كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
عندما رأى جوش حجم الحقيبة التى تحملها بيللا صباح الاثنين سألها مذهولاً :"هل تدركين اننا ذاهبان لأسبوع فقط؟"
نظرت بيللا بدورها إلى حقيبة اليد التى يحملها و أجابته بسؤال آخر:"وهل تدرك أنت أننا ذاهبان لكثر من خمس دقائق؟"
تدخلت فيبى لتوقف الشجار و هى تقفل صندوق السيارة :"أيها الولدان لا تتشاجرا!"
كانت قد عرضت ان تقلهما إلى المطار فى طريقها إلى (ديفون) لتجرى مقابلة مع امراة تدعى أنها تفهم لغة الهررة و هو أمر مسل ولكن ليس بقدر تمضية أسبوع فى جزر السيشيل!
قبلت جوش وعانقة بيللا قائلة:"استمتعا بوقتكما, جميعنا نأمل أن تتحول خطبتكما المزعومة هذه إلى خطوبة حقيقية . عندئذٍ يمكننا أن نقيم حفلة عند عودتكما"
نظر جوش إلى حجم حقيبته مقارنة مع حقيبة بيللا و قال لـ فيبى :
ــ يكفى أن تلقى نظرة على ما يراه كل منا ضرورياً لعطلة أسبوع لترى أننا غير مناسبين إطلاقاً لبعضنا البعض.
ــ هناك ما هو أهم من الأمتعة
و غمزت فيبى صديقتها التى كانت تنظر إليها شزراً لتلميحاتها المبطنة تلك ولكنها تجاهلت نظراتها تلك و ودعتها قبل أن تعود إلى سيارتها و تبتعد تاركة منتديات ليلاس جوش و بيللا أمام قاعة المطار مع حقيبيتهما غير المتناسقتين
قال جوش بحذر :"أفترض أننا سنسمع الكثير من هذا الكلام "
تنهدة بيللا مجيبة :" أخشى ذلك. ما كان علىّ أن أخبر كايت و فيبى بأننى سأرافقك بدلاً من إيزلينغ . فهما الآن مصممتان على أنه سينتهى بنا الأمر بالزواج كما حصل معهما"
كان هواء الخريف يعصف بشعرها فأبعدته عن وجهها وهى تنظر إليه متابعة كلامها:"هذا سخيف طبعاً و قد قلت لهما إن هذا غير وارد . ولكن أنت تعرفهما . أنا سعيدة لأنك قلت ما قلته عن عدم تناسبنا"
ــ ولكن يبدو أن كلامى لم يؤثر كثيراً على فيبى.
ـت حسناً سيدركان سخافة فكرتهما عندما نعود كما كنا سابقاً
ــ صــحــيـــح
ولكن المشكلة أنه لم يستطيع أن يتذكر كيف كانت الأمور قبل أن تعانقه بيللا يوم السبت . وكيف سيتذكر كيف كانا سابقاً , بعد أسبوع سيقضيانه فى الغرفة نفسها؟
مجرد التفكير بالأمر أربك جوش و تمنى لو أن بيللا لم تعانقه . فهو لم يكن مستعداً لذلك العناق ,إلا أنه وجد نفسه يشدها إليه رافضاً الابتعاد عنها . ومازال بإمكانه الشعور بدفئها و رقتها . ولم تستطيع حتى الآن الخروج إخراج ما جرى من ذهنه إلا أنه عليه المحاولة
ألقى نظرة سريعة عليها.كانت تحتضن ذراعيها لتحمى نفسها من البرد فى حين كان شعرها الطويل الذهبى يتطاير على وجهها . أجل , هذه هى بيللا جميلة كعادتها و لكن مرتدية ثياباً غير مناسبة بتاتاً للسفر .ففستانها قصير جداً و كل ما يمكن أن يقيها البرد هو سترة صوفية ناعمة. و كانت تنتعل بقدميها صندلاً مزيناً بالجواهر المزيفة . يا لغربتها !
