تابعت إيزلينغ ثرثرتها قائلة :"كان باهظ الثمن ولكن جوش قال لى إنه بإمكانى شراء أى خاتم يعجبنى"
أجابت بيللا :"أنا واثقة من أنه يظنك تستحقينه"
و إذ سكبت كوب آخر وناولته لـ جوش مرغمة نفسها على النظر فى عينيه:"أعرف أنك تفضل نوع آخر من العصير فى مناسبات كهذه"
ــ شكراً
أخذ جوش الكوب منها ولكن بسبب توتر بيللا ما إن تلامست يداهما حتى أجفلت كمن لسعها الكهرباء و أسقطت العصير على الأرض
ــ آسفة
و توهجت وجنتاها و ازدادت يداها ارتجافاً.
سألها بقلق :"هل أنت بخير؟"
ــ أجل متوترة فقط بشأن العشاء.
استرخى وجه جوش و قال مبتسماً :"أنت دائماً هكذا تخططين لوجبات عشاء فخمة ثم تتوترين عندما ينجح الأمر . أقترح عليك أن تتخلصى من كل كتب الطهو تلك و تقدمى لضيوفك الجبن والعصير"
ــ قد أفعل ذلك لاحقاً.
قالت ذلك مرغمة نفسها على الابتسام و عندما تلاقت عيونهما بدا وكأنهما وحيدين فى عالم خاص بهما.
وكان جوش أول من أشاح بنظره فقال وهو ينظر فى أرجاء المطبخ:"لطيف منك أنك تكبدت كل هذا العناء من أجلنا"
فتدخلت إيزلينغ وقد لاحظت كيف تشابكت نظراتهما للتو :"نعم كل شئ يبدو رائع"
كانت بيللا قد وضعت غطاء جميل للمائدة المائدة المصنوعة من خشب الصنوبر حيث أمضت مع كايت و فيبى ساعات و ساعات يحتسين الشاى ويحاولن تقديم المساعدة,وقد سرها الآن أن تبدو المائدة على هذا القدر من الجمال بأكوابها المتلألئة و أزهارها وشموعها المضاءة .
بدا الجو رومنسياً كما خططت له بالضبط أقله من هذه الناحية من المطبخ فبجانب الثلاجة كانت الأطباق المتسخة متجمعة أكواماً , إذ استعملت تقريباً كل آنية ممكنة ولا يزال أمامها الكثير لتقوم به .
لطالما أحبت هذا المطبخ ولكنها أحياناً تشعر فعلاً بالحاجة إلى منتديات ليلاس غرفة طعام مستقلة لكى تبدو الأمور طبيعية أكثر .
قالت إيزلينغ :"يعجبنى هذا المطبخ . كان السبب الرئيسى وراء رغبتى فى الانتقال إلى هنا ذات يوم"
ــ أنا آسفة
منتديات ليلاس
قالت بيللا ذلك وقد تذكرت كيف عارضت الفكرة عندما عرضها عليها جوش
ابتلعت ريقها بصعوبة و حدثت نفسها بأنه ما كان يجدر بها النظر فى عينى رجل هو ليس أكثر من صديقها و خاصة أثناء الاحتفال بخطوبته من شخص آخر.
قالت بيللا على سبيل الاعتذار :"لابد أننى بدوت أنانية جداً عندما أصريت على الأحتفاظ بالمنزل لنفسى"
ــ لا تقلقى
قالت إيزلينغ ذلك وهى تهز يدها بلا مبالاة كى يلمع الخاتم الماسى فى أصبعها على ضوء الشمع :"أنا واثقة من أننى كنت لأشعر تماماً بالأمر عينه . وعلى أى حال كان ذلك فى صالحنا أنا و جوش . أليس كذلك عزيزى؟"
و تأبطت ذراع جوش بتملك ظاهر :"لو وافقتِ على انتقالى إلى هنا لما أنتقلت للسكن مع جوش و لما أكتشفنا أبداً أننا مناسبان الواحد للآخر . ولما فكرنا فى الزواج. أليس كذلك جوش؟"
قال جوش:"يصعب معرفة ذلك"
بقيت إيزالينغ متأبطة ذراع جوش و بادرتها بابتسامة مشرقة :"كل ذلك إذاً كان بفضلك بيللا . شكراً"
كانت ابتسامة بيللا جامدة بعض الشئ فاستدارت بسرعة تتناول طبقاً قائلة لـ إيزالينغ :"ما رأيك فى فطيرة؟"
ــ آه.....لا أظننى....
كانت بيللا فخورة بهذا الطبق الذى حضرته و قد أمضت ساعات فى طهوه وتزينه.
ــ إنه الطبق الوحيد الذى نجحت فى تحضيره , لذا أنصحك بتناول ما أمكنك منه و إلا فلن تأكلى شيئاً.
ــ حسناً سأتناول واحدة فقط.
أفلتت إيزالينغ ذراع جوش و تناولت فطيرة بعد عدة لحظات من التردد كانت على الأرجح تبحث عن الأقل دسماً
ــ إنها لذيذة.
ــ تناولى واحدة أخرى .
ــ آه لا ! شكراً
و ربتت على معدتها المسطحة :"لقد أخترت فستان الزفاف ولا يجدر بى أن أزداد وزناً إن كنت أريد ارتداءه"
ــ هل حدتما الموعد؟
شعرت بيللا بالامتنان لتدخلى فيبى و انضمامها إلى الحديث لعلها لاحظت أن بيللا كانت على وشك أن تمسك بفطائرها و تمرغ بها وجه إيزالينغ.
أجابت إيزالينغ:"فى شهر أيار . أظن أن زفافاً ربيعياً سيكون رائعاً . لا؟"
كان هناك بريق محموم فى عينى إيزالينغ الخضراوين و بدت متحمسة جداً . ولم يكن بإمكان بيللا أن تلومها طبعاً فلو كانت هى ترتدى خاتم جوش لكانت متحمسة أكثر منها و لكنها لم تتوقع ان تكون كل كلمة تنطق بها إيزالينغ أشبه بخنجر يطعنها فى الأحشاء.
شعرت فجأة برغبة جامحة تدفعها للخروج من المطبخ لئلا يرى أحد وجهها:"أستأذن . على أن أنتبه للمقبلات"
كانت فيبى تصغى إلى خطط إيزالينغ الحالمة حول الزفاف بينما كان جوش ينظر إلى كوبه عابساً.
منتديات ليلاس