الجزء الثلاثون من روايتي
عادت بها عند وقت صلاة التراويح.. دخلت المنزل وامل متشبثة بها كطفل رضيع لا يريد ان يفارق والدته .. نادت علىحمده .. وجاءت مسرعة ليهولها منظر امل التي ترتجف ومختبأة في صدر والدتها .. نزلتالسلم وهي تقول : خير عموتي .. شو بلاها امل .
ام راشد : سنديها وياياه عشاننوصلها لحجرتها ..
ارادت ان تلمسها ولكنها اخذتتلتصق بوالدها اكثر .. فاخذت ام راشد تولول : يا ويلي عليج يا بنتي .. ما سوا فيجخير ..
اضطرت ان توصلها بنفسها الىغرفتها .. مع ان قوتها ضعيفة لانها الى هذه الساعة لم تفطر .. وهي تصعد الدرجاتكان لسانها لا يكل من ترداد كلمات الحسرة على حال ابنتها .. دخلت حمده غرفت املقبلهما .. رتبت السرير .. وضعت ام راشد امل في سريرها وغطتها حمده بالحاف لانهاكانت ترتجف .. ولا يزال راسها مدفون في صدر والدتها ..
امل ( بخوف ) : اماايه لا تخليني ..
ام راشد : ما بخليج ..
وضعت يدها على رأس ابنتها وقامتتقرأ عليها ..
حمده : لازم ناخذها للمستشفى
صرخت : لاااااااااا .. امايه مااريد اروح .. خليني هني .. دخيلج اماايه
بكت ام راشد على حال ابنتها ..واحتضنتها بقوة .. واخذت تعدها بانها لن تتركها
حمدة : شو قالولج .. ليش صارتجذي ؟
ام راشد : ما يعرفون .. البارحةسمعوها تصارخ .. دخلوا عليها لقوها تنتفض ومب على اللسانها الا اريد اماايه ..
حمده : لا حول ولا قوة الا بالله.. انزين عموتي خليها .. شكلها رقدت .. قومي كليلج شيء انتي الين الحين ما فطرتي .
ام راشد : منو له نفس ياكل ..
حمده(وهي تمسك ام راشد منذراعها): قومي .. مب زين اتمين صايمة .. وامل ان شاء الله بتكون بخير ..
قامت معها ونظرها على ابنتها :لا تخبرين راشد باي شيء .. ما اريدهم يقطعون سفرتهم .. وان شاء الله امل بتكونبخير
حمده : ولا يهمج عموتي .. خلينياوديج حجرتج .. وعقبها بروح ايبلج فطور ..
كانت ليلة كئيبة على ام راشدالتي لم تستطع النوم .. وامل ما ان تنام قليلا حتى تقوم مفزوعة من نومها تصرخ ..وتنادي امها .. قضت تلك الليلة في سرير ابنتها التي اصابتها الحمى عند الفجر .. لاتعرف ماذا تفعل .. وامل ما ان تسمع انهم سياخذونها الى المستشفى حتى تصرخ وتترجىوالدتها ان لا تاخذها . وهي نائمة اخذت تهذي : حراام .. امااايه .. ما اريد اروح.. حراام عليكم
والكثير من الجمل الغير مترابطة.. اخذت تقرأ عليها وغفت بجانبها لا شعوريا .
.....................................
فتحت هاتفها بعد ان قامت عندالساعة الحادية عشر .. واذا برسالته تصلها .. قرأتها وتذكرت ما قاله لها تلكالليلة .. مع انها لم تنساه .. ولكن ما حدث مع حمدة ابعدها قليلا عن التفكير فيذاك الموضوع .. لم ترد عليه .. ووضعت الهاتف جانبا .. قامت لتصلي ركعتي الضحى ..وتقرأ القرآن فلم يبقى لها الا جزءان وتختمه للمرة الثالثة في هذا الشهر .. كانتتقرأ وترتل القرآن بصوت خافت وجميل .. ما ان وصلت لقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةًنَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْجَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ " من سورة التحريم اخر سورة فيالجزء الثامن والعشرون اذا بها تتوقف عن التلاوة ... وتمتمت : متى بيتوب .. استغفرالله العظيم
تابعت التلاوة .. وتوقفت من جديد.. ولكن السبب هذه المرة هو رنين هاتفها .. قبلت المصحف ووضعته على سريرها .. اخذتهاتفها .. المتصل حمده .. ردت عليها
نورا : هلا حمدووه .. شو نفسيتجالحين ؟
حمده : الحمد لله ع كل حال .. بسامل حالتها ما تسر
نورا ( بخوف ): شو بلاها امل ؟
وقالت لها كل شيء .. لتهون عليهامصيبتها بسماع مصائب غيرها .. تحت في الصالة كانت ام فهد جالسة مع ابنها الذييحاول اقناعها بما لم يستطع اقناع والده به
فهد : امااايه .. ما اعرف شو صارفي .. ما اشوف الا مها .. اماايه انا ما اريد امل
ام فهد : يا ولدي .. انا اريدلكبنت صحيحه مب عمية ..
