الجزء الحادي عشر من روايتي ( لعيون لولو ) ^^
بعد ان عادن من زيارتهن لام منصور وابنتها هند .. ذهبت امل لغرفتها ولا تزال تتساءل عما قالته ريم لها .. وما قالته هند .. تتضارب الافكار في رأسها .. جلست على مكتبها بعد ان استحمت ولبست بجامتها البيج وظفرت شعرها الطويل بنصف ظفيرة .. كان الحاسوب امامها واخذت تناظره وهو مغلق : شو السالفة .. والله مب فاهمه شيء .. معقولة هند حذفتني .. انزين ليش ..
فتحت جهازها .. وفتحت ايميلها .. بسرعة خرجت امامها محادثة تحمل رسالة من ريم بها ايميل القروب .. وهي تحاول ان تنسخة اذا بالجهاز يغلق .. لم تنتبه ان البطارية قد فرغت ..
امل : لااااااااااااااا .. يعني لازم الحين .. يا ربي ..
قامت لتشحن جهازها فاذا بهاتفها النقال يرن . تقفز على السرير وتجيب : الووو
مريم : الوهااااااااااات .. وينج ما تنشافين
امل : ههههههههههه مريووم شحالج .. وشحال عمي واخوانج ..
مريم : بخير .. هيه ما بتسالين عنا الا اذا اتصلنا فيج .. من الحين ما نقدر عليج .. عيل لو صرتي دختورة ( دكتورة) شو بتسوين
امل : هههههههههههههه حراااام عليج مريووم .. تدرين ما احب اتصل .. وبعدين انتي فيج الخير والبركة .. انزين خبريني شو اخبار عمتي نورا .. بعدها بالمستشفى ؟
مريم : هيه .. بس فهد قالي بعد باجر بيطلعونها .. اموول ليش حاذفه القروب ؟
امل : ما حذفته .. والله ما حذفته .. بس هو طول الوقت مسجل خروج. وقلت شو اريده فحذفته من يومين بس
مريم : بس اسمج مب موجود معنا ع القايمة صارله اكثر من اسبوعين ..
قالت في نفسها ( اكييد هندووه حذفتج يا اموول )
مريم : اموول .. انتي متزاعله ويا هند ؟
امل : لا .. اليوم كنت عندها .. ومن ساعه بس راده البيت .. ليش؟
مريم : هااا .. لا ولا شيء ... جاهزة لليامعه ( الجامعة )
امل : هيه .. بس خايفة .. اول مرة اروح بعيد
مريم : ههههههههههههه الحين العين بعيد .. خخخخ سمعي باجر بروح السوق شرايج تروحين وياي ..
امل : اممممممممممم .. اوكي بشوف امي وبرد عليج .. متى بتروحين
مريم : ما ادري .. اذا ما رحت الصبح بروح العصر ..
بعد ان اغلقت المكالمة مع امل .. اتصلت على هند وبعد السلام والسؤال عن الحال
مريم : هند .. شو بينج وبين امل ؟
هند ( باستنكار) : ما بينا الا كل خير .. شو صاير ؟
مريم : شو صاير!! .. هندووه ليش حاذفة امل من القروب ..
مريم : هندووه .. ما بتضحكين علي مثل امووله .. اعرف فسوالف القروبات .. وامل مب معنا ع القايمة .. يعني انتي حذفتيها .. ليش؟
هند ( بعصبية ) : هيه .. حذفتها .. وانتي شو لج ؟
مريم : انزين ليش .. هي سوتلج شيء .. ضرتج بشيء ؟
هند : مريووم مالج خص اوكي .. ولا تدخلين بيني وبين اموول فاهمة
مريم : لا مب فاهمه .. اموول بنت عمي .. صح هي غشيمه بهالسوالف .. بس انا لا .. ولا ارضا عليها انج تتكلمين من وراها وتقولين انها هي ما تبي تكون معنا .. وما ادري شو .. سمعيني زين هندووه .. الحين ترجعين امل للقروب .. فاهمه
هند : وان ما رجعتها .. شو بتسوين ؟
مريم : بسوي اشيا واايد .. وانا ادري بخرابيطج .. وادري انج تغارين ع ناصر .. وادري عن كل شيء .. واذا ما رجعتيها لاتصل عليه واقوله عن كل شيء تسوينه
مريم : هيه .. اتصل عليه .. باخذ رقمه من اخوي فهد وبتصل عليه .. ولا بتهميني انتي ولا غيرج ..
