لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-12, 06:29 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


شعرت بيللا بالاحراج عندما حيتها الآخريات و أعتبرنها بطلة . ولم يفاجئها أن ترى أنهن رتبن المكان بأقرب ما يكون إلى المنزل فبسطن المناشف على الأرض و صنعن من صنادق الطعام طاولة .
لاحظت كاسندرا أن قدم بيللا تنزف فناولتها منشفة بسرعة
ــ هذا جرح كبير
ــ ربما حصل ذلك عندما زلت قدمى على الصخور . هذا الحذاء مصمم للمشى من حوض السباحة وإليه و ليس لتسلق الصخور.
و تأملت حذاءها الممزق. كان المفضل لديها بالأزهار المطبوعة عليه.
ــ لن يكون كالسابق أبداً
قال جوش متجهما وهو يرفع قدمها ليتفحصها: "يُفترض بك أن تقلقى على قدمك و ليس على حذائك . كاسندرا محقة الجرح بالغ . لِمَ لم تقولى شيئاً؟"
ــ لم أعرف بوجوده و بصراحة لا أشعر به إطلاقاً.
شعرت بيللا بأصابعه تتلمس الجرح . كان مبللاً و متعباً بقدرها هى و لكن يديه كانتا دافئتين على بشرتها.
تفحصت بيللا قدمها بل مبالاة و لم تعهدها. هى فى العادة تتصرف كالأطفال فى حالات مماثلة. فلو جرحت قدمها فى لندن لراحت تصرخ وتتأفف و تطلب دخول الطوارئ و هى طبعاً تفضل أن يكون الطبيب الذى يعالجها ممشوقاً وسيماً
كان من الغريب أن تفكر بهذا وهى عالقة على جزيرة مهجورة وسط المحيط الهندى و الرياح تعصف من كل حدب و صوب و جوش و كاسندرا يحدقان بقدمها بقلق.
سألته بجدية :"هل ستضطر إلى بترها أيها الطبيب؟"
ابتسم جوش و كانت ابتسامته بلسماً لجراحها:"أظنك ستنجين ستحتاجين إلى بعض القطب لكننا سنكتفى بربطها الآن"
بعد أن بحث جوش جاهداً عن قطعة قماش يلف بها قدم بيللا أضطر أن يمزق قطعة من قميصه للقيان بالأسعافات الأولية , بسط قدمها باحتراف بالغ و سألها و هو يشد الرباط:"كيف تشعرين ؟"
ــ هذا أفضل من تقليم الأظافر .
على الرغم من البلل و التعب اللذان حلا بها كانت تشعر بإحساس غريب بالسعادة و لم تعد العاصفة مخيفة و إنما مجرد إطار هائج لوجودها مع جوش و قد تبدد كل تشنج بينهما.
فى وقت لاحق تشارك الجميع الطعام . كانت بيل متعبة جداً لتفكر فى ذلك و لكن جوش ألح عليها بأن تتناول شيئاً فأكلت سندويشاً و لحسن الحظ أن الطعام لم يتبلل كونه مغلفاً و موضوعاً فى صناديق محكمة الإغلاق
سألت كاسندرا متوجهة إلى جوش بشكل غريزى و كأنه قائدهم غير المنتخب:"هل تزن ان علينا أن نحتفظ بباقية الطعام لوقت لاحق؟"
ـت أظنها فكرة جيدة و يجب أن نضع الصندو الفارغ تحت المطر لكى يمتلئ أيضاً .
تدخل براين ساخراً كعادته:"لا أظن أن مشكلتنا هنا هى شح المياه"
ــ قد تصبح هكذا عندما تهدأ العاصفة . لم أر أى مياه عذبة على الجزيرة من المستحسن أن نستعد . لقد تضرر المركب كثيراً لارتطامه بالصخور. و إذا لم نستطع إدارة المحرك غداً قد نضطر للبقاء هنا بعض الوقت و سوف نحتاج المياه.
أردف براين ساخراً :"و أنت ستحب ذلك. سيمنحك فرصة لتتباهى بكل مهارتك البطولية . أراك منذ الآن تحفز الصوان محاولاً إشعال النار و إثارة إعجاب الفتيات بصيد السمك!"
تدخل أحد الرجال الذين ساعدوا جوش فى سحب المركب قائلاً :"هذا لايثير إعجاب الفتيات فحسب بل يثير إعجابى أيضاً "
و قالت إيزلينغ بحدة :"أجل أصمت براين . أنت تتصرف كطفل مدلل"
ووقفت لتضع الصندوق تحت المطر .أما براين فأعترض :"أنت تقولين هذا لأننى لا أفعل ما يريده صديقك العزيز جوش أن أفعله! من الذى أوكله أمرنا على أى حال؟"
ردت إيزلينغ بالحدة نفسها :"هو يهتم بكل شئ لأنه يعرف عما يتكلم , الأمر الذى لا ينطبق عليك إطلاقاً"
ــ إذا كان كامل الأوصاف إلى هذا الحد فلِمَ لا تبقين معه؟
ــ بدأت أندم لأننى لم افعل ذلك
همست كاسندرا فى أذن بيللا سائلة إياها بفضول :"ماذا يعنى هذا؟ هل كان جوش و إيزلينغ على علاقة؟"
أقرت بيللا على مضض :"كانا مخطوبين لفترة وجيزة"
فتحت كاسندرا عينيها على أتساعهما :"لا عجب إذا أنك كنت تمتعضين من كل مرة كانا يذهبان فيها للغطس معاً ! و لكن بدون مبالغة من الواضح أنه يعشقك"
بيللا تعرف أن جوش يحبها و لكن ليس بالطريقة التى تعنيها كاسندرا . وليس بالطريقة التى تريده أن يحبها بها.
تجاهل جوش تعليقات براين وذهب يتفقد المركب تاركاً إيزلينغ و براين فى جدال محتدم . وعندما عاد تمدد إلى جانب بيللا من دون أن ينطق بكلمة ورفع ذراعه كى تتمكن من الاستناد إلى صدره.
سألته ناعسة:"كم تظن أن هذه السندويشات ستدوم؟"
كان بإمكانهما أن يتحدثا من دون أن يسمعهما أحد لشدة قربهما الواحد من الآخر وكأنهما فى عالم خاص بهما.
منتديات ليلاس
ــ حتى الفطور. لن يكون لدينا ما نأكله عند الغداء إذا بقينا هنا .
ــ آمل ألا نتحول عندئذٍ إلى أكل لحوم البشر و نضطر لإقناع الآخرين بألا يأكلونا لأننا مهمون جداً و لا مجال للاستغناء عنا . فعندها سأكون أول طبق يستمتع به الآخرون لأننى الأقل نفعاً هنا . فالعلاقات العامة ليست مفيدة جداً فى حالات كهذه.
