الجزء الثاني والعشرون من روايتي
محلا ملاقى العينبالعين ..عقباشتياقوطول فرقه
واللي مفارق لهمحبين.. كنه غريق ابموي زرقه
ما تدري انالصدوالبين.. أيحط وسط اليوفحرقه
يا سيدييا كاملالزين.. حــــرام خلك منك يشقه
والشوقكم بكى ملايين.. كم بكت الاشواقفرقه
والقلب مايهوى لهاثنين.. واحد وبه ينزل ويرقه
يا سيدي ياكامل الزين.. حرامخلك منكيشقه
تسحر وتسبي بنظرةالعين .. يالدر يالحص لمنقه
جلست على الارض الباردة محتضنةساقيها .. ومتكأة على الباب .. مر ما حدث معها خلال اليومين الماضيين .. وعاشت كلتفاصليهما من جديد .. دموعها لم تنشف .. صراخ اخيها لا يزال يرن في اذنيها ...الله اكبر .. الله اكبر .. صدحت مكبرات الصوت بأذان الفجر .. قامت بانكسار وهي تمسكذراعها التي تؤلمها بسبب دفع اخيها لها على الارض.. خلعت عباءتها ورمتها على الارض.. ومن ثم رمت فستانها .. ومشت متوجهة لدورة المياه .. وقفت تحت الماء الباردلتغسل همومها قبل جسدها المتعب.. وتغسل دموعها التي اختلط بالكحل الاسود .. اخذجسدها ينتفض تحت الماء .. ولكنها لا تأبه .. لاتزال تشعر بانها بين ذراعيه .. جففتجسمها المبلل وشعرها .. ولفت المنشفة على جسدها .. توجهت لدولابها بخطوات مبللة ..ارتدتجلابية واسعة .. و وضعت شيلةالصلاة .. وفرشت سجادتها .. تشعر بالراحة في هذه اللحظات الايمانية .. فقط هيوربها لا يوجد احد اخر ..
بعد ان اقفل عليها الباب نزلللاسفل ليصرخ باعلى صوته على ابنه فهد
ابو فهد : اسمع يا فهد .. لودريت انك فتحت عنها الباب .. والا طلعتها من حجرتها .. لا انت ولدي ولا اعرفك .
نظر لاعلى السلم عندما احس بوجودابنتيه اللتان تحول فرحهما في الليلة الفائتة الى خوف وهلع.
ابو فهد : وانتن يا ويلكن اذافتحتن لها الباب .. واللي بيكسر كلمتي ما يلوم الا نفسه .
ترك المكان صاعدا الى غرفته ..لاول مرة لا يستطيع ان يقف بجانبها .. لا تزال نظراتها الراجية له مطبوعة فيمخيلته ..
...............................
اقلعت طائرته الخاصة في تمامالساعة السابعة صباحا متوجها الى الدوحة .. كان سعيدا .. اول مرة يراه ابو حسنبهذه السعادة .. اقترب منه ورآه متكأ على الكرسي ومغمضا عينيه وعلى وجهه ابتسامةفرح .. وقف لثواني .. ولكنه لم يرغب بازعاجه .. فقرر ان يرجع مكانه .. وقبل انيغادر اعتدل في جلسته
ابو حسن : خايف عليك طال عمرك .
ابو حسن : خريج سجون .. وينخافمنه .
فلاح : قل لن يصيبنا الا ما كتبالله لنا
ابو حسن : ونعم بالله .. بسالحذر واجب .
نظر من النافذة ثم قال : كل شيءعني تعرفه .. وانت الشخص الوحيد اللي اثق فيه –التفت لابو حسن – كل صغيرة وكبيرةفحياتي تعرفها .. صرت مثل اخوي العود
ابو حسن : اتشرف بهالشيء طالعمرك
فلاح : نادني فلاح .. تكلم معايعاادي .. لانك انت مب بس تشتغل عندي .. انت كاتم اسراري .. وصديقي واخوي ..
ابو حسن : صعب اناديك باسمك طالعمرك
فلاح : ههههه .. خلاص براحتك
...........................