هند : خلاص برجعها .. بس ترا كل اللي قلتيه مب صدج .. وناصر مثل اخوي ..
مريم : هههههههههههههههههههههااااااااااااااااااي .. والله انج مقصة يا هنوود .. بس والله ما اخليج اذا بتضرين امل باي شيء وانا مريم بنت بو فهد .
.............................
لا تزال العلبة في يدها .. ارتجفت يداها وهي تضع حبات الدواء في كفها الايسر .. ودموعها لا تتوقف عن النزول .. رفعت كوب الماء بيدها اليمين واخذ يهتز بقوة .. ما لبث حتى سقط من يدها وانكسر وسال الماء على الارض .. صرخت : لييييييييييش .. حتى فهالشيء ضعيفة ..
رمت حبات الدواء على الجدار : حتى الموت ما يبيني .. ليييييييييش
وصل صراخها لغرفة مريم خرجت مسرعة واخذت تطرق الباب
مريم : حمده فتحي الباب .. شو فيج ؟ حمدووه شو صاير .. الله يخليج فتحي الباب
حمده ( بصوت عالي وبانفعال ) : محد يحبني .. حتى الموت ما يحبني
مريم : حبيبتي حمده .. فتحي الباب
جاءت ام فهد على صراخهن : شو صاير ..
مريم : حمده ما اعرف شو فيها ..
ام فهد ( بصوت عالي ) : خليها عنج .. وحده مينونه ما ايي من وراها الا ويع( وجع ) الراس .. الحمد لله ان ابوج مب هني .. والا بيعرف كيف يربيها .. المغربية ما عرفت تربي يوم هذي التربية .
حمدة ( وبصوت خالطة البكاء ) : لا تيبين طاري امي .. اكرهها .. اكرهكم .. ما احبكم ..
مريم ( وهي تضرب على الباب بخفة ) : حمدووه فتحي الباب .
يوصل فهد للمكان بعد ان غادرته والدته .. اخبرته مريم عن صراخ حمده
فهد ( وهو يطرق الباب ) : حمده فتحي الباب
حمدة : مابي .. خلوني بروحي .. خلوني .. عمركم ما اعترفتوا في .. عمركم ما حبيتوني .. محد يحبني
فهد : حمده حبيبتي فتحي الباب ..
حمده ( وهي تصرخ ) : خلوني .. ما تسمعون .. خلوني بروحي
فهد : حمده .. بتفتحين الباب والا اكسره ..
صمت مفاجيء الا من صوت بكاءها وشهقاتها الذي كان واضحا لفهد الواقف عند الباب
فهد : حمدة .. فتحي الباب .. ياللا فتحي الباب
قامت وبالكاد تستطيع الوقوف .. مشت بتثاقل نحو الباب وفتحته .. رفعت نظرها لفهد .. وبين بكاءها وشهقاتها قالت : اريد امووت
اقترب منها وحضنها بقوة .. دفنها في صدره
فهد (بنبرة حنان ) : انا احبج حمدووه .. وعموتي تحبج .. هذا ما يكفيج
مريم ( وهي تمسح دموعها ): وانا بعد احبج ..
فهد : شفتي .. يعني كلنا نحبج – ابعدها عن صدره ورفع وجهها – لا تقولين محد يحبج مرة ثانية .
لم تتكلم ولم تنطق باي كلمة .. كانت دموعها تعبر عن اشياء مكبوتة في صدرها .. قبلها على جبينها ومسح دموعها وابتسم لها .. ثم انتبه للكوب المكسور ولعلبة الدواء التي يعرفها جيدًا وحفظ شكلها من كثرة شراءها لعمته
فهد : ما تعرفين ان الانتحار حرام .. وان نفسج وروحج مب لج .. كيف تبين تاخذين شيء مب ملكج ؟
حمده ( وهي تبكي ) : كرهت حياتي ..
فهد ( وهو يمسح دموعها ) : تقدريين تحبينها .. واحنا بنساعدج .. مريم
فهد : خلي حمدة ترقد معج الليلة
فزت حمدة وصرخت : لا .. ما احب ارقد مع حد ..
