- لأجل الله ياساندرا.. اتركي الأمر الآن , ولا تحاولي ان تعطيني درساً حول امر لا تعرفين عنه الكثير , تستطيعين مساعدة الشخص إذا كان هو يريد ان يساعد نفسه, هل تفهمين هذا؟
- أجل..بالطبع أفهم, ولكن أترى بطريقة ما كان يطلب المساعدة والسرقة كانت كصرخة للمساعدة.
- لقد سرق ليشتري المخدرات ياساندرا, ولم يفكر بك ابداً, واذا كان يريد المساعدة فهو قادر على ان يدخل أي مركز من المراكز العديدة في باريس ويطلب المساعدة.
- ربما...
- توقفي عن هذا ياساندرا قبل ان أفقد اعصابي.منتديات ليلاس
- اردت المساعدة فقط.
- إذا كنت تريدين تمثيل دور ملاك الرحمة, فسآخذك الى مركز والدي الطبي في انكلترا وتستطيعين مواساة من ليس امامهم فرصة للحياة.
وأحست بمعدتها تتلوى , فأسرعت الى الحمام , واصبح جايمس فوراً وراءها ليمسك رأسها وهي تتقيأ.
- أنا آسفة .. أوه ياجايمس.
- وأنا آسف ايضاً ياساندرا, لقد كنت قاسياً عليك الليلة ولكنك احياناً عنيدة جداً , تمسكي بحافة المغسلة وسأجلب لك بعض الماء لتشربيه.
وعاد اليها وأمسك بها وهي تغسل فمها وتنظف اسنانها واجلسها على كرسي الحمام ونظرت اليه وهو يغسل وجهها.
- جايمس .. اخبرني ماذا حدث الليلة, لا أعني عن المقهى, بل عن برادشو وباربرا؟
وجلس على حافة المغطس.. وابتسم.
منتديات ليلاس
- باربرا؟ لقد خرجت معها الى العشاء, لم اصدق عندما ظهرت اليوم , لقد لاحظت انها تظن بأنني جننت , لقد دخلت علي وكأنها لم تكن بعيدة عني ابداً.. كنت أنتظرك أنت, ولكنها وصلت بدلاً عنك, ثم أفزعني ستيفن بإخباري أين كنت ذاهبة .. مسكين ستيفن.. لقد كان امامه عمل كالجحيم في مراقبتك.
فضحكت ساندرا.ريحانة
- هل عاد الى هنا؟
- لقد استقل سيارة اجرة الى المطعم لينضم الى باربرا وبرادشو.
- لا يجب ان تكون معي ياجايمس.
- هناك اشياء تكون أهم.
واستدار الى المغطس ووضع فيه بعض الصابون المعطر وفتح الماء, ثم حضر لها كومة مناشف , وراقبته ساندرا وقلبها يخفق بسرعة, لابد انه يهتم بها, لقد خاطر بكل شيء لأجلها الليلة.
كان عليه ان يكون يفاوض لشراء (بونيمت ) ولكنه هنا, يحضر الحمام لمجنونة, وهو يرتدي سترة السهرة, وبأكمام مرفوعة الى فوق الكوع.واحست بالألم من حبها له.
وقبل ان تدري مايحدث, كان قد قلع عنها بنطلونها وكنزتها وحملها بين ذراعيه ووضعها في الماء الساخن بعناية , وارتعدت ساندرا لملامسة الماء الدافئ لجسدها , وأمسكت بحافة المغطس لتسند نفسها, وقالت له ممازحة, تحاول تغطية خجلها امامه:
- لم اشاهدك تفحص سخونة الماء بكوعك, فقد أصبح حمراء مسلوقة عندما أخرج.ريحانة
- لن يحدث هذا.
وابتسم لها, فصرخت عندما تحرك نحو الباب.
- لا تتركني! لا اريد ان ابقى لوحدي.
- سأعود اليك بعد قليل...