ولكن لا شك أن كل ما ترتديه بيللا رائع الجمال مهما يكن غير مناسب. لا سيما أنها تتمتع بساقين طويلتين رائعتين و عينين زرقاوين آسرتين . أرغم جوش نفسه على النظر بعيداً . لطالما كانت جميلة طبعاً . ولكنه كان يتمنى الآن أن يكف عن ملاحظة جمالها . ففى النهاية هى صديقته وعلاقتهما مبنية على الشخصية وليس على المظهر .
قالت:"كلانا يعرف كيف هى الأمور . أنا أعرف أنك مغرم بـ إيزلينغ و أنت تعرف عن ويل....لا مجال لسوء التفاهم"
لا , لا مجال لسوء التفاهم
قال جوش عندما رآها ترتجف :"هيا بنا لندخل"
و مد يده ليحمل حقيبتها:"بحق الله بيللا ! ماذا وضعت داخل هذه الحقيبة؟"
ــ بعض الحاجات الضرورية
ــ ولكنك ستتشمسين على الشاطئ . كم يمكنك أن ترتدى من الملابس فى اليوم التالى؟
ــ ليست ملابس فقط . عليك أن تحترس من أشعة الشمس هذه الأيام . فهى تلحق ضرراً كبيراً بالبشرة والشعر , فأحضرت كل أنواع الكريمات المرطبة و الواقية من الشمس التى قد أحتاجها .
استمرت بيللا تثرثر أثناء أنتظارهما أمام مكتب تدقيق الأوراق و كان جوش واعياً تماماً لقربها منه و هى تسرح شعرها المتطاير على وجهها. بالكاد أستطاع أن يواكب ما يقوله , إذ كان ذهنه شارداً فى ذلك العناق الرائع.
ــ حسناً كفى حديثاً عن هذا الموضوع .
قالت بيللا ذلك ثم مدت يدها إلى ذراعه و نظرت بعينيها الزرقاوين العميقتين :"كيف تشعر جوش؟"
كيف يشعر ؟
يشعر بقشعريرة غريبة تجتاحه كلما لمسته . وبالاضطراب لمجرد التفكير بعناقها , كما يشعر بالذنب كلما جنح ذهنه فى التفكير فيها .
قال أخيراً بصوت أجش :"بخير"
ــ كنت أعرف أنك ستقول ذلك. و لكن لا داعى للتظاهر معى. كيف تشعر فعلاً ؟ هل تخشى رؤية إيزلينغ مع براين ذاك أو مهما كان أسمه؟
أنقبض جوش عند التفكير بـ إيزلينغ . فى الواقع هى الحجة المثلى التى تبرر شروده هذا الصباح.
قال :"لا يمكننى الادعاء بأننى أتحرق شوقاً لذلك"
دست يدها فى يده و عندما نظر إليها كانت عيناها الزرقاوان تنضحان دفئاً وتعاطفاً
ــ أعرف أن الأمر سيكون صعباً ولكن لا تنس أننى هنا إلى جانبك
جف حلق جوش فجأة و ضغط على يد بيللا رغماً عنه :"شكراً بيللا . فأنت صديقة رائعة"
ــ سوف أبقى دائماً كذلك.
قالت ذلك و ارتسمت على ثغرها ابتسامة مرتجفة
عندما وصلا إلى مكتب التسجيل اضطر جوش لإفلات يدها و انتابه إحساس مزعج لذلك و لكنه مضطر لفعل ذلك.
عليه أن يتمالك نفسه , فعليه ان يكون خبيراً فى التعامل مع الحالات الصعبة. المشكلة أنه من السهل معرفة ما يجب فعله لإنقاذ زميل وقع فى حفرة من الجليد أو نقل صديق إلى المستشفى و إن كان عالقاً فى الأدغال على بعد أميال من أقرب بلدة.