حمده : ما بسوي شيء .. عرفت اني جبانه .. ولا اقدر اسوي أي شيء
فهد : اوكي .. بس باخذ مفتاح حجرتج
فهد : ليش تصيحين .. خلاص حمدووه ... شيلي هالافكار من راسج
ارتمت في حظنه من جديد .. وكانها تبحث عن الحنان وعن الحب وعن الامان .. احتظنها بقوة ومسح على رأسها .. ما ان هدأت واطمأن انها نامت خرج من عندها واخذ مفتاح غرفتها معه .. كان خائفا عليها من افكارها الغريبة .. ومن وساوس نفسها التي تأمرها بالانتحار .
...........................
عاد للمنزل مع اذان الفجر وهو صاعد لغرفته التقى بوالده الخارج من غرفته قاصدا المسجد ..
ابو راشد : ابي اسولف وياك .
ماجد ( وبدون نفس ) : ما بينا شيء
ابو راشد ( وهو يقترب من ماجد ) : اسمع يا ولدي .. انا للحين ما عارف انت ليش ما طايج تشوفني ولا تتكلم معي .
نظر اليه نظرة مليئة باللوم : روح صل .. وادعي ربك يسامحك .. لاني ما بسامحك يا ابو راشد ..
تركه في مكانه وذهب لغرفته لينام او ليحاول ان ينام .. ظل واقفا يفكر ما لبث ان قال : الله يهديك يا ماجد .. الله يهديك ..
ثم اكمل طريقه خارجا من منزله .. اما ماجد فدخل غرفته واستحم ولبس جلابية النوم .. وهو قاصدا سريره يرن هاتفه .. استغرب ولفه تساؤل عمن يكون المتصل .. حمل هاتفه واذا به يصرخ : شيختي ..
ماجد : الوو .. هذي انتي حبيبتي .. ردي علي .. شيختي ردي علي
طووط طووط طووط .. اغلق الخط .. قام يتصل مرة وثانية وثالثة .. وكل مرة الهاتف خارج الخدمة او مغلق .. جلس مصدوما على سريره .. واخذ يكلم نفسه : شيخة .. كيف .. وليش ..
امسك هاتفه وفتح سجل المكالمات المستلمة ليتأكد .. وبالفعل الرقم مسجل تحت اسم شيختي .. لم يكن يتوهم .. هذا رقمها .. هم ليتصل بوالدها .. ولكنه انتبه ان الساعة قاربت الخامسة فجرا .. تنهد : اكييد عمي فتح موبايلها .. واتصل .. اووو .. يمكن موبايلها ضايع او مسروق .. الله يرحمج شيختي .. عمري ما بسامحهم ع اللي صار فيج .. ولا بسامح عمري .
نزلت دموعه بهدوء مُر .. نام على سريره محتضنا وسادته التي شاركته احلامه مع حبيبته وروحه على مدى سنة ونص .. وها هي الان تشاركه اهاته ودموعه ..
.........................
تابع الجزء الحادي عشر من روايتي
تمر الايام سريعا على ابطال قصتنا .. لا توجد الكثير من التطورات في حياتهم .. سوى اشياء طفيفة لا تكاد تذكر .. مر على دخول هند وامل الى جامعة الامارات ثلاث اسابيع .. بدأن يتأقلمن على حياة السكن ووجود مريم معهن وبحكم انها طابة في سنة التخرج خفف عنهن الكثير .. اما حمدة فلقد ابعدت فكرة الانتحار من رأسها حاليا .. لان لم يحدث أي تقدم في موضوعها مع راشد .. هادئة وبعيدة عن الكل حتى عن عمتها .. ولكنها خائفة من القادم .. ماجد لا يزال على حاله من السهر طوال الليل والرجوع عند الفجر الى منزلة .. وصد راشد الذي اراد التحدث معه ومعرفة ما به وما سبب التغير الذي الم به .. لا يريد لاحد ان يعرف .. يمضي بحياته غير مبالي بمن حوله .. ولا يزال يفكر بذاك الاتصال الذي أتاه مع ان والد شيخة اخبره ان هاتف المرحومة ضائع .. ولكنه يمني النفس بشيء مستحيل ..
.........................................
