لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


رواية مغرور مكتوبه لاحلا ليلاسيين منقول

مغرور! الملخص وانت لاتريد زوجة..بل عبدة.!صحيح لكني احتاج الى عقد زواج،فهو قانوني، شهقت نيكول عندما سمعته ومع ذلك فقد وافقت على الزواج من رجل تحول قلبه الى حجر ونسيت

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-12, 09:54 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 244973
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: Hanooda-Aden عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Hanooda-Aden غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي رواية مغرور مكتوبه لاحلا ليلاسيين منقول

 

مغرور!

الملخص
وانت لاتريد زوجة..بل عبدة.!صحيح لكني احتاج الى عقد زواج،فهو قانوني،
شهقت نيكول عندما سمعته ومع ذلك فقد وافقت على
الزواج من رجل تحول قلبه الى حجر ونسيت شفتاه الأبتسام،
فقد كان البديل لها هو الجوع والتشرد مع ابن شقيقتها اليتيم
ظنت نيكول ان كل ماهو مطلوب منها في هذا الزواج هو العناية
بأبنته وتدبير منزله لكنها كانت مخطئة
فاذا كان مارك رجلا خاليا من المشاعر
فهذا لايعني انه يملك افكار اخرى،،
الفصل الأول\


ا _ رجل دون قلب


رصعت النجوم الماسية مخمل السماء السوداء الدافئة
الخالية من النجوم . لكن » كان هناك جيشان من الإتارة في
الجو وعيون الجموع المصطفة على ضفتي النهر في ماديسون
هات منصبة على الاحتفال الذي يجري فرق ماء النهر.
وقف رجل بين الجموع . . . لكنه لم يكن من
المحتفلين . . . طويل القامة نحيلها. يقف بعيدا، تعابير وجهه
متحفظة . . . تقاسيم وجهه الوسيم تقاسيم رجل نادرأ ما يبتسم
او كأنه رجل لا يجد سببا للابتسام . منتديات ليلاس
مر مركب مزين بالألوان المبهجة تحت السجر الحجري
الضيق المستخدم للمارة . انواره الساطعة تلمع لتشاهدها بوضوح
الحشود المنتظرة كلها. ثم لم يلبث ان سرت ههمة اعجاب عبر
المشاهدين . . . فرفعت فتاة صفيرة » تقف قرب ذاك الرجل
عينيها الزرقاوين اليه بسرعة :
_ انظر إلى هذه يا ابي. . . اليست جميلة ؟
_اجل .
في رده المقتضب قيد من نفاد الصبر لكن الصغيرة اعادت
اهتمامها إلى الاحتفال . انتقلت انظاره من المركب الى ابنته .
كم لها من العمر يا ترى( فلعن نفسه بصمت لانه غير قادر على
تذكر عمر ابنته « اعشر ام احدى عشر سنة ؟
مرت انظار مارك ماموند على الجموع بازدراء«. . . ماذا
يفعل هنا( الناس اكتظت ~ جموعهم وامتدت ر قابهم لالقاء نظرة
علي المراكب الطاثفة امامهم ينما يقدرون على البقاءفي
منازلهم حبث يشاهدون الحفل عبر شاشة التلفزيرن .
.مشاهدة الاحتفال السنوى ليس كالمشاركة فيه .
هذا ما قالته له عمته ، روز فرمغسون متطوعة . . . اجل . . .
عمته مي المسؤولة عن وجوده الليلة هنا. . . إضافة إلى تأنيب
الضمير لإهماله ابنته غلينا لسنوات . . . لكن غليناليست مهملة
كليآ، فهي لم تحرم قط من الملابس الجميلة او من الأطمعة
الفاخرة او المنزل . لكنه لم يرسلها قط الى اية مدرسة بل
عاشت معه منذ ولادتها. . . فماذا تريد طفلة اكثرمن هذا منه ?
هذه الطفلة المنطوية المصموت ذات الوجه النحيل الحساس
هي ابتته . ومع ذلك فهو لا يحس بعاطفة خامة . . . انه يهتم
بها. . . قدر استطاعته . . . لكن ليس في قلبه دفء تجامها يملا
فراغه الداخلى.
لوى فمه ساخرا وهو ييعترف لنفسه ان هناك القليل القليل
في العالم لا يضجره. فهو ولد وحيدأ لا اشقاء له او شقيقات
ورث من عائلته اراضي زراعية شاسعة تمتد من سفرح تلال
روكي جنوبي مقاطعة البرتا مرورآ بنهر ستشوان وحدود مدينة
مدسين مات من مناك تمتد مسافة طويلة في مقاطعة ستشوان
التي تغطي النهر. . . لم يحرم شيئآ في طفولته او في مراهقته
المجنونة او في ريعان شبابه . . . ما مو الآن في الرابعة
والثلاين . . . يعتقد ان كل مشاعره راضية مرضية وان الحياة
لا تحمل اليه اومامآ» لانه جربها كلها .
منذ خمس سنوات، منذ وفاة والده فريد ماموند» امبح
وحده مالك مزرعة ماموند، واستثماراتها التي لا عدد لها.
واصبحت قوة سلطة ماموند تحت يده . . فاعتاد على ان يأمر
فيطاع .
علا رالده، فريد مامرند» ان لكل رجل ثمنأ ماديآ او غير
مادى. رلطالما احترم مارك رالده واعجب به . لكنهما لم يكونا
متقاربين . اماامه ماتت وهو في السادسة ، وليس له ما يذكره
بها سوى صورة لها
اما زوجته مورغان فقد تزوجت اسم ماموند» ولم يطل
الرقت كثيرا ليدرك مارك هذا. . . والطفلة التي ماتت وهي
تلدها، كانت تظنها الوسيلة الكافية لتثبيت رباط دائم مع سلطة
و ثراءهاموند. ومذ كراتها التي كانت تكتبها قد ذكرت بصراهة
انها لم تحب مارك ، بل ماله واسمه . . .
في الواقع ، مارك لم يحب احدا، حتى نفسه. ولا احبه
احد. فغلينا حاولت كثيرأ ان تحبه كما حاول مو ان يحب
والده. ربما الشخص الوحيد الذى كان يهتم به هوعمته روز.
فعندما ماتت امه جاء فريد ماموند بشقيقته الأرملة الى مزرعته
لترعى ابنه ، وقد رعته وبقيت عنده الى ان اعتنت بفلينا كذلك
لكن هذالن يستمر. . . في نهاية هذا الشهر، روز فريغسون
ستغادر. . . مجازيا اذا لم يكن حرفيا. إنها قوية ، متكبرة ، تقول
بصراحة ما في نفسها. ولقد تلقى مارك ما يكفي قبل ان يحضر
ابنته غلينا الى حضور الاحتفال هنا. كانت قد قالت له :
-لا احب ما اصبحت عليه مارك . . . انت بارد خال من
الإحساس ، واحيانا ظالم تجاه احاسيس الناس. انت تظهر
عاطفة نحو الجياد اكبر من العاطفة التي تظهرها نحو ابنتك،
لقد
تحول قلبك الى حجر. غلينا تحتاج الى ابيها. . . لا الى عمة
عجوز. . . واذا لم تستطع ان تكون ذلك الوالد الذى تحتاجه ،
فاحضر لها أما. . . لن ترمي بعبء مسؤولياتك على كتفي بعد
اليوم . . . فقد اورثني والدك المنزل القديم قرب الجدول
وخصني براتب شهري. . . والى ذلك المنزل سانتقل ني نهاية
الشهر.
ولم يجادلها مع انه يعلم ان باستطاعته استغلال الحب
الذى تكنه له ولابنته لتغير رأيها. . . لكنه اعترف بينه وبين نفسه
ان غلينا تستحق ان يكون لها ام .
جانيت قد تفي بالدور. . . فهو يجد صحبتها ممتعة مسلية .
لكنه يعلم انها لا تطيق ابنته . . . فالصهباء المغرية هي امرأة
رجل لا ربة منزل . . . عندما ينتهي انجذابه الجسدى لها، كما
حدث له مع معظم النساء الواتي عرفهن 0فانها ستثأر من
الصفيرة غلينا . . . لا. . . لن يتزوج من جانيت .
قطعة من الحلوى تناثرت من احد المراكب فوقعت تحت
قدميه » فانحنت غلينا لتلتقطها» لكن اصابع صغيرة اخرى»
امتدت إليها قبلها. . . والتفتت اليها عينان فيهما الامل والتردد
عبر خصلة شعر سوداء متدلية فوق جبين صبي.
مد يده ليكشف الحلرى الملفوفة بالورق :
-اهي لك؟
راقب مارك تحرك فم ابنته الى ابتسامة رافضة . . . كما
لاحظ ترددما في انتقاء كلمات تقولها للصبي البالغ نصف
عمرها.
~.لا. . . خذها انت .
بقيت اليد الصفيرة ممدودة والصبي مركز نظره على
الحلوى:
.ناني تقرل إن على ان لا آخذ اشياء من الآخرين. . . كما
لا يجب أن آخذ اشياء من فتاة .
نظرت غلينا باستحياء الى ابيها قبل ان تعود الى وجه
الصبي الرزين المتجهم :
.لقد وجدتها انت . . . لذا خذها.
امعنت عيناه البنبتان ني وجها لحظات ، ثم اطبقت اصابعه
على الحلوى وكأنها تحميها.
احتفظ بها بضع لحظات فوق
صدره وكانها شيء ثمين ثم فتحها متأنيا. ثم وضع الحلوى في فمه
.اسمي دايفي. . . ما ااسمك؟
.اسمي غلينا . . . وهذا والدى.
رد دايفي رأسه الى الوراء لينظر الى وجه مارك » فالتوى فم
مارك تسلية بالتفحص الذى يتلقاه . . . واعجبته نظرة الصبي
الجريئة الصريحة التي لا يبدو عليها التأثر . . . وقال الصي :
. ليس لى أب . . . لكني يوما ماسأحصل على حذاء
كاوبوي
لم يبدو لمارك ان للقولين علاقة ومع ذلك لهما علاقة
وثيقة عند هذا الصبي كما يبدو. . . وتساءل ما اذا كان هو
وغلينا سيكونان اقرب لو كانت صبيآ . لكنه لا بد سيشعر بالتوتر
من تطلبات الصبي الملحة . سمع ابتته تسأل :
. احضرتك امك الى الاحتفال؟
ادهشه اهتمامها بالصي . . . فلم تكن تظهر من قبل امتمامآ
بالأطفال الذين تذهب معهم الى المدرسة . . . هز دايفي رأسه :
. احضرتني ناني . . . لكنني اظنها ضاعت .
فابتسمت غلينا :
. أواثق انك لست انت الضال?
برزت تقطيبة صغيرة عند عقدة حاجيه الصغيرين :
_ لا اظن . . . فأنا اعرف اين انا . ولا اعرف اين هي ناني .
اذن فهي الضائعة .
جاء دور مارك ليعبس وهو يشاهد ابنته تنحني لامسة ذراع
الصببي بحركة قلقة،
. صحيح . . . لكن اترى دايفي . . . ناني اتعرف اين هي ،
« ولا تعرف اين انت ،وأراهن انها تظنك انت الضائع.
فتنهد دايفي :
. ستجن غضبا مني مرة اخرى ا
-اين شاهدتها آخر مرة ؟
عرف مارك الى اين ستقود اسئلة ابنته ، ولم يرغب في ان
يتورط بالبحث عن ام الصبي. فاذا ضاع فهذه غلطة امه لانها لم
تنتبه له .
مد الصبي يده في اتجاهات مستديرة نحو اسفل الجسر،
-في مكان ما هناك . . . عطشت فذهبت تحضر لي الماء
وكان من الفروض ان تنتظرها.
وقع المزيد من غرته السوداء على جبينه وهو يخفض رأسه
خجلا، ويجيب بصوت كالهمس:
-اجل
فتالت غلينا بصوت هادىء :
_اعطني يدك . . . ولنبحث عن امك .
_غليناا
كان صوت الاب اكثر حدة مما اراد لذا اخفض صووته . .
مع بعض الحزم :
_لن نذهب للتفتيش عن ام الصبيى في هذا الحشد.
احس ان في عينيها اتهامات حيوان صغير جريح :
>لن تتركه هكذا. انه صبي مغير وحيد، يا ابي
فرد دايفي بكبرياء:
-لست صغيرا الى مذا الحد. ساصبح في السادسة قريبا.
اصمته مارك بنظرة باردة ، والتفت الى ابنته . . . فلاحظ انها
عادت الى التقوقع من جديد. . . والى الامتعاض الذي بدا
كالضباب في عينيها الزرقاوين . . فتنهد:
.اسمعي. . . سنأخد الصبي إلى ذلك الشرطي. لا بد ان
امه، اكتشفت ضياعه » .وستبلغ الشرطة.
دعنا نمضي بضع دقاثق ني التفتيش اولا،
.هذا ليس من شأننا. . . ولن نورط انغسنا.
احس بالتوتر لان ابنته اجفلتها لهجته . . . يجب ان يعترف
بأن عمته على حق فهو يؤلم الناس دون ان يقصد. فاللباقة لم
تكن يومأ من خحصائصه . فترك كتفها وراحت الى الصبي:
.تعال . . . سنأحذك الى الشرطي الذي سيساعدك على
ايجاد امك
لكن دايفي تراجع ، وامتدت شفته السفلى بغضب الى
الامام :
-لكن الشرطي لا يعرف اين هي نانيا
نظر اليه مارك قليلا ثم حمله بين ذر اعيه وتطلع في
وجهه ، فاعحب به . . . لكنه سرعان ما صرف النظر عنه » انه لا
يهمه بشيء». . . فاتجه بحدة نحو الشرطي ولحقت به غلينا
تجرجر قدميها. . . ففكر مارك ان مجيئه الى مذا الاحتفال
كاف ، لذا لن يورط نفسه في امر كهذا وان كان إكراما لها.
التفت اليد الصغيرة حرل عنقه بينما اخذ دايفي يراقب
الجموع . . . ثم فجاة اشتد ضغط اصابعه الصغيرة :
.انتظر. . . ها هي ناني هنناك ا
التفت من ناحية اليد الممدودة فلاحظ بين. الجموع امراة
تنظر حولها بذعر. بينما كانت تقترب ارتفع حاجباه عجبا . .
ان ام دايفى لا تكاد تكون امرأة . ولو استطاع الحكم عليها،
لقال انها لم تكد تخرج من مراهقتها . . .و دابفي يؤكد ان عمره ست سنوات.
كانت الفناة جذابة اكثر من معدل الجمال العادي. رغم
مظاهر الإرهاق والتوتر البادية على قسماتها رغم النظرة المذعورة التي لم تكن وليد ساعنها
فقط بل وليدة اشهر .
ثم لمححت العينان اللوزريتان دابفي ببن ذراعي مارك . .
فانتشرت ابتسامة ارتياح على وجهها الجميل وشفتيها
الجذابتين . . . الجو المقدس الذى بدا كهالة من حولها اضاء
شعلة الرغبه فيه . . . الى ان تذ كر الصبي بين ذراعيه . . النساء
متوفرات امامه ، دون الحاجةالى الألتزام بأم وابنها.
سارعت الى القول بصوت متهدج مبتسم :
-اوه ديفي . . اما طلبت منك البقاء قرب الجسر؟
فرحةايجاده سالمآ كانت اكبر من ان تدفع نيكول للغضب
اللذي يجب أن يكون في مثل هذه الحالة. . . ملأت دموع
الارتياح عينيها، وبدا عليها التعب فمسحت الدموع بسرعة
لتشكر الغريب .
توقفت انفاسها ونصلبت جسدها آليا عندما لاحظت نظرته
الممعنة الجريئة في جسدها النحيل . . . نظراته الواثقة من نفسها
تبلغ درجة العجرفة. فانطبع لدبها للوهلة الاولى جاذبيته
ووسامته الني رأت فيها قساوة تكاد تمحو كل اثر لها.
بدت عيناه الزرقاوان الحادتان تعريانها من كبريائها،
فسارعت تقول لتبعد عنها هذا الإحراج :
. اردت شكرك لأنك وجدت دايفيد .
فهمس لها دايثد :
_ انت تشدين علي كثيرا .
كانت هذه طريقته ليقول لها انه أكبر من أن تحمله . .
فتركته على مضض ينزل الى الأرض لتمسك بثبات يده
الصغيرة .
رد عليها مارك بصوت عميق اجش :
_ لم يكن مشكلة لنا . . . كنا سنسلمه للشرطي .
صحيح . . . فهذا الغريب المتعجرف لم يكن ممن يورط نفسه
في البحث عن ولي أمر طفل ضائع .
شد دايفد يدها قائلا :
. لقد رمو ا الحلوى من النهر . . . ووجدت قطعة ، تركتني
غلين آخذها . . . لا بأس في هذا لقد اكلتها .
- غلين ؟
تابعت اصابعه الصغيرة وهو يشير لها :
. هذه غلينا . . . , وهذا و الدها .منتديات ليلاس

حركت العاطفة قلب نيكول . . . اذا كان الاب بهذا ا التحفظ
والعجرفة . . . فلا عجب في ان تكون لهذه الفتاة ذاك التقوقع
وتلك الحساسية المفرطة . . . فالفتاة تشرف على ذلك العمر
المربك الذى تحتاج فيه الى الطمأنينة والعناية . . . عندها
تذكرت نيكول تماما هذه السنوات الني كادت تحطم قلبها لولا
وجود اخيها. لكن كان لها اخ . . . فهل لهذه الفتاة المسكينة ام
افضل حالا من هذا الأب.
قال دايفد:
-هل لي بجرعة الماء الآن .
.لم يبق منها الكثير. . . لقد فقدتها وانا ابحث عنك .
اخذ الكوب من يدها فجرعه كله ثم اخذ يمسح فمه بظاهر يده
. . في تلك اللحظة لاحظت الصمت الغريب الملموس،
كانه يامل فى ان تأخذ الصبي وترحل ، فاستدارت نحوه:
-شكرا لك مرة اخرى.
فهز راسه بأقتضاب فأسرعت الى الإمساك بيد دايفد بقوة :
_هيا بنا. . . لنشاهد ما تبقى من الاحنفال .
صوت غلينا الرقيق المتردد اوقفهما:
.-اتسمحان . . . اتحبان مشاهدة الأحتفال معنا؟
لاحظت نيكول فورا نظرة الرفض الني رمق بها الرجل
ابنته . . . فسارعت للرد:
_شكرا لك . لا اعتقد هذا.
نظرت الفتاة شزرا الى ابيها فعلمت نيكول ان الفتاة فهمت
سبب الرفض . . . فاحست نيكول بما يدفعها إلى البقاء لكنها
علمت انها لن تكون مرتاحة بوجود هذا الرجل.
كان الاحتفال قد بدأ منذ فترةوجيز ة عندما ضاع دايفد. وما
كانت تملكه من طاقة صرفته في التفتيش عنه . واعترفت لنغسها
ان الغريب على حق في ادانتها على ترك الطفل يضيع. لكن جو
الإثارة كان عظيما ومن الطبيعي ان تفقد اعتمادما عليه ليبقى
حيث هو.
راسه الصغير البني الشعر استند إلي كتفها فأراحت نيكول
خذها على رأسه الحريري. رأراحت اهدابها بتعب . . . لو ان
هناك من تستطيع الاتكاء عليه . . . وتنهدت بعمق . فتعبها نفسي
اكثر منه جسدي. . لكنها حاوالت جامدة ان تمنع موجات
اليأس من اجتياجها.
منذ ثلاث سنوات ، تحطمت سيارة شقيقها الذى قتل مع
زوجته يومذاك بدا ان من المنطقي والطبيعي ان تتولى هى
رعاية ابن اخيها الصغير دايفي ، اذ كان امامها خياران : اما ان
ترعاه هي واما ان تسلمه الي الجهات المختصة لتتبناه عائلة
اخرى لكنها كانت تملك وظيفة ممتازة في مؤسسة لم تتوقع
ن تفلس بعد بضعة اشهرر، ولم تتوقع ايضا ان تكون مصاريف
طفل صغير كبيرة الى هذه الدرجة فاضطرت للعمل من خلال مكتب
استخدام في خدمة البيوت ، إلا ان آخر منزل عملت فيه

طردت منه بعد ان اتهمت ظلما بالسرقة . . . وماقبضته ذلك

الأسبوع لم يسد حاجتها. . . وعليها بكل بساطة التفتيش عن
عممل آخر . . وبسرعة .
انزلت بلطف دايفد من كتفها بعد ان احست انه نام فيداه
التفتا حول عنقها واحتضنها بقوة . . . قي احتضانه ذاك لها
حب عميق يظهر واضحآ على ملامح الصبي. . . حملت حملها
الثقيل الناثم ولحقت بالجماهير التي بدات تغادر منطقة النهر.
الشارع الموصل الى منزلها كان اكثر ازدحاما واكثر انارة .
وهو أحد الشوارع الرئيسية التي تقود الى قلب مدينة مديسن
هات التجارية . عندما مرت امام مركز توقيف السيارات المليء،
بها ومي تحاول الخروج للانصراف ، تمنت لو تستطيع تحمل
مصاريف الركوب في الباص . . . فامامها مسافة طويلة
خرجت سيارة اميريكية حمراء كبيرة من الموقف،فاجتازت
بسرعة نيكرل . . .ا لتي لمحت وجها رقيقآ حساسا ينظر اليها من
النافذة قبل ان تختفي السيارة في الطريق . لكنها لاحظت اضواء
السيارة الخلفية الحمراء تعطي إشارة الخطر المتواصلة قبل ان
تتوقف الى جانب الطريق . . . نقلت نيكول الطفل بين ذراعيها،
وقلبها يخفق .
فتح باب السيارة ثم اغلق بعنف . لما كان ذاك الفريب يدنو
منها، رات يه عجرفة ونفاذصبر فاستنتجت ان الابنة هي التي
اصرت على ان يتوقف والدها.
.هل لنا ان نوصلك ?
العرض المتجهم اعلمها أن هذا الرجل لم يكشق منذ زمن
بعيد عن افكاره الحقيقية لأحد.

_شكرا لك .



.لن اؤذيك ما دامت ابنتي وابنك معنا.



حاولت تصحيح معلوماته بان دايفد ابن اخيها، لكنهاغيرت

رأيها. . ، فليظن ما يريد. فهو على الارجح لن يصدقها.



.ابنتي قلقة عليك لم اذ تساءلت كيف ستصلين الى بيتك؟
-إذن . . . توقفت بناء على رغبتها؟

_طبعا.

نظرت نيكرل اليه وقد اضاءت انوار الشارع تعبيرات وجه

الفتاة التي كانت تفكر في ان من النادر وجرد شخص صغير

السن يقلق على الآخرين.


سنقبل العرض .



قماش فستان نيكول القطني الرخيص، كشف عن ساقيها

عندما حاولت الصعودا لى المقعد الخلفي دون ان تزعج دايفد.

فشدت الثوب الى تحت قليلا وحمرة الخجل تملأ خديها. . .

تحس بنظراته الممعنة فيها ثم اقفل الباب واستدار الى مقعد

القيادة .




مالت غلينا مقعدها الأمامي:
.هل هونائم؟
كبحت نيكول عدائيتها لترد بهدوء
.اجل . . . لقد فات اوان نومه .
.الم يكن الاحتفال رائعا?
.اجل . لقد تمتع به دايفي، ثم انها المرة الأولى التي يرى
بها احتفالأ.
-وانا كذلك .
.اين تقيمرن ?
اجفلها سؤال الرجل المباغت فلامت نفسها لأنها نسيت
ذكر العنوان له . . . وسالته بمد ان حددت العنوان :
-اتعرف المكان?
.اعيش بالقرب من مديسن هات طوال حياتي وهناك امكنة
قليلة لا اعرفها.
سالتها الصغيرة :
.-هل تقيمين هنا منذ زمن ؟
-منذ سنوات .
-انها بلدة جميلة . . . تعجبني.
.قال دايفد إن اسمك غلين . هل هذا صحيح ؟
.اجل . . . غلين هاموند. . . تصغيرا لاسم غلين
وهذا والدي مارك هاموند.
.اسمي نيكول ماديسون .
-الم يدعك دايفي ناني؟
-عندما نطق اسمي لم ينطق لفظ سوى ناني. . . وبقي
بناديني به .
استدار مارك الي الشارع اللذ ى اشارت اليه .
-أي منزل منزلك ?
.الثالث الى اليمين .
توقفت السيارة عند المنعطف فأخذت نيكول، تفتش عن
مقبض الباب بينما المحرك يصمت والأضواء تنطفىء. راقبت
بذهرل مارك يستدير ا لى بابها. . . فعلمت ان اظهاره اللباقة
سببه طفلته . عندما فتح الباب طوحت بساقيها لتخرج . فقال
-اعطني الصبي
ومد يده لياخذه فقالت :
-استطيع حمله
فسخر منها:
.تحملينه وتخرجين مفتاحك وتفتحين الباب ؟ اشك في هذا
فتحت الباب الخارجي والتفتت لتتناول الصبي منه .
. لا بأس دليني على شقتك .
-انها في الطابق العلوي.
بينما كانت تتجه نحو السلم ء انفتح باب في الردهة وأطلت
عينا صاحبة المنزل الرماديين الفضوليتان . . . فارتفع حاجباها
وهي ترى الرجل مع نيكول ، ولعلع صوتها:
.لقد قلت لك مرارأنسة ماديسون . . . لن اسمح لك
باستقبال الرجال ني شقتك ، فهذا منزل محترم ا
كبحت نيكول بجهد كبير طبعها الحاد. . . فأول الشهر
مقبل . . . واذا كانت تامل في كسب بضعة ايام تجني فيها
الإيجار، عليها اذا ان تبقى هادئة .
.انه يحمل دايفدا لى غرفتي. . . وسيفادر حالآ.
فصاحت السيدة بوقاحة :
.الأفضل ان تغادري انت ومو المنزل .
لم ترغب في ان تعرف ما استنتجه مارك هاموند من هذا
الحديث . . . عند اعلى السلم فتحت الباب الى غرفتها
الوحيدة . . . ومدت يدها لتتناول دايفد فاعطاه لهادون
احتجاج.
.شكرا لانك اوصلتنى .
_سأوصل الشكر لابنتي. فهذه فكرتها.
انه تذكير وقح لا تحتاجه . . . وارتد على عقبيه يهبط
السلم .منتديات ليلاس



انتهى الفصل
2_ هكذا الحياة


كانت فرقة موسيقية ريفية تمزف في ساحة مديسن هات ،
فتعالت نغماتها فوق الضحك الصادر من الجموع المتفرقة .
ومذا جزء من نشاط اسبوع الاحتفالات . كانت كل فسحة
متوفرة مستغلة في بيع الأطمعة المحلية رالهدايا، والشراب .
في احدى تلك المنصات التي تبيع الستدويشات تمكنت
نيكول اخيرآ من ايجاد عمل مؤقت مدة اربع ليال سيؤمن لها
مدخولا ما، مهما كان قليلا. عندما طلبت نيكرل من ماحب
المنصةالإذن لتحضر معها دايفي لم يعترض ، شرط ان يبتمد
عن طريق العمل ، مع ان هذا سيعني تركه ساهراا كثر مما اعتاده
بكثير. لن يطرل الامر اكثر من اربع ليال وهي المدة الباقية من
الاحتفالات ، وان شاء النوم يستطيع الاستلقاء ملى كومة القش
وراء المنصة اذا تعب .منتديات ليلاس

