كاتب الموضوع :
رنا السوداني
المنتدى :
الارشيف
[CENTER]هذه المرة لم يكن هنالك اي شك في وجود النبرة المهينة في صوته
لكنه لم يضف اي شي على كلامه بل استدار على عقبيه ببساطة وبدا يسير بخطوات كبيرة عبر الحديقة فيما هرول الكلب الى جانبه لم يزعج نفسه ليستدير ليتحقق ان كانت تتبعه ام لا
مع دخولهما الى القصر من باب جانبي كانت غرايستشعر بالحرارة وانقطاع الانفاس لكنها اتبعت دليلها صعودا على درج حجري شاهق شديد الانحدار
شعرت بالارتياح لعدم رؤيتها رئيس الخدم الفضولي كانت وصلت الى الداخل الى عرين الاسد
خطت الى غرفة فسيحة مليئةجدرانهابالكتب خمنت غرايس انها غرفة مكتبة الدوق دو هيريراتسلل الخوف الى عظامها حين تبعها الرجل الى الداخل وارتجف قلبها عندما اغلق الباب خلفه وسمعت طقطقة القفل الخافتة
اخرج خافيير هاتفه الخلوي من جيبه فتمتم بضع كلمات عبره لكن صوته كان خافت فلم تفهم ما قاله
تعمدت غرايس النظر الى ساعتها قائلة.هل سيصل الدوق خلال وقت قريب.
رد خافيير بصوت حريري((اعدك انك لن تضطري الى الانتظار مطولا آنسة بيريسفورد))
مجددا التقطت شيئا من السخرية راقبته وهو يفك ازرار معطفه ثم يهز كتفيه ليسقطه عنهما فانجذبت الى بنيته الجسدية الرائعة كان يرتدي سروال اسود ضيقا وكشف قميصه الابيض عن عنقه الاسمر الطويل اما في قدميه فقد انتعل جزمة جلدية طويلة الساقين
-سوف تصل الشرطة الى هنا خلال وقت قصير
ابلغها خافيير ذلك بابتسامة خالية من اي دف
-الشرطة
احست غرايس بالصدمة الى درجة فقدت القدرة على ايجاد الكلمات المناسبة بدا وجهه المنحوت الى درجة الكمال مع انه متعجرف فظ الى حد بعيد نظرت الى خديه الحادتين وبشرته الذهبية وشعر راسه الاسودوعينيه الكهرمانيتان اتقدتا بالنار وهما يرسمان دربا فوق كل انش من جسدها تكلمت بشكل لاذع محاولة اخفاء شعورها بالاحراج((انت لست البستاني اليس كذلك افترضت انك....لا تقل لي انك انت الدوق دو هيريرا))
رفع خافيير احدى حاجبيه باستمتاع ساخر وقال((انت يا آنسة بيريسفورد كاذبة كما انك سارقة))
توقف لبرهة ثم تمتم مضيفا((لابد ان تلك العادة تجري في دماء عائلتكم))
ادركت غرايس مرتعبة ان هذا الرجل هو الدوق نفسه وانه عرف من تكون
استنشقت نفسا عميقا وقالت متلعثمة:اقر انني...تفوهت بكذبة صغيرة لكنني لست بسارقة))
احمرت وجنتاها خجلا حين تذكرت القصة الملفقة حول موعد لقاء الدوق
-احقا ؟اذا من منحك الاذن بالسرقة من حديقتي
تمشى خافييرعبر الغرفة ثم توقف على مقربة شديدة منها حتى شمت العطر اللاذع وقفت غرايس مبهورة مخطوفة الانفاس فيما قام بتمرير احدى انامله بدهاء نزولا من فكها وصولا الى اسفل عنقها انحبست انفاس غرايس فاحست بالدوار حدقت عاجزة عن الكلام ثم شهقت عندما انتزع منها فجاة الوردة المحشورة في عروة زر فستانها
همست :انها مجرد وردة واحدة
اما خافيير فتمتم متهكما:بالطبع ما قيمة وردة واحدة في حين ان والدك سلبني مسبقا ملايين الجنيهات.
اطلقت غرايس انين ينم عن الياس فقالت:
آه ياالهي ادرك ان الامر يبدو سيئا.
-لايبدو الامر سيئا فقط آنسة بيريسفورد بل يبدو مريعا
تمتمت :انا اسفة
ابتلعت الدموع التي سدت حلقها وتذكرت ضخامة المبلغ الذي اختلسه ابوها انها ثلاثة ملايين جنيه استرليني قام بتحويلها الى حسابات مزيفة
استهلت غرايس كلامها :ادرك ان والدي ارتكب خطا شنيعا لكن هنالك اسبابا دفعته الى ذلك.
تشدق الدوق قائلا :انا واثق ان لديه اسبابه وان بامكانه اطلاع القاضي عليها
رن جرس الهاتف الموضوع على مكتب خافيير فالتقط السماعة واصغى للحظة ثم اعادها الى مكانها فبا ان يوجه الى غرايس ابتسامة قاسية اخرى
ادركت غرايس فطريا ان الاتصال اعلمه بوصول الشرطة فغمرها الهلع هذه فرصتها الوحيدة للدفاع عن قضية والدهاوهي لن تستسلم من دون مقاومة
قال خافيير ببرود:ادهشني لقاؤك بك انسة بيريسفورد لكنني اخشى انه حان اوان رحيلك
-ارجوك يجدر بك ان تصغي الي ان والدي.....
-يستحق كل ما يحصل معه
كان خافيير وصل الى الباب ولغة جسده تحذرها من ان صبره وصل الى حده
-انه مريض .مريض عقليا لم يكن يدري ما يفعله
اجابها خافيير:آه ما بالك انغوس استغل مكانته كمدير للمصرف فاخذ يحول الاموال الى حسابات زائفة خلال الثمانية عشر شهراالاخيرة وهو يدرك تماما ما يفعله
اطبقت يده على مقبض الباب لكن قبل ان يفتحه اندفعت غر ايس بقوة فاسندت الى الباب الخشبي قائلة:لم يتمكن والدي من ايجاد طريقة اخرى ..ارجوك...امنحني خمس دقائق من وقتك ودعني اشرح لك الاسباب التي دفعته لارتكاب فعلته هذه
اعتقدت للحظة انه سوف يجرها بالقوة عن الباب بعد ان اطبقت يده حول معصمها بقبضة مؤلمةلكن فجاة سمعت طرقة حادة من الجانب الاخر من الباب
تكلم خافييرمستخدما لغته الام وهو غير مدرك بان غرايس تفهم سؤاله وجواب خادمه الذي ابلغه بوصول الشرطة وبانهم ينتظرون بالبهو
لقد حذرها المحامي بان والدها سوف يواجه حكما طويلا بالسجن فجاة احست بالارتخاء في عظامها اما الدموع التي راحت تتجمع في عينيها فبدات تنهمر بصمت نزولا على وجنتيها
نهاية الفصل الثاني]
|