فهد : انزين سمعي .. تكلمت معحمد من يومين .. وسالته عن مها
ام فهد : ليكون طلبتها من وراابووك .. والله ما بيرحمك
فهد : لا ياااميه .. هذا مبتفكيري .. واذا بغيت اطلبها بطلبها مع ابوويه واعمامي ..
ام فهد : عيل فشو رمسته ؟
فهد : سالته عن نظرها .. قالي منبعد العملية اللي سوتها ولا نجحت .. قررت انها ما تتعالج ..
ام فهد : وشو يفيدنا قرارها ..انت خلك ع امل .. بنت ما تنعاب
فهد : اماايه فهميني .. امل مثلاختي .. ومها يوم اخذها بقنعها ترجع تسوي فحوصات .. لان حمد يقول ان الطبيب قالهمان في امكانيه تشوف .. بس هي خايفة تسوي عملية وتفشل مثل اللي قبلها
ام فهد : يا ولدي انت بتعلق عمركوياها واذا ما شيء من هالكلام .. بتعيش ويا عميه
فهد : يا ااميه فهمي علي
قامت واقفه : ما اريد افهم شيء.. واللي يبيه ابوك بيصير .. وروح الشركة ساعده بشغله بدال هالرمسة ..
فهد : استغفر الله العظيم ليش مايبون يفهمون .. حب مها فقلبي تيدد( تجدد) من يوم شفتها ذاك اليوم
وضعت يدها على كتفه .. ففز لانهاجاءته من الخلف ولم ينتبه لها : عموتي
جلست بجانبه على الكرسي : تحب يافهيدان ؟
فهد : والله ما ادري .. بس صايرهما تفارقني
نورا : تقصد مها ؟
فهد : هيه .. بلاج ؟ ليش ويهجمتغير .. صاير شيء
امسكت كفه : ممكن احضنك
فهد ( باستغراب ) : ليش –وضع كفهعلى جبهتها يتلمس حرارتها- شو صايرلج عموتي
نورا : لا تقول عموتي .. قولنورا .. انزين ممكن احضنك
قام واقفا : انتي غريبه اليوم ..مالي خلق احضان .. بروح الشركه ..
نورا : فهد
التفت لها : خير .
نورا : لا ولا شيء .. الله يحفظك ..
بعد ان غادر قالت في نفسها : ليشما خبرتيه ... ياما وقف وياج .. من حقه يعرف انج .. لا لا خلج جذي احسن
.................................................
جاءه اتصال من والدته عند العصر.. فاسرع الخطى الى منزله ونسى كل ما بدر من والده .. دخل المنزل بخوف وهلع علىاخته الوحيدة .. ذهب مباشرة الى غرفتها .. ليجد والدته محتضنتها وتبكي وتقرأ عليهاآيات من القرآن
ماجد : شو فيها اموول –وضع يدهعلى جبينها- محمومه .. اماايه شو صاير
ام راشد : كلكم خليتوني .. ولحديسال .. بنتي راحت من ايدي .. بنتي راحت يا ماجد .. اختك راحت
ماجد : قومي خلينا نوديهاالمستشفى .. وين حمده ..
دخلت حمده وبيدها كوب ماء : اناهني ..
ماجد : شو هذا؟
حمده : مسكن يمكن تنخفض الحرارة .