عندما يكدر صفو العلاقات الطيبةشيء من الماضي .. تصبح العلاقات فاترة .. ابناءهم لاحظوا ان هناك شيء ما بينهما ..ولا يريدان التكلم عنه ..بعد ان اوصل راشد الى المطار عند حوالي العاشرة صباحا ..ذهب الى مزرعته وقضى فيها ظهر ذاك اليوم .. عااد الى منزله عند الساعة الثالثةعصرا تقريبا لتستقبله بابتسامة .. بادلها بمثل فعلها .. ثم مشى وجلس على الارض فيالصالة .. تقدمت منه واخذت من يده دلة القهوة والفنجان ولا زالت الابتسامة مرتسمةعلى محياها . سكبت له منها وناولته الفنجان .. ارتشف رشفة منه
ثم قال : سامحيني يا عايشه
ام راشد : مسامحتنك .. واللي صاركلمة " لو" ما بتصلحه .. وان شاء الله ماجد بيرجع مثل قبل واحسن .
ابو راشد : ان شاء الله .. عايشه
ابو راشد : علي البارحة كلمنيفموضوع .. ولازم اخبرج .. بس قبل ما اخبرج .. وقبل ما تقولين اي شيء .. لا تنسينان هذا اخوي العود
ام راشد : خير ان شاء الله
قامت على صوت الطرقات الخفيفةعلى الباب .. الوقت عصرا .. اقتربت من الباب
نورا : انا بخير .. سامحينيحمدووه .. ضيعت فرحتج
حمده : لا تقولين جذي .. المهمانتي
جلست عند الباب واسندت راسهابالجدار .. سمعن صوته فهرولتا من المكان .. مرت دقائق واذا بالمفتاح يتحرك فالباب.. كانت الخادمة اتية اليها ببعض الطعام .. تنحت عن الباب لتدخل .. دخلت ورأتهواقفا ينظر اليها بغضب .. لم تهتم لنظراته.
ابو فهد : اشوف خلي حبيب القلبينفعج
نورا ( بهدوء) : انت ليش تكرهني.. بس لان امي غير عن امك
خرجت الخادمة وتقدم من الباب ومننورا
ابو فهد : بربيج من يد ويديد ..وبتشوفين يا نورا
اغلق الباب بقوة ثم اقفله ..نظرت لطعام لبرهة ثم جلست على السرير .. وابتسمت ابتسامة ساخرة .
الحب حين يدخل القلوب لا يستأذن.. يدخل ويتملك القلب شيئا فشيئا .. يجتاح كيان الانسان .. يحيه من جديد في عالماخر .. عالم لم تطأة قدماه .. احيانا نشعر بالاعجاب تجاه شخصا ما ونظن انه الحب ..ومع الوقت يتبين لنا بانه لم يكن سوى شعور بسيط لا يضاهي الحب .. هذا حال سامية معاحمد .. تتملكها القوة في بعض الاحيان وتقرر ان تنهي تلك العلاقة ولكنها في لحظاتيرق قلبها له وتتراجع عن قرارها .. وتكمل معه تلك القصة الغريبة .. والتي قدتوصلها لطريق مليء بالاشواك .. تريد ان تبتعد والسبب احلامها التي لا تحمل الاصورة شخصا واحد اعجبت به من اول نظرة وبدأت تحبه لا شعوريا .. فيصل الشاب الذيرأته منذ اكثر من شهران لا يزال مرسوما في ذاكرتها ..في حين كانت هذه مشاعر ساميةالمتضاربة بين فيصل واحمد .. كانت مشاعر ابنة عمها امل مليئة بالحب تجاه ابنخالتها ناصر.. بعد ان صلت العصر جلست على حاسوبها .. ضغطت على ايقونة الماسنجر ..وقبل ان تبدأ بكتابة كلمة المرور .. اذا بهاتفها يرن .. اخذته وردت .. المتصلةكانت سامية .. استغربت من اتصالها ..
امل : وعليكم السلام .. هلا سموي.. شحالج يالقاطعة ؟
ساميه : هههه بخير .. ادري انيقاطعة .. وتغيرت عليج فالفترة الاخيرة .. سامحيني.
سامية : طااع هاي .. اونه بفكر
امل : ههههههههههه سامحتج سمووي.. البارحة كنتي تيننين ( تجننين ) فالحفلة .
امل : هيه .. سمعي بخبرج شيء صارالبارحة ..
امل : خالتي ام فيصل كانت اطالعج.. وسالتني اذا حد خاطبنج او محيرة لولد عمج
امل : طبعا مب واحد من اخواني ..ماجد اصغر منج .. وسلطوون بالثانويه .. ورشود عنده حرمه .. يعني ما بقى الا فهيدان
سامية : اصلا حتى لو محيرة له ..ما ابيه
امل : وليش ؟ .. شو يعيبه ..والله ان طيبته وقلبه اللي يوسع الكل تكفيج ..