وعاد اليها بعد خمس دقائق وشعره مبلل وهو يرتدي روب الحمام, بعد ان اغتسل في الحمام الآخر, وأمسك بها بعد ان خرجت من الحمام ولفت نفسها بمنشفة كبيرة وتمتمت له:
- جايمس.. اتذكر انني قلت لك إنني أكرهك؟..حسناً.. لقد كانت زلة لسان .. كنت أعني...انني أحبك.
ولم تكن واثقة من نفسها. خائفة من ان تكون قد باحت بشيء لا تستطيع ان تكون عادلة فيه, وعادت باربرا لتضغط على افكارها وعاد الغثيان الى معدتها, لم يكن يجب عليها ان تقول شيئاً في وقت تعلم بأنه يهتم بشقيقتها, وذكرت نفسها بأنه ليس هكذا, إنه يهتم بها هي , والليلة كانت البرهان.
وقال لها بصوت خافت , وأجش:
- وأنا أحبك ايضاً, يابرعم الصباح.
وتدفقت دموع السعادة الصافية من عينيها وهي تنظر اليه , فابتسم لها, وأحست به يحملها بسهولة ودون جهد بين ذراعيه.
وكان السرير محضراً , ووضعها بين الأغطية الباردة , وغطاها حتى الذقن, ثم انحنى وقبل جبينها, ثم انسحب وكان هذا آخر شيء يريد ان يفعله.
- لماذا ياجايمس ؟ لماذا؟
- انت بحاجة للنوم, فنأمي يابرعمتي الحبيبة, فأمامنا كل الوقت في هذا الدنيا.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وابتسمت له, إنها تحبه لأجل هذا , لاهتمامه , لحبه, لاحترامه لها, واصبحت أجفانها ثقيلة , كم هو على حق , دائماً يبدو انه يعرفها اكثر فأكثر, وقد شاهد فيها الرغبة, ولكنه أحس بضعفها ونامت آمنة لمعرفتها بأنه سيكون بانتظارها عندما تستيقظ.
عندما استيقظت كانت الغرفة بالكاد مضاءة, فمها جاف وجسمها يؤلمها , وجلست على حافة السرير, ووضعت قدمها الملتوية على الأرض .. لقد مر الأمر بسلام, وبتنهيدة ارتياح وقفت وتحركت نحو النافذة, كان نور الصباح قد بدأ يظهر, ولكن لا أثر للحياة في الخارج, واحست بالرعدة ففتحت الخزانة وارتدت احد قمصان جايمس , ولفته جيداً حولها.
اين هو؟ وتحركت رعشة باردة فوق عمودها الفقري.. هل ذهب الى باربرا؟ وعضت شفتها وكأنها تعاقب نفسها على هذه الأفكار, لقد قال إنه يحبها.. هي .. وليس باربرا.
وكان ينام في الغرفة الاخرى, وارتاحت لرؤيته, ووقفت عند السرير المزدوج تنظر الى ملامحه الهادئة, وتحرك وجهه حركة بسيطة عن المكان الذي يلقيه عليه, هل تحرك عندما فتحت الباب؟ هل يعلم بأنها واقفة فوقه, والاعجاب يتدفق من كل ذرة فيها؟ إنه هنا.. أليس كذلك؟ هنا وليس مع باربرا . هنا ينتظرها...
وتحرك قليلاً, فاجفلت وهي تنظر الى وجهه.. فضحك ضحكة عميقة وقال:
- كم هي لذيذة هذه الطريقة للاستيقاظ.منتديات ليلاس
- لم أقصد أن أوقظك.
- ايتها الفتاة المضحكة.. وكم تظنين استطيع التظاهر بالنوم, دعيني أنظر الى برعم صباحي.. أوه.. اجل ..أنت جميلة ونضرة كما أنت دائماً.. هل نمتي جيداً؟
- أفضل عن أي وقت .
- ستنامين بشكل أفضل ..إنما فيما بعد.. بعد وقت طويل , احبك يازهرتي.
- وأنا احبك ايضاً ياجايمس, أنت أروع من الكلمات , كم أحبك .. لا تتركني .. لا تفقدني.

