كاتب الموضوع :
دلوعة وكلمتها مسموعة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 653 - شمس السعادة - دوروثي بيلاير - دار ميوزيك
تكملة الفصل الأول:
وسوف يحاول "فيتوريو"مستفيدا بموقفه كخطيب وان كان غير رسمي أن يلاطفها وربما أكثر من ذلك حسبما تسمح هي.
لم يسبق ل"ماريان"السماح لهذا الشاب أكثر من بعض عبارات الغزل أثناء السهرات التي كانت ترقص فيها .كان الراغبون ممن تجذبهم إليها كثيرين لكن لم يعرف احدهم الطريق إلى قلبها إذ أن "ماريان"كانت قد أقسمت ألا تهب نفسها إلا لمن تحبه هي.
كنت الفتاة جميلة،وهي تعلم ذلك،كانت تتمتع بشعر طويل ،ذي خصلات شقراء تتوج وجهها البيضاوي ذا الأنف المستقيم،والفم ذي الشفتين الممتلئتين،الخاليتين دائما من الصبغة ،والينين الخضراوين المختفيتين خلف النظارة ذات الزجاج الملون.
كانت "ماريان"تعاني قصر النظر ،لكن_عوضا أن تضع عدسات لاصقة أضافت إلى وجهها إكسسوار يزيد من قيمته .وعندما كانت ترفع نظارتها كانت عيناها تظهران بريق السرور وحب الحياة والجمال الذي كم تسبب في لوعة الكثيرين .
كم أن قوامها النحيف أيضا وكذلك ساقيها كانت تجعلان منها فتاة رشيقة ،جميلة،مرغوبة.
ولن تكون ل"فيتوريو"أنها لن تحبه .وهو يعرف ذلك ،وكثيرا ما فكرت "ماريان"في انه يسعى إلى أن يجعل منها سيدته أكثر من أن تكون زوجة له،لكنهما لم يتحدثا أبدا عن ذلك . وإذا حاول ذلك ذات يوم فهي كنت تسكته ، لم يكن هذا هو الموضوع الذي تميل إلى إثارته .
ها هو الطريق قد وصل إلى قلب آل"ريفييرا" الايطالية ،وها هي الأسماء التي تعرفها عن ظهر قلب تبدو أمامها "سان ريمو""بورتوفينو" تنهدت"ماريان" . هل سيأتي اليوم الذي تتوجه فيه إلى "بورتوفينو" مع الرجل الذي سوف تحبه؟!
وفجأة دون ن تتحقق تماما من حركتها أدارت عجلة القيادة إلى جهة اليمين حينئذ بدت لها لافتة زرقاء :"سانتا مارجريتا" .
سارت في المنحدر المؤدي إلى البحر ،فتحت نافذتها خفضت السرعة واسترخت.
وإذا بسيارة محملة بشبان ايطاليين ،تتجاوزها بسرعة مذهلة عند احد المنحنيات .أشاروا باليد أجابتهم ضاحكة .
حاولت"ماريان"أن تتحقق مما قامت به.
ساتناول مشروبا على شاطئ البحر ،وبد ذلك سأواصل طريقي أنا متعبة جدا. لي الحق فعلا أن توقف حيثما رغبت.
لكن،عندما سارت بمحاذاة شاطئ "مارجيتا"بحثا عن مكان تركن فيه سيارتها ،إذا بها ترى لافتة "بورتوفينو 6 كلم"لم تتردد بعد.
سوف تشرب فيما بعد في "فورتوفينو"تقهقرت وزادت السرعة.
ولم يكن أمام "فيتوريو"وآل"سبينوزا" إلا الانتظار و والديها كذلك و"فاني"هذه الأخت الرديئة.
مرة اخى تجاوزها الشبان وتوقفوا بجوارها في الإشارة الحمراء.
سال احدهم وهو شاب أشقر:
_فرنسية؟
اشارت"ماريان"نم وابتسمت .سرت عندما شاهد سعادتهم للحياة .كنوا أكثر مرحا من "فيتوريو"ورفاقها العاديين.