قلبت نيكول قطعة لحم فوق المشواة الريفية ، ثم مسحت
متعبة العرق من جبينها بظاهر يدها. . . لديها شعور عميق ان
كل جهودما لا طانل منها. . . ففي السنة الاخيرة بدا ان كل
شيء يسير من سيءالى اسوأ.
لقد تعلقت بدايفد بشكل كبير وترفض حتى التفكير فيما
سيترتب على هذا الحب من مسؤوليات . . . آه ليتها نستطيع
الأستراحة ساعة بميدا عن متاعبها. . . او ليتها لا تشعر بهذا
التعب الذى لا يطاق . لربما عندها استطاعت التفكير في حل
ما. . . كم سيحلو لها ان تنضم الى مرح الألوف الصاخبة. . .
الني تبدو خالية من الهموم .
التفتت الى الجهة التي وضعت فيها دايفد على مقعد
خشبي بعد ان اعطته سندويشا. . . فرأت منظر راسه الحريري
البني المطمئن ثم اعادت نظرها الى عملها فتسمرت في مكانها
وذلك لان عينيها التقتا بعينين خضراوين باردتين . . . فسرت في
شرايينها نار من الكراهية،امتد لهيبها إلى عينيها اللوزينتبن .
تفرسه غير المكترث بها اثار اضطرابها ومع ذلك وجدت نيكول
صعوبة في ان تبعد نظرها عنه لكنها اخفضت عينيها عن مارك
هاموند الى ابنته غلينا التي كانت تجلس على المقعد الخشبي
قرب دابفد، تبتسم بخجل وتتحدث معه بصوت منخفض .
اشاحت براسها بحذر. . . تركز اهتمامها على قطعة
الستيك ا فوق المشواه. . . يا لسخرية القدر الذى جعلها تراه
ثانية هي متأكدة من ان الشعور مشترك هذا اذا كان هذا
الرجل يملك شعورا!
وجدت نيكول ان في هذا الرجل فدرا كبيرا يذكرها بأسد
الجبال المفترس. ففي اساريره نظره نبيلة مترفعة محافظةو على
وجهه جو من الاستقلالية وقوة يكبحها متى شاء ويطلقها متى
شاء مظهرا عندها مخالبه المختبئة ، كما في نفسه لا مبالاة تجاه
الحيوان
البدائي غير المدجن البعيد عن المدنية . مع ذلك، وررغم ذلك
كله يملك سحرآ، مغناطيسيآ مذهلآ. . . وكانه نوع من خطر
مخيف.
هزت نيكول راسها بشدة لتوقف التخيلات في تفكيرها.
فالصدفة هي التي جعلتها تقابله ثانية . . . الصدفة وتعرف ابنته
الى دايفد، والاحتفال . التوى فمها بقلق بعد ان ادركت انها لم
تعد تفكر في مشاكلها المالية .
-ناني؟
صوت دايفد الطفولي الرفيع اعادها الى حاضرها.
وبعد تحضير طبقين اضافيين ، مسحت يديها بمريلتها، وسارت
نحو دايفد. . . متجاهلة عن قصد الرجل الواقف خلفه.
.مرحبا غلين .
دفع دايفد اليها الطبق الفارغ :
-اكلت طعامي كله ،تريد غلين ان تريني كل شيء هنا.
فسارعت غلينا لتقول بأثارة :
_سأمسك يده جيدا طوال الوقت ولن يضيع.
.انا واثقة انك ستكونين مهتمة به غلينا لكن . . . اظن ان
من الأفضل ان يبقى معي. . . فالمكان مكتظ الليلة .
قالتفتت الفتاة الى والدها برجاء:
-اوه دادي. . . ارحوك اقنع السيدة ماديسون بأننا سنعتني به !
اجفلت نيكول 0 مدركة صعوبة الموقف الذي وضعتهما
الفتاة به . فهي ليست بحاجة لتسمع كلامه كي تعرف ان هذا
اخر ما يفكر فيه . . . الفتت نظرتة الباردة !ليها . . . فاستجمعت
نيكول قوتها لتقابل نظرته باخرى مماثلة .
. سيكون الصبي سالمآ معنا . . . وسنعيده لك فور الانتهاء
من جولتنا سيدة ماديسون .
بدت السخرية عندما شدد على كلمة سيدة فسارعت تقول
.انا الآنسة ماديسون ء ودايفد ابن شقيقي. والآن اعذروني
لدي عمل .
فرد مارك بنعومة :
.سنعيده بعد ساعة تقريبآ.
فالتفتت اليه :
_لكنني لم اقل لم ان بإمكانكما اخذه ا
فقال متحديآ:
.الطفل لا يفعل شيئا اثناء عملك فما الضرر؟
فتنهدت ، غير راغية في جدال عقيم :
.حسنآ. . . سأتوقع منكما اعادته بعد ساعة .
بعد رحيلهم ، اخذت تتساءل ما اذا كانت مجنونة لتوافق
مارك هاموند وابنته ، الغريبين عنها كليا، بغض النظر عن
مظهرهما المحترم . . . وكلمة محترم وصف يصعب ان ينطبق
عليه .
احست دون ادنى شك انه انما يقوم بكل انانية بتحقيق
رغبات ابنته مستخدما دايفد للترفيه عنها لئلا يضطر للاعتناء بها
هو نفسه.
بعد ساعة من الوقت اخذ ت تنظر الى الجموع تفتش عنهم
دون قصد. . . اخيرا ظهر لها دايفد بين ذراعي مارك ، يتقدم من
المنصة ويد تمسك بيد غلينا. . . عينا دايفد البنيتان الواسعتان
المذهولتان مما شاهد اعلمتاها انه سيتكلم دون توقف اكثر من
ساعة ليشاركها بما شاهده في جولته . . . وكان وجه غلينا ايضا
مفعما بالحيويةوالسعادة .
قفز دايفد إلى ذراعيها الممدودتين اليه:
_هل امضيت وقتا طيبا؟
-بل عظيما
فقالت غلينا:
_لقد اعدناه سالما.
فابتسمت نيكول لها:
-اجل هذا ما فعلتماه
والتفتت الى الاب وقد اصبحت ابتسامتها شاحبة منخفضه
تحت نظرته الممعنة فيها.
-شكرا لك .
أوقفت نيكول الصبي على المقعد الخشبي الذي كان يجلس
عليه ووضفعت اطراف قميصه تحت بنطلونه ، فقال :
_كان يجب ان تشاهدي ذاك البيض الجميل المعلق في
الهواء اللذي يمكنك تكسيره فوق رؤوس الناس!
قال هذا بذهول وكانه اكتشف شيئآ مهما. . فلم تتمالك
نيكول نفسها من الضحك ، لتمحو الضحكة خطوط التوتر عن
وجهها.
مدت غلينا يدها الى حقيبة القش التي تحملها واخرجت
منها بيضتين من الشوكولا ملفوفتان باوراق ملونة :
-خذ هذه معك الى البيت دايفي.
احست نيكول بجسده الصغير. . . يتصلب .
.ناني وانا. . . لا نقبل الإحسان.
احست بحمرة الحرج تعلو وجنتيها امام نظرته الساخرة التي
وجهها اليها وكانها لمسة حقيقية . . . لقد عرف ان دايفد يعيد
كلمات رددتها هي له اكثر من مرة . وأحست بالمرارة من النظرة
المتألمة المطلة من عيني غلينا الزرقاوين.
فقال مارك بصوت رقيق منخفض :
_هذا ليس إحسانا. . . انها هدية الاحتفال . . . كهدية
الميلاد.
فادار دافيد راسه الى نيكول يستفسر عن صحة كلام مارك .
بما ان هاتين البيضتين هدية .بريئة من غلينا، لم تشأ نيكول
الرفض . . . لكن والدها الآن تدخل . . . لذا ارادت الرفض .
لكن الرفض لن يوثر في مارك هاموند الذي يدعم ابنته في هذا
فقط. . . لكنه سيؤثرفي دايفد الذي لن يستطيع هي تقديم مثل
هذه الهدية له فوافقت :
_هذاصحيح دايفد. . . لماذا لا تذهب وتعرض لعبتك
على غلينا؟
احتضن الطقل البيضتين بحنر، وانطلق نحو لعبة وضعها
خلف المقعد الخشبي.
باستثناء تلك الملاحظة ، لم تسمع من مارك كلاما، لكنها
لم تفقد احساسها بوجوده ، لانه كان يوجه إليها نظراته الثاقية .
انتهت فرصتها فعادت الى العمل بعد ان ودعت غلينا
دايفد. . . تكور دايفد بارادته فوق كومة قش خلف المنصة واخذ
يراقب الناس. . . وبعد العاشرة بقليل لاحظت ان راسه هبط
لينام نوما عميقآ.
ينتهي رسميا الاحتفال كل ليلة في العاشرة والنصف . لكن نيكول لا تغادر العمل قبل الحادية عشرة والنصف، وذلك حتى
تنهي تنظيف المشواة والمنصة . . . بحثهاعن العمل ثلاثة ايام
ووقوفها امام المشواة الحارة ست ساعات متواصلةوحملها
دايفد حتى المنزل سيجعلها تنهار عندما تصل .
حملت دايفد ولعبته وحقيبتها، ثم تقدمت لتخرج من بوابة
الحديقة العامة نحو الشارع .
ما ان حطت خارجها، حتى ابتعد شخص طويل عن المكان
الذي كان يستند اليه على جدار الحديقة . . وتعرف ذهنها
المتعب الى مارك هاموند.
.سيارتي متوقفة في الشارع .
.لست مضطرآ. . .منتديات ليلاس

فرفع راسه
.اتريدين الركوب معي؟ نعم ام لا.
نظرت نيكول الى عينيه الباردتين لحظات . . . ثم تنهدت :
-فكرة غلينا على ما اعتقد. . . حسنآ سأقبل .
ماان اصبحت في المقعد الامامي حتى اعطاها دايفد
النانم ، راستدار ليصعد السيارة عندما كانت تضع دايفد في
وضع مريح اكثر. . . فتح عينيه وادار راسه فيما حوله :
-اين غلين ؟
-إنها في الفراش نائمة .
-وانا تعب كذلك .
ارخى راسه على كتف نيكول ، وعاد ا لى النوم العميق .
فاخفضت رأسها ا لى راسه تراقب السيارة القوية تندفع في
الشارع الخالي الذى اطبقت عليه الظلمة والهدوء وكانهما شرنقة
دافئة . ثم تنهدت متمتة :
_لم اكن اعرف ان الصمت جميل آمن هكذاإ
ثم احست بتأنيب الضمير لأنها لم تشكره بعد:
.اقدر لك جدا توصيلنا ا لى المنزل سيد هاموند لعل
زوجتك لا تعترض على صنيعك .
التوت خطوط فمه القاسية بابتسامة قاصية وعيناه تجولان
فوق وجهها:
_اشك في اعتراضها. . . لأنها ميتة .
الاعلان الفظ الجرئ اذهل نيكول :
.انا. . . انا آسفة ا
.صحيح ؟ لماذا! )لأنها ميتة ام لانني لم اتظاهر بالحزن
على شيء حصل منذ اكثر من عشر سنوات ؟
لم تستطع الرد. . . بقيت صامتة . . . مدركة انه لا يجب
الاشتراك في حديث عادي. عندما وصلوا الى المنزل اخذ
دايفد منها ثانية . وبيمنا كانت تخرج المفتاح . . . انفتح باب
صاحبة المنزل ثانية ، واطل منه وجهها القبيح . . . لكن لحسن
الحظ لم تقل شيئا تاركة وجودها يذكرهما بما قالته ليلة امس.
سارعت نيكول تصعد اللسم ، لكن ساقيها التعبتين تعثرتا
عند المرفق . . . وسرعان ما دعمتها يده القوية ممسكةبها من
المرفق . . . عندئذ تمنت نيكول لو تستطيع الاستناد اليه ولو
للحظة . لكن يده سرعان ما انسحبت .
انفتح باب غرفتها اكثر مما كانت تنو ي فكشف عن منظر
الغرفة النظيفة الرثة الأثاث . خلال الوقت القصير الذي تم فيه
نقل الطفل النائم من ذاعيه الى ذراعيهاو انتابها احساس بان
منظر الغرفة انطبع في ذهنه . . . وشكرته . . . فهز كتفيه ثم
ارتد على عقبيه ينزل السلالم قبل ان تقفل الباب .
كانت كل ليلة من الليالى التالية تمر كسابقتها إذ كان مارك
وغلينا يصلان في الوقت نفسه فتمضي غلينا معظم الامسية ترفه
عن دايفد وتلعب معه تحت انظار مارك . وعند الإقفال كان
ينتظرها في الخارج وحده ليوصلهما الى المنزل . . . بعد الليلة
الثالثة احست نيكول ان له دافعآ آخر غير ارضاءابنته . لكن لم
يترك لها العمل ليلا والتفتيش دون نجاح هن عمل دائم خلال
النهار والعناية بدايفد دقيقة للتفكير.
يوم الجمعة ، كانت الساعة تقارب منتصف الليل عندما
اوصلها مارك إلى منزلها. . . إنها آخر ليالي الاحتفال . . . وآخر
ليالي العمل . . . عندما تناولت دايفد من بين يديه خامرها شعور
بانها لن تراه او ابنته بعد الآن . . . لكنه لا يبدو مهتما بها.
حسنا. . . ولا هي كذلك . . . ا نها تفكر فقط في ان دايفد
سيشتاق لابنته . فتمتمت بحدة عمت مساءا ثم دخلت غرفتها.
رغم ضعفها وارهاقها. . . كانت تعلم انها لن تستطيع النوم
قبل معرفة وضعها المالي(ت.م.ا.ر.ا.ا.ا) بالضبط
فحضرت القهوة واخرجت ما
تقاضته من الحقيبة ووضعته على الطاولة .
عندما كانت تعيد حساباتها راحت ترشف قهوتها، التي
تعمدت ان تكون مرة فلا يهم ما قد تلغي من اشياء مهمة . . .
فما معها رغم هذا لا يكفي مصروف الاسبوع المقبل . خلال
السنوات الثلاث التي اشرفت فيها على اعالة دايفد، لم يبد لها
المستقبل اظلم من الآن ولا اعجز حالا. . . فدفنت وجهها بين
يديها، واجهشت بالبكاء بصمت ونحيب(تمارااا) نذرف دموع لاذعة
لم ترح في نسفها المآ.
سماعها تكتكة استدارة مقبض الباب جعلها ترفع راسها
بخوف وعدم تصديق . . . فاذا بها تجد جسد مارك هاموند يسد
الباب وعيناه الثاقبتان لم يفتهما شيئآ لا الدموع على خديها،
ولا المبلغ الضئيل المبعثر امامها ولا الارقام المسجلة على
ورقة ، ولا جو الهزيمة التي تثقل كاهلها.
.ماذا تفعل هنا؟
-لقد نسيت اخذ المفتاح من الباب .
رتقدم الخطوات الضرورية ليضع المفتاح على الطاولة » ثم
وضع كيسا ورقيا في المنتصف :
-ماهذا؟..
- سندويشات!
- لي انا؟
_ انا تناولت العشاء الليلة وأنت هل تناولته ام ان دايفد
تناول الوجبة التي تستحقينها من عملك؟
استدارة راسها الحادة كانت الرد الذى يريد
. _هذا ما ظننته .
. لست جائعة .
زفر انفاسه بصوت منخفض ليشير الى امتعاضه من رفضها :
. ارجوك ، وفرى علي تلك الخطبة من الاحسان . . . فمن
الطفل كانت جميلة . . . اما منك فستكون سخيفة !
فحتت اصابعه السمراء الكيس الورقي ليكشفف عن قطعتي
خبز بهما قطعة لحم وضعها امامها ، دون النظر الى المال الذي
وضع السندويشش فوقه . . . وقال امرا :
- كلي !
اعلمتها نظرته المصممة انه سيدسها بالقوة في فمها إذا لم
تفعل . . . وكان الجوع قد سلبها قوتها . . . فحدقت الى ذلك
القناع البرونزي على وجهه :
_ كم انا مدينة لكرمك!
احست بالدماء الحارة تغلي في جسدها وهو يمر بعينيه
عليها . . . يحدق بوقاحة في انحنااءات جسدها الأنثوية . . . التي
بانت اكثر بعد ان خسرت المزيد من وزنها مؤخرآ .
اجابها :
. على الاقل لقد تعلمت ان لا شيء مجاني . . . لكن ما
اريده الآن بضع دقائق لابحث معك أمرأ بعد ان تنهي طعامك .
نظر ت اليه متحدية :
_اهذا كل شيء؟
_ في الوقت الحاضر. فنتيجة نقاشنا النهائي ستكون خاضعة
لقرارك . . . فهل يرضيك هذا?
_ليس تماما. . .
-كلي . . . ليس لدى نية في اغتصابك .
سرقت منها فظاظته شهيتها الى الطعام ، لكنها لم تمنع الم
الجوع منها. لقد آمنت بانه لن يتحرش بها رغم إحساسها اللذي
يقول إن من الحكمة ان لا تصغي الى ما سيقوله. عندما قضمت
اول لقمة من السندويش ابتعد عن الطاولة فازدرتها بسرعة
واستدارت وهو يسير نحو المطبخ الصغير:
.ماذا ستفعل؟
_اصب لنقسي فنجان قهوة .
_ساصبه لك بنفسي
لكنه كان قد دخل المطبخ ليرد عليها ساخرا:
_لماذا؟الأن خزانة مطخبك فارغة؟ استنتجت ذلك ؟
فعادت نيكول محبطة الى مقعدها اما هو فعاد بعد قليل
ليجلس امامها،
فاحست بالحرج من تناولها الطعام تحت
ناظريه . ثم لاحظت انه لا ينظر اليها. . . بل إلى صورة شقيقها
وزوجته ودايفد الموضوعة على رف قرب الطاولة .
.انها صورة اخي وزوجته رقد التقطت في عيد ميلاد دايفد
الثالث.
-اذن هو ابن اخيك .
.اجل . . . لقد قتلا فى تحطم سيارة اثر التتاط الصورة
مباشرة.
_ أليس لدايفد عائلة سواك ؟
_ والداي ميتان . . . ووالدة زوجة اخي عاجزة .
_ لا بد انك كنت صغيرة السن يومها .
- كنت في الثامنة عشرة . . . لكن ما شانك في هذا؟
تلقت ردا على حدتها بنظرة ضيقة :
- هذا يعني انك في الحادية والعشرين اوالثانية والعشرين ؟
- الحادية والعشرين .
كل ما تستطيع استنتاجه ان حديثه هذا يخدم أمرا يريد
مناقشته معها .
_ اليس لديك شاب صديق؟
-لا!
_ قلة من الشبان قد تقبل بمسؤولية طفل رجل آخر . او
بالقيود التي تفرضها على حياة الفتاة الاجتماعية .
وضع اصبعه على الجرح تماما. . . لكن استنتاجه الصحيح
لم يخفف من قلقها . . . فهي ترفض الاعتراف بصدق ما يقول
لذا بقيت صامتة . فاعاد الصورة مكانها :
. انت تضحين بالكثير لاجل الصبي .
. الصبي له اسم . . . انه دايفد . . . كما انني لا اعتبر
اعتنائي به تضحية . . . فموت اهله ليس غلطته او ذنبه !
_ ولا غلطتك كذلك ! مع انك مصممة ملى دفع ثمنها .
فسألته غاضبة :
_وماذا تقترح ان افعل اسلمه للميتم ام اعطيه للسلطات
كي يتبناه احد، قد لا يشعر عنده بالاستقرار والمحبة ؟
- لا اتصور ان هناك شيئآ آخر يمكنك القيام به في مثل هذه

الظروف .
رغم موافقته على قولها وفعلها. . . إلا انها احست أنه لا
يوافق بالمطلق . . . فابعدت ما تبقى من السندويش جانبآ. . .
فقد فقدت شهيتها لأى شيء .منتديات ليلاس

انتهى الفصل
3_ العاطفةوالرغبة



تعبت نيكول من التلاعب كالقط والفار. فسالته بجدية :
.مل تسمح لإن تقول لي بالضبط ما تريد بحثه معي؟
ابعدت يده فنجان القهوة الى منتصف الطاولة :

_هذا المساء . . . قالت غلينا، انها تتمنى لو ان امها لم
تمت اثناءولادتها. وهذا تصريح غير عادي من طفلة . . لكن
علي ان اعترف ان سبب قولها هذا هو رغبتها في اخ او
اخت . . . واستطيع القرل انها متعلقة بابن اخيك .
.آسفة اذا كان هذا لا يناسبك .
فضاقت عيناه.منتديات ليلاس

.نحن نعيش في مزرعة ،وعمتي، التي تسكن معنا، تعتني
بغلينا. لكنها اصبحت عجوزآ يصعب عليها القيام بالاعمال
المنزلية الطلوبة وقد عبرت عن رغببتها في انهاء خدماتها ذا
جاز التعبير.
تمتمت نيكول :
- فهمت .
اخذت الصورة تتوضح في ذهنها إنه يبحث عن بديل
لعمته . عن امراءة تعتني بالمنزل وبأبنته . . . فأكملت:
-وهذا ما تود بحثه معي.
.بالضبط . . . اعذريني على صراحتي. . . الحياة ليست
سهلة لك وللصبي. . . وهذه الارقام التي أراها على الورقة لا
تظهر مستقبلا مفرحا.
.اذا كنت تعني. . . انني احتاج الى وظيفة فالرد نعم .
. انا لا اعرض عليك وظيفة .
تنفست عميقآ واحست بتعب مفاجيء من محاولة تجميع
شجاعتها أمام شخص يفوقها قوة فسالته :
. اذن إلام يقود هذا الحديث كله؟
.اريد ان اتزوجك .
لم تتغير لهجة صوته الخشنة الوقحة إطلاقا، ولا تزحزحت
عيناه عن وجهها. . . فرمشت بعينيها وقطبت :
.اهذا نوع من المزاح ؟
- بل انني جاد كل الجد.
مد يده الى جيبه ليشعل سيكارة بواسطة ولاعة ذهبية .
فردت عليه نيكول بارتباك تام :
.لكنني لا احبك . . . ومن المؤكد انك لا تحبني.
.صحيح .
لم تستطع ان تجد في الامر مرحآ، فقالت له بغضب :
- ظننتك قلت انك بحاجة لمدبرة منزل ، ولمن يعتني
بغلينا.
.صحيح . . . لهذا اريد الزواح منك .
احست بجفاف فمها، وبتوتر. . . نهضت عن الطاولة
واتجهت نحو المطبخ الصغير تطلب المزيد من القهوة التي
تحتاج اليها .
. اخش انني لم افهم دوافعك . لست بحاجة الى زوجة
لتحصل على مدبرة منزل .
_ اريد ان اكون واثقا ان من ساحصل عليها ستبقى
دائما . . . فمدبرة المنزل عادة تستقيل . ومن السهل فسخ
ارتباطات العمل اما فسخ عقد الزواج فاصعب بكثير .
. الزواج . . . إنها طريقةدرامية للاحتفاظ بمدبرة منزل !
- ليست درامية . . . بل عملية .
وضعت قطعة السكر في القهوة وراحت تذيبها :
_ اظن الفكرة كلها سخيفة!
عندما ذكر مارك انه بحاجة لمدبرة منزل كانت ترغب في
الوظيفة . . . وقفز قلبها فرحآ لانها فكرت في ان دايفد سيعيش
في الريف حيث ستكون على مقربة منه كلما احتاج اليها . . .
لكن الزواج امر آخر!
. لماذا الفكرة سخيفة؟ انت بحاجة للوظيفة وانا بحاجة
لمدبرة منزل . رلقد عرفت سلفآ انك عاملة نشيطة نظيفة مرتبة
تحبين لاطفال ويبادلونك حبهم . . . او على الأقل ان ابن
اخيك يحبك . وغلينا تلازم الهدوء معك اكثر من اي شخص
كبير آخر . . . اعتقد انك تطبخين؟
. اجل . . . اعرف الطبخ . . . ولكن .
اسندت جنبها الى طرف الباب رلوحت بيدها يائسة :
- . . لكن . . . لا بد ان هناك فتيات كثيرات يرغبن في
الزواج منك « قد يكن خيرا مني.
توقف بكسل :
.ليس بأ فضل منك . . . ربا لديهن ثياب افضل ، وثقافة
اوسع ومحيط اجتماعي مختلف ، وكلهن بقنعن انفسهن بأنهن
واقعات في حبي . . . وهن في الواقع لا يحببن الا اسم هاموند
وماله . . . لذا لست بحاجة الى حبهن .
ظهر الازدراء واضحآ في كلامه ، مما دعا نيكول تسأل :
_الا تحتاج الى حب احد؟
.وهل هذا يصدمك ! ربما العالم كله يعيش تحت ضباب
الخداع .
كانت قد تساءلت من قبل اذا كان لديه مشاعر. . . والآن
تأكدت انه يخلو منها. . .
وانت لست بحاجة ا لى زوجة . . . بل الى عبدة .
.لكن هذا غير قانونى.
شهقت نيكول من الازدراء :
. لا اصدق انك تتوقع مني جادا ان اوافق على اقتراحك .
.لماذا الاقتراح يفيدك كثيرا. فبزواجك لن تحتاجي انت
والصبي الى الجاجيات المادية من ماكل وملبس وماوى
وستعيشيين عيشة تعتبر خيرا من معيشتك التعسة هذه! استطيع
توفير كل الاحتياجات المادية لتعليمه خير تعليم . ولن تحملي
على عاتقك الا عبء العناية بمنزلي وبابنتي. . . وعندما سيكون
دايفد في المدرسة ، ستجدين متسعا من الوقت .
الصورة التي رسمها لها مغوية جدآ. . . وهو يعرف انها
تغريها إذ كيف ستؤمن للصغير ما يعدما به !وماذا يخبيء
المستقبل لها سوى ايام لا تهدأ ولا تكل فيها سعيا وراء لقمة
العيش، والقلق الدائم لدفع الفواتير ولم ايجار السقف الذي
يأويهما ؟ سالها مارك :
.ما الامر. . . امازلت تحلمبن بان يظهر امير الاحلام
ليحملك على حصانه نحو مغيب الشمس !. . . متى كانت آخر
مرة خرجت فيها مع شاب ؟
فاجابت مترددة :
_منذ ما يزيد من سنتين . . . لكن الن يحرجك الزواج من
فتاة مثلي?
.ولماذا الحرج ؟ انت فتاة جذابة . . . تتعبين وتكدين من
العمل . وبحاجة للراحة والمزيد من اللحم فوق عظامك ،
والمزيد من الملابس الجميلة الجذابة فوق جسدك .
امسك بذقنها ليدير راسها نحوه:
.في الواقع . . . ستصبحين جميلة جدا. . . فذرات الذهب
في عبنيك اللوزيتين ، واكنناز شفتيك تثبر رغبة اى رجل .
اعتقد ان اصدقائي سينظرون إلى زواجنا نظرة رومانيسية!
لكن جاذبيته القوية هي التي اخافتها بل بجعلتها تشعر بانها
حساسة تجاهه وما هي تشعر بهذا الشعور من خلال تصاعد
توترها المفاجيء فاذا هي تصبح انثى افتقدت اهتمام
الرجل بها ردحا من الزمن .
حاولت مقاومة هذا الأكتشاف . . . فشدت راسها من
يده . . . وقالت بغضب :
.وماذا ستفحص بعد وجهي!اسناني كالحصان !
فتجاهل غضبها:
.الزواج سيكون خيرا لنا إذ لن يتسبب في اثارة العجب كما
سيسببه استخدامي مدبرة منزل .
.هذا جنون ا
.لكنه منطقي. . . فما هو ردك ؟
.احتاج وقتا للتفكير.
مع انها لا تعرف بماذا ستفكر. . .منتديات ليلاس