أخذ جوش يضحك قائلاً :"ولكن جعل الناس يضحكون مفيد للغاية. أنت الأكثر إفادة بين الحاضرين"
ــ شكراً منتديات ليلاس
و سوت جلستها بين ذراعيه ثم قالت :"لدى شعور بأن براين سيرحب كثيراً بفكرة التضحية بى أو بك"
ضحك جوش مجدداً :"إنه خائف مثلنا جميعاً"
ــ ولكن أنت لم تكن خائفاً
ــ بلى
وفكر جوش فى فى الخوف الذى اعتراه عندما أختفت بيللا عن نظره و انزلقت تحت الأمواج و تمنى لو أنه استطاع أن يقول لها كم تعنى له .
لم يستطيع أن يقاوم الفكرة فطوقها بذراعه الأخرى و ضمها إليه .
قد لايكونا جافين أو دافئين و لكنهما حتما كانا مرتاحين الواحد بين ذراعى الآخر.
تبددت العاصفة بالسرعة التى ظهرت بها .فما هى إلا لحظات حتى تحول الظلام الملئ بصفير الرياح و هطول الأمطار إلى هدوء ساكن و لم يعد يُسمع إلا صوت حفيف الأوراق.
شعرت بيللا بالذنب لأنها الوحيدة التى أسفت لتبدد العاصفة. فقد أعطتها هذه الأخيرة حجة للتمدد بين ذراعى جوش و لم يعد لديها الآن سبب يمنعها من العودة إلى دنيا الواقع.....واقع أنهما صديقان وليس حبيبين .
كان الظلام مخيماً ففضل الجميع الخلود إلى النوم.

منتديات ليلاس

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 16-09-12, 06:34 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


عندما أستيقظت بيللا فى الصباح التالى كان جسمها كله يابساً و قدمها تؤلمها . شعرت بأن شكلها مريع وقذر و يبدو أنها كانت متعبة جداً فى الليلة الفائتة لتفكر بذلك.
ألقت نظرة حولها فوجدت معظم الآخرين متحلقين حول المركب قلقين بينما كان جوش و إليفس يحدقان بالمحرك.
همست كاسندرا :"يعجزون عن تشغيل المحرك . من الجيد أننا لم نأكل كل الشندويشات أتظنين أن جوش يعرف فعلاً كيف يصطاد السمك بواسطة رمح؟"
ــ لست واثقة من ذلك. و لكنه بارع فى المحركات.
ما إن تفوهت بيللا لتلك الكلمات حتى دار المحرك فارتسمت على وجه جوش تعابير استشفت بيللا منها كم كان قلقاً .
ربت جوش على كتف إليفس قائلاً :"حسناً لنقض على ما تبقى من سندويشات و نرحل!"
على الرغم من إنحسار العاصفة , إلا أنها خلفت وراءها سحباً رمادية أكثر إثارة للإجباط من المطر الذى هطل الليلة السابقة . لم يكن الطقس بارداً و لكن الجميع كان متعباً و خائفاً من أن يتعطل المركب مجدداً , لذا ألتزموا الصمت خلال رحلة العودة.
لم يكن براين وإيزلينغ يتحادثان إطلاقاً و كان الجو مشحوناً بينهما إلا أن كل ذلك أختفى عندما أتى قارب النجاة لإنقاذهم . كان لا يزال أمامهم ساعتان للوصول إلى الفندق فأنتقل الجميع إلى المركب السريع باستثناء جوش الذى أثر على البقاء مع إليفس لئلا يلام الفتى عندما يصلان إلى الشاطئ .
عندما أنطلق بهم المركب مسرعاً نظرت بيللا إلى الخلف وعيناها شاخصتان على جوش و قلبها يذوب حباً به.
أقلهم المركب بسرعة فائقة إلى الفندق الذى بدت غرفه الآن فخمة مترفة مقارنة بالليلة التى أمضوها على الرمال الرطبة.
استُدعى الطبيب ليقطب قدم بيللا و يعالجها . كانت قدمها متورمة و تؤلمها للغاية و تمنت بيللا لو أن جوش إلى جانبها الآن ليمسك بيدها و يخفف من ألمها.
بعد ذلك أخذت حماماً منعشاً إذ غسلت شعرها ثلاث مرات لتخلصه من الملح والرمل,عندما شعرت أخيراً بأنها نظيفة و جافة تمددت على السرير فى أنتظار جوش.
كان المطر الغزيرقد بدأ يهطل مجدداً عندما ظهر جوش أخيراً . كان الظلام مخيماً فى الغرفة مع ان ساعة الغروب لم تحن بعد.
أيقظها صوت المفتاح فى الباب من أفكارها و عندما دخل جوش سألته بلهفة:"لقد مضى دهر قبل أن تصل . هل كل شئ على ما يرام؟"
جلس جوش على حافة السرير قائلاً:"أرادوا أن يلقوا اللوم على إليفس لأنه أبحر بالمركب. المسكين! و لكننى أقنعتهم بأن الذنب لم يكن ذنبه"
كانت تنتظره و تنتظره حتى يأتى , والآن و قد أتى و جلس بجانبها شعرت بالخجل فجأة و لكى تمنع نفسها من ضمه بين ذراعيها و دفن وجهها فى صدره القوى سألته :"ماذا حل بقميصك؟"
ــ أظنهم وجدوا قميصى غير محتشم فأعطانى أحدهم هذا و سمحوا لى بأن أخذ حماماً.
و راح يتأمل القميص المزركش و المزدان بالأزهار :"هل تعجبك؟"
ــ بصراحة , لا أظنها من النوع الذى يليق بك.
أشرقت ابتسامة جوش فى الضوء الخافت و تلاقت أعينهما لحظة قبل أن يشيح كل منهما بنظره منتديات ليلاس
ساد صمت قصير يخطف الأنفاس و بدأ قلب بيللا يخفق بشدة بين ضلوعها. لحسن الحظ أن جوش لن يستطيع سماعه بسبب زخات المطر المتواصلة
و بعد لحظة سألها:"كيف حال قدمك؟"
رفعتها بعض الشئ لتريه إياها :"لقد قطبوها ووضعوا ضمادة جديدة"
أمسك جوش بقدمها برقة :"ما كان علىّ أن أدعك تجرين المركب معى. كان يجدر بى أن ألح على أحد الرجال الآخرين ليأتى معى و ليذهب براين إلى الجحيم. كان خطراً جداً عليك التواجد هناك"
ــ إذا كان خطراً علىّ فهو خطر عليك أيضاً . على أى حال جرحت قدمى ليس إلا و لم يعضنى سمك القرش أو يبتلعنى البحر .
لكن جوش رفض أن تطمئنه :"كان بإمكانك أن تغرقى . الليلة الماضية قلتِ أننى لم أكن خائفاً و لكننى كنت كذلك . عندما رأيتك تنزلقين و تختفين تحت المركب أصبت بالذعر"
تحركت يده من دون أنتباه إلى كاحلها فابتلعت بيللا ريقها بصعوبة وهى تقول :"كنت اعلم أنك ستنقذنى"
ترددت قليلاً تتنازعها الرغبة بالاستسلام لإحساس يده على كاحلها من جهة و الرغبة بإخباره ما شعرت به من جهة أخرى.
