كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
واطلقت شهقة شعرها الطويل الاشقر كان متجمعاً دون ترتيب في ذيل حصان عند مؤخرة رأسها مربوط بشريط زهري, بنطلون الجينز, وجهها ,يديها كلها ملطخة بالألوان حتى كنزتها الزهرية اللون لم تنجو من التلطيخ ,إنها وسخة تماماً!
وبسرعة وضعت الحقيبة بين ساقيها وبدأت تعمل وهي تميل الى الامام نحو المرآة , ولعقت اطراف اصابعها بلسانها واخذت تمسح بها وجهها , ثم استرعى انتابهها شيء ظهر في المرآة.. زوج حذاء اسود لماع وبنطلون طويل ذو تفصيل رائع.
واستقامت ساندرا في وقفتها , ثم ضحكت للرجل الانيق الذي كان يستند على حافة الباب وهو يراقبها عبر نظارته, لابد انها ضبطت على يد احد مساعدي جايمس كوريللي.
- عفواً . انا ارتب نفسي قليلاً للقاء السيد كوريللي , لقد قرعت الباب ولكن احداً لم يرد عليّ..هل هو هنا؟
واستدارت الى المرآة ثانية ومسحت لطخة زرقاء عن وجهها بظهر يدها, وامسكت بالحقيبة من بين ساقيها , ونظرت الى نفسها للمرة الاخيرة في المرآة بإعجاب, ثم ولأن الرجل الذي كان يراقبها لم يرد عليها عرفت في لحظة مريعة فظيعة .. عرفت.
واستدارت لتواجهه.. وعيناها مفتوحتان على اتساعهما, وقالت باضطراب:
- سيد كوريللي؟
منتديات ليلاس
ولم يتكلم ولا كلمة, وببطء تحركت يده لتعديل النظارة ذات الاطار السميك عن وجهه وعينيه.منتديات ليلاس
وانحبست انفاس ساندرا في حنجرتها بسبب تأثير ذلك الرجل عليها وهو دون نظارات, كان عنده القدرة على تغريغ الهواء من الغرفة , ليتركها مخيفة وفارغة, لم يكن قصيراً , ولا سميناً , ولا كبيراً في السن.. بل طويل , نحيف واسمر الملامح, في اواسط الثلاثين , على الرغم من ان الشيب قد بدأ يخالط شعره الاسود اللماع الذي حيرها .
وقابلت ساندرا نظرته المرتابة بفضول, فبالرغم من مظهره الجذاب بدا بارداً وغير مهتم, ووجدت افكارها وقد عادت الى شقيقتها.
اجل .. كم من السهولة تصور هذين الاثنين كحبيبين..مثل حب (لروبوت)! لاوجود للدفء, والعاطفة الانسانية بينهما.
- انا ساندرا كايسي.. شقيقة باربرا.
الاسمين اللذين برزا من فمها لم يسجلا رداً عنده او انه يظهر الكثير من عدم الاكتراث, وبدا لها انها قد تكون مخطئة حول شخصيته التي لم يوضحها, وقد يكون موظفاً.. ولكن لا.. فهذا الرجل لايمكن ان يكون موظفاً, الطريقة التي يقف بها, الطريقة التي ينظر بها وكأنها امامه لا شيء , بقعة حبر على ورقة, وتبدو عليه ملامح السلطة , وحاولت ثانية:
- باربرا كايسي.. سكرتيرتك..حسناً انا شقيقتها ساندرا.منتديات ليلاس
ودون ان يتكلم .. اعاد النظارات الى عينيه وراقبت ساندرا تحركه الرشيق , كان مثل الفهد الاسود وهو يستدير عنها ويفتح الباب الى غرفة الاستقبال, ودخل الغرفة والتقط الهاتف قرب النافذة, وسمعته يصدر تعليماته بعد إزعاجه, ثم استدار ليواجهها فتسمرت ساندرا في مكان مامن منتصف الغرفة...
قسماته كانت قاسية جداً, وشعرت بدون سبب بالخوف, ومع انها لا تستطيع رؤية عينيه من وراء النظارة, فقد استطاعت ان تشعر بعدم ثقته وضجره منها.
|