- ابداً..لن افقدك ابداً ..أنت لي الى الأبد.
ونظرت الى الرجل الذي تحبه وتعبده, وفكرت بانها لم تكن يوماً أسعد مماهي عليه الآن, وقال لها:
- هل ترغبين في شرب القهوة ياحبيبتي؟
- اجل.
واستلقت على فراشه وراقبته وهو يخرج من الغرفة, وترك الباب مفتوحاً, كانت ماتزال غير مصدقة بأن جايمس يحبها, هل حلمت بكل هذا, هل تتخيل؟.. إنها الحقيقة, وغمرتها السعادة, فعادت للإغفاء.ريحانة
واستيقظت على صوت قرع الباب, جايمس كان قد خرج, وجاءها صوت باربرا راعداً أكثر من المعتاد.
- لم تعودي الى الغرفة ليلة أمس, فهل افهم من هذا أنك امضيت الليل مع جايمس هنا؟
وكان صوتها يفطر بالمرارة التي تخرج من اعماق كيانها, فشهقت قائلة:
- باربرا!
وهجمت باربرا على ساندرا وكأنها العنكبوت السام, يسعى لالتقاط فريسته.
- ايتها الساقطة! ايتها الساقطة السخيفة الصغيرة!
- ليس الأمر كما تعتقدين يا باربرا!
ومدت يدها الى قميص جايمس الذي كانت ترتديه, وقد وقع على الأرض , ووضعته فوق كتفيها.
- لا تطلقي علي النعوت باربرا , انا لست ساقطة ..أنا وجايمس نحب بعضنا.
وضحكت باربرا ضحكة هستيرية.
منتديات ليلاس
- لم أكن أشك انك واقعة بحبه.. فأية امرأة لايمكن لها إلا ان تقع ؟ ولكن هو ... يحبك؟ لابد انك فقدت عقلك.
- لقد قال...
- هل قال إنه يحبك؟ انت لا تملكين الذكاء لو انك صدقتيه, يا شقيقتي العزيزة..أنت بلهاء ياساندرا.. الا تستطعين الإدراك عندما يستغلك احد..؟
- أنا لم استغل!
إنها لم تستغل, لم تستغل! كيف تستطيع جعل باربرا تفهم ان جايمس يحبها فعلاً؟
- لقد كنت حاضرة بين يده عندما كنت انا بعيدة عنه, وأنا أعرف جايمس كوريللي ياساندرا, وأعلم أي نوع من النساء يحتاجه, وأنت لست هذا النوع , ألا تستطعين رؤية الضغط عليه من جراء هذا المؤتمر؟ إنه بحاجة لي, وعندما ينتهي منك , سيحتاجني أنا..أنا من يريد ان يتزوجها!
- يتزوجك؟
وضحكت باربرا ثانية.منتديات ليلاس
- مسكينة ياساندرا, لا تستطيعين الفهم أليس كذلك؟ جايمس كوريللي رجل واقعي..وماذا بإمكانك ان تقدمي له سوى بعض لحظات المتعة؟ انت مغفلة, ولايمكن الاعتماد عليك, وأنا استطيع ان اعطيه كل شيء و أكثر.
- اخرسي يا باربرا! لن استمع اليك .. انا وجايمس..
- مجرد متعة , هذا كل ما أنت بالنسبة الي ياساندرا , لو لم يحصل لي ذلك الحادث لكنت انا من يرتدي هذا القميص الآن!

واحست بقماش القميص يمزق بشرتها, يحرق لحمها بألم. وحدقت بجنون بشقيقتها, لا تريد ان تصدق ولكنها تجد كل كلمة قالتها تبعث على الخوف والريبة في نفسها, وعضت ساندرا على شفتها, وحاولت ان تقنع نفسها بأن باربرا مخطئة, وارادت ان يدخل جايمس الآن مسرعا ليقول لها بأن تخرج من هنا, ولكنه لم يدخل, فبعد ليلة حبهما تركها وذهب, واصابتها الحقيقية بالكآبة, وحطمت احاسيسها حتى احست بالدوار في رأسها, باربرا على حق, لم تكن سوى متعة له لتريح اعصابه.منتديات ليلاس
وباربرا قد عادت الآن, وهو ليس بحاجة اليها بعد, وقالت باربرا:
- اخرجي من هنا بكرامتك.
ووقفت ساندرا, ودون ان تقول كلمة اخرى لشقيقتها خرجت, ولكن ليس بكرامة, فقد كانت هذه أبعد فكرة عن ذهنها, وتركت باربرا وسط غرفة النوم, وغادرت الجناح, وحياتها مدمرة, وقلبها ينزلف بألم...

نهاية الفصل السابع

8- الحياة تستمر ... ولكن !



- تلك الرحلة الى باريس لم تفدك كثيراً, مضى اسبوع على عودتك ولم أشاهد ابتسامتك المشرقة التي اعرفها من قبل ان تسافري.
وابتسمت ساندرا لرئيسها..كان رالف يدفع بصناديق المشروب والمعلبات من تحت طاولة المقهى الطويلة, وكانت ساندرا تقارن عددها ونوعها مع لائحة معها.
كانت هذه أول مرة يذكر لها رحلتها, ولابد ان تذكيره لها كي تركز تفكيرها بعملها.منتديات ليلاس
- أوه كانت مخيبة لأملي, وهذا كل شيء, لقد اوصلت حقيبة باربرا لرئيسها , وتجولت في باريس لبضعة ايام, ولأكون صادقة, أنا سعيدة بالعودة الى حيث الحركة, فباريس ليست كما يظن البعض.
وبدأ المقهى بامتلاء.. وتفحصت ساندرا الوجوه المبتسمة , ابتسامات زائفة, واستمعت الى الاصوات التي تعذر.. هذه هي الحركة.. أليس كذلك؟ لو انهم فقط يعرفون مامرت به في باريس.. لقد اتهمت بأنها جاسوسة, وسلبت اموالها على يد فنان مدمن للمخدرات, ووقعت في الحب, وتحطم قلبها وكادت ان تقتل أختها!