المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
رجل من زجاج
الشرود هو اسم اللعبه .. امشي الهويني على الكورنيش غير شاعر بالوقت .. ماذا افعل في هذا الجو البارد ؟؟ وهل هذا سؤال انه الهروب .. اهرب من واقعي المرير .. سجن وضعت فيه نفسي بإرادتي .. استطيع ان اعيش سعيدا قانعا بحياتي .. لكني سجين افكاري
ووساوسي وشعوري الدائم بالنقص .. نقص تعجز كل ميزات الدنيا عن تعويضه .. رجل من زجاج !! هذا ما انا عليه .. تلك نظرتي لنفسي .. انا غير موجود .. لايشعر بي احد .. اتكلم فلا يسمعني احد .. هل سمعت عن رجل نظر الى زجاج سيارته ؟؟ الزجاج لاينظر له.. قد ينظر من خلاله .. لكنه ابدا لاينظر له .
- تلك المرأه الواقفه هناك .. اعرف من هي .. واعرف معنى وقوفها وحيده في تلك النقطه المظلمه .. انها تنظر لي تتفحصني .. لا أنظر اليها ابدا لكني اراها بوضوح .. ارى الحجاب الموضوع على عجل وقد اظهر نصف الشعر .. شعر اصطبغ بصبعة رخيصه فبدا اصفر باهتا كزهره تحتضر .. ارى الحواجب المرسومه بحد القلم .. ارى الثياب الرخيصه الضيقه وقد عجزت عن مداراة ذلك الجسد السمين .. تفحصتني ثانيه ثم اشاحت بوجهها بعيدا .. لاأستحق عناء الاغواء .. فلتبحث عن هدف سهل .. فلتبحث عن صيد سمين .. فألواح الزجاج ابدا لاتستحق العناء .. بعدت نوعا ما ثم استدرت لاأشبع فضولي ... فأنا لاأقوى ابدا على النظر في عيني فتاه .. تعطيني ظهرها ناظرة للطريق .. هناك سيارة تباطء قائدها .. نظر لها .. اطلق النفير .. تعطيني ظهرها .. لكني ما زلت اراها بعين خيالي .. تلك النظره الطويله التي رمقته بها .. كان التفاهم كاملا .. ودون اي كلام .. لديها شيء يريده .. ولديه اشياء تريدها .. الشيطان يتم صفقه اخرى في هدوء .
- استمر في السير يحركني البرد تدفعني الريح .. يجلسان هناك في طرف خفي .. يغلفهما الظلام .. شاب مليء الجسد .. يعلو وجهه شارب كث .. وتعلو عينه نظرة اثيم .. وفتاة رفيعه سمراء .. يمتليء وجهها بالبثور .. يحيطها بذارعه .. يحادثها يقترب منها .. لايبغي الوصال .. يبغي المتعه .. تنظر له نظرة مثيره .. لاتبغي الود .. تبغي ثقة مفقوده .. تعوضها لحظات من الحب المزيف .. ولو على اشلاء الشرف المروم .. تدور عينيه تمسح المكان .. لايوجد بشر .. لايوجد فضوليين .. انها لحظة مناسبه .. ينهل من فم القيح .. وتمتليء شفاهه بالصديد .. قبلة باردة وجلد ميت .. وأنفاس كريهه .. واحساس معدوم .. فعل ذلك .. وفكر لم يراني احد .. فلم يكن هناك احد.. فقط رجل من زجاج .
- انظر للبحر .. انه اسود كئيب ... يتعالى الموج .. وتصفر الريح .. يتوارى القمر خلف ستاره الرمادي .. قد كره عالمنا القميء .. قد كره دنيا البشر .. وانا مازلت اجد السير .. واسرع الخطى .. وكأني على موعد مع شيء ما .. يريدني ولا اريده .. تلك اللافته المبهره .. تعلوها الكلمات المضيئه .. تعلن عن وصولي لفندقي الاثير .. لم ادخله يوما .. من بابه لم اقترب .. فقط اراه اثناء سيري .. ارى السيارات الفارهه .. ارى النساء .. وجوه لامعه مبهرجة الالوان .. فساتين تتلالا ومعاطف الفراء .. وشعر ناعم منسدل على تلك الاكتاف العاريه .. ونظرات تنطق بالكبر .. بالسماجه .. بالاشفاق على النفس في مزيج غريب .. ارى الرجال .. لا أنظر للملابس .. فلاأرى البدله .. او ربطات الاعناق تتدلى كالمشانق .. فقط انظر للوجوه .. يا ألهي !! .. من اين اتت كل تلك القسوه .. من اين اتى كل هذا الجمود .. احساس زائد بالعظمه .. شعور لامتناهي بالذات .. انا الاول انا الاخير .. كل شيء يدور في فلكي .. كل شيء قد خلق لي .. .. من أين اتوأ بكل تلك الثقه .. اعطوني بعض منها فأنا احق بها .. يروحون ويجيئون .. رجالا ونساء .. اراقبهم من بعيد .. لايلتفتون الي فأنا رجل من زجاج .