ــ لقد أنقذتنا جميعاً . لست ادرى إن كنا لننجو من دونك . كنت فخورة جداً بك , جوش . لقد أصبنا بالذعر عندما شعرنا بالخطر أما أنت فكنت تعرف تماماً ما تفعل.
ثم ابتسمت بنعومة:"الآن فهمت لما يختارك الناس رفيقاً لهم فى رحلاتهم الاستكشافية"
وصلت يد جوش إلى ركبتها :"ستكونين معاونتى فى أى يوم"
ــ لكننى كنت عديمة النفع . لم أكن أعرف ماذا أفعل .
ــ بلى عرفت . عرفت غريزياً أنه عندما تتأزم الأمور يحتاج المرء إلى شخص مثلك . وأنا أفكر جدياً فى إصطحابك معى ذات يوم فى إحدى الرحلات.هل يروقك ذلك ؟
ــ لا أمانع إن كان بإمكانى أن أخذ معى مجفف الشعر.
كانت تحاول المزاح رغم أنها كانت مخطوفة الأنفاس بسبب لمسة يده على بشرتها , وكان من الصعب معرفة ما إذا كان جوش يدرك مدى تأثيره عليها.
أجابها:"يمكنك ذلك و لكن ليست أدرى إن كنت ستجدين مقبساً فى العراء"
تابعت بيللا المزاح :"أريد أن آخذ معى أيضاً حذائى المفضل"
أجاب جوش هازئاً :"بصفتى قائد الرحلات الاستكشافية أخشى أنه سيكون على أن أختار أحذيتك فالكعوب العالية ممنوعة , لابد أن يكون لدى بعض السلطة على فريقى"
ــ هل يعنى ذلك أنه علىّ أن أناديك"سيدى"
ــ فى جلستنا الخاصة فقط.
و إذ لم يستطيع أى منهما المحافظة على جديته انفجرا بالضحك,و لكن ما نظرا إلى بعضهما حتى ماتت الضحكة فجأة على شفاههما . وقال جوش بصوت خافت :"لن أحتمل فكرة خسارتك أنتِ صديقتى المفضلة"
ــ وأنت أيضاً
ــ بيللا.....
لم يكمل جملته إذ أقترب منها حتى أصبحت المسافة بينهما صغيرة جداً
ــ أجل؟
كان قلب بيللا يخفق بشدة بحيث كادت تعجز عن التنفس . مال جوش نحوها ببطء مانحاً إياها الفرصة لتبعده عنها بمزحة و تقطع اللحظة التى ألقت بسحرها على كليهما.
ولكنها لم تفعل بل جلست هناك و عيناها الداكنتان تلتهبان رغبة زادت من حماسه للاقتراب أكثر.
توقف على بعد منها مدركاً أن هذه اللحظة هى نقطة اللا رجوع . وغاص كل منهما فى عينى الآخر و فى النهاية كانت بيللا هى من سد تلك المسافة بينهما معانقة إياه
لم يفت الأوان و كان جوش مدركاً ذلك. ما زال بإمكانه أن يتراجع و يدعى كلاهما بأنه مجرد عناق صداقة , حتى أنه كان يعرف أن هذا ما عليه فعله.
إلا أنه لم يشأ ذلك, كان تجاوبها معه عذباً بحيث لم يستطيع التوقف...ليس الآن زهرة منسية
بادلها العناق بالطريقة التى أراد أن يعانقها بها فامتدت يدا بيللا إلى كتفيه لتطوق بهما عنقه و راح جوش يمرر أصابعه فى شعرها الحريرى ثم أبتسم لها :"الأصدقاء لا يفعلون هذا"
ــ لا ؟
ــ ليس فى الحالات الطبيعية .
ــ ولكن هذا وقت غير طبيعى لقد نجونا من عاصفة بحرية و لا شئ يبدو طبيعياً الآن . ربما عندما تعود الأمور إلى طبيعتها يمكننا أن نقلق بشأن ما نفعله أو لا يفعله الأصدقاء.
ــ قد يكون الآوان قد فات.
لكن لمسته بددت كل تحذير حملته كلماته فضمته بيللا إليها مججداً.
ــ أعلم و لكن دعنا لا نفكر فى ذلك الآن.
جلسا بجانب بعضهما و كان جوش يلامس يدها بنعومة . شعر بإحساس رائع, لم تكن الأمور يوماً على هذا النحو بينهما ولكن هذا الإحساس الجميل كان ممزوجاً بوخزة ندم.
كان محقين على مدى كل تلك السنين عندما قررا أن يبقيا صديقين لأن الأمور لم تكون كما كانت أبداً . لن يتمكن من الآن فصاعداً من النظر إلى بيللا من دون أن يتذكر هذا العصر الاستوائى و دفء بيللا إلى جانبه وعناقها له.
كيف سيعودان صديقان الآن ؟. لقد قالت له أن هذا وقت غي طبيعى و هى محقة فى ذلك . لا يجدر به أن يأول ما قالته على أنه اكثر من مجرد رد فعل على النجاة من الكارثة. ولكن لا يُعقل أن تكون قد نسيت ويل بمثل هذه السرعة . عليه أن يتقبل ذلك ويجد طريقة لكى يحافظا على صداقتهما من دون أن يجعلها تشعر بالاحراج أو تضطر للأدعاء بما لا تشعر به .
فى الخارج أسدل الليل الاستوائى ستاره من دون ان يلاحظ جوش او بيللا و توقف المطر أيضاً.
قال جوش:"لا يتسنى للمرء النجاة من الخطر دائماً"
كانت بيللا مرتاحة جداً بقربة و لم يشأ لهذه اللحظة أن تنتهى , ولكن تعليق جوش أعادها إلى الواقع. ربما تغيرت الأمور كلها و لكن فى الواقع لم يتغير شئ إطلاقاً . فنظرياً كلاهما حر و لكن ما زال هناك إيزلينغ ورغم أن بيللا تعلم أن لا شئ يجمعها بـ ويل إلا أن هذا ليس ما قالته لـ جوش.
الوقت ليس مناسباً الآن لتفصح لـ جوش بأنها تحبه هو وليس ويل و لكن ربما ستتمكن من إخباره عند عودتهما إلى ديارهما .
فى نهاية المطاف جوش رجل و يبدو أنها اعتادت كثيراً على التفكير فيه كصديق بحيث نسيت ذلك
لا! لن تفسد هذه اللحظة وتهدم كل شئ. من الأفضل أن تبين له أنها لن تضغط كثيراً عليه . عليه أن يقرر بنفسه بأن إيزلينغ ليست المرأة التى يريد. عندئذٍ قد تتمكن من إخباره بما تشعر به.
