كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
واستعرضت ساندرا نفسها أمام المرآة وهي تفكر بأن شقيقتها لن يعجبها ما امامها لو رأتها الآن. شعرها الطويل الذهبي اللامع ينسدل بإغراء حول وجهها البيضاوي, شفتاها المليئتان بالرموش الداكنة, شعر ذهبي ورموش داكنة سوداء, مزحة من الطبيعة طالما ازعجت ساندرا.. فالناس كانوا يظنون بأنها قد غيرت لون احديهما, وجايمس كوريللي يظن بأن عينيها فائتنتان.
والفستان ... حسناً إنه ليس ماتلبسه عادة, فقد انسدل على جسدها النحيل بالتفاف كامل, حذاءها العالي الكعبين جعل ساقيها تبدوان طويلتان الى مالا نهاية, ولكن ماعدا ذلك كان عليها ان تعترف انها كاملة!
ولم تشاهد جايمس كوريللي قرب مكتب الاستقبال وتساءلت ما اذا كان قد اعاد التفكير, او انه نسي الأمر, وجلست على حافة مقعد كبير من الجلد الخمري وانتظرت, مبتسمة لنفسها , وهي تفكر بأنها منذ ستة اشهر ماضية, وقبل العمل في المعرض الفني, والمقهى الليلي لم تكن سوى ريفية جبانة, ولكن الحياة في لندن قد غيرت جبنها الرجعي في زمن قصير , ومع انها لازالت بعيدة عن ثقة باربرا بنفسها, ولكن نظرات الاعجاب من الرجال لم تكن تزعجها , وتعلمت ان تتجاوز طلبا المواعيد بابتسامة جميلة ومزحة خفيفة لا تترك اي إنسان يشعر بالغضب.وفتحت ابواب المصعد وشاهدته واقف تأدباً ليسمح لسيدة مسنة ان تخرج قبله وابتسمت له المرأة وهي تنظر اليه بذهول واعجاب, وفهمت ساندرا لماذا.. فهو يبدو رائعاً جداً في بذلة السهرة السوداء ومعطفه الاسود المتجلي فوق كتفيه دون ان يرتديه , إنه كالكونت دراكولا مصاص الدماء, واحست بوخزة في عنقها وهي تفكر هكذا.ريحانة
منتديات ليلاس
وشكرت الله على انها احضرت معها هذا الفستان الاسود والحذاء الانيق الضيق الذي كان يضغط على اطراف اصابعها , ولكن هذا يستحق التحمل لمجرد ان تكون برفقته, وهي لن تخذله ابداً.
ووقفت الرشاقة على قدميها وانتظرت الى ان شاهدها, ثم اتجه بعينيه ورسمت ابتسامة تحية على وجهها المحمر وانتظرت...
وتمتمت من بين اسنانها ( اوه ..لا) فبدون نظارته لم يرها , وسار متجاوز لها وكأنها قطعة من الاثاث, ونادته بما يشبه الهمس:
- سيد كوريللي! سيد كوريللي! لم تتعرف إليّ.. أليس كذلك...
وامسكت بكم سترته وعندما التفت ابتسمت ابتسامة عريضة , وجهه كان صورة كاملة من الاعجاب, ثم قال وهو يبتسم:
- انت محقة , أنا لم أتعرف عليك..
- لكنت تعرفت عليّ بسهولة لو انك تضع نظاراتك, ليس هناك داعي للخجل من لبس النظارة, وانت تعلم هذا.
وسارت معه وقد اخذ بذراعها ليقودها الى امام الفندق.
- النظارة من طراز قديم, وأنا لا ألبسها سوى للقراءة, وأنا لم أتعرف عليك لأنك كنت أفتش عن فتاة هزيلة صغيرة..لا عن...
ونظر اليها نظرة جانبية , وكأنه لا يزال غير واثق من ان عيناه لا تخدعانه.
- عن ماذا؟
|