حتى الفوز بعقد (سى بى سى) كان سهلاً للغاية مقارنة مع الإحساس المفاجئ بالتوتر الذى تملكه إزاء رفيقته المفضلة زهرة منسية . لم يكن جوش يحب أن يفقد السيطرة على نفسه . هو معتاد على تدريب الموظفين على تحليل الأوضاع و تقييم المخاطر المحتملة و التواصل بشكل فعال بغية حل المشاكل و لكنه عاجز عن التعامل مع هذا الوضع.
ناول بيللا جواز سفرها ثم تنحنح قائلاً :"هيا نبحث عن الآخرين لعلهم فى المقهى"
كانت بيللا أول من لمح إيزلينغ فلكزت جوش بمرفقها و سارعت تتأبط ذراعه مستعدة للحرب الوشيكة.
لقد عرف جوش تلك النظرة المشاكسة فى عينيها التى تجعل المر يسر بوجودها قربه.
ذكرها قائلاً:"وعدتينى بأن تحسنى التصرف , تذكرى بأن لدينا عقداً يجب أن نفوز به"
ــ طـــبــــعــــاًمنتديات ليلاس
ولكن جوش لم يثق تماماً بالابتسامة التى بادرته بها, إذ كان منهمكاً بالتفكير فى الطريقة التى ستتصرف بها بيللا بحيث التقى وجهاً لوجه مع إيزلينغ قبل أن يتسنى له الوقت ليفكر فى ما عساه يشعر عندما يواجه المرأة التى كان يخطط للزواج بها قبل ثلاثة أيام . وقد استغرب جوش أنه لم يشعر بشئ على الإطلاق . عانق إيزلينغ محيياً :"مرحباً تبدين جميلة"
و كان ذلك صحيحاً . فهو لم يرها على هذا القدر من الجمال من قبل . كانت تشع سعادة . ولو كان جوش بحاجة إلى ما يقنعه بأن إيزلينغ أتخذت القرار الصائب فنظرة واحدة إليها الآن كافية فهى لم تكن يوماً سعيدة هكذا معه مثلما هى الآن مع براين
وكما توقع كانت إيزلينغ ترتدى ثياباً أكثر تعقلاً من ثياب بيللا تجمع بين العملية و االأناقة .
حيته إيزلينغ بدورها :"مرحباً جوش, كيف حالك؟"
لقد بدأ فعلاً يسأم من هذا السؤال . ولكنه أجاب مجدداً :"بخير", برغم من انه كان يشك ان تصدقه إيزلينغ أكثر مما فعلت بيللا . إلا أنه كان فعلاً بخير. لِمَ لا تستوعبان ذلك؟
كان يشعر بــ بيللا تغلى غضباً بالقرب منه و لكن بدا أنها تسيطر على نفسها جيداً
ــ تتذكرين بيللا . أليس كذلك؟
قالت بيللا بصوت بارد :"مرحباً إيزلينغ"
و لم يكن بالإمكان القول إن نبرة إيزلينغ كانت أكثر دفئاً و هى ترد عليها التحية .
قالت بصوت عالٍ لكى يسمعها الآخرون :"تهانينا! سمعت أنك و جوش خطبتما للتو ! يا لهذه الرومانسية المفاجئة!"
تشابكت نظرات المرأتين و قالت بيللا :"لقد لزمنا فى الواقع أربعة عشر عاماً لندرك كم أننا نحب بعضنا"
ــ من الجيد أنكما أدركنما ذلك فى الوقت المناسب لتشاركا فى رحلة السيشيل
توتر جوش عند سماع هذا التعليق و لكن بيللا استطاعت أن تبتسم ابتسامة كاذبة :"أرأيت ؟ لا يمكننى أن أخبرك كم انا متحمسة"
ثم استدارت نحو الرجل الواقف إلى جانب إيزلينغ. كان طويل القامة وسيم الشكل إلى حد ما و مزهواً بنفسه , كما لاحظ جوش . إنه النوع الذى يعجب بيللا , وجد نفسه يتفحصها بقلق لكنها صافحت براين بابتسامة باردة.