فى الوقت الحاضر ستأخذ الأمور بخفة فسألته :"أهكذا تتصرف دائماً بعد كارثة تحدث معك؟"
ــ لن أقول هذا و لكن هذه ردة فعل شائعة بعد الكوارث
ــ ولكننا لم نمر فعلاً فى كارثة حقيقة
ــ لقد حالفنا الحظ كانت الأمور عصيبة فى الأمس.
اشتدت ذراعه حولها وهو يتذكر أنه كاد يفقدها :"لو لم نصل إلى الجزيرة فى الوقت المناسب لربما تحطم المركب بينا"
ثم تردد قبل أن يسأل :"هل هذا سيغير الأمور بالنسبة إلينا بيللا؟"
ــ أتعنى صداقتنا؟
ــ نعم . لا أريد أن يؤثر ذلك على صداقتنا.
ــ ولا أنا . لسنا مضطرين لذلك إن كنا لا نريد.
ثم تابعت فخورة بنبرتها المتمالكة :"كما قلت هذه ردة فعل على الكارثة التى مررنا بها. قد يكون الأمر مختلفاً بالنسبة إليك و لكن هذه أول مرة أشعر بالخطر يهددنى كانت تجربة كانت تجربة غريبة أشبه بالحلم,وأظنها ستبدو أقل واقعية عندما نعود إلى ديارنا لذا علينا التفكير بالأمر من هذا المنظار"
فكر جوش فى أنه بالفعل سيبدو ذلك أشبه بحلم.
منتديات ليلاس
ــ أتظنين أنه يجدر بنا أن لا نعير اهتماماً لأى من مشاعرنا ؟
لم تكن بيللا واثقة من أن بإمكانها القيام بذلك فجاهدت لتجد الكلمات المناسبة :"ما قصدته هو ان هذا يبدو خارج الزمن و القواعد المعتادة لا تنطبق عليه"
على الرغم من أن بيللا لم يستطع أن تتبين ملامح وجهه إلا أنها رأته يرفع حاجبيه استغراباً :"القواعدج المعتادة؟ ما هى؟"
ــ أننا صديقان و الصداقة مهمة لكلينا وهى أمر لا يجب خلطة مع....
ــ مع المشاعر العابرة ؟
ــ بالضبط غداً نعود إلى ديارنا و يعود كل شئ إلى طبيعته . ونعود نحن مجرد صديقين و تكون هذه الساعات التى قضينها معاً مجرد ذكرى جميلة ليس أكثر.
رفعت رأسها لتنظر إليه بقلق:"هل يبدو هذا منطقياً؟"
ــ أظن ذلك . سيكون كل شئ مختلفاً غداً
تحركت يد بيللا لتلامس جوش و قالت:"ولكن الغد لم يأت بعد"
ــ هذا صحيح , أتظنين أنه يجدر بنا أن نستمتع بقضاء الوقت المتبقى لنا؟
ــ أظن انه ربما علينا ذلك

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 17-09-12, 03:14 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

10 / مــفــاجــــأة
منتديات ليلاس

ــ هل تشعرين بالجوع؟
ــ أتضور جوعاً
ضحك جوش و ربت على كتفها:"هذا واضح. هل أذهب و أرى أن كان هناك ما نأكله؟"
تمطت بيللا وحدقت بالساعة إلى جانب السرير :"من المؤسف أن ليس هنا خدمة غرف "
نهض جوش وأنتعل حذاءه :"لابد أن المطابخ مفتوحة . لقد نجوت من تحطم مركب و لن أدعك تموتين من الجوع"
غاب بعض الوقت الذى بدا لـ بيللا دهراً و لكنها كانت تعرف أنه لن يعود فارغ اليدين . وعندما ظهر أخيراً كان يحمل صينية محملة بالسمك و الخضار المسلوق الساخن و العصير.
ــ كيف أستطعت بحق الله تحضير كل هذا؟
ــ تبين أن إليفس هو أبن أخ أحد الطهاة هنا . لقد أخبرهم كيف رافقته إلى الشرطة لأخبرهم قصته وهم الآن يصرون على معاملتى كبطل مع أننى لم أفعل شيئاً . وعندما سألت إن كان هناك أى فضلات من العشاء استبقونى لتناول كوب من العصير بينما حضر عم إليفس كل هذا.
تنشقت بيللا رائحة الطعام بشهية ثم سوت جلستها على السرير مستندة إلى الوسائد:"رائحة لذيذة"
ثم ابتسمت لـ جوش :"أنت فعلاً بطل. فأى شخص يتمكن من تحضير عشاء كهذا فى مثل هذه الساعة من الليل هو بطل فى قاموسى !"
تناولا كل شئ وهما يتحدثان باسترخاء . توقعت بيللا أن يكون فى حديثهما شيئاً من التشنج نظراً للمشاعر التى بدت واضحة لكليهما . ولكن لا! بدا من الطبيعى جداً ان تكون هنا مع جوش تتحدث و تضحك معه كما كانا يفعلان
بعد ان أنهيا طعامهما توجها نحو الشاطئ حيث جلسا فى الظلال تحت أشجار النخيل المتمايلة و أخذا يصغيان إلى هدير الأمواج المتكسرة على الرمال . كانت سُحب المطر قد تبددت بمعظمها و ألقى القمر بخيوطه الفضية على صفحة المياه.
تنهدت بيللا مستمتعة :"الجو هادئ جداً"
ــ يصعب التصديق كيف كان الطقس البارحة, اليس كذلك؟
كان يحاول ألا يفكر كم أن الغد قريب , لم يستطيع إبعاد عينيه عنها الآن ولا أن يسيطر على مشاعره تجاهها و لم يكن طبعاً يحتمل فكرة أن تكون هذه المرة الأخيرة التى يستطيع مغازلتها هكذا.
قالت له:"أشعر بأننى أستطيع الجلوس هنا إلى الأبد أشاهد البحر"
ولكنه أستشف ارتجافاً فى صوتها.
و عندما أستلقت بيللا على الرمال الناعمة قال لها :"لن تتمكنى من إزالة الرمال عن شعرك"
ــ ربما علىّ أن أقصه قبل أن أرافقك فى تلك الرحلة التى كلمتنى عنها.
لم ترق الفكرة لـ جوش :"إياك ان تقصيه إنه رائع"
ــ ظننت ان الفكرة ستعجبك . فسيكون عملياً أكثر.
ــ ربما ولكنك لن تكونى أنت . وأنا .....
ولجم نفسه فى الوقت المناسب قبل أن ينهى جملته : وأنت تعجبينى كما أنت
عندما عادا إلى الغرفة أجلسها على الشرفة وراح يسرح شعرها بيدين حنونتين نافضاً عنه الرمال و كانت نظراته إليها مليئة بالشوق و كأنه فى حلم لا يريد أن يستيقظ منه.

منتديات ليلاس


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 17-09-12, 03:19 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


كان المطار فى الصباح التالى مكتظاً بالمسافرين المتوجهين إلى عدة مناطق أوروبية فى الوقت نفسه
أهتم جوش بالحقائب بينما أنتظرت بيللا . شعرت بأنها منعزلة تماماً عما يجرى حولها كما لو أنها لا تزال فى حلم الليلة الماضية. أستعدا هذا الصباح للمغادرة من دون أن يقولا الكثير. فى الواقع لم يكن هناك ما يقال
ــ كيف حال قدمك؟
استفاقت بيللا من أحلام اليقظة لترى إيزلينغ وقد بدت متعبة منهكة
ــ أنا بخير شكراً.
كانت إيزلينغ آخر شخص تود التحدث إليه هذا الصباح. و لكن عليها أن تكون لطيفة معها من أجل جوش . فأومأت ناحية قدمها المضمدة:"تبدو أسوأ مما هى عليه فعلاً . كيف حالك أنت؟"
ــ أشعر بأننى أقترفت أكبر غلطة فى حياتى . فقد تشاجرت مع براين بقوة عند عودتنا . المحنة التى مررنا بها على متن المركب و من ثم على الجزيرة جعلتنى أدرك أنه لا شئ مقارنة مع جوش . لقد كنت غبية , ظننتنى مغرمة بـ براين و لكننى أدرك الآن بأنه كان مجرد إنبهار , لقد غرنى مظهره و مركزه فى الـ (سى بى سى)
ثم عضت إيزلينغ شفتها قبل أن تتابع :"حتى أننى لستُ واثقة من أنه يحبنى. قال إنه يحبنى وانه طلق زوجته و لكننى أتساءل إن كان سيفعل ذلك يوماً . كان من الأفضل لى ان أبقى مع جوش"
قالت بيللا ببرودة:"جوش يستحق بأن يكون أكثر من مجرد خيار آمن تلجئين إليه عندما تسوء الأمور معك"
ــ أعرف , وأعرف أن الآوان قد فات الآن. أريد فقط أن أخبر جوش بأننى أدرك الآن كم أنا غبية.....وكم انت محظوظة.
تبددت أحلام الليلة السابقة,تاركة بيللا بمواجهة الواقع الأليم . إيزلينغ تريد إستعادة جوش . وهى ستدعه يتخذ الخيار.
كل ذرة فى كيانها كانت ترفض إعطاء إيزلينغ فرصة ثانية . أرادت بيللا أن تدفعها بعيداً و تقول لها أن تدع جوش وشأنه . بأنه لها هى و لكالما كان كذلك. ولكن لو فعلت ذلك فلن تعرف أبداً إن كان جوش سيندم
هى طبعاً تريد أن تمضى بقية حياتها معه . ولكن ليس فى المرتبة الثانية بعد إيزلينغ و ربما ليست هى المرأة التى يريدها فعلاً.
على جوش أن يقرر إن كان يريد إيزلينغ أو يريدها هى, و الطريقة الوحيدة ليفعل ذلك هى بأن تخبره إيزلينغ بأنها غيرت رأيها.
ابتسمت بيللا قليلاً لـ إيزلينغ :"أنا و جوش مجرد صديقين وأنت تعلمين ذلك . أخبرك بنفسه بأننا ندعى مخطوبان فى هذه الرحلة"
ــ أجل, ولكننى كنت أتساءل فقط إن كانت الأمور بينكما قد.....
ــ لا , نحن صديقان و سنبقى كذلك.
بدت إيزلينغ أكثر تفاؤلاً:"فى هذه الرحلة , ربما أتكلم مع جوش لاحقاً"
هزت بيللا كتفيها بلا مبالاة مصطنعة :"كما تشائين , لا علاقة لى بذلك"
بدت رحلة العودة أطول و أصعب من رحلتهم خلال العاصفة , على الأقل هناك لم يكن لديها وقت لتفكر . وتمنت لو يعود الزمن بها إلى الوراء فالقلق بشأن الغرق أسهل بكثير من القلق بأن وضعها و سعادتها مع جوش .
فكرت بيللا فى أن الطريقة الوحيدة هى بالانسحاب كلياً , ويبدو أن جوش سعيد بتجنبها . كانت تتوق لتسأله إن كان قد تحدث إلى إيزلينغ و ما الذى قاله , ولكنها عرفت أنه لا يجدر بها ذلك , كان كلاهما حريصاً على عدم قول أى شئ قد يذكرهما بالساعات العذبة الماضية . رغبت بيللا فى العودة إلى تلك الغرفة السابحة فى ضوء القمر حيث توقف الزمن . كلما فكرت فى الطريقة التى عانقها بها لم تستطيع أن تصدق كيف أن جوش لم يلاحظ مثلها أنهما خُلقا الواحد للآخر.
و لكنها تذكرت ما قاله عن إيزلينغ وكيف أن كليهما اتفقا على أن صداقتهما تعنى أكثر من أى شئ آخر. فأن تكون صديقة جوش يعنى أن تريد له السعادة و إن كان يريد إيزلينغ فعليها أن تكتفى بصداقتهما ليس أكثر.
كان الوقت متأخراً عندما هبطت بهما الطائرة فى هيثرو بعد أن توقفت فى باريس و كانت بيللا متعبة جداً بحيث تورمت قدمها و كانت على وشك البكاء .
حمل جوش الحقائب قائلاً:"لنستقل سيارة أجرة"
ــ حسناً , لا داعى لترافقنى إى المنزل . يمكننى أن أتدبر أمرى
ــ عظيم
و لكن نبرته كانت باردة
كانا يغادران قاعة المطار عندما التقيا بــ إيزلينغ تنظر إى الخلف إلى منتديات ليلاس حيث كان براين.
قالت غاضبة :"لقد رحل وتركنى! عاد إلى زوجته فى روركينغ.
وتابعت بإنفعال :"على الأرجح هى (تفهمه) أكثر منى. ولكن الآن ماذا سأفعل ؟ كنت أسكن فى شقته فى لندن لقد رحل الآن من دون أن يترك لى المفتاح لأنام هناك الليلة"
قالت بيللا :"من الأفضل أن تأتى معنا . يمكنك أن تقضى الليلة فى شقة جوش . أليس كذلك جوش؟ فمعظم أغراضك لا تزال هناك على أى حال . أليس كذلك؟"
ـت هذا صحيح , هل لديك مانع جوش؟
ماذا بوسعه ان يقول ؟ بدت بيللا عازمة على دفع إيزلينغ إلى أحضانه. كما لو أنها تخشى بأن ينسى أتفاقهما بأن كل شئ سيعود إلى طبيعته الآن....و كأن هذا يمكن أن يحصل!
ليس بالنسبة إليه على الأقل
أراد أن يصرخ فى وجهها بأنه لم ينس . وكيف ينسى و قد أمضت النهار بطوله تذكره بتصرفاتها بألا يسئ فهم ما حصل بينهما الليلة الماضية.
حسناً سيدعها و شأنها إن كان هذا ما تريده . فقال لـ إيزلينغ التى كانت لاتزال تنتظر رده :"بالطبع يمكنك ذلك. و الآن هيا بنا"
و بينما كانت السيارة تنطلق بهم قالت إيزلينغ :"أنا آسفة جوش أظن أننى أضعت علينا فرصة الفوز بالعقد . براين مقتنع بأن العاصفة حصلت بسببك , وهو حتماً لن يسامحنى على الأشياء التى قلتها ليلة البارحة بسببك و هو حتماً لن يسامحنى على الأشياء التى قلتها ليلة البارحة. كان على أن أتوخى الحذر أكثر لكنه أثار جنونى ! و أخشى الآن أن يعترض أى محاولة لإعطائنا العقد . لديه نفوذ كبير فى الشركة"
ـت لا تقلقى سننتظر ونرى
ــ أفهم موقفك إن أردت طردى من الشركة الآن.
ــ طبعاً لن أطردك .لقد قمت بعمل رائع و كنت محقة فى حثى للذهاب فى هذه الرحلة . لقد تعرفت على الكثير من الأشخاص المهمين هذا الأسبوع الأمر الذى ما كنت لأفعله لو لم تشجعينى على ذلك . وحتى لو لم أكسب العقد الكبر فإن الأمر يستحق عناء المحاولة .
طبعاً لن يطردها , فكرت بيللا بأسى يمكن لـ إيزلينغ أن تفعل ما تشاء: يمكنها أن تتخلى عنه وتهينه و تضيع عليه عقداً مهماً .....و مع ذلك لا يستغنى عنها جوش
انتظرت سيارة التاكسى أما شقة جوش بينما كان هو و إيزلينغ ينزلان الحقائب.
قالت بيللا مبتسمة:"حسناً....إلى اللقاء"
ترد جوش قبل أن يقول :"أجل , إلى اللقاء"
كان يرغب فى قول المزيد و لكنه فى النهاية ترجل من السيارة و أقفل الباب
بينما كان السائق يهم بالرحيل راحت بيللا تراقب جوش يفتح باب منزله ويدع إيزلينغ تدخل أولاً ثم يتبعها إلى الداخل من دون أن يلتفت إلى الوراء إلى حيث كانت جالسة وحيدة فى مؤخرة السيارة . أنتهت العطلة وعاد كل شئ إلى الواقع.
كان المنزل بارداً وفارغاً عندما دخلته بيللا . لقد أشفق عليها سائق التاكسى و حمل لها ا{غراض حت الباب ولكن قدمها المصابة صعبت عليها حتى الدخول بمفردها و حمل الأكياس إلى غرفتها .
دخلت بيللا المطبخ وأضاءت الأنوار . لطالما أحبت هذا المنزل و لكنه بدا لها فجأة حزيناً و موحشاً وكبيراً جداً بالنسبة إلى شخص واحد.
و تمنت لو أن جوش ليس هنا , غنه مع إيزلينغ . أسندت بيللا رأسها على كلتا يديها وراحت تعذب نفسها بتخيلهما معاً. أين هما جالسين يا ترى؟ ربما إيزلينغ تخبر جوش الآن كم هى نادمة على رحيلها مع براين و على الأرجح هو يعانقها و يخفف عنها قائلاً لها بألا تقلق بشأن العقد وأن عودتها إليه هى كل ما يهمه.
أخذت بيل تبكى بدموع ساخنة و لكن على الرغم من دموعها غطت فى النوم ما أن دخلت غرفة النوم لشدة تعبها . استفاقت متأخرة فى الصباح التالى , عيناها منتفختان و معدتها متشنجة و على الرغم من ذلك عليها أن تذهب إلى العمل.
نظرة وزاحدة إلى مرآة الحمام كانت كافية لتعلم كم أن حالتها مزرية . وعليها أن تواجه فيبى وكايت أيضاً . لقد أصرتا على زيارتها هذا المساء لتعرفا كل شئ كما قالت فيبى فى الرسالة التى تركتها لها على المجيب الآلى.
لحسن الحظ أن أنتفاخ عينيها قد زال بعض الشئ مع حلول المساء و أسمرار وجهها على الشاطئ أخفى شحوبها . ولكن كايت و فيبى لم تنخدعا بذلك.
فسألتها كايت قلقة :"بيللا عزيزتى ماذا جرى بحق الله! تبدين فظيعة!"
عانقت بيللا فيبى سائلة إياها :"لا أبدو بهذه الفظاعة . لا؟"
ــ بلى ما الخطب ؟
أرغمت بيللا نفسها على الابتسام :"لا شئ عدا أصاتى فى قدمى لن أتمكن من أنتعال أحذيتى المفضلة قبل وقت طويل"
ــ هذا سئ
ــ بالضبط . أليس هذا سبباً كافياً لكى لأبدو فظيعة؟
جلسن حول المائدة كما كن يفعلن دائماً عندما كن يتشاركن هذا المنزل :طهيا أخبرينا كل شئ"
ــ لا أعرف بصراحة من أين أبدأ
نصحتها فيبى :"أبدأى بالأهم , كيف حال جوش؟"
ــ أنه.......أنه.....
ارتجفت بيل و لم تستطيع إكمال حديثها أو إخفاء الدموع التى بدأت تنهمر من عينيها
نظرت فيبى إلى كايت :"هل من مناديل هنا؟"
استطاعت بيللا أن تقول :"لا" قبل أن تواصل البكاء من دون إنقطاع
نهضت كايت من مكانها :"سأذهب إلى المتجر"
ذهبت كايت لتعود بعد دقائق قليلة محملة بالمناديل و الحليب و الشوكولا :"فكرت فى أننا سنحتاج هذا أيضاً"
حضرت بيللا الشوكولا الساخنة ووضعت فنجاناً أمام بيللا :"تناولى هذا بيللا سيفيدك"
أطاعت بيللا صديقتها فى حين ناولتها كيت علبة المناديل
ــ أنا آسفة.
ــ جميعنا بكينا و على هذه الطاولة بذات ابتسمت بيللا من خلال دموعها :"أذكر"
وقالت بيللا بدورها :"و أنا أيضاً بكيت هنا بسبب جيب . والآن من الأفضل أن تخبرينا كل شئ"
و عندما بقيت بيللا صامتة قالت كايت :طليست أدرى لما تشعرين بالقلق بيللا . حتى ول لم نكن نعرفه, من الواضح أن جوش مغرم بك انت"
منتديات ليلاس
ــ إذاً لِمَ رحل مع إيزلينغ؟ لم يتصل بى حتى ليرى إن وصلت بخير إلى المنزل
اقترحت عليها فيبى:"يمكنك ان تتصلى به"
أجابت وهى لا تزال تنوح :طلا يمكننى ذلك . هو على الأرجح مع إيزلينغ و لا يمكننى أن أستجدى منه الاهتمام . قلت له إنه يمكننا أن نبقى صديقين و لكننى ليست واثقة حتى من أنه بإمكانى ذلك الآن"
قالت كايت مطمئنة إياها :طبالطبع ستبقيان صديقين. لا يمكنكما أن تبتعدا الواحد عن الآخر بعد كل تلك السنوات"
ــ لا أظن أن بإمكانى ذلك إن كان مع إيزلينغ . لا أحتمل رؤيته مع أحد الآن . ولكن إن لم نكن صديقين فلن أراه إطلاقاً . وهذا أيضاً لا أقوى على أحتماله . لا أعرف ماذا أفعل . أشتاق إليه, أشتاق إليه.....
وأنفجرت بالبكاء مجدداً.
طوقتها فيبى بذراعيها و تبادلت بعض النظرات مع كايت التى باشرت تقول بنبة متفائلة :طلا أظن أن جوش سيعود على إيزلينغ . لم يبدوا أبداً متلائمين كثنائى كما هى الحا معك ومع جوش"
أخذت فيبى الكلام عنها متابعة :طكايت محقة . أنت و جوش خُلقتما ابعضكما و أنا متأكدة من أن جوش يعرف ذلك مثلما تعرفينه أنت"
ــ إذاً لماذا لم يتصل؟
ــ ربما يواجه بعض المشاكل فى التخلص من إيزلينغ . لعله يحل المسألة و يظهر هنا فجأة.
ولكن جوش لم يأتى و لم يتصل و لم يرسل حتى رسالة. أمضت بيللا أربعة أيام تتفقد هاتفها عله يكون قد أتصل بغيابها . مع أن ذلك لم يكن محتملاً فهاتفها لا يفارقها
فكرت فى أن هاتفه قد يكون معطلاً و لكنه يستطيع أستعمال هاتف العمل. وماذا عن اجهزة الكمبيوتر؟أم أن كل الأجهزة تعطلت دفعة واحدة ؟ حتى أنه بإمكانه أن يكتب لها رسالة ويرسلها بواسطة البريد !
و سألت فيبى صباح الجمعة :طأتظنين أنه مريض؟"
ــ لا , بل أظنه ينتظر سماع أخبارك . فنظراً لما قلته لى عن تصرفاتكما فى الطائرة أظنه الآن يفكر فى أنك لا تريدين حتى صداقته.
منتديات ليلاس
ــ أو ربما هو سعيد جداً مع إيزلينغ ليفكر بى.
ــ حسناً لن تعرفى ذلك ما لم تتحدثى إليه . لا تكونى سخيفة بيللا , أتصلى به بكل بساطة منتديات ليلاس
فى النهاية أرسلت له بيللا رسالة إليكترونية استغرقت كتابتها دهراً بكامله. لم تشأ أن تفكر فى أنها كانت تتهرب منه و لكن عليها رؤيته غأدعت بأنها كانت منشغلة جداً و اعتذرت عن عدم اتصالها به قبلاً . وفى النهاية سألته:"ما رأيك لو نشرب فنجان قهوة ذات ساعة؟"فبدا ذلك كمن يسعى فقط إلى إكمال الصاقة من حيث كانت قبل أن يفسدا كل شئ تلك الليلة.
و بعد أن أرسلتها راحت كل خمس دقائق تتفقد صندوق رسائلها الألكترونية لترى إن كان جوش قد أجاب و عندما ظهر أشمه أخيراً على شاشتها كاد قلبها يسقط من صدرها.
و أهتزت يدها على الفأرة و هى تنقر لترى الرسالة التى قال فيها :
ــ هل من مشاريع تقومين بها الليلة؟
ردت بسرعة:"لا شئ".....عدا عن التفكير فيك طبعاً!
ــ ما رأيك لو تأتين فنشرب المرطبات و نتحدث كما فى الماضى !
جاءها رد جوش بعد دقائق . تمنت أن يقول أنه يود رؤيتها و إنه أشتاق إليها....أى شئ يعبر عن مشاعره و لكنه اكتفى بالإجابة:"حسناً"
شعرت زهرة منسية بتوتر شديد قبل وصوله تلك الليلة وراحت تذرع المنزل بحثاً عما ترتيده وكيف عليها أن تبدو . لم يكن لديها يوماً مشكلة فى ذلك عندما كانت تريد لفت انتباه أى رجل فلطالما كانت بارعة فى ذلك. و لكن الوضع مختلف مع جوش.

منتديات ليلاس


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 17-09-12, 03:24 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


أيقظها صوت الجرس من أفكارها و راح قلبها يخفق بقوة. اضطرت ان تأخذ عدة أنفاس عميقة مهدئة قبل أن تفتح الباب و عندما فعلته تبخر الهواء من رئتيها مجدداً عند رؤيته
ــ مرحبا منتديات ليلاس
خرج صوتها همساً فتنحنحت قبل أن تقول :"تفضل بالدخول"
بدا تماماً كعادته و فكرت فى ذلك بمزيج من الفرح والأسى . الفرح لأن مجرد رؤيته جعلتها تحس بالسعادة تسرى فى عروقها و الأسى لأنها لم تر أى دليل على تأثيرها السابق عليه . لم يبدُ عليه أنه مشتاق إليها أو أن هذه الأمسية مختلفة عن الأمسيات السابقة عندما كان يعرج عليها لرؤيتها.
بدا متعباً و لكن قد يكون لذلك أسباب عديدة. على الأقل هو ليس منتفخ العينين لكثرة البكاء مثلها.
سألته وهى تسكب العصير :"هل كنت منشغلاً؟"
جلس على أحدى الكنبات فى المطبخ مجيباً :"بل كنت منهمكاً . أتصلت بنا شركة(بى بى سى) غداة عودتنا و منحتنا العقد"
ــ حقاً ؟ رغماً عن براين ؟
ــ تبين أن الجل الذى يقرر هذه المسائل فى الـ (سى بى سى) كان معنا فى الرحلة . وإنه ذلك الرجل القصير القامة الذى ساعدنا فى سحب القارب على الجزيرة . ويبدو أنه يظن أننا نحن بالضبط ما تريده شركتهم.
ــ جوش ! يا له من خبر رائع !
كانت بيللا سعيدة فعلاً من أجله . ولم يمض سنتان على تأسيسه الشركة وهى تعلم كم يحتاج إلى عقد كبير كالذى حصل عليه من (سى بى سى) ليضمن مستقبل الشركة
قال جوش :"كان مأخوذاً بك جداً , لم ينفك يمدحك. أظنك عملت على الفوز بالعقد أكثر منا جميعاً"
ــ هذا ليس صحيحاً.
ناولته بيللا كوب العصير و جلست على الطرف الآخر من الكنبة خوفاً من أن تلمسه عرضاً
قال:"شكراً على أى حال"
وساد صمت قصير .
بالنسبة إلى رجل أمن لتوه مستقبل شركته بدا جوش منزعجاً .
سألها بعد لحظة:"كيف حالك؟"
ــ بخير , وأنت؟
ــ بخير.
و فكرت بيللا فى أن من يسمعهما يظن أنه موعدهما الأول , فحاولت أن تفتح حديثاً ما :"لم أعرف إن كنت ستأتى بمفردك أم لا . أين إيزلينغ الليلة؟"
ــ إيزلينغ؟ ليس لدى أى فكرة
بدا جوش متفاجئاً بسؤالها . وللمرة الأولى منذ ترجل هو و إيزلينغ من التاكسى معاً شعرت بيللا بالارتياح
ــ إذاً أنتما لستما....؟
ــ لسنا ماذا؟
ــ لستما معاً مجدداً؟
ــ لا. قطعاً لا.
ـ أنا آسفة
خشيت بيللا أن تكون قد وضعت إصبعها على الجرح
ــ لماذا؟
تفاجأت لسؤاله المباشر :"أنا آسفة لأنك تعيس"
ــ لستُ تعيساً.....على الأقل ليس بسبب إيزلينغ
لم يكن من عادته أن ينفعل هكذا فتفحصته بيللا بحذر :"إذا لم يكن بسبب إيزلينغ فما الذى يحزنك إذاً؟"
تردد جوش فحثته بيللا :طيمكنك أن تخبرنى. لا؟ المشكلة تُحل عندما نتشاركها مع أحد . لهذا السبب وجد الأصدقاء"
وضع جوش كوبه بانفعال :"هنا المشكلة. لا أظن أنه بإمكانى بعد اليوم أن أبقى صديقك"
قالها بجدية لم تستطيع بيللا معها إلا أن تحدق به. لا يُعقل أن يكون جاداً!
فقالت بصوت مرتجف رغماً عنها:"لا يمكننا أن نفعل ذلك جوش"
ــ أظن أنه من الأسهل ألا نرى بعضنا بعد اليوم
ــ ولكن....لماذا؟
ــ لأن الصداقة لم تعد كافية بالنسبة لى.
و أسند رأسه بين يديه عاجزاً عن النظر فى وجهها المصعوق.
ــ أنا آسف بيللا , آخر ما أريده هو إيذاؤك. و لكن لم أعد أقوى على الأحتمال , وما كان علينا أن نذهب معاً نذهب معاً فى تلك الرحلة . كنت أعلم أننا لن نعود كما كنا لا نستطيع ذلك , أو أقله أنا لا أستطيع ذلك .
أعرف أننى سأشتاق إليك أكثر مما أستطيع التعبير عنه و لكننى الآن كغرم جداً بك و لا أعرف إن كنت سأحتمل عدم رؤيتك.
كانت الكلمات تتدفق من فمه بسرعة . ولم تسمع بيللا يوماً تلك النبرة الحزينة فى صوت جوش. حتى أنه لزمها عدة لحظات لتستوعب ما قاله. و عندما أستوعبت ابتلعت ريقها بصعوبة:"جوش"
ولكن أسمه خرج من بين شفتيها كالهمس بينما كان جوش يتابع حديثه :"لم أعرف ماذا أفعل . كنت أتحرق شوقاً لرؤيتك و لكننى كنت أعرف أننى لو فعلت لن أقدر على لجم نفسى . أعرف أنك تريدين أن نكون مجرد صديقين و لكن لا يمكننى ذلك بيللا"
حاولت بيللا مجدداً :"جوش..."
و لكنه لم يسمعها حتى
ــ أنا آسف لا أريد أن أحرجك , رباه! هذا مريع و لكن علىّ أن أعترف لك بأننى أحبك , أحبك....لا أظننى قادراً على العيش من دونك ولكننى أعرف شعورك حيال ويل و أعرف أن الأمور لن تعود أبداً كالسابق و....
اضطرت بيللا أن تصرخ فى النهاية :"جوش!"
فتوقفت عن الكلام كمن تلقى صفعة على وجهه.
ــ هلا سكت لحظة وتركتنى أقول شيئاً؟
نظر إليها بحذر :"نعم"
ــ أنا ليست مغرمة بـ ويل . أنا لا أريده بل أريدك أنت.
هذه المرة حان دور جوش ليحدق فيها بذهول . بقى يفتح ويغلق فاه كما لو أنه لم يستطيع أن يقرر أى كلمة صعقته أكثر
ــ ماذا؟
ــ قلت فقط أننى مغرمة بـ ويل لأنك كنت مرتبطاً بـ إيزلينغ . شعرت بالإحراج لو اعترفت لك كم أحبك حينها . ورأيت أنه سيكون من الأسهل أن أجعلك تظن بأننى حزينة على ويل ولكن فى الوالقع كنت حزينة بسببك.
ــ أسهل؟
منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
ــ لم أكن أعلم أنك تحبنى.
سكتا لحظة ثم قال جوش غير مصدق:"أنت مغرمة بى؟"
تنهدت بيللا :"أظننى لطالما كنت مغرمة بك جوش و لكن لزمنى وقت طويل لأدرك ذلك . وعندما أدركت الأمر كان الأوان قد فات أو هذا ما بدا عليه"
كان جوش لا يزال يجد صعوبة فى استيعاب ما تقوله :"أنت تحبيننى؟"
ــ أجل
و شعرت بيللا بأن ابتسامة ولدت داخلها و انتشرت إلى أصابعها و أطرافها و شفتيها :"أجل أحبك !"
ــ بيللا ....
كان جوش لا يزال يحدق بها و بدأ فجأة يضحك :"بيللا..."
و أخذها بين ذراعيه :"هل تعرفين منذ كم سنة أنتظرت سماع هذه الكلمة منك؟ منذ أربعة عشرة سنة!"
ــ هل تحاول أن تقول لى بأنك كنت مغرماً بى منذ البداية؟
ـت طبعاً .وقعت فى غرامك منذ النظرة الأولى . أن تعرفين تماماً أنك كنت رائعة لا تقاومين و مازالت
لِمَ لم تخبرنى؟
قال ويداه تتلمسان ظهرها بحب:"كنت أعرف أنك لم تعيرينى انتباهاً . ففضلت صداقتك و قلت لنفسى إن هذا أفضل من لا شئ , و أعتدت على الفكرة . لم يعجبنى الأمر عندما ظننتك جادة بالنسبة لـ ويل و لكن بدوت مصرة فلم يكن أمامى الكثير لأفعله . وأظن أننى لهذا السبب ارتبطت بـ إيزلينغ ظننتها تُشبهك و لكنها ببساطة ليست أنت. وكنت سعيداً جداً عندما فسخت الخطوبة!"
تنهدت بيللا بسعادة و اشتدت ذراعاها حوله :"هل من شئ آخر يجدر بى معرفته تجنباً لأى سوء تفاهم؟"
أمسك جوش بوجهها بكلتا يديه ونظر فى عمق عينيها قائلاً بجدية:"يجدر بك أن تعلمى بأننى أحبك و أريدك و أحتاجك و أود أن أعود إلى المنزل كل ليلة لأجدك هناك. ما رأيك بيللا ؟ هل يمكننا أن نكون حبيبين و صديقين فى آن معاً؟"
ــ طبعاً يمكننا و سوف نبقى دوماً هكذا.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجزء الثالث, السعادة التائهة, احلام, دار الفراشة, جيسيكا هارت, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سلاسل احلام
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية