالة)
تكون حوالى 4% إلى 6%.
فإحتمال الإصابة بالأمراض الخلقية عند المتزوجين من أقاربهم أعلى من المتزوجين من غير أقاربهم.
وتزداد نسبة هذه الأمراض كلما زادت درجة القربى.,,,
فوراثياً، لدى كل إنسان، بغض النظر عن عمره أو حالته الصحية، حوالى 10-56 جينات معطوبة (أو بها طفرة). وهذه الجينات المعطوبة لا تسبب مرضاً لمن يحملها، لأن الإنسان لديه دائماً نسخة أخرى سليمة من الجين.
لكن
عند زواج طرفين لديهما نفس الجين المعطوب، فإن أطفالهما قد يحصلون على جرعة مزدوجة من هذا الجين المعطوب (أى أن الأب يعطى جيناً معطوباً والأم أيضاً تعطى نفس الجين المعطوب) وهنا تحدث مشكلة صحية على حسب نوع الجين المعطوب.
بالطبع لا يستطيع أحد منع الذين يرغبون فى الزواج وإنجاب الأطفال، وليس للأطباء الحق فى منعهما ودائماً القرار يعود لهما وحدهما ولوليهما قبل الزواج، إلا أن الفحوصات تعتبر ضرورية جداً حيث يشمل دور الطبيب إعطاء الاحتمالات وشرح بعض الأمراض التى يترجح لديه أنه من الممكن إن تصيب الطرفين وأولادهما، كما أنه سيساعدهما إن أمكن فى تجنب هذه الأمراض.
وحينها القرار الذى سيتخذانه وهما على يقين بحالة كل منهما الصحية، سيكون أخف ألماً من الأقدام على وا التحضير الكلى للزواج، ثم إجراء فحوصات قد تترك نتائجها آثاراً نفسية سيئة على الطرفين إذا كان أحدهما مصاباً بمرض قابل للنقل من طرف إلى آخر عن طريق العلاقة الزوجية الحميمة أو حاملاً لعدوى وراثية ما لا يقبلها الآخر .
إذن من حق كل طرف يريد الارتباط بالطرف الآخر، أن يكون على علم مسبق وكامل بمجموع حالة هذه الأمراض عند قرينه، قبل الزواج به، حتى لا يشعر بالغبن أو بأن حياته فى خطر مستمر.
عفانا الله وإياكم
تقلبوا فائق ودى
|