كاتب الموضوع :
رنا السوداني
المنتدى :
الارشيف
[CENTER]اخبرها الرجل الاكبر سنا بفظاظة.انا لاانصحك بذلك سنيوريتا اذا كنت تخافين على حياتك
[CENTER]فالدوق ليس في افضل مزاج له
غمرها الامل لمعرفتها ان خافير موجود هنا
جل ما عليها اقناع رئيس الخدم المتهجم الوجه بان يسمح لها برؤيته
بعد مرور عدة دقائق كانت غرايس ما تزال واقفة على الدرج توسلت الرجل للمرة الاخيرة فيما بدا باب السنديان الثقيل بالانغلاق ليقفل في وجهها((ارجوك))
اجابها رئيس الخدم بنفاذ صبر قائلا. انا اسف لكن هذا مستحيل فا لدوق لايقابل ابدا ضيوفا غير مدعوين.
-لكن..فقط اخبره انني هنا..لن اخذ سوى خمس دقائق من وقته.
ارتد صرخة غرايس اليائسة عن الباب الخشبي الصلب عندئذ استسلمت بدافع الاحباط الى رغبتها الصبيانية بركل الباب الامامي ولم تفاجا حين بقي مقفلا بثبات
غمغمت غرايس متذمرة وهي تطرف بعينيها لتمنع دموعها من التساقط قائلة
اللعنة عليك .خافيير هيريرا.
يبدو انه لم يعد اي خيار سوى الالتفاف بسيارتها لتعود من الطريق الجبلية التي سلكتها نفسها لكنها لم تقوى على تحمل فكرة فشلها في تحقيق مبتغاها
ان الدوق خافير هيريرا هنا في الجهة المقابلة لهذه الجدران ولابد ان تكون هناك طريقة ما للوصول اليه واجباره للاصغاء اليها
لطالما كان والدها يغيضها قائلا ان عنادها الزائد يعوض عن الانشات القليلة التي تنقصها في الطول
[CENTER]توقفت الامطار عن الهطول وبالرغم ان السماء ما زالت رمادية الا ان اشعة الشمس الباهتة تحاول بشجاعة ان بعث الدف الى تلك النطقة
لاحضت غرايس عبر الباحة الخارجية وجود بوابة ذات قنطرة في الحائط قالت لنفسها على الارجح ان البوابة الحديدية مقفلة لكنها اندهشت حين تمكنت من فتحها بسهولة
فخطت الى الداخل بسرعة بدت الحديقة رائعة التصميم ومتميزة جدا
كما لوانها من الجنةعكست سلسلة من البرك المربعة الشكل ذات المياه الصافية صور اشجار النخيل الاستوائية في حين تناثر رذاذ نوافير المياه النعش عليها مسكنا اعصابها المنهكة
اما الورود فقد علقت على وريقاتها المخملية قطرات الماء التي بدت كحبات من اللؤلؤ
اندفعت غرايس بدون تفكير وقطفت احدى الورود ثم انحنت راسها لتستنشق عبيرها.للحظات ثمينة احست ان اعباء همومها ترتفع عن كاهلها .تمشت على طول الممرات الضيقة في الحديقة ناسية انها يفترض بها البحث عن طريقة للدخول الى القصر
لم تعرف غرايس ما الذي دفع بها الى قطع حبل تاملها الصامت لبرك المياه .لم يعد هنالك اي صوت...حتى العصافير توقفت عن الغناء ساورها احساس غريب با لوخز حل بين كتفيها كما تصاعد في داخلها شعور بان احدهم يراقبها ادارت راسها ببط وعلقت الانفاس في صدرها
كان الرجل واقفا في ناحية بعيدة من الحديقة لكن طوله بدا ملحوظا جدا من هذه المسافة
كان يرتدي معطفا من اللون الاخضر الغامق اللماع يصل الى ما تحت ركبتيه ويحتك بجزمته الجلدية اما القبة التي يعلوها قلنسوة فجعلت مظهره اشبه بمظهر احد المحاربين من العصور الوسطى
جذب الرجل قبعته ذات الحواف العريضة فوق عينيه مغطيا وجهه
لفت انتباه غرايس كلب الدوبرمان النحيل الاسود الواقف الى جانبه
فاحست بالخوف يتمخض في داخلها لاشك انه كلب حراسة اما الرجل فلا بد انه احد موظفي الحراسة في القصر
فكرت ان الخيار الاكثر عقلانية هو بان تدنو من رجل الامن فتعتذرعلى فعلتها
لكن مخيلتها صورت لها بانه يبدو كقابض للارواح
لذلك حلت غزيرتها مكان تفكيرها المنطقي فاستدارت حول نفسها وفرت هاربة وهي تصرخ القت نظرة سريعة من فوق كتفيها فاتضح ان الرجل اطلق سراح كلبه وبدا هذا الاخير يركض عبر الحديقة نحوها راح الدم
يتخبط داخل اذني غرايس وهي تندفع بعنف عبر ممرات الحديقة باحثة بياس عن مخرج للفرار كانت الحديقة محاطة من ثلاث حهات بحائط مرتفع اما الرابع فكان اقل ارتفاعا فيما بدت احجار الطوب فيه قديمة ومتداعية
كاد الكلب ان يصل اليها واستطاعت ان تسعع انفاسه المزعجة تدنو منها شيئا فشيئا كما تخيلت انيابه الحادة تنغرس في لحمها
انطلقت غرايس بقوة في ممر اخر من الحديقة وبدات تتسلق الحائط القديم بسرعة هائلة متولدة من ياسها
وفرت لها احجار الطوب وؤطى لقدميها ما سمح لها بالوصول الى حافة السور مستخدمة كل طاقتها طمانت نفسها انها باتت بمامن الان
ام الكلب القابع في الاسفل فراح ينبح بقوة ...آه!مع القليل من الحظ يمكنها التسلق الحائط فتجتاز الى الناحية الاخرى حيث الامان
بعد ان القت نظرة الى الكلب
علقت احدى رجليها فوق حافة السور ثم اطلقت صرخة رعب فخلف الحائط تنحدر الارض نحو هاوية سحيقة تبلغ مئات الاقدام لو رمت بنفسها من فوق السور سوف تموت
اما البديل الوحيد فهو العودة نزولا نحو الحديقة حيث ينتظرها
الكلب ولعابه يسيل
|