ساميه : الله يهني اللي بتاخذه.. اقول اموول .. شو اخبار ناصر
وطال الحديث بينهما .. يخرجان منموضوع ويدخلان موضوع اخر .. حتى ان سامية اخبرت امل عن احمد .. ولكنها لم تخبرهااي شيء عن احساسها تجاه فيصل .
.............................................
يـــــــــــــــتـــــــــــبـــــــــــع
تابع الجزءالثاني والعشرون من روايتي
خرج من مكتب التسجيل والقبول فيالجامعة متوجها لمكتب الارشاد لكلية الهندسة وبيده بعض الاوراق ... وهو في طريقه رن هاتفه
ماجد : هلا والله . شحالج ؟
ماجد : افااااااا .. ليش ؟؟ ..شو صاير ؟
..: مصيبة يا ماجد .. مصيبة .. ولاقادرين نسوي اي شيء
ماجد : خوفتيني .. قولي شو صاير.
خرج من الجامعة بعد ان عرفالموضوع .. ركب سيارته الكابرس السوداء وهو يزفر
ماجد : والله ما اعديها لك ..لو سكتلكاول .. ما بسكتلك الحين .
وقاد سيارته بسرعة جنونية .
في منزل ابو فهد .. تناولواالعشاء وهم بالكاد يستسيغون الطعام .. قاموا عن الطاولة .. وبعدها بساعة رن جرسالباب .. فتحته احدى الخادمات فاذا به يقول لها بحده : وين بو فهد ؟
لم يعطها مجالا لتذهب وتخبرهمبقدومه .. توجه لهم حيث كانوا جالسون في الصالة يشاهدون التلفاز .. ابو فهد .. وامفهد .. وفهد ومريم ..
قام فهد : هلا والله ... حياك ..
توجه له وسلم عليه .. ودعاهللجلوس ولكنه ظل واقفا في مكانه ونظره على ابو فهد
ماجد ( بحزم ): ياي اخذ عمتينورا
قام بو فهد : ما علموك ان منالادب انك تسلم على عمك .
ماجد ( بصوت عالي ): انا ما عنديعم غير عمي مبارك .. وين عمتي نورا؟
نظر اليها والدها نظرة الجمتهافي مكانها .
ابو فهد : نورا ما بتطلع من بيتيالا على بيت ريلها(زوجها) او ع القبر .. واظن اللي وصلك السالفة خبرك عن سواياهاوهياتتها ..
لم يشعر الا بكف من عمه على وجه.. رسم ابتسامة على وجهه
ماجد : ما يهمني .. لو تضربني منالحين لباجر .. هالجسد- ويضرب صدره بقبضة يده-مات .. وما صار يحس باي شيء ..والبركة فيك ..
امسك فهد بذراع ماجد : ماجد تعالوياي ..
ام فهد تركت المكان ما ان دخلماجد هاجما عليهم .. اما مريم فبقيت واقفة تستمع لكل ما يدور ..
سحب ذراعه من قبضة ابن عمه :عمتي نورا بتروح وياي .. ومثل ما هذا بيت اخوها .. هذاك بيت اخوها بعد
ابو فهد (وهو يرص على اسنانهبغيض): نورا مالها طلعة من هالبيت .. واطلع من بيتي يا مجوود ..
ماجد : عمتي كانت وياي امس والليقبله ..وخل جواسيسك يفتحون عيونهم زين ويعرفون من معاه كانت .. يا ... يا بوفهد
رفع يده ليمدها على ماجد ولكنهامسكها : بطلع يابوفهد .. بس برجع وباخذ عمتي.
انزل يد عمه بقوة .. ومشى تاركاالصالة .. ركض خلفه فهد وهو يناديه .. لحق به واوقفه قبل ان يركب سيارته
ماجد : هيه .. كانت وياي الصبح
ماجد : لا .. سامحني يا فهد ..شكيت فيك .. عرفت ان البنت المتغشية اللي شفتها معك ذيج الليلة كانت عمتي نورا ..فهد .. عمتي نورا لازم تطلع .. صحتها ما تتحمل
فهد : انت شو اللي تعرفه يا ماجد ..