قال الأشقر :
_أنا ادعى"فولكو"
_وأنا "جان بيير"
وهكذا اخذوا يقدمون نفس ماليها الواحد تلو الآخر .
ابتسمت لهم دون ان تجيب وواصلت مسيرتها.هاهي الإشارة أصبحت خضراء. وكان السياح في لباس البحر يعبرون الطريق للعودة إلى منازلهم أو الفنادق الفاخرة التائهة في الخضرة أعلى البحر. كانت الأمواج قوية وكانت الريح الخارجية تحمل نفحة الحرية والكسل ووعود بسعادة غريبة.
كان الجو جميلا حارا حقا أن"فولكو"ورفاقه ظرفاء.ما الذي تخاطر به؟ هل هي لن تعود ثانية إلى "بيز"فور مشاهدتا ل"بورتوفينو"في نفس الليلة؟وربما تصل مع حلول الليل . وهذا كاف.
حينئذ اقترح "جان بيير"ضاحك:
_تعالي لتناول كوب على الميناء إننا في انتظارك على الميناء ،على شرفة فندق"نازيونالي "يجب ألا تفوتك هذه الفرصة .امتنعت"ماريان"عن الإجابة لان قلبها كان يخفق بشدة. أي جنون يدفعها إلى الانطلاق إليه؟ لقد عرضت نفسها منذ فترة قليلة لان تكتسح من صغار الشبان السكارى وكأنها أول وافدة من السياح السويديين المتعطشين إلى تغيير إقامة.
والانا صبح من الصعب التخلص منم .
كن الطريق مازال يدور موازيا للساحل الممزق أخذت سيارة الشبان آل"فيات"تلاحقها على بعد عدة أمتار في رزانة .
وها هي سيارة صفراء تقودها فتة تتخطاهم في احد المنحنيات وكادت تصطدم بعربة آتية في اتجاه مخالف.
رفعت "ماريان" يدها إلى الزمردة وكأنها تطلب منا النصيحة .لم يكن الحجر الكريم قد تحول إلى داخل يدها الفتاة أن الحال على ما يرام
وها هي الآن وصلت إلى "بورتوفينو"وجدت القرية صغيرة جدا بينما كانت تتوقع مشاهدة "سان تروبيز" ايطالي
وجدت صعوبة في ركن سيارتها أخيرا أشار لها حارس جراج الميناء الى مكان ضيق بين سيارة "لانكولن "وسيارة أخرى ألمانية ضخمة.
نزلت "ماريان"،تمطت ،وأبدت خصلات شعرها الأشقر إلى الخلف بحركة مألوفة لها .فهي تبدو جميلة ،حرة،سعيدة،واثقة بنفسها ،وبعيدة عن "ديشين".ولما كانت قد أخذت معها بعض النقود فلم تفتقر إلى شيء.
بعد قليل ولجت لى مدخل استقبل الفندق وقد تأثرت بالهام فجائي .
_أريد حجرة من فضلك.
ألقى إليها موظف الاستقبال نظرة دهشة.
في هذا الفندق يتم حجز لحجرات قبل الموعد بستة أشهر من خمس أنحاء في العالم.
وإذا بشاب أنيق يبدو من خلف الموظف مبتسما:
_هل ترغبين في حجرة يا آنسة؟
_نعم
_لليلة واحدة؟
_نعم بالضبط ليلة واحدة.
_ولشخص واحد..؟
قهقهت "ماريان" .إن فكرة مكانية ألا تتواجد بمفردها في الحجرة بدت غير معقولة .
نظر الرجل الأنيق إلى الكشف .ثم قال:
_أعط الحجرة رقم 14 إلى الآنسة يا"جيسيب".
ابتسم للفتاة التي بادلته الابتسامة وانصرف. دون أن ينتظر شكرها.
توجهت "ماريان" لإحضار حقيبتها ووضعتها في الفندق .وقبل حتى أن تصعد إلى حجرتها .تناولت حقيبتها ووضعت احمر الشفاه على شفتيها وخرجت.