- قدماي تؤلمني .. ويقتلني البرد .. لكني اجد السير .. لابد ان انهي رحلتي لابد ان اصل .. الوصول قدر محتوم ... اقف قليلا التقط انفاسي .. وانظر حولي .. كم احب تلك البقعه .. اضواء الكورنيش .. وبريق السيارات .. وتلك الكلمات المكتوبه .. على الصخور .. كلمات تحث على الفضيله .. واخرى تسجل الحضور .. وثالثة تحكي قصة حب تم اختزالها .. في اسمين .. وقلب وسهم مكسور .. فقط ارتجف حين ارى اللوحات المرعبه .. لوحات رسمها سفاح رأى نفسه كما هي .. لوحات رسمها شيطان رجيم .. انها رؤس شجرة اليقطين تتدلى هناك .. على الاحجار والصخور .. ارتجف رعبا .. اموت فرقا .. تنتابني قشعريرة بين الضلوع .. اقف امامها .. اقترب منها .. اجثوا الى جوارها باحثا عن السر بين الخطوط .. يمر العابرون جواري ينظرون لها في سأم .. في ضيق في ملل .. ولا يلتفتون الي .. الى فأنا رجل من زجاج .
- يأالهي هل اشرق وجهي .. هل صارت ملامحي مضيئه .. هل اصرت اكثر جمالا ؟؟ لا لقد ظهر القمر .. رفيقي الجميل ينساب حييا من خلف براقع السماء .. ارجوك اظهر وبدد كل تلك الظلمات .. اشرق له كل شيء .. اسفلت الطريق .. صخور الميناء .. قلبي الرابض بين الضلوع .. حتى البحر لم يعد اسود مملا كئيبا .. متجهم الوجه كثوب العزاء .. وفي الضوء القمر الفضي رأيتهما .. جلسا متجاورين .. على تلك الصخره .. حبيبين هما .. حبيبين ازليين .. نقشت صورتهما على جدران المعابد .. ورؤس المسلات .. ولوحات المتاحف .. وأنهار الجليد .. اراهما في كل مره فأشعر بأن الحياة بخير .. فأشعر بأن الكواكب تسير .. معهما يتحول الحب الى كائن حي .. جسد .. شفاه .. ملامح .. شعور .. لم ارهما يتكلمان ابدا .. دائما هي على صدره .. تستمع لدقات قلبه .. بينمها شعرها يرقص في ضوء القمر رقصته المجنونه .. يداعب جبينه ويمسح وجهه .. اقف خلفهما انظر لكل هذا الجمال .. ضوء القمر .. بريق النجوم .. الفضه الذائبه في الماء .. حبيبين متعانقين .. لابد انها لوحة الخلود ........ افكر فيها .. أشتاق اليها .. اشفق لحالي .. فهي لن تراني .. تلك الفاتنه .. من تسكن خيالي .. فأنا مازلت رجل من زجاج
- الرجل العجوزجالسا هناك .. على الطريق ينظر للبحر ويطعم القطط .. أراه فأعلم اني وصلت لنهاية رحلتي .. ينظر الي ويبتسم .. يتشقق وجهه وتظهر ندوبات الزمن .. ولكن ابتسامته تجعله جميلا .. تجعله في عيني اجمل من القمر .. يرحب بي .. يجلسني جواره .. يخرج كل رماد الذكريات .. يحدثني عما فعله به الزمن .. هو لايتكلم هو ينطق سحر البيان .. تلتمع عيني .. اشحذ اذاني .. اعطيه كل اهتمامي .. فيبتسم وتخبرني عينيه اني اهم شخص في حياته .. يسكت قليلا ويطلب مني ان اطعم القطط .. تموء تلك القطه السوداء .. تقترب مني .. تتمسح في ساقي .. وتنظر الي نظرة عطف ورجاء .. امد يدي في تلك العلبه .. اخرج تلك السمكة الصغيره ... وانظر اليها وانا مبتسم .. ارى في عينيها الرجاء .. تهز ذيلها وينطلق المواء .. فألقي اليها السمكه .. تتلقفها هانئه .. يقترب مني العجوز .. وتنام في حجري الهريره .. فاشعر باني حقا قد لاأكون رجل من زجاج
|