ماجد : كل شيء .. واعرف اشياءمحد يعرفها .. عمتي طلبتني اكون معها لانها خافت عليك من ابوك –امسك فهد من كتفه-طلع عمتي من حبستها
فهد : ما بيدي شيء اسويه .
ماجد : بيدك يا فهد .. اتصلبفلاح
فتح باب سيارته وركب .. اقتربمنه فهد .
فهد : شو تقصد .. وشو دخل فلاح
ابتسم : مع السلامه يا فهد ..ودير بالك ع عمتي .. والله يعينك ع ابوك ..
وانطلق بسيارته .. وترك فهدواقفا مكانه وجملته الاخيرة تتردد في ذهنه
عاد للمنزل ليستقبله والده بسيلمن الكلمات .. كان هادئا .. وغير آبه بما يقوله والده
فهد : انا ما خبرته اي شيء
ابو فهد ( بعصبية ) : عيل منواللي خبره ..
مريم ( بخوف وهي تختبأ وراء فهد): انا .
التصقت بظهر اخاها وكانها تستنجدبه .. نزلت دموعها من الخوف
فهد : نحن خايفين على عمتي ..صحتها ما تتحمل انك تحبسها ..
ابو فهد : قلت لكم بربيها ..يعني بربيها .. وانت – يوجه كلامه لفهد- تعال ابيك .
مشى لمكتبه وتبعه فهد .. وهناكاخبره بانه سيزوج نورا لتاجر معروف .. هاج فهد في وجه والده واعترض .. فكيف له انيزوج اخته لرجل له من العمر ضعفي عمرها .. ولكن رأس ابو فهد كالصخر .. ولا احديستطيع ان يثنيه عن قراراته .. ما ان هدأ فهد اخبره امرا اخر جعله يتسمر في مكانه.. لم يعلق .. ولم يتفوه ببنت شفة .. ترك المكتب وهو في حالة من الذهول والضياع ..وتوجه لغرفته .
...........................
لم يبقى سوى يومان وتنتهي اجازةما بين الفصلين .. لا تزال نورا حبيسة غرفتها .. فهد تغير واصبح في حالة من الشرودمن بعد اجتماعه الاخير بوالده .. راشد يوميا يتصل بحمده ويكلمها بالساعات ..وعلاقتهما تقوى مع الوقت .. اما فلاح فاضحى قلقا على نورا .. التي ما ان يتصل علىهاتفها حتى يجده مغلقا . حتى انه اتصل بفهد اكثر من مرة ولكنه لا يرد عليه ..الجميع في دوامة من الافكار والالم النفسي .. ما عدا العاشقين امل وناصر .. تحلمبيوم عودته الى ارض الوطن .. لانه اليوم الذي سيربطهما الى الابد .. ها هي تجلسعلى سريرها تتحدث معه عبر الهاتف النقال .
ناصر : امممم .. سنة بس بحاولاضغط على نفسي بالدراسة اكثر وارجع قبل .
امل : يوم ايي ذاك اليوم بكوناسعد بنت فالدنيا .
ناصر : ان شاء الله .. بسكروبتصل بخالتي وبطلبج منها
امل : لا .. شو انت مينون (مجنون)
ناصر : هيه مينون .. الحينبتصلها .. ياللا باي
رصت على شفتها السفلة ثم ابتسمت: مينون .
ام راشد جالسة في الصالة تتابعمسلسلا تركيا .. واحد من تلك المسلسلات التي اجتاحت قنواتنا التلفزيونية .. رنموبايلها فحملته .
ام راشد : هلا بولدي ناصر ..شحالك ؟ وشو الدراسة ؟
ناصر : الحمد لله .. كل شيء تمامالتمام .. انتوا شحالكم ؟ وشحال المعرس ؟
ناصر : ولدج يا خالتي طلع خاين
ام راشد : افااا .. وليش هالرمسة
ناصر : عيل يملج ويسوي حفله وانامب موجود .
ام راشد : هههه الله يقطع بليسك.. ان شاء الله بترجع وبنفرحبك .
ناصر : ان شاء الله .. خالتياريد اكلمج فموضوع
باح لها برغبته في الارتباط منابنتها امل .. شعرت بالضيق وهي تحس بالفرحة في كلماته .. سكتت وطال سكوتها .. وغافلتهاالعبرة
ناصر : خالتي .. ليش ساكتة .. شوقلتي ؟
ام راشد ( بحسرة وغصة ): تاخرتيا ولدي .. ولد عمها طلبها .. وولد العم احق ببنت عمه .