ماجد : خليه من ايدج بوديهاالمستشفى .. ساعديها تلبس عباتها .. وانتي اماايه بتروحين ويانا والا بتبقين
ام راشد : اكييد بروح ..
انتبهت لهم بعد ان خرجت والدتهالتستعد : انا وين ؟
ماجد : اموول انتي فالبيت ..قومي بوديج المستشفى
ما ان سمعت ما قاله حتى امسكتهمن ثوبه : لا .. انا بخير .. ما اريد المستشفى .. ماجد ما اريد اروح .. اريد ابقىمع اماايه –اخذت تتلفت – وين اماايه ... امااايه –زاد صراخها- امااايه
احتضنها بقوة : امج موجودة .. لاتخافين اموول انا وياج ..
نظرت اليه بخوف : ما بتخليني
ماجد : لا ما بخليج .. خلي حمدهتساعدج .. انتي محمومه ولازم اوديج المستشفى
استسلمت اخيرا .. ساعدتها حمدهلترتدي عباءتها وشيلتها .. كانت تنظر لحمده بعيون جامدة مليئة بالخوف .. ساعدتهالتمشي ولكنها لم تستطع فوقعت على الارض .. صرخت حمدة ليأتي ماجد ويحملها بينذراعيه
ماجد : قولي حق اميي نترياهافالسيارة .
حمدة : ان شاء الله ..
نزل بها السلالم .. وهي متشبثةبثوبه وتنظر اليه بنظرات لسان حالها يقول : لا تتركني يا ماجد .. لا تدعني وحيدة.. انا محتاجة لك بجانبي ..
.....................................
وتمر الايام الباقية من رمضانوياتي العيد بحزنه على عائلة ابو راشد .. وحال امل من سيء الى اسوء .. لا احد يعلمماذا حدث معها .. وقف ماجد مع والدته واخته في غياب والده واخويه وقفة الرجلالمسئول .. والابن البار .. والاخ المحب لاخته .. الكل علم بحالتها .. وابو راشدلا يكل من الاستغفار .. يحزنه حال ابنته الذي لم يجد له علاج .. الاطباء النفسيونيأكدون ان ما بها سبب لصدمة قوية تعرضت لها .. وبعض الدجالين الذين يدعون العلاجبالقرآن اخبروه ان بها مس .. اما الشيوخ (المطاوعة) الذين يتعاملون بالقرآنوالاعشاب أكدوا له بان ما تعانيه ليس له دخل بالمس من قبل الجان .. اصبح تائها لايعرف كيف يساعدها .. وهو يسمع صراخها كل ما قامت من نومها مفزوعة .. حمدة نست كلشيء في تلك الايام التي كان فيها راشد مسافرا .. اعتنت بام راشد .. وقامت علىخدمتها في تلك الظروف .. فعلت كل ذلك بطيبة قلبها .. بطيبة الابنة الصالحة ..ولكنها لم تعد تتحمل معاملة راشد لها .. لا يكلمها ولا حتى ينظر اليها .. يعاملهاوكانها غير موجودة معهم ..
[طلبتــك] يا بعـد كل الخــلايق( روق) و اسمعــني
ترى ما يذبح [ العاشق]..سوى لاكثرة ( اوجاعه )
[امانــه] لا بغيـت تـروح ! (تـكفى) لا تـوادعني..
تراك انت [الوحيد] اللي عجزت اتخيل ( وداعه)
[اليـا منه] نزل دمـعي (امامـك ) قول وش يعني
يا إما .. إني [ احبـك ] أو إن النـفس (ملتـاعه)
و انـا [ في الحالتيـن] اصبـح انا (المقصود) والمـعنى
و تصبح حضرتك (جاني) وانا المجني على [اوضاعه]
و انا عن بعض الاشياء.. [عزتي] والله تمنعني
مع ان( نفسي).. على حبك قسمبالله [منصاعه]
[يا ليتك] من قب لا تقتنع في البعد ؟ (تقنعني)
{ سقيم الحب }! بعد الله من اللي يقدر اقناعه ؟
جمعت ملابسها .. ودموعها لاتتوقف .. اغلقت الشنطة .. ورأته واقفا ينظر اليها .. دموعها تعذبه .. هو لا يزاليحبها .. ولكن ما حدث يحكمه ..