كان"فولكو"وأصدقاؤه جالسين تحت خيمة الشرفة الزرقاء التي تقيهم حرارة الشمس .حينئذ أطلقوا صيحات عندما شاهدوها وكأنها صديقة قديمة ،غابت عن أنظارهم منذ مدة طويلة نهض "فرانشيسكو"وانحنى أمامها:
_مرحبا بك في "بورتوفينو"يا سينيوريتا
قدم مقعدا و نادى الخادمة ،رغب في معرفة إذا كانت "ماريان"جائعة طلب عصير البرتقال دهش عندما رأى أن الفتاة تفهم وتتحدث الايطالية بطلاقة
استراحت "ماريان"على مقعدها مدت ساقيها واسترخت.
شعرت بالارتياح كان الطقس جميلا احتارت بشان أولئك الشبان بقدر ما أحبت بهم .كانت قد اخطات ليسوا_كما يبدو_ سكارى
وعلى بعد عدة أمتار منها كان يختان يتأرجحان في الميناء
احدهم عبارة عن مركب ذي شراعين بطول نحو عشرين مترا ،رسا بالقرب من الرصيف يربطه جسر ضيق.
عبر رجل في رداء ابيض في نفس الوقت واقبل إليهم في غير تردد .كان يسير ببطء ناظرا أمامه ،تلك النظرة التي لرجل معتاد النظر إلى بعيد ،كان نحيفا أنيقا واثقا بنفسه .
أما وجهه فكان برونزيا وجسمه النحيف ذا عضلات وكانت عيناه زرقاوين وشعره كستنائيا وكنه يتنفس الارتياح والطمأنينة والثقة بالنفس .
قدمه لها "فولكو " :
_أخي "ادريانو "وهو صاحب السفينة.
انحنى الوافد الجديد نحو "ماريان":
_مرحبا بك في "بورتوفينو"يا آنسة ،أتعشم أن تكون مدة إقامتك طويلة .
_لا اعتقد وا أسفاه .... سأرحل صباح غد لأني ذاهبة إلى "بيز"عند والدي لقضاء الإجازة .
حك "ادرنيانو"رأسه .
_إنها حقا فترة قصيرة جدا لن نجد مسرة اصطحابك علىالـ"ادرياتيكا"
والتفت مشيرا إلى السفينة الكبيرة التي تبد عنهم عدة أمتار .
قالت "ماريان":
_شكرا فعلا خسارة هذه الفرصة التي فقدتها.لكنني فعلا مضطرة إلى السفر إلى "بيز".
أنهت الفتاة كوبها وغادرت أصدقائها الجدد لحظة بعد أن استأذنت منهم ومن الفندق طلبت "بيز"في الحال كان والدها على الخط.
_من اين تتصلين يا ابنتي الصغيرة؟ما الذي حدث لك؟هل سيارتك معطلة؟
_لا لا أبدا ،غاية مافي الأمر أني اتصل لكي أخبركما أني لن آتي هذه الليلة.
_لكن......لكن لماذا؟!هل قدت السيارة لمسافة طويلة؟هل كنت متعبة؟
_لست متعبة ،لقد قررت ألا أصل اليوم.
كانت تعلم ان"جاك ديشين"سيعلق على كلمة "قررت" إذ ليس في الأسرة من يقرر سوه
_أمن الممكن أن نسألك أين أنت وماذا تفعلين؟
كانت اللهجة قد تغيرت:
_انا في "بورتوفينو"ولا افعل شيئا ،لكن لن احضر فورا هذا كل مافي الأمر.
_لكن يا ابنتي الصغيرة.........
_لست فتاة صغيرة .وسأمكث هنا .
_"ماريان"انتظرينا سنأتي لأخذك .
_سوف تتعرضان لعدم العثور علي ربما أكون قد رحلت .
_ماذا؟
_نعم على سفينة بيضاء مع اجمل ايطاليين.
وخفضت الفتة السماعة مع ابتسامة من زاوية فمها .ثم اتجهت نحو المجموعة التي كان يكونها"ادريانو"وأصدقاؤه،قلقة بعض الشيء لكن راضية عن نفسها .
_والآن من الممكن أن يحدث كل شيء ولم لا بعد كل هذا؟
نهاية الفصل الأول
يتبع ......
|