و همست لـ جوش و هى تبتعد لتتعرف على الآخرين:"أراهن على أن هذا ليس أسمه , ألق نظرة على جواز سفره إن استطعت"
تبعها جوش قائلاً :"وعدتينى بأن تحسنى التصرف: ولكنه لم يستطيع إلا ان يبتسم
كان الكل مجتمعاً فى المقهى و مع أن كل اللذين يعملون فى (سى بى سى) يعرفون بعضهم البعض , إلا أن أزواجهم كانوا غرباء و بدا من الصعب المباشرة بأى حديث.
و لكن الأمور تغيرت كثيراً عندما انضمت بيللا إلى المجموعة . فلطالما كانت بارعة فى حث من حولها على الضحك ولاسترخاء.
و أول من مارست سحرها عليها هى زوجة أحد المدراء التى بدت خجولة جداً فى البداية و سرعان ما تأقلمت معهم . ربما لا تتمتع بيللا بالمهارات الضرورية لتعيش فى العراء و لكنها حتماً بارعة جداً من الناحية الاجتماعية.
وجد جوش مقعدين من الناحية الأخرى حيث يجلس براين و إيزلينغ اللذان كانا يتحدثان إلى أحد مدراء (سى بى سى) و زوجته و كان قد بدأ يسترخى إلى أن لاحظ بيللا تجلس إلى جانبه و راحت تتفحص براين خلسة من تحن أهدابها منتديات ليلاس
أول ما تبادر إلى ذهن جوش هو انها وجدت براين جذاباً , فسألها مشاكساً:"لِمَ لا تنفكين عن التحديق بـ براين؟"
دنت بيللا نحوه مجيبة :"إننى أحاول أن أتخيله كرجل ذى شخصية"
همسها فى أذنه سحره.
ثم عادت تمعن التحديق فى براين:"لا أفهم كيف يمكن لـ إيزلينغ أن تتركك من أجل رجل مثله!"
ــ إنها مغرمة به
ــ نعم هذا واضح . إنها مشرقة وكل من يراها يدرك أن هذا بفضله إلا أننى لست أرى السبب . هذا كل شئ تتبع جوش نظراتها , الآن و قد عرف أن بيللا غير مهتمة به, أصبح بإمكانه أن يتفحص الرجل الآخر . فقال لها على سبيل الشرح :"إنه وسيم جداً"
ــ أفترض ذلك.
و لكن بيللا لم تبدُ مقتنعة فنظر إليها جوش متفاجئاً.
ــ ظننت أنه من النوع الذى يعجبك.
بدت مذهولة :"حقاً؟"
ــ لديه تلك النظرة التى تعجبك. عليك أن تقرى بأنه يشبه ويل الذى بدوره يشبه كل من خرجت برفقتهم .
حدقت بيللا مجدداً بـ براون :"هو لا يشبه ويل إطلاقاً لا من قريب أو بعيد"
حتى جوش لم ير فيه شبه لـ ويل و لكنه تذكر فى الوقت المناسب أن بيللا مغرمة بذلك الرجل . عليه أن يكون أكثر لباقة فعلاقتها الفاترة بـ إيزلينغ لم تصل إلى درجة الهزء بها . مع أنها قادرة على ذلك.
ــ إذاً براين ليس من النوع الذى يعجبك؟
نظرت إليه بعينين جادتين :"لا, ليس من النوع الذى يعجبنى إطلاقاً"
أدرك جوش ذلك الإحساس الغريب الذى تملكه و هو ينظر فى عينيها , فابتلع ريقه و قال بصوت غريب:"جيد"
لو لم يكن حوش من النوع الذى يمرض أبداً لظن أنه مرض . فعلى الأقل يمكن لهذا أن يبرر انزعاجه و عدم قدرته على التركيز . هز رأسه قليلاً عله يجد السبب و لكنه كان متعباً أكثر مما كان يظن.
استدارت بيللا وعرفت عن نفسها إلى المرأة الجالسة بجانبها .