.ليس لدى وقت كبير. . . سنغادرر انا وغلينا الى المزرعة
صباح الاحد. وهو وقت وجيز لن يمهلنا للقيام ببعض الترتيبات
المحددة التي لا تؤخر.
فمررت اصابعها بقلق في شعرها:
.لا يمكنك توقع رد مني في الحال .
.بلى يمكنني، واطلب الرد الآن . . . ما البديل لك ؟ لقد
رايت قبل عودتي منذ قليل ، مستقبلآ قاتمآ. . . انا خارج
نيكول مادسيون . . . واريد الرد قبل ان اخرج من الباب .
نظرت اليه بذهول لا تصدق ما تسمعه . . . فحدق بها
لحظة . . . لترى التصميم على ما قال . . . ثم اتجه نحو الباب
دون ان ينظر خلفه . . . عند سماع تكتكة مقبض الباب ، توقف
شلل نيكول :
-نعم !
فالتفت اليها دون ان ثتغير تعابير وجهه المتعجرف . . .
ودون ان يظهر اثر للرضى بل دون ان تظهر اية مشاعر اخرى.
_سأمر لاصطحبك والصبى في الثامنة من صباح الغد. ربما
انك لن تعودى الى هذا المكان ثانية وضبي الاغراض التي
تحتاجينها او ترغبين في الاحتفاظ بها ولن اهتم بالملابس.
فسأشتري لكما خزانة مليئة بالجديد منها.
دون ان يترك لها فرصة للرد، او حتى لتوديعها. خرج من
الباب ، فاتكأت على باب المطبخ ، ثم نظرت الى الطفل
وهو نائم . . . وهي تتمتم بصوت مرتفع :
_هل فعلت الصواب! . . يا الهي. . . هل فعلت
ماهو صائب!!
كان الارتباك قد عقد معدتها عندما قرع مارك الباب عتد
الثامنة تماما في الصباح التالي. . . وقبل ان تساورها اية شكوك
كان يضع حقائبها في السيارة ويتعامل مع صاحبة المنزل، كان
ايلوم كله دوامة من التنظيم لكن مارك لم يترك لنيكول مجالا في
التفكير بما تفعله اذ اختار لها مارك خزانة كاملة من الثياب
الداخلية الحميمة ، ومن الأكسسوار وفساتين السهرة
والنهارات . . . وذلك أثناء ذمابها الى المزين لتصفيف شعرها.
وكان لدايفد الاهتمام ذاته ، اذ اشترى له الثياب على انواعها
واضاف اليها حذاء كاوبوى.
لم تكد نيكول تلتقط انفاسها بعد الغداء حتى كان مارك
يضعهم جميعا في سيارته يتجه الى اقرب مسجل عقود لعقد
الزواج .
حدث كل شيء بسرعة . وسرعان ما اصبح خاتم الزواج في
اصبعها مبرهنا بذلك انها اصبحت السيدة مارك هاموند. . . اما
غلينا توقفت امامهما الى جانب دايفد الذي كان ينظر بشكل
دؤوب الى حذائه اللماع الجديد .
بدا لها مارك كعادته ء بعيدآ متحفظآ عيناه تميلان الى
الأخحضرار بدل لونهما الازرق .
. لقد فات اوان التفكير .
فأجابته بصدق :
. لكن الوقت مبكر جدأ لاقرر ما اذا ندمت ام لا . وانت ؟
. انا . . . ! انا لا اندم على ما افعله .
. ما اروع ان يملك المرء مثل هذه الثقة بالنفس!
. المرة الوحيدة التي قد يندم فيها المرء حين تكون مشاعره
متورطة .
فسخرت نيكول :
. وانت لا تملك مشاعر؟
. لا . . . فهذا شيء لم احصل عليه عند ولادتي .
فحولت نظرها الى غلينا تمسك بيد دايفد وكانها تحميه :
_ الا يوحي اليك هذا بشيء؟
. مجرد مسؤولية . . . وهذا امر آخر قد يصدمك .
. _ ما يصعب علي فهمه . . . ألم تهتم باحد قط . . .
والديك . . . زوجتك ؟
تحركت عضلات كتفيه دون اكتراث . ونظر الى وجهها :
. انا لا اهتم بنفسي . والافضل ان تكتشفي هذا عني
الآن . . . نيكول . لذا ا لا تتوقعي الكثير من زواجنا .
ما زالت تستغرب سماع اسمها منه . كان يبدو كانه يكلم
شخصآ غيرها. لو ان تفكيرها قد توقع شيئآ ما يكون يينهما،
فقد اماته هذا الكلام . وهذا ما اراح ضميرها قليلآ. . . فصحيح
انه زواج مصلحة لكنه زواج حقيقي يتلقى فيه كل منهما ما يريد
وما يتوقع ، لااكثر ولا اقل .
غرف الفنادق خلال فترة الاحتفالات تكون مكتظة لكن
مارك استخدم ماله و نفوذه ليستاجر لها غرفة مزدوجة السرير
في طابق آخر غير طابقه. لكن هذه لم تكن ليلة زفاف كالتي
كانت تحلم بها. . . وزوجها في الطابق الذي يعلو طابقها. . .
لكنها لم تكن تتوقع ان يترك لها دايفد عندما كانت تحلم
الاحلام الرومانسية ولا كانت تتوقع الزواج من رجل لا تحبه .
لكنها لا تمانع ابدا. . . فدايفد سعيد وهذا كل ما من حقها ان
تطلبه .
عندما جلس الاربعة الى مائدة الطعام في الصباح التالي،
بدوا وكانهم عائلة كاملة ، ليس يها الضجيج او الفوضى التي
يحدثها الصغار عادة فغلينا كانت خجولة منعزلة ، خاصة في
الاماكن العامة .
حالما انتهت وجبة الطعام انطلقتت بهم السيارة نحو
المزرعة . . . وكان بعض الإثارة قد انتقل اليها من دايفد الذى
كان يترقب رؤية منزله الجديد وقد تاقت لتستفهم من مارك عن
حال المنزل . . . لكنها صرفت النظر، فقد يعتبر سؤالها
ارتزاقيآ لافضوليا.
ما ان اصبحت مدينة مدسين هات خلفهم حتى اسرت
المناظر الخلابة اهتمام نيكول . لقد مضى زمن طويل لم تخرج
فيه نحوالريف ! فكان ان خطف امتداد السماء الازرق الواضح
انفاسها. . . لكن ما كان أجمل هي الحقول التي لا حد لها
المليئة .بأزهار الربيع . كانت الحقول تضبق احيانآ وتتسع اخرى
لتملا المراعي الوادى كله .
مال دايفد من المقعد الخلفي.
.كم ميلآ بعد؟
فرد عليه مارك :
.بضعة اميال اخرى.
لم يبد انهم قطعوا مسافة بعيدة عن المدينة ، ولم تستطع
نيكول منع نفسها من السؤال :
.كم تبعد المزرعة عن مديسن هات ؟
.حوالي الستين ميلا.
كان يخفف سرعة السيارة لينعطف الى طريق زراعي بعيد
عن الطريق الرئيسيية . . . فقالت دون نفكير:
.كان بامكانك الذهاب والعود: بسهولة لحضور
الاحتفالات .
.لقد اعتقدت غلينا انها قد تخسر روية شيءما.
نظر فى المرآة امامه الى ابنته التي كانت تصغى بصبر إلى
دايفد. . . واضاف :
.لكن الشيء الوحيد اللذى كانت ستخسره، هو رؤية الصبي
.وهل انت آسف لهذا؟
-لا. . . وانت ؟
- لا.
بعد دقائق قليلة ابطات السيارة ثانية ، وانعطفت الى طريق
مرصوف بالحصى فمرت بخفة تحت عمودين مرتفعين يشكلان
مدخل مزرعة هاموند. ثم راح الطريق يرتقي تدريجيا وصولاالى
صف من الاشجار المرتفعة . من خلال اغصان تلك الاشجار
لمحت نيكول اللون الاحمر القاتم ثم اللون العاجي. . . علمها
بأن مارك ثري ما لم يهيئها تماما لرؤية منزل المزرعة الواسع
المنبسط القابع تحت الاشجار العالية المرتفعة .
مع انه عصرى الطراز، الا ان هذا الطراز يعود الى الطراز
الإ`سباني بسقفه القرميدى الاحمر وبجدرانه العاجية اللون
وتحديده المصقول المزخرف. كانت تحيط به شجيرات الورود
والمانوليا والازهار المختلفة وقالت غلينا:
.وصلنا الى البيت .
اوقف مارك السيارة امام المعبر الحجري الذي يقود الى
المنزل فخرج من بين الاشجار باتجاههم رجل طوبل ،
عريض . . . شيب فوديه يختلط بسواد شعره الذي اطل من تحت
قبعة رعاة بقر عريضة . . . كان اكبر من مارك قليلا. . . ربما في
اواخر الثلاثين من عمره..
.ارى أنك عدت يا مارك . . . كنت قادما الى المنزل
لاتحقق من وجودك .
كانت غلينا ودايفد الاسرع في مفادرة السيارة بينما خرجت
نيكول على مهل تتامل المنزل واتساعه . وسأل الرجل غلينا
- هل تمتعت بالأحتفال ؟
.اجل
والتفت الرجل الى دابفد المذهول بما امامه :
_مرحبآا انت هناك! من أنت ؟
_اسمي دايفي. . . واظننى سأعيش هنا.
نظر الرجل بفضول الى مارك ثم لاحظ وجود نيكول
بطرف عينه ، فنسي الصبي عندما صب انظاره عليها فاحست انها
تحمر خجلا بسبب هذه النظرات المعجبة. كانت عيناه البنيتان
تقولان لها، باحترام ،انه بجدها جذابة ، فاحست انها ستعجب
بهذا الرجل . . . كائنا من كان .
.دوغلاس. . . اود ان تتعرف الى زوجتي نيكول . . . ابن
اخيها عرفك عن نفسه . . . نيكول ، _هذا رئيس عمالي. . .
دوغلاس تشالندر.
لو ان صاعقةضربت الرجل لما صعق ذلك الوسيم اكثر
مما صعق ذلك اللون الاحمر يجتاح وجنتي نيكول » فحاول
اخفاء دهشته ليقول :
_اعذرينى . . . لم اكن اعلم انه سيتزوج .
فردت نيكرل ، عندما لم يصدر تعليق من مارك :
_لا بأس في هذا.
فقال مارك :
_دوغلاس يتناول الطعام معنا عادة ، بمكنك أخذ العلم
بهذا.
فقال دوغلاس :
. اذا كان لديك اي اعتراض . . . يكنني تدبر امر نفسي .
فابتسمت نيكول
. ابدا . . . وارجو ان تحافظ على عادتك سيد تشاندلر .
. اسمى دوغلاس » فنحن لا نستخدم الرسميات في
المزرعة .
. اذن نادني نيكول .
. شكرا لك . سأفعل . . . اظنك تواقة لرؤية منزلك الجديد ،
لن اؤخرك .
لمس طرف قبعته تحية وعاد من حيث اتى . فقال مارك
بنعومة وهما يستديران للحاق بالولدين :
. اعجبك . . . اليس كذلك ؟
. وهل هناك سبب يمنع اعحابي به ؟
_لا
لماذا تسال اذن ل؟
. النساء يجدنه جذا بآ .
. يخيل الي اته يستحق .
فالتفت اليها . . . ،´بارداحتى الجمود :
. لماذا تشعرين بالذنب لانجذابك اليه ؟
_ لا اشعر بالذنب .
لكن نظرته سخرت منها . . . وقال :
. لا داعي للخجل من مثل هذا الشعور.
. وكيف تعرف ؟ انت لا تملك مشاعر!
. لا تخلطي يين المشاعر والعواطف . . فانا ارى المس ،
اسمع، اشم واذوق كاى رجل آخر. والجاذبية ين الجنسين
ليست سوى ردة فعل جسدية . . . ليس فيها عاطفة بل رغبة .منتديات ليلاس
انتهى الفصل
4-دون رحمة





احست بأصبع من الجليد يمر فوقق عمودها الفقري
وتجمدت لتلميحات مارك المشيرة إلى انها قد تكون انجذبت إلى
دوغلاس تشاندلر..
وبينما كانت تقطع العتبة اجبرت نفسها على تذكر أن
زواجهما ليس زواجا حقيقا. . . بل ترتيبات لها طابع المصلحة
فقط . اذ كان من الواضح ان مارك غير عازم على الالتزام
بتقاليد العريس والعروس . . . فلم يقبلها بعد مراسم الزواج ،
وهو الآن يتركها تقطع عتبة بيتها الجديد سيرا على قدميها بدل
ان يحملها. . . والشكر لله لانهما لن يحتاجا إلى الادعاء.
انصب معظم انتباهها عندما ألقت نظرة على غرفة
الجلوس، على امراة مسنة قوية البنية تجلس على طرف كرسي
مستقيم الظهر تمسك يدها اصابع غلينا . قالت المرأة بلهجة لا
رنين فيها اثناء نهوضها:
.اذن ، هذه عروسك مارك ؟
كان وجه تلك العجوز يخلو من التجاعيد التي لم يظهر منها
إلا القليل حول عينيها وفمها. . . فالوجه قوي وتقاسيمه متشددة
قاسية وخطوط فمها تدل على كثرة الابتسام . . . لكنها بدت امرأه
لا تعطي صداقتها جزافا .
. اجل . . . هذه زوجتي نيكول . . . وهذه عمتي روز يا
نيكول .
فابتسمت نيكول . . . واصبحت يدها بين اصابع المرأة :
تعجبك الاقامة هنا سيدة هاموند .
كانت لهجتها تقول انها
. كيف حالك ؟
. اتمنى ان تشك في ذلك. ثم امعنت النظر
في مارك قاثلة :
. اتريدشيئا تأكله لقد نظفت طعام الغذاء لئلا يفسد . قلت
انك عائد صباح اليوم .
فردت نيكول:
. الذنب ذنببى سيدة فريغسون . . . لقد غرقت في النوم .
قال مارك :
. بعض االكيك او البسكويت ، وطعام بارد يكفي حتى موعد
العشاء . . . اثناء تحضيرك هذا سارافق نيكول الى غرفة النوم
حيث ستنام هي ودايفد . هل هي محضرة ؟

في صوته تحد صامت » كانما تحدى عمته ان تعلق على
شيء شخصي . . . لكن فم المراة تصلب في نمط رفيع قبل ان
ترد بالإيجاب .
في الطريق عبر ممر الجناح الغربي للمنزل ، اشارت غلينا
على استحياء الى غرفتها التي بدت ذات طابع نسائي ناعم
والوان زعفرانية صفراء مزينة بورود ذهبية وكانت غرفة دايفد
ملاصقة لها . . .الوانها حمراء رزرقاء وبيضاء متناسقة مع
الستائر والسجادة . . . بدت غرفة صبياية مميزة . لكن ما لفت
انتباهه ، كان قطارا اصطناعيا في الزاوية . . . انتظر صابرا وغلينا
تديره له .
عندما فتح مارك باب الغرفة المواجهة لغرفة دايفد. . .
طغت عليها الدهشة والاعجاب . . . فالاثاث الخشبي السندياني
يحتل الغرفة . . . واللون الذهبي النقي كان يعكس الظلال على
السجادة الذهبية الخضراء الباهتة . . . والستائر التي تعلو الابواب
الزجاجية العريضة لها اللون الذهبي نفسه.
تنهدت نيكول بنفس عميق ، غير قادرة على زحزحة نظرها
عن الاتاث الرفيع الذوق:
_هل . . . كانت غرفة عمتك ؟
.لا. . . استخدمت دائمآ الغرفة القريبة من الطبخ ،
المخصصة كجناح للخدم ، ولم استطع قط اقناعها باستخدام
احدى هذه الغرف ، خاصة بعد ان كبرت غلينا. لكنها اصرت
على انها تحاج الى خلوة خاصة بها.
سارعت نيكول ا لى القول :
.ربما يجب ان احذو حذوها.
كانت تريد يائسة ان تنعم بفخامة هذه الغرفة . . . لكنها
كانت تتساءل في الوقت نفسه عما اذا كانت بهذا تطلب
الكثير. . . فهي في الواقع ليست سوى مدبرة منزل .
فرد عليها مارك بنعومة :
. لا. . . انت زوجتي. . . ومكانك هنا. ثم ، يجب ان
تكوني قرب الصبي الى ان يعتاد على محيطه الجديد.
.نعم . . . بالطبع .
-ستريك غلينا غرفة الطعام . . . لا بد ان روز قد حضرت
لمرطبات الآن .
استدار نحو الباب لتلحق به متسائلة :
.الن تكون معنا؟
. اريد تفقد بعض الاشياء مع دوغلاس اولآ.
راقبته وهو يبتعد في الممر، ثم لفت نظرها ابواب في
لجهة المقابلة فتساء لت ايهما باب غرفته . . . ثم 0اخرجها
من تفكيرها صوت صفير القطار اللعبة فانضمت إلى دايفد وغلينا
وتركت دايفد بضع دقائق يشرح لها كيف يدير اللعبة و قبل ان
تقترح على غلينا الذهاب الى غرفة الطعام . وفي نيتها ان تطلب
من السيدة فريغسون ان تريها ما تبقى من المنزل بعد تناول

الحلوى والشراب .

التفت دايفد الى غلينا بعد ا نهاء شرابه :

_هل انت جاهزة للعودة ا لى اللعب ؟

-لا. . . فعلي مساعدة عمتي روز في رفع الاطباق اولا.

فتدخلت نيكول بلطف :

.إذا كتت لا تمانعين غلينا. . . سأساعدها، كي تتمكن من

اعطاثي فكرة عن محتويات المطبخ . . . فهل ترافقين دايفد لتريه

المنزل والفناء؟

لم تتفوه المراة العجوز بكلمة وهما ترفعان الصحون

وتحملانها إلى المطبخ ، الجميل العصرى الذي فيه كل

التسهيلات التي قد ترغب فيها امراة . . . تمتمت نيكول بدهشة

وهي ترى في سلة المهملات نفايات برتقال معصور.

.عصير البرتقال كان طازجا

.مارك يحب ان تكون الفاكهة طازجة . . . يرسل شاحنة

الى وادى ستشوان اسبوعيا لتحميل الخضار والفاكهة الطازجة .

_ الايمكن شرائها محليا
.ممكن . . . لكنه لا يقبل الا الافضل .

-لا بد ان هذا يكلفه كثيرا.
_بامكانه تحمل تلك المصاريف .

.اجل اعتقد ذلك.
وضعتا الاطباق في غسالة الصحون الآليه، وادارتها روز

قبل ان تبدا في شرح روتين المنزل لنيكول . بينما كانت ننظف

طاولة المطبخ انهت كلامها:

-لقد نقلت معظم اغراضي الى المنزل القديم بعد ان اتصل

مارك بي يوم امس. سابقى هنا الليلة لاساعدك في وجبة المساء

وتحضير الفطور في الصباح . . . وبعدها اتركك وحدك .

كان عدم موافقتها على زواجهما المتسرع واضحا في

لهجتها. ثم تحركت الى الفرن لتمسح سطحه وقالت متجهمة :

_اعرف لماذا تزوجك مارك . عندما يريد يستطيع اقناع اى

انسان. . . لكنتي لم اشاهد حبآ او ادعاء حب في عينيك عندما

نظرت اليه . . . فلماذا تزوجته ؟ امن اجل ماله ؟

اذهلها السؤال الجرىء. فلم تتوقع من العجوز ان تكون

وقحة الى هذا الحد في ابداء ما تفكر فيه فما كان منها الا ان

رفعت راسها بكبرياء
ذكرها مرة اخرى ببروده وبحدة انه لايكترث يمشاعر كائن بشري آخر
فأشاحت بنظرها عن عينيه الساخرتين وسألت:
_اين دوغلاس ؟
فضحك بخبث:
-اظنه اعتقد انك محرجة
-لأنني شاهدنك تعانقها؟
هزت كتفيا متظاهرة بأن المنظر لم يهمها اطلاقا..فقال مارك وهو
يصحح لها خطأ
-في الواقع ..كانت عي التي عانقتني...لا العكس
فاستدارت ترتجف من الغضب وتقول بحدة:
-ولكنك لم تمانع!
-وهل ازعجك هذا؟
-بالطبع لا!
-لم اانت غاضبة اذن؟
كادت تقول انها ليست غاضبة ...لكن
العكس كان ظاهرا على وجهها...فالتفتت اليه
تكبح اعصابها لئلا تثور:
-لم اكن اعلم انك ستذيع على الملأاني لست سوى مدبرة منزل
ومربية اطفال لاتستحق الأحترام
كونها زوجتك.
فقال ببرود وهو يظهر ادراءه من الفكرة
-اتريدين ان نتظاهر بأننا نهتم ببعضنا بعضاا؟
ام تريدين اظهار عواطفنا امام الناس؟
-لا...لااعني هذا ابدا.
لكني لاارغب في ان اكون محل سخرية احد
في مجتمع يجب ان ينشأ فيه دايفد ويترعرع.
-حملك اسمي قانونيا سيعطيك الكثير من الأحترام.
فالتوى فمها ساخرة:
-ويجعلتي كذلك موضعا للشائعات!
-هل تهتمين بما يقوله الناس؟
-طبعا اذا كان ذلك يؤذي دايفد.
-اتحسين بالهجر والتجاهل لأنني لم اعانقك واقبلك بعد؟
مع انني قلت لك انك مرغوبة؟
-قلت لك ان مااتوقعه ...الاحتراملاشيء غيره.
-ايعني هذا انك لم تتوقعي ان تكوني المرأة الأولى التي اقبلها بعد الزواج؟
رفع اصبعه يلمس حرارة وجنتيها التين اصطبغتا بحمرة الخجل
لأنها تذكرت انها توقعت منه قبلة بعد مراسم الزفاف
قبلة لامعنى لها لتحافظ على المظاهر،
نظرت الى عينيه الزرقاوين المنعزلتين وبقيت دون حراك
وهو يلمسها مداعبا
وجنتيها وفكها
فصمممت على ان تظهر له لامبالاتها تجاهه..
لامبالاة كلامبالته.
-ربما يجب علي ان اصلح هذا الخطأ.
لم يكند يتلفظ بكلماته حتى اطبقت يده بقوة على ذقنها..
فاتسعت عيناها دهشة
وارتفعت يداها الى صدره تدفعانه عنها..
لكن كانت هذه الحركة دون جدوى فقد
التفت ذراعه حولها يمنع ابتعادها عنه
سرعة حركته كانت مقصودة.
فادركت انه مصمم على السيطرة على نفسه
لذا لم تحاول مقاومته..فالخضوع واللامبالاة افضل رادع
لعناق غير مرغوب فيه.
لكن مظهره البارد المتحفظ لم يهيئها لحرارة ودفء ذراعيه ..
فقد توقعت ان تكون مداعباته وقبلته عنيفة قاسية
لارحمة فيها ..كمظهره..
لاان تكون مغرية غامضة تثير فيها
التجاوب،فأحست بالحرارة تجتاح جسدها
وهو ينزل يده عن ذقنها الى حنايا عنقها.
خبرته كانت اكثر مماتتوقع..
فأصيبت بالدوار ولم تعد تعي ماتفعل..
فهل تعلقت به واستجابت له؟
فالأرتجاف الخائن في داخلها يقول انها لاتذكر انها فعلت.
مع ان اللمعان الأخضر في عينيه وهو
ينظر الى شفتيها المكتنتين المرتجفتين
يدل على الرضى المتعجرف.
ارخى قبضت وتراجع:
-لفد مضى وقت طويل منذ ان مسك فيه رجل..
اليس كذلك؟
-نعم
-هذا مؤسف!
ستكونين ممتازة مع بعض الخبرة.
عاد عدم الأكتراث الى وجهه الوسيم..كقط جبلي
وحشي سئم فريسته بعد تذوق طعم دمهاا.
استشاطت غضبا على كرامتها قبل ان تدرك ان
الغضب لاطائل منه فقد تركها مبتعدا،
واشعل سيكارة..بعد ان ايقظ مشاعرها!
ارتدت على عقبيها تتجه نحو المطبخ قائلة:
-سأذهب لمساعدة السيدة فريغسون في تحضير العشاء
-اين غلينا والصبي؟
-اسمه دايفد...ودايفد مع غلينا يلعبان
الكرة خلف المنزل.
كانت اول وجبة لهما في المنزل ناجحة..
فالطعام لذيذ،والصحبة بهيجة..فقد سيطر دوغلاس
على معظم الحديث يسحره البسيط دون تحفظ.
لم يبق مارك صامتا تماما لأنه كان بين الحين
والأاخر يرد على اسئلة دايفد المتعلقة بالمزرعة..
وكان قادرا على الرد على كل اسئلته...
فتساءلت نيكول الى اي مدى سيستمر تحت ضغط فضول دايفد.
بعد ان ازيلت الأطباق عن المائدة ووضع التوت البري
على الطاولة مال دايفيد الى الأمام ليسأل مارك الجالس
على رأس الطاولة:
-هل ستصطحبني لرؤية الابقار والجياد غدا؟
غلينا رفضت مرافقتي اليوم لرؤيتها قائلة
انه ممكنوع علينا الذهاب الى هناك!
كانت لهجته اقرب الى الامر منها الى الطلب.
فسارعت نيكول بلهجة تود اسكاته فيها:
-دايفد السيد مارك سيكون مشغولا في الغد.
فسأله دايفد وكانه يريد سماغ الحقيقة من فمه متجاهلا قول نيكول:
-ل ستكون مشغولا؟
-على الارجح سأكون مشغولا في الغد،لكن
ربما فيما يعد..سنرى.
ظهر الرضى على دايفد..فتابع الطلب:
-هل استطيع امتطاء الحصان؟
تنهدت نيكول ساخطة مما عل دوغلاس ينظر اليها مرحا.
وقبل ان تقاطع قال مارك:
-هل ركبت حصان من قبل؟
فرد ساخط باحباط:
-لا!
فنظرت العينان الزرقاون الى نيكول.
-وانت؟
-منذ سنولت يعيدة...ولكتي لم اتمرن كفاية.
فقال لدوغلاس:
-حضر لهما حصانين مناسبين.
فهز دوغلاس رأسه يغمز دايفد الجالس قربه مبتهجا:
-اطنني اعرف تماما ما يحتاجانه.
سالت نيكول محاولة اشراك الفتاه في الحديث:
-اتركبين الخيل غلينا؟
ادارت الفتاة نظرها متوترة نحو ابيها الذي اجابها بسرعة:
-كانت تركب..لكن جوادا رماها عن ظهره منذ سنتين..
لوى لها وركها..فلم تعد الى الركوب منذ ذلك اليوم.
احكر وجه غلينا من جراء سخرية ابيها.
فأحست نيكول بقلبها يخفق عطفا على الفتاة.
فالخوف شيء رهيب..وغلينا ليست مغامرة بطبعها...
وهذا مايزيد من شدة قبضة الخوف على نفسها.منتديات ليلاس


انتهى الفصل

ه . متى الخلاص





كانت الشمس قرصآ برتقاليا كبيرا يلوح في الافق عندما
انتهت نيكول من مساعدة السيدة فريغسون في تنظيف آخر طبق
لتخرج بعد ذلك باحثة عن دايفد اللذي سارع الى القول انه لا
يحس بالتعب...لكن رافق قوله تثاؤب ، جعلها تدفعه الى
غرفة نومه مكرها.منتديات ليلاس

