كاتب الموضوع :
شيماء الرشيد
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
رد: أحلام فتاة عربية
نحتاج إلى بعض المسكنات أحيانا ! حين يشتد حر الظهيرة ، وتحتضننا الشمس كعادتها ، و ترسم على ملامحنا ، علاماتها !
حين ترهقنا لقمة العيش ، نركض خلفها ، وما أن ندركها حتى تفلت من أيدينا ، كأنها تلعب بنا !
حين تتضخم آراؤنا لدرجة لا تتسع معها لأي رأي آخر ، ويتحول أبسط اختلاف في الآراء إلى نقاش يتفرج عليه الود خائفاً ، خلف الكواليس !
حين نبحث عن ابتسامة في وجوه والدينا التي تشكلت على الحزن ، ونحاول نقل أي خبر غريب لتجتمع الأسرة بسببه على صحيفة ، أو أمام شاشة ما ، فوحدها اللحظات المسروقة ، تجمعنا !
حين يمد لنا طفل صغير تبدوا عليه علامات العطش قارورة ماء مثلجة لنشتريها منه ، فنتمنى مجرد أمنية أن نعطيه كل ما يكفيه وأهله ، ونبحث في جيبنا عن ثمن تلك القارورة الواحدة فلا نجده !
حين نرى أصدقاء طفولتنا ، شركاء الذكريات والأحلام الذين لم نرهم منذ أعوام ، ثم لا نملك أكثر من أن نرسم لهم ابتسامة الكترونية باردة ، تظهر على شاشتهم !
حين نتأمل القائمة الطويلة للأحلام التي فات وقتها ، والأمنيات التي أخلفت مواعيدها ، و الاختلافات الشاسعة بين ما كنا نظنه في الحياة ، وما وجدناه !
في تلك الأحيان ، وفي أخرى تشبهها ، نحتاج إلى مسكات من نوع آخر ، نجدها
في زيارة شارع قديم لعبنا فيه ،
في إعادة قراءة كتاب نحبه ،
في حضن طفل صغير ،
في حديث عجوز تجلس بجانبنا لا نفهم كثيرا منه لولا تعابيرها ،
في نكتة نسمعها فنضحك من قلبنا ،
في صلاة فجر خاشعة نؤديها ، ونجلس نذكر الله في برد الصباح ، ثم نبدأ في ( تحنيس ) أنفسنا للاستحمام الصباحي ! ونضحك على الفنون القتالية التي نؤديها في محاولة التأقلم مع الماء البارد،
في تأمل نعم الله علينا بالحياة ، والإيمان ، والصحة ، والأمن ، والستر ، حتى نعجب من أننا قد حزنا يوماً وربنا الله ، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين
شيماء الرشيد
|