راشد : خلصتي .. والا باقي شيء .
مسحت دموعها : ما باقي شيء ..وصلني بيت اهلي ..
عادت لمنزلها بحقيبة ملابسها ..لتبدأ ام فهد تلقي عليها عبارات شامتة .. لم تهتم .. فما فيها يكفيها .. انزوت فيغرفتها يومان .. وبعدها بدأت تختلط معهم من جديد .. جالسات في الصالة .. وكل واحدهفيها هم تراه اكبر من هموم الغير .. مريم في زيارة لعائلتها منذ البارحة ..
مريم : اريد اروح ازور امل دامنيفابوظبي .
نورا : بنروح كلنا
حمده : اناما بروح
ام فهد : اكييد ما بتروحين ..طلعي مثل مريم .. شاطرة وعرفت كيف تكسب ريلها .. مب شراتج ولد عمج ولا عرفتيله
نورا : ليشهالكلام الحين
حمده : ما فيشيء بيني وبين راشد .. بس تعبت من الجو اللي اهله فيه ..
ام فهد : لوامج عرفت تربيج كان ما خليتهم فهالظروف
تمالكت اعصابها ولم ترد عليها ..وانسحبت من المكان ..
مريم : ليش جذي ياااميه ..
ام فهد : ما عليج منها .. ماتعرف كيف تحطي رشوود خاتم فصبعها مثلج .. ما شاء الله عليج ..
ابتسمت ابتسامة صفراوية .. وبعددقائق غادرت الى غرفتها .. جلست تنظر الى نفسها في المرآة .. واخذت تحدث نفسها :تظنين باللي يالسه تسوينه مرتاحة .. مرتاحة بالاتفاق الغريب بينج وبين محمد ..مرتاحة بكذبج ع امه واخته وع اهلج ان حياتكم سمن على عسل .. مريووم ليش صايرةواايد تفكريين .. ليش صرتي ضعيفة .. وانتي كنتي قوية .. معقولة حبيتيه .. وصرتتغاريين من انسانه ميته .. هو ما يشوفج الا وحدة تبعد عنه الحاح امه وكلام الناسعليه .. لا تتعلقين فيه .. بس لمتى بتحمل ..
دخلت عليها لتقطع حديثها معنفسها
.................................................. ....
يــــــــــــــــــتــــبــــــع
تابع الجزء الثلاثون منروايتي
نورا : فيج شيء مريوم ؟
مريم (وهي تنظر لنورا عبر المرآة): قولي شو ما في ..
نورا : لحظه –اغلقت الباب وجلست على السرير- تكلمي انااسمعج
قامت وغيرت جلستها واصبحت وجها لوجه مع نورا : اربعشهوريمكن خلتني احبه ..
ابتسمت : شيء حلوو .. ليش متضايجة؟
مريم : آآآآه
نورا : طالعة من قلبج هالآه .. شو بلاج مريوم
مريم : تعبت امثل .. تعبت اكذب ... تعبت اكابر واخفيمشاعري .. انا ومحمد مب متزوجين الا ع الورق
نورا : شووو .. انتن شو صاير وياكن .. شكلها عين ما صلتعلى النبي
مريم باستغراب من انفعال نورا : شو تقصدين عموتي ؟
نورا : خلج من كلامي .. وسولفيلي .. شو صاير وياج ؟
مريم : محمد عنده حاله نفسية اسمها نوف
نورا : منو نوف ؟
مريم : بقولج كل اللي عرفته عن عايلته .. محمد كان مالجع بنت اسمها نوف ماتت بالسرطان الله يبعده عن كل غالي
نورا : آآآميين .. كملي
تنهدت : كان يحبها .. وحلف انه دامه ما لمسها ما بيلمسغيرها .. امه زوجته ثلاث مرات قبلي .. بس ما رامن يصبرن وطلبن الطلاق .. الناسصايره تقول انه -سكتت- فاهمه علي
نورا : هيه .. من متى تعرفين كل هذا
مريم : قبل ما نتزوج بكم يوم.. ما ادري ليش وافقت ابقىمعه .. يمكن خوف من ابوي .. ما ادري .. بس اللي مصبرني للحين ما ادري شو هو ..يحلم فيها كل ليلة .. يقول اسمها وهو راقد .. ما بكذب عليج صرت اتضايق من اسمعهيذكر اسمها ..
