كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تجاهل تعليقها : بعد قضاء بعض الوقت مع امى هذا الصباح تبين لى ان ميرا فالنتينا نورتنغاتون هى مركز اهتمامها ... وقد ساعدتها فى اتخاذ قرار محبب الى قلبها .
اشاحت استيرا بوجهها عنه ونظرت الى الخارج لتفكر فى ما قاله زاكارى قد شاهدت مثالا على لهفة امه فهى لم تحاول فقط الالتفاف عليهما حين رات ان ذلك مناسبا ، بل حاولت دفعهما الى مذبح الكنيسة ، ودعت الكاهن للعشاء فى سبيل هذه الغاية .
لذلك . عرفت استيرا ان من غير المحتمل وجود ما لا تقوله او تفعله السيدة نورتنغاتون لو احست برغبة فيه . فجأة تذكرت انها لاحظت مدى رهافة السيدة بعد الفطور مباشرة . فالتفتت اليه تساله : اتعنى ان امك ارادت ان تترك ميرا ، ولكن لم تكن تعرف كيف تطلب هذا ؟
هز راسه : كانت على اتم الاستعداد للتحدث باقل فرصة متاحة لها . كنت محقة بشأن الجدات والحفيدات .
-وهل لاحظت تغييرا فى امك ؟
-مازلت مصدوما ... اظنها فكرت مرتين قبل استخدام روزى للعناية بى او بنايغل ... مع ذلك ، اليوم شهدت كيف رفضت ان تستخدم الا افضل المربيات المحترفات لحفيدتها .
ابتسمت استيرا ، ولكن ابتسامتها سرعان ما تلاشت . لدى زاكارى رد على كل شئ ولكن هذا لم يجعل الخدعة التى قام بها تنسجم مع روح الصدق لديها .
لاحظ هذا . حين التفت بعد عشر دقائق من الصمت ليقول : امازلت غير سعيدة ؟
-وكيف اكون سعيدة ؟ من الاجحاف الا تعرف امك ان ميرا ابنة نايغل ... فى الواقع لا يعجبنى ما افعله .
-اتظنين ان ما يحدث يعجبنى ؟ صدقينى اقدر لك تعاونك وصدقك الذى رايته فيك ، ولكننى شرحت لك سبب اضطرارى لهذه الطريقة ولقد نجحت ايضا . وامى اليوم بدت اسعد حالا مما مضى .
-اجل ... لقد ... ابتسمت .
ضحك زاكارى : ساسعى دائما الى زرع الابتسامة على شفتيها ، ثم ساقول لها ان السيدة الصغيرة المسؤولة عن
ابتساماتها هى حفيدتها التى هى ابنة نايغل لا ابنتى .
صاحت بذعر فجائى : ليس قبل عودة غولى .
سال بلطف : الا تعرفين موقع قدمك ؟ انت ممزقة بيأس بين ان تعرف امى الحقيقة وبين ان تتخذ اجراءات تحرمك من حقك فى الوصاية على الطفلة .
مد يده يربت يدها ليطمئنها ، واجابت : هذا تقريبا يلخص كل شئ .
-لا تقلقى ... انا وانت فى هذه الورطة معا . ولن اقوم بحركة بدون استشارتك اولا .
لم تكن استيرا واثقة بما تشعر مع زاكارى ، فهو رجل لا يعرف قراره . رجل تعرف انه اقسى من الجلمود ، والا لما استطاع تدمير حياة اخيه العملية بتلك الطريقة ، ولكن كيف لرجل قاسى الفؤاد ان يهتم هكذا بالمحنة الداخلية التى تمر بها امه ، هذه المحنة التى تجعله مستعدا للقيام بأى شئ فى سبيل راحة بال امه . ربما ما يقال فيه انه رجل يحير العقول .
عانت استيرا المزيد من التشوش حين وصلا الى لندن ... شعرت بانها مدينة لغولى فى الذهاب لرؤية ميرا فى نهاية الاسبوع ... ولكنها لم تجد حتى الان طريقة لتسأله عن هذا ، حين كان يحمل حقيبتها بيده ، ويرافقها الى بابها ... ووفر عليها الازعاج اذ قال وهو يعطيها الحقيبة : ازورك مساء الجمعة .
وفيما هى تهم بفتح ثغرها ، لمع بريق شيطانى فى عينيه وكأنما حركتها هذه كانت اقوى من قدرته على المقاومة فانحنى يقول : الآباء بالوكالة يتبادلون الوداع هكذا .
ثم ابتسم بعدما عانقها . اما هى فوقفت دهشة وقد ازدادت تشوشا وحيرة .
****
اقتباس :-
|
انتهى الفصل الخامس
|
|