كانت قد انتهت من وضع ثيابه في الادراج عندما عاد من
الحمام :
.لقد اغتسلت جيدا هل تقرئين علي قصة ؟
ارتدت اهدابه الطويلة المقوسة فوق عينيه تخفي لمعان
الاعجاب قبل ان تنتهي الساحرة من تحضير العربة والجياد
لساندريلا بوقت طويل...دثرته نيكول بالأغطية جيدآ ثم
طبعت قبلة على جبينه.وسارت على أطراف اصابع قدميها
خارج الغرفة .
قبل ان تصل الى غرفتها.اطلت على غرفة غلينا التي
كانت تجلس في فراشها تحمل كتابا مفتوحا على ركبتيها.
شعرها ذر الضفائر عادة ، طليق ينسدل على كتفيها حتى خصرها
في موجات ناعمةت لماعة ، جعل طول طوله وجه الفتاة يبدو اطول
وانحف . فقررت نيكول بصمت ان تقنع الفتاة بقصه في
المستقبل عندما تتعارفا بشكل افضل.ابتسمت نيكول لها :
-جئت اتمنى للك ليلة سعيدة .
.هل نام دايفد؟
.يغط في نوم عميق...مع انه قال إنه ليس تعبآ .
فضحكت بصوت منخفض ، لتفهفهما سبب تردده في الذهاب
الى سريره .فجأ ة تلاشت الضحكة من وجه غلينا ، وننظرت
باستحياء إلى نيكول :
-انا..انا سعيدة جدا لانك ردايفد معنا .
-وانا كذلك...تصبحين على خير غلينا...احلاما
سعيدة .
.تصبحين على خير ... نيكول .
عندما فتحت الباب خارجة كانت عيناها تلمعان
بالرضى ...فدايفد يقبل بسرعة حياته الجديدة ...
وغلينا على
وشك القبول بهما دون تحفظ ...والمستقبل يبدو زاهيا براقآ
امامها .
كانت حقيبتها ما تزال عند قوائم السرير...عندما تقدمت
لفتحها شاهدت الباب الذى كانت تظنه باب خزانه مفتوحا.
السجادة التي ظهرت كشفت لها انه ليس خزانة ...فدفعها
الفضول للدخول تنظر بسعادة الى الحمام الخاص الواسع اللذي
كانت جدرانه الثلات بيضاء في حين ان جداره الرابع مغطى
بصورة منظر ريفي اخضر. لكن اكثر ما كان في الحمام من
اشياء عجيية ، هو المغطس العميق الكبير.
كانت مناشف حمام سميكة تتدلى من مشاجب ذهبية في
حين كان الرف الزجاجي القابع قرب المغطس يحتوي على
صابون اصفر ذهبي على شكل الورد،وقربه زجاجة عطر
اللافندر. ما من شك في ان كل هذا هدية من السيدة
فريغسون .
كان التفكير بالاسترخاء في دف ء ماء المغطس المعطر اكثر
اغراء من فتح الحقائب ...
ادارت صنابير الماء المذهبة وعدلت حرارة الماء مضيفة
ملح اللافندر بسخاء...ثم قصدت غرفة النوم . فاخرجت ثوب
النوم الأصفر الذهبي من اصغر حقيبتيها وحملته مع حقيبة
ادوات الزينة الى الحمام .
بعد حوالي الساعة ، كانت تقف امام المرآة القريبة من
المغطس تعصر شعرها وتحس بالنشاط والنظافة ، والانوثة ...
حاولت ان تذكر آخر مرة احست فيها بالراحة فبدا أنها لم تنلها
منذ زمن طويل ثم نظرت نطرة رضى وابتسمت قبل ان تطفىء
مصباح الحمام قامدة في فتها.
ما ان دخلتها حتى تسمرت ني مكانها دون حراك فقد رات
مارك يقفد قرب السرير يرمي قميصه على المقعد...فسالته
بلهجة أقل قليلآ من آمرة محدقة دون تصديق إلى جسده
النحيل وصدره العارى:
-ماذا تفعل هنا؟
نظر اليها شزرآ وهو يكمل فك حزامه ليخلع بنطلونه :
.استعد للنوم .
-لكن ... لكن ... هذه غرفتي.
-اجل ...إنها غرفتك ...ايضا.
-ايضآ؟لكنني ظننت . . .
استدار مارك بيبطء يتامل وجهها المذهول :
.ماذا ظننت بالضبط :
احست نيكول بالدواار امام نظرته ، فامسكت يدها دون وعي
فاتحة ياقة ثوبها محاولة التوصل الى هدوء بعيد كل البعد عما
تشعر به ... ثم تنفست عميقآ... لكن الضحكة الساخرة
القصيرة التي تلت حركتها هذه جعلتها تحس بالذعر.
.هل كنت تؤمنين حقآ بان هذا سيكون زواجآ اسميا فقط ؟
هيجت سخريته غضبها فقالت :
.ليلة امس...
فقاطعها بسرعة .
-ليلة امس لم استطع تامين الخلوة المناسبة .
-إذن فاعلم انني لن انام ممك . ربما تزوجنا رسما...
لكننا لسنا زوجا وزوجة .
.صح ..لم نصبح بعد.
-ولن نصبح ابدا!
و بسرعة الفهد امسك بيدها وادارهااليه يعد ان استدارت
تفتثش عن مهرب منه :
-هل توقعت حقا ان تعيشي في هذا المنزل عشر سنين او
يزيد دون ان المسك!
واطبقت يدهالاخرى على خصرها تشدهااليه قبل ان
يكمل :
.انا رجل نيكول . . . ومن الطبيعي ان يكون لي حافز
لامتلك امراة جميلة جذابة مثلك ، ولن احرم نفسي منك ابدا.
لم تكن نيكول تدرى ما اذا فكرت في هذا من قبل ...
لكنها نظرت اليه ببرودة وحدة :
.انا لست جارية لديك (تمارااا)لتستعبدني متى شئت ...ربما
قدمت لى ولدايفد المأوى والامان ...وانا شاكرة لك هذا...
لكن ، حتى العرفان بالجميل لن يجملني اخضع لك . فأنا فتاة
لم يمسني رجل قط من قبل ...واذا حاولت سأصرخ .
فهمس بصوت رقيق :
.ومن سيسمعك ؟ روز في الجهة الأخرى من المنزل ..
تغط في النوم دون شك وسمعها لم يعد دقيقا كما كان ...
اما الى منامة العمال فلن يصل . اذن الوحيدان اللذان سيسمعان
صراخك هما غلينا ودايفد.
صدق كلماته جعل وجهها يشحب فاحتل الخوف مكان
الغضب وهي تتفرس فيه بحثا عن اثر الرحمة في وجهه فاذا بها
لا تجدشيئا منها بل الشيء الوحيد الذي بعث فيها الامل هو
فقدان وميض الرغبة في عينيه :
.انت لا تريدني.
.انا لا تحكمني الرغبات.خاصة اذا كنت صادقة ان ما من
رجل مسك من قبل .
حاولت دفع صدره ليبتعد عنها. لكن قوته فاقت قوتها.
فسحقها على جسده، حتى كاد يقطع فيها انفاسها...وقال
بكل هدوء:
.ذا قاومتني...فساظطر لاستخدام العنف.اما اذا تركتني
افعل ما اشاء فسأكون رقيقا معك .
بدا ضجيج ضغط الدم في اذنيها وكانه يحرم سائرجسدها
من القوة . في حين ان قبضته الحديدية احرقتها و اجتاحت
كيانها...فلم تعي او تحس شيئا سواه.ردت راسها إلى
الوراء قدر استطاعتها. بل قدر ما سمحت به قبضته عليها.
-كيف لك ان تجبرني علر هذا!
.لانني سابدأ هذا الزواج كما يجب ان يستمر.
بينما كانت تلوي راسها تهربآ منه لوى نراعيها خلفه
ظهرها فامسك بهما بيد واحدة . ثم تحركت يده الثانية الى عنقها
تبعث فيها رعدة تلو رعدة شلتها حتى احيت بيد تمتد الى رباط
فستانها
خرجت الصرخة تمزق حنجرتها بذعر يقطع الانفاس ثم
رفسته على ساقه ...فبدا الألم على وجهه ...لكنه بدل ان
يرخي قبضته حملها بين ذراعيه ورماما على السرير.
فراحت هناك تقاومه بكل ما اوتيت من قوة : رفسته ،
خدشته كقطة متوحشة فاحست بالدم اللزج الساخن تحت
أصابعها على كتفيه . وظهره..لكن عنفها هذا لم يؤد الا إلى
امتصاص كل حيوية وطاقة لديها حتى تمددت اخيرآ متعبة
مرهقة فوق السرير(ت.م.ا.ر.ا.) وذراعاها فوق راسها يقبض مارك عليهما
بقوة بينما ثوب نومها مرمي على الأرض .
.توقفي عن المقاومة ...ستؤذين نفسك !
وانت ...الن تؤذيني
اخطأت عندما ادارت راسها لتردعليه. . .اذ سرعان ما
أطبق عليها...وما هي إلا لحظات ، وتحت تأ ثير الارهاق
الشديد والتعب القوي حتى احست بدوامة تبتلعها وتجذبها الى
عتمة حارقة .
استلقت نبيكول فيما بعد حيث تركها على الفراش...
تحاول بجهد استعادة وعيها من الدوامة التي كانت تدور بها.
كان جزء منها لييس فيه سوى الكره الشديد للرجل الذى بجعلها
زوجته بالفعل . اما الاجزاء الاخرى فكانت تحاول التخلص من
صدمة ماحدث.
لكنها لم تكن صدمة كما ظنتها.
جعلها هذا الاعتراف تكره نفسها وتكره مارك اضعافا...
لو ان الدموع تمحو ما حدث لبكت .. لكنها تكورت على
السرير ككرة بائسة مهجروة ..وسمعت صوت روز فريغسون
يقول لها: ستندمين على اليوم الذي تزوجته فيه.
-نيكول..
أطبقت أصابعه على ذراعها وهويحدثها. بلهجة متحفظة ،
دون النظر الى الوضع الحميم الذى كانا فيه منذ لحظات .
-اتركني وشأني...
رده كان ان عاقبها بتثبيت كتفيها على الفراش بقساوة .
.انظرى الي...
عندما لم تفعل امسك بذقنها ليلوى وجهها نحوه:
-قلت لك انظرى الي!
بدت الكراهية اضحة على وجهها عندما نظرت اليه ..
فقالت له باشمئزاز :
.لا تلمسني .
ضغطت يداه عليها بقسوة يذكرها بفاعليه انها ليست في
وضع يسمح لها باصدار الاوامر .
فتنفست بحده لكنها لم
تحاول الابتعاد فلا طائل من المحاوله .
.اعلم فيما تفكرين
.اتعلم حقآ؟
-تفكرين في الهرب من السرير ..
لكن الى اين؟ لن تستطيعي العودة
الى شقتك لأنك تعلمين سألأحقك اليها .
وليس لديك المال الكافي لأستئجار غرفة
اخرى.
ودون عمل لن تستطيعي اعالة نفسك ودايفد؟
ام لعلك تتركيه هنا؟
.بالطبع لا .
عضت على شفتها بسرعة ، لكن الوقت فات لتتراجع عما
اعترفت به .
.ماذا ستكسبين بهربك ؟هل سيغير الهرب ما حدث الليلة؟
هل ممكن ان ننسى ان ماحصل قد حصل؟
كان يعلم ما سيكون عليه ردها ... فاغعضت عينيها بقوة
لئلا ترى الحقيقة .او تضطر للاعتراف بها .اردف :
.لم يتغيرشيء. ما زال لك الامان اللذى تريدينه لك
وللصبي . كما لك الخلاص من الحاجة والحرمان
ومنزل وملابس محترمة.
-لكن ... انظر الى الثمن الذى دفعته!
كان صوتها مختنقا متهدجا في حين ان عينيها مازالتا
مغمضتين تجنبآ لصوره هذا الوجه الوسيم ...فرد ساخر :
-لكننى لم اكن اعرف هذا حتى الليله . هل كنت تنوين
البقاء عفيفة لطوال حياتك ؟ام كنت تفكرين في شخص آخر؟
وانت تحرمين زوجك من حقه الزوجي؟
.أنا لم افكر في الامر قط .
.نحن متزوجان وهذا امر لايمكن تجاهله.
.وانت لن تدعني انساه.
.لا ...لن ادعك ابدا لذا توقفي عن رد فعلك الهستيري
الذى لا تشعرين به . كلانا يعلم انك لم تكوني كارهة كل
الكراهية ... ولا حاجة للأدعاء .
هروبك من هنا لن يحقق
لك شيئا ..نامى الآن ... ودعي امراة اقدر منك في التمثيل
لتحتل دور الانثى الرافضة الغاضبة .
جاءها النوم السريع الذى حرمها من فرصة التفكير في
الحل البديل . ولم تصح منه حتى الصباح عندما احست
بالشمس تدق ابواب عينيها المفمضتين . . .لكنها احست ان
هناك شخصا آخر معها في الغرفة .
عادت احداث الليلة الفائتة تمر امامها بسرعة ، ففتحت
عينيها مذعورة . . . فركزتهماعلى الوسادة الخالية امامها .
-لقد استيقظت اخيرا .
لكنه كان صوت امراة ذاك الذى سمعته في الغرفة..
فاندفعت تجلس منتصبة ..تجر الاغطية معها . . . وقد طغت
على وجهها حرارة الإحراج فرفعت يدها تدفع شعرها المشعث الى الوراء
ثم سألت سيدة فريغسون :
-كم الساعة الآن؟
.تقارب العاشرة . امر مارك بعدم ازعاجك . لكنني ظننتك
بحاجة إلى الحمام والى ارتداء ملابسك قبل الغداء سابقى اليوم
ايضا لاعده... فلا تقلقي نفسك به .
.شكرآ لك ...اين هو دايفد؟
.صحبه مارك هذا الصباح . هل ترغبي في فطورك ؟
.لا... قهوة فقط .
هزت روز راسها وغادرت الغرفة . فلما انزلت قدميها عن
السرير احست نيكول بألم فى عضلاتها .. إنها بحاجة الى
نظافة مياه المغطس لتستطيع مواجهة يومها.
انه دائما يسبقها بالتفكير..تركها تنام متأخرة لتعرف عمته انها شاركها الفراش..
بعد الأستحمام ارتدت الثياب ونزلت الى المطبخ
حيث وجدت المرأة تحضر الغذاء..
كانت نيكول تحضر اطباق المائدة عندما دخل دايفد عاصفا
عبر الباب الأمامي..
صارخا بأثارة:
-نوني ..!نوني!
انحنت بسرعة لتستقبل عناقه السريع
وبقيت راكعه لتبقى على مستواه
ابتسمت له ابتسامه ملؤوها الحب وهي تنظر السعادة التي
تكاد تقفز من عينيه.
-اوه نوني كان يجب ان تكوني معنا!
لرؤية الجياد وحظائر الماشية ووجار الكلب
وكل شيء..و..و..
ومارك..سوف يصحبني
لأرى الأبقار وصغارها بعد الظهر.
ارتفعت عينا نيكول الى
الرجل الواقف وراء دايفد ،عند باب
غرف الطعام..
ثم تقدم الى داخل الغرفة قائلا:
-سأصطحبه شرط الا تعترضي.
فتوسل اليه دايفد:
-سأذهب..الن تأذني لي؟
نظرت نيكول الى مارك وقالت متجهمة:
-وهل سيهمك اعتراضي!
ضاقت نظرته وازرق لون عينيه
حتى بات قاتما...
-اذا كان لديك خطة اخرى فقولي.
تجاهلته متعمدة تحديه
وابتسمت للصبي:
-اذهب واغتسل الآن..
سنتحدث عن المسالة عند تناول الغداء.
لكنه تردد وكانه يرغب في وعد فوري..
ثم ركض نحو غرفته فانتصبت نيكول
واقفه ترفع راسها ثم قالت له:
-انت لاتلعب العابك بانصاف.
-انا لاالعب في شيء.
فارتفع صوتها:
-انت تعرف جيدا مااقصد!
كل صبي صغير يحلم بان يكون كاوبوي...
وانت تتعمد ان تظهر لدايفد ان حلمه
يمكن ان يتحقق بالبقاء هنا.
-وهل هناك شيء بشأن ارادتك انت في البقاء؟
احست بالم حاد فص صدرها وقد ادركت
داخليا انها قبلت هذا الواقع .
وكان اكتشافا يثير الأضطراب.
فالأعتراف بان كل احتجاجاتها كانت دون طائل ضايقها نفسيا لكنها
لن تذكره امامه.
رغك افتقار مارك الى الاحساس .
كان قويا.
وفي المدة التي عرفته بها تعلمت كيف
يمكن الاعتماد على رجل يتخذ هو القرارلذا
وبينما كانت تلعن ضعفهاقررت ان لاتكشف
هذا الضعف امامه...
فلتتركه يعتقد انها في يوم من الأيام
ستهرب منه..اذ ربما يوما
ستجد القدرة على ذلك.
لكنه كان ينتظر ردا على سؤاله:
-اريد ردا نيكول؟
عندما لم ترد وبدت تسير مبتعدة..
اطبقت اصابعه على ذراعها ..
كانت قساوة قبضته كالكلاليب..
فتذكرت تجاوبها معه فحاولت
جذب ذراعها منه تقول بغيض وكره:
-لاتلمسني!
عندما فشلت..ارتفعت يدها الأخرى
تصفع وجهه..
لكن حركتها توقفت في الهواء وسقطت ي قبضته،ثم لوى يدها الى ماوراء
ظهرها فالتصقت به مقطوعة الأنفاس
من جراء الحركة المفاجئة،
فقالت بصوت ناعم:
-انت حيوان مقرف!
قضحك بسعادة وسخرت منها عيناه:
-وانت قطة متوحشة!كم امتعني
ترويضك ليلة امس.
-اتركني!اكرهك!لااريدك ان تلمسني!
سمعا حركة وراء مارك.
فظنت نيكول ان دايفد قد عاد لكن وجهها
التهب حرجا عندما شاهدت دوغلاس
وحاجبيه المعقودين دهشة...
يتردد في الدخول ايقاطعهما ام يغادر
الغرفة قبل ان يلاحظا وجوده؟..
التفت مارك ليرى سبب ذهولها..
فلاحظت نظرة التحدي التي رمق بها
دوغلاس وكأنه يتحداه ان يتدخل.
ثم عادت نظرتها من جديد الى دوغلاس فوجدت المرح وقد طغى على ااساريره
وحلت البسمة مكان التهجم...
ثم قال وهو يتقدم ليدخل غرفة الطعام:
-اول خصام لكما..هيه؟
سمعت ان هذا اول دليل على ان
شهر العسل قد انتهى.
التفت مارك الى نيكول ليقول لها
بصوت لايصل الى
مسامع دوغلاس:
-هل تودين الهرب الى منزل امك؟
بقي مارك ممسكا بذراعيها الى الوراء....
فراحت تجذب نفسها مبتعدة...
متجاهلة استهزائه بها...
-علي ان اساعد السيدة فريغسون.
كام عذرا ضعيفا ولكنه الوحيد الذي
استطاعت التفكير فيه.منتديات ليلاس


*******
انتهى الفصل
6-لماذا انت



استمرت الحياة في وتيرة مريحةبالنسبة لنيكول . مع ان
كبرياءها كانت تطالب بالتظاهر عكس هذا الا أنها أشغلت
نفسها في اعمال المنزل الرتيبة من العناية بغلينا ودايفد الى

تحضير وجبات الطعام ...وهذاما تمتعت كثيرا به.اذ لم تكن
قط ميالة الى حياة الملل والوطيفةبل كانت ترغب دائمافي
منزل وعائلة...وبما أنها حصلت على ما تريد الان . فقد
امتلات نفسها برضى قد تشعر .به الكثيرات من بنات جنسها .
لم يتم كل شييء امامها بسهولة عندما غادرت
المنزل ...حصل بعض الارتباك . لكنها بسرعة وجدت
طريقها...ثم واجهتها مهة ارسال دايفد الى صف المبتدئين
في المدرسة المحلية .
اعطاها مارك كامل الثقة اضافة الى مفاتيح السيارة.مع
لائحة بكل المخازن التي له فيها حساب.. بشكل عام تركها
تفعل ما تشاء ، ما دامت تحافظ على اتفاقهما.
خلال النهار لم تكن مضطرة لتحتمل وجوده معها وحدهما
فهو لم يكن يظهر الا في اوقات الطعام برفقتة دوغلاس..
اما في الامسيات ، فكان يقضي وقته كله في المنزل لكنه كان
يقضيه مع غلينا ودايفد...ولم يطلب منها الصحبة قط ...ولا
اظهر الرغبة في ا قامة علاقة ودودة معها.
عندما كانا ينفردان لم تكن تترددفي اظهار كرهها له .
لكن حرارة قبلاته وعناقه كانت دائما تنتج رد فعل فيها يخرجها
عن حدود السيطرة .
كانت نيكول تعيد المكنسة الكهربائية الى الخزانةعندما
سمعت الباب ينفتح ثم يغلق . فنظرت الى ساعتها،
متسائلة ما اذا كانت قد تاخرت في تحضير الطعام قبل عوة
غلينا ودايفد من المدرسة .
لكن وقتهما كاد قريبا.لذلك تحركت بفضول الى غرفة
الجلوس. لكن خطواتها توقفت فجاة لدى رؤية المرأة الصهباء
الحمراء الشعر تتجول في الغرفة بكل الثقة .إنها المرأة التي قال
مارك إان اسمها جانيت والتر وهي المراة التي رمت بنفسها
بين ذراعيه يوم وصولهما الى المزرعة .
سالتها نيكول متصلبة باردة :
-هل استطيع خدمتك ؟
ألتفت الصهباء إليها تدجحها بنظراتها بدت رباطة
الجأش، والدهاء والثراء واضحة في وقفتها وثيابها وتسريحة
شعرها...لكن رغما عنها، رفعت نيكول رأسها قليلا
بكبرياء...فاجتذبت الحركة ابتسامة من الشفتين النحاسيتين ،
اللتين تمتمتا بود ظاهر:
-انت السيدة هاموند بالطبع...انا جانيت والترزاردت
مقابلتك وتقديم التهنئة لك ...وارجو الا تمانعي في دخولي
البيت هكذا.فانا معتادة على الدخول والخروج متى شئت.ولم
يخطر ببالي ان مارك لم يذكرني امامك بعد .
.بلى...ذكرك...اليس اهلك جيراننا؟
كان غضب نيكول يرتفع ببطء حتى كاد يصل الى درجة
الغليان يزيده ارتفاعا تصرفات جانيت والترز المترفعة.
اردفت نيكول :
.اظنك زرتنا يوم وصولي.وانا آسفة لأنني لم اقابلك
وقتذاك .
ضاقت عينا المرأة وهي تنظر الى نيكول ، تنتقي كلماتها:
-لعل...ظهورى يومها لم يزعجك.
.لا...ابدا...على كل ، ما كنت يومها تعرفين شيئآ ءن
زواجي
طافت عينا جانيت الزمرديتان في الغرفة ذثم اتجهت الى
نيكول لتقول :
.أليس بيت مارك جميلا؟ هل انت ممن يحب الحياة
المنزلية!
.اجل...انا كذلك .
.اما انا...فأكره رتابة المنزل... وسأكون زوجة سيئة .
ثم انه ينظر إلى الزوجة على انها مضمونة...وافضل ان يكون
الرجل متحرقا للوصول إلي . يسعى لإرضائي.بدل العكس...
لا يجب ابدا ان يشاهد الرجل المرأة عندما تستيقظ في
الصباح .. فهذا يحطم أوهامه.
عرفت نيكول ما تعنيه المرأة تماما..و عرفت أنها كانت
على الدوام عشيقته...لكن هل تحاول اثارة شكوك اخرى أو
تقصد ان علاقتهما مازالت قائمة!
له ان يتخذ ما يشاء من عشيقات ، لكن اذا كان يعتقد انها
يمكن ان ترحب باحداهن في بيتها...نعم بيتها ...فهو
مخطيء وسيواجه صدمة فظة .
فرضت على نفسها ما استطاعت ايجاده من لباقة وقالت لهاوكأنها تقترح على جانت والترز ان تخرج من منزلها :
.آسفة ...لكن مارك ليس هنا آنسة والترز.وانا اعلم انه
سيندم لأن زيارتك فاتته.
انها لن تعرض على حمراء الشعر اية ضيافة ...لكن
جانيت ضحكت ملء فمها .
-اعلم أنه سيكون آسفا لعدم وجوده هنا ...واعتقد ان
روحه المرحة القاسية ستجد ان لقاءنا مسل.
فتحدتها نيكول :
.صحيح؟
تجاهلت جانيت اللسؤال ، رلمعت ضحكة صامتة في عينيها
وهي ترى توتر نيكول.
- اعرف ان عبوديتك في الاعمال المنزلية تتطلب انهاء
آلاف الاعمال العالقة ، فلن اؤخرك سيدة هاموند .
كلمة 0عبودية كانت اختيارا غير موفق...فرفعت نيكول
راسها واحست كانهاقطة تتخلص من اوساخها بتوجه جانيت
نحو الباب ...لكنها ترددت عند الباب عن قصد، لتقول من
فوق كتفها :
.ابلغي مارك...حبي! ايمكن ؟
ساراه في المرة القادمة .
تسمرت نيكول في الأرض ، تجمدت في غضبها غضب
منقسم بالتساوي يين مارك وجانيت ونفسها. عند إقفال الباب
بقيت لحظات لا تعي ان دوغلاس دخل الغرفة حالما غادرتها
جانيت :
-هل انت بخير نيكول؟
.طبعا.
الخط المتجهم الذى ارتسم على فمه جعلها تدرك أنها
كشفت عن مشاعرها بردها الحاد.فقالت بعد ان اشاحت بوجهها
عنه وابتعدت:
.هل ثمة ما تريده دوغلاس؟
كان عدم اكتراثهااظاهرا...وبقي هو في المدخل واقفا
يرااقبها:
.لا...لقد لاحظت وجود سيارة جانيت عند الباب .
التفتت نيكول فالتقت بنظرته الحادة القوية ...انها ليست
المرة الاولى خلال الاسابيع الأخيرة ، التي تمنت فيها لو انها
عقدت هذا الزواج المبني ملى اللاحب على هذا الرجل القوى
الهادىء بدلا من مارك ...لكن التمني لا يغير الواقع.هزت
كتفيها لتقول :
.لقد توقفت جانيت هنا لتقديم تهنئتها.
فرد ساخرا:
-اراهن على هذا.ماتريده حقآ رؤية المرأة التي خطفت
منها مارك ...منتديات ليلاس



يتبع
فضحكت نيكول بمرارة :
-خطفت?هذه مزحة!انا من خطفت ووقعت في الفخ .
سرعان ما ندمت على هذه الزلة ، .. فغرقت مرهقة في احد
المقاعد، تضغط بيديها على خديها بعد احساسها المفاجيء بالم
في راسها .
-انا آسفة...ما كان يجب ان اقول هذا ...فهو كلام
غير صحيح
.لا يمكنك التظاهر امام الجميع نيكول . فوجودى معكما
جعلني اعلم انك ومارك لا تتصرفان كزوجين حديثي العهد بالزواج.
.ارجوك...لو قلت كلمة لطيفة اخرى، فساجهش بالبكاء.
لقد حصلت على ما كنت اريده ولن
ابدا بالندم .
هز دوغلاس راسه متفهما...ثم التفت قليلا نحو الباب
الذي انفتح ليدخل مارك الذى راحت عيناه الزرقاوان تنتقلان من
نيكول الى دغلاس...ثم قال :
-هل هناك شيء؟
-فرد دوغلاس:
-لا..كنت على وشك المغادرة.ساراك الليلة نيكول .
عندما اقفل الباب ثانية بعد لحظات ، حدق مارك إليها
مفكرا بصمت تسلل الى اعصاب نيكول المتوترة .فقالت له :
-دوغلاس لا يأتي عادة إلى المنزل خلال النهار.
-ولا انا...لكنني اليوم اريد الاغتسال وتغيير ثيابي قبل
الذهاب الى ماديسون هات.
ابتعد عنها، وسار في الردهة متجها إلر غرفة نومهما
كانت اصابعه تعبث.بأزرار قميصه لتفكها...فتعالى غضب
نيكول بسب تجاهله لها...وبما انها..لم تكن في مزاج