صدمة لم يتوقعها .. لم يعرفبماذا يجيب .. هل هو في حلم .. مالذي تفوهت به خالته ؟ كانت الافكار تتضارب فيذهنه .. انتبه لها وهي تكلمه بصوت باكي
ام راشد : ما بيدي شيء ياولدي .
ناصر ( بضياع ) : الله يبارك لهم.. مع السلامة يا خالتي .
...................................
يـــــــــــــتـــــــــــــــــــــبع
تابع الجزء الثاني والعشورن منروايتي
الساعةالثانية عشر ظهرا في الدوحة .. رن هاتفه ورد عليه .. بدأت ملامح وجهه تتغير كلماطالت المكالمة .. وابو حسن جالساعلى احد الكرسيين المقابلينلكرسية الفخم .. يعيشمع انفعالات فلاح .. انهىالمكالمة وضرب بقبضة يده على الطاولة وهو يصرخ : ضربهااااااا.
ابو حسن : هدي اعصابك يا طويلالعمر
كان يتنفس بغضب .. ضغط على جهازالنداء
فلاح : طلبيلي علي الــ...
ابو حسن : شو بتسوي طال عمرك .
اخذ الهاتف بعد ان اخبرتهالسكرتيرة بانه على الخط ..
فلاح : هلا والله بالشريك .. اظنالعشرين مليون اللي مشاركني فيهن غاليات عليك .. ولا اظن انك تريد تخسرهن .
فلاح : في بند فالعقد اللي بينايقول ان صاحب النسبة الاكبر يحقله انه يوقف المشروع اذا لاحظ شيء مب عايبنهفالشريك .. واظن تعرف منو صاحب النسبة الاكبر
ابو فهد : انا شغلي كله فالسليم.. ولا اعتقد بتحصل شيء تمسكه علي .
فلاح (وهو يلف بكرسيه ربع لفة ): ما شيء اسهل من اني ادبرلك شيء امسكه عليك
فلاح : الزم حدودك .. اسمعطلباتي ونفذها اذا ما تبي تخسر فلوسك .. اولا .. التاجر اللي رحتله تقدمله نوراهدية .. تروحله وتلغي كل شيء-اراد ان يقاطعه- خلني اكمل . ثانيا ..اريدك تحجزليفبرج خليفة .. لان بعد اربع شهور بيكون عرسي وعرس نورا فهالبرج .. ومثل ما سويتملجة بنتك حمدهفقصر الامارات انا بسوي عرسيفبرج خليفه .. ثالث شيء .. نورا تعطيها حريتها .. ولا لك اي دخل فلي تسويه
فلاح ( وهو يلف بالكرسي ويقترببه من الطاولة ) : تخسر فلوسك
ابو فهد ( بحدة ) : منو الليخبرك عنها ؟
فلاح ( وهو يبتسم وينظر لابو حسن): مثل ما محطي جواسيس على اهل بيتك .. انا محطي عيون عليك .. يا بو ... يابو فهد .
بو فهد : ما تهمني لفلوس .. وسواللي بتسويه .
فلاح : وسمعتك .. بعد ما تهمك
فلاح : افهمك .. من اكثر من خمسهوعشرين سنه ييت قطر .. صح ؟ .. ورجعت لها مرة ثانيه من سبع سنين .. واخذت –سكت –نورا اللي هي –سكت مرة اخرى وابتسم- اكمل .. والا فهمت .
بلع ريقه : نذل .. واطي ..
فلاح : النذاله ما تطلع الا للييستاهلها وتليقبه ..عندك يومين تفكر .. شروطي .. او .. سمعتك قبل فلوسك .
ما ان اغلق الخط مع ابو فهد ..حتى سمع صراخ فالخارج .. ليُفتح باب المكتب بقوة .. ويدخل مشعل وهو ثائر .. يقتربمن فلاح والشر يفر من عينيه
مشعل : سويتها يا الحقير ..
يحول ابو حسن بينه وبين فلاحعندما هم بالهجوم عليه .
مشعل : اسمع .. فلوس اخوي من حقي.. شركاته واملاكه من حقي .. وع فكرة حتى ام وليد بتصير من حقي .