قالت صديقة بيللا الجديدة :"كنت اتامل خاتمك"
و عندما نظر إليها جوش عن كثب , أدرك أنه التقاها من قبل . ما كان أسمها؟ سو؟ سارا؟ لا, سالى لقد تذكر الآن
قالت سالى:"إنه جميل . هل خطبتما منذ فترة طويلة؟"
ــ لا. فى الواقع عقدنا خطبتنا نهار الجمعة الفائت.
ــ آه كم هذا رومانسى!
ــ حسناً أوافقك الراى و لا أوافقك. لقد علافنا بعضنا منذ زمن لذا لم نتسرع إطلاقاً.
ــ ما الذى جعلكما تقرران الزواج الآن؟
ألقت بيللا نظرة سريعة إلى جوش ثم قالت ببطء :" كان الأمر غريباً. نظرت إليه ذات يوم وعرفت أننى أريد أن أمضى بقيت حياتى معه, وأن الصداقة لم تعد كافية بيننا"
منتديات ليلاس
ابتسمت سالى:"و هل شعر جوش بالشئ نفسه؟"
كانت ابتسامة بيللا متكلفة بعض الشئ :"عليك أن تسأليه هو"
فكر جوش بمرارة أنها تبدو مقنعة جداً و شعر بارتياح كبير عندما أت ت إيزلينغ و أخذته بعيداً عن الآخرين.
ــ أردت فقط ان أشكرك على موقفك جوش كان بإمكانك أن تصعب علىّ مسألة المشاركة فى الرحلة مع براين لو أردت ذلك.
ــ لا داعى للشكر
كان من الصعب على جوش أن يصدق أنه كان يخطط لتمضية بقية عمره مع هذه المرأة , إذ لا يشعر بشئ حيالها الآن.
تابع قائلاً :"نحن فى النهاية لا نزال نعمل معاً و أريد أن يتمكن كلانا من التركيز على كسب ذلك العقد . فليس عملك وحده رهنا به"
بدت إيزلينغ مذهولة بعض الشئ لهذا الموقف المتفهم , إذ كان يُفترض به أن يكون مفطور القلب بسبب نبذها له.
ــ أريدك أن تعرف بأننى لم أقصد إيذاءك يوماً.
ــ لا تقلقى بهذا الشأن . يسرنى أنك تبدين سعيدة.
ــ أنا كذلك. و آمل أن تكون سعيداً أنت أيضاً.
نظر جوش رغماً عنه إلى بيللا التى كانت مستغرقة فى الحديث مع سالى غافلة عنه تماماً
تابعت إيزلينغ نظراته وقالت:"أتعرف جوش؟ لو تزوجت بك لكانت غلطة كبيرة فـ بيللا ستكون دوماً حاجزاً بيننا"
ــ بيللا لست هكذا على الإطلاق.
ــ ربما و لكنها ستبقى دوماً هكذا و بصراحة لم أتفاجأ إطلاقاً عندما قلت أنك ستصطحبها بدلاً منى . فلطالما كنت واثقة بأنك مغرم بها أكثر مما تود الإقرار به.
و كان جوش تلقى صدمة على رأسه . إذ تملكه فجأة إحساس بالدوار. و أجابها بعد تردد :"هذا هراء ! أنا و بيللا مجرد أصدقاء . لطالما كنا كذلك و سوف نبقى. لقد رأيتنا معاً إيزلينغ . و أنت تعلمين أن لا مجال لأى شئ آخر بيننا"
ابتسمت إيزلينغ قليلاً و هى تقف فى مكانها :"هل أنت واثق؟"
حدق جوش بها. مغرم بـ بيللا ؟ لا هذا لا يُعقل . إيزلينغ لا تعى ما تقول . هو طبعاً يحب بيللا و لكن كشقيقة له ليس أكثر.