يقبل بأن يتركها دون اكتراث تبعته قائلة بنعومة متعمدة بعد ان
توقفت داخل غرفتهما:
-هل انت ذاهب مع جانيت ؟
فضحك :
-كنت اتساءل كم سيطول، الوقت قبل ان تتحدثي عنها
-كانت هنا منذ قليل .
-اعلم .
خلع قميصه وجلس على حافة السرير يخلع حذاء العمل:
-كنت على وشك مغادة منزل عمتي عندما وصلت
جايت.الهذا السبب كان دوغلاس هنا! لانقاذك من بين براثنها؟
نهض عن السرير يخلع قميصه...فيانت آثار الخدوش
التي تركتها اظافرها على ظهره.ثم كمل :
-ربما لا يعلم دوغلاس انك قادرة تماما على الدفاع عن نفسك!
-انه رجل مهذب يحترم نفسه أكثر منك.
فتطلع إليها دون اكتراث...ورمى لها قميصه قائلا:
-ضعي هذا في سلة الثياب الوسخة .
لفت نيكول القميص بين يديها، تفكر في قذفه به...لكن
ما الفائدة ما دامت في النهاية ستلتقطه من جديد.كان يراقب
تعابير وجهها.ويلاحظ الجدال الصامت العنيف الدائر في
نفسها.فالتوى فمه راضيا عندما ابعدت نحو السلة ترمي فيه
القميص .
لكن نظرته الراضية الساخرة ، جعلتها ترمي الحنر ادراج
الرياح ...فصاحت تخاطبه وارتدت ترميه بالقميص ،الذي وقع
عند قدميه .
-تخلص من ثيابك الوسخة بنفسك... فانا لست خادمتك!
فقال باسترخاء:
-قالت جانيت انك قد تكونين غاضبة .
دفعها الغضب عبر الغرفة لتقف على بعد قدم منه...وقبل
ان يصل الضعف الذىسيطر على ساقيها إلى سائر اعضاء
جسدها...ضربته.فاحست راحة يدها بلذعة عنيفة وبلذة
غريبة.فحدقت فيه بكره هنا حيث رات الاحمرار يغزو وجهه
نتيجة الصفعة التي لن يحاول ايقافها قبل بلوغ وجهه...ثم
اخذ اللون يتحول الى أحمر قاتم بينما تحولت عيناه الى لون
ثلجي ازرق .وصاحت نيكول :
-لا أريد هذه المرأة في بيتي!
-بيتك؟
كانت نعومة صوته بنعومة حد السكين وهو يمر فوق المخمل .
-اجل ...انه بيتي...فأنا انام معك قانونيا، مما يجعله
بيتي بقدر ما هو بيتك...إذا لم يكن اكثر، لانني انا من يعتني به...ولا اريد تلك المرأة ان تضع قدمها فيه مرة اخرى!
فاشتدت شفتاه فوق بعضهما لتشكلا خطا رفيعآ ساخرا...
ثم قال بحنق وبهدوء:
-إذا رغبت...فستدخل وتخرج الى هذا البيت ساعة تشاء.
فصاحت بشراسة :
-لاا!فانا لا اهتم بما لك من عشيقات.. لكنني لن اتحمل ذل
استعراضك لهن امامي.
-الأشياءالوحيدة التي يمكن ان تحمليها هي مالي وبيتى.
سخريته جرحتها فردت :
-ولمستك لى كذلك .
فالتوت شفتاه:
-ما الذى يجعلك تتظاهرين بالأستمتاع بمداعباتي اذن!
اما زال في نفسك اعتراف عذرى يرفض الاعتراف بوجود الرغبة !
ردت رأسها الى الوراء لتنظر الى وجهه بازدراء:
-ايها الحيوان المتبجح المغرور!
ما الذى يجعلك تعتقد ان
فتنتك لا تقاوم !
طافت عيناه في جسدها عن قصد فاحست بالدماء تنتشر
كالنار في عروقها...وسالها بهمس :
-هل اظهر لك لماذا؟
تشنجت احاسيسها بارتباك ، فخانت كبرياءها بينما قطعت
نظرته الحادة اى قوة لديها على الرد.
-ارتدت نيكول بصمت متراجعة...لكن حركتها توقفت
عندما اطبقت اصابعه على ذراعها ليجذبها ب الى الخلف،
فحاولت بيدها المتحررة دفعه عنها لكنها كانت جهود لا طائل
منها لانه اضاف إلى ضغط يده على ذراعها ضغط يده الاخرى
على ظهرها، ليسحقها على صدره القاسي.
لم يكن فى عناقه البطييء سخرية..فهو يعلم انه يفوقها
قوة. لكنها حتى بعد ان حصلت على حرية يدها الأخرى
لم تستطيع الابتعاد عنه،
وبدات مشاعرها تتحرك ، وتتصاعد الرغبة
في جسدها رغما عنها...لن يمضي وقت طويل حتى تضيع
بين نراعيه .
-تبالك! اتركني وشأني!
بدا همسها بكاء...فقال بصوت اجش وضحكة ساخرة :
-ليس بعد!
اطبقت اصابعها على ذقنه ووجهه محاولة دفع راسه عنها_تمارااا
وهي تشهق :
-ارجوك توقف! فلتأت جانيت متى شاءت بل فلتؤسس
انت بيت حريم اذا شئت .فلن اهتم لكن دعني وشأني،
-وهل اتجاهل زوجتي لاجل الحريم ؟
-يجب ان تذهب الى ماديسون هات كما قلت!
-قبليني اولآ.
فصاحت بكل ذرة عناد فيها.
-لا،
فاشتد ضغط ذراعه على ظهرها بشراسة :
- قبليني والا سابقيك هكذا الى ان تصل غلينا ودايفد من المدرسة!
افلتت آهة عجز منها وسرعان ما تصعصعت مقاومتها
كلها، وقادتها الخبرة التي اكتسبتها من مارك لتفعل ما يريد.في
البداية بقي جامدا دون حراك ، تاركا لها اكتشاف فن المبادرة
بدل التجاوب .
لم تعد حركاتها تتبع اى احساس او تفكر...بالنسبة لها
كان ما يحدث دائما يشبه الغرق حتى الاعماق الذي يعقبه
الظهور المفاجيء إلى السطح ، حيث الشعور بعودة الحياة اليها.
عندما استرخت قبضته حولها قال لها ساخراوقد استعاد
سيطرته على اعصابه :
-قولي لي الآن ، اما زلت لا تطيقين لمستي؟
اندفعت دموع الألم والغضب الى عينيها فحرقتهما كما
يحرق الملح الجرح فردت مرتجفة :
-لقد فعلت ما امرتني به ... الن تتركني الآن !
رفع كتفيه الحاد، كان يسخر من تمسكها الفارغ بكرامتها
وتركها تمامآ، ومع ذلك لم يمح ابتعادهما الذكرى ولا اطغأ
النار التي حرقتهما...فسارت ببطء نحو الباب الموصد
للردهة...لتقف هناك ، وتقول دون أن تلتفت :
-اكرهك مارك ! ام ان الكرهيةاحساس آخر لا تعرفه؟
رده الوحيد، كان ضحكة ساخرة ثم تابع:
-سأحضر للعشاءالليلة يا زوجتي المحبة . لذا ارجوك لا
تطبخي لي الفطر السام و لا تضعي لي الزرنيخ في الطعام...
وأ لا ساضطر الى جعلك تاكلينه
لنموت معا.
-لكنني كنت اخطط لقضاء طوال بعد الظهر في التفتيش
عن الفطر القاتل !
خرجت بسرعة الى الردهة ، وهي تعلم ان سخريتها ذهبت
في الهواء...لكنها كانت بحاجة لان تقولها.
رمت نيكول نفسها في الاسبوع التالي في نشاط محموم
تخترع التنظيف في اماكن لا تحتاج اليها..تبالغ في اتعاب
نفسها في تحضير وجبات الطعام ... تشارك في نزهات غلينا
ودايفد... تعمل حتى ساعات الليل المتأخرة لتتجنب الدخول
الى غرفة النوم ...لكنها عندما كانت تندس في الفراش لم
تكن تعلم ما ذا كان نائما ام لا وهو لم ينطق طوال هذا الوقت
بكلمة ، بل كان ينظر إلى تكريس نفسها للبيت والاطفال بسخرية
وتسلية .
نقصان وزنها اصبح امرا واضحا... ودوائر الارهاق
السوداء كانت تبرز نفسها بسرعة .
عندما كانت تنظر الى وجهها في مرآة غرفة الطعام ، أخذت
تقرص خديها في طريقة قديمة الطراز لتعيد بعض اللون إليهما،
وذلك قبل دخول غرفة الجلوس لتعلم مارك ودغولاس ان
العشاء جاهز.وكما اصبحت عادتها مؤخرا وجهت كلامها الى
دوغلاس:
-غلينا ودايفد جلسا الى الطاولة...لذا بأمكانكما
الانضمام اليهما ساعة تشاءان .
-مارأيك لو تمنحينا لحظات لانهاء كوب الليموناضة الباردة
هذا...كنت احلم به طوال اليوم... انه يوم شديد الحرارة...واكره التفكير في الغد
فقال مارك بكسل :
-لماذا لا تطلب من نيكول ان تحضر لناابريق عصير بارد
إلى الحظيرة ، بعد ظهر الغد دوغلاس
نظر ا ليه دوغلاس طويلا قبل ان يفرغ كوبه ويرد:
-لدى نيكول اعمال كثيرة ، دون ان تحمل الينا العصير الى الحظائر!
ارتفع خط فمه المستقيم الى الاعلى في ابتسامة خالية من الأحساس:
- اوه...ولكنها لن تمانع... فزوجتي تتمتع بملء
ساعات نهاراتها باعمال مختلفة لا تنتهي.
ارتفع الدم الى وجه نيكول بعد ان حقفت سخرية مارك
هدفها.لكنها ابتسمت والتفتت الى دوغلاس:
-بالطبع..ساعمل لكم العصير فى الغد. ..ما من ازعاج...والآن اعذرني يجب ان اصب الحساء.
-سنلحق بك فورآ.
لم يعد احد الى ذكر الطريقة التي تعمل فيها نيكول...
فخلال العشاء تولى دوغلاس معظم الحديث ، كعادته ، مركزآ
على الولدين ونشاطتهما.وبعد الانتهاء لم يبق دوغلاس إلا
لتناول القهوة ، ثم ذهب .ولم تدر نيكول اين اختفى مارك بعد
ان نظفت الطاولة.
ثم امضت القسم الاكبر من الامسية كما كانت تفعل
خلال الاسبوع مع الولدين وفي الحادية عشرة ، كانت فى
المطبخ ننظف المصباح المتدلي من السقف...
بينما كانت تقف فوق الطاولة ، مسحت العرق عن جبينها
بظاهر يدها.فمكنتها هذه الحركة من مشاهدة شخص يقف
بالباب .فالتفتت بحدة حتى كادت تدلق الوعاءالمليء بالماء
والصابون عند قدميها. فانسكب القليل منه...عندما تعرفت
على مارك المتكيء الى قائمة الباب فعادت بسرعة الى عملها،
قائله بحدة :
-اتريدشيئا؟
-كنت افكر في ان ادلك على طريق الوصول الى الحظائر
فضحكت ساخرة :
-ستريني الطريق الليلة! الظلام شديد في الخارج!
-كنت اعني بوسطة الخريطة .
مدت نيكول يدها فمسحت السلسة التي يتعلق فيها
المصباح من السقف متمنية ان يخفي هذا حرجها من جهلها.
قالت وهي تحاول العودة إلى هدوئها..سأنتهي بعد قليل .
-ما من عجلة .
كانت تريد التريث قدر استطاعتهاو لكن بسبب نظرته
المراقبة سارعت الى انهاء ما تفعل لكن حركتها السريعة في مد
يدها الى الاعلى وصولا الى نهاية السلسة ، سببت لها موجة
مفاجئة من الاختناق ،فقاومت الموجة الاولى لكن الثانية
جعلتها تصاب باللدوار وفي اللحظة التالية ، اطبقت يدان على
خصرها لتحملانها الى الارض .
فاحتجت بضعف :
-انا بخير.
تركها مارك تستند الى الطاولة وسخر بصوت اجش
-بالطبع انت بخير.
-لكنني بخير..السبب هو الحرارة .
ظهر خيط رفيع من نفاذ الصبر في صوته وهو يقول لها:
-لست اهتم ! باستطاعتك إجهاد نفسك حتى الموت
المبكر، او الانهيار من الارهاق...ففي كلا الحالين لست انا
من يعاني التتائج بل انت.بامكانك البقاء هنا والعمل ثلاث
ساعات اخرى لكنني اود النوم ، لذا، اذا كنت لا تمانعين
ساريك الخريطة الآن .
ذا اعتقدت انها تكسب شفقته ، فقد اعلمها بشكل قاطع
جاف مدى خطئها...ان قلة اكتراثه بها كامراة ، وككائن
بشرى كانت واضحة.احست فجاة بالهزيمة.
لحقت به بصمت وهو يخرج من المطبخ الى مكتبته
المنيرة التي لم تكن تدخلها سوى للتنظيف ...فوجدت
صعوبة في التركيز على رأس القلم الذى يسير به فوق الخريطة
المزرعة الكبيرة فاملت الا تخطىء طريقها في الصباح .
اخيراسالها:
-هل ستتمكنين من ايجاد الطريق ؟
فاجابت بفباء:
.اجل !
قررت ان تعود الى المكتبة بعد ذهاب مارك لتنظر إلى

الخريطة مرة انخرى... لكنهاسمعته يتنهد بازدراء ويقول :
-لابأس... انك متعبة الى درجة تجعك لا تعرفين حتى
اسمك.. سادلك ثانية في الصباح .
عند هذا اطفاء مصباح المكتبة ، ثم القى عليها تحية مساء
مقتضبة وخرج .فحارت وتالمت من عدم اكتراثه ، فهو لم
يتظاهر حتى بالاهتمام..اخذت تحدق فيه ومو يبتعد.
إنه على حق... هي الوحيدة التي تعاني...وعليها
التفكير في دايفد...ماذا تحاول ان تثبت له؟ اثبتت له انه
بمعاملته لها كجارية ، ستعمل كجارية من طلوع الشمس حتى
مغربها!
كان مارك في الغرفة عندما دخلتها فنظر اليها دون اهتمام
وادار لها ظهره، فتابعت سيرها إلى الحمام فاستحمت وغيرت
ملابسها ثم اندست في الفراش قربه لكنه لم يتحرك فافلتت دمعة
من بين جفونها دون سبب ...ثم غطت في نوم متعب قلق .
كان المنزل يخلو من كل العيوب بسب جهدها خلال
اللأسابيع لذا لم تحاول نيكول في اليوم التالى ان تبحث عن
عمل .بل قررت فقط الذهاب الى الحظيرة وكان قد نفذ وعده
في الصباح فدلها على الطريق .
كان دايفد في المنزل ذلك الصباح ، فامضت معظم وقتها
معه في الخارج قبل ان تبلغ الشمس كبد السماء .كان كالعادة
قانعا باللعب وحده، فجلست على كرسي طويل تراقبه.
لم تكن وجبة الغذاء بجودة ما اعتادت تقديمها لانها اعدت وجبة´
بسيطة وكافية .فلقد تعلمت درهسا منه . ولن تبرهن شيثا
بعد الآن لمارك هاموند.
ملات صندوق الثلج بزجاجات العصير التي بردتها مسبقا
في البراد...ثم لفت بعضا من مكعبات الثلج لتبتقى كما هي
داخل الصندوق ...وكافحت بكل جهدها لتضعه في مقعد
السيارة الخلفي.
كان الوقت ظهرا حيث الحرارة شديدة... والسرعة
بالسيارة ستثير غيمة من الغبار في انحاء المزرعة ، لذا
اقتنعت بالسير الخفيف.
بدت لها الزهور البرية على الطريق ، تتوج خضرةعشب
الربيع ، وتخفف بالتالي خضرة اشجار السنديان والصنوبر
الارزى.ررات من بين تلك الزهور شقائق النعمان وزهرة
قلنسوة الراهب الزرقاء وناعورة الهندي، وكوب اللبن الابيض
والاخضر.وكان الهواء مشبعا بالمطر الذي ترسله مذه الازهار.
كانت الفراشات والحشرات الأخرى تنتقل من زهرة الى
اخرى تشارك النحل في امتصاصها بينما كانت العصافير
تناجي بعضها بعضا بالاغاني المثشجعة . وفي وسط الحقول
هناك رباط فضي يستدير وكأنه يحاول ربط خرافها ببعضها
بعضا.انها الساقية التي يجب اذ تستدير من عندها نيكول باتجاه
الحظائر.
سسمعت الساقية تتهاهس فوق الصخور وعلى الاطراف.ثم
مات صوت المياه وملأ الجو مكانه صخب الماشية الذى ازداد
الى ان وصل الى قمة ضجيجه عندما اخذت نيكول تخفف
سرعة السيارة للتوقف قرب ضباب الغبار اللذي، يلف
الحظائر...بينما كانت تنزل من السيارة ، اطبقت على انفاسها
حرارة ممتزجة من حرارة اجساد الرجال والماشيه والشمس.
رائحة العرق النفاذة وحريق الوبر، وروث الحيوانات ورائحة
بعض الادويه ملأت انغها فسبت لها شعورا بالغثيان .
كان كل شيء على قدم وساق فالنشاط والحركة في كل
مكان والوشم بالصباغ والوشم بالنار.ثقب الآذان في حركة
دؤوب اما الرجال فعلى الارض .منهم من يلوح بالحبل ويرميه
ارضا ومنهم من يربط الارجل او من يسرع الى الركوب ، وهذه
امور غالبا ما شاهدتا في افلام الغرب الأمريكي...ورغم
انرعاجها من الروائح الكريهة راحت تتامل ما يجرى بذهول .
غطت عينيها من وهج الشمس وراحت تتفرس في البشر
الموجودين في الحظيرة امامها ..قليل من من الرجال لاحظوها
واقفة الى جانب الطريق.لكن سرعان ما نساها من شاهدما في
غمرة عملهم الذى لا ينتهي...كانوا جميعهم يرتدون الثياب
نفسها تقريبا وهي عبارة عن الجينز الازرق القاتم ، والقمصان
الباهته القبعات المغطاة بالغبار الذى يفطي كل شيء تقريبا.
ومع هذا لم تجد نيكول صعوبة في التقاط مارك من بين
الآخرين. فرغم اتساخه كالأخرين، كان حوله عباءة خفيفة تميزه
عن الجميع ...كان يجلس بكل ارتياح على صهوة حصان بني
قوي ...يحيط به كل ما يجرى حوله .
تركز اهتمامها عليه ... فلم تلاحظ الحصان والراكب
المميز الآخر اللذي اقترب منها الى ان حجب
راس الجواد الغزالي
اللون الرؤ ية عنها، فالتقت عيناها المذعورتان بعيني
دوغلاس المداعبتين قبل ان يدير اهتمامه الى الحظيرة.ثم
سألها:
-ما رايك بحياة راعي البقر المليئة بالحركة
؟ حرارة
وقذارة ، ضجة وبقر...الى من تعتقدبن ان بامكاننا الشكوى
لظروف عمل افضل
فابتسمت ورفعت راسها الى السماء:
-الى رب السماء.
ثم حدقت النظر في الرجل العريض المنكبين الجالس فوق
سرج الجواد.ثم اشاحت بعينيها عنه عندما لم تعد تستطيع منع
الشمس عنهما.فقال لها دوغلاس بلهجة قلق حقيقية .
-كان يجب ان تضعي قبعة قبل خروجك إلى الشمس.
فكرت نيكرل بقبعة القش المزينة بالزهور. انها رائعة في
الحديقة رقرب بركة السباحة ، لكنها مخيفة هنا، فردت :
.-هذا ما اكتشفته لتوي...لم اكن اعلم ان العمل كثير في
جمع الماشية .
فابتسم لها دوغلاس.
-الامر اكثر من جمعها ووسم الجديد منها، اذ يجب ان
تمر عبر قناة تغطى فيها في الادوية المانعة للامراض.
والمريض منها او العاجز يجب عرضه على الطبيب البيطري.
فالعجول الجديدة يجب وضع حلقة مميزة في آذانها،
كي تباع فبما بعد للذبح ...ليس في هذا كله مرح او رومانسية.
سعلت نيكول فجأة وقد وصل الغبار من مكان ما اليها
سببته بقرة تحاول التخلص من حبل الرامي الذي التف على
رقبتها.فقالت بصوت لا يزال مختنقا:
-اوافتك الرأى... المعصير في السيارة .هل تريدني ان
احضره؟
نظر دوغلاس نظرة سريعة الى الحظيرة فرأى مارك يستدير
بحصانه حول القطيع بطريقة قربته من السياج حيث يقفان فساله
دوغلاس :
-ما رايك مارك انستريح الآن ام نكمل ؟
لم يرد مارك بعجلة ، ففهمت نيكول ان قراره اتخذ قبل ان
يتقدم نحوهما.
-سننهي ما تبقى ثم ندخل القطيع التالي. ..بامكانه ان
يهدا قليلآ بينما يستريح الرجال .
لم يكن ينظر اليها وهو يرد...ولم تستطع توقبف ارتجاف
فكها وهي تسال :
-كم سيطول هذا؟
مرر نظرة سريعة إلى وجهها قبل ان يصرف نظره عنها وعن
الاهتمام بها.
.بعد نصف ساعة.
-هل من المفترض ان انتظر!
شاب صوتها التوتر في رقت تحالل فيه اخفاء كرهها الناتج
عن تصرف مارك غير المكترث بها... ثم اكملت :
-يجب ان احضر الرستو للعشاء ، فغلينا ودايغد سيصلان المنزل
بعد وقت قصير.
سمرتها في مكانها حدة نظرته الفولاذية وقسمات وجهه
المتحفظة الصخرية .
-لك ان تبقي او نذهبي هذا خيارك .لكن لا تتذمرى من
كثرة العمل اذا رغبت في كتف تبكين فوقه فانا واثق ان
دوغلاس سيكون اكثر من سعيد لتوفيره لك.
التفت بسخرية الى الرجل الطويل فوق حصانه...
فاسودت وجنتاه بالغضب ، وارتسمت ابتسامة قاسية على فم
مارك .
-لماذا لا ترافقها إلى المنزل لتحضر غطاء صندوق الثلج
سيعجبك هذا..اليس كذلك؟
ثم امسك لجام جواد والازداء بغطي وجهه في فاشاحت
نبكول وجهها عن دوغلاس متالمة فقد علمت انه معجب بها،
لكن مارك يحاول التلميح الى انه اكثر من معجب لكن ما زاد
المها وذلها عدم ا ظهاره اقل اهتام بذلك .
تمتم دوغلاس بشراسة :
-ذلك الرجل اللعين دقيق الملاحظة . يلاحظ اشياءليست
من شأنه
اخذت نيكول تتفرس بدوغلاس، مع انه لم ينظر اليها وهو
بنزل عن ظهر جواده ملوحا لاحد العمال لياخذ الحصلن .
كان الازدراء الغاضب في كل حركة من حركاته قفز عن
السياج وسار مع نيكول التي كانت تجرجر اذيال الخيبة المثيره
للشفقة ...ثم بصمت مكتئب ، اخرج صندوق الثلج من
السيارة ...وحمله إلى تحت ظل شجرة سنديان .وعاد الى
السيارة ليصعد ويشير اليها بان تنطلق .
عندما عادا إلى الطريق الموصلة إلى المنزل ، نظرت نيكول
مترددة إلى الرجل الوسيم قربها فرأت ذراعه تستريح فوق النافذة
المفتوحة وقبضة يده على وجهه .
-دوغلاس ، انا آسفة ...ما كان يجب عليه قول ما قاله .
-ولماذا لا...الامر صحيح .كان يجب ان اقدم
استقالتي منذ اللأسبوع الاول الذي جئت به الى هنا بعد ان
لاحظت حقيقة مشاعرى نحوك .
لم يكن هناك ما يمكن ان تقوله نيكول... فلن تستطيع
تشجيعه ابدا.خاصة ان مشاعرها نحوه لا تعدو حد الصداقة
والإعجاب.مع ذلك فالتفكير في الحرمان من محبتة ومواجهة
كل تلك الوجبات وحدها مع مارك وقلة اكتراثه اثارت قشعريرة
باردة في اعصابها.
بقيا صامتين ما تبقى من وقت اثناء الطريق فادركت نيكول
ان دوغلاس لا يريدها ان تتكلم.فلو قالت له انها متعلقة به
فسيكون قولها قاسيا كاعطائه املا زائفا. في الوقت نفسه
هناك إحساس مؤكد انه سيكون موجودا الى جانبها عندما تحتاج
اليه ، دون شروط.
استمر تفكيرها يتساءل عما اذا كانت الامور ستختلف لو
انها قابلت مارك ودرغلاس معا في الاحتفال ..لكان الرد
يومها سيكون سهلا...لكن سؤالا آخر لاح لها في المقدمة :
لماذا اختارت مارك بدلا من دوغلاس؟ الرد على هذا السؤال
سوف يراوغها كثيرآ بعد.
7-لاوجود لها