كانت جالسة في الصالة لوحدها .. التفت على يمينها لانها احست بمرور شخصا ما .. ولكنها لم تتكلم .. لانها عرفت هذا الشخص من رائحة عطره .. جاءت والدتها من المطبخ .. وسالتها : سعيد اللي دخل من شوي ؟؟
مها : ولا كلف عمره يسلم ..
وبدأت تبكي .. تقترب منها والدتها وتجلس بجانبها : يا بنتي لا تسوين بعمرج جذي ..
مها : ما كافي اني انعميت بسببه وبعد كارهني – بدأت تبكي بشدة- انا شو سويت فيه .. والله ما سويت شيء
تحظنها والدتها : مها اخوج ما يكرهج ..
تبتعد عن حظن والدتها : الا يكرهني .. ويتمنالي الموت .. ليش يسوي جذي معي .. انا شو سويت له .. انا عمري ما ضريته بشيء .. وراضيه باللي في .. ولا شكيت .. ولا قلت أي شيء
ام سعيد : لان ابوه متغير عليه من ذاك اليوم .. وتدرين كيف كان مع ابوج وكيف صار عقب ما انعميتي ..
مها : انزين انا شو ذنبي .. انا قلت لابوي يعامله جذي .. والله لو الود ودي يرجعون مثل قبل .. بس والله يا امي انا ما استاهل اللي يسويه سعيد في .. ما قادرة اتحمل كلامه وجرحه لي ع الطالعة والنازله .. حرام عليه والله حرام
سمع سعيد جملتها الاخيره وهو قادم نحوهما : حرمت عليش عيشتج ..
وانا صدج اكرهج واتمنالج الموت .. لانج انتي السبب فكل شيء .. ابوي يكرهني بسببج .. عرفتي ليش ما اطيقج ..
توقف ام سعيد : يا ولدي .. مب زين هالكلام .. هذي اختك ..
سعيد : انا ما عندي خوات غير هُدى ومهرة ومنيرة ..
وقفت وهي تبكي وشهقاتها واضحه : الله يسامحك .. الله يسامحك
ثم انصرفت تتلمس خطاها لغرفتها ..
ام سعيد : ليش جذي يا سعيد .. هذي اختك ..
سعيد : اماايه فكيني من سيرتها .. انا برجع اليامعة ( الجامعة ) عندي محاضرة بعد ساعة .. فمان الله
ام سعيد : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يحفظك ويهديك ..
..................................
في كفتيريا الجامعة .. تجلس امل مع هند على احدى الطاولات بعد ان ابتاعن لهن ما يسد جوعهن قبل المحاضرات المسائية .. كانت امل فاتحه جهازها وتحاول انهاء مشروع كلفت به .. وفي نفس الوقت كانت فاتحة الماسنجر والوضع مشغول .. والرسالة الشخصية " ما برد ع حد مشغولة "..اما هند فجلست وامامها احد كتبها تراجع ما اخذته في المحاضرة السابقة .. لحظات واذا باحدى البنات تتصل على امل : هلا .. هيه انا بالكافتيريا .... هيه دفترج عندي .. انتي وين .. اهاا .. انزين تقدرين اتين .. اوكي خلاص انا بييج .. باي
امل : عبير .. تريد دفترها .. بروح اودي لها .. لان عندها محاضرة بعد شوي فمبنى 80 ( احد مباني الجامعة الجديدة ) وهي الحين فاللابات ( المختبرات ) .. بروحلها وبرجع ..
ما هي الا لحظات من خروج امل .. حتى رن المسن منبأ بمحادثة فُتحت .. الفضول الذي انتاب هند جعلها ترى من الذي يكلمها .. ما ان فتحت المحادثة حتى اتسعت عيناها .. وبان الغضب عليها .. وبدون ان تشعر اغلقت المحادثة ومن ثم المسن ... وجلست والغيض يتآكلها مما رأت وقرأت .. ..
.................................................. .........................
ما الذي تمسكه مريم على هند ؟؟ وهل ستنفذ تهديدها بفضحها اذا اقتربت من امل واذتها ؟
حمده وما مصيرها فالاجزاء القادمه ؟؟ وكيف ستحل مشكلتها ؟
ماجد والاتصال ؟؟ ما الهدف منه ؟
كيف تسبب سعيد بالعمى لاخته مها ؟؟ وهل ستتغير معاملته لها مع الوقت ؟
ما الذي رأته هند بالمحادثة وسبب لها الغيض والغضب ؟