و لكنه لا يعرف أبداً أن أخته موجودة فى الغرفة من عطرها . ولا ينام و أما عينيه صورتها و مهما كان حبه لها قوياً فهو لا يشعر بحال أفضل لمجرد عِلمه بحضورها . كما هى الحال مع بيللا . آه ! إنه فعلاً مغرم بها.
شعر جوش و كأن العالم انهار فجأة من حوله تاركاً إيته يتخبط و يجاهد ليبلغ بر الأمان حيث بيللا هى نفسها الفتاة التى تعرف إليها ذات يوم على مقاعد الدراسة
منتديات ليلاس
متى حصل هذا؟هل تغيرت هى؟ أم هو من تغير؟
قطعت عليه بيللا أفكاره :"ماذا كانت تريد إيزلينغ؟"
حدق بها جوش شارداً:"أرادت فقط....."
أن تفسد حياته , ان تزعزع عالمه, ان تجعله يشك فى كل ما ظن انه يشعر به تجاه صديقته المفضلة.
ــ ....أرادت فقط ان تشكرنى.
و من حسن حظه أن صوته بدا طبيعياً إلى حد ما
ـ علام ؟
ـت على تفهم شعورها حيال براين. قالت إنها ممتنة.
ــ هذا أضعف الإيمان.
قالت بيللا ذلك متذكرة خاتم الزمرد الذى كانت إيزلينغ لا تزال تتباهى به . ولكن يبدو . ولكن يبدو أن الحديث الذى دار بينهما كان حميمياً و بدا جوش مصدوماً عندما ابتعدت إيزلينغ فسألته:"هل قالت شيئاً آخر؟"
تردد جوش قبل أن يجيب :"قالت إنها لو تزوجت بى لكانت غلطة فظيعة"
ــ طبعاً ستقول ذلك, ولكنها ليست الوحيدة التى تظن هذا . فبينما كنتُ أتحدث مع سالى , قالت إنها عملت معك مرتين و إنك تعجبها , لكنها لم تحب إيزلينغ يوماً أثناء وجودها فى (سى بى سى) . وقالت إنها سمعت شائعات عن خطبتكما و هى سعيدة للتعرف إلىّ و إكتشافها أن الأمر غير صحيح.
ــ ماذا قلتِ لها ؟
حان دور بيللا لتتردد الآن:"حسناً....ظننت أنه من الأفضل ان أجعلها تظن بإنها أساءت الفهم, فقلت لها إنك لطالما كنت لىّ"
وضحكت لتظهر له بأنها لم تكن تعنى ذلك فعلاً . ولكنها ارتكبت غلطة عندما نظرت فى عينى جوش مجدداً و رأت تعبيره البائس , وكاد قلبها يتوقف للحظة . فهى لم ترى جوش يوماً هكذا.
ــ ها أنت بخير؟
ــ أجل....كنت أفكر فقط فى أمر قالته إيزلينغ....
و توقف عاجزاً عن إكمال جملته. فتملك بيللا إحساس بالخجل و الذنب. ماذا أصابها ؟ كيف تمزح فى مسألة علاقتهما و تعلق بشكل ساخر على إيزلينغ فى حين أن جوش يشف تماماً منها؟ لقد نسيت كيف يمكن أن يشعر لمقابلته إيزلينغ مجدداً. صحيح أنه بدا هادئاً و متمالكاً لإعصابه إلا أن هذا لا يعنى انه لا يعانى بقدر ما يبدو عليه .
ــ أن آسفة جوش.
ذلك التعبير الغريب لمع فى عينيه مجدداً :"الذنب ليس ذنبك"
ما الذى قالته له إيزلينغ؟ هى ليست عديمة الإحساس لتسأله هذا , ولكن لابد أن شيئاً ما حدث لكى يبدو جوش هكذا . وهى لا تستطيع أن تتحمل فكرة أن يتعذب أمامها . حاولت أن تطمئنه واضعة يدها على ركبته:"سيكون كل شئ على ما يرام جوش"
نظر إليها جوش بشكل غريب : " أتظنين ؟ "
مـنـتـديـات لــيــلاســـ
|