تأخرت دروس دايفد في الركوب الى مابعد انتهاء تجميع الماشية.
وقررت نيكول ان تتنظر ذلك الوقت
كذلك لتنعش مهارتها في الركوب،
صباح اليوم الموعود استيقظ دايفد عندما كانت الشمس ماتزال صفراء
ولزم نيكول ان تستخدم
كل ابداعاتها وصبرها كي تبقيه مشغولا في المنزل الى حين الساعة
المحددة للقاء مارك في الأسطبل.
اقنع دايفد غلينا للمجيء لمراقبته....
وهاهي الأن تقفز وراء نيكول
ببطء لتتماشى مع سير نيكول
البطيء.
عندما وصلوا سارع دايفيد للدخول
متجها ال الجياد المربوطة خارج
حظائرها وسأل مارك بأثارة:
-ايهما لي؟
-الكستنائي الي اليسار.
-ماأسمه؟
-جو.
-جو!اسم غير جيد سأسميه البرق.
تأملت نيكول الجوادين بصمت،
فالكستنائي الذي اشار اليه
اليه مارك كان يشبه الأحمر
القريب منه.
كانت تظن ان مطية دايفد ستكون
من النوع البوني الصغير
فظهرت تقطيبة قلق على جبينها
وهي تنظر الى مارك.
-دايفيد صغير جدا على ركوب حصان كبير كهذا؟
-البوني الصغير قد يكون له
قوة الحصان الكبيرنفسها.
وليس عندنا جواد افضل من جو،
بأمكانك تفجير اصبع ديناميت
امامه دون ان يتحرك.
فقال دايفد:
-اسمه البرق ...هل استطيع ركوبه الآن؟
قال مارك بلهجة الآمر:
-استدر من الناحية الأخرى وفك
رباطه ثم آتنب به الى هنا...
وتأكد ان تسير الى جانبه كي يراك.
انطلق دايفد بسرعة لينفذ ماقاله له
لكن نيكول تحركت محاولة اللحاق به لأرشاده...
فأطبقت يد مارك الفولاذية على يدها:
-اتركيه..لايمكنك فعل شيء عوضا عنه.
-لكنه صغير.
اشاحت يوجهها عن بريق عينيه
الخضراوين واحمرار شعره الذهبي...
وتمنت لوكان دوغلاس هنا ليطمئنها بدلا من مارك الذي اجابها ساخرا:
-اذا كنت ستصابين بالهستريا...فعودي الى المنزل.
قررت نيكول الاتتفوه بكلمة اخرى لئلا تعاني من سخرية مارك
وهو يحمل دايفد الى السرج على ظهر الحصان العريض.
كانت كل اوامر مارك التي اطلقها في الدرس الاول بلهجة صارمة لاتقبل المزاح.
وقد حاولت نيكول اكثر من مرة
تبسيط بعض اوامره الى دايفد
لكنها كانت تلوذبالصمت،بعد ان
تكتشف ان دايفد فهم مايقوله مارك تماما،
وما ان انتهى الدرس الذي اعتبره دايفد قصيرا حتى اشار الى نيكول
لتمتطي حصانها.
بعد ان دارت بالحضصان الأحمر عدة
مرات بدأت تتذكر معظم
براعتها التي نسيتها.
لكن امام عيني مارك الناقدتين الهازئتين احست بأنها اقل خبرة
خاصة وانه لم ينظر اليها باستحسان الامرة واحدة.
غلينا التي كانت صامته بشكل مؤلم طوال وقت جلوسها فوق الحاجز
تراقب دايفد ونيكول اطلقت اخيرا تعليقا:
-يجب ان تبقي نيكول كعبيها الى الأسفل ابي.
لاحظت نيكول النظرة السريعة التي اطلقها مارك نحو ابنته،
ثم طلب من نيكول ان تنفذ ملاحظتها...
فخطرت لنيكول فكرتان متوازيتان:
احداهما ان غلينا لاتكره الركوب كما قالت،والثانية
ان مارك لم يكن غير مكترث بأبنته كما يبدو.
بعد انتهاء الدروس واطلاق الجياد
الى المرعى...
عاد الأربعة الى المنزل..بينما
كان دايفد يتحدث الى غلينا عما
احس به فوق السرج التفتت
نيكو للتشكر مارك على الدروس،
التي تعلم انها اولى دروس عديدة...
لكنها بطريقة ما لمحت اليه بأنطباع
خاطيء فتلقت نظرة ساخرة:
-اتحاولين القول انك مقدرة لي جهدي لكنك تفضلين محبة دوغلاس؟
فاتسعت عيناها باحتجاج سريع:
-لا!...!كل مااقوله انني اقدر محافظتك على وعدك بتعليم دايفد الركوب.
-هل كنت تعتقدين اني لن افعل؟
-لا..بل اعتقدت انك ستفعل...
فقاطعها بابتسامة لاحرج فيها:
-لكنك ظننت اني سأكلف شخصا اخر بهذا؟
-اذا كنت تحاول ان تقول انني
كنت اتوقع قضاء بعض الوقت مع دوغلاس...فأنت مخطيء كل الخطأ.
كان صوتها يرتجف غضبا
فأجابها بكل برود:
-لم اقل هذا...بل انت من تقولينه!
-لكنك كنت تفكر فيه.
ثم امسكها مارك بحركة سريعة ممسكا خصرها ومديرا جسدها اليه ،
ثم امسك وجهها بقبضته الثابته..
فتسارعت نبضات قلبها وهي تنظر الى عينيه التين ركزتا اهتمامها
على شفتيهاوسألها بنعومة:
-اتعلمين بماذا افكر الآن؟
احست بساقها فجأة تتحول الى مطاط
فلامست يداها خصره لتدعم
نفسها في الوقوف،
فكان ان انتقل الى جسدها تيار
عنيف من اهتزازات كادت ترميها
ارضا.فهمست لدى شعورها بهبوط
رأسه عليها ببطء:
-الولدان.
لكن يده كانت قد رحلت عن ذراعها الى بشرة كتفها
الناعمة فاذا بالأذعان يغطي على ارادتها.
وهي تحس بأنفاسه الحارة التي نتجت
عن ضحكته الصامته للحظة واحدة قبل ان تصبح بين ذراعيه
فارتجفت رجفة واحدة قبل ان تذوب تحت ضغطهما.
قبل ان يبدأ العناق الفعلي بلمحة بصر،ابتعد عنها...
فتمايلت نحوه،بينما هبطت يده على كتفها الى ظهرها ليوقفهاهناك.
فتصاعدت منها آهة الخيبة من
حركته هذه...الن يتوقف جسدها
عن خيانة كبريائها ابدا؟...
كم تكرهه!...
رفعت نظرها ببطء اليه فوجدته لاينظر اليها...ثم سأل بهدوء:
-مالأمر دايفد؟
التفتت بسرعة مذعورة الى الصبي
الواقف امامهما وكانت يد مارك ماتزال تمسك بها...
فطالعتها تقطيبة تفكير كانت مرتسمة
على جبهة دايفد وهو يحدق في مارك
ثم يسأله وقد كشر عن وجهه بازدراء:
-اتحب العناق الى هذه الدرجة؟
فأجابه مارك بلهجة مرحة:
-انه كالسبانخ...ستحبه عندما تكبر.
فهز دايفد راسه وكأنما لم يعد للموضوع اهمية:
-اوه..تعالي ناني..قلت انك
ستقدمين لنا بعض البسكويت والحليب.
فتمتمت نيكول تتحر متسللة من يد مارك:
-انا قادمة.
لحقت بدايفد مطأطأة الخطوات تحس بخطوات مارك الرشيقة وراءها.
استمرت دروس الخيل اسبوعا اخر،كانت تبدا في ساعات البرودة في الصباح تحت اشراف مارك...كان حصان دايفد كستنائي القوي مطيع كالبرق لكنه كان مطيعا وحذرافعندما كان يشعر بالخطأ يرتكبه دايفد كان يخفف سرعته حتى يستعيد الصغير توازنه.
اما جهودها هي فكانت اكثر نجاحا ووجدت نفسها تحت ارشادات مارك تتعلم المزيد عن الجياد وركوبها تظهر تألق الرضا على ماتنجزه،في وجهها،دون ان تتلقى انتقادا واحدا من مارك.
قال لها مارك وهي تترجل:
-سنخرج بعد الغداء لنرى ماتعلمناه في الحقول المفتوحة.
نظرت اليه نظرة سرور مكبوتة،تود ان تعبر على فرحهها لكنها علمت انه سيقابل هذا التعبير بسخرية فاكتفت بان هزت راسها موافقة بصمت ثم ابتعدت لتريح جوادها الأحمر مبقية احساس الأنتصار مدفونا في نفسها.
بعد تنظيف اطباق الغداء ووضع دايفد في باص المدرسة لتتلقي دروس بعد الظهر .توقفت نيكول في طريقها الى الحظيرة تحت شجرة السنديان تتأمل المراعي الواسعة الممتدة امامها فتصورت نفسها تجري بحصانها الأحمر عبر الحقول...والهواء يتلاعب بشعرها...
انها صورة رائعة ستتحقق عما قريب.
حثت الخطى في الممر بين الأشجار تقطع ماتبقى من الطريق الذي تملأه اشعة الشمس الساطعة نحو الحظيرة.فجأة توقفت في منتصف الطريق مذهولة وقد جف الدم من وجهها..لأنها شاهدت حصانها الأحمر خارج السياج وحصان مارك الكستنائي قربه.
لكن ماكانت نيكول تحدق فيه بذهول كان الحصان الأرقط الرافع عنقه على بعد اقدام من مارك..
عندها اختفت سعادتها بسرعة البرق.اذ كانت فوق الحصان المرقط جانيت تجلس منفرجة الساقين تبدو خبيرة انيقة بالتنورة البنية الخاصة يالركوب وبالقميص الأبيض والقبعة العريضة التي لها الألوان نفسهاوالتي تخفي خصلات شعرها الطويل المربوط خلف عنقها.كانت تبدو في عيني جانيت الرضى وهي تتامل الخيبة على وجه نيكول.
-نحن هنا نيكول..انا ومارك في انتظارك.
اجفلتها طريقة جمع تلك الفتاة بين اسمها واسم مارك،فارتفع ذقنها بكبرياء مجبرة قدميها على حملها نحوهما لترد ببرود.
-لم اكن اعلم انك هنا آنسة والترز والا لجئت مبكرة.
تلك الملاحظة اطلقت ضحكة مرنمة من حمراء الشعر زادت نيكول غضبا.
فنظرت الى عيني مارك المراقبتين بكسل.
فذكرها اللمعان الساخر في تلك العينين بماحدث لها معه بعد زيارة جانيت الى المنزل يوم اضطرت للقبول بمجيء جانيت متى شاءت لتتخلص من ازعاجه لها....
فاحمرت بغضب صامت....وسمعت جانيت تقول:
-ابي كان يراقب بعض القطعان في مكان ليس ببعيد من هنا فقررت ان اخرج معه لأزوركم.
وعندما قال لي مارك انك ستخرجين للمرة الأولى للرزكوب في الحقول دعوت نفسي للمجيء معكما لعلك لاتمانعين؟!
فردت نيكول متصلبة:
-طبعا لا.
فأضافت جانيت بلهجة متعالية:
اعرف شعور المتعلم الجديد..فأنا ومارك ولدنا تقريبا على صهوة جواد.
سرت البرودة في اطراف اعصاب نيكول..فقدراتها على الركوب لاتماثل قدراتهما...لذا احست بثقتها تتبخر...وبمعدتها تتقلص كأنها على وشك التقيؤ وشعرت بأنها نسيت كل ماعلمها اياه.
ارادت ان تهرب قبل ان تذل امام براعتهما وخبرتهما وتصبح عرضة للسخرية.
فك مارك رباط جواديهما متقدما نحو نيكول ليعطيها زمام الأحمر.فمرت بها نظرته الجامدة بسخرية ثم وقف امامها ليحجب منظر يديها المرتجفتين عن جانيت لكنه لاحظ هذا الأرتجاف فقال بهدوء:
-لقد نسيت قبعتك.
-ماكنت بحاجة اليها اما الآن فلابد من وضعها تحت شمس المراعي الحارقة.
امسكت بالزمام بيد ثابته وهي تتصور نفسها ترتدي تلك القبعة السخيفة ذات الزهور..فاشاحت بوجهها:
-لست بحاجة اليها.
وضعت يدها على مقدمة السرج استعددا للركوب .لكن اصابع مارك حفرت في ذراعها من فوق قميصها.
-قلت لك اذهبي الى المنزل واحضري قبعتك.
قفزت شرارات مسمومة من عينيها اللوزيتين وهي تجابه نظرته ثم انتقلت نظرتها الى جانيت التي كانت تلااقب بصمت معركة الأرادة بينهما...دون اي كلمة انتزعت نيكول ذراعها من قبضته بغضب ورمت اللجام اليه ثم عادت ادراجها الى المنزل والغضب والسخط باديان في كل حركة منها.
كم سينتظران عودتها ياترى ؟انها لن تشاركهما الركوب خاصة وهي ترتدي تلك القبعة السخيفة على راسها.
صفقت الباب الأمامي خلفها بغضب جارف.
ولم تخفف سرعة خطواتها حتى وصلت الى المطبخ،فوقفت قرب الطاولة تحس بحاجتها الى ان تنفس عن غضبها.
ثم اخرجت دلوا وفرشاة من خزانة المغسلة ووضعت الدلو تحت صنبور المياه ثم وضعت كمية كبيرة من مسحوق التنظيف فوقه وتركته يمتليء بالماء الساخن ..
بعد لحظات كانت تجثو على يديها وركبتيها فوق الأرض تنظفها بوحشية بحركات عنيفة...كانت قد انهت نصف ارضية المطبخ عندما سمعت الباب الأمامي يفتح وصوت مارك الآمر يستدعيها،فتجهم وجهها لكنها لم ترد.
كما انها لم ترفع راسها عندما توقفت خطواته بباب المطبخ ليقول لها بهدوء ينذر بالشر:
-اما طلبت منك ان تحضري قبعتك؟
غطت الفرشاة بالماء والصابون وهي ترد باختصار:
-انا مشغولة.
-بل انت خارجة معنا لركوب الخيل.
كان كل كلمة تفوه بها يركز عليها بقسوة..فأجابته ساخرة:
-ستجد النزهة انت وجانيت اكثر ارضاء لكما وحدكما انا واثقة من هذا!
وقفت على قدميها تضع دلو الماء على الطاولة،ثم تهم بزحزحة الكراسي من مكانها وهي تحس بالنظرة الفولاذية التي كانت تلاحق تحركها فقال مارك:
-هل ستعودين الى هذا مرة اخرى؟
عندما لم ترد سألها:
-هل ستأتين بقبعتك ام آتيك بها؟
فهزت كتفيها بعدم اكتراث.
-اذهب وىت بها اذا اردت...لكنني لن اخرج.
-بسبب وجود جانيت؟
ضربت قدمها في الأرض بثورة غضب ثم نظرت اليه تواجهه وهي ترتجف.
-لن ادع تلك المرأة تهزأبي!ولست اهتم بما قد تفعله بي..لكنني لن ارتدي تلك القبعة السخيفة!
امال رأسه الى جانبه متسائلا:
-سخيفة!
-اجل سخيفة!انت تعرف ان القبعة الوحيدة التي املكها هي قبعة القش ذات الزهور!
دوى ضحكه عاليا فقالت بصوت يرتجف:
-الأمر ليس مضحكا!
لكن ضحكته استمرت...وقبل ان تتيح لتفكيرها فرصة النظر فيما ستفعله كانت قد رفعت دلو الماء وافرغته بأتجاهه...وكانت بضع نقاط فقط من نصيبه لأنه قفز جانبا،متجنبا الماء بكل سهولة،فخيم الصمت على المطبخ...ثم ركز نظره عليها بعينين ضيقتين.
رغم شدة غضبها ارتدت الى الخلف وهي تراه يتحرك الى الأمام لكنها اجبرت نفسها على الوقوف في مكانها جامدة تحارب الأندفاع الجبان الذي يحثها على الهرب ولقد نجحت في هذا الى ان اصبح اماماها مباشرة،عندها لم تعد تقوى على الوقوف فحاولت الهرب.
لكن يديه امسكتا كتفيها بقبضته عقابا لها وجذبها الى صدره فالتصق ظهرها بهواحست بارتجافات باردة برودة الفضة تتسارع نحو نخاعها الشوكي عندما اخذت يداه تمران بنعومة على ذراعيها...فأشعلت لمساته المداعبة المثيرة فيها شموع الرغبة كالعادة.
قالت له مرتجفة والتوتر يكاد يخنقها:
-انت اجبرتني مارك ماكان عليك الضحك مني.
تحت تأثير لمساته لم يعد لديها الأرادة لتقاوم فلما ادارها بين ذراعيه ورفعها يحملها بينهماقال متمتما بخبث:
-النار يجب مكافحتها بالنار.
دون قصد منها التفت يداها حول عنقه تدعم نفسها...
في حين غطت قبلاته النارية وجهها،لم يعد ماقاله منذ لحظات مهما كما بدا،خاصة بعد ان احست بالخطوات السريعة التي كان يخطوها.وبعد ان شعرت بشعورا غريبا من الرضى يجتاحها وهي تتصور جانيت تدخل عليها فجأة فتنصدم بالطريقة التي يداعبها فيها مارك.
بدا لها ان تسمع اغنية حب شاعرية تملأ الجو.
كاأنها تغريد عصفور...فاغمضت عينيها اكثر للتمتع بالصوت الطروب ..فلمسات مارك كانت تغمرها بأحساس مبهج وكأنها تطير فوق الغيم..ودون ارادة منها اخذت تتأوه تحرك عينيها بضعف ولم تعد تستطع رؤية شيء امامها سوى فمه.
لكنها سمعته يقول بصوت منخفض ساخر:
-اذن اردت ان تبلليني؟
احست بالصدمة من كلماته قبل ان يبعدها عن صدره...
ثم يتركها تقع...فتحت فمها تصيح لكن الماء اطبق حولها فغرقت كل جهودها لتتخلص من ماء بركة السباحة.
توقفت كل مشاعرها التي آثارها عناقه بسرعة،وكافحت تضرب الماء بذراعيها وهي تصعد الى السطح...فسبحت نحو الحافة تسعل،ثم جذبت نفسها الى الحافة تحس بأنها قطعة غارقة في الماء.
دفعت خصلات شعرها المبللة عن عينيها ثم التفتت نحوه بغضب فوجدت ان ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه بدل ذلك الوجه المتجهم المعتاد.فتسمرت مسحورة من مرأى هذه الأبتسامة الحقيقية،فهي لم تشاهده يبتسم ابتسامة عميقة من قبل وكان تأثير هذا عليها كبيرا.
-سأنقل اعتذارك الى جانيت.
لم يعد مارك ثانية الى المنزل طوال بعد الظهر.لكنه ظهر في المطبخ دون ان تتوقعه وهي تحضر وجبة المساء.
رمى العلب التي يحملها بين ذراعيه على الطاولة...قالتفتت نيكول متوترة تمسح يديها.
سمعته يقول وهو ينظر اليها:
-لم يعد امامك عذر يحول دون خروجك لأمتطاء الخيل.
غمرتها السعادة وهي ترى علبة من العلب فيها قبعة..لكنها تباطأت عمدا في فتحها وفي اخراج قبعة رعاة بقر عاجية اللون واسعة الأطار.اما العلب الأخرى فكانت تحتوي على بنطلون خاص بالركوب مع سترة مناسبة،رفعت نظرها عن الثياب ثم قدمت له شكرها الصادق..متسائلة بصمت اذا كانت هداياه دافعها التفكير فيها وفي مشاعرها ام نابعة من العادة،لكنه تكلم قبل ان تشكره:
-على فكرة...سيقيم لدينا ضيف في نهاية الأسبوع...
ففكرت ان من الأفضل اخبارك الآن حتى يكون لديك الوقت الكافي لتحضير غرفة الضيوف.
-ضيف؟
جمد الدم في عروقها حتى كادت ضربات قلبها تتوقف...غضبها لن يسمح لها ابدا بتحمل وجود جانيت خلال نهاية اسبوع كاملة.واجابها مارك:
-اجل ...ضيف واحد...لماذا؟
-دون سبب ..هل انت مضطر لدعوتها...مارك؟
-دعوتها!..لم اقل ان الضيف امرأة.
-اوه مارك توقف عن التلاعب اعلم انك دعوت جانيت لتنتقم مني على ماحدث اليوم...انها تلك النزعة الشريرة التي تدفعك الى اذلالي،كي الزم حدودي.
-ومتى كنت قاسيا عليك؟
تحرك من حيث يقف بسرعة حتى انها حشرت بين الكرسي والطاولة صادا بذلك عليها ريق الهرب لكنها اجابت بصوت حازم :
-ببرودتك وعدم اكتراثك،وتحفظك،وبالطريقة التي تسخر بها مني.الطفل الصغير يحتاج اكثر من الأرضاع والدفء فلديه مشاعر ويحتاج الى اهتمام لئلا يموت والكبار ليسوا اضل حالا..مارك...الاتهتم بأمر احد حقا؟اليس هناك من تهمك سعادته؟
فالتوى فمه:
-هل تحاولين انقاذ روحي بالمواعظ نيكول؟
-اعتقد انني احاول البحث عن روحك...هل تملك شيئا تضحي به من اجل شخص آخر؟
بدا عليه القلق وعدم الأرتياح...ثم اجاب:
-لا.
جعلتها حدة رده القاطع تجفل وحملته خطوات واسعة نحوالباب.حيث توقف لينظر اليها بترفع مقصود...قبل ان يردف:
-كما ليس لدي اي رغبة في معاقبتك واذلالك...فضيفنا هذا الأسبوع رجل اسمه فرانك ريتشارد..
ومع ذلك لم تجد نيكول الراحة في هذا.
يوم الجمعة بعد الظهر...سمعت نيكول هدير طائرة صغيرة فوق المنزل..ولم يكن مارك قد عاد الى ذكر الضيف ولاشرح لها ماأذا كان صديقا ام رفيق عمل.
نظرت من النافذة فشاهدت الطائرة الحمراء الصغيرة تهبط باتجاه المزرعة قبل ان تختفي وراء الأشجار...هل هذا هو فرانك ريتشارد؟
خشية ان يكون القادم هو الضيف،وضعت نيكول ابريق عصير في الثلاجة...بعد عشرين دقيقة سمعت الباب ينفتح يتبعه صوت مارك ورجل اخر،ملست تنورتها الصفراء المزهرة استعدادا لدخول غرفة الطعام ثم غرفة الجلوس.
توقفت في منتصف غرفة الجلوس تتأمل الزائر الغريب بانتظار ان يلاحظ الرجلان وجودها.كان الرجل اطول من مارك شعره اسود كجناح الغراب وعيناع بنيتان لدرجة الأسوداد.على وجهه ملامح العجرفة مرسومة رسما،لكنها ليست بشراسة كما الحال مع مارك لأن الأبتسامة كانت تخفف من تجهمه.وسمعت الرجل يسأل بصوت عميق:
-اين روز؟كنت اتوقع ان تقابلنا عند الباب.في تلك اللحظة التفت الرجل الى منتص ف غرفة الجلوس لكن نيكول كانت قد اعدت نفسها لنظرته الفضولية...فتوقعه رؤية عمة مارك اشار الى انه لايعرف بوجود نيكول.
قالت بأرتجاف خفيف من الغضب وبأبتسامة متوترة تعلو شفتيها لأنها اكتشفت ان مارك لم يذكرها:
-مرحبا!
سارع مارك ليسأل الرجل بهدوء:
-الم اخبرك عندما اتصلت بي ان روز تقاعدت؟
فحول الضيف عينيه نحو مارك:
-لا...لم تقل لي.
اذن فلابد اني نسيت ذكر زوجتي ...هذه زوجتي نيكول...وهذا فرانك ريتشارد.
رافقت ابتسامة مكبوته يد فرانك الممدودة اليها:
-اشعر ان علي الأعتذار لجهلي(تمارااا)
-لا ارجوك لقد تزوجنا بسرعة وهدوء.
فنظر اليها مارك.
-ماتقصده اننا التقينا في احتفالات مدينة مديسن هات ثم سارعنا الى تسجيل عقد الزواج.
لم يترك تفسيره القاطع مجالا للتفكير في ان عاطفة ما كانت بينهما قبل زواجهما السريع وهذا مادفع نيكول الى عدم التظاهر بأن زواجهما مبني على الحب.
نظرت الى الرجل الواقف قرب مارك ثم قالت:
-اترى سيد ريتشارد..لقد وجد في مايريد..فأنا اجيد الطبخ وتدبير المنزل واحب الأولاد..هل تود شرب المرطبات؟
فرد مارك بخشونه:
-اجل هذه فكرة جيدة.
انحنى راس مارك بانحناءة خفيفة قبل ان تخرج نيكول مسرعة فسيطرتها على اعصابها تكاد تفلت منها.
عندما اصبحت في غرفة الطعام..تجمدت في مكانها وهي تسمع سؤالا فظا يطلقه بصراحة فرانك:
-اي نوع من الزواج هذا فرانك؟
-انه زواج يناسبنا.على الأقل لاتتلاعب بي امرأة بين اصابعها كما تتلاعب بك.
-يوما ما...ستضطر للركوع على ركبتيك...وستجد نفسك في موقف ليس فيه تواضع...بل اذلال.
تمنت نيكول بصمت ان تتحقق هذه الكلمات ...كم تود رؤية مارك يزحف على ركبتيه طلبا لعاطفة امرأة.
احضرت لهما الشراب المثلج وكادت تعود الى المطبخ لولا وصول غلينا ودايفد من المدرسة...بعد تحية حميمة خجولة قدمت غلينا دايفد للضيف...ثم سألته:
-الم تحضر العمة ستايسي ولاجشوا؟
-ليس في هذه المرة.
والتفت الى نيكول ليشرح لها.
-ستايسي زوجتي...عادة ترافقني هي وطفلنا الصغير كلما جئت لشراء الجياد...ومارك كان اشبيني وانا اعلم انها ستخزن لخسارتها فرصة مقابلتك.
-وانا اود كذلك مقابلتهاز
احست نيكول بألم غريب في قلبها من طريقة لفظه اسم زوجته بحب وعاطفة،ومن اللمعان الخاص اللذي بدا في عينيه عند تذكرها.
وسأله دايفد:
كم عمر ابنك؟
-ثلاث سنوات.
فقال دايف بحزن:
-انه اصغر من ان يركب الجياد.
فارتسمت بسمة مكبوته على شفتي فرانك:
-قليلا...مع انه احيانا يركب الى جانبي او جانب امه.
-لقد تعلمت ركوب الخيل...تقريبا.
فتدخلت نيكول.
-هذا يكفي الآن اذهب غير ملابس المدرسة بأخرى ولاتنسى انتعال حذاء اخر.
فقالت غلينا باهتمام:
-سأتأكد من هذا بنفسي نيكول.
قال فرانك بعد ذهاب الولدين:
-لم تعد غلينا صامته كما كانت.
فالتفت اليه مارك:
-انها متعلقة بالصبي...تحبه كثيرا.
-هذا مفهوم...فلديها حب كبير مكتوم...ولم يكن هناك من تعطيه اياه.
-نحن نعرف بعضنا منذ زمن طويل فرانك.
في لهجته نوع من التحذير...فتبادل الرجلان نظرات مدروسة احست معها نيكول بتوتر مفاجيء وكأنه صرير معدن يصدم بمعدن اخر.انه ذلك الصدى الذي يسمع عندما تلتقي قوتان متوازيتان ثم سمعت صوت الباب يفتح فأحست بالراحة لدخول دوغلاس...كان في نظرته لها معنى مبطن...لكنه القى عليها تحية صامته قبل ان يستدير نحو الرجلين الآخرين.
-لقدفحص كارل محرك الطائرة سيد ريتشارد ولم يجدفيهما اي شيء خاطيء لكنه يقترح استدعاء ميكانيكي طيران لتطمئن اكثر.
فقطبت نيكول:
-ثمة خطب في الطائرة؟
-انطفأ المحرك مرتين اثناء سفري الى هنا...لكنني لم الق متاعب فيما بعد...لقد اجريت الكشف السنوي عليها منذ اسبوع فقط اشكر لي كارل على فحص المحرك...اتسمح دوغلاس؟
فهز دوغلاس رأسه"سأفعل" ثم خرج.
بعد خروجه راح الرجلان يتناقشان امور الأفراس الحاملة التي جاء فرانك لرؤيتها وبهذا تجاهلا ذلك التوتر القصير الذي بدا بينهما منذ لحظات او ربما تعمدا نسيانه.منتديات ليلاس
نهاية الفصل.
8-عاصفة من لهب