نورا : شو مصبرنج يا مريوم
مريم : ما ادري .. اللي مخليني احب بيتهم هو هزاع ولداخوه .. امه تزوجت من بعد ما طلقها ابوه .. وهو عايش عند يدته .. لو تشوفينه يدخلالقلب ..
نورا : هذا مب سبب .. واللي انتي فيه بيبان .. اكيد امهتريد تفرح بعياله .. شو بتقولولها اذا سالتكم
مريم : سالت وخلصت .. كل مرة يقولها بعدنا عرسان يداد ..
نورا : الين متى ؟
مريم : ما ادري .. عموتي ما اريد حد يعرف بهالشيء .. انشاء الله بحل كل شيء بطريقتي
قامت واقتربت منها : مريووم كسبي محمد .. اعرفج شاطرة ..حببيه فيج .. حاسه انج تحبينه
مريم : اي حب عموتي .. لا لا ما اظن ..
ابتسمت لها وخرجت من الغرفة .. تمتمت : ليش تنكرين ..اللي انتي فيه حب ..
خرجت وهي تشعر ان وجودها مهم بينهم .. ولكنها لا تريدهذا الوجود بهذه الطريقة .. حياتها كذبة كبيرة .. وفلاح الوحيد البعيد عن هذهالكذبة .. الشيء الحقيقي في حياتها هو حبه لها وحبها له ..
........................................
على طاولة في احد المقاهي في احد المولات كانت جالسة معه.. انتبهت له صديقتها التي تمشي بجانبها
الصديقة : مب ذاك اخوج ..
هي : وين ؟
اشرت لها : هناك ع الطاولة ذيج
نظرت ناحيته : هيه هو .. واللي ما تستحي يالسه وياه ..خليه يشبع منها ..
الصديقة : مب مهتمة ؟
هي : هو ما يبيني اهتم .. خليه .. يوم يطيح بيعرف غلطه.. وبيقول ساعتها ان معي حق .
عبدالله : شو بلاج .. للحين ما سويتي اي شيء فموضوعي .
هند : البنت عنيده .. كل ما اقول لها شيء تقولي شيء ثاني
عبدالله : ما كان هذا كلامج يوم طلبتي مني
قاطعته : انا بعدني عند كلامي .. وقلت لك .. البنت بتكونلك .. وانا كل يوم اقابلها فالجامعة..
عبد الله : وانا ما طلبت منج الا لانها وياج .. قولي لهااني اريدها .. ومستعد اتقدملها بس هي توافق
هند : ان شاء الله –في نفسها- الله يعين .. البنت حتى ماتفكر فيك .. وتباني اقنعها توافق عليك.
عبد الله : وين سرحتي
هند (وهي تقف): انا لازم اروح .. عندي زيارة اليوم لبيتخالتي وامي قالتلي ما اتاخر .
تركته مع احلامه بالزواج من تلك الفتاة التي اعجب بها ..ولكنها لم تعطه اي فرصة ليتقرب منها.
عند المساء ذهبت مع والدتها لزيارة خالتها .. اخوتهاالصغار عند جدتهم ام والدتهم .. جلست مع امها وخالتها في الصالة الصغيرة
ام منصور : اخبارها الحين
ام راشد : نفس ما هي .. بالنهار هادية .. وفالليل مااعرف شو يصيبها
ام منصور : لا حول ولا قوة الا بالله .. شلوها عند مطوعيقرا عليها .. جارتي امدحتلي مطوع .. قرا ع ولدها والحمد لله صح ..
ام راشد : ما خلينا حد ما رحناله .. ماشيء فايدة
هند : اقدر اشوفها ..
ام راشد : روحيلها .. بس لا تكلمينها عن اليامعةوالدراسة ..
هند : ان شاء الله
قامت وفي خطواتها خوف غريب .. طرقت الباب ودخلت .. نظرتاليها امل بنظرات تائهة وكانها لا تعرفها .. فجأة قامت عن سريرها واقتربت من هندالتي التصقت بالجدار من الخوف
امل : هند .. لازم ما تروحين الجامعة ..
هند( بخوف) : ليش
امسكت بها بقوة وهي تقول : لا تروحين زين .. انا احبجهندووه .. دخيلج لا تروحين
خافت من تصرفات امل فاخذت تصرخ : امااايه .. خالوتي ..
جاءتا على صراخهما .. حاولت ام راشد ان تفك قبضة ابنتها : امل حبيبتيهديها .. فديتج هديها
امل : لا تخلينها تروح .. لا تخلينها تروح
بكت هند وهي واقفة بجانب امها : ما سويت لها شيء ..
صرخت وصرخت وبعدها اغمي عليها في حضن والدتها .. التياخذت تدعوا : الله ياخذ اللي كان السبب .. الله لا يوفقه
وهي تكرر دعاءها .. اذا بهند تصرخ عليها : خالوتي لاتدعين –اخذت تبكي – الله يخليج لا تدعين
ام راشد : حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. حسبي الله ونعمالوكيل فيه
جرت مسرعة للاسفل وامها تتبعها .. لتلتقي بسامية معوالدتها واختها سلوى
سامية : هندووه شو فيج ؟
هند : ما في شيء .. اماايه خلينا نروح البيت
ام منصور (بعد ان سلمت على سامية ووالدتها واختها ) :عذروها .. امل كانت دووم وياها .. والحين تشوفها بهالحال .. صعب عليها .
ام حمد : الله يكون بعونها .
اطمأنت على ابنتها وخرجت لتجلس مع من جاءن لزيارتها ..
..............................................
وقف امام باب المنزل احس بان ما يقوم به سيعيد شيء ممامضى .. رن الجرس واذا بالخادمة تفتح له .. سالها عن ماجد .. فاخبرته انه في عمله.. كانت الساعة الخامسة عصرا .. اخبرها ان تقول لشيخة ان هناك من يريد ان يراها ..ذهبت الى شيخة لتخبرها .. كانت على سريرها ترضع ابنها .. طرقت الباب واذنت لهابالدخول
شيخة : شو هناك رينا
رينا : في واهد(واحد) يريد انت
شيخة : ما قالج منو ؟
رينا : نو ماما
وضعت ابنها جانبا على السرير .. وطلبت من رينا انتساعدها بان تجلس على الكرسي .. تحجبت وخرجت للصالة واخبرت رينا ان تدعوه للدخولوان تبقى معهما .. دخل والقى تحية الاسلام .. وردتها .. كانت السبحة في يده يحركحباتها ويتمتم بالاستغفار .. كانت تنظر ليده .. تريد ان تعرف من يكون ولكنها خجلةمن ان تساله .. هو صامت وهي صامتة .. انتبهت انه لا يزال واقفا .. فدعته للجلوس ..جلس ..
شيخة : خير عمي .. بغيت شيء ؟
ابو راشد : انا ابو ماجد .. شحالج يا بنتي
لم تستوعب ما تسمعه .. ابو راشد هنا في منزل والدهاالمتواضع ..
شيخة : بــ ..بخير .. شحالك انت ؟
ابو ماجد : الحمد لله ع كل حال .. الا وين ماجد .. وشوشغله فهالساعه
شيخه : ماجد يدرس الصبح ويشتغل عقب الظهر-التفت لرينا-روحي يبي القهوة ..عن اذنك عمي
تركت الصالة ذاهبه الى غرفتها .. اتصلت بماجد واخبرته انوالده في المنزل .. لم يصدق ما تقوله .. فاستأذن من عمله قاصدا بيته .. بعدها عمدتالى طفلها الذي لم يكمل الشهر ووضعته في حجرها بعد ان سمت عليه وقبلته .. وتوجهتبه الى الصالة .. كان جالسا وفي يده فنجان قهوة كان قد سكبه منذ اكثر من ثلاثدقائق ولكنه لم ينتبه وسرح بفكره بعيدا..
شيخة : سم يا عمي .
مدت كفيها اللذان يحملان حفيده .. سم بسم الله وطبع قبلةعلى جبينه الصغير الاحمر .. ودمعت عينه .. لتتاثر مع تأثر ابو راشد
ابو راشد : ما شاء الله .. بنت والا ولد
شيخه وهي تغالب دموعها : عبد الرحمن
نظر اليها فابتسمت لها .. لم يعرف ماذا يقول .. وفضلالصمت والنظر الى ذاك الوجه البريء .. مرت اللحظات واذا بماجد يدخل بفرحة عارمة ..ليقع على رأس والده يقبله
ماجد : نور البيت بقدومك يا ابو راشد ..
ابو راشد : ياي اخذكم ويايا .. انت وحرمتك وولدك ..
كسره منظر والده الحزين لما وصل اليه حال ابنته وحالمنزله .. اخبره بانه سيعود ولكن سيجهزون اغراضهم .. وهذا سياخذ وقت ..
ابو راشد : بترياكم .. خلوا عبد الرحمن عندي .. وتجهزوا ..
واخذ يلاعب حفيده .. الذي افاق من نومه .. ويمسك بيدهالصغيرة ويقبلها ..
.............................................
سبقته الى المنزل ورمت عباءتها على احد الوسائد فيالصالة .. وجلست .. اقبل نحوها وجلس وتكأ على احدى الوسائد
فيصل : شفتي امل ؟
ام فيصل : شفتها .. حالتها بالويل .. وحالة عايشه تقطعالقلب .. زين من ابو راشد انه سامح ماجد .. تراها لاهية مع ولده .. ويود (وجود)شيخة فالبيت بعد ساعدها شوي .. صح البنية ما تروم تسوي شيء .. بس والله ويها(وجهها ) يخلي الواحد يرتاح ..
فيصل : الله يشفيها .. للحين ما عرفوا شو صار لها .
ام فيصل : لا .. هي ما راضي تقول .. الدخاتر قالولهم لوهي تتكلم كانوا بيقدرون يطلعونها من اللي هي فيه ..
فيصل : انزين يمكن فيها يني (جني )..
ام فيصل : مادري ياولدي .. كم الساعة ؟ الحين بتي اختكمن المدرسة وانا بعدني ما سويت غدا
فيصل : بعدها ما وصلت ثنعش(12)
ام فيصل ( وهي تقوم واقفة ) : كلمت اخوك
فيصل : هيه كلمته ..
بعد ان أنهى مكالمته مع اخيه .. جلس في غرفته يفكر بماقاله له : فديتج امووله .. والله ما تستاهلين اللي يصير وياج .. ليش فهد مصر انهيكلمني .. وشو مطرشلي ع الايميل
قام واحضر جهازه وفتح الماسنجر لتظهر في وجهه محادثةقديمة من امل .. كان مضمونها :
ناصر شحالك؟ .. تولهت عليك .. ليش ما تدخل .. بعدك زعلانمني لاني وافقت على فهد .. بس انت تعرف ان محد فقلبي غيرك .. والله اني اضطريتاوافق .. امووله انت تعرفها تبدي الغير على نفسها .. فديتك نصوري لا تزعل مني ..ما اقدر اتصل عليك .. مادري شو فيه موبايلك .. المهم كل ليلة بفتح المسن وبترياك.. احبك .. والله احبك .. افتح ايميلك لان فهد مطرشلك رساله .. واكيد اذا قريتهابتتصل علي .. لا تنسى ..
وضع يده على فمه بألم ..واغمض عينيه لبرهة ثم فتحهماليطلق آه طويلة ...بعدها فتح بريده الالكتروني ليجد رسالة فهد التي مضى عليهاقرابة الخمسة اشهر .. قرأها وندم انه لم يقرأها من قبل .. وهو على حاله من الحسرةوالندم اذا بمحادثة .. فتحها
ناصر : وعليكم السلام .. منو معي
هند : انا هند .. شحالك ناصر ؟
ناصر : ماشي الحال .. انتي شحالج ؟
هند : بخير .. افااا نسيت ايميلي ..
ناصر : من زمان ما فتحت الايميل ..
هند : ممكن اكلمك مايك .. اريد اقولك شيء
ناصر : انتي مب فاليامعة
هند : اليوم الخميس وعندي اووف لان الدكتورة رايحة مؤتمر.. ممكن اكلمك
ناصر : ضروري ؟
هند : هيه .. واايد
ناصر : اوكي..
ارسلت له طلب مكالمة .. قبلها ..
.................................................
يـــــــــــــــتــــــــــبــــــــــع