قام واقفا بهيبته المعهودة ..وببرود قال : يلست فالمحاكم اكثر من خمس شهور تلف وادور .. والصراحة خفت اصدمك بالحقيقة.. فخليتك على راحتك .. بس تعبت من المماطلة والف والدوران عليك .. وحبيت انهيالقضية واريحك من الاحلام .
مشعل : يالحرامي-يرفع اصبعهالسبابة في وجه فلاح- والله ما اخليك تتهنا بفلوس اخوي .
فلاح : اخوك الله يرحمه .. لوواثق فيك كان ما باعلي كل شيء قبل ما يموت .
مشعل : انت .. يالحافي ..يالمنتف .. تشتري املاك اخوي .
فلاح : قضيتك خسرانه .. ابو حسناطلب من السكيورتي يرمونه برع الشركه
مشعل : اتخسي الا انت ترميني برع.. بس والله ما اعديها لك .. وانا مشعل .
وخرج بغيضه كما دخل .. اما فلاحفمشى ووقف عند النافذة
فلاح : انا ماشي ع السراطالمستقيم .. ما بيهموني دامني متوكل ع ربي .. ابو حسن
فلاح : الامانة اللي امني اياهاابو وليد .. بامنك اياها .. اذا صارلي شيء .. الامانة فرقبتك .. ترجعها لعيالالمرحوم يوم تشوفهم قد المسؤولية .
ابو حسن : الله يطول بعمرك .. انشاء الله ما بيصير لك شيء .
وضعت السماعة بعد حديث طويل معاختها .. التي لاول مرة لم تكن المتلقية .. شكت لاختها ام فيصل واخبرتها ان ابوفهد طلب امل لولده .. غضبت منها .. واسمعتها كلاما قاسي .. وصرخت في وجهها .. فكيفيحدث ذلك .. والكل يعلم بان ناصر يريد امل .. دخل عليها ابنها وقبل راسها .
ام فيصل : ضاع اخوك .. ضيعوه .
فيصل ( بخوف ) : شو اللي صار..؟؟ ناصر شفيه؟
.......................................
الحياة مليئة بالصدف .. قد تسمعبخبر هنا .. ويحدث مثله في مكان آخر وفي نفس الساعة التي حدث فيها الاول ..مفارقات غريبة تحدث في حياتنا .. وتحدث لابطال روايتي ..
صلت الفجر وخرجت تعد طعامالافطار لزوجها وابناءها قبل ان يذهب الاول لعمله والاخرون الى مدارسهموجامعاتهم .. استغربت ان زوجها لم يخرج من غرفته حتى الساعة .. ذهبتاليه .. ووجدته نائما كما تركته .. مع انها ايقظته قبل خروجها ولكنها لم تنتبه انهلم يرد عليها حينها .. اقتربت منه .. وربتت على كتفه حيث كان نائما وظهره لها
ام سعيد : ابو سعيد .. قوم ..الشمس بتطلع وانت بعدك ما صليت الفير ..
لم يتحرك .. وعادت تناديه : ابوسعيد .. يابو سعيد .. قوم .. مب عوايدك ما تقوم بروحك .
وكيف سيقوم وقد وافته المنية علىحين غفلة .. في نفس الوقت وفي مكان آخر .. استيقظ على صوت اذان الفجر الخارج منمكبرات الصوت من المسجد القريب من فلته الشبيهة بالقصر ..توضأ .. ولبس ثوبه . ووضعقحفيته ..ومشى متوكأ على عصاه نازلا على السلم .. استقبله مدبر منزله ديفيد .. رجلناهز الخمسين من العمر بريطاني الجنسية .
ديفيد( بالانجليزية ) : هل اطلبلك السيارة ؟ الجو ممطر .
فلاح : لا داعي .. المسجد قريب.. احضر لي مظلتي .
ذهب وعاد ليجد فلاح واقفا عندعتبة الباب الداخلي للفلة من الخارج وينظر لسماء ولقطرات المطر النازلة وعلى وجههابتسامة .. اعطاه المظلة .. فتحها ومشى باتجاه بوابة الفلة .. وما ان خرج حتى دوىفي المكان صوت طلقات رصاص .. لم تكن طلقة واحدة او اثنتين .. بل اكثر من اربعطلقات . لتقع المظلة من يده .. وتتبعها العصا .. وتبعهما جسده الذي اثخنه الرصاصبالجراح والدماء .. ليقع غارقا في دماءه .
...............................................
ساتركالتوقعات لكم لكل الاحداث السابقة