-هل لك ان تصحبني في نزهة في الطائرة سيد ريتشارد؟
سؤال دايفد قاطعه احتجاج نيكول الحاد:
-دايفد!
فنظر اليها الصبي مقطبا:
-لكنني لم اركب الطائلرة بعد.
فاعتذر فرانك ريتشارد:
-ليس هذه المرة .لااستطيع اصطحابك لكن ربما في المرة القادمة سيكون لدي وقت اطول .اما الآن فأنا مضطر للعودة فأبني الصغير ينتظرني.
والتفت الى نيكول:
-شكرا لك حسن ضيافتك واستقبالك.
-لاحاجة للشكر انت على الرحب والسعة متى شئت.
انحنى فرانك الى غلينا فقبلها قائلا:
-ساجلب جشوا معي المرة القادمة.
رافقه مارك الى الطائرة..خلال نهاية الأسبوع راقبت نيكول النظرة الغير عادية التي كان مارك يحدق فيها الى ضيفه...وهذا امر طبيعي...فالسيد ريتشارد رجل يحترمه الجميع ويعجب به اكان يحبه ام يكرهه.
افلتت منها تنهيدة صغيرة بعد انضمام مارك اليها مع غلينا ودايفد.واخذت ترنو اليه بطرف عينيها فتساءلت بحزن عما اذا كانت في يوم من الأيام ستفهم هذا الرجل الواقف الى جانبها...زوجها...الأسمر الوسيم...انها تعرفه بطريقة حميمية جدا...لكنها لاتعرفه ابدا.
تساءلت كذلك اذا كانت يوماستتمكن من حل لغز عواطفها الغامضة نحوه...فهي من ناحية تكرهه بسبب الطريقة التي يستغلها بها ومن ناحية اخرى تستمر في الغرق في نارها الداخليه كلما لمحته ودون ان يقترب منها.
انطلقت الطائرة الحمراء الصغيرة الى الجو .ولوح فرانك لهم وهو يرتفع.
بينما كانت تراقب الأطارات ترتفع عن الأرض تساءلت عما اذا كان فرانك يفهم زوجها او لا...اذا كان يقدر ان يفسر البرودة التي تغلفه دائما.فمن خلال الزيارات القليلة التي كانت تقوم بها للعمة روز لم تتمكن العجوز من شرح برودته ولاعدم اهتمامه بالناس.
ضاعت في افكارها فراحت تنظر باتجاه الطائرة دون ان تراها...ولم تسمع الأصوات التي صدرت عن محركها... فامسكت اصابع دايفد الصغيرة بذراعها:
-مابال الطائرة نوني؟
فالتفتت لترى ان المحرك قد توقف تمامازوبدأت الطائرة تهبط بسرعة نحو الأرض وتتجاوز نهاية المدرج لتهبط فجاة في مكان خال ليس فيه الا بضعة اشجار.
فجأة لمحت سيارة مارك متجهة نحو الأرض المليئة بالعشب حيث الطائرة ثم لاحظت ان مارك لم يعد قربها...فبينما كانت مشلولة التفكير والحركة فيما يحدث امامها كان هو قد بدأ التحرك.
امسكت نيكول بكتفي غلينا ووجهها رفيع اصفر كوجهها تماما:
-غلينا اركضي الى الحظائر واطلبي المساعدة بأسرع وقت ممكن.
ركضت الفتاة بسرعة دون ان تتفوه بكلمة يتبعها دايفد وركضت نيكول باتجاه الطائرة.,, اثناء ركضها سمعت صوت تحطم المعدن والأشجار...وبدا لها هذا يستمر الى مالا نهاية.
ما ان وصلت الى نهاية المدرج حتى سمعت صوت شاحنة قادمة من خلفها...فالتقطت انفاسها ونظرت الى المساعدة التي اسرعت فاندفعت الى الأمام لكنها لما وصلت الى موقع سقوط الطائرة التوت معدتها بالغثيان من مرأى هيكل الطائرة المحطم..وملأ الذعر قلبها...وتأكد لها ان مامن احد ينجو منها...ثم انتبهت الى ان مارك يحاول فتح باب فلرانك المحطم..زفمزقت العبرات حنجرتها وهي ترى جهده الكبير دون طائل.
توقفت الشاحنة الصغيرة خلفها...فنظرت بعينين مصدومتين اليها من فوق كتفها فوجدت اللرجال يقفزون منها لكنها ركزت نظرها على كتفي دوغلاس العريضتين...ثم سمعت صوت تكسرالزجاج فالتفتت لتجدمارك يحطم النوافذ ويزيل المكسور منها عن الطائرة.
ثم غشي بصرها...في البداية ظنتها الدموع لكن رئتيها اتسعتا بخوف وهي تتعرف الى سبب غشيان بصرها فقد تصاعدت السنة النار حوله وخرج الهواء من رئتيها بصراخ يمزق القلوب.
-مارك!...مارك!...لا!
امتلأت رعبا لأنها ظنته سيموت مع فرانك..واصبحت النار الآن اكثر بروزا..وكانت تأكل بنهم ماتبقى من الذيل باتجاه غرفة القيادة وباتجاه الجناحين حيث الوقود وفي تلك اللحظات الخطرة الداهمة علمت نيكول انها لاتريد موت مارك...كما كانت تتمنى...بل انهاتحبه!وتريده حيا!
ثم بدات تركض نحو الطائرة وتصرخ وقد اعانها الخوف وحده على التحرك وبدأ الدخان الأبيض الرمادي يتصاعد وينقلب الى اسود حاجبا عنها مارك...ثم احست بكتفيها تقعان في يد قبضة صارمة فقاومت دون جدوى لتفلت منها وتصرخ منتحبة بأسم مارك.
ثم سمعت صوت دوغلاس يقول بغضب:
-ستقتلين نفسك هكذا!
فصاحت:
-لايهمني...!يجب ان اصل اليه...مارك...
وتدفقت الدموع من عينيها عندما لم يصغ دوغلاس لتوسلاتها...ثم سمعته يهمس:
-ياألهي!
فأدارت راسها الى الوراء ...فشاهدت طيفا اسود يبرز من بين الدخان واللهب..فصرخت صرخة حادة من الأرتياح وقد تعرفت الى مارك يحمل فرانك على كتفه...ثم...وصل اللهب الى خزانات الوقود واذا بقوة الأنفجار ترمي نيكول ارضا ويستلقي دوغلاس فوقها ليحميها من الشظايا.
وارتفعت السنة اللهب والدخان ككرة كبيرة في الهواء.
واحست بهواء حار لاذع يدخل رئتيها قبل ان يدفعها دوغلاس بعيدا عن اللهب...كانت اغصان واوراق الأشجار الخضراء القريبة قد تحولت الى رماد يطير في الهواء.
قوة يدي دوغلاس دفعتها عدة امتار لكنها لم تكن تفكر في نفسها فارتدت عائدة وكل همها ان تصل الى مارك...اتجهت ايدي الرجال الى الهدف نفسه يتسابقون نحو جسدي الرجلين المنبطحين ارضا.كان جسد مارك فوق فرانك ليحميه من اللهب المتفجر.
اثنان من الرجال اوقفاه على قدميه فبدا واعيا بعض الشيء...وقادوه الى مكان امن من النار المشتعلة اما الأخرون ودوغلاس من بينهم فقد شكلوا حمالة بشرية من ايديهم ليحملوا فرانك الهامد الى مكان آمن.
ثم بدات صفارات الأنذار من سيارات الأطفاء والأسعاف تتناهى بعيدا بينما حملت نيكول ساقيها المرتجفتين الى مارك الذي تلطخ صدره ببقع من الدماء بينما حرق اللهب نصف شعره ولذع ذراعيه ويديه.
اخذت تنتحب وهي تسأل:
-مارك..هل انت بخير؟...هل اصبت بأذى؟..
-لاتقلقي علي.
رغم قساوة كلماته كانت في نظرته لمعان غريب وهو يبعدها عنه...فقد حجبت عنه رؤية رجلين ينحنيان فوق فرانك فأردف:
-يجب ان نوصله الى المستشفى.
وصل دوغلاس قربهما:
-سيارة الاسعاف والأطفاء وصلت..لكن...اخشى ان يكون الوقت متأخرا.
مسحت الكلمات نظرة الألم عن وجهه وبسرعة البرق دفع يد دوغلاس عنه وصفعه بمؤخرة يده فرماه ارضا وصاح:
-لا!اللعنة!لم يمت!كان حيا عندما اخرجته من الطائرة!
صاحت نيكول وهي تحاول منعه من الركض نحو الجسد المسجي دون حراك.
-اوه...مارك...لاتفعل،لاتذهب الى هناك!
ارعبتها النظرة في عينيه وهو يحدق في الجسد المضجر بالدماء امامه.
سمعت احد المسعفين يقول:
-انه ينزف داخليا بقوة.
وهمس اخر:
-انه ضعيف..
وضع الجسد على الحمالة ببراعة ومنها نقل الى سيارة الأسعاف فلحق بهم مارك...وكأنه مربوط بحبل غير مرئي بفرانك الفاقد للوعي.
بينما ابواب السيارة تقفل التفتت نيكول الى دوغلاس:
-احضر العمةروز لتعتني بالولدين .
دون ان تعطيه الفرصة لمعرفة ماذا ستفعل اسرعت الى السيارة التي قادها مارك الى مكان الحادث وجلست خلف المقود...فتبعت سيارة الأسعاف التي اطلقت صفارتها.
في المستشفى ارشدت الممرضة نيكول الى قسم الجراحة وهناك وجدت مارك يجلس على اريكة عند اخر الممرزكان يميل الى الامام ومرفقاه على ركبتيه ويداه متشابكة امامه يحدق بذهول الى باب غرفة العمليات.
انتقلت عيناه اليها وهي تجلس قربه تلف ذراعها خصره دون ان تتفوه بكلمة مواساة...فكل ملستقوله في هذه اللحظات لامعنى له.
سارت الدقائق ببطء لانظير له وانتظرا بصمت دون تفكير.
كان مارك كالتمثال المنحوت من الحجر...متوترا لاتتحرك فيه الاعيناه اللتان كانتا تلاحقان كل شخص يدخل او يخرج من ابواب قسم الجراحة.
فجأة لاحظت عيناه تضيقان وهما تلاحظان رجلا قصيرا عجوزا يخرج من باب غرفة العمليات لايرتدي ثياب العمليات الخضراء المألوفة...بل رداء ابيض يصل الى ساقيه،يسير متجها نحوهما وعلى وجهه ترتسم خطوط الحزن فصاح بمارك.
-اعتقد اني قلت لك دع احد يهتم بيديك.
-انها مجرد خدوش
-خدوش؟انها مليئة بالتراب والزجاج..
لايمكنك فعل شيء هنا سوى الدعاء...
فاما ان يبقى بالداخل بضع ساعات ليجمعوا ماتحطم منه،اوان ينتهي امره في دقائق.
فحدق مارك فيه متحديا ثم قال بصوت هاديء:
-فرانك سيعيش.
-هل تسألني ام تقول لي؟فأن كنت تسألني فالوحيد القار على الرد هو العلي القدير...فكل مابوسع(تمارااا)البشر فعله فعلناه...والسلطات ابلغت عائلته.
فقالت نيكول:
-زوجته...
-ستصل في طائرة خاصة ...مع اني لااعلم من اين اتتها الشجاعة للطيران بعد ماأصاب زوجها.
مدالرجل يده يمسك ذراع مارك:
-تعال ...سأنضف لك جروحك.
حاول مارك المقاومة...لكنه عاد فوق على قدميه بنفاذ صبر ولحق بالرجل...وهذا مافعلته نيكول ايضا...تمارااا،بعد ان اغمضت عينيها برهة وهي ترى منظر الجروح في ذراعيه فعمق حبها له جعلها تحس بالألم بدلاعنه.
ثم استعادا مكانهما يراقبان بصمت باب العمليات وقد عاد قميصه الملطخ على كتفه والتفت يداه بالأربطة...
بعد قليل اتتهما الممرضة بالقهوة التي ارتشفتها نيكول بينما تجاهلها مارك.
المزيدمن الوقت...وتعالى وقع اقدام خفيفة مسرعة في الممر ترافقها خطوات رجل،فوقف مارك على قدميه عندما ظهر دوغلاس ترافقه امرأة جميلة بنية الشعر سارت مياشرة نحو مارك تمد يدها اليه وهي تبتسم بغباء.
سأل دوغلاس نيكول بصوت خافت:
-هل انت على مايرام؟
فردت الهمس بهمس:
-اجل.
فقال شارحا:
-اتصل بي الدكتور سام واقترح ان اقابل زوجة فرانك في المطار.
لم تحس بيد دوغلاس المواسية الموضوعة بشكل عفوي على خصرها لأن عينيها كانت تنظران بعجب الى المرأة التي خرج صوتها الرزين عندما تكلمت:
-لقد اخبرني دوغلاس عن الطريقة التي خاطرت بنفسك فيها لأنقاذ فرانك.
قالت كلمات الشكر هذه بهدوء دون اي اسى.ثم تابعت المرأة:
-لاكلمات قد تعبر عن مدى شكري.
-ستكون كلمة شكر من فم فرانك كافية.
التفت ستايسي تلحق بنظرات مارك الى باب غرفة العمليات:
-امازال هناك؟
وارتجفت ثم ضمت ذراعيها فوق صدرها وكأنها تبعدالبردعنها،فردمارك بصوت (تمارااا) ضعيف:
-يقول انه سيمضي وقتا قبل ان يخرج.
مرت ساعتان قبل ان يطل رجل طويل من الباب قلقا متجهما على فمه كمامة طبية فقال الجراح لهم ان فرانك قد نجا من العملية بأعجوبة...فأصابته بليغة وخطيرة فسألته زوجته:
-متى استطيع رؤيته؟
-سيخرجونه من غرفة العمليات الى غرفة العناية الفائقة...عليكم الأنتظار...انه يقاوم بكل ذرة فيه للحياة،هذا كل ماأستطيع قوله لك.
-شكرا لك
انحدرت من عينيها دمعة كانت الوحيدة التي لاحظتها نيكول بينما صدرت عنها تنهيدة ارتياح فانخفض وجه دوغلاس اليها بقلق وتفهم.
لكن ماان غادر الطبيب حتى اخذ التوتر معه،فسار مارك الى النافذة لينظر الى غروب الشمس...لم تستطع نيكول منع نفسها من اللحاق به فسألها دون ان ينظر اليها:
-هل تعتني روز بالولدين؟
-اجل
-سوف يعيش.
-اجل.
-سأرسل دوغلاس الى المزرعة...اعرف انك تودين العودة معه لكنك ستبقين مع ستايسي.
اندفع وجهها جانبا وكانه صفعها وقالت تحس بألم حاد:
-كنت سأبقى في مطلق الأحوال...فانت لست بحالة تسمح لك بقيادة السيارة الى المنزل.
نظر الى ضمادات يده وكأنه نسيها...ودون ان يرد عاد الى مقعده حيث كانت ستايسي تنتظر..انه يملك دائما القدرة على ايلامها...لكنها الآن وقد اكتشفت مدى حبها له...غدا الألم كبيرا كبيرا.
عند منتصف الليل سمح لستايسي ان ترى زوجها لكنها عادت الى القاعة صفراء شاحبة ماتكاد تتمالك نفسها،فحالته لاتحسنت ولاساءت.
الطبيب الذي نظف جروح مارك...اقبل مسرعا عبر الممر في الثانية صباحا...عندما رأه مارك اجفل فسأله:
-ماذا حدث سام؟
-امازلت هنا هاموند؟
-ماذا حدث؟
-صديقك ليس المريض الوحيد هنا وستكون انت التالي اذا لم تسترح.
ثم نظر الرجل نظرة الى نيكول:
-رافقي زوجك الى البيت،فسيتألم يومين ومن الأفضل ان ينام الآن...لقد رتبت امر اقامة السيدة ريتشارد هنا.
وستعنى بها الممرضات كما يعتنين بزوجها.
-لست بحاجة للنوم.
-اخرج او اجعلهم يرمونك خارجا.
لكن تهديده لم يؤثر في مارك،فتنهد وظهر الجد على وجهه.
-سأبلغك بنفسي اذا طرأ اي امر مارك...ارجوك عد لبيتك.
اضافت ستايسي بصوت ناعم:
-ارجوك مارك...انت ونيكول فعلتما الكثير حتى الآن واذا لم يتصل الطبيب...فسأفعل انا.
اطاع مارك للمرة الأولى اوامر الآخرين وماهي الا دقائق حتى كانا في السيارة بأتجاه المزرعة.
لم يتكلما كلمة واحدة الى ان اوقفت نيكول سيارتها امام المنزل فسألته:
-هل تريدني ان اساعدك على الأغتسال؟
فرفض بحزم:
-سأتدبر امري.
عندما دخلا المنزل اطلت روزمن غرفة الأستقبال ترتدي روبا طويلا يخفي ثوب نومها ولم ينظر مارك الى عمته بل سار الى غرفته وترك نيكول تخبر عمته بماجرى.
تمتمت المرأة تهز تمارااا راسها بقلق بعد انهاء نيكول رواية الخبر.
احست نيكول بموجة قيء وهي تتذكر الرعب الذي مرت به لكنها تمالكت نفسها لترد:
-مازلت لااصدق كيف اخرجه مارك من الطائرة قبل ان تنفجر .
كانت عينا العجوز تحدقان بعيدا قبل ان تقول:
-لقد اتهمته مرة انه لايمتلك اي مشاعر وكنت مخطئة!كم كنت مخطئة!
لمعت عينا نيكول اللوزيتين ادراكا فرد فعل مارك كان عاطفيا،ليس لانه انقذ فرانك لكن لانه رفض ان يعترف بموته كما رفض ان يهتمو به وبجراحه هو،اذن هو قادر على الاحساس بكل العواطف العميقة وتلك القوقعة الباردة القاسية ماهي الاستار خارجي لم يتخطه احد بناظريه حتى اليوم.
واحست بقفزة قوية في ضلوعها وقالت لها روز:
-لابد انك تعبة.الولدان نائمان في فراشهما وآن لك ان تحذي حذوهما.
-اجل ...انا تعبة.
-سأحضر الفطور في الصباح للولدين.
-ارجوك ان توقظينا اذا تلقيت اتصالا من المستشفى.
تركتها ثم لحقت بمارك قالت روز:
-سأفعل...مهما كان نوع الخبر.
كانت غرفة النوم مضاءة وقميصه الملطخ بالدم في الحمام وآثار اغتساله كذلك .لكنه لم يكن موجودا.فتقدمت على رؤوس اصابعها الى غرفة غلينا ثم الى غرفة دايفد لعلها تجده هناك...ولم تجده في اي منهما.
ثم شاهدت من النافذة ان السيارة مازالت هناك ففتشت الغرف ووجدت نورا ينبعث من مكتبه...عندما دخلت ثانية الى غرفة الجلوس احست بالهواء البارد يلفح وهها لأن ابواب الشرفة مفتوحة.
خرجت الى الظلام في الخارج...فشاهدته هناك.
كان يجلس في احد الكراسي مادا ساقيه يحدق في النجوم والبدر فحاولت التكلم لكنها لاحظت كوب عصير في يده المضمدة فوقفت تراقبه.
كانت اصابعة تتحرك حول الكوب وكأنه يحاول تحطيم الزجاج...فلم يلاحظ السائل وهو ينطلق على الجوانب فتمتمت بهدوء:
-من المفترض ان تشربه لا ان تدلقه على ارض الشرفة.
فتنهد دون ان يجيب مع انها لاحظت ان نرته تحولت الى وجهها فابتسمت له بلطف،لأن حبها له تحول الى الم جسدي لها.
تكاد الساعة تتجاوز الرابعة...الن تأوي الىا لفراش؟
وقف بترددوبطء على قدميه لكنه لم يتحرك ليدخل المنزل.في هذه اللحظة ارادت ان تخبره بأنها تفهم عذابه الصامت الذي يمر به.لكن الخوف من ردة فعله اللاذع اخرسها فما كان منها الا ان وقفت قربه تتساءل عما اذا كان يجب ان تكرر طلبها...ام تتركه وحده...لكنها قررت الكلام:
مارك انت بحاجة الى الراحة.
فرد بصوت اجش دافيء:
-صحيح؟
-اجل...
التفت بسرعة ليواجهها لكن قسمات وجهه كانت مخبأة في العتمة،ونور القمر الفضي خلف رأسه.
-منذمتى لم المسك ايتها القطة المتوحشة؟
خلف كلماته المداعبة خشونه وسخرية تعرفها جيدا.
وهددتها ساقاها بالأنهيار لكنها رمت بالمشاعر التي اثارها سؤاله جانبا وقالت:
-ارجوك مارك...اريدك ان تستريح.
خرجت ضحكة خافته من وجههه المظلل.
-لكن هذا مالا اريده انا.
شهقت عندما احست بيديه تطبقان على خصرها وتجذبانها اليه...وقبل ان تتمكن من السيطرة على بدء انفجار مشاعرها كانت شفتاه قد اطبقتا عليها...بينما طوقت ذراعاه المضمدتين خصرها.
ثم تركها فجأة كما عانقها فأفلتت منها اهة وهي تحس تمارا بالنار تتأجج في داخلها...وجرها بين يديه عبر البوابة ثم اقفلها...وحملتها ساقاها بارتجاف فسارت الى جانبه...لكنه التفت وحملها بين ذراعيه تشد خشونة ضمادتيه على ذراعيها العاريتين.
وكسر الشعور الأحساس بسحره فاجتجت بضعف:
-مارك...ذراعاك...انت مجروح!
لم يرد عليها الا بعد ان وصل بها غرفة النوم حيث ترك قدميها تتدليان على الارض،في حين بقيت ذراعاه تمسكان بها تلصقانها بجسده.
ثم راح يمسح باحدى يديه شعرها عن وجنتها...وتمتم:
-اذن لاتقاوميني كثيرا الليلة نيكول.
عصف قلبها بجنون بعد ان اضاء وجهه نور المصباح قرب السرير...فاذا بضغط فكه يمتد الى فمه...لكن كان في عينيه لمعان غريب..
لمعان الرغبة...الرغبة فيها!

انتهى الفصل.
9-لاتطفيء ابتسامتي



تراقصت اشعة الشمس فوق وجهها تدفيء بشرتها بقبلتها الذهبية،فطوت نيكول نفسها اعمق بين الذراعين القويتين اللتين تحتضنانها.
همس صوت خفيف في شعرها:
-ظننتك ستنامين حتى الظهر.
ابقت عينيها مغمضتين بشدة تبتسم حالمة وتحرك رأسها ببطء تحت ذقن مارك.كانت رائحة بشرته نفاذه كالمخدر،واحست تمارا بالخوف من ان تتكلم لئلا يبدد الكلام سحر الحب الذي غمرها بطلاسيمه.
قال لها مارك وهو ينقلها الى وضع اكثر راحة مما قربها اكثر الى وجهه فوق الوسادة.منتديات ليلاس

-انت مخلوقة تثيرين الحيرة نيكول.
-لماذا؟
لم تتغير ابتسامتها وهي تتلفظ بالسؤال...ثم فتحت عينيها لتتركهما تعبان حتى الثمالة من وسامة وجهه...في عينيه لمعان الجاد الذي يمر بكسل فوق قسماتها.
تجاهل سؤالها بعجرفته المعتادة وقال آمرابهدوء...اقرب الى الطلب:
-انا جائع انهضي وحضري فطوري.
سحبت نفسها على مضض من بين ذراعيه فافتقدت على الفور دفء صدره...في ظلمة الليل تمكنت بسهولة من اخفاء حبها عنه...لكن اشعة الشمس البراقة لابد ان تكشف هذا الحب الذي لم تكن مستعدة للأعتراف به بعد.
كانت ترغب بالأحتفاظ بسرها لنفسها في الفترة القادمة ..فمارك شديد الملاحظة ولن تتمكن من اخفاء الرغبة مدة طويلة.لكنها في الوقت نفسه تريده ان يعرف...
انما في وقت لاحق لايكون فيه
مثقلا بأحاث كاحداث امس.
ثوبها الذهبي كان لقى قرب السرير فمدت يدها اليه وهي تنزلق من تحت الاغطية لترتديه بسرعة واقفلت ياقته حتى العنق ،ثم نظرت الى مارك الذي دفع نفسه للجلوس والوسائد خلف ظهره حيث بياض ضمادتي يديه يتناقض مع سمرته وسمرة صدره ووجهه،
اخذ ينظر اليها باسترخاء وتفكير فسألته:
-بيض ولحم؟
هز راسه فسارت نحو الباب.
-لن اتاخر...اتحب ان احضر فطورك على صينيه؟
-لست معاقا،لكن اذا لم اكن جاهزا عندما يجهز الطعام احضريه الى هنا.
كانت عقارب الساعة تشير الى منتصف الصباح...
غلينا في المدرسة،ومن النافذة فوق المغسلة شاهدت نيكول العمة روز تجلس على كرسي في الشرفة...فعلمت ان دايفديلعب في مكان ما قربها.
بينما كانت شرائح اللحم في المقلاة انفتح باب المطبخ الموصل الى الخارج فالتفتت نيكول مبتسمة سعيدة لتحيي روز،لكن من دخل كان دوغلاس الذي توقف عند رؤيتها تمارا تعابير وجهه المرحة عادة متجمدة الآن.
-صباح الخير دوغلاس.
بعض السعادة التي تفور في نفسها من نبع حبها الخالد تسللت الى كلامها فاضفت على صوتها رنة المرح.
فتحرك فمه الى ابتسامة لم تصل الى عينيه،بعد ان ردت له تحيتها القدرة على الحركة قال:
-صباح الخير نيكول...جلبت البريد معي.
ورمى من يده رزمة صحف ومجلات ومغلفات على الطاولة.
-هل فيها شيء مهم اخذه لمارك؟
-لم الحظ شيئا...هل تحضرين له الفطور؟
-اجل...انه في الفراش.
تبدين مفعمة نشاطا هذا الصباح.هل هناك سبب محدد؟
توقفت الملعقة الكبيرة في يدها فوق المقلاة،ثم اجابت بعد ان تذكرت مشاعره نحوها:اجل.
-انها نظرة امرأة واقعة في الحب...ربما؟
احنت رأسها للحظة،متمنية الا تؤلمه.ثم التفتت ببطء اليه تنظر له بأعتذار وقالت بلطف:
-بالتأكيد توقعت ماهي عليه مشاعري قبل الآن دوغلاس؟
نظر اليها نظرة الم سوداء،تلاشت تماما وهو يقول:
-اعتقد اني لم اصدق ماتوقعته.
-لكنه حدث ولن اغير مشاعري نحوه ولوملكت ما الدنيا.
حرك ساقيه الطويلتين نحوها ببطء متعمد وهو يتفرس في كل جزء من اجزاء وجهها.
-اريدلك السعادة نيكول...هل
لي ان اقبل العروس السعيدة؟
ترددت لحظات قبل ان تسمح له بتقبيلها...
امسك وجهها بكلتا يديه تمارا وهو يريد ان يطبع كل ذرة من
قسماته داخل ذاكرته...فترقرقت الدموع من عينيها وهي ترى المه...مرت القبلة بسرعة وحرارة،ثم ارتدعنها وألم الخسارة على تعابير وجهه،ثم خرج مسرعا لايلوى على شيء.
رغبت في ان تناديه لتقول له ماقد يخفف المه...لكنها هي سبب الألم...ولن تتمكن من تقديم
اي عزاء له.
تلاشى بعض فرحها او على الاصح صحت من نشوتها على اكتشاف جانب الحب الخشن الآخر.
فعادت لتكمل اعدادالفطور...بعد دقائق كانت تصب البيض فوق اللحم الساخن،ثم وضعته على الصينيه واضافت العصير والقهوة والخبز المحمص.
وانطلقت تدندن اغنية لنفسها وهي تتجه الى الباب الذي انفتح بقوة قبل ان تبلغه ليدخل دايفد متعثرا هائما بجذل.
-صباح الخير ناني.
-صباح الخير دايف...صباح الخير روز.
فسألها دايفد:
-هل تتناولان افطاركما الآن..؟انا ساساعد روز بتحضير الغداء.
فغمزت له:
-سأخذ الفطور لمارك واعود لمساعدتكما.
فقطبت روز بدهشة:
-مارك ليس هنا...لقدتحدثت اليه في الخارج منذ برهة...انه في طريقه الى المستشفى.
فحدقت في المرأة العجوز مذهولة:
-لكنه طلب تحضير الطعام.
-لست ادري...لكنه قال انه اتصل بالمستشفى وقد بدا على غير مايرام...
ربما لأن المعلومات التي تلقاها لم تكن جيدة.واتصور انه نسي الطعام.
فتمتمت نيكول باحتجاج:
-لما لم يخبرني؟
فردت روز:
-ليس من عادته ان يخبر احد بمايفعله.
هذا صحيح...فهي لاتكاد تعرف ماذا يفعل او اين يكون خلال النهار...لابد ان يكون تصرفه هذا نابع من قلقه على فرانك ريتشارد ولن تتخذ هذا محملا عليه.
لم يرجع مارك لتناول العشاء الذي اخرت تقديمه حوالي الساعة.
وبعد ان عادت روز الى منزلها،بقيت غلينا ودايفد ونيكول وحدهم على الطاولة الكبيرة.
بعد منتصف الليل سمعت سحق الحصى تحت عجلات سيارة.فنزلت من على الأريكة واغلقت كتابها الذي قرأت منه بضع صفحات خلال ساعات طويلة دون فهم كلنة منها.
اسرعت الى فتح الباب قبل ان يلمس مارك الأكرة.
رافقت البسمة تحيتها مقطوعة النفس.فنظر اليها بتعب وهو يدخل:
-ظننتك نائمة.
-كنت انتظرك تمارا فلست متأكدة ان كنت تناولت الطعام،كما اردت معرفة حالة فرانك.
-مازالت خطرة،لكنه يتحسن كما يقول الأطباء ولست جائعا...لقد تناولت الطعام مع جانيت في مطعم المستشفى.
-جانيت؟...انت تعني ستايسي.
-لا...لقدارسلنا لها صينية طعام كي تبقى قرب فرانك.
تبعته وهو يتجه الى غرفة نومهما،
خلع سترته اثناء سيره..
فسألته:
-ماذا كانت تفعل جانيت هناك؟
-سمعت بالحادثة فجاءت تتطئن على فرانك،وترى اذا كان هناك مايمكنها تقديمه من مساعدة.
-وهل تعرف...فرانك وستايسي؟
فردساخرا:
-لا...فهي دائما تقدم تعاطفها للغرباء..بالطبع تعرفهما!
عندما كان يخلع كم قميصه اجفل الما تمارا لأنه علق بطرف الضمادة فسارعت اليه تزيح القماش عن ذراعه:
-دعني اساعدك.
فجذب ذراعه منها ينظر اليها بشراسة
-وفري امومتك للأولاد فأنا لااحتاجها.
كبرياؤها الجريح جعل رأسها يشمخ متحديا وذلك اثناء ابتعادها عنه تاركه اياه ان يفعل مايشاء وحده،وبدأت تستعدللنوم محاولة اقناع نفسها بأنه متعب وقلق.
حين كنت تلبس فستان النوم سمعت صوت اليرير يتقبل ثقل جسمه فقالت له:
-روز قالت انها ستجيء لتبقى مع الولدين غدا.
-ولماذا؟
-لألازم ستايسي.
-لاحاجة الى ملازمتها.
-لما لا...؟لقدطلبت مني هذا ليلة امس.
-هذا لأنك كنت هناك.
-اظن جانيت ستكون في المستشفى غدا.
-اجل...ستكون هناك،وانا كذلك انت غريبة بالنسبة لستايسي..انا وجانيت نعرفها منذ تزوجت فرانك...ثم ان الأمر هكذا انسب.
-لماذا انسب؟
لان لجانيت شقة في المدينة وبأمكانها الوصول الى المستشفى في دقائق اذا احتاجتهاستايسي.
احست بارتجاف ذقنها وهي تنظر اليه ثم قالت ساخرة:
-ربما من الأفضل لك البقاء هناك.فهذا انسب من سفرك جيءة وذهابا.
-سافكر في الاقتراح.
ثم اضطجع بغية النوم.
رغبت في ان تصرخ فيه طالبة منه العودة الى جانيت ...بل ارادت ان ترميه بكل ماتقع عليه يدها لتخرجهمن قلة اكتراثه ولو اكتسبت غضبه...ارادت ان تدفن راسها في الوسادة وتبكي بكل احباطها وهشاشاة حبها...ارادت ان تلمسه وتعتذر له وان تجعله يفهم انها لم تكن تريد مخاصمته بل حبه.
في النهاية لم تفعل شيئا من هذا فأطفأت المصباح واندست تحت الأغطية واستلقت في صمت تصغب الى رتابة تنفسه...لماذا ظنت ان هناك شيء ما تغير؟هل هذا بسبب وقت قصير من الحب شاركها به ليلة امس؟
استيقظن في الصباح التالي على اصوات الخزنة تفتح وتغلق.راقبته عبر اهدابها يرتدي قميصا ارزرق اللون وجينز يناسبه.وكأنه احس بعينيها فالتفت اليها.فاجبرت عينيها ان تنفض النعاس عنها فقال ببرود:
-لاتزعجي نفسك بتحضير فطوري.
-الن تعود الى العشائ الليلة؟
-ان لم اعد تناولي الطعام بدوني.
اعلمته طريقة اجابته انه لن يعود.
رفضت ان تذل نفسها بانتظاره قانية فسارعت الى الفراش بعد ان نامت غلينا ودايفد...فراحت تتقلب الى ان غلبها نوم مضطرب،لكنها لم تسمعه عندما عاد والدليل الوحيد على عودته كانت ملابسه المرمية على الكرسي والوسادةالمشعثة الى جانبها.
يومان مرا لم تشاهده فيهما بل كانت ترى دلائل على عودته...بعد ظهر اليوم الثالث،كانت مع غلينا ودايفد في الحظيرة حيث عاود دايفيد دروس الركوب التي انقطعت لكنها هذه المرة كانت باشراف دوغلاس بعد ان توسل اليه دايفد في الأمسية السابقة.
كان دايفد يدور بجواد حول الحظيرة عندما تعثرت قائمة الجواد الأمامية بنتوء ترابي انحنى لها للأمام بسرعة قبل ان يستعيد وضعه السوي،هذه العثرة الخفيفةكانت كافية ليفقد فيها دايف توازنه ويسقط الى الأرض,
ووصل اليه تمارا دوغلاس في اللحظة التي كان فيها على وشك الصراخ.
-اوه...دايفد حبيبي...هل انت بخير؟صاحت نيكول
ساعده دوغلاس على الوقوف..فطوقت ذراعاه الصغيران عنق نيكول التي اصبحت على مقربةمنه واجهش بالبكاء الى ان جاء امر باتحازما من خلفهم:
-اعيديه على ظهر الجواد.
قالت:
-انه يتألم.
لكن يدي مارك جذبتا الصبي منها رغم تمسكه الشديد بها متجاهلا بذلك صرخات دايفد كلها،ثم حمله واعاده على ظهر الجواد واعطاه اللجام.
فصاح دايفد صارخا:
-ناني...!
تمسك بمقدمة السرج بكل قوته متجاهلا اللجام الذي وضعه مارك بين يديه...وحاولت نيكول انقاذه لكن ذراعمارك ابعدتها عنه فصاحت:
-ايها الحيوان الظالم القاسي!
الا تراه متألما!
فاستدار تمارا اليه يساله بقساوة:
-هل انت متألم دايفد؟
فهز الصبي راسه ايجابا،فسأله:
-اين؟
عندما فشل دايفد في تحديد مكان المه قال له مارك:
-انت خائف...اليس كذلك؟
فانخفضت صرخات دايفد الى نحيب منخفض وهو يحدق في وجه مارك الصارم فدافعت نيكول عنه:
-بالطبع خائف...لقد وقع عنمسافة تعتبر عالية بالنسبة لطفل.
-سيقع ثانية اذا لم يمسك اللجام.
وقبل ان تعرف نيكول ماذا سيفعل صفع الجواد على مؤخرته فانطلق الى الأمام...وقفز قلبها معه...اما دايفد فارتسمت على وجهه نظرة رعب ثم بدا ينزلق عن السرج ثانية.
لكن الجواد المروض جيدا توقف...فسارع دايف الى استعادة توازنه...فصاح مارك به:
-امسك اللجام الآن...امسك به او سأضرب الحصان ثانية.
فصاح دوغلاس بغضب:
-مارك...بالله عليك!
فتجاهل مارك احتجاجه متقدما خطوة تهديد نحو الحصان فأسلرع عندها دايفد فأمسك باللجام في يده،رغم ذهوله وصدمته،اما بكاؤوه فتوقف.
-در به حول الحظيرة ببطء.
زالت الآن الخشونه من صوت مارك الى ان الحزم بقي فيه.
وبعد نظرة مترددة الى نيكول...اطاعه دايفد تمارا فسار بالجواد ثم ركض به حول الحظيرة مرات وذلك بامر من دايفد.
-اسرع بجو مرة حول الحظيرة.
فتحت نيكول فمها لتحتج لكن دايفد قاطعها:
-اسمه البرق لاجو.
سأله دايفد بعد ان توقف الحصان:
-أأحسنت عملا؟
-بالتاكيد احسنت.
حمل دايفد عن السرج الى الأرض فحاولت نيكول التقدم نحوه،لكن مارك كان قد اعطاه التعليمات بتبريد الحصان مشيا حول الحظيرة ثم التفت الى غلينا:
-هل رأيت بعينيك كيف يتم الأمر؟
سرعان مادفنت الفتاة ذقنها في صدرها عند سماعها السؤال وشحب وجهها،ودون ان ينظر الى نيكول او دوغلاس تقدم الى ابنته وحملها بين ذراعيه ثم تقدم متجاهلا نظراتها المتوسلة نحو جواد نيكول المتوقف في الخارج،ووضعها فوق السرج ثم فك اللجام وصعد خلفها وذراعاه تلتفان حولها لتحميها تمارا،ثم بدأ يقود الجواد مبتعدا عن الحظيرة باتجاه الحقول خلف الأشجار.
بعد ساعتين دخلت غلينا الى المنزل مسرعة مشرقة الوجه،تبرق عيناها فخرا...وتصادمت كلماتها وهي تسرع في كلامها تخبر نيكول ودايفد عن تمكنها من هزم خوفها من الركوب.
-قال ابي انني يجب الا اخجل من الخوف،قال ان الخوف من الجياد كالخوف من الظلمة...وعلي ان اتعلم ان لاشيء فيها يؤذيني.
ركب معي مسافة طويلة يحدثني حتى استرخت اعصابي ثم نزلت واكملت الطريق وحدي قليلا،فقال انني مازلت جيدة كما كنت في الماضي وانني مع بعض التمرين...ساتحسن.
كانت ابتسامة نيكول ممزوجة بالذهول من رؤية النشاط والحيوية على وجه الفتاه...لم تذكر قط ان غلينا كانت تكثر الكلام هكذا...وهي لم تنته بعد...
-تكلمنا عن اشياء اخرى كثيرة في الطريق للعودة،قال ابي انني لم اعد طفلة صغيرة وانني سأصبح سيدة شابه وانه حان الوقت لأتوقف عن تجديل شعري...اتظنين ان من الأفضل ان اقصه نيكول؟
-سأتواعد مع مصفف الشعرى وسأرى ماذا يقترح...لكني اظن انك ستبدين جميلة جدا بالشعر القصير.
-اوه...اتظنين هذا؟قلت لأبي انني نحيلة ضعيفة فقال انني قد اكون من النوع الذي لاينضج جيدا الا في اواخر سن المراهقة،وعندها سأجعل الجميع يقع صريعا...هل تتصورين هذا؟هل يمكن ان ارتدي اليوم فستانا للعشاء؟قال ابي اني سأبدو جميلة في اللون الأزرق الذي يشبه لون عيني.
-اظنها فكرة جيده.
-تعال معي دايفد...ستساعدني في تمشيط شعري.
راقبت الصغيران يركضان بينما فكرت في ما يفعله اهتمام الرجل بابنته الصغيرة.
لطالما احست ان مارك قد يكون فائق السحر والفتنه اذا اراد.
اما التغير الذي طرأعلى غلينا وجدت نيكول صعوبة في الأحتفاظ بغضبها منه بسبب الطريقة القاسية التي عامل بها دايفد...خاصة وهو على حق فيما فعله.منتديات ليلاس


انتهي الفصل
[COLOR="Magenta"10-أسد الجبل]




لم يعد مارك الى المنزل الى ان حلت ساعة الطعام.
كان وجهه قناعا ناعما يناقض ماقصته غلينا عنه. جذب الكرسي على رأس
المائدة وجلس فسألته نيكول:
-الن تنتظر وصول دوغمنتديات ليلاس
لاس؟
رد عليهاتمارا بأختصار:
-لن يأكل هنا.
ظنت نيكول ان لدى دوغلاس خططا اخرى غير مراقبتها هي ومارك وهو يعلم كيف تشعر.
-كيف حال فرانك؟
-استجاب جيدا للاطباء اليوم...وماعدوا يشكون في انه سيستعيد عافيته.
احست نيكول بارتياح لقوله هذا،لكنها شعرت انه وضع به ايضا الحد للحديث بينهما.
وجدت نيكول بدون مشاركة دوغلاس في تناول القهوة وبدون الولدين
في لنها في صمت مستمر يوتر اعصابها فسألته:
-ستذهب غدا الى المستشفى؟
-لا ستحتاجني المزرعة الآن.
وضع احدى ذراعيه على ظهر المقعد ينظر الى قهوته...
فاستولت الحيرة عليها...فلرده هذا مغزى ما...عيناه شديدتا الملاحظة التقطتا نظرتها المتساءلة فالتوى خط فمه المستقيم ثم قال بعجرفة باردة:
-من الأفضل ان تعرفي انني طردت دوغلاس...ولابد
انه حزم امتعته وذهب الآن.
-طردته؟لماذا؟ماذا فعل؟
-هذا ليس شأنك.
-لكنه سيودع غلينا ودايفد...
بالتأكيد تمارا قبل ذهابه!
-وانت؟...الاتريدين وداعه؟
-ط...طبعا،دوغلاس كان...كان سيدا مهذبا لطيفا معي...مهذبا بغض النظر عما تظنه.
فرد ببرود وعذوبة:
-انه رجل...ولا اصدق انه لم يسرق بضع قبلات.
احمر وجه نيكول بشدة وهي تتذكر قبلة دوغلاس البريئة لكن مارك بالتأكي لن يعتبرها بريئة.
-اين سيذهب؟هل قال ناذا سيفعل؟
فضحك دون مرح:
-اليس الأمرغريبا؟
انت متكدرة لذهابه اكثر منه.عندما اخبرته ني استغني عنه تمارا بدا مرتاحا...وبدا لي ان هناك خطة بينكما.
-ماذا تعني؟
كان صوتها مرتجفا تحس بالغثيان لما يلمح اليه فقال:
-ارجو الاتكوني قد خططت للهرب معه...فبأمكاني جعل حياتك بائسة.
غلى غضبها بعتف...فصاحت به:
-هل ستكون اكثر بؤسا مماهي عليه الآن؟اظن ان ذلك مستحيلا.
-لقد عقدنا اتفاقا...وستلتزمين به.
-وكيف ستجبرني على هذا؟...هل ستحبسني ليلا؟هل ستضع حرسا عند الباب كلما خرجت؟انا لست عبدتك...مارك هاموند
ولست مكبلة بالسلاسل معك!
كانت يداه على الطاولة قرب فنجان قهوتها مشدودتين،لكنه بسرعة البرق اطبق على احد معصميها بغضب منتقم ومال نحوها مهددا:
-ستفعلين مااقوله لك...وسيحلو لك هذا!!
كانت ردة فعهلها قاسية فبيدها المتحررة امسكت بفنجان القهوة ورمت السائل على وجهه...ارعبتها صرخته المتألمة تمارا فهبت راكضة نحو الباب،تسمع تحطم الأواني الخزفية والكراسي جراء لحاق مارك لها.
ركضت عبر الأبواب الى الليل المعتم االخالي من نور القمر...فقد حل خوفها على سلامتها محل خشيتها من ان تكون قد آذته...لكنها لم تستطع العودة لتحمل المزيد من اهاناته.واصراره الدائم على ان رغباتها ومشاعرها غير ذات قيمة له.جرحها عميقا اكثر مماجرحتها اتهاماته.
ركضت كالمجنونة تستر نفسها باوراق السنديان والبلوط.
فوصلتهما في اللحظة التي سمعت فيها الباب يصفق خلف مارك...خبأتها الأشجار السوداء عن نظره...لكن الظلمة كانت ضدها.
فأخذت تتعثر بجذوع الأشجار وفروعها...وراح وجهها يصطدم بالاغصان المنخفضة.
وحده ضوء الحظائر كان يتسلل بين الاشجار يرشدها الى الأتجاه.
ساقاها لم تتوجها وجهة محددة,اذ كان هدفها الوحيد الفرار الى اي مكان بعيدا عن غضب مارك وانتقامه.
كان نور باحة الحظائريلمع على شكل معدني لكنها عندما اقتربت اكثر ادركت انها شاحنة صغيرة،اطل منها جسم رجل من مكانه واسرع ليلقاها فارتعبت لأنها ظنته مارك.
-نيكول؟
كان صوت دوغلاس المنخفض ممزوجا بالدهشة والقلق.
فرمت بنفسها بين ذراعيهتشهق،فحضنها وراح يمسح شعرها المشعث عن وجهها.
-مالامر؟ماذا فعل لك؟
فهمست بجنون:
-لاشيء...وكل شيء...لقد قال لي...
لكن صوت مارك اللاذع حبس عليها كلماتها:
-ابعد يديك عن زوجتي تشاندلر!
فرد عليه دوغ ببرودة وقسوة:
-ماعدت اعمل لديك مارك.وماعدت اتلقى اوامرا منك!
تقدم مارك نحوهما فابعدها دوغلاس ليحميها بجسده.
وقال باللهجة الباردة الهادئة نفسها:
-كي تصل اليها عليك ان تتجاوزني اولا.
صاح مارك محذرا:
-لاتهددني تشاندلر...لقد جلدت بالسوط رجالا اضخم منك واقوى.
-ستظطر لفعل هذا ثانية..لقد راقبتك طويلا وانت تدوس كرامة نيكول بحذائك الموحل.ولن ابقى صامتا.
امسكت نيكول بذراعه تمنعه:
-دوغلاس الاجوك!
كشرمارك واشتد ضغط شفتيه:
-تبقى صامتا؟هل كنت صامتا عندما احتضنتها وقبلتها؟
فتقدم الرجل الطويل الأسود الشعر خطوة مهددة الى الأمام فتخلصت نيكول من يده التي كانت تبقيها خلفه،وسارعت الى الوقوف امامه،تضع اصابعها على صدره العريض توقفه،تصيح بغضب ويأس:
-توقفا عن هذا!كلاكما!
لكن نظرة سريعة الى وجهي الرجلين اعلمتها ان توسلاتها لاتجد ال آذانا صماء...رد عليه دوغلاس:
-لولا خوفي من ان تكرهني نيكول في النهاية لقتلتك على قولك هذا.
فضحك مارك بخشونة:
-هل ستنكر؟لقد اعترفت نيكول بانك قبلتها.
فصاحت نيكول في محاولة لأيقاف القتال بينهما:
-لقد قبلتي...اجل ...
مرة واحدة!لكن ليس كما تظن!
احست تحت يدها بسكون مفاجيء يجتاح دوغلاس...وبدت في عينيه نظرات التفكير وهو يدرس الرجل الواقف امامه متحديا:
-لماذا تكترث مارك بان هناك رجلا اخر يجد زوجتك مرغوبة؟لم يكن يزعجك من قبل ان زوجتك العوبة في ايدي الرجال.
ماهمك ان رغبت في نيكول ام انك تخاف ان ترغب هي في؟
فاقترب مارك خطوة منذرا بالشر:
-ستبقى معي...ومن الأفضل لكما الغاء خطط هروبكما كلها فلن اجد صعوبة في معرفة مكانكما مهما فعلتما.
فأصر دوغلاس على تحديه:
-مالفرق عندك بين امراة واخرى؟
فقال مارك بصوت منخفض شرير:
-ابتعدي عن الطريق نيكول.
فجمعت قواها لتصيح:
-لا...لا!
لم يحاول دوغلاس منعها وهي تسرع الى مارك،لتغرز اصابعها في عضلاته الحديديه...
-لن اترككما تتقاتلان!
بحركة خفيفة عادية تخلص منها بعد ان نظر اليها بغضب،ثم
امسك بكتفيها ساخرا من محاولتها ايقافه...ثم قال ببرود:
-لن تنفعك محاولة حمايته.
فضحك دوغلا بمرارة:
-ايها المجنون!الأعمى الغبي...
انها لاتحاول حمايتي...بل حمايتك انت!
خرج من حنجرة مارك صوت يدل على الأزدراء.
-هل تتوقع مني ان اصدق هذا!
افاتت تنهيدة عميقة من صدر الرجل الآخر...وتراخى توتر الأستعداد للمعركة من عضلاته.
-واخيرا انضممت الينا نحن البشر مارك...لقد تركت صومعتك المرتفعة وهاأنت الآن تعرف معنى ان تحب شخصا آخر والى درجة تفقدك صوابك.
شهقت نيكول من كلام دوغلاس الساخر...اذ لن تصدق مايقوله.لكن ازدياد ضغط اليدين الممسكتين بكتفيها جعلتها ترجع نظرتها المشككة الى مارك فاذا بها تلاحظ ان الما لا يمت للحياة بصلة يلوح في وجهه القاسي الجامد.
-هل هذا صحيح؟
لامست خصره ثم الصقت جسمها به رغم قساوة اصابعه على كتفيها واردفت:
-اوه...مارك...ارجوك؟هل هذا صحيح؟هل تحبني حقا؟
اختفى القناع فجأة عن وجهه...فنظر بجوع مؤلم الى وجهها المرتفع نحوه،وسحقها على صدره حتى كاد يقطع انفاسها وراح يمسح راسه وذقنه وخده بشعرها...
فكانت مداعبة خشنة من اسد الجبل.
-اجل...اجل...احبك نيكول!(تأوه بحرارة).
هزت تمارا جسدها امواج متلاطمة من السعادة والصدمة.
وبدات الدموع تتدفق من عينيها لأنها لم تصدق ولم تستطع الا التمتع بقبضة ذراعيه المنتقمة عليها.
دفعها فجأة عنه،متجها نحو الأشجار دون ان ينظر الى الخلف...فصدمها تصرفه ووقفت تحدق فيه مشلولة،ثم التفتت بحدة نحو دوغلاس المنخفض:
-لم اكن لأظن ان احد قادر على التأثير به.بدونك سيموت نيكول.
فسألته والألم في عينيه:
-وانت ماذا ستفعل؟
فابتسم بقلق:
-سأعيش...وسأتذكرك من بعيد...فلن تكون لدي ذكرى احتضانك في منتصف الليل.
فهمست:
-لست مضطرا للذهاب.
-بلى...وانت تعرفين هذا.لقد ادخرت بعض النقود...واظن انه يمكنني شراء مزرعة.
-اتمنى لك كل سعادة الدنيا.
فاستدار نحو الشاحنة الصغيرة:
-لقد تركنا مارك لئلا يؤثر على قرارك...فهو يوما لم يفضل رغبات غيره على رغباته.
فلا تعذبيه اكثر من هذا نيكول.
بدات ساقاها تتحركان للخلف:
-وداعا دوغلاس...
ركضت نحو المنزل وهي تشعر ان حبها يجعلها تطير...
فتحت الباب ثم توقفت وهي ترى الألم الذي شاهدته في عيني مارك:
-كنت اعلم انك لن تذهبي دون دايفد...فليعطني الله القدرة على تحمل فراقك ثانية.
سمعا صوت تحرك الشاحنة الصغيرة فقالت نيكول:
-دوغلاس رحل وانا لن اذهب معه،ولن اقابله فيما بعد...بل لم اخطط لهذا قط.
-هل تحسبيني غبيا اعمى؟لقد شاهدتكما ذلك الصباح عندما نزلت لأتناول افطاري وسمعتك تقولين انك تحبينه وانك لا تأبهين بمال العالم كله!كماشاهدت النظرة الدافئة في عينيه...
-اوه مارك...لا!كنت اقول له انني احبك انت!وماقلته عن المال كان ليعرف انني اهتم بك غنيا ام فقيرا فطلب تقبيل العروس السعيدة.
ابتعد عنها بازدراء...وهو لايصدق ماقالته،فأكملت:
اقسم انها الحقيقة حبيبي.فكيف لي ان الجأ الى ذراعي رجل آخر بعد ان نعمنا تلك الليلة بحب صادق؟
انا لااحب سواك...الاترى!
لهذا تألمت الليلة عندما اتهمتني بأنني
على علاقة مع دوغلاس...فأنا احبك انت لادوغلاس.
-لكنك قلت ان الحياة بائسة معي.
اجفل مارك عندما لامست عضلات فكه...وقالت له بنعومة:
-اليست الحياة بائسة عندما تعتقد
بأن من تحبه لايحبك؟
-انها جحيم.
بينما كان يتلفظ الكلمات راح يشدها الى ذراعيه يحرق شوقه اليها بفمه ويديه وجسده كله...
للحظات طويلة بقيا هكذا لايشعران بالدنيا كلها...ثم ارتد مارك عنها على مضض،وامسك وجهها بكل رقه بين يديه...وتمتم:
-بعد الطريقة التي عاملتك بها...ليس لي الحق بحبك...لابد انك تكرهيني الآن.
فعادت تضغط جسدها اكثر فاكثر اليه:
-قلت لك مرارا ومرارا انني اكرهك...بل تمنيت في لحظات مجنونة موتك.
وعندما شاهدت الطائرة تحترق اعتقدت انك قد تقتل،فأدركت انني لااريد الحياة بدونك.وفجأة لم اعد اهتم لماذا تزوجتني او لماذا شاركتني فراشك.
احست بارتجاف جسده:
-لم اكن اظن انني قادر على الأحساس باكثر من عواطف سطحية.
لكن منظر فرانك عالق بالنار بدد ذلك الوهم.
وعندما دخلت المستشفى وجلست قربي تمسكين يدي دون ان تتفوهي بكلمة،علمت حينها انك ستكونين موجودة عندما احتاجك...احسست انني احط مخلوق على وجه الأرض.
وفهمت عندئذ لماذا كان فرانك يتمتم باسم زوجته عندما اخرجته من الحطام...فقد احسست بالحاجة نفسها الى ان تكوني معي...ووجدتك معي.
فسألت بنعومة:
-وجانيت؟
نظر الى عمق عينيها اللوزيتين.
-لم اقابلها الا في المزرعة حيث تعرفين وفي المستشفى فقط...لم اكن بحاجة ان اراها...لأنني كنت اجد السعادة مع زوجتي المتمنعة.
دفنت رأسها في صدره:
-احبك.
رفعت راسها الى وجهه فوجدت التعجرف والكبرياء قد تلاشيا تماما فحل محلهما الطف والتواضع...واصبح التحفظ والعزلة من الماضي وابتسم لها:
-علي ان اتعلم الكثير منك.فلااعرف كيف اكون ابا وزوجا صالحا.
اريد ان اعرف ابنتي اكثر.فخجلها هذا انا سببه.
فالآن فهمت العذاب الذي تشعرين به عندما تعرفين من تحبينه تمارا لايهتم بك.
فهمست:
-انه بهذه البساطة حبيبي...
كل ماعليك فعله هو ان تضم ابنتك الى دائرة حبك.
-ودايفد كذلك...وكل الأطفال الذين سنرزق بهم.منتديات ليلاس


THE END
***********************

[/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور Hanooda-Aden  

قديم 27-09-12, 10:18 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,236
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Hanooda-Aden المنتدى : الارشيف
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الرواية متوفرة في منتدى

روايات احلام المكتوبة على هذا الرابط

22 - مغرور - جانيت ديلي ( كاملة )

الى الارشيف

 
 

 

عرض البوم صور Rehana  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاحلا, ليلاسيين, مغرور, منقؤل, مكتوبه, رواية
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية