كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
وإذ شعرت بيللا بالمهانة لنبذ جوش الفظ لها لمعت عيناها بشكل خطر. لقد تعمد عدم مد يده لها لمساعدتها على النهوض و على النهوض و عدم استشارتها قبل اتخاذ قراره المتفرد بالذهاب ولكنها حتماً لن تقف هنا مكتوفة اليدين بينما هو يتسكع خلف إيزلينغ . لقد حظيا بما يكفى من وقت (للعمل) على انفراد كما قالا سابقاً.
زمت بيللا شفتيها و أنهت كوب العصير . هى هنا خطيبة جوش وعليه أن يعاملها على هذا الأساس.
ــ سأرافقك , علىّ أن أستحم قبل العشاء.
و استمتعت بجعله يمسك يدها وهما يغادران برفقة إيزلينغ . ولكن ما إن تواريا عن الأنظار حتى أفلت يدها مجدداً بفظاظة . فشبكت بيللا ذراعيها بحزن لكى تشغل يديها بأى شئ .
تركا إيزلينغ عند باب غرفتها ثم تابعا طريقهما بصمت مطبق . كانت الشمس تغيب فى الأفق صابغة السماء بلون زهرى برتقالى رائع . كان كل شئ صامتاً . حتى المحيط بدا ساكناً و كانه ينتظر الليل ليسدل ستاره .
من المؤسف أن يكون المرء تعيساً فى مثل هذا المكان الرومانسى هى و جوش بحاجة لأن يسترخيا و يتحادثا.
ــ هل ترغب بنزهة على الشاطئ؟
اقترحت عليه ذلك ظناً منها أن جوش لا يستطيع مقاومة مشهد مغيب الشمس على شاطئ استوائى ولكن يبدو أنه يستطيع ذلك:"ظننتك تريدين الاستحمام؟"
ــ أجل ولكن لِمَ العجلة؟
ــ فى هذه الحالة كان عليك البقاء مع أصدقائك فقد بدوت مستمتعة جداً بوقتك.
بدأت بيللا تفقد صبرها فقالت بحدة:"كنت لأبقى برفقتهم لكننى لم أنس أننى هنا كخطيبتك و ما من خطيبة محترمة تترك خطيبها يتسكع مع امرأة أخرى"
أجابها جوش بنبرة تشوبها الدهشة :"لم نكن نتسكع فـ إيزلينغ كانت عائدة إلى غرفتها . تعرفين ذلك"
ــ ربما ولكن الآخرين لا يعرفون ذلك . بدأ الجميع يتكلم عن مدى الوقت الذى تمضيانه معاً ولم يمض على وجودنا هنا سوى بضع ساعات !
وصلا إلى جناحهما و تناول جوش المفتاح من جيبه :"أخبريهم ببساطة أننا نعمل معاً"
دخلت بيللا وهى تقول غاضبة :"يلزم اكثر من ذلك لوضع حد لتكهناتهم . وأظنهم بدأوا يتساءلون من هى خطيبتك بالضبط . فأنت لا تمضى معى أى وقت على الإطلاق!"
ــ بحق الله بيللا ! أنتِ قلت للتو أنه لم يمض على وجودنا هنا سوى بضع ساعات .
كانت بيللا من التوتر بحيث لم تنتبه لحركاتها ففكت الرداء الشفاف عن جسمها و بقيت بثوب السباحة و هى تقول لجوش غاضبة :"أسمع . أنت لا تبدو إطلاقاً كخطيب مقنع. تجفل كلما لمستك و تتحمس لتمضية أيامك مع امرأة أخرى و لا تريد أن تفعل أى شئ معى. لا أظن أن هناك من داعٍ بيقائى هنا إن كنت ستستمر على هذا النحو"
حدقا ببعضهما إلى ان أطلق جوش أخيراً تنهيدة يائسة و مرر يده فى شعره القصير :"أنا آسف بيللا , أنت محقة . لست بارعاً فى التظاهر إطلاقاً هذا كا ما فى الأمر"
تبدد ضيق بيللا عند رؤية تعابير الأنهزام على وجهه . قد يجرحها عجز جوش عن الابتعاد عن إيزلينغ و لكنها تتفهم جيداً ما يشعر به .
منتديات ليلاس
فقالت برقة :"لا , أنا آسفة أعرف أن الوضع مختلف بالنسبة إليك. من السهل القول أنه عليك متابعة حياتك و لا داعى لتعذب نفسك بالاستمرار مع شخص لا يحبك ولكن أن كنت تحبه فعلاً لا يمكنك أن تستسلم هكذا"
ودت لو تحيطه بذراعيها و لكنها لم تثق بما قد تفعله فعدلت عن الفكرة :"انا أفهمك"
ـت أعرف ذلك.
ــ آمل ألا يكون هذا الأسبوع صعباً جداً عليك.
رمت بيللا رداءها على الكرسى ثم راحت تبحث عن فرشاة الشعر فى حقيبتها . فنظر إليها جوش مأسوراً كانت دافئة حيوية و لا يفصل بينها و بينه سوى هذا السرير المزدوج.
أجابها :"أظن ذلك بل أظنه سيكون أصعب مما توقعت"
جلست بيللا على حافة السرير و راحت تسرح شعرها بقوة . فعلى الرغم من كل المستحضرات و المراهم التى أنفقت ثروة عليها و التى وعدت بأن يكون شعرها حريرياً لامعاً فى كل الأوقات ها قد جف الآن وتشابكت خصلاته.
قالت و قد سرها الهدوء فى صوتها:"أتعلم؟ أظن انه لا يُفترض بك أن تستسلم . أعنى , من الواضح أن إيزلينغ لاتزال معجبة بك . قد تكون مسلوبة القلب الآن بـ براين و لكنه فى النهاية أحمق . لا؟
تحدثت معه لدقائق فقط و كان ذلك كافياً لاكتشف كم هو بغيض . هل رأيت كيف كان يمشى مختالاً فى هيثرو ؟ لن أتفاجأ إذا أمضيت إيزلينغ أقل من أسبوع معه لتعود إلى صوابها و ترسله إلى زوجته التى أظنها سعيدة جداً للتخلص منه! عندئذٍ ستعود إليك"
كان جوش واقفاً ينظر إلى الظلام الذى بدأ يخيم على المكان
ــ إذاً برأيك علىّ أن أتحلى بالصبر؟
ــ إذا كان هذا ما تريد
استدار بسرعة ناحيتها :"ماذا عنك بيللا ؟ لم أكن رفيقاً جيداً لك حتى الآن. أنا آسف"
ـت لا تقلق . أتفهم الوضع
وابتسمت بيللا و هى تنهض لتفرغ حقيبتها :"أنا أستمتع كثيراً بوقتى . معظم المشاركين فى الرحلة لطفاء, أنزل فى هذا الفندق الرائع مجاناً ولدى أسبوع بكامله لأتشمس و أطالع . ماذا أريد أكثر؟"
ــ ويـــــل؟
تجمدت بيللا لحظة ثم شغلت نفسها بتعليق الملابس فى الخزانة فكانت هذه حجة جيدة لتشيح بنظرها , كى لا يقرأ جوش تعابيرها بوضوح.
قالت:"لا يمكننا دائماً الحصول على ما نريد . علينا أحياناً أن نقبل بما لدينا"
أخذ جوش يفكر فيما قالته و هو ممد إلى جانبها تلك الليلة و قد جافاه النوم . كان ضوء القمر يتسرب إلى الغرفة عبر النافذة و شعرها منسدلاً على الوسادة.
تساءل جوش فى سره : هل هذه الطريقة الوحيدة ليتأملها كما يحب؟ عندما تكون نائمة؟
لقد بدت رائعة فى حفل ذلك المساء الذى أقامته(سى بى سى) للترحيب بالمشاركين , ولكن جوش لم يتمكن من النظر إليها كما يريد, إذ كان هناك جمع غفير و كثيرون كانوا يحاولن لفت انتباهها .
كانت ترتدى ثوباً أحمر اللون وحذاء بسيطاً صحيح أن جوش ليس ضليعاً فى ثياب النساء و لكنه رأى كيف كانت ثياب بيللا تلفت أنظار الجميع. فقد بدت وسط الألوان الباهتة التى يرتديها الآخرون أشبه بشعلة متألقة.
منتديات ليلاس
راح جوش يسترق النظر إليها تنازعه مشاعر الغيرة والفخر . يبدو أنه يحق لها أن تتجاهله كم فكر جوش بآسى متذكراً تذمراتها السابقة. كان من الصعب ألا يُعجب بها أحد. و لم يمض على وجودها مع هؤلاء القوم اكثر من 24 ساعة ومع ذلك يبدو أنها تعرفت عليهم جميعاً . فقد تصادقت مع عدد من الأشخاص الرئيسين الذين يعود إليهم القرار الأخير فى مسألة العقد الذى يتحرق جوش للفوز به.
وقد أتى هؤلاء مراراً إلى جوش ليقولوا له كم أن بيللا لطيفة و جميلة و مسلية وكأنه لا يعرف ذلك.
كان يُفترض به أن يكون مسروراً ممتناً كما كان يُفترض به أن يشجع بيللا . ولكن كل ما كان يريد فعله هو ان يشق طريقه عبر هؤلاء الرجال الملتفين حولها ويمسك بمعصمها و يأخذها إلى الغرفة . ولكنه ابتسم بدلاً من ذلك, شاكراً إياهم على إطرائهم.
كان العشاء بعد ذلك أسوا ولم يصدق جوش متى يحين الوقت كى يأخذ بيللا لتكون له وحده . ولكن عندما عادا أخيراً إلى الغرفة كان الوضع أسوأ بكثير.
فبعد أن ضحكا و تكلما عن الذين التقياهم و انتقدت بيللا ما كانت ترتديه الأخريات لم يعد هناك ما يقال وكان الصوت الوحيد الذى يخرق الصمت هو أزيز الحشرات فى الأشجار المجاورة.
حان وقت النوم فلبس جوش ثياب النوم و ارتدت بيللا قميص نوم محتشم يبدو أنها أختارته عمداً
انتظر جوش على الشرفة مستمعاً إلى أزيز الحشرات و همس البحر محاولاً ألا يفكر فى ما يُخبيه قميص الذى ارتدته بيللا .
وعندما خرجت بيللا من الحمام صعد كلاهما إلى السرير وغطت بيللا نفسها بالملاءة إلى ذقنها .
سألها:"هل تشعرين بالبرد؟ يمكننى أن أطفئ المكيف إن شئت"
ــ لا أنا بخير
تمدد جوش منزعجاً لقرب من بيللا منه دون ان يتمكن من لمسها .
سألها بصوت لم يبدُ صوته على الإطلاق:"هل يمكننى أن أطفئ الأضواء؟"
ــ أجل
و غرقت الغرفة بالظلمة والسكون.
أجلى جوش حنجرته ثم قال:"هذا غريب"
كانت بيللا ممتنة لخرقه الصمت :"أعلم , من حسن الحظ أننا رفيقان معتادان كثيراً على بعضنا. تصور كيف كانت الأمور مع فيبى و جيب. تشاركا الغرفة نفسها و هما لا يعرفان بعضهما . لابد أن الأمر كان مزعجاً"
أليس هذا ما يشعر به الآن؟أليس مزعجاً وصعباً أن يتمدد إلى جانب بيللا و لا يتمكن من معانقتها ؟
وافقها قائلاً بصوت خافت:"أجل من حسن حظنا"